
رواية رحلة عذاب الفصل الثاني 2 بقلم اسماء العذب
"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ
عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ
:ادخلي
قالها عاصم وهو واقف علي باب البيت بعد ما وصلو
مروه قلعت جزمتها ومسكتها ودخلت وعاصم قفل الباب ..بص عليها لاقاها واقفه في النص وبتبص
حواليها بنظرات طفلة منبهره بكل اللي شيفاه
عاصم بهدوء: اقعدي
وشاور ليها علي مكان تقعد فيه ...
هزت رأسها وراحت ناحيه ما شاور ليها وقعدت
بس اتنفضت علي صوته العالي وهو بيزعق فيها
:انتي يا بهيمه...ايه اللي حطيته علي الكنبه ده
مروه وقفت بسرعه وخوف وهي بتبص مكان ما هو بيبص ...لاقيته باصص علي الشنطه اللي فيها هدومها اللي سنداها وجزمتها اللي سندتها فوقها
نزلتهم بسرعه وخوف وهو بتتأسف برعب
:والله يابيه ماكان قصدي..حقك عليا يابيه ...والله مخدتش بالي ...انا ..انا اسفه
بصلها بضيق وداس علي سنانه
ومروه خافت من شكله وبعدت عن مكان الجلوس ورجعت ورا
بصلها واتنهد بضيق بعدها اتخطاها وراح ناحيه التلفزيون وشغله ...هنا سمع شهقه قويه منها وهي بتقول بأنبهار
:الله ...ايه التلفزيون ده ..ده كبير اوي ايو .. قد السرير ..أنا عمري ما شوفت زيه
عاصم بسخريه: وانتي هتشوفي زيه فين ...في البيوت اللي بتخدمي فيها ولا بيت اخوكي اللي كنتي عايشه فيه تحت بير السلم
مروه سكتت بزعل وبلعت ريقها ومقدرتش تنطق حرف ولا حتي ترفع عيونها فيه بعد كلامه
فضلت واقفه مكانها مش عارفه تروح فين وهي ماسكه حاجتها
حتي خافت تسأله تحط حاجتها فين أو تتكلم يتعصب عليها
عشان كده فضلت السكوت وبقت تبص معاه علي التلفزيون اللي عمال يقلب فيه بين القنوات
عاصم بعد فتره مل من الفرجه خصوصا في وجود مروه وهو مش متعود ابدا علي وجود حد معاه في البيت..طول عمره متعود علي الوحده
وقف وبص عليها
عاصم :تعالي ورايا
اتحرك من قدامها وهي وراه وبقي يفرجها علي البيت لحد ما وصل لاوضه النوم واتكلم بتحذير
:دي اوضتي ..انتي هتنامي في الطرقه قدام الباب وممنوع تدخلي تفتشي فيها ولا تنضفيها غير في وجودي ..او تحت طلب مني فاهمه
هزت رأسها بمعني فاهمه وسألت بتردد
:هو...هو انا مش هنام معاك علي نفس السرير يا بيه
عاصم بصلها بجمود وهي كملت
:طب ..طب هو انا مش هلبس عروسه ويتعملي فرح ونعزم ناس كتير فيه ..والبس فستان ابيض حلو وجميل زي البنات التانيين و
مروه رجعت لورا بخوف ولزقت في الحيطه لما زعق فيها
:هو انتي حاسبه نفسك ايه يابت ...فرح ايه وناس ايه اللي عوزاها ..ده انا مكسوف امشي جنبك ولو حد سألني كنت هقوله انك الخدامه
رفع صباعه وقرب عليها وهو بيتكلم بفحيح
:اسمعي كويس اللي اقوله عشان متجيش تعيطي في الاخر...البيت ده مفيش خروج منه غير بأذني ..ولو حد سألك انتي مين هتقولي انك شغاله هنا ...حسك عينك حد يعرف اني جوزك ..وإلا ساعتها رقبتك هتطير
فاهمه
مروه كانت بتترعش من زعيقه فيها واول ما سالها هزت رأسها بسرعه
بعد عنها شويه واتكلم بأمر
:الوقت ليل دلوقتي...بس بكره الصبح عاوز الاقي البيت نضيف وبيلمع ...انا مكنتش بحب اجيب شغالين ولا خدم ...والبيت بقاله فتره مش متنضف ..بكره تنضفيه
وتروقيه...وهدومي ماليه السبت في الحمام ..تتغسل
وتتكوي وتتعلق في الدولاب
وفي لسته في المطبخ مكتوب فيها أصناف الاكل اللي عاوز أكلها كل يوم ..تطبخيها ولو في حاجه ناقصه تقولي عليها وانا أجيبها ...بتعرفي تقري وتكتبي
هزت راسها بسرعه بمعني ايوه بعرف
عاصم:يبقي تمام..روحي غيري لبسك ..ونامي مكان ما قولتلك في الطرقه قدام باب الاوضه بالضبط عشان لو احتجت حاجه تجيبيها..
