
رواية حور الأسد الفصل الثامن عشر 18 بقلم سهام محمود
في سيارة أسد حيث هو يقود السيارة و حور تجلس بجانبه على المقعد و الوضع صامت بينهم.... كانت تنظر من النافذة على الأرض التي تتحرك تحت أنظارها الهادئة.....كان أسد يختلس النظر إليها بين الحين و الأخر و هو يراقيب هدوئها تحدث بنبرة باردة شبه أمرة لها :
أسد: لما تبقي عايزة تروحي مكان تيجي و تقوليلي أنا على طول مش تخلي حد يحكيلي.
نظرت له حور لبضعة ثوان لتهز رأسها لأعلى و أسفل بينما تتمتم:
حور بخفوت: حاضر....المرة الجاية إن شاء الله.
أسد مرددا: إن شاء الله.
وصل بعد مدة أمام المشفى ليصف سيارته في المكان المخصص ليطفئ المحرك و يهبط كلاهما من السيارة لترى حور سيارة سوداء أخرى و ينزل منها العديد من الحراس لتعلم إنهم تابعين لأسد لتدير رأسها و تبدأ بالسير بالقرب من أسد ليلاحظ الحرس الذين أحنوا رؤوسهم بخفة دلالة على وجودهم للحماية ليهز رأسه بخفة و يكمل سيره.
دخلا إلى المشفى لتبتسم حور إلى بعض الممرضات التي يقابلونها.....بينما نظرات الأعجاب لم تخلو من وجوههم و هم ينطرون إلى أسد....لتسير حور أمام أسد ليجدها تصعد على درجات السلم بحماس ليوقفها سائلا بينما يشير بسبابته نحو المصعد بجانبهم:
أسد: هو مش في أصانصير بتطلعي على السلم ليه؟؟.
حور بتأفف: هو إنت مبتعرفش إنه الطلوع و النزول من على السلم بيفيد عضلة القلب و صحته و بعدين واقف ليه تعالا معايا يااالا.
هبطت الدرجتين لتمسك يده بحركة تلقائية عفوية صدرت منها لتصعد الدرج بسرعة نسبية و هي تبتسم في وجهه ليتعجب هو من حركتها تلك.....توقفا أمام باب غرفة محمد ذات الرقم 213 لتترك حور يده بخفة ليقبض عليها بسرعة عندما شعر بالفراغ....لينظر نحوها ليراها تبتسم بحماس بينما تعض شفتيها لتبدأ بالطرق على الباب بطريقة غريبة بالنسبة له لفتح الباب و تدخل لتشير له أن يدخل ليسير خلفها.
دخل إلى الداخل ليرى رجل يبدو من مظهره و شكله إنه في أواخر الثلاثين و إمرأة تجلس على الأريكة و تبدو في منتصف الثلاثين.... و فتى مستلقي على السرير بشعرا أسود و ملامح شبيهة له و يبدو في التاسعة أو العاشرة من عمره.....ليصرخ الفتى بحماس عندما رأى حور:
محمد: حووور جااات تاني.
حور بإبتسامة: أكيد هاجي تاني يا حمو يا قمر إنت.
نظرت إلى الرجل و الذي كان والد محمد فتحدثت بإحترام:
حور: عامل إيه يا عمو علي؟؟.
علي بحنان: الحمد لله يا بنتي إنتي أخبارك إيه؟؟.
حور: كويسة الحمد لله...إزيك يا عمتو صباح.
صباح بإبتسامة: كويسة يا حور إنتي اخبارك.
حور: كويسة....اعرفكم أسد سيف خطيبي...أسد البشمهندس علي يبقى والد محمد و الأستاذة صباح مدرسة للأطفال مرحلة الروضة...و أخيرا سبب الزيارة محمد.
كانت تعرفهم على بعضهم بمرح كعادتها ليصافح علي و محمد الذي كان فرحا جدا بقدوم حور....إتجهت حور نحو محمد لتجلس بجانبه بينما تمسك يده لينزعج أسد لكنه لم يظهر هذا....تحدثت حور بإبتسامة:
حور: ها يا بطل إيه الأخبارك؟؟.
محمد بحماس: كويسة الحمد لله...العملية نجحت و بدأت بالعلاج الطبيعي و بقيت بعرف أحرك صوابع رجليا تاني يا حور.
حور بفرحة و هي تحتضنه: الف الف مبروك يا حبيب....إنت قولتلي إيه أمنيتك بعد ما تمشي على رجليك تاني؟؟.
محمد: امنيتي هي إني احضر فرحك يا حور.
حور بقهقهة: و عشان كدة أنا جيتلك النهاردة.
