
كانت لارين قاعدة في أوضة مليكة، ملامحها مشوشة، وبتحكي بصوت منخفض، لكن قلبها بيخبط في صدرها كأنه بيحاول يهرب.
لارين بتهمس:
"أنا فتشت في حاجته… كنت بدور على إجابة…
ولقيت ورقة فيها أسماء وأرقام، وحاجات عن شحنة سلاح… أنا مش فاهمة كل حاجة، بس اللي فهمته إنه… مش إنسان عادي."
مليكة بدهشة:
"باباكي؟! إنتي متأكدة؟"
لارين بهمّ:
"أنا كنت شاكّة من زمان، بس… دلوقتي متأكدة.
هو مش بس تاجر سلاح، ده ممكن يكون مجرم كبير."
في اللحظة دي، كان مالك بيطلع السلم…
راجع من مأمورية، وبالصدفة سمع صوت أختُه، وصوت تاني مألوف… صوت لارين.
وقف، وقرب من الباب المفتوح نصه… وسمع.
مليكة بقلق:
"طب ومالك؟ لازم يعرف، ده شغله."
لارين بصوت مكسور:
"هو حتى ميعرفنيش كويس… إحنا ما اتكلمناش غير مرات قليلة…
ويمكن يحس إني كدابة، أو شريكة في اللي بيعمله بابا."
مالك دخل بهدوء وصوته هادي:
"أنا عارف كل حاجة يا لارين."
التنين بصوا له، لحظة صمت خيمت على الأوضة.
لارين واقفة بسرعة، بعصبية:
"إزاي… إزاي بتقول كده؟!"
مالك بهدوء لكنه حاسم:
"عارف من الأول إنك بنت بدران…
بس اللي ما كنتش متأكد منه، هل كنتي تعرفي؟ هل كنتي شريكة؟
كنت براقبك… مش لأنك متهمة، بس عشان اتأكد"
لارين بصوت مرتجف:
"يعني انت اللي خليت مراد يراقبني عشان كنت شاكك فيا "
مالك:
" لأ طبعا بس أنا ظابط، بس قبل كده بني آدم…
وكل حاجة عرفتها عنك بتقولي إنك أنضف من أي حد.
بس اللي بنلعب فيه كبير، ومفيهوش مجال للخطأ."
مليكة بتدخل بهدوء:
"مالك… هي مش لوحدها دلوقتي."
مالك يبص للارين:
"أنتي في خطر يا لارين… بدران لو شاف إنك قربتي من الحقيقة، مش هيتردد لحظة انه يعمل فيكي حاجه.
بس انتِ مش هتواجهي ده لوحدك احنا هنكون معاكي."
لارين بصوت خافت لكن فيه قوة:
"وأنا مش هسكت… حتى لو كان أبويا."
مالك ينظر لها :
"وإحنا هنواجه سوا… بس كل خطوة من هنا لازم تتحسب صح."
مالك:
"انا عارف اللي شفتيه مش سهل… بس اللي جاي أصعب.
عايزينك تفضلي هادية، وتبقي جزء من خطة أكبر."
لارين بقلق:
"يعني أنا بقيت ضمن تحقيق رسمي؟"
مالك بحنان خفي:
"لأ، إنتي بقيتي شاهدة مهمة… وركن أساسي في حل اللغز.
أي حاجة هتفك لغز بدران، لازم تمر من عندك."
لارين :
"أنا مش هخاف.
هو صحيح أبويا، بس الحقيقة أهم… أنا حتى مش عارفة يعني إيه أب بجد."
مالك قام وفتح ملف صغير وقال:
"دي صورة من الورقة اللي لقيتيها، مسحناها وحللنا الأسماء اللي فيها.
فيه واحد اسمه 'خالد القصاص'… ده المساعد الأيمن لبدران.
لو قدرنا نوصله… نقدر نفك أول خيط."
لارين بتفكر:
"الاسم ده… مرّ عليّ، سمعته في مكالمة مرة، وكان بيزعق، قاله: "دي آخر مرة تبعتلي الشحنة ناقصة يا خالد.""
مالك بيركز معاها:
"أنتي عارفة مكانه؟"
لارين :
"كان دايمًا بيجيله واحد أصلع، عنده لوجو على جاكته، لوجو بتاع محل قطع غيار… في المنشية."
مالك بنبرة حاسمة:
"يبقى نبدأ من خالد القصاص.
الاسم اللي سمعتيه في المكالمة… ومحل قطع الغيار اللي في المنشية.
دي أول خيط فعلي نقدر نمسكه."
"من بكرة، هنبدأ نتابع المكان، وإنتِ هتكملي حياتك عادي…
لكن في أي لحظة تحسي بخطر، ده الموبايل اللي هنتواصل بيه، والرمز ده هيخلينا نتحرك فورًا."
لارين تاخد الورقة وتبص فيها:
"أنا جاهزة… بس ماينفعش أفضل عايشة في بيت واحد معاه."
مالك:
"مش دلوقتي.
لما نوصل للمرحلة اللي نقدر نحرك فيها رسمي، ساعتها هنأمنك مكان
"وأنا وعدتك… مش هتواجهي ده لوحدك."
لارين:
تمام وقامت تمشي قبل ما تمشي، بصت لهما،
وفي عينيها خوف… لكن كمان فيه قوة ماكنتش عندها قبل كده.