
رواية مكتوب أن أراك الفصل السابع 7 بقلم شروق فتحي
الفصل السابع #رواية_مكتوب_أن_أراك
وشروق وهي ترفع عينيها نحو حنين، وكأنها على وشك البكاء:
_"عمر" مش بيرد عليا بقاله يومين...مستحيل يكون كل اللي بينا ده كان خداع!
حنين وهي تحاول كبح ضحكاتها على خيال شقيقتها:
_يا بنتى ممكن يكون حصل حاجه...طيب حصل بنكوا حاجه؟!
وهي تهز رأسها بنفى ،وتحاول كبح دموعها:
_لا أبدًا علاقتنا كانت كويسه...حتى مش كنا اتخانقنا من فتره!
وعيناها تتسع من الدهشه:
_٠ليه هو أنتوا بتتخانقوا كتير!
وهي تزم شفتيها، وتتلاعب في شعرها بتوتر:
_لأ مش دايما بس بنتصالح في ساعتها...بيكون على حاجات بسيطة...مشكله دلوقتي مش هنا مشكله هو مش بيرد ليه!
وهي تحرك يدها على ذقنها بتفكير:
_طيب حاولتى ترني على أختهُ...تسأليها؟!
وهي تهز رأسها بنفى، وعيناها تدوران في فراغ الغرفة:
_لأ...مش جت في بالي!
وهي تعتدل في جلستها، وتشير لها بقلق:
_وأنتِ مستنيه ايه...ما ترني عليها!
وهي تمسك الهاتف،وتبحث على أسمها،لتنتظر ردها وقلبها ينبض بشده،لا تعرف شعرت بإنقباض في قلبها،حتى جائها الرد:
_أزيك يا "شروق" عامله ايه......
لتجاوبها ،ولكن صوتها يصطحبهُ الأضطراب:
_الحمدلله يا حبيبتي...معلشي كنت عايزه أسألك على حاجه!
وهي تشير لها بترحاب:
_أكيد يا حبيبتي أسألى اللي أنتِ عايزه!
لتبتلع ريقها، وهي تشعر بتوتر:
-_هو "عمر" في حاجه؟!
هنا... تغيرت نبرة صوتها فجأة، وصمتت للحظة قبل أن تقول:
_ليه أنتِ مش عارفه؟!
لتشعر بأن قلبها سيتوقف من القلق:
_أعرف ايه...هو ايه اللي حصل؟!
لتزفر نفسًا عميقًا، وصوتها يخفت بحزن:
_"عمر" عمل حادثه...وهو راجع من الشغل...
ولم تسمح لها بإكمال حديثها، لتقاطعها بصوت مبحوح يرتجف:
_حادثه... حادثة ايه....وهو عامل ايه ؟!
وهي تبث لها طمأنينة ،لتهدأتها:
_هو كويس دلوقتي... الحمدلله...بس (وهي تأخذ نفس عميق)رجلهُ وأيديه أتكسروا!
وهي تضرب بيدها على صدرها، بخوف، وذهول، وصاحت:
_يلهوي...طيب قوليلي هو في مستشفى ايه...ولا هو فين؟!
وهي تشرح لها مكان المشفى،لتغلق معها الهاتف، وتذهب مهرولة شروق لوالدها وتخبرهُ بما حدث لعمر، ليذهبوا لتبديل ملابسهم، ويتجهوا إلى المشفى المتواجد فيها عمر،ويسألوا على غرفة عمر، وكل خطوه كانت تخطوها شروق، تشعر بإن قلبها سيخرج من مكانهُ، حتى وصلت أمام الغرفة، وهي تضع يدها على مقبض الباب، وهي تأخذ نفسًا عميقًا، ثم تستأذن بالدخول، وتفتح الباب ليدخلوا وما أنا وقعت أعينها على عمر، كأنها تناست وجود والديها، وعائلة عمر، واندفعت نحوه دون وعي، وعيناها تتفقده بلهفة وخوف:
_يلهوي...مين اللي عمل فيك كده؟!
لترتسم على وجههُ ابتسامة على عفويتها:
_واحد سايق العربية بسرعة وأنا بعدى، الطريق دخل فيا، وزي ما أنتِ شايفه كده!
🥰✨🖋بقلم شروق فتحي🖋✨🥰
وهي تضغط على أسنانها، وهي تريد أن تنتقم من فعل به هكذا:
_وهرب!
وهو يضع يديه على رأسهُ:
_لأ مش سابني غير لما أطمن عليا!
لتتحول أعينها، كالجحيم:
_هو مش شايف عمل فيك ايه...مفروض نحبسهُ.
لتقاطع حديثها والدتهُ، وهي تأخذ نفسًا عميقًا:
_ونبي قولتلهُ كده...بس هو عمل فيها المسامح!
لتنتبه لها شروق، وكأنها كانت في عالم أخر،. وأستفاقت على صوتها:
_معلشي يا طنط مش سلمت على حضرتك...أصل....
وقبل أن تكمل تبتسم ابتسامة، تملئها الذكاء، ولكنها سعيده على أن عمر وجد من تحبهُ، لكى تطمئن عليه:
_لا ولا يهمك يا حبيبتي...(بغمزه) بس مش قدامنا برضو!
وهي تبتلع ريقها بإحراج، وتنظر للأسفل، فأرادت الأرض تنشق وتبلعها، بسبب خجلها، ليشعر عمر بخجلها، ليغير مجرى الحديث:
_أزيك يا عمى!
ليبادلهُ الابتسامة:
_الحمدلله يا حبيبي...ألف سلامه...لسه عارفين دلوقتي...بس برضو يا حجه...كنتي مفروض تعرفيني...إزاى نعرف زينا زي الغريب!
والدتهُ بتأسف:
_حقكوا عليا...والله أنشغلنا مع "عمر"...كفايه مجيتكم دي على راسنا....
ليجدوا باب يطرق، وتدخل شقيقة عمر:
_وأنا أقول المستشفى نورت ليه...
لتسلم عليهم وتقترب من عمر، تنحني قليلًا نحوه وتهمس بنبرة خافتة، وعينيها تلمع بالحب والشفقة:
_صعبان عليا حتى مش عارف تقعد معاها شويه...عايزني أخرجهم!
ليبادلها عمر نفس طريقة الهمس:
_أعمليها...وأنا هجبلك اللي أنتِ عايزه!
لتغمز لهُ، وتهمس بصوت خافض:
_أتفقنا (ثم تستقيم، وتلتفت للجميع بابتسامة واسعة، قائلة بحماس مصطنع لكن مبهج) بقولك ايه جماعه في حتة مطعم تحتنا شكلهُ تحفه...تعالوا نجربهُ وعزومه عندي أصل بصراحه لما جيتوا وأنا مش كنت موجوده كنت زعلانه...علشان كده لازم أقوم بدور ده!
وقبل أن تتدخل والدتها، تنظر لها بذات معزى لتفهمها والدتها، والد شروق وهو ينظر لها بإستفسار، وتساؤل:
_يعنى أحنا جاين نزور "عمر"...نمشى ونسيبه!
وهي تحاول كبح ضحكاتها:
_أحنا هناكل ونطلع علطول... وبعدين"شروق" هتفضل مع...والأكل هيطلع ليهم...(بإلحاح، وهي تحاول ألا يرفض) علشان خاطرى يا عمو...يرضيك تكسفنى!
ليبتسم والد شروق بخبث لطيف، وقد فهم ما ترمي إليه:
-خلاص ماشي!
لتبتسم ابتسامة نصر، فهي وصلت لمبتغاها، من ثم تنