رواية رحلة عذاب الفصل الثامن 8 بقلم اسماء العذب


رواية رحلة عذاب الفصل الثامن 8 بقلم اسماء العذب




"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ
عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 

مروه بصتله بفزع من حركته دي ومن كلامه 

رجعت لورا وهي مش فاهمه هو قال ايه او يقصد مين 
لكنها حست بالخطر من طريقه كلامه 

عاصم اتعدل في قعدته وعيونه كانت بتلمع بوعيد 
وكأنه عاوز ينتقم من حد 

فضل علي الحالي ده فتره ومروه مش عاوزه تطلع صوت عشان ما ينتبهش ليها وياخد باله منها 

لكنه حرك عيونه ناحيتها وسألها بجمود 

:خير عايزه ايه انتي كمان ..وايه مدخلك الاوضه كده 

مروه بتلعثم: 
الل ..الاكل جاهز وانا كنت داخله اصحيك عشان تاكل وبعدين انت صحيت وبقيت تقول انك هتندمهم 
وانا انا معرفتش اعمل ايه 

عاصم بضيق: 
وانتي من إمتي بتعرفي تعملي حاجه ...اخلصي عايزه ايه في ليلتك دي 

مروه بتوتر: 
ال السحور ..انا حضرت السحور وجيت اصحي حضرتك عشان تتسحر 

عاصم افتكر ان النهارده اول سحور عشان رمضان بكره بعد ما الرؤيه اتأكدت 

مسح وشه عشان يشيل اثار النوم وقام من غير ما يوجه كلمه للي واقفه دي 

راح ناحيه السفره ولاقي السحور جاهز وحرفيا كان يجوع الشبعان من شكله الحلو

قعد وبدأ ياكل ومروه واقفه جنبه مستنيه البواقي اللي هيتفضل بيها عليها 

خلص اكل ونفض ايده..بص في الساعه لاقي إن لسه في حوالي ساعه ونص لحد الفجر 

عشان كده قرر يرجع يكمل نوم ...لأن بكره يوم طويل خصوصا في الصيام 

مروه بأرتباك:
هو حضرتك خلصت اكل 

عاصم بلا مبالاه: 
اه خلصت لمي الأطباق ونضفي السفره 

مروه بتردد: 
طب ..طب ..انا ..انا 

عاصم بتأفف :
اخلصي انتي لسه هتهتهي..انطقي 

مروه بأرتباك سألته: 
أكل؟ 

عاصم فهم انها بتاخد الأذن منه زي كل مره..لانها مش بتاكل غير لما تاخد الأذن منه ..ورجح ان بيت اخوها اكيد كانوا بيعاملوها كده 

هز رأسه بلا مبالاه واخد موبايله وراح يكمل نوم 
بس قبل ما يدخل الطرقه بتاعه اللي فيها اوضته وقف  بصلها واتكلم 

:بكره طبعا انتي مش محتاجه تصحي بدري عشان تحضري الفطار ...

بصتله بعدم فهم للحظه بعدها فهمت هو يقصد ايه وهزت رأسها 
هي علي اي حال بتصحي بدري كل يوم ..

سابها ومشي وهي اخدت الاكل واخدت بواقي عاصم بقت تاكلها والاكل اللي متلمسش حطته في التلاجه 

.....

نهار رمضان 
عاصم نزل شغله بس طبعا لكام ساعه بس وهيرجع علي طول قبل آذان الضهر 

اول ما خطي الشركه عينه كانت بتدور علي اتنين بعينهم 
لمح اول واحد منهم وقرب وهو بيبتسم بسماجه 

عاصم بسخرية: 
رمضان مبارك يا ايمن باشا  ...طبعا اكيد مكنتش تعرف وفطرت الصبح عادي 

ايمن بقرف: 
ههه ..خفيف اوي انت يا عاصم ومفيش منك اتنين 
وعلي العموم انا صايم ...اصل الفطار ده للعيال الصغيره 
وبعدين بدل ما انت ماشي تستخف في د مك شوف شغلك وشوف الفلوس بتاعه الأرباح راحت فين 
ولا انت شاطر في اللعب والشغل صعب 

