رواية زواج تحت التجربة الفصل الرابع 4 بقلم رباب حسين


رواية زواج تحت التجربة الفصل الرابع 4 بقلم رباب حسين


الندم... ذاك الزائر الثقيل الذي لا يطرق الأبواب بل يدخل القلب خلسة يبعثر سكينته ويزرع فيه أشواك الوجع فهو ليس مجرد شعور بل رحلة طويلة من التأمل في ما كان وتأنيب لا يهدأ على ما كان ينبغي ألا يكون فأجدني أغرق في بحر من "لو" و"ليت" كم وددتُ لو أني عرفت حينها ما أعلمه الآن لكن الحياة لا تمنحنا نعمة الرجوع بل تتركنا نحمل أثقالنا ونكمل المسير ولكن ربما في الندم حكمة... لعله يعلمنا كيف نكون أفضل كيف نحسن الاختيار وكيف نحفظ قلوب الأخرين وقلوبنا فالندم وإن كان موجعًا هو الدليل أننا بشر نشعر ونخطئ ونتعلم ولكن بالنسبة لي فلا سبيل لدي سوى الإستسلام بعد أن رأيت جثمان عمي أمام عيني دون حراك دون نفس فقد فارق الحياة على يدي..... قتلته....أصبحت قاتل.... أردت الفوز بحبيبتي فخسرت نفسي بالمقابل.....خسرت ذاتي وأصبحت دون روح فقط جسد يسير بين الناس يخاف من نفسه ويشفق على من يقترب مني..... الكثير من الأسئلة تدور داخل رأسي ولكن ما أخشى معرفة إجابته هو ماذا ستفعل إيمان إذا علمت بما فعلت؟ هي لن تسامحني وهذا لا يحتمل خيارات أخرى

ظل خالد ينظر إلى جسد عاطف الملقى أمامه يعجز عن الحراك ولا يصدق ما فعل ولا يتذكر كيف قتله وأين هو؟.... بعد وقت حاول خالد أن يبحث عن طريقة ليذهب بها من أمام هذا المشهد المروع فخرج ونظر حوله فجد أنه بمكان مهجور لا يعلم أين هو ثم رأى سيارته في مكان قريب فدخل بها وبحث عن هاتفه وجو إيمان إتصلت بيه طوال الليل والعديد من المرات فنظر بالهاتف في تردد فلا يقوى على مواجهتها ولا الحديث معها الآن وأيضًا لا يعلم كيف سيخبرها بما حدث فحاول جمع شتات نفسه ولم يجد من يلجأ إليه سوى أيهم فذهب إليه مسرعًا وطرق الباب وبعد قليل فتح أيهم وتعجب من هيئته فقال له : خالد! إيه جابك بدري كده؟
دخل خالد من الباب وقال : إلحقني يا أيهم
أغلق أيهم الباب ونظر له ولاحظ رعشة جسده فقال له : طيب إهدى وأقعد فهمني..... إيمان جرالها حاجة؟.... إوعى تكون أذيتها
خالد : لا أذيت حد تاني
أيهم : أذيت مين يا خالد؟
خالد : عمي..... أنا قتلت عمي عاطف
فتح أيهم عينيه في صدمة وقال : إنت بتتكلم جد ولا بتهزر
خالد في عصبية : هو ده كلام فيه هزار! أعمل إيه؟ ..... أنا ضيعت خلاص وخسرت كل حاجة..... أنا بقيت وحش يا أيهم..... ساعدني أعمل إيه؟ 
أيهم في توتر : يا خبر أسود..... طيب إهدى وقولي قتلته إزاى وليه؟
خالد : مش فاكر..... مش فاكر أي حاجة..... أنا كنت عندك ونزلت جاتلي رسالة من المحامي وفيه واحد عصبني في الشارع إتخانقت معاه ومعرفش عملت إيه تاني..... صحيت لقيتني في مكان غريب ببص حواليا لقيت جثة عمي ومفيش حد في المكان غيري ولا فاكر رحت المكان ده إزاى ولا عملت كده إزاي
وضع أيهم كلتا يديه على رأسه وقال في حزن : أنا السبب.... أنا اللي قتلته مش إنت..... أنا اللي حولتك لقاتل
خالد : أنا اللي وافقت..... كنت فاكر إني بساعد الناس وهفوز بإيمان بقيت بقتل الناس وخسرتها..... أكيد إيمان هتسيبني وحقها.... وأكيد الشرطة هتوجه ليا الإتهام أول واحد..... أنا رحت من أسبوع هددته هو ومراته وإبنه وكمان فيه نزاع على الورث يعني أنا خلاص رحت في داهية