لسه هيسبها ويدخل..وقف كأنه افتكر حاجه ورجعلها تاني
عاصم :صحيح موبايلي المنبه بتاعه بيرن مرتين في الصبح ..مره الساعه سبعه إلا ربع ...ومره سبعه وربع ...يعني ما بين الرنتين نص ساعه
اول ما يرن اول مره تظبطي كل حاجه وتحضري إلفطار
وقهوتي ..بحب اشربها مظبوطة..والاقي جزمتي متلمعه ولو فيه حاجه ناقصه من البيت تكوني كتباها وتديني الورقه..اهم حاجه متأخرش...وبرجع من شغلي الساعه تلاته وساعات اتنين ..بس معظم الوقت بيكون تلاته..ارجع الاقي الغدا فيهم جاهز ومحطوط علي السفره ومش عاوز اسمع صوت في البيت عشان باجي مصدع ..أما العشا بكون عاوز اكل حاجه خفيفه ..ولما اجوع هقولك تعملي ايه وتحضري ايه ..فهمتي
مروه بلعت ريقها وبصتله بقلق وهزت رأسها..وكل تفكيرها انها اكيد لو غلطت ممكن عقابه يكون اصعب من علي بمراحل
عاصم سابها ودخل الاوضه وبقي يقلع هدومه عشان يغير
مروه شافت كده بعدت بسرعه من قدام الباب وراحت وقفت في الصالون مره تانيه وهي بتتأمل البيت الكبير اللي سكنت فيه ..بالاسم مرات صاحب البيت لكنها في الحقيقة مجرد خدامه هتشتغل بلقمتها ونومتها
مروه: علي الاقل مش هروح اخدم عند الناس ..وهنا هكون مدرايه محدش هيقعد يعاير فية ويقولي يا خدامه ..ماهو محدش يعرفني
استنت شويه واتحركت ناحيه الاوضه تاني ووقفت قدام الباب في الطرقه لاقت عاصم غير هدومه وليس لبس بيتي وقاعد علي السرير بيقلب في التليفون بس ملامح وشه مقلوبه وبتقول انه شايف حاجه مش علي هواه
سندت حاجتها في الارض ومرضيتش تقوله حتي يجيبلها فرشه تنام عليها
عشان كده نامت علي الارض وعملت الكيس اللي في هدومها زي مخده ...حتي الملحفه بتاعتها مغيرتهاش لانها خافت تسأله عن مكان الحمام
حطت رأسها وخلاص التعب كان واضح جدا علي وشها ..حتي بطنها اتحالفت ضدها من كتر الجوع
حطت ايدها علي بطنها وشفايفها اتقوست لتحت بزعل
بعدها غمضت عنيها يمكن تنسي ده كله وترتاح شويه
معداش دقايق وكانت رايحه في النوم من كتر التعب واللف بتاع النهار
عاصم اول ما حس انها نامت ساب تليفونه وبص ناحيتها..لاقاها نايمه علي جنبها وحاضنه بطنها
وباين عليها التعب ..حتي هدومها مغيرتهاش
بقي يبص فيها كتير وسرح فيها ..لكنه كان شايفها واحده تانيه
واحده خاينه وواطيه وكلبه فلوس ميهمهاش غير مصلحتها وبس
عاصم بفحيح:صنف دني مبيطمرش فيه..وهطلع غلي كله فيكي بس الصبر ...ولو طوللت هو لع في الخيانه التانيه اللي باعتني عشان واحد مسواش كل يوم في حضن واحده
وانا اتا اللي حبيتها اكتر من نفسي ادتني الصابونه وزحلقتني..بس بكره تندم لما تقفشه مع واحده فيهم
.....
