رواية حور الأسد الفصل السادس والعشرون 26 بقلم سهام محمود


رواية حور الأسد الفصل السادس والعشرون 26 بقلم سهام محمود


إبتسمت بخفة ثم كانت تنوي ان تدخل إلا أنها رأت سيارة اسد تدخل إلى فناء القصر فتسير بخطوات بطيئة لتخرج من الجناح ثم الممر و السلم و أخيرا قطعت الصالة فتجلس على إحدى الارائك الفردية ثم فتحت هاتفها و بدأت تلعب به لعبة سباق سيارات و تصدر اصواتا حماسية سمعت صوت الباب يفتح ثم يغلق فتنظر إليه نظرات مختلسة لكنها لم تجده عقدت حاجبيها بإستغراب فتنزل الهاتف فتنظر إلى الأرجاء و لم تجده وضعت يدها على رأسها ثم تحدثت:

حور بتعجب: هو راح فين دا لسا داخل لحق يختفي؟!! عندي حق لما قولتله دراكولا فعلا!!.

سمعت صوته البارد يهمس في إذنها فتشعر برعشة تسير على طول عامودها الفقري:

أسد: بتدوري عليا ليه يا حور؟؟!.
حور بغباء: هو للدرجة دي أنا مهووسة بيه عشان أسمع صوته في ودني كمان! لا و بحس نفس الاحساس إلي بحس بيه لما يهمس في ودني بجد؟!! سبحانك يارب!!.
أسد ببرود: سبحان الله على غبائك!!.
حور بإنزعاج: لا كدة كتير مش للدرجة دي بقى!!.
أسد: انه إيه؟؟!.
حور بغباء: إنه أسمع صوتك في ودني دي حاجة مش....مش...طبيعية؟!.

نظرت إلى جانب كتفها فتجد رأسه بجانب رأسها بل و ينظر إليها أيضا مستندا بجسده على ظهر الاريكة و هي كانت تتحدث إلا أنها بدأت تتحدث ببطئ بعد أن رأته و تنهي حديثها بنبرة متسألة غبية لدرجة لا توصف!!.

أما هو فنظر نحوها بصمت ثم إعتدل في وقفته ليفك زر بذلته السوداء فيظهر من أسفلها قميصه الاسود المشدود بسبب عضلاته القوية ثم نزع الجاكيت ليرفع بيده ممسكا به على كتفه نظرت هي الأخرى نحوه بصمت ثم وجدته يصعد السلم متجها نحو الجناح لكي يبدل ملابسه.

نظرت هي إلى طيفه الذي ذهب ثم إتجهت إلى المطبخ تخبر كاميرون أن يبدأ بتجهيز الغذاء على طاولة الطعام ثم صعدت هي بخفة سريعة ثم فتحت الباب لتطل برأسها من الباب مثل اللصة لم تجده في الغرفة فتسمع صوت تدفق المياه صادر من الحمام لتتجه نحو الخزانة لتفتحها ثم أخرجت له بنطال اسود و تيشرت اسود بنصف كم و وضعتهم على السرير ثم خرجت من الجناح كأنها لم تأتي لتنزل فتجد ان ترتيب الطعام على الطاولة قد شارف على الانتهاء لساعدهم قليلا مع بعض الحديث المرح الذي تشاركه مع الخدم.
                                    
خرج من الحمام مجففا راسه و يلف منشفة حول خصره فيجد ملابس سوداء على السرير ليعقد حاجبيه بإستغراب ثم تفحصهم ليبتسم بجانبية على ذوقها الرفيع في اللون الأسود مثل ذوقه تماما.
إرتدى الملابس بسرعة ثم شعث شعره بيده بسرعة ثم امسك هاتفه و خرج من الجناح نزل السلالم بسرعة ثم إتجه نحو طاولة الطعام فيجدها جاهزة و جميع مأكولاتها التي يحبها موضوعة عليها ثم إبتسم بخفة لينظر نحو كاميرون الواقف بجانب حور فيتحدث بإبتسامة:

أسد: هو أنت متوصي بيا النهاردة ولا إيه يا كاميرون؟؟!.
كاميرون: لا ابدا يا اسد باشا دا واجبي مش أكتر عن إذنك بالهنا و الشفا.
أسد و حور: اتفضل.

