رواية حور الأسد الفصل الخامس 5 بقلم سهام محمود


رواية حور الأسد الفصل الخامس 5 بقلم سهام محمود


في صباح اليوم التالي حيث أشرقت الشمس على قصر أسد السيوفي.                    

بدأ الحراس الذين يطوقون المكان بالذهاب لأن مناوبتهم الليلية إنتهت لتبدأ المناوبة الصباحية ليأتي طاقم أخر من الحراسة المشددة و يذهب كل حارس إلى مكانه الخاص....ليعلوا فجأة زئيرا قوي أفزع بعض الخدم داخل القصر.
                      

ليعلم الحرس أن أسد يتدرب مع شبله الليث في حديقة القصر الواسعة جدا.....و بالفعل كان أسد يجري تمرين الركض بينما يرتدي بنطالا أسود رياضي و فانيلة رجالية بحملات باللون الأسود مظهرة كما هائل من عضلاته بينما تبللت أطراف شعره الأمامية بسبب العرق لتلتصق في جبينه.

                      

و بجانبه يركض ليث الذي يستمتع بدوره أيضا في هذا التمرين....توقف أسد عن الركض أمام باب قصره ليتوقف بجانبه ليث متعبا قليلا...نظر نحوه أسد لينحني نحوه و يحمله بين يديه ليمشي به إلى خلف القصر ليقف أمام حوض المسبح الكبير لينزله أرضا ليقف الليث على أقدامه منتظرا صديقه.

                      

نزع أسد الفانيلة عن جسده و قفز قفزة سريعة ماهرة بداخل حوض المسبح الكبير ليبدأ بالغوص صعودا و نزولا في الماء بمهارة عالية...لم ينتظر الليث إشارة من أسد عوضا عن ذلك قفز هو الأخر في الماء..بدأ بتحريك قوائمه الأربعة ليصعد على سطح الماء و يكشر عن أسنانه بغضب فقد كانت المياه باردة على جسده... ضحك عليه أسد ضحكة خفيفة ليبدأ بجولة أخرى من السباحة هو و ليثه و بعدها خرجا من حوض المسبح ليذهب نحو الباب الخلفي فتحه و دلف داخلا ليسبقه ليث مهرولا نحو الأعلى و من حسن الحظ أن الخدم لم يظهروا في طريقه وإلا ماتوا رعبا من رؤيته فقط.

                      

صعد هو درجات السلم سريعا و قال مصيحا لكاميرون الذي خرج من المطبخ توا:

                      

أسد: كاميرون خليهم يجهزوا الفطار على ما أنزل.
كاميرون بإحترام: أمرك يا باشا.

                      

ذهب كاميرون ليفعل ما طلبه منه ليكمل هو سيره نحو جناحه ليجد ليث قد فتح الباب و بدأ بهز جسده بعنف ليبعد الماء الملتصق بفروه الأبيض القصير....أخذ أسد ملابسا عادية و يذهب بها نحو الحمام...إستحم سريعا بماء بارد كما يفضل و فرش أسنانه ثم توضئ...إرتدى البنطال ثم أمسك بمنشفة بيضاء و نشف جسده العلوي جيدا و معه شعره بسرعة ليخرج من الحمام....و بدأ بأداء فرضه بينما ليث قد نام مسبقا وسط سرير أسد كما إعتاد.

                      

إنتهى أسد ليرى ليث نائما ذهب نحو غرفة ملابسه أخرج منها بدلة سوداء كالعادة فخزانته مملوءة باللون الأسود ماعدا بعضا من القمصان بيضاء اللون لتكون بدلة كلاسيكية رائعة عندما يرتديها و بعضا منها أيضا باللون الأسود و كم يبدو فاتنا و مثير الشكل إذا إرتدى قميصا أسودا تحت البدلة...ليتوج ملكا تحت عنوان الغموض بحرفية تامة منه.

                      

و بالفعل أخرج من إحدى الرفوف قميصا أسود ليرتدي بنطال البدلة السوداء ثم أمسك القميص الأسود ليرتديه ليترك اول ثلاثة أزار حرة طليقة كالعادة أمسك بجاكيت البدلة ليرتديه بحركة رجولية سريعة صادرة منه ثم جلس على المقعد و إرتدى جذمة سوداء لامعة.

                                      

                        

وقف منتصبا ليتجه نحو درج الساعات أمسك بساعة ما و إرتداها في يده اليسرى ثم خرج من غرفة الملابس...وقف أمام التسريحة ليبدأ بتمشيط شعره الفحمي لأعلى و أنهى طلته برشة من عطره المفضل.

أخذ هاتفه و نزل متوجها لأسفل نحو غرفة مكتبه...أغلق الباب خلفه إتجه ليتأكد من شيئا ما صغير ثم خرج مرة إخرى.... و إتجه نحو طاولة الطعام ليجلس على المقدمة كالعادة فهو بمفرده على أية حال....بدأ الخدم بوضع طعام الفطور أمامه.... قال لكاميرون الذي يسكب فنجانا من القهوة أمامه:

أسد: أبقى خليهم يحطوا الشنطة السوداء إلي في الجناح عندي في شنطة العربية و انا من النهاردة لحد تلات أيام مش هكون في القصر و تهتموا بليث كويس في غيابي مفهوم؟؟.
كاميرون بإحترام: مفهوم يا باشا.
أسد: تقدر تروح دلوقتي.

إنصرف كاميرون بأدب من أمام أسد ليبدأ بتنفيذ أوامره على أحر من الجمر فأي خطا قد يودي بحياته أو بحياة أي أحد....إنتهى هو بعد مرور بعض الوقت ليذهب نحو الباب ليفتحه أحد الخدم ليكمل طريقه و يتوقف أمام سيارته السوداء صعد بها بعد أن صرف السائق و بدأ يقود ليخرج من حدود قصره فنظر عبر المرآة الجانبية ليجد موكب من الحراس كالعادة يسير خلفه.... تنهد بملل كان جليا على ملامح وجهه الحادة و الصلبة ليخرج هاتفه و يكتب رسالة سريعة لسيف و يرسلها له ثم يعيد الهاتف إلى مكانه السابق.

ليكمل طريقه بهدوء مخيف نحو قصر جده و هو عازما على تحقيق ما يريد.

...........................................

ها هي حور تقف أمام المرآة بينما تلف حجابها الذي كان باللون الأسود لتنتهي سريعا لتنظر إلى نفسها...فقد إرتدت بنطالا أسود من الجينز الممدد و عليه تيشرتا بأكمام طويلة باللون الرصاصي مصنوع من القطن و عليه جاكيت طويل قليلا يصل إلى منتصف فخدها و خفيف باللون الأسود أيضا... جلست على سريرها لتخرج حذاءا رياضي من إيديداس باللون الأبيض مخطط بأسود. 

وقفت ثم أمسكت هاتفها و وضعته في جيب بنطالها لتمسك بحقيبتها و تهم خارجة من غرفتها و تغلق الباب خلفها بإحكام لتذهب نحو غرفة الجلوس و تجد والدتها رضوى جالسة بجانب والدها الذي همس بشيء ما في أذنها لتحمر رضوى خجلا لتضربه على كتفه بخفة كرد فعل تلقائي...ضيقت حور عيناها بإستمتاع و تزين وجهها إبتسامة خبيثة لتقول بينما تجلس صارخة لينتفض محمد و رضوى على صراخها و هي تقول بدرامية:

حور: لااااااااا كدة حرام إلحقني يا سيف محمد قاعد بيتحرش و يعاكس في رضوى وسط البيت.
سيف بفزع: إيه في إيه...حصل حاجة؟.
حور تكمل الدراما: أه محمد بيه قاعد يعاكس في رضوى كدة حرام هما غلطوا و لازم يصلحوا غلطتهم دي و يتجوزها.

سيف كان واقفا بذهول...رضوى التي تجلس بجانب محمد و هي منصدمة بشدة  من تصرف حور و تضع يدها على فمها بينما محمد الذي همس بصدمة قائلا:

                

                        

محمد بهمس: يا بنت المجنونة إيه إلي بتقوليه دا!!دا هي مراتي.... مراااتي.

ليصرخ بأخر كلمة بينما حور نظرت على وجوههم لتبدأ بالضحك بصوت عالي جدا جدا....لم تتمالك نفسها أكثر لتسقط أرضا من فرط ضحكها....هم إلى الأن لم يخرجوا من صدمتهم إلا بعد أن رأوها تسقط أرضا ليبدوأ بالضحك معها لأنها نجحت في إخافتهم و إصابتهم بالصدمة.