في بيت علي
كان الكل متجمع حوالين يوسف اللي مش مبطل عياط
منال بحنان: يا حبيبي انت بتعيط ليه دلوقتي ..عشان مروه ..اهي مشيت وراحت مكان ما راحت انت ايه مزعلك
يوسف بعياط: ليه تخلوها تمشي ..ليه تخلوها تسيبني ..مين دلوقتي هياخد باله مني ويصحيني
ويعملي الاكل اللي بحبه ..مين لما اتعور ولا أقع يطبطب عليا ويربطلي جر حي ..مين هيقولي كلام حلو ويشجعني عشان ابقي دكتور
منال وعلي بصو لبعض ومش مصدقين اللي بيسمعوه
خصوصا منال ...اللي من طريقه كلام ابنها عن مروه عرفت ان يوسف معتبر مروه أمه
منال :ياحبيبي دي واحده هنا خدامه ..واهي اتجوزت وجوزها اخدها..انما انا...انا ماما وهفضل معاك علي طول ..انا بحبك وانا اللي بعملك كل حاجه ..
يوسف ببكا: لا انتي مكنتيش بتعملي حاجه عمتو مروه هي اللي كانت بتعمل كل حاجه ..هي اللي بتاكلني وتشربني وتلبسني وتحضرلي حاجتي ...وهي اللي كانت توديني المدرسه لما كنت صغير هي اللي كانت بتعمل كل حاجه..وانتو كنتو بتضربوها بس ..واهو دلوقتي مشيتوها خالص ..وأكيد عمو اللي هي اتجوزته هيضر بها هو كمان ويخليها تعيط
علي مقدرش يتمالك اعصابه وقرب من ابنه بسرعه وخلاه يركز معاه
علي بوعيد:مروه دي مش اختي ...انا مليش اخوات ...دي خدامه وبس ..وهي مكنتش بتعمل حاجه يا يوسف ..مامتك اللي كانت بتعمل كل حاجه ..واللي مروه كانت بتعمله ده كان شغلها وبس ..وكانت بتاكل وتنام عندنا قصاد ده..ومن دلوقتي مروه دي متخصناش في حاجه ...بقت مسؤوليه جوزها ..ملناش دعوه بيها ..وهو حر يعمل فيها اللي عاوزه ...فاهمني يا يوسف
يوسف هز راسه بمعني لا مش فاهم
منال قربت منه وطبطت علي ضهره واخدته في حضنها
:يا حبيبي مروه خلاص اتجوزت ..وكل البنات ده مصيرهم ..الجواز ..يعني انا مثلا في يوم كنت بنت زيها مش متجوزه بعدها بقي اتجوزت علي باباك وسيبت بيت اهلي وجيت عيشت معاه لان الست بتعيش مع جوزها ..عشان كده مروه مشيت وراحت تعيش مع جوزها
يوسف بصلها وشفايفه ممدوده بزعل وسأل
:طب هي ..هي مش هتيجي هنا تاني ولا احنا ممكن نروحلها
علي بصياح:لا ...لا مش هنشوفها تاني ..وخلاص بقي يايوسف قفل علي الموضوع ده ..خدامه واتجوزت ومشيت ايه يعني الدنيا مخربتش ..
منال بصت لجوزها بتحذير واتكلمت
:بس ياعلي ..معلش يا حبيبي بابا متعصب شويه مش اكتر ..