رحل كاميرون نحوه عمله و الذي كان ان يطعم ليث ف وجبة طعامه قد حان وقتها بالفعل  جلس اسد ثم جلست حور ليبدأا بتناول الطعام و حور تنظر بخلسة إليه شعر هو بذلك ثم تحدث ناظرا لها:

أسد: عايزة تقولي إيه؟؟!.

إرتبكت حور ثم نظرت نحوه كأنها لا تريد أن تقول شيئا:

حور: أنا هممممم خلاص هقول.
أسد: قولي!.
حور: أنا عايزة منك إنه تخلي الشغالين هنا يجيوا يوم و يوم على القصر مش كل يوم و إن كان على المطبخ كفاية يبقى فيه إتنين مش عشرة بحالهم كدة حرام يتعبوا على الفاضي هو اصلا مفيش حد بياكل الاكل دا غيرك و انا معاك.

ترك ما في يده ثم نظر نحوها قليلا بتفكير ثم سأل:

أسد: طيب و أنتي ليه عايزة كدة؟؟!.
حور بأبتسامة: اولا عشان هما بني أدمين زينا زييهم و أكيد كل واحد منهم ليه عيلة و هما كل يوم هنا مينفعش الواحد يتحرم من اهله و ناسه إلي بيحبهم عشان كدة انا فكرت إنهم يجيوا يوم و يوم احسن من كل يوم و منه كمان تبقى راحة ليهم.
أسد ببرود: ماشي هفكر و ابقى أرد عليكي بالليل.
حور بسعادة: بجد شكرا ليك يا أسد شكرا.

دق قلبه بسرعة و تنفسه إضطرب عندما سمع لفظ أسمه من بين شفتيها لا يعلم لما يشعر بالسعادة بسبب ذلك نظر نحوها بذهول لحاله بينما هي تتناول طعامها بسعادة تنهد هو بخفة ثم عاد إلى تناول طعامه مرة اخرى متعجب من تغير حالة كيانه بسبب لفظها لأسمه. 

في الليل**

جلست حور في الشرفة بعد أن أخذت حماما دافئا ثم بدأت جولتها في اللعب بحماس كعادتها بعد أن حادثت العائلة و سارة أيضا و هلال الذي لن تنساه بالطبع.

أسد الذي يجلس في مكتبه يعمل على بعض من أوراق عمله ليقاطع تركيزه صوت رنين هاتفه فيترك القلم من يده ثم امسك هاتفه فيجد أن المتصل جده نظر بإستغراب ثم رد قائلا:
أسد: السلام عليكم يا جدي!!.
هلال بإبتسامة: و عليكم السلام يا أبني عامل إيه؟؟.
أسد: بخير الحمد لله أنت صحتك عاملة إيه؟؟.
هلال: كويس والله.
أسد: دايما يا حاج دايما إن شاء الله.
هلال: ربنا يخليك حور عاملة إيه؟؟!.
أسد: كويسة يا جدي لسا من شوية كانت بتكلم سارة.
هلال: طيب كويس أنا كنت عايزك في موضوع يا أسد.
أسد بأهتمام: أتفضل يا جدي!!.
هلال: أنا كلمت سيف و سارة أنهم يجوا يعيشوا معايا في القصر بدل ما يقعدوا وحدهم عشان اختك و انت عارف إلي حصل.
أسد متنهدا: أيوة عارف سيف قالي إنه موافق و سارة كمان موافقة و غير كدة دي حياتهم و هما حريين أهم حاجة عندي تبقى أختي مبسوطة و مرتاحة.
هلال: يعني أنت معندكش اعتراض؟!.
أسد: لا معنديش إعتراض أبدا على كدة.
هلال: طيب كويس طيب ما تيجي أنت و حور كمان تعيشوا معايا ابقى لميت العيلة كلها تحت سقف واحد ابقى عملت إلي عليا.
                                    