نظرت حور نحو أسد الذي كان يراقب بهدوء لتكمل بإبتسامة:
حور: أنا جيتلك النهاردة عشان اعزمك على فرحي يا محمد.
محمد بفرحة: بجد و هتتجوزي عمو أسد؟؟.
حور بخجل: أيوة يا حمو....هتيجي؟؟.
محمد: طبعاااا هاجي و ليه لا.
بدأت حور بالتحدث معه بينما أسد بدءا يتحدث مع علي و يحثه على الحضور بشدة ليوافق علي بفرحة هو و صباح....ليجلس أسد مع علي و يتحدثان عن بعض الأمور الجانبية و يختلس النظر على حور و هي تلعب مع محمد مباراة لكرة القدم و صوتهما يملئ أرجاء الغرفة بأكملها.
مضى الوقت في المشفى بسعادة على حور فذهبوا لأداء صلاة العصر أسد مع علي في المسجد بجانب المشفى و حور كالعادة مع الأطفال.....إنتهت هي لتودع الأطفال و تذهب نحو غرفة التبرع لتطرق الباب فتسمع صوت أسيل لتدخل حور فترفع اسيل رأسها نحو الطارق لتجدها حور لتقف سريعا و تحتضن حور بسعادة و حور تبادلها بسعادة لتتحدث بعد ان فصلت الحضن:
أسيل: هو إنتي مش كنتي هنا من يومين إيه إلي خلاكي تيجي تاني.
حور بعبوس: يعني عايزاني أمشي...خلاص أنا ماشية.
لتستدير بجسدها لتضحك أسيل و هي ترجعها من أكتافها و هي تتحدث بضحك:
أسيل: بهزر يا بنتي الله.
حور: انا عارفة بس قلت اعملهم عليكي.
أسيل: ماشي مقبولة منك.
إبتعدت حور لتجلس على سرير المتبرعين و تكشف عن ساعدها لتذهب نحوها أسيل لتبدأ بتحضير اللازم للتبرع فتتحدث حور:
حور: إعملي حسابك إنك هتيجي على فرحي يا أسيل.
أسيل بإندهاش: فرحك؟!!....إنتي؟؟.
حور: أيوة فرحي أنا يوم الخميس دا.
أسيل: بالسرعة دي.....مين إلي إمه داعية عليه دي؟؟.
وضعت الأبرة في وريدها لتتأوه حور بخفة لتستلقي و هي تجيب على سؤال أسيل التي جلست أمامها:
حور: تفتكري إلي كان لابس أسود لما جه ياخدني لما خليتك تاخدي محمد مني؟؟.
أسيل: أه إفتكرتك.
حور: أهوه هو دا يا ستي.
أسيل: طيب يا حور ألف ألف مبروك يا حور: الله يبارك فيكي يا حبيبتي عقبالك.
أسيل: ربنا يخليكي....خلاص بقى بطلي رغي شوية عشان دمك ينزل كويس.
حور بضحك: هههههه حاضر يا أسيل.
ضحكت أسيل بخفة بينما تعمل أمام حور التي تعبث بهاتفها بملل واضح.
..........................................
عند أسد الذي دلف هو و علي إلى غرفة محمد ليجد محمد و والدته فقط و حور لم تكن موجودة ليتسأل بإستغراب:
أسد: هي حور فين؟؟.
محمد: ممكن تلاقيها عند أبلة أسيل تحت في غرفة التبرعات.
أسد: و بعمل إيه في غرفة التبرعات؟؟.
صباح: هتلاقيها بتتبرع بالدم زي كل مرة لما بتيجي هنا.
أسد : و هي تحت على طول؟؟.
صباح: أيوة تحت على طول هتلاقي بابها ابيض مش أزرق.
أسد يخرج: ماشي شكرا.....و هستناكوا تيجوا على الفرح.
علي: إن شاء الله يا أسد يا أبني شرفت و نورت.
أسد: دا بنورك يا بشمهندس علي...عن إذنكم .
علي: إتفضل يا أبني.
خرج أسد من الغرفة مغلقا الباب خلفه كان سيتوجه نحو المصعد إلا إنه تذكر حديث حور:
حور بتأفف: هو إنت مبتعرفش إنه الطلوع و النزول من على السلم بيفيد عضلة القلب و صحته و بعدين واقف ليه تعالا معايا يااالا.
هز رأسه بخفة مع إبتسامة جانبية ليتجه نحو درجات السلم و ينزل من عليها بسرعة ليتفحص بنظره الأبواب ليجد باب الغرفة الأبيض على بعد عدة خطوات منه يسارا ليتجه إلى هناك....ليطرق على الباب ليسمع صوت فتاة تأذن له ليفتح الباب ليجد حور مستلقية على السرير و يدها ينسحب منه الدم و يتجه إلى الكيس الحافظ....و يجد ممرضة تجلس على مكتبا في زاوية الغرفة.