أيهم : وكمان عمك إتهمك في قضية سالم..... ده لسة سالم خارج من المستشفى من يومين يعني ملحقش تقوم تروح تقتل عمك يا خالد... إنت مش قولتلي إنك بتعمل تمارين وفرقت معاك؟
خالد : بقولك محستش بأي حاجة ولا فاكر أي حاجة
نظر خالد إلى يديه المرتعشة وقبضهما في قوة وصمت قليلًا وهو يقول داخل رأسه : مكنش ينفع ألمسها.....أنا ضيعتها معايا وبقت مرات قاتل ومستقبلها إتدمر بسببي وخلاص مبقاش ينفع تعيش معايا.... أنا ممكن أقتلها هي كمان وأنا مش حاسس..... لا لا لازم أشوف حل
ثم وقف وقال لأيهم في حزن : أنا معنديش غير حل واحد..... أنا هسلم نفسي للشرطة لأن اللى زيي مكانه بعيد عن الناس في منفى لوحده
وقف أيهم أمامه وهو يشعر بالندم على ما فعله به وقال : خالد أنا مش عارف أقولك إيه..... أنا السبب في اللي بيحصلك ده..... ياريتني ما كنت عرضت عليك العرض ده ولا إديتك الدوا...... أنا هاجي معاك.... أنا السبب وإنت مينفعش تتحمل النتايج لوحدك
خالد : لو رحت معايا وقلت على الدوا ده مستقبلك هيضيع ده غير إنك هتتحبس معايا وهتخسر وظيفتك وأنا أملي فيك إنك تقدر تلاقي علاج لحالتي ومحدش هيقدر يساعدني غيرك.... وجودك ورا القضبان مش هيفيدني بالعكس ده هيضيع أخر أمل ليا.... أنا مش هجيب سيرتك ولا هقول أي حاجة عن الدوا ده..... أنا رايح هناك عشان أبعد عن الناس وأخد جزائي على اللي عملته
ذهب من أمامه فأوقفه أيهم وقال : إستنى بس..... إنت هتروح دلوقتي؟
خالد في حزن : لا.... هروح لإيمان الأول..... لازم تعرف مني أنا وكمان مينفعش تفضل على ذمتي أكتر من كده..... أنا هطلقها
ذهب خالد ونظر أيهم إلى هاتفه فوجد إيمان تتصل به فنظر إلى الأسم في حزن ولم يقوى على الرد فجلس يفكر ماذا يفعل فمن المؤكد أن خالد خسر مستقبله وهذا خطئه هو
ذهب خالد إلى المنزل وهو يحاول أن يرتب ما سيقوله لإيمان ثم وقف أمام الباب والألم يعتصر قلبه ثم فتح الباب وإذا بإيمان تركض إليه وقامت بإحتضانه وهي تقول في خوف : كنت فين يا خالد كل ده؟..... أنا مت من الخوف عليك.... لا أنت بترد ولا أيهم بيرد عليا 
أغمض خالد عينيه في حزن وكأن قلبه يودعها للمرة الأخيرة ثم أبتعد عنها ونظر إليها في حزن ووضع كلتا يديه على وجهها وقال : فاكرة أول مرة جتلك بالعربية قدام المستشفى؟
إيمان : طبعًا فاكرة
فلاش باك
بعد أن أخذ خالد الأموال من أيهم ذهب واشترى ملابس جديدة ثم اشترى منزل مجهز لهما وبالأخير أشترى سيارة وذهب إليها وهو في كامل لياقته وانتظرها أمام المشفى وعندما خرجت ووقع نظرها عليه فتحت عينيها في صدمة ثم تحركت لتمضي من أمامه فأمسك يدها فنظرت إليه في تعجب وقالت : سيب إيدي لو سمحت
نظر إليها خالد في حب وقال : مبقتش قادر أسيبها ولا أبعد عنك أكتر من كده.... أنا بحبك يا إيمان ومن زمان..... من زمان وأنا بقف كل يوم أشوفك وإنتي راجعة من الجامعة ومانع نفسي إني أوقفك كده في الشارع ومكنتش عايز أعمل كده غير لما أكون واثق إن مفيش حاجة تبعدنا عن بعض تاني ودلوقتي مفيش حاجة تمنعني إنى أمسك إيدك قدام الناس وأروح أطلبك من أهلك وتبقي مراتي وملكي..... إحساسي دايمًا إنك إنتي كمان بتحبيني هو اللي شجعني أقف قدامك وأنا واثق إنك هتوافقي