أراح أسد ظهره على الكرسي ثم تحدث بإبتسامة خفيفة:

أسد: لا معلش يا جدي سامحني مش هقدر أوافقك على كلامك دا.
هلال بعبوس: لييه يا ابني بس؟!.
أسد: جدي أنا ليا شغلي و بيتي و غير كدة خلاص أنا مبقتش وحدي أنا متجوز و لازم تبقى ليا حياتي و خصوصيتي كمان.

ضحك هلال بصخب بعد أن عرف لماذا أسد رفض طلبه فيتحدث:

هلال: أه منك يا شقي عشان كدة طيب ما تقول من الاول إنك عايزة تبقى مع حور لوحدك و الدنيا تبقى فاضية عليك.
أسد بإبتسامة: خلاص يا جدي أنت فهمت أهوه.
هلال: والله أنت كدة خليتني مرتاح كنت خايف انه علاقتكم متبقاش كدة عشان متجوزين بسبب وصية ابوك الله يرحمه.
أسد: لا يا جدي كل حاجة تمام و أنا كلمت حور في الموضوع دا بس هي قالتلي إنه الكلمة الاخيرة كلمتك.

ها هو الان يشعر بالسعادة تغمره بسببها لانها فعلا تحترمه و تعتبره زوجها فيبتسم بهدوء ثم تحدث:

أسد: لا خلاص يا جدي جوابي وصلك و مفيش مناقشة تاني.
هلال: خلاص يا أبني زي ما انت عايز.

أنهى أسد حديثه مع جده بعد مناقشة بعض الأشياء التي تخص الشركة ف جده ماهر في مجال الهندسة المعمارية اراح ظهره قليلا متنهدا ثم طرق الباب ليأذن للطارق بالدخول ليفتح الباب فيرى أن الطارق هو كاميرون الذي إبتسم له بإحترام ثم أغلق الباب خلفه تقدم بضع خطوات أمام مكتب أسد ثم تحدث:

كاميرون: مساء الخير يا باشا.
أسد: مساء النور هاه يا كاميرون في حاجة؟؟!.
كاميرون: أيوة يا باشا في حاجة حصلت النهاردة و لازم تعرفها.
أسد بأهتمام: إيه هي؟؟!.
كاميرون: إلي جهز الغداء النهاردة يا باشا مش انا ولا الطباخين.
أسد بإستغراب: أومال مين يا كاميرون حور يعني هي إلي جهزته.

أومئ كاميرون ينظر في عيني أسد ثم أكمل قائلا:

كاميروت: فعلا يا باشا هي إلي جهزت الغداء و أنا بس إلي ساعدتها و حتى كمان طلبت مني أني مقولش ل حضرتك و موضحتش السبب.
أسد بشرود: ماشي يا كاميرون ممكن تروح انت دلوقتي.
كاميرون: تصبح على خير يا باشا.
أسد: و انت من اهله.

خرج كاميرون من المكتب مغلقا الباب خلفه أما أسد الذي مسح على شعره بخفة ثم وجهه نظر إلى سقف الغرفة المزين ثم إبتسم بخفة ليقف من على الكرسي ثم خرج من المكتب ليصعد نحو الليث الخاص به ليداعبه و يتحدث معه و يفهمه ليث و كان سيزأر لكن أسد أشار إليه بالصمت من أجل أن لا ترتعب حور و من في القصر.

خرج من غرفة الليث ثم إتجه بوجه بارد إلى جناحه ليفتح الباب فيسمع صوتها المرح يصرخ قائلا:

حور بحماس: هوب هوب عديها يلا عديها هيييييييييييييه ^-^ شاطر يلا أهوه كدة اللعب ولا بلاش.

