رواية حور الأسد الفصل الخامس عشر 15 بقلم سهام محمود


رواية حور الأسد الفصل الخامس عشر 15 بقلم سهام محمود


لم تستطع إن تكتم بكاءها اكثر لتشهق بخفة و تضع يدها على فمها بينما تبكي بشدة....كلما تذكرت حديث الطبيب بينما يحادث عمها كانت تبكي كأنها تبكي لاول مرة....فليس من السهل عليها ان تنساه هكذا...ف هو حب طفولتها في النهاية.

هدأت قليلا لتبدأ بمسح دموعها بأكمام منامتها السوداء....أخذت تتنفس بهدوء لكي تعيد ضربات قلبها السريعة إلى هدوئها مرة أخرى لتقول لنفسها متمتة:

حور: خلاص يا حور كفاية زعل كدة و بطلي عياط على واحد مش فاكرك من الأساس و هو ميستاهلش من الاول.

إبتسمت لترجع رأسها للخلف و تعقد يديها اسفل صدرها و تنظر إلى السماء باحثة بنظرها على القمر لكنها لم تجده لتعبس بخفة......مرت عليها نسمة هواء عليلة لتغمض عيناها و تتنفس منه لتعبئ به رئتيها و تطلقه بخفة من فمها....فتحتها مرة إخرى لترى بومة ملونة تطير في السماء و تصدر صوتا لتهبط على غصن من أغصان الشجرة التي كانت قريبة من شرفة غرفة حور....نظرت حور في عينا البومة الصفراء التي تشبه عينها لتبتسم و تقول بهمس:

حور: حاجة حلوة إنك تلاقي حاجة تشبهك في أصغر التفاصيل...حتى لو كانت بومة حلوة زي كدة.

وقفت بعد أن طارت البومة مرة اخرى محلقة في السماء بحرية لتدخل إلى غرفتها و تذهب إلى سريرها قافزة عليه و تركت ابواب الشرفة مفتوحة لتدخل هواءا لها و تنظر إلى السماء المليئة بالنجوم بينما تحتضن وسادة ما...لتنغلق عيناها ببطئ و تنسحب روحها إلى عالم الأحلام     
                                    
في صباح اليوم التالي**
                    
إستيقظت حور من نومها بينما تمدد ذراعيها لاعلى و هي مغلقة عيناها و على وجهها إبتسامة جميلة و قد عادت شفتيها إلى اللون الطبيعي.....وقفت على قدميها لتذهب نحو أبواب الشرفة و تغلقها ثم إستدارت ذاهبة إلى الحمام إستحمت...فرشت أسنانها ثم توضأت بعدها إرتدت بنطال قطني أحمر و معه تيشرت بنصف كم باللون الرصاصي...خرجت من الحمام لتمسك بإسدالها و سجادة الصلاة لتفرشها و ترتدي إسدالها و تبدأ بأداء فرضها.
                    
إنتهت لتنزع الأسدال عن جسدها و تمسك سجادة الصلاة و تضعهم في الرف...جلست في منتصف السرير و بدأت بتمشيط شعرها ببطئ قليلا و هي تضعه على جانب واحد.....صرخت بينما تغطي نفسها بالملائة الزرقاء و تغلق عيناها الأثنتين بسبب إندفاع الباب القوي....لتسمع بعدها صوت ضحكات تعرفها جيدا لتعقد حاجبيها و هي لازالت مغمضة العينين....لتفتح عينها اليمنى ببطئ لترى سارة مغلقة الباب و تضحك على شكل حور بشدة.
                      
تنهدت حور بإنزعاج باد على ملامح وجهها بينما تبعد الملائة عن جسدها و رأسها و تقول لسارة التي جلست امامها:
                     
حور: بقى في بني أدمة تدخل على أوضة حد بالطريقة دي كأننا في مهمة لمكافحة المخدرات؟؟.....هااا متردي؟.
سارة بضحك: أسفة مكنش قصدي فكرتك نايمة قلت اصحيكي بس طلعتي صاحية اهوه.
حور: إممم يختي صدقتك....في إيه على الصبح كدة لانه مش من عادتك يعني إنه تيجي عندي في الوقت ده؟؟.
سارة: دا أنتي عارفة اهوه.
حور بفخر: طبعا يا حبيبتي دا إنتي تربيتي بردو.
سارة: تربية اعوذ بالله.
حور: ههههه المهم في إيه؟؟.
سارة: بصي بقى يا ستي إحنا النهاردة هنروح على المول عشان نشوف فساتين الفرح و الحاجات دي و هكذا.
                   