توقفوا جميعا للحظة عن الضحك ثم عادوا يضحكون مرة أخرى أمسك سيف بيدها ليوقفها على قدميها بينما هي مازالت تضحك لتقول بينما تمسح الدموع التي خرجت من كثرة الضحك:

حور: أااه يا ولاد لو شفتوا وشوكم كان عامل إزاي كأنكم إتلبستوا بخمس عفاريت دفعة واحدة.
سيف: دا أنتي لوحدك ملبوسة لسا هتلبسي الناس مش كفاية علينا أنتي؟؟.
محمد: سيف عنده حق دا إلي هيتجوزك يا حور أمه داعية عليه من يوم ما إتولد.

لتومئ رضوى موافقة على حديث محمد بينما تشير إليه و على وجهها إبتسامة خفيفة....كتفت حور يديها إلى صدرها و تقول بغرور مصطنع:

حور: دا يحمد ربنا ليل و نهار لأنه إلي هياخدني كأنه طال حتة من القمر.
سيف مكملا: قصدك طال القمر كله.
حور صارخة بخجل: ما إحنا قلنا حتة تبقى حتة يا أخي أنت بارد و مستفز.

ليقاطع صراخها حديث محمد:

محمد: طيب يلا بينا عشان لسا الوقت طويل قدامنا فلازم نوصل بدري كالعادة.
حور و سيف: حاضر يا بابا.

أمسك سيف بحقيبته هو و شقيقته بينما حمل محمد حقيبة تخصه هو و رضوى ليخرجوا من الشقة بعد أن تأكدت رضوى من كل شيء و تغلق الباب بالمفتاح و تذهب نحو المصعد عندما كانوا ينتظرونها.

خرجوا جميعا من باب العمارة ليقف عم عبده البواب و يحيهم و يردو له التحية بحرارة شديدة....ذهب سيف نحو سيارة والده بعد أن فتحها من بعد بواسطة زر التحكم...فتح الحقيبة الخلفية للسيارة و وضع فيها الحقائب و يغلق الباب الخلفي مرة أخرى....تحدثت حور بينما تطلب من والدها بإحترام:

حور: بابا هو أنا ممكن أروح مع سيف؟؟.
محمد بإبتسامة: طبعا يا حبيبتي و ليه لا.
حور قافزة بسعادة: ربنا يخليك ليا يا بابا.

إبتسمت رضوى على حور فمهما كانت مشاكسة و متمردة فهي لن تنسى إحترامها لوالدها أو لها أبدا....جلس محمد في مقعد السائق و رضوى بجانبه ليبدأ بالقيادة بهدوء كالعادة....جلست حور سريعا في المقعد بجانب السائق منتظرة سيف ليأتي لها ويجلس بجانبها خلف مقود القيادة ليقول بشك بينما بدأ بالقيادة:

سيف: أنا مش مطمن إنك عايزة تيجي معايا هنا في العربية في حاجة أكيد.

ضحكت حور لأنه كشفها فتقول بإبتسامة:

حور: أمووت فيك و أنت فاهمني كدة يا سيفو يا قلبي أنت.
سيف: طيب هاه بقى عايزة تعملي إيه.
حور: عايزة أعمل دا.

                

                        

لتخرج هاتفها من جيب بنطالها و توصله بوصلة خاصة في راديو السيارة و تبدأ بتشغيل الأغاني بصوت عالي جدا ليضحك عليها سيف...لتشير له بأن يبدأ بالقيادة بسرعة ليسبق والدها و يفعل كما أرادت.

نظر محمد بجانبه من النافذة بعد أن سمع صوت بوق سيارة إبنه ليجد حور تلوح له بإبتسامة بلهاء و يصل إلى مسامعه صوت الموسيقى الصاخبة ليعلم أن حور هي السبب و لهذا طلبت منه الذهاب مع سيف...لأنها لو كانت معه لما سمح بهذا أن يحدث.

نظرت رضوى هي الأخرى لتلوح لها حور و لمحت سيف يبتسم و هو يهز رأسه بخيبة أمل من شقيقته....ليسرع سيف و يتعدى سيارة والده و هي لا تزال تلوح لهم بإبتسامة بلهاء.

..........................................

توقفت سيارة أسد أمام مطعم فخم فنظر في ساعته بينما مازال جالسا في سيارته....أخرج هاتفه و إتصل برقم ما ليرد الطرف الأخر بإحترام....



                الفصل السادس من هنا 


تعليقات