رواية حور الأسد الفصل السابع 7 بقلم سهام محمود


رواية حور الأسد الفصل السابع 7 بقلم سهام محمود


سيف: جدو حبيبي وحشتني جدا.
هلال: إزيك يا سيف.
سيف: الحمد لله يا جدو و إنت عامل إيه.
هلال بسعادة: طول ما إنتوا حوليا أنا هبقى كويس.
سيف مقبلا يده: دايما يا رب دايما.

جلس هلال على مقعده ليجلس سيف بجانب رضوى التي تبتسم عليه فتحدث هلال مستغربا من هدوء القصر:

هلال: إومال حور بنتك فين يا محمد هي مجتش معاك ولا إيه؟؟.
محمد ضاحكا: دي تقدر متجيش بردوا...هي تعبت من طول الطريق و كانت نايمة فخدها سيف و طلعها على أوضتها إصبر ساعة ساعتين كدة و هتلاقي البيت كله دوشة.
أحمد: عندك حق والله يا محمد.

إستغرب أسد من تعلقهم الشديد في الفتاة التي تسمى حور و علم إنها إبنة عمه من حديث جده.... يحاول أن يتذكرها لكن لا فائدة أبدا.

...........................................

في إحدى الملاهي الليلية كان يجلس أحدهم عند البار و هو منتظر خبرا ما ليرن هاتفه أمسكه ليرد عليه و يتحدث:

الرجل: هااا إيه إلي حصل؟؟.
المتحدث: تمت الصفقة يا باشا مع الوفد التركي.
الرجل بغضب: إبن ال**** تاني أنا هوريه إقفل إنت يلا.
                                    
أغلق هاتفه بغضب ليشرب ما في الكأس الذي بين يديه في جعبته بغضب ليحدث النادل طالبا المزيد لعله ينسى خسارته الفادحة لهذه الصفقة أيضا.

...........................................

في المساء**

في غرفة حور التي إستيقظت على رنين هاتف الغرفة لتمد يدها و تضع سماعة الهاتف الأرضي على أذنها متحدثة بنعاس:

حور: أيوووون؟؟.
سارة بصراخ: إصحي يا رخمة الساعة سبعة بالليل.

إنتفضت حور من نومها و هي تشهق قائلة:

حور: يا نهار إسود و منيل بستين نيلة دا هيلو هيزعل مني جامد.
سارة بسخرية: دا يقدر دا إنتي إلي في الحتة الشمال كلها.
حور بصراخ: طيب إقفلي إقفلي عشان ألحق أصلي المغرب و أنزل أجيب تلفوني و بعد كدة هتصرف.
سارة بقهقهة: طيب يا حور سلام.
حور: سلام.

أغلقت الهاتف لتهبط من سريرها و تذهب نحو النافذة لتزيح الستائر و ترى السماء سوداء حالكة...لتذهب مهرولة نحو الحمام لتتوضئ سريعا و تخرج بينما تنشف وجهها و يديها...أمسكت الأسدال و إرتدته و فرشت السجادة و بدأت تصلي....بعد فترة ادت فرضها لتنزع إسدالها و تمسك السجادة و تضعهم على السرير لفت حجابها جيدا...إرتدت حذائها الرياضي.

فتحت باب غرفتها لتخرج و تغلقه خلفها...نظرت لباب الغرفة المقابل لها بحزن لتتنهد و تأخذ خطواتها مهرولة نحو باب القصر و تمشي بهدوء كالقطة و كم هي بارعة في هذا...لتسمع أصواتهم من غرفة الجلوس لتسير ببطئ أكثر...فتحت باب القصر و تخرج منه و تغلق الباب بهدوء... إبتسمت هي ببلاهة على ما فعلته لتعض على شفتها السفلية من فرط حماستها و من أجل عدم صراخها.

سارت نحو السيارات المصفوفة خلف بعضها البعض في فناء حديقة القصر الأمامية.... تنهدت بعبوس لأنها قد نسيت وضع عدستها اللاصقة..إتجهت سريعا نحو نافورة الماء لترى إنعكاس وجهها لتحمد ربها كثيرا كون إنه لم يرها أحد..أخرجت العلبة من جيب بنطالها..لتفتحها و تخرج العدسة بسرعة و تضعها بحذر شديد في عينها اليسرى... رمشت بعينها قليلا و عدة مرات لتعتدل العدسة جيدا...أمسكت العلبة و وضعتها في جيب بنطالها مجددا.

إتجهت نحو السيارات مرة إخرى لتقطب حاجباها بإستغراب من الطريقة التي إصطفت بها السيارات فقد كانت سيارة والدها و سيارة سيف محتجزة بين سيارة عمها أحمد و سيارة سوداء عالية فخمة لم تعرفها لمن...لم تهتم للموضوع إتجهت إلى سيارة عمها أحمد لتصعد عليها بهدوء و تقف على سقفها لتقفز برشاقة على سطح سيارة والدها و حمدت ربها بإنها لم تصدر صوت الأنذار....لتقفز مرة إخرى على سقف سيارة سيف و لم تطلق الأنذار لترفع يدها لأعلى على شكل قبضة و تضحك بصوت خفيف....سارت إلى الخلف لتنزل و أخرجت مفتاح السيارة الاحتياطي من جيبها لتفتح الباب الخلفي للسيارة. ..... دخلت إلى الداخل و بدأت بعبور المقاعدة بخفة و أمسكت هاتفها لتخرج مرة إخرى و تغلق الباب كأنه لم يفتح....صعدت مرة إخرى على سقف السيارة لترى إنها بعيدة عن الطريق التي جائت منه....فنظرت إلى يسارها لتجد السيارة السوداء بجانبها لتقول:                       

حور: خليني أعدي من عليها أحسن و أسرع عشان أدخل أسلم على هيلو لحسن يزعل... بس هي دي عربية مين دي حلوة أووي...يلا مش مهم.