نظرت له إيمان في تعجب فهو يرتدي ثياب باهظة وأنيقة ويقود سيارة جديدة فكيف تبدل حاله في هذا الوقت القصير؟.... كانت تمنع ذاتها من إن تظن به السوء ولكن لا يوجد تفسير أخر داخل رأسها سوى أنه حصل على الأموال بطريقة غير شرعية فنفضت يده وقالت له : وعايز تتجوزني بفلوس حرام؟
عقد خالد حاجبيه وقال : فلوس حرام! ليه بتقولي كده؟ 
إيمان : أيوة طبعًا لما تتحول بالشكل ده في كام يوم لازم أفكر فيك كده
خالد : أنا عارف إنك متعرفنيش كويس بس إحنا طول عمرنا جيران وأبوكي كان صاحب أبويا الله يرحمه لو كنت حرامي كان أبوكي عرف..... مكنتش أتوقع أبدًا تشكي فيا بالشكل ده
كاد أن يذهب ولكن أمسكت إيمان معطفه وقالت : لا إستنى..... إنت بجد معملتش حاجة غلط صح؟
خالد : لا يا إيمان معملتش حاجة غلط
إيمان : طيب جبت الفلوس ديه منين؟
خالد : هقولك بس أكيد مش هنا..... أنا كل اللي عايز أعرفه إنتي موافقة تتجوزيني ولا عايزة تتجوزي سالم؟
إيمان : أنا رفضت سالم من زمان وهو اللي بيلاحقني بس أنا مش مهتمة بيه
خالد : طيب وأنا؟
إبتسمت إيمان وقالت : إنت تيجي تشرب القهوة مع بابا النهاردة
إبتسم خالد وهربت إيمان من أمامه في خجل وظل ينظر إليها حتى أختفت من أمامه والتفت ليغادر ولكن وجد سالم يقف خلفه وفتح عينيه في صدمة وقال : ده أنا قلت معقولة إيمان إتخطبت بسرعة كده ولا إتعرفت على حد جديد..... مكنتش أعرف إن إنت ده..... جبت الحاجات ديه منين يا خالد؟ سرقت مين؟
خالد : أنا مش حرامي..... وبعدين حاجة متخصكش
كاد أن يذهب ولكن قال سالم : إيمان تخصني
خالد : تخصك إزاى وهي رفضتك ووافقت عليا؟.... متضيعيش وقتي عشان عندي مشوار مهم بليل
ذهب من أمامه ولكن سمع سالم وهو يقول : على العموم هي مش فارقة معايا أنا بس كنت عايز أحرق قلبك عليها
ولكن لم يجيب خالد ومضى
عودة من الفلاش باك
خالد : ياريتني ما وقفتك ولا طلبت إيدك يومها..... دلوقتي بس إتأكدت إن سالم كان هيبقى زوج أحسن ليكي
تعجبت إيمان وقالت : أنا لسه كنت بقولك من كام يوم إن كان معايا حق إني موافقتش عليه عشان حرامي
خالد : حرامي أحسن مني أنا...... إيمان أنا مش هينفع أكمل معاكي أكتر من كده.... إنتي تستاهلي واحد أحسن مني مليون مرة وأسف..... أسف على حاجات كتير وأكتر حاجة أسف عليها إني تمتت جوازي منك..... كان لازم أعرف من أول يوم إني مش مناسب ليكي بس أنا كنت أناني مقدرتش أبعد عنك وبقيتي مراتي وهتتحملي اللي عملته معايا
بكت إيمان وقالت : إنت تقصد إيه بكلامك ده؟..... فيه إيه يا خالد؟ أرجوك متخوفنيش أكتر من كده.... إنت عايز تسيبني؟
خالد : أنا هقتل نفسي بإيدي عشان أنا من غيرك كإني مش عايش..... بس أنا لازم أبعد عنك عشان إنتي متستاهليش تعيشي مع واحد زي..... إنتي تستاهلي تعيشي ملكة..... لكن أنا خلاص مبقتش أنفعك ولا أنفع حد..... أنا قتلت عمي عاطف يا إيمان وهروح أسلم نفسي وقبل ما أترمي في السجن أو أتعدم هطلقك..... هطلقك عشان متبقيش على ذمة واحد قاتل ومستقبلك يضيع بسببي
بكت إيمان ووضعت يدها على فمه وقالت : لا.....إوعى تنطقها..... مطلقنيش يا خالد أرجوك.... أنا عارفة إنت عملت كده ليه وإيه السبب عشان كده مش هبعد عنك..... أنا وعدتك إني هفضل معاك وهلاقي علاج ليك
خالد : خلاص يا إيمان مبقاش ينفع..... أنا لازم أخد جزائي على اللى عملته
بكت إيمان وقالت : وأنا مقدرش أبعد عنك..... مسبنيش يا خالد عشان خاطري
خالد : كده كده هبعد..... أنا قتلت يعني ممكن أتعدم أو أخد مؤبد
إيمان : لا مش هتاخد إعدام هتتحجز في مصحة وأنا هفضل جنبك وأعالجك..... إنت مريض والقضاء مش هيحكم عليك بالإعدام ولا الحبس..... وإحنا هندور على علاج ليك لكن متبعدنيش عنك وتسيبني يا خالد أرجوك..... مقدرش أعيش من غيرك.... مطلقنيش لو سمعتها منك هموت.... متعملش فيا كده عشان خاطري..... أنا بحبك يا خالد وإنت عارف
خالد : ما أنا مش هقول للبوليس على الدوا اللي خدته..... أولًا عشان مستقبل أيهم هيضيع ثانيًا عشان لو أيهم إتسجن علاجي هيبقى مستحيل بكل الطرق
إيمان : يعني إيه..... عايز ترمي نفسك في السجن ومن غير ما تقول الحقيقة...... إنت كده هتتعدم
خالد : قدامكم فترة تدورو فيها على علاج لحد معاد المحكمة..... لكن أنا مش هعيش وسط الناس وأئذي حد تاني.... أنا مكاني في السجن ده أحسن ليكي وللناس ولازم أبعدك عني
إيمان : وأنا مش هبعد عنك ولو طلقتني هموت نفسي
إحتضنها خالد وقال لها : لا يا حبيبتي..... أرجوكي إسمعي كلامي وأبعدي عني عشان مستقبلك
إيمان في بكاء : مش مهم عندي أي حاجة غيرك إنت وبس وأنا بتكلم بجد لو طلقتني هموت نفسي
خالد : خلاص..... مش هطلقك بس متقوليش كده تاني..... أنا همشي...... هروح أسلم نفسي
إيمان وهي مازالت تبكي بشدة : طيب خليك معايا شوية
خالد : عايزاهم يجو يقبضو عليا هنا..... أنا هروح أسلم نفسي وأبعد نفسي عن الناس..... خلي بالك من نفسك ولو مقدرتيش تقاومي كلام الناس تعالي وبلغيني وأنا هطلقك
إيمان : مش مهم كلام الناس..... أنا واثقة فيك وعرفاك كويس..... وعمري ما هحاسبك على حاجة مش بإيدك
ودعها خالد وذهب إلى قسم الشرطة وطلب مقابلة الضابط وعندما دخل وجد علاء يجلس على مكتبه ونظر له وسأله عن سبب مجيئه ولم يقول سوى كلمات قليلة : أنا قتلت عمي عاطف
تم القبض عليه وذهبت الشرطة إلى مكان الحادث وقامو بحمل الجثمان إلى المشرحة واتضح من التشريح أن تم ضربه بأداة حادة على رأسه أدت إلى الموت..... تم التحقيق مع خالد ولكن لم يخبرهم بشئ أخر وقام علاء بسؤاله عن أداة الجريمة ولكن لم يستطع إجابته فهو لا يتذكر شئ وتم حجز خالد وترحيله إلى النيابة العامة
أما إيمان فقد عادت إلى منزل والدها دون أن تخبرهم بشئ فقط جلست في غرفتها وأغلقت الباب ظن علي وتهاني أنها تشاجرت مع خالد وتركت المنزل وحاولا كثيرًا أن يعرفا ما حدث ولكن رفضت إيمان إخبارهما وبعد يومين نشر أمر الحادث بالجرائد والبرامج التلفزيونية التي تحدثت عن قتل أحد رجال الأعمال على يد إبن شقيقه بسبب الطمع بالمال والخلاف بالميراث..... طلب علي من إيمان أن تطلب الطلاق من خالد ولكنها رفضت مما جعل غضب علي وتهاني يزداد ولكن هددتهما إيمان بأن تترك المنزل وتعود إلى منزلها إذا ضغطا عليها أكثر وفي اليوم الثالث ذهبت إلى المشفى وعملت على إيجاد حل مع أيهم بعد أن أخبرها أن النتائج أصبحت جاهزة وعليهما العمل معًا لإخراج خالد وبعد عدة أيام من العمل وفي وقت متأخر كان أيهم يطالع بعض العينات على جهاز المجهر وفتح عينيه في صدمة
جاء موعد المحكمة ولكن لم يتوصل أيهم أو إيمان إلى علاج ولم يعد أمامها خيارات أخرى سوى إخبار المحكمة بحقيقة حالة خالد والعلاج الذي أدى به إلى هذا الوضع
في المحكمة.... يقف خالد في قفص الإتهام دون أن يتفوه بكلمة واحدة منذ أن أعترف بالحقيقة.... كان علاء يجلس وينظر إليه في شك فهناك أمر غير مفهوم بالقضية وأيضًا أداة الجريمة المختفية وصمت خالد الغير مبرر ثم نظر بأخر القاعة فوجد إيمان تجلس وتنظر إلى خالد ودموعها تنساب على وجهها فاقترب منها وجلس بجوارها وقال : عايزة تقوليلي حاجة؟
نظرت له إيمان وقالت : حاجة زي إيه؟
علاء : أنا حاسس إن خالد مخبي حاجة
إيمان : ده حقيقي
علاء : مخبي إيه؟
إيمان : خالد خد دوا غلط غير في جيناته الوراثية ووجوده برا خطر وللأسف هو قرر يحبس نفسه كده عشان يحمي الناس منه بعد ما قتل عمه
علاء : إيه الدوا ده وخده فين؟
إيمان : دوا من تجربة علمية..... يعني عمل نفسه فار تجارب والدوا ده بيخليه يفقد أعصابه نتيجة زيادة الأدرينالين في الجسم وبيعمل حاجات وهو مش حاسس بنفسه ومن ضمنها قتل عمه وضرب سالم
علاء : وليه مقولتيش كده في التحقيق؟
إيمان : عشان ساعتها مش هيتحبس هيدخل مصحة وهو عايز يبعد عن الناس وده طلبه وكمان الدكتور اللي عمل فيه كده هيتأذي والدكتور ده الأمل الوحيد في علاجه وأنا بساعده
علاء : عندك دليل؟
إيمان : فحوصاته معايا بس مفيش فيها اللي يثبت إنه بيعمل كده وهو مش حاسس
علاء : لازم ياخد فرصته ويتعالج
إيمان : وأنا جاية النهاردة أديله الفرصة ديه عشان مبقاش في حل تاني قدامي ومش هسيبه يتعدم وأقف أتفرج عليه
وهذا ما تم بالفعل ولكن لم يصدقها القاضي بسبب عدم وجود دليل فنظرت إليه في حزن وتم تأجيل القضية بعد أسبوعين للنطق بالحكم وعلم خالد أن أيامه في الدنيا صارت معدودة وما أحزنه أكثر إشتياقه لإيمان الذي يزيد غضبه ولكن يحاول أن يستمر بعمل التمارين للحفاظ على هدوءه وعاد خالد إلى السجن وكان طلبه أن يضل بزنزانة منفردة
عند وقت الغروب جاء سالم لزيارة خالد بعد أن طلب من أحد الرجال المسئولين بالدولة أن يدخل لمكان حجز خالد وعندما اقترب منها نظر عبر النافذة الصغيرة داخل الباب وقال : قتلت أبويا يا خالد...... قتلت عمك بإيديك وكل ده عشان الفلوس..... مكنتش أعرف إنك وضيع للدرجة ديه..... وأنا اللي كنت بغير منك عشان فاكرك أحسن مني..... طلعت ولا حاجة..... حرامي وقاتل..... رميتك في الشارع ظهرتك على حقيقتك..... بس أنا فرحان فيك وفرحان في إيمان اللي فضلتك عليا وكمان جاية تقف في المحكمة بتقول أي كلام فارغ عشان تخرجك بأي شكل..... مش قادرة تعترف قدام الناس إنها إتجوزت قاتل وبقت مرات القاتل..... أخرج شوف الناس بتبصلها إزاى..... أخرج شوف حالتها بقت إيه بسببك..... بس أحسن عشان تعرف الفرق بين الراجل المحترم والقاتل اللي إتجوزته
كان خالد يسمع حديثه ويحاول أن يهدأ من غضبه ولكن دون جدوى فذهب سالم وتركه يشتعل غضبًا ولم يعد خالد يتحكم بأعصابه أكثر فضرب الباب بقدمه وحدث به إنبعاج كبير وسمع الحرس صوت الباب فاقتربو منه ولكن توقفو في ذهول عندما رأو خالد يفتح الحديد بكلتا يديه العاريتين ثم أمسك الباب من الجانبين وخلعه من مكانه وخرج أمامهم..... لم يستطع أحد إيقافه وهرب من السجن...


 

تعليقات