
في مستشفى كبيرة وسط الإسكندرية، كانت مليكة واقفة
الكوريدور قدام غرفة العناية المركزة، ووشها شاحب وعيونها مليانة دموع.
مالك كان واقف بعيد، ساكت…
وفي وشه ملامح متضاربة بين القلق والغضب والحزن.
كانت والدته قاعدة على كرسي جنب الحيطة، بتستغفر بصوت خافت، والدعاء ما بيسكتش من على لسانها.
طلع الدكتور من غرفة العناية، ووشه جاد.
الدكتور:
"أنتو أهل المريضة لارين بدران؟"
مالك اقترب بسرعة:
"أيوه… حالتها إيه؟!"
الدكتور بهدوء :
"البنت عندها ضيق شديد في الصمام الميترالي، وحصلها أزمة حادة بسبب التوتر والضغط…
هي مستقرة مؤقتًا، لكن محتاجة عملية قلب مفتوح في أقرب وقت."
مليكة بانهيار:
"يعني خطر؟"
الدكتور:
"لو اتأخرت علي العمليه في خطر كبير جدًا علي حياتها."
الأم بدموع:
"هنعمل العملية… حتى لو في آخر الدنيا."
مالك بصوت حاسم:
"جهزوا كل حاجة… أنا المسؤول عن حالتها، وهتكفل بكل شيء."
---
في قسم الشرطة، جلس مراد على طرف مكتب التحقيق، ووشه فيه ملامح احتقار واضحة.
قدامه قاعد بدران، وإيده متكلبشة، ومكشر من غير أي ندم.
مراد ببرود:
"شايف يا بدران؟
اللي كنت فاكره فوق القانون، واقع قدامي زيه زي أي مجرم تافه."
بدران بصوت ساخر:
"أنا لو اتكلمت… هتشوفوا أسماء كبيرة بتقع."
مراد:
"اتكلم… ودي شغلتنا.
بس ده مش هيقلل من جرائمك:
تجارة سلاح، اختطاف، محاولة قتل بنتك، غسل أموال…
قضيتك جاهزة تتقفل قدامي."
بدران :
"لسه ما شوفتوش كل حاجة…
في ناس أكبر مني ورا كل ده."
مراد قرب وشه منه:
"بس في بنت صغيرة كسرت غرورك… وده كفاية."
دخل أحد الضباط:
الضابط:
"أوامر النيابة صدرت…
بدران يتحول فورًا على النيابة بتهم متعددة."
مراد وهو بيقوم:
"أخدنا أول خطوة…
والباقي للعدالة."
---
في غرفة بيضاء في الطابق الرابع،
كانت لارين نايمة على السرير، لونها باهت، وأنفاسها متقطعة لكنها بدأت تستفيق ببطء.
فتحت عينيها على خيال شخص واقف جنبها…
كان مالك، قاعد على الكرسي وراسه منحني، وإيده ماسكة إيدها.
لما حركت صباعها، رفع راسه بسرعة، عنيه اتغرقت بالدموع وهو بيقول بصوت منخفض:
مالك:
"لارين…؟!
أنتي سامعة صوتي؟"
لارين بهمس متقطع:
"مالك…؟"
مالك بابتسامة مرتعشة:
"أنا هنا…
وهنفضل نحارب لحد ما تقومي على رجلك تاني."
لارين:
"أنا… هعيش؟"
مالك:
"إن شاء الله، بس محتاجة عملية… والكل جاهز ليها."
دخلت مليكة بسرعة
مليكة:
"كل حاجة جاهزة…
والمستشفى بدأت التجهيز."
الأم:
"ادعولها… اللي جاي محتاج معجزة."
مالك وهو يبص في عنيها:
"أنا وعدتك إنك مش هتكوني لوحدك…
وعد الحر دين، يا لارين."
---
في مكتب النائب العام، كان بدران قاعد قدام فريق من المحققين، ومعاهم مراد كممثل من وحدة العمليات.
النائب العام:
"عندك فرصة تخفف عن نفسك… لو عندك معلومات عن شبكات تانية."
بدران بتنهيدة:
"أنا كنت مجرد أداة.
اللي فوقي أكبر… شبكة دولية لتجارة السلاح شغالة من سنين…
المقر الرئيسي في إيطاليا…
شخص اسمه ماريو كاستيللي هو اللي بيدير كل حاجة."
مراد بتركيز:
"عندك إثبات؟"
بدران:
"عندي تسجيلات واتصالات… مخزنة في وحدة خارجية في مخزن فـ سموحة.
فيها أسماء… وصفقات… وأوامر."
النائب العام بحزم:
"اعترف رسميًا وهتتحول لشاهد ملك لو قدمت الأدلة كاملة."
مراد بهدوء:
"لكن حتى لو بقيت شاهد…
اللي عملته في بنتك، مالوش مغفرة."
بدران (بصوت مكسور لأول مرة):
"كانت أكتر إنسانة بريئة… وأنا كنت أكتر إنسان مجرم."
---
داخل غرفة العمليات
الأجهزة ترن بنغمة ثابتة، صوت التنفس الصناعي واضح، والممرضين يتحركوا بدقة.
لارين على طاولة العمليات، محاطة بفريق طبي متكامل.
في الخارج، كانت مليكة بتبكي بصمت وهي ماسكة إيد والدتها، ومالك واقف قدام زجاج الغرفة، عينيه مش بتتحرك عن جوه.
الأم بصوت فيه رجاء:
"ربنا يستر… البنت دي شالت فوق طاقتها كتير."
مليكة بهمس:
"وكان ممكن تموت… من غير ما تعرف يعني إيه حد يحبها بصدق."
مالك بصوت حاسم:
"مش هاسمح بده يحصل… هتقوم… وهعيش علشانها."
المؤشر الحيوي على الشاشة يهتز… العملية مستمرة، والوقت بيمر ببطء قاتل.
---
في وحدة مكافحة الجريمة الدولية – القاهرة، قسم التعاون مع الإنتربول
مراد واقف قدام شاشة كبيرة، عليها خريطة لإيطاليا.
جنبه ظابط تاني، بيشرح:
الظابط
"ماريو كاستيل، زعيم مافيا
المعلومة اللي جابها بدران أكدت علاقته بتهريب السلاح عبر مراكب بتطلع من صقلية."
مراد:
"في تسجيلات من بدران بتربطه مباشرة بعمليات في مصر… ده معناه إنه داخل تحت اختصاصنا."
الظابط:
"لو عايز توصله… لازم عملية مشتركة."
مراد:
"مش هسيبهم… لارين كادت تموت بسببهم، وناس كتير ماتت فعلًا."
الظابط:
"بس ماريو مش أي مجرم… ده محصن في إيطاليا، ومعاه حماية."
مراد بحزم:
"هنهد الحماية دي… حبة حبة.
بس أولًا، ننقذ لارين… بعدين نطير لإيطاليا."
يتبع