سكت شويه وبعدها اتكلمت بمرح
:طب تعرف بقي ان بابا بيحبك اوي وجابلك الشكولاته اللي بتحبها ..ومش بس كده ده كمان جاب جاتوه الشكولاته وناوي يجيبلك عجله جديدة بعد الامتحانات..بس شد حيلك انت وهات درجات حلوه وفرحنا
يوسف بصلها وبص لعلي وحط رأسه علي صدرها واتكلم بتعب وزعل
:انا عايز انام يا ماما ..عايز انام ومش عايز حاجه تانيه
منال شالته وبقت تطبطب علي ضهره براحه وهي بتبص لجوزها بقله حيله وزعل علي ابنها
لحد ما يوسف راح في النوم من تعبه وكتر عياطه علي مشيه مروه
راحت حطيته في سريره جنب اخوه وخرجت لعلي
منال :وبعدين..الولد متأثر اوي بمشي مروه من هنا ..شوفته بيتكلم ازاي ..زي ما يكون شايل جبل فوق رأسه
علي :بكره ينسي ..هجيبله اللي عاوزه وانسيه زفته واليوم اللي شافها فيه ..وانتي قربي منه شويه الواد بيتكلم عنها كأنها هي اللي امه مش انتي
منال :وانا كنت أعمل إيه ياعلي ..انت عارف يوسف قلبه طيب اوي وكان قريب منها وهي اكيد عشان كان بيعاملها كويس كانت بتعامله كويس
علي بغل:وهي كانت تقدر تعامله غير كده ..ده انا كنت سلخت جلدها...بقولك ايه قومي حضري لينا لقمه حلوه كده ودخليها الاوضه والبسي حاجه لونها أحمر..يوم زي ده لازم نحتفل بيه وندلع ..واهي فرصه نعد الفلوس مع بعض ونفكر هنعمل بيهم ايه ..
منال ضحكت بدلع وهي بتشاور علي عيونها
:من عنيا يا عنيا..ثواني والاكل يكون جاهز وطلباتك كلها تكون مجابه
.....
الصبح جه والمنبه رن الرنه الأولي...عاصم فتح عنيه ولسه هيقوم عشان يحضر حاجته ..افتكر مروه وإنها بقت مسؤوله عن ده كله دلوقتي
عشان كده غمض عيونه عشان يتنعم بالكام دقيقه زياده من النوم وهو بيبتسم براحه
لحد ما رن التنبيه التاني وفصله
قام وقف وهو بيدعك وشه بنعس ودخل الحمام...
خرج لاقي ريحه حلوه في البيت ..ريحه أكل
ودي حاجه نادره الحدوث في بيته ...ريحه كانت كفيله انها تخلي بطنه تتعارك من الجوع اللي حست بيه من مجرد الريحه
لبس بسرعه علي استعجال...ومشط شعره ورش برفانه
وخرج ..لاقي السفرة مليانه اكل وفطور يفتح النفس بصحيح
لاقي مروه خارجه من المطبخ وهي معاها طبق علي ايدها
مروه بهدوء: صباح الخير يابيه ..انا عملت لحضرتك الفطار زي ما مكتوب في الورقه ...
عاصم بصلها كويس لاقاها لابسه عباية بيتي لونها ازرق قديمه جدا وفيها خياطه في كل حته ..حتي ان فيها رقعه في اليد مكان الكوع ولابسه إشرب حالته متفرقش عن العبايه كتير...
حرك نظره وبقي يبص حواليه لاقي البيت مكنوس وممسوح ومترتب كويس اوي ...تقريبا مشفهوش نضيف بالشكل ده من سنين
مروه: انا يابيه نظفت البيت وشطبت المطبخ..فاضلي بس الأطباق بتاعه الفطار...والغدا اللي حضرتك طلبته ومكتوب في الورقه أنا شغاله فيه حاليا وهو علي
النااار ..وهدوم حضرتك هبتدي فيهم بعد ما تمشي عشان صوت الغساله مش يضايق حضرتك ..ولو حضرتك عايز حاجه تاني أطلبها وانا في الخدمه
عاصم قعد هو مش مصدق ان اخيرا في حس معاه في البيت بعد ما كان قرب يكلم الحيطان من وحدته
حرك عيونه للبيت مره تانيه
عاصم لنفسه: هي ازاي لحقت تعمل كل ده ..دي لو ساحره مش هتعمل ده كله بالسرعه دي..اومال انا لوعوزت اقلي بيضه باخد ساعتين ليه ..باين عليها هتفيدني اوي
عاصم:لا حاليا مفيش ..تقدري تروحي تكملي اللي بتعمله لحد ما افطر وامشي
هزت رأسها ومشيت وعيونها متعلقه بالاكل ورغم أنها هتموووت من الجوع لكنها متقدرش تاكل من غير إذن أبدا
دخلت المطبخ تشوف اكل الغدا لاقت انه لسه عاوزله شويه كمان
قعدت شويه تبص من شباك المطبخ علي الشارع والناس وبتسأل نفسها ياتري هي حاليا موجوده فين
شكل المكان جميل جدا ونضيف والناس كمان شكلها نضيف اوي
:انتي ياااا
سمعت صوته وهو بينادي وخرجت تجري
:ايوه يا بيه ..