أمسكت هاتفها جيدا لتقفز عاليا على سقف السيارة...ما أن وقفت عليها أصدرت السيارة صوت إنذار عالي جدا لتنتفض من قوة الصوت و في ثانية وجدت السيارة محاوطة بأعتى الرجال صلابة مشهرين بأسلحتهم في وجه حور التي صدمت من سرعة الوضع لترفع يديها لأعلى بينما لازالت ممسكة بالهاتف و تقول ببلاهة كأنها مجرمة بريئة:

حور بغباء: والله العظيم ما عملت حاجة غير إني جبت التلفون بتاعي يا جماعة.

و كما هم الحراس لازالوا مشهرين السلاح في وجهها.

....................................

في الداخل رن هاتف أسد بعد أن صمتوا جميعا لأنهم سمعوا صوت إنذار السيارة من الخارج ليجزم أسد بإنها سيارته...أخرج هاتفه ليرد ببرود:

أسد: طيب خلاص أنا جاي دلوقتي.

هب واقفا ليقف معه الجميع ليقول محمد:

محمد: في إيه يا اسد و بعدين إيه الصوت دا.
أسد بهدوء: دا الصوت بتاع عربيتي و الحرس إتصلوا بيا و قالولي في وحدة واقفة على سقف العربية.
محمد و سيف و أحمد: واحدة؟؟.
اسد راحلا: ايوة و أنا خارج أشوفها.

نظر الجميع إلى بعضهم بإستغراب ليخرجوا خلفه مندهشين.

...........................................

عند حور التي لازالت رافعة يديها لأعلى و هي تبتسم ببلاهة في وجوههم... إبتلعت ريقها بتوتر لتبدأ بالصراخ منادية:

حور: باااااباااا...يا سيييف.....يا هييييلو....يا باااااباااا.

رأت باب القصر يفتح و خرج منه أسد لكنها لم تعلم إنه هو....عندما سمع محمد صوت حور ليقول هو و سيف و هلال بصوت واحد:

: دي حووور!!!!!.

سارا خلف أسد بهدوء تام.

نظرت حور نحوهم لتجد شخصا ما يرتدي أسود في أسود يربت على كتف احد الحرس لينزلوا أسلحتهم و بالفعل أنزلوا أسلحتهم بسرعة ليطفئ هو صوت الأنذار....لم ينظر لها بعد لتقول مفكرة بصوت عالي و هي على حالها:

حور: هو دا لابس إسود في إسود كدة ليه؟؟....دا شبه دراكولا مش ناقصله غير سنان مصاص الدماء.

سمعها أسد ليبتسم بسخرية عليها...رفع رأسه لينظر بينما إتسعت هي عيناها و قد إجتمع الجميع خلف أسد ينظرون لها بينما هي تقف على سقف سيارته....نظرت لأسد و بقيت تنظر في عيناه السوداء التي كانت تلمع من ضوء القمر المسلط على عينيه لتتوه في بحره الأسود من دون أن تشعر.

إلا إنها إستفاقت من غرقها على صوت والدها الذي تحدث سائلا إياها بشك:

محمد: حوور بتعملي إيه على سقف العربية و إيه إلي طلعك برة في وقت زي كدة؟؟.

أنزلت يديها بسرعة بعد أن أدركت إنها بهذا الوضع المحرج لتخجل قليلا و قد لاحظها أسد و هو لازال يفترس ملامحها الهادئة.... تنحنت قليلا لتبدأ بالحديث كانها تلقي خطابا رسميا في مؤتمر ما:

حور: أولا مساء الخير عليكم جميعا...و أنا أسفة يا هيلو إني مسلمتش عليك و عارفة إنك ممكن تكون زعلان مني...بس أنا كالعادة نمت...امممم المهم أنا صحيت بعد ما كلمتني سارة من التلفون الأرضي و رحت نزلت عشان أجيب التلفون بتاعي من عربية سيف لأنه نسي يجيبه فلقيت العربية محجوزة بين العربية الحلوة دي و العربية بتاعتك يا بابا...فرحت ببساطة ركبت على عربية عمي احمد و بعد كدة نطيت على سقف عربيتك يا بابا و بعدين عربية سيف فتحت باب الشنطة و دخلت خدت التلفون و خرجت و قفلت الباب و طلعت تاني فوق سقف العربية...لقيت المسافة بعدية قلت اعدي على سقف العربية دي و أنزل من غير دوشة...بس للأسف أول ما نطيت العربية طلعت صوت الإنذار و في ثانية دا حتى كمان مكملتهاش و لقيت الناس دي لفت حولين العربية الحلوة دي و طلعوا السلاح حسسوني إني مجرمة درجة أولى...بس دا إلي حصل هو أنا كدة غلطت؟؟.

نظرت نحوهم ببرائة و هي تسألهم بعفوية صادرة منها...دقيقة صمت تمر لتجدهم جميعا يضحكون ماعدا هذا الرجل الذي يقف أمامها مفترسا ملامح وجهها و كأنه يحفرها في عقله لكي لا ينسى وجهها أبدا.

تقدمت لكي تنزل من سقف السيارة و قد تهجم وجهها بغضب لأنهم يضحكون عليها...لكن عوضا عن ذلك صرخت بخوف عندما تزحلقت قدمها بسبب سقف السيارة الأملس الناعم و ما سهله أكثر هو أن حذائها الرياضي كان أملس أيضا.....أغمضت عيناها بخوف و غطت وجهها بيديها مستعدة لتلقي ألألم المبرح...لكنها لم تشعر إلى بقبضيتن من حديد تحيط جسدها الصغير.




تعليقات