
في مكان مجهول، مخزن قديم على أطراف المدينة، كان
بدران واقف قدام خريطة معلّقة على الحائط…
بيوزّع نظراته الباردة على نقاط حمراء وسوداء.
دخل أحد رجاله بسرعة، متوتر ومهزوز:
الرجل:
"خالد… اتقبض عليه.
بس احنا عرفنا إن الشرطة كانت بتراقبه."
بدران ببرود قاتل:
"كنت عارف إنه هيضعف."
لف وراح قاعد على الكرسي الخشبي، وأخرج مسدسه، وبدأ ينظفه بهدوء.
بدران:
"المرحلة الجاية، مفيهاش رحمة.
البنت؟ لازم نخلّيها درس…
مش بس عشانها، لأ… عشان أي حد يفكر يلمّس اسمي."
الرجل متردد:
"بس… دي بنتك يا باشا…"
بدران رفع عينه:
" هي بنت غلطة، وانا مش عايزها ولا بعتبرها بنتي
وغلطتي مش هتمشي على الأرض وتفتح بقيها."
وقف، وصوته كان مليان سمّ:
بدران:
"ابدأ التحضير… هنتحرّك قريب.
بس مش زي كل مرة… المرة دي، أنا اللي هصطاد."
---
كانت لارين قاعدة في أوضتها، والإضاءة الخافتة مخليّة كل ظلّ حواليها شكله مرعب…
إيدها بترتعش وهي ماسكة الورقة اللي لقتها وسط حاجات والدها، وعلى وشها ملامح قلق وارتباك.
بدأت تسمع صوت حركة غريبة تحت…
أولها افتكرت إن ده والدها، لكن الخطوات كانت سريعة، مش بتاعته.
قامت من على السرير بخوف، وقلبها بيدق بسرعة.
مسكت موبايلها، وكتبت بسرعة رسالة لـ مليكة:
> "لو حصلي حاجة… قولي لمالك إن في ورقة تحت المرتبة القديمة… مهمة جدًا."
مجرد ما ضغطت "إرسال"، سمعت الباب بيتفتح بعنف!
ما لحقتش حتى تتحرك… الباب اتكسر!
ثلاثة ملثمين دخلوا، واحد منهم مسكها بسرعة، والتاني سدّ بقها بقطعة قماش، والتالت فتّش المكان بسرعة بعينه.
لارين بتصرخ بكتمة:
"مممم!!… سيبوني!!"
لكن ماحدش رد…
خدوها بالعافية، وقبل ما يخرجوا، واحد منهم رجع للمكان وبص حواليه كأنه بيدوّر على حاجة.
ثم خرجوا… والبيت بقى ساكت كأنه مهجور.
كانت مليكة قاعدة في أوضتها، بتراجع شوية أوراق للمذاكرة، لما الموبايل رنّ برسالة.
شافت اسم المرسل:
"لارين"
ابتسمت، وفتحت الرسالة… لكن ابتسامتها اتجمّدت.
> "لو حصلّي حاجة… قولي لمالك إن في ورقة تحت المرتبة القديمة… دي مهمة جدًا."
مليكة بهمس:
"إيه ده؟!"
قامت بسرعة، قلبها بيخبط، وخرجت من أوضتها تجري ناحية أوضة مالك.
مليكة وهي بتخبط على الباب:
"يا مالك! افتح بسرعة! دي لارين! حصل لها حاجة!"
فتح الباب وهو لابس ترينينج سادة، وشكله متفاجئ.
مالك:
"في إيه؟!"
مليكة بتمديله الموبايل:
"بعتتلي دي من شوية! و مش بترد على التليفون! أنا قلبي مقبوض يا مالك… حاسة إنها حصلها حاجه او اتخطفت !"
قرأ الرسالة، وعيونه اتصلّبت.
مالك بصوت غاضب وحاسم:
"هنروح دلوقتي حالًا… وهنقلب الدنيا."
---
لارين كانت مرمية على الأرض، في مكان مظلم، برده شديد، وإيدها مربوطة من وراها.
كانت فاقدة توازنها، ووشّها فيه أثر كدمة.
الأنوار اتفتحت فجأة…
وظهر قدامها بدران بنفسه، واقف ووشه مليان قسوة.
بدران بصوت جامد:
"كنتي فاكرة إني مش هعرف؟ إنك بتدوّري ورا ضهري؟"
لارين بصوت متقطع وهي بتحاول تقوم:
"أنا مش خايفة منك… حتى لو قتلتني."
بدران اتحرك ناحيتها:
"اللي زيّك بيتكلم كده؟!
فاكرة إن الورقة دي هتوصلك لحاجة؟!
ده جزء بسيط من اللي أنا عملته…
ولو فتّحتِ بقك أكتر… هتدفعي التمن غالي."