عاصم :انا خلصت شيلي كل حاجه
مروه وقفت تبصله بتردد وخوف وهو لاحظ
:عايزه ايه
مروه بخوف:هو انا ..انا مكلتش حاجه وكنت عايزه اخد الأذن عشان اكل
بعدها كملت بسرعه
:بس ..بس انا اكيد مش هاكل من الاكل اللي مش ملموس ..انا هاكل البواقي بس ...و وكنت عايزه إذنك يعني يا بيه عشان اكل
عاصم بصلها بعدم فهم واستغراب .. هي ليه خايفه كده حتي وهي بتطلب الاكل ..مع انها بتطلب البواقي بس
اتنهد وهز رأسه بمعني تمام
عاصم:تمام كلي براحتك ميخصنيش..
اتحرك خطوه قدام بس التفت تاني وبصلها ورفع صباعه بتحذير
عاصم :اوعي تخرجي بره البيت ابدا ..وانا للاحتياط هقول الباب بالمفتاح ..ولو حد خبط مهما كان مين اوعي تردي عليه ..وانا لما بجي بفتح بالمفتاح بتاعي
عشان لو عقلك وزي وقلك اني ممكن اكون انا اللي علي الباب ..فاااهمه
مروه بسرعه:فاهمه ..فاهمه يابيه ..مش هفتح لحد ابدا ولو حد خبط ماردش عليه
عصام هز رأسه ومشي ومروه اخيرا قدرت تاخد نفسها
وبسرعه لمت الاكل واخدت الوباقي حطتها في طبق وبقيت تأكلها بجوع شديد
كانت بطريقه عشوائية جدا بتاكل بأيديها الاتنين
وبهدلت نفسها من كتر ماهي كانت جعانه
بعد ما خلصت اخيرا اتنفست براحه لما حست بالشبع
ولمت الأطباق غسلتها والاكل الباقي اللي عصام مكنش منه كتير حطته في التلاجه
وراحت عشان تغسل الهدوم
....
اول ما عاصم وصل شغله لاقي كل الأنظار اتجهت عليه ..لكن هو عينه كانت علي واحده بعينها
كان بيتأمل فيها نظره عاشق ولهان ..وهايم في طلتها البهيه
لكن ملامح وشه اتقلبت لما لاقاها بتضحك وتحط ايدها علي بقها ودبلتها بانت في صباعها
كور ايده بغضب وبقي يتنفس بصوت عالي ..بعدها راح علي مكتبه من غير ما يوجه كلمه لحد
ول ما دخل بقي رايح جاي وشيطانه بيقوله يطله يخطفها من بين الكل وياخد من الدبله اللي في ايدها يرميها في الزباله
:اهدي يا عاصم ..اهدي ..متخليش حد يشمت فيك ولا يقول غيران
مسك رأسه وهو بيتكلم بحسره
:بس انا مش غيران...انا بوووولع من الغيره ..ازاي بعد ده كله تلبس دبله غيري ..ازاي بعد سنين العشق دي كلها هتكون لغيري
سمع خبط علي الباب ..هلاه يفوق من شروده ..قعد علي مكتبه بسرعه وسمح للي بره انه يدخل
دخل واحد تقريبا من نفس سنه وباين علي الحزن والهم راكبه من ساسه لراسه وعيونه دبلانه
عاصم بتنهيده: أهلآ يا حامد ...
