رواية عشق المالك الفصل التاسع 9 بقلم رحمة حسين

                                           


رواية عشق المالك الفصل التاسع 9 بقلم رحمة حسين



الليل هادي، والشارع نايم… بس قلبها صاحي، بيصرخ وبيقولها "اهربي".

لارين لبست طرحتها، لمّت حاجتها في شنطة صغيرة، وخرجت من البيت بخطوات مرتجفة، بس مصممة.

الهواء كان برد، بس اللي جواها أوجع بكتير من أي ريح.

ركبت أول ميكروباص، ومفيش في بالها غير عنوان بيت مليكة.

ما كانتش عارفة هتقول إيه، ولا هتعمل إيه، بس كانت حاسة إن وجودها مع مليكة ممكن يكون أمان.

بعد وقت، وقفت قدام الباب، وضغطت الجرس.

فتح الباب بهدوء، وظهرت سيدة في الخمسينات، بوش طيب ودافي… كانت أم مليكة.

الأم (بابتسامة):
"أيوة يا بنتي؟"

لارين (بصوت مكسور):
"أنا آسفة… أنا… أنا صاحبة مليكة… ممكن أدخل؟"

الأم لاحظت تورم وشها، وجفاف شفايفها، والدموع اللي كانت لسه ما نشفتش.

الأم (بقلق وحنان):
"يا بنتي! إنتي وشك فيه إيه؟! تعالي تعالي جوه…"

دخلت لارين بخطوات مهزوزة، والأم خدت منها الشنطة، وودّتها على الصالة.

الأم (بحنان):
"اقعدي… اهدي شوية. عايزة تشربي حاجة؟ ميّه؟ عصير؟"

لارين (تبكي):
"حضنك بس…"

بصت لها ، وفتحت دراعها، ولارين وقعت جوا حضنها وهي بتنهار.

لارين (تشهق من البكا):
"أنا تعبت… أنا خلاص مش قادرة…"

الأم (بهدوء وهي تمسح على شعرها):
"ولا يهمك يا بنتي… انتي في أمان. محدش هيقربلك هنا."

فضلت سايبها تعيط، لحد ما خفّت شوية، وساعتها نادت بصوت عالي:

"مليكة! يا مليكة، تعالي بسرعة!"

نزلت مليكة من فوق، ولما شافت لارين، جريت عليها وضمّتها.

مليكة:
"يا نهار أبيض… إيه اللي حصل؟!"

الأم (بحنان):
"اللي حصل حصل… دلوقتي نوقف جنبها."

لارين رفعت وشها، وبصّت ليها اللي أول مرة تشوفها.

لارين (بصوت واهن):
"حضرتك أول واحدة… حسيت معاها بدفء بعد ماما."

الأم (بابتسامة حزينة):
"ياحبيبتي ربنا يبعتلك اللي فيه خير يا بنتي."

---

الليل بقى أهدى شوية، والساعة عدّت اتناشر.

لارين كانت قاعدة على السرير في أوضة مليكة، لافّة طرحتها بعشوائية، ووشها لسه عليه آثار الألم، بس عنيها المكسورة كانت بدأت تنطق بالحكي.

مليكة بهدوء وحذر:
"قوليلي يا لارين… من الأول خالص. إيه اللي خلى وشك كده؟ إنتي هربانة من إيه؟"

لارين تتنهد وهي تبص في الأرض:
"أنا ماكنتش عايزة أصدق… بس الشك دخل قلبي من أول يوم جه فيه راجل عند باب الكلية، وقاللي إن أبويا مش زى ما  أنا فاكرة."

مليكة بانتباه:
"راجل؟ مين؟"

لارين:
"قال إنه من الشرطة… اسمه مراد."

مليكة باندهاش مكتوم:
"مراد؟! …مراد ده يبقى صاحب مالك… أخويا."

لارين ترفع راسها بتوتر:
"إيه؟!"

سكتوا لحظة… الاتنين مصدومين، كل واحدة بطريقتها.

مليكة ببطء:
"طب كمّلي… بعد ما قالك كده، عملتي إيه؟"

لارين بنبرة وجع:
"رجعت البيت وبدأت أربط حاجات… وشه الغضبان، قسوته، كلامه اللي دايمًا فيه رفض… فتشت في حاجته، ولقيت ورقة… تثبت إنه بيتاجر في السلاح."

مدّت إيدها وطلّعت الورقة، مليكة خدت الورقة، قرأتها، وشها تغيّر.

مليكة:
"يا نهار أبيض… ده توقيع، واسم مكان، وقطع سلاح؟! انتي متأكدة؟"

لارين بدموع:
"أكيد… ولما شافني شايفاها، ضربني وقاللي: أنا مش أبوك."

سكتت لحظة، وبعدين قالتها بجملة كسرت قلب مليكة:

"أنا عمري ما كنت بنته… بس كنت دايمًا فاكرة إني غلطة بتتغفر مع الوقت."

مليكة بصوت مكسور:
"لارين… إنتي قوية أوي، بس الموضوع ده كبير… أكبر مني ومنك."

لارين:
"أنا مش جاية أحمّلك حاجة… بس حسيت إني لو جيتلك، هبقى لسه واقفة على أرض."

مليكة تمسك إيدها:
"وإنتي فعلًا واقفة… وده أهم حاجة دلوقتي."

سكتوا لحظة، وكل واحدة منهم كانت بتحاول تهضم حجم اللي اتقال.

مليكة بهدوء:
"بس في سؤال… مالك، أخويا، بيشتغل في الشرطة. ولو فعلاً هو بيحقق في بدران… يبقى كل ده ممكن ينفجر في وش الكل في أي لحظة."

لارين بصوت مرعوب:
"أنا عارفة… وعلشان كده أنا هفضل مستخبية شوية. ومش هتكلم مع مالك… مش دلوقتي."

مليكة:
"طب ولو أبوكي اكتشف إنك جيتي هنا؟"

لارين بحزم لأول مرة:
"مش هيفرق… لو هيفضل يطاردني، يبقى أهرب لبعيد أوي. لكن قبل ما أهرب… أنا لازم أعرف كل حاجة عنه."



تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة