
رواية فى عالم آخر الفصل الاول 1 بقلم لولى
كانت جالسة في عالمٍ آخر، مندمجة مع روايتها، تشعر وكأنها معهم في عالمهم، تشعر بآلامهم وأفراحهم، تشاركهم كل شيء بخيالها.
يقف وينظر لها، يرى ضحكتها ودموعها، يشعر بالغرابة… كيف لها أن تندمج مع الكتاب بهذه الطريقة؟
إنها صادقة وحقيقية، ولا تفتعل شيئًا.
إنه يحبها، ويشعر بالفرح كلما رآها، وتزداد دقات قلبه تسارعًا.
يعلم أنها لا تشعر به، ولا تعرف عنه شيئًا.
انتهت من الكتاب، وأخذت نفسًا عميقًا، ورفعت رأسها إلى الأعلى، ونظرت إلى السقف. ما زالت ترى أحداث الكتاب أمامها.
تشعر بأنها كانت في عالمٍ آخر… وعادت.
تشعر بأن هناك من يراقبها، لكنها حين نظرت بجانبها لم ترَ شيئًا،
غير شخص ترى ظهره فقط، وهو يسير. تشعر بأنها تعرف هذا الشخص، لكنها لا تهتم، وتعود إلى كتابها، وتأخذه مع حقيبتها وتذهب إلى أمينة المكتبة. تعطيها الكتاب وتضحك، فترد عليها الأمينة بنفس الضحكة.
إنها تعرفها، فهي تأتي كل يوم بعد الانتهاء من عملها، تأخذ قسطًا من الراحة والانفصال عن العالم وآلامه وأتعابه.
كان قد خرج من المكتبة ووقف بجانب الباب حتى يراها، مثل كل يوم، فهو يعلم وقت خروجها ويأتي فقط ليراها…
فهي قد خطفت قلبه منذ أول نظرة.
هي جميلة، لها طلتها الخاصة، رغم أنها ليست ذات جمالٍ باهر،
لكن جمالها الروحي وضحكتها البريئة يضفيان على وجهها حسنًا يجعلها لافتة للأنظار.
يغار عليها، ويشعر بالجنون من نظرات الرجال حولها…
ستكون له، لكن في الوقت المناسب.
عادت إلى منزلها، دخلت من الباب ونادت:
لليان:
ماما يا ست ماما! إنتِ يا أميرة هانم! يا ست الحُسن والجمال!
أميرة:
إيه يا بنتي، عاملة دوشة ليه؟ ما تدخليش يوم البيت بهدوء؟!
جرت عليها لليان، وحضنتها من الخلف، ووضعت يديها على كتفيها، وظلت تُقبلها.
أميرة:
يا بنتي، براحة عليا، أنا معدتش قدّك!
لليان (بضحك):
أعمل إيه يا ستي، أنا بحبك وبتوحشيني!
احتضنتها والدتها، وقالت:
أميرة:
وإنتِ كمان وحشتيني قوي… ادخلي اغسلي وشك، وخدي دش، وغيّري، وتعالي على ما باباكي يكون وصل.
لليان:
ماشي يا "ميمو" يا قمر، ثواني وتلاقيني عندك، أنا أصلًا ميّتة من الجوع!
ذهبت لليان إلى غرفتها، أخذت ملابسها وذهبت إلى الحمّام.
أميرة (بهمس):
ربنا يهديك يا بنتي، ويفرحني بيكي يا رب.
لليان تبلغ من العمر ٢٤ عامًا، طولها متوسط، وجسدها متناسق، ذات روحٍ مبهجة وجميلة.
ملامحها أقرب إلى العادي، لكنها تمتلك جمالًا خاصًا،
فلها عيونٌ سوداء برموش كثيفة مرسومة، وأنف صغير، وشفاه مرسومة،
بشرتها أقرب للبيضاء، وشعرها أسود بطولٍ متوسط، وهي محجبة.
أميرة، والدة لليان، تبلغ من العمر ٤٢ عامًا.
تزوجت من أحمد، والد لليان، الذي يبلغ ٤٧ عامًا.
تجمعت ملامح لليان من أبيها وأمها، ولها شقيقان: مازن (١٨ عامًا)، ومحمد (٢٧ عامًا).
انتهت لليان من حمّامها، وخرجت، فوجدت والدها يمزح مع والدتها،
اقتربت منه، وفاجأته من الخلف.
أحمد (مفزوع):
يا بنتي، حرام عليكي! قطعتِ لي الخلف!
لليان (ضاحكة):
إيه يا سي أحمد! ناوي تخلف تاني ولا إيه؟ لا خلاص، كده شطبنا!
ضحك أحمد، وحضنها.
أحمد:
وحشتيني يا ست لليان… اتأخرتي النهارده.
لليان:
أأ، لأ يا حبيبي، خلصت شغل ورُحت قعدت شوية في المكتبة، وجيت بدري زي ما أمرتني.
أحمد:
يا حبيبتي، أنا بخاف عليكي. ولو حابة تروحي في أي حتة، قوليلي، وأنا أودّيكي أو خلي واحد من إخواتك يوصلك.
رن جرس المنزل،
ذهبت لليان وفتحت الباب،
دخل إخوتها ووضعوا أيديهم على كتفيها.
محمد:
السلام عليكم… أهلاً يا ست لليان، وحشتينا يا ستي!
مازن:
السلام عليكم… وحشتيني يا لولي!
نظرت لليان إلى مازن:
لليان:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وإنت كمان وحشتني يا حبيبي.
محمد:
نعم نعم يا ست لليان! وأنا ما وحشتكيش؟
لليان:
لا… إنت ما جبتليش اللي طلبته!
محمد (ضاحكًا):
آه يا مصلحجية… اتفضلي يا ستي، مهنّش عليا زعلك.
فتحت لليان الحقيبة، فوجدت باقة ورد، وبداخلها مجموعة من الشوكولاتة التي تحبها.
قفزت من الفرح، ودفنت نفسها داخل حضنه.
لليان:
شكرًا بجد يا محمد! أنا بحبك قوي، ووحشتني قوي!
محمد:
آه يا بكّاشة… مصلحتك أهم!
مازن:
وأنا إيه يا ست لليان؟! مانا دافع معاه برضه!
لليان:
وأنت كمان، حبيبي.
أميرة (من الداخل):
يلا يا أولاد، الأكل اتحط… غيروا وتعالوا!