عاصم قرب منه واتكلم بمكر:
مش انا عرفت المشكله فين وحليتها..اه وعهد الله المشكله انحلت وجيت النهارده مخصوص عشان اطلب من مستر ماهر يعمل اجتماع تاني عشان اعرفه المشكله فين ...ومين اللي مختلس الفلوس وبمساعده مين 
وزي ما المشكله كانت علي الملا وقدام الكل ..حلها برضوا هيكون علي الملا وقدام الكل 

ايمن بلع ريقه وبان عليه التوتر 
..لكنه حاول يبان ثابت وسأله 

:وياتري مين ده اللي طلع مختلس الفلوس..

عاصم بخبث: 
هتعرف يا ايمن باشا ..مع انك اكيد عارفه اوي كمان ...ده وكأن انتم الاثنين واحد يا جدع من كتر ما انت تعرفه ..ولا شريكه ..اللي عامل نفسه باشا وابن ذوات وهو في الحقيقة حلنجي وبتاع التلت ورقات 

ايمن قرب علييه بغضب ومسكه من ياقه قميصه واتكلم بغضب 
:انت تقصد مين بكلامك ده يا جده انت ...انت عارف بتتكلم عن مين ولا الصيام مأثر علي صواميل مخك
 
عصام بصله ببرود ونزل ايده واتكلم برفعه حاجب 
:وهو انت محموق عشانه كده ليه..هو انت تعرفه ..

سكت شوبه وكأنه افتكر حاجه وضرب رأسه بكف ايده براحه وكمل بسخريه 

:اه صحيح اكيد تعرفه ...اصل هو يبقي ابن عم مستر ماهر يعني في مقام عمك ...تحب بقي تعرف مين التاني ..مين اللي سهل ليه عمليه الاختلاس يا أيمن بيه 

ايمن بلع ريقه لما قال الاسم وعرف ان عاصم وصل للحقيقة 
عشان كده ملقاش فايده من الإنكار 

داس علي سنانه بغضب وسأله بنفاذ صبر 
:اخلص عايز ايه عشان متعملش اللي في رأسك 

عاصم بمكر:
طب بما اننا بقينا نتكلم عالمكشوف كده ...فا انا عاوزك زي ما اتهمتني قدام الكل اني انا اللي اختلست الفلوس 
تلم الكل في اجتماع وتعتذر مني وتقولي انك محقوقلي 
وتبرأني من التهمه الباطله اللي حاولت تروطني فيها 

ايمن كان هيتكلم لكن عاصم قاطعه لمى رفع صباعه وحاجبه في نفس الوقت والمكر مزين وشه وكمل

:ماذا وإلا هروح انا بالورق اللي معايا والمستندات وأثبت انا صحه كلامي واخلس فضيحتك بفوانيس
قدام الكل وابوك يطردك ويمسح بكرامتك الارض 
ويمنع عنك كل وسائل الترف اللي مغرقاك 
فا انا لحد دلوقتي محترم انك ابن الراجل الطيب اللي مشغلني ومديك فرصه تنقظ بيها نفسك من اللي هيحصل ...وده مش عشان خاطر سواد عيونك ...ده عشان خاطر ابوك الغلبان اللي هيتصدم فيك لما يعرف ان ابنه بيسرقه 

سكت شويه وسأل: 
هااا يا موني ... تختار ايه ..الفضيحه ولا تتأسف وتبوس علي راسي وتقولي انا محقوقلك يا عاصم يا امين يا ابن الناس الكُمل

ايمن فضل ساكت وباصصله نظرات زي الرصا ص لو كانت حقيقه كانت زمانها موقعاه قتيىل 

عاصم بملل:
هااا انا وقتي مش بتاعي ده بتاع الشركه 

ايمن اتنهد بغل وهز رأسه واتكلم بفحيح: 

هعتذر منك ..