لارين بصوت متحدي رغم ضعفها:
"أنا دفعت التمن من زمان… من يوم ما جيت الدنيا وانت مش شايفني بني آدمة."
وقف قدامها، وضربها بالقلم.
بس هي ما بكتش.
ولا حتى رمشت.
سابه وخرج…
لكن قبل ما يقفل الباب، قال لرجاله:
بدران:
"محدش يقرب منها…
بس لو حاولت تهرب، خلّوها عبرة."
تقفل الباب…
ولارين فضلت تبص في السقف، والدم بينزل من جنب شفايفها…
لكن في عينيها نور التحدي كان لسه موجود.
---
في مكتب صغير في قسم العمليات الخاصة، كان مالك واقف قدام المكتب، وإيده ماسكة ورقة عليها رموز وأرقام بخط بدران.
جنبه مراد، بيركز بعينه على تفاصيل الورقة.
مراد:
"الورقة دي مش عشوائية… شوف الرقم ده، 108 – 4 – B…
ده ممكن يبقى كود مخزن أو عنوان."
مالك بتوتر:
"والموقع اللي جمبه مرسوم عليه خط ساحلي…
ده معناه إنه قريب من الميناء."
مراد :
"يبقى نتحرك فورًا… قبل ما بدران يعمل فيها حاجة."
مالك بعزيمة:
"أنا مش ناوي أسمح له يأذيها تاني…
حتى لو اضطرّيت أكسر كل القوانين!"
---
في غرفة مظلمة، كانت لارين قاعدة على الأرض، الإضاءة خفيفة، بس عينيها كانت بتتحرك بدقة.
لاحظت إن في كاميرا صغيرة في الزاوية العليا…
وأن الباب معدن قديم بيصدر صرير لما حد يفتحه أو يقفله.
من الحيطة المقابلة، سمعت همسات رجال، واضح إنهم مش عارفين إنها قريبة كفاية.
رجل 1:
"الباشا ناوي ينقلها بعد بكرا…
بيقول لازم نخلص من كل اللي شاف أو عرف."
رجل 2:
"وسايبها لحد دلوقتي ليه؟"
رجل 1:
"بيقول عايز يشوف هتستسلم ولا لأ."
رجع الهدوء… لكن لارين كانت خلاص سمعت الكفاية.
لارين بهمس:
"يعني فاضللي يومين…
يعني ممكن أقدر أستغل الوقت ده… و أهرب."
---
كانت لارين في نفس المكان، وعيونها بتلمع رغم الوجع.
بدأت تفكر في كل خطوة ممكن تساعدها تهرب.
راقبت مفاتيح الباب مع الحارس لما دخل من شوية…
شافت إن القفل مش إلكتروني، وإن الكرسي اللي جنبها ممكن تفكه منه مسمار وتستخدمه…
لكن وهي بتحاول تقوم…
الدنيا لفت بيها.
إيدها اتسندت على الحيطة، قلبها بدأ يدق بشكل عشوائي.
لارين بهمس مخنوق:
"يا رب… مش دلوقتي… مش هنا…"
وقعت على الأرض، نفسها بدأ يضعف، عينيها بتزوغ، وجسمها بيترعش.
ما كانش معاها علاجها…
ولا في أي حد يسمعها دلوقتي.
---
كان مالك واقف بعيد عن المخزن القديم اللي وصله من خلال الورقة.
في إيده سلاحه، وبجانبه مراد وفريق صغير من الشرطة.
مالك بصوت جاد:
"هي جوه… لازم نتحرك دلوقتي."
أمر باقتحام صامت، وبدأ الفريق يقتحم من الجهة الجانبية.
دخلوا بهدوء…
وبدأ الاشتباك، أصوات طلقات متفرقة، صراخ، وهروب رجال بدران في كل اتجاه.
مالك دخل بسرعة وهو بيصرخ:
مالك:
"لارين!!"
فتح باب الغرفة الحديد…
ولقى لارين مرمية على الأرض، مغمى عليها، ونَفسها ضعيف جدًا.
ركع جنبها بسرعة، شالها بحذر، ونادى بأعلى صوته:
مالك بصرخة:
"إسعاااف! بسرعة! معانا حالة حرجة!!"
وهو شايلها في حضنه، عينه كانت مليانة خوف…
مش الضابط، ولا القائد،
بس الراجل اللي قلبه اتعلق بيها من غير ما يشعر.
لحظة وظهر بدران في الممر، بيحاول يهرب.
لكن مراد ظهر ورفعه السلاح عليه.
مراد بحزم:
"نهاية الطريق، يا بدران."
مالك بغضب:
"لو حصل لها حاجة… أنا مش هرحمك."
بدران بسخرية ضعيفة:
"كنت فاكرها أداة… طلعت نقطة ضعفك."
مالك بصوت حاسم:
"وأنت… نهايتك هتكون بسببها."
يتبع