إتجه نحو الشرفة ثم إتكئ على الزجاج ثم  نظر إليها كانت تتناول لوحا من الشوكولاتة الداكنة و شفاهها رغم الظلام إلا أنك تستطيع رؤيتها حمراء دموية أعتدل في وقفته بعد أن يأس من أن تلاحظه ثم تأحم قليلا فتلتفت هي ناظرة إليه ثم تحدثت:

حور بإبتسامة: مساء الخير.
أسد مبتسما بخفة: مساء النور.

أشارت حور إليه بالجلوس فيجلس مقابلا لها على الكرسي ثم قدمت له بعضا من الشوكولاتة متحدثة:

حور بطفولية: تأخد قضمة؟!!.
أسد ببرود: لا أنا مش عيل عشان أكل الحاجة دي.
حور بعبوس: خلاص أنت الخسران و بعدين دي حلوة أووي مقعول مبتحبهاش دا أنت كنت بتموت فيها!!.
أسد: كنت بموت فيها؟؟!!!.

نظرت إليه حور بتوتر ثم ضحكت ضحكة مهزوزة فقالت:

حور: لا لا متاخدش في بالك كلام عبيط لساني قاله ههههههه.
أسد بلا مبالاة: ماشي أنا فكرت في الموضوع إلي أنتي قلتهولي.
حور بحماس: هااااه إيه رأيك؟!.
أسد: موافق على الفكرة لأنها مش بطالة بس هيبقى في شرط.
حور: شرط؟! شرط إيه هو قول؟!.
أسد: أنك تجهزيلي أنتي الأكل على طول و هو دا الشرط.
حور بسعادة: إن كان على جهيز الأكل سهلة دا انا فكرته شرط كبير جدا.
أسد: لا هو دا الشرط.
حور: طيب ماشي عن إذنك شوية و هرجع.
أسد: ماشي.

خرجت هي من الجناح ركضا ثم إتجهت إلى المطبخ حيث كاميرون موجود هناك فتتحدث بسعادة:
حور: كاميرون بكرة إجازة للكل للي شغال في القصر و بعد كدة هتشتغلوا فيه كل يوم و يوم.
كاميرون بصدمة: إزاي يا بنتي؟؟! و أسد باشا وافق على كدة؟؟!.
حور: عادي أنا قلتله و وافق و بكرة إجازة للكل من بعد بكرة هتيجوا للقصر و يوم إجازة و يوم شغل يوم إجازة و يوم شغل و هاكذا.
كاميرون: ماشي يا بنتي شكرا ليكي بجد.
حور: الشكر لله يا عمو و انت كمان خد اجازة معاهم عادي.
كاميرون: لا يا بنتي مينفعش انا عندي شغل تاني في القصر.
حور: عمو كاميرون خد إجازة بكرة و إبقى بعد كدة تعالى على طول لو عايز.
كاميرون: ماشي يا بنتي عن إذنك أنا بقى اروح اقول لباقي الشغالين في القصر.
حور: ماشي يا عمو تصبح على خير.
كاميرون بإبتسامة: و أنتي من أهل الخير.   

غادرت حور المطبخ بخطوات مهرولة نحو الجناح ثم فتحت الباب لتدلف إلى الداخل ثم أغلقت الباب ثم كانت ستتجه إلى الشرفة لكنها رأت أسد نائما على السرير لتسير نحوه ثم جثت على ركبتيها لتمعن النظر في وجهه فتقبل وجهه و بعدها جبينه و من ثم ذهبت إلى الحمام بدلت ملابسها إلى شورت قطني و تيشرت ب نصف كم باللون الرصاصي و من ثم أطلقت سراح شعرها الطويل فرشت أسنانها فتنظر إلى شفتيها الحمراء لتضحك بخفة نزعت العدسة لتضعها مكانها ثم تخرج بعد ان نزعت هي العدسة من عينها أمامه لم تهتم للامر تضعها في النهار ثم تخرجها قبل ان تنام.

إستلقت هي بجانبه ثم نظرت نحوه لتبدأ شيئا فشيئا بالنوم و تستسلم كليا له....




تعليقات