كمل بسرعه بعدها:

بس مش النهارده..لازم اشوف هنعمل ايه انا ومجدي ..ولازم نتفق هنقول ايه عشان منتكشفش 

عاصم بملل: 
والله مش مشكلتي ..مستر ماهر مدينا اسبوع عشان ندور عل الغلطه والحمد لله اتلقت وفاضل من الأسبوع 
يومين اتنين بس ...في خلالهم تكون محضر نفسك 
وإلا ساعتها انا هطلع علي السيد الوالد واقوله علي عمايل ابنه حبيبه 

قال كلامه وسأله ومشي وهو مبتسم بأنتصار شديد علي غريمه وعيونه بتلمع ببريق النصر 

ايمن كمان عيونه كانت بتلمع ..بس بوميض الغدر والغل والحقد وهو بيتمني انه يفتك بعاصم قبل ما يكشف سره

.....

منال كانت حرفيا مفرهده من كتر المجهود اللي بتعمله في أول يوم رمضان خصوصا انها عزمت أهلها 

ولازم كالعاده تعمل أصناف كتير واشكال وألوان ده غير الحلويات 
طبعا قبل كده كانت العزومات دي عاديه جدا قبل كده وبتحصل علي طول ..بس مروه اللي كانت بتعمل كل حاجه وفي الاخر مش بتاخد غير التريقه والسخريه 

من اهل منال وشويه ضرب لو عملت تصرف ميعجبش
حد ..وأخيرا بواقي الأكل بتاع العيال الصغيره 

منال كانت من امبارح نضفت البيت وروقته وفي أصناف اكل عملتها من امبارح عشان متتعبش في الصيام 

لكن لانها اتعدلت دايما علي الكسل والراحه وحرفيا مكنتش بتعمل حاجه غير تحرض( علي) علي مروه عشان يضربها ..زائد انها بتجيب ناس تطلب مروه للخدمه وتاخد عي الفلوس ...إنما باقي ما باقي كان كله على مروه 

منال بندم:غلطه عمري أني وافقت ان مروه تتجوز..مس كان زمانها هي اللي بعمل ده كله وانا نايمه في سريري مرتاحه ومتهنيه..لا لا الوضع ده مش هينفع ..احنا لازم نجيب خدامه او علي الاقل واحده تساعدني 

....

عاصم علي غير العاده كان راجع من شغلك مبسوط وملامح وشه مسترخيه جدا كأنه خارج من جلسه مساج 

وعقله عمال يعرض ليه اللي حصل في الشركه وازاي جاب منخير ايمن الارض 

اول ما دخل لاقي البيت هادي ومروه قاعده في الصاله علي جنب وحرفيا مفيش جهاز كان شغال غبر التلاجه 

لأنه نبه عليها متشغلش حاجه ولا مروحه ولا تلفزيون 
عشان كدت كانت قاعده ضامه رجليها وسانده رأسها عليهم 
عاصم سند حاجته وسألها من غير ما يبص عليها

:قاعده كده ليه ..مش وراكي شغل تخلصيه 

مروه :
ماهو انا خلصته كله لاني بصحي من بعد الفجر عشان كده بخلص بدري ...وبقعد طول اليوم مش ورايا حاجه 

عاصم اتنهد بملل وكمل 
:انا رايح اريح شويه وانام ..لو عاوزه تنامي انتي كمان نامي اهم حاجه مش عايز صوت ..وعلي المغرب عاوزك في حاجه مهمه 

هزت راسها بسرعه وهي بتفكر ياتري عايزها في ايه 
مهتمتش وراحت تنام بما انها مبقاش معاها حاجه 
لانها صحيت بعد الفجر وملحقتش تنام 

غمضت عنيها وهي حاسه براحه جسديه محستهاش من سنين طويلة لانها بتخدم في بيت واحد مش كذا بيت كل يوم ...ومش بتقف علي رجليها من طلعه الفجر لنص الليل 
هنا يادوب بتعمل خدمه البيت واللي بالنسبه ليها سهله جدا وبعدها بتقصي يومها راحه 

يااه لو عاصم سند لبها تشغل التلفزيون..سعادتها هتكمل 
ثواني وكانت رايحه في النوم وهي بحلم أحلامها اللي عمرها ما هتتحق غير في المشمش 

متعرفش فصلت علي الحال ده قد ايه ..بس لما فتحت عيونها لاقت عاصم هو التاني لسه نايم 