و فعلت حركة مضحكة بينما تقول " و هكذا " لتقهقه عليها حور بينما تكمل تمشيط شعرها لتتحدث حور بفزع إندهشت منها سارة:
                   
حور: إلحقيني يا سارة إمبارح و انا بحط العدسة في علبتها خدها الهوا و طار.
سارة بغباء: إزاي خدها الهوا و طار؟؟ مش فاهمة؟؟!!.
حور: يعني انا بعد ما طلعتها من عيني و جاية احطها في العلبة جات نسمة هوا و العدسة طارت من إيدي.....و بتقول عليا انا الغبية.
سارة: طيب و إيه المشكلة دلوقتي؟؟.
حور: المشكلة إنه مش معايا عدسة تانية و مش هعرف اطلع من الاوضة.
سارة متذكرة: إستني في في أوضتي علبة عدسات بردو هروح اجبهالك و أجي تكوني لبستي هدومك.
حور تومئ: ماشي...بس بسرعة و النبي.
سارة راكضة: حاضر.                    

ركضت سارة خارج غرفة حور لتجلب لها علبة العدسات الطبية......إنتهت حور من تمشيط شعرها لتذهب نحو الخزانة و تفتحها لتخرج منها فستان أسود ب ورود سكرية اللون بأكمام و طويل قليلا....لتنزع ملابسها و ترتدي بنطال جينز و بعدها إرتدت الفستان لتمسك ب ربطة شعر و تجعل شعرها يصل إلى منتصف ظهرها ثم تدخله أسفل ملابسها و تأخذ حجابها الأسود من نوع الشال و تلفه حول رأسها بلفة بسيطة كالعادة جلست على السرير بعد أن رفعت الفستان للنصف و إرتدت حذاء رياضي أبيض...لتقتحم مرة اخرى سارة الغرفة تمد علبة العدسات ل حور بينما تقول:                      

سارة: دا انتي سريعة اهوه؟؟.
حور: طبعا....شكرا يا سوسو.
سارة: مفيش شكر ما بين الاخوات يا هبلة.

ضحكت حور لتأخذ العلبة و تقف مرة أخرى أمام المرآة لتخرج العدسة من علبتها و تضعها في عينها اليسرى بحذر لتغمض عينها عدة مرات لتستقر في مكانها الصحيح....أمسكت هاتفها و تذهب نحو سارة التي كانت مرتدية ثيابها منذ البداية...لتمسك يدها و يخرجا من الغرفة لينزلا بسرعة من على درجات السلم و يضحكان بخفة لبعضهما....لتترك سارة يد حور ذاهبة إلى المطبخ و إتجهت حور نحو صالة المعيشة و تجد الرجال جالسين ما عدا عمها أحمد الذي ذهب إلى عمله....إبتسمت بينما تمر من امامهم و تقف بجانب هلال لتقول:

حور: صباح الخير.
الجميع: صباح النور.

رد عليها والدها و جدها و شقيقها و أخيرا أسد الذي كان ينظر لها.....بفستانها الأسود البسيط الذي أعجبه كونه طويل لأنها إن إرتدت إحدى البناطيل كان صرخ بها و جعلها تذهب لكي تغير ملابسها.....إنحنت حور على ركبتيها أمام هلال لتحدثه بإبتسامة:

حور: إزيك يا هيلو؟؟.
هلال: الحمد لله يا حور.
حور: خدت الدوا بتاعك و لسا؟؟.
هلال: خدته من زمان يا حور.
حور: طيب يا هيلو يا قمر إنت....يالا يا بابا...سيف و..و أسد عشان الفطار جاهز.

إستقام الجميع من مقاعدهم ما عدا أسد الذي كان يمسك بهاتفه و يتصفحه..... أمسكت بيد هلال لتسنده و يبدأا بالمشي سويا لتخرج و خلفها محمد....تحدث سيف بينما ينظر لأسد الجالس.





تعليقات