
قصة الشخصية المحذوفة البارت الاول 1 بقلم احمد عصام أبوقايد
(١) المسودة الممزقة
"كل كاتب يترك جزءًا منه داخل قصصه… لكن ماذا لو قررت إحدى شخصياته أن تأخذ أكثر من ذلك؟"
كان يجلس في مكتبه، ضوء المصباح الشاحب ينعكس على سطح الأوراق المبعثرة أمامه. ألقى نظرة على الساعة المعلقة فوق الحائط. الثالثة صباحًا. وقت مناسب لظهور الكوابيس، لكنه لم يكن نائمًا بعد.
أحمد، كاتب روائي مشهور، اشتهر بأسلوبه الواقعي المظلم، حيث تمتزج الرعب النفسي بالغموض العميق. لكن الليلة، لم يكن يكتب… بل كان يقرأ.
كانت أمامه مسودة قديمة، واحدة من رواياته الأولى، لكنه لم يتذكر أنه كتب هذا الفصل بالتحديد. الكلمات بدت مألوفة، لكنها تحمل غرابة ما، كما لو لم يكن هو من خطّها بيده. كان الفصل يحكي عن شخصية تُدعى "إلياس"، رجل غامض يعيش على هامش القصة، لا يؤثر في الأحداث، لا يُذكر سوى لمامًا، ثم… يُحذف.
صفحات الفصل كانت ممزقة جزئيًا، كأن أحدهم أراد محو وجود الشخصية بالكامل. لكن لماذا؟ ومتى كتب هذا الفصل أصلًا؟
مد يده إلى كوب القهوة بجانبه، لكنه تجمد في مكانه. صوت… خافت… أشبه بتنهد طويل، صدر من الزاوية المظلمة في الغرفة.
رفع عينيه ببطء، الشعور البارد تسلل إلى عموده الفقري. لم يكن وحيدًا.
نظر أحمد حوله في توجس ولكنه لم يري أحدا ، فنفض الوساوس من رأسه وقال محادثات نفسه أيه الهبل دا هو أنا بدل ما أخوف الناس هخاف أنا ولا أيه؟!
ثم عاد لوضعه السابق مرة آخري ...
ولكنه....
لم يكن يعلم إنه بالفعل لم يكن وحيدا بالغرفة !!!
فقد كان هناك شخص … يجلس على كرسي في ركن الغرفة المظلم، يراقبه!!!
""""""""""""""""""""""
وفي اليوم التالي ....
__________________
الساعة الثالثة فجراً.
الوقت الذي تصبح فيه الوحدة أكثر ثقلاً، والصمت أكثر وضوحًا.
كان "أحمد" جالسًا على مكتبه، الضوء الخافت للمصباح يلقي بظلال طويلة على الأوراق المبعثرة أمامه.
في الخارج، لم يكن هناك سوى العتمة، والريح التي تعوي بصوت خافت كأنها تهمس بشيء لا يريد أحد سماعه.
عيناه كانتا مثبتتين على دفتر قديم، صفحاته مصفرة، وحوافه ممزقة بطريقة عشوائية، كأن يدًا غاضبة انتزعت منها جزءًا أرادت أن تُخفيه عن العالم. لم يكن يتذكر متى كتب هذه المسودة، لكنه كان واثقًا أنها بخط يده.
أدار الصفحة ببطء، الكلمات كانت مألوفة… لكنها غريبة.
كان الفصل يتحدث عن رجل يُدعى "إلياس"، شخصية جانبية في إحدى رواياته، بلا تأثير حقيقي على الأحداث.
مجرد وجود خافت وسط الكلمات… ثم، فجأة، انتهى ذكره.
لا موت، لا نهاية واضحة.
فقط اختفى من القصة، كأنه لم يكن موجودًا من الأساس.
لكن الشيء الذي جعل الدم يتجمد في عروقه… كان السطر الأخير المكتوب بخط غير خطه:
"أنا لم أُحذف… أنت من سيتم محوه."
تراجع في كرسيه، قلبه ينبض بعنف.
ثم قال محدثا نفسه مرة آخرى في توتر لا لا ... المرة دي فيه حاجه غلط !!
معقول يكون اللي بيحصل دا تهيؤات ؟!
للدرجادي ممكن أكون أتأثرت باللي يكتبه؟!
لأ ... أنا ما أتجننتش للدرجادي !!
التقط الهاتف ليتصل بصديقه "يحيى"، لكنه توقف. وهو يفكر من سيصدقه؟
كيف سيشرح أنه يشعر وكأن شخصية من رواياته تحاول التواصل ممعه
لكن قبل أن يجد إجابة، جاءه الصوت.
ولم يكن هذه المرة صوت الرياح، ولا صرير الأثاث… كان صوت أنفاس، ثقيلة، قريبة.
رفع رأسه ببطء، الشعور البارد زحف على عموده الفقري مرة آخرى.
فنظر خلفه..
وبالتحديد في الزاوية المظلمة للغرفة، كان هناك شخص يجلس بصمت، لا يرى منه سوى ملامح مبهمة… وابتسامة بالكاد تظهر في الظلام.
لقد رآه !! ..
رآي من يتواجد معه في بالغرفة هذه المرة !!
لقراءة جميع حلقات القصه من هنا