قامت وقفت وراحت للبلكونه ومن شكل السما رجحت ان الساعه حوالي خمسه ..يغني فاضل حوالي ساعه ونص علي المغرب 
راحت المطبخ اطمنت ان كل حاجه جاهزه وتمام 
طلعت خضار تعمله سلطه تسلي نفسها وطلعت العصير برضو عشان تعمله ويلحق يسقع 

لحد ما سمعت صوت عاصم وهو بيتمشي بره وعرفا انه صحي 
كملت شغل لحد ما المغرب اذن وعاصم فطر لأول مره من زمن في بيته بغد ما كان بيطلع يفطر بره لانه معندوش حد يطبخ ولا يعمل حاجه في البيت ..حتي خدم مش بيجيب لأمه مش بيوثق فيهم 

بعد ما خلص فطار ومروه كمان فطرت نادي عليها 
مروه اتقدمت وهي متوتره وخايفه يكون عملت حاجه معبجتوش
 
مروه بقلق:
ايوه يا بيه بتنادي

عاصم بجديه شديدة: 
بصي واسمعي اللي هقوله كويس اوي 

هزت راسها وبقت مركزه مع كلامه كويس وهو كمل

:بكره في جماعه اصحابي عازمهم عندي علي الفطار ...عاوزك تعملي كل اللزم وتنضفي البيت وتروقيه 
وتعملي فطار يشرف ..عاوزهم ميشتكوش من اي حاجه ..كل حاجه تكون جاهزه وكل حاجه تكون حلوه والاكل طعم وفي زينه جبتها علقيها وفي فانوس حطيه جنب الباب وظبطي المكان..مش عاوز اي غلطه انتي فاهمه 

مروه بلعت ريقها ونظت راسها بمعني فاهمه 

عاصم بتحذير:
ايه غلطه منك هتدفعي تمنها غالي اوي اوي...دول اصحابي واكتر من اهلي ..وكل رمضان كنت بتعزم عندهم وهم مش مقصرين معايا في حاجه ..وجه الوقت اللي ارد ليهم العزومات دي ومش عاوز واحده زيك تبوظها..شوفي هتعملي ايه ولو في حاجه ناقصه قوليلي

..... 

مروه صحيت من النجمه تحضر لعزومه عاصم وشافت اللصناف اللي هتعملها 

لاقت ان فيه سويه مكونات ناقصه ..افتكرت لما عاصم قالها اي حاجه ناقصه تكتبها وتديها ليه يجيبها 

كتلت النواقص كلها ورجعت تكمل باقي الاثناف وهي شغاله بأيديها واسنانها وكأنها في سباق وخايفة تخسر 

سمعت صوت المنبه الاول وعرفت ان معاد صحيان عاصم قرب 
راحت وجهزتله حاجته وجمعت جزمته 

وبما انه مش هيفطر ..وفر عليها وقت ومجهود إضافي 
دقايق وسمعت صوت المنبه التاني وبقت تسمع صوت حركه عاصم جوه الاوضه 

دخلت المطبخ وبقت تكمل شغل عشان خافت يسمعها كلمه كده ولا كده تسم بدنها علي اول النهار 

دقايق تانيه وسمعت صوت وهو بينادي عليها 

:انتي يابت ..يا زفته 

جريت بره المطبخ بسرعه 

مروه بلهفه: 
صباح الخير يا بيه..تؤمرني بحاجه 

عاصم بجديه: 
جهزتي حاجه العزومه 

مروه بلهفة اكبر:
ايوه..ايوه يا بيه ..انا بجهز كل حاجه وشغاله..هو بس فيه شويه طلبات ناقصه ممكن حضرتك بس تجيبها 

جريت بسرعه جابت الورقه اللي كتبت فيها النواقص 
وادتها ليه 

عاصم مسك الورقه وقرأ الحاجه وهز رأسه بمعني انه هيجيب الحاجه رغم انه مش بيحب التسوق..لكن اكيد مش هيخليها تنزل الشارع تاني عشان تتوه ويروح يدور عليها 

بصلها واتكلم بتحذير:
مش عايز حاجه ناقصه ولا حاجه مش علي ذوق الناس اللي جايه...ساعتها هزعلك زعل مزعلتهوش طول حياتك ..سامعه 

هزت راسها برعب من كلمه وهو كمل 

:انا هاجي علي الضهر..واجيب الحاجه المكتوبه..اشتغلي لحد ما اجي ..واعملي كذا صنف حلويات زي ما قولتلك عشان اصحابي بيحبوها 

هزت رسلها برضوا من سكات وهي خايفه تتكلم يتعصب من كلامها اللي بيطلع مهزوز من توفرها وخوفها منه 
سابها واخد الورقه ومشي 

.....