حامد :صباح الخير يا عاصم ..في ورق مستنيك تمضي عليه من امبارح ...بس مجتش
عاصم :معلش..كان عندي ظروف ومقدرتش اجي
حامد بصله بتهكم واتكلم بتلميح
:اسملحي اتكلم معاك بصفتي واحد صاحبك مش اتنين زملاء في الشغل
عاصم بتأفف:عايز تقول ايه
:انا مش هقولك ما تزعلش ولا هي الخسرانة عشان اللي قدامك كل اللي هنا عارفين حكايته وعارفين انا كنت فين وبقيت فين من ورا اللعنه اللي اسمها الحب
بس خدني عبره واتعلم مم غطلي يا عاصم ..انا واحد عايش دور المظلوم ومبقاش عارف اطلع منه ..البنت الوحيده اللي حبيتها ودخلت قلبي ..سابتني ومشيت وانا السبب ..لو مكانتش شافتني وانا بخونها مكنش اللي حصل حصل ...ومكنتش الهم هو اللي ساكت قلبي
فوق من اللي انت فيه يا عاصم قبل ما يكون حالك زي حالي ..انا مبقولش الحب عيب ولا حرام ..بس المشكله اننا بنحب الشخص الغلط ..دور علي الحب في مكان تاني يا عاصم وياريت لو يكون بره الشركه...الدنيا مش بتقف علي حد وسواء رضيت او لا مفيش حاجه هتتغير
غير المكتوب ..دور كويس هتلاقي ..بس لما تاجي تدور متحكمش علي المظاهر من بره ...دور في الجوهر ..في الصميم ..متدورش في الوشوش ..دور في القلوب
حامد خلص كلامه واخد الورق بعد ما عاصم مضي عليه وخرج من غير ما يزيد كلمه
عصام بص لطيفه بسكوت ..هو عمره ما كان من النوع العاطفي الحساس ..لكن فراق حبيبته فارق معاه جدا
حاسس بوجع فب قلبه من فراقها بالطريقه دي
وكل ده ليه عشان أتقدم ليها أبن صاحب الشركه الوحيد
عاصم بغل:عمرك ما حبيتيني...انت بتحبي مصلحتك وبس ...سنين ضيعتها معاكي ولو كنت اطول اجبلك نجمه من السما وانت واطيه بتجري ورا الأغنى
كلبه فلوس...
طلع بره المكتب لاقي حبيبته القديمه واقفه مع خطيبها الجديد وتوريه حاجه علي التليفون وبتضحك وحاطه ايدها علي كتفه وكانو شيه حاضنين بعض
داس علي سنانه ونور ايده بغضب ودخل المكتب تاني
بس المره دي مخرجش لحد ما جه معاد المرواح
.....
الساعه جت تلاته...مروه كانت باصه من بلكونه البيت الي كان في عماره في الدور التالت ومستنيه عاصم يظهر عشان تحط الاكل لانها خافت تحطه بدري يقوم يبرد
شافت عربيته بتقف تحت البيت وهو نزل منها
جريت بسرعه علي المطبخ وجابت الاكل وبقت ترصه
وعلي احر طبق في ايدها سمعت صوت الباب وهو بيتفتح
عاصم اول ما دخل ريحه الاكل ضربت في وشه
بيبص يمينه شاف مروه واقفه علي السفرة وبترتب
الأطباق
راح من غير كلام علي الاوضه وغاب فيها حوالي خمس دقايق وطلع كان مغير هدومه
قعد علي السفره وبدأ ياكل من غير صوت وصوره واقفه جنبه مش قادره تفتح بقها بحرف
وكلامه عن انه مبيحبش الكلام وبيجي مصدع من الشغل ...
خلص اكل ورغم ان الاكل كان حلو جدا و طِعم لكنه معبرش عن ده ومحسش بلذته من مرار فراق حبيبته
راح غسل ايده وقعد علي التلفزيون وبقي يقلب بلا روح وكل تفكيره.في حبيبته الخا ينه اللي اختارت حد غيره يكون شريك حياتها
اتنهد بزهق وراسه وجعته من كتر التفكير
بص وراه لاقي مروه بتلم السفره
عاصم :اعمليلي عصير بارد
هزت رأسها بسرعه وسابت اللي في ايدها وراحت فتحت التلاجه لاقت فيها مانجا..اخدت واحده وجابت إزازه مايه ساقعه وعملتله العصير بارد زي ما قال
مروه:العصير يابيه
عاصم بصلها بهدوء وقال
:عاصم
مروه بعدم فهم:نعم
عاصم :قوليلي يا عاصم بلاش بيه ..مفيش واحده بيتقول لجوزها كده
مروه بسخريه في نفسها
:جوزي في الاسم بس ..بس في العيشه بنتعامل زي خدامه و سيدها ..
هزت رأسها بمعني ايوه
عاصم لوحلها بايده
:خلاص تقدري تروحي تمشي وتاكلي وشوفي وراكي ايه ولما احتاجك هنده عليكي ..
لسه هتمشي وقفها تاني
:اه ..انا هريح ساعه مش عاوز صوت عشان مزعلش وانا زعلي وحش فاهمه
هزت رأسها بمعني ايوه ودخلت المطبخ واكلت وبقت تغسل المواعين
وفي لحظه لاقت نفسها فاضيه مش بتعمل حاجه ودي حاجه مش متعوده عليها ابدا
مروه:طب انا اعمل ايه دلوقتي..مش متعوده اكون فاضيه كده ..
اروح انام زيه ..بي ممكن لو نمت ميجيش ليا نوم بالليل ..او ممكن هو يصحي ويكون محتاج حاجه
وبعدين
سكتت بحيره وافتكرت لما قالها تقوله عاصم من غير بيه
مروه :ياتري هو قالي اناديه بأسمه ليه ..معقول هنعيش سوا عادي زي منال وعلي ...بس لو كده فعلا مش بيخليني انام علي السرير ليه ..ومش هيعملي فرح ليه ليه والبس ابيض
ياتري ايه احساس البنات في اليوم ده ..ياتري ايه احساس اللي عنده أم وأب وعيله بيحبوه
ياتري هيكون عندي عيله وناس بتحبني في يوم
....
الليل جه وعاصم كان بيتفرج علي موبايله
بس كل ما يقلي فيه وشه يتقلب اكتر ويبان عيه الضيق الشديد
لحد ما وقف من غير مقدمات ودخل الاوضه غير لبسه
وخرج بعصبية
مروه بصت عليه بعدم فهم وهي بتسأل ياتري ايه اللي ضايقه
لكنها مهتمتش وركزت عيونها علي التلفزيون اللي سابه مفتوح ..
مسكت الريموت وبقت تقلب في القنوات بخوف وهي خايفه يجي علي غفله يلاقيها بتتفرج من غير إذنه
لحد ما لاقت قناه بتعرض فيلم ابيض واسود لاسماعيل يس وشاديه وكمال الشناوي
قعدت واندمجت في الفيلم وتقريبا دي كانت أول مره تقعد فيها علي التلفزيون براحتها من غير ما حد يزعق فيها او يشتمها او يضربها
فضلت علي الحال ده ونسيت نفسها لحد ما الفيلم
قرب يخلص والباب اتفتح ودخل منه عاصم ..لكن مروه محستش بيه وفضلت مركزه مع الفيلم
وقف وراها ..وبقي مركز معاها ومع ردات فعلها ..بس نظرارته ليها كانت غير
خلص الفيلم ومروه جات تقوم لاقت عاصم واقف وراها
اتفزعت ورجعت لورا بسرعه وحطت ايدها علي قلبها من الخضه
عاصم بسخرية: ايه شوفتي عفريت
مروه :لا ..بس ..اصل..انا انا كنت قاعده و ..والتلفزيون كان شغال و وقعدت عليه ..بس بس..اصل انا
عاصم :انتي لسه هتهتهي..بقولك ايه تعالي ورايا
هزت رأسها ومشيت وراه بسرعه
لحد ما الاتنين وقفو قصاد اوضه النوم
وعاصم اتكلم وهو بيشاور عليها
عاصم بعبوس: طبعا انتي عارفه اني جوزك ..بس انا جوز مع إيقاف التنفيذ..عشان كده عايز نبدأ حياتنا الزوجيه قريب
النهارده الاتنين...يوم الخميس عاوزك تكوني مراتي بجد ..انا راجل وليا احتياجاتي ..عشان كده يوم الخميس هطلبك عندي في الاوضه ولازم تكوني عارفه هتعملي ايه وايه اللي هيحصل
يتبع....