نطرت أسيل و حور لتهمس حور بينما تعتدل:
حور: أسد!!.
نظر لها بهدوء بينما يدخل ليتحدث:
أسد: سألت عنك فوق قالولي إنك يمكن تكوني هنا.
حور: أنا هنا عشان بتبرع بالدم...أعرفك على الممرضة أسيل صاحبتي من مدة طويلة...أسيل دا أسد خطيبي.
أسيل: تشرفنا...أهلا و سهلا بيك هنا.
أسد: اهلا بيكي.....قربتي تخلصي يا حور؟؟.
إتجهت أسيل نحو كيس الدم الذي يتحرك لاعلى و اسفل لتقول:
أسيل: أيوة خلصت...دقيقة بس أجيبلك قطن و شريط.
حور: ماشي.
إتجهت أسيل تجلب ما تريده من الخزنة الطبية....لترفع حور نظرها إلى أسد الواقف مكتفا يديه لتجده ينظر إليها بهدوء لتشيح بنظراتها بعيدا عنه بتوتر....وقفت أسيل بجانب حور لتنزع الأبرة من وريدها لتتأوه بخفة و نعومة أطربت مسامع اسد الذي بدأ قلبه يدق بسرعة و وتيرة تنفسه زادت قليلا لينظر لها.....من صوتها فقط أحدثت تغييرا في كيانه إذا الأن فعلت هذا ماذا ستفعل مستقبلا؟؟.
وضعت أسيل قطعة من القطن المعقم مكان الأبرة و وضعت فوقها الشريط الطبي اللاصق.....لتعطي حور علبة عصير فراولة و تحدثت مع اسد:
أسيل: لو سمحت يا استاذ أسد إنك تخلي حور تاكل لانه العصير وحده مش هيكفي عشان يعوض الدم إلي تبرعت بيه.
أسد يومئ: ماشي...يلا يا حور.
حور: حاضر يلا....مع السلامة يا أسيل.
أسيل بخبث: مع السلامة يا حور.
خرجت حور بعد أن ألقت نظرة نارية على أسيل التي كانت تضحك عليها....فهي إن لم يكن أحدا يجبرها على تناول الطعام لن تأكل و هذا ليس جيدا لها في حالة تبرعها بالدم....لهذا هي الأن وضعتها تحت الامر الواقع.
خرج أسد و حور من المشفى لترمي حور علبة العصير في النفايات لتتجه إلى مقعدها بجانب أسد لتغلق الباب.....ليبدأ أسد بالقيادة و تحدث:
أسد: هاخدك دلوقتي على مطعم لقدام عشان تاكلي.
حور بعبوس: مش عايزة اكل مش جعانة.
أسد ببرود: أنا مش بستأذنك أنا بقولك عشان هتاكلي برضاكي أو غصبن عنك.
حور بإنزعاج: إيه غصبن عني دي؟؟....أنا محدش بيغصبني على حاجة على فكرة.
أسد: و انا قلت هتاكلي غصبن عنك لو مرضيتيش.
حور بعند: لا مش غصب بقى.
أسد: غصب يا حور.
حور بعند: براحتي و مش هاكل.
أوقف السيارة بقوة على جانب الطريق لترتد إلى الأمام لتسند نفسها ليقترب منها بشدة بينما هي إلتصقت في الباب لتتوتر و قلبها دق بسرعة و صدرها يهبط و ينزل ليهمس في إذنها لتسير كهرباء على طول عامودها الفقري:
أسد: أنا قلت غصب يعني غصب.
وضعت يديها على صدره تدفعه بخفة لكنه لم يتزحزح أبدا ليكمل همسه :
أسد: فاهمة ولا أفهمك أنا على طريقتي.
حور بتوتر: أبعد عني!!.
أسد بإبتسامة جانبية: فاهمة ولا مش فاهمة؟؟.
إقترب أكثر لدرجة أن كتفه لامس كتفها ليرتعش جسدها ليهمهم لها بخفة بينما تعلقت ابصارهم ببعضها البعض لتمعن النظر في عيناه السوداء ليهمهم مرة إخرى لتومئ له برأسها من دون وعي منها لتزداد إبتسامته إتساعا و إرتفع حاجبيه عندما تمتمت بهمس:
حور: فاهمة....بس إبعد عني!!.
إبتعد عنها ليمسك بالمقود و ينظر للطريق بينما هي عدلت من وضعية جلوسها و إلتصقت بالباب و تخطف بضع نظرات بتوتر شديد إستشعره هو.
بعد مدة أوقف السيارة أمام إحدى المطاعم العادية لكنها هادئة جدا هبط هو من السيارة برجولية مغلقا الباب خلفه و هي كالعادة رفعت طرف فستانها لتظر قدميها و تقفز لأن سيارة أسد من النوع العالي أبتسمت بخفة مغلقة الباب خلفها بهدوء لتترك طرف فستانها الأسود ليخفي قدميها و يلامس الأرض أسفلها...
سارت بضع خطوات لتقف بجانبه لكن تفصل بينهما مسافة لا بأس بها...وضع يده اليمنى في جيب بنطاله ببرود لينظر في وجهها ليرى إنعكاس غروب الشمس في عيناها الزرقاء الصافية ليخفق قلبه من شدة جمالها إما إي فرمقته بنظرة منزعجة لتكتف يدها أسفل صدرها و تهز قدمها اليمنى بخفة....إرتفع حاجبه على تصرفها ليحرك يده بحركة معينة مما جعل الحرس يقفون أمام المطعم للحماية.
سار أمامها ليتسير خلفه فتح باب المعطم لتنظر له فيشير برأسه أن تدخل لتدخل و تسير أمامه ليدخل خلفها و يشير للنادل بأن يأتي خلفه.....جلسا على طاولة لشخصين ليطلب لها طعام و هو إكتفى بفنجان من القهوة لتستغرب هي لكن لم تتحدث إكتفت فقط بإراحة ظهرها على ظهر الكرسي المريح و كتفت يديها أسفل صدرها.....بينما هو نظر ببرود ليخرج هاتفه من جيب بنطاله ليعمل عليه كالعادة.....أتى النادل بالطعام و فنجان القهوة خاصة أسد ليضعهم على الطاولة أمامهما.
بدأت بتناول طعامها بملل واضح إما هو بين الحين و الأخر يرتشف من فنجان القهوة و يختلس النظر إليها ليعود و يعمل على هاتفه......غربت الشمس ليتسدل السماء ستائرها السوداء المزينة بالقمر و النجوم اللامعة متفرقة في إرجائها بخفة.
خرج أسد و حور بعد أن دفع الحساب ليجتمع الحرس في سيارتهم الخاصة....صعد أسد في السيارة تليه حور التي كانت تمشي ببطئ و تتثأب بخفة.....أدار أسد المحرك ليبدأ بالقيادة بهدوء و كان الصمت سيد المكان كالعادة بينهم.....وضعت حور رأسها على زجاج النافذة لتبدأ عيناها تنغلق تلقائيا لتجاهد في فتح عيناها لكن لم تستطع لتستسلم لسلطان النوم و تذهب إلى عالمها حالك السواد الذي توج هو عليه إبراطورا.
عدة دقائق مضت ليرفع يده ليمررها في شعره الكثيف لينظر نحوها ليجدها.....نائمة؟!!......هذا ما فكر به هو ليهز رأسه بيأس و إبتسم بخفة عليها......وصل هو إلى القصر ليصف سيارته في فناءه الواسع ليهبط من السيارة و يتجه نحوها هي ليفتح الباب بخفة مسندا رأسها بيده ليمعن النظر في وجهها الملائكي أغمض عيناه ثم تنهد بخفة ليضع رأسها على كتفه لتمتد يده نحو خصرها ليفك حزام الأمان ثم يضع يدا أسفل ركبتيها و الأخرى أسفل عنقها.....لم يخطي خطوة واحدة بعد لتتحرك بين يديه عندما إستشعرت الدفئ ثم دفنت رأسها في صدره ثم سكوون تااام!!.
بدأ يسير بها إلى الداخل لتفتح الخادمة الباب ليعبر منه سريعا و لم يقابله أحد ليصعد السلم بخطوات سريعة متمهلة لأنها خفيفة الوزن إتجه نحو غرفتها لأنها أمام غرفته.
فتح الباب ليدلف داخلا و لم ينير الأضواء بل تركها مظلمة لينيمها على السرير ليستند على طرف السرير بخفة ليسحب يده من أسفل ركبتيها ثم من أسفل عنقها و كان سيبتعد إلا أن قبضتها الصغيرة ممسكة جزءا من قميصه من جهة صدره لينظر لها فكانت نائمة بعمق اعاد نظره إلى يدها ليضع يده على يدها ليجدها ناعمة الملمس كانت كقطعة من الحرير و كم أعجبه ملمس يدها و بشدة.....نزع يدها بخفة ليضعها جانبا ثم رفع طرف فستانها لينزع عنها الحذاء المسطح بخفة و يضعه بجانب السرير......إستقام في وقفته ليتجه نحو الباب و يخرج ليلقي نظرة أخيرة عليها ثم أغلق باب غرفتها بهدوء.....ليتجه نحو غرفته فتح الباب ليدلف داخلا ثم يغلق الباب خلفه......