 كانت العزومه اللي قال عليها عاصم 
ومروه كانت حرفيا خلصت كل حاجه حتي السلطه والعصير كله جهز 

كان فاضل حوالي ساعه إلا ربع علي المغرب 
عاصم خرج من آلاوضه بعد ما لبس واستعد عشان يستقبل أصحابه 

عاصم:
جهزتي كل حاجه 

مروه هزت راسها بسرعه وهي بتشرح 
:ايوه حضرتك كل حاجه جاهزه والاكل سخن وسكنت الفرن وحطيته فيها عشان ما يبردش ويفضل سخن 
ولما الضيوف يجو انا هعرف علي طول وكل حاجه هتكون جاه

عاصم قطعها وهو بيتكلم بجمود:
وانتي مين قالك انك هتكوني موجوده لما هم يجو 

مروه سكتت وبلعت ريقها واتكملت بتردد 
وكل تفكيرها ان عاصم هيطردها بره البيت لحد ما الضيوف يمشوا عشان كده سألت بتردد

:اومال هروح فين 

عاصم بقرف:
هتروحي فين يعني ..للاسف متدبس فيكي ...هتترزعي في البلكونه لحد ما هم يمشوا وحسك عينك تخرجي صوت ولا تعملي اي كركبه وحد يعرف مكانك
 
مروه بتردد:
طب ..طب ما افضل في المطبخ ومش هخرج والله عشان لو حد أحتاج اي حاجه 

عاصم بقرف و سخريه :
لا كتر خيرك ..انا هتصرف ...واعملي زي ما قولت 
روحي بسرعه جهزي الأطباق اللي هنغرف فيها الاكل و السكا كين  و المعالق و الشوك 

مروه هزت راسها من سكات وراحت تجهز اللي قال عليه واللي اصلا كان جاهز بس هي راحت تتأكد منه 
رجعت تاني وقالتله ان كل حاجه جاهزه ..لسه هيرد عليها سمع صوت جرس الباب 

بسرعه مسك مروه وجرها وراه زي الد بيحه ورماها في البلكونه بتاعه  الصالون لانها الاقرب وقفل عليها بعد ما حذرها بعيونه انها متطلعش صوت 

ومروه معملتش حاجه غير انها هزت راسها من سكات 
وقفت في البلكونة تبص حواليها وبقت تبص علي الناس في الشارع وكل واحد منهم مروح بيته عشان يفطر مع أهله 

بينما هي واقفه هنا لوحدها زي المنبوذة بعد ما اتطردت 
من غير حتي بُق عصير تبل بيه ريقها بعد يوم صيام طويل وتعبها في تحضيرها للعزومه 

كانت سامعه صوت عاصم هو واصحابه وهو بيرحب بيهم وبيهزر معاهم وبيتكلم معاهم عادي وبيضحك 

وهي اللي عمرها ما شفتهوش بيبتسم حتي غير ابتسامه السخريه عليها 

البلكونه كان فيها خرم حطت عينها فيه وبقت تبص منه 
لاقت ناس شكلها نضيف خالص 

وبنات لابسين لبس حلو ومش محجبين وشعرهم ناعم واشكالهم حلوه اوي 

حتي الأولاد لابسين لبس حلو ...

مروه بزعل :
كل الناس حلوين ولابسين لبس كويس إلا انا ..عشان كده اكيد مكسوف انهم يشوفوني..وانا اصلا مين عاوز يقرب عليا وانا واحده عبيطه وهبله ولبسي كله مقطع وقديم ويكسف علي رأي ياسين 
حتي كلام عدل مش بعرف اتكلم ..

مسحت دموعها اللي نزلت منها في كُم العبايه وقعدت ضمت رجليها لصدرها وحطت راسها عليهم وغصب عنها دموعها بقت تنزل كل ما تفتكر معامله الناس ليها وخوفها منهم لما كانت تروح تخدم في البيوت 

لأنهم بيخافو تطلع حراميه وتسرقهم بسبب شكلها ومنظرها 
حتي إن فيه واحده منهم تليفونها ضاع مره واتهمتها انها هي اللي اخدته ومسكتها هي وجوزها  ضربوها وخوفوها إنها لو مجابتش اللي اخدته هيطلبوا ليها البوليس..وهي كل اللي كان بيدافع عنها دمعتها المقهوره
وكلمه (والله ما اخدت حاجه)

لحد ما التليفون اتلقي في الحمام واقع ورا الغساله لان صاحبه البيت بتدخل بيه الحمام عادي ..ساعتها بس سابوها تمشي من غير حتي ما يدوها أجرتها 

ولما رجعت البيت وقالت لمنال وعلي ..علي اللي حصل علي كمل عليها لأنها مطالبتهمش بالفلوس اللي اشتغلت بيها 

فاقت من شرودها علي صوت أذان المغرب بيكبر في كل مكان 
بعدها سمعت صوت عاصم وهو بيدعي أصحابه عشان يفطروا بعشم جامد وكانهم اصحاب البيت 

وهي اللي المفروض صاحبه البيت لانها مرات عاصم بتتعامل معامله أسوء من معامله الخدم 
بصت لفوق وبكت بتتكلم بكل رجاء

مروه :
يارب ...يارب ...ياااارب 

مره واحده باب البلكونه انفتح وطل منه عاصم 
قرب منها ومسك ايدها بالراحه وشدها عشان تدخل جوه 

عاصم ببسمه:
كنتوا بتقولو إن الاكل طعمه حلو ...وسألتو مين اللي عمله ...عاوز اقولكم إن مراتي هي اللي عملته..احب اقدم لكم مراتي مروه ...ست البيت ده 

خلص كلامه وهو بيشاور عليها ببسمه 
مروه بصتله بفرحه انه اعترف قدام الكل انها مراته ومبقاش مكسوف منها 

بصت للناس اللي بقت تسلم عليها ببمسه وهي كمان سلمت عليهم 
عاصم شدها وسحب كرسي وقعدهت عليه وقعد جنبها وبقي يحطلها اكل في طبقها 

عاصم :
كُلي يا مروه..انتي من اول اليوم علي رجليكي وانتي صايمه ..عاوزك تاكلي وتتغذي كويس ..

مروه هزت راسها وبقت تاكل وهي مبسوطه ..ومن كتر انبساطها بقت تاكل علي راحتها بأيديها من غير شوكه ولا سكينة ومن غير كسوف 

فجأه نظرات الكل اتغيرت وبقو يبصولها بقرف وسابو الاكل وقامو 
مروه بصت لعاصم بأستغراب وكأنها بتسأله هم ليه مكملوش اكل ...لكن لاقت عاصم بيبصلها بغضب واتكلم بحده 

:عريتيني قدام صحابي يا خدامه 

الله أكبر الله أكبر 
الله أكبر الله أكبر 
أشهد أن لا إله إلا الله 

مروه فاقت من نومها علي صوت أذان العشاء...بتبص حواليها بتحاول تفتكر ايه اللي حصل 

لاقت نفسها لسه في البلكونه وراحت عليها نومه ..لما ما حستش بنفسها وصحيت علي الأذان 

فركت عيونها بتعب وحلقها ناشف ..وكل اللي بتحلم بيه في الوقت الحالي هو كوبايه عصير بارد 
يروي عطشها 

قربت من الخرم اللي باب البلكونه 

بتبص لاقت اصحابه لسه موجودين وبيتفرجوا علي التلفزيون وقدامهم اطباق الحلويات اللي هي حضرتها 

وكلهم بلا استثناء عمالين يضحكوا ويهزروا ومبسوطين 

مروه بسخريه من حالها:
ماهو كان لازم يبقي حلم ...كان لازم 

يتبع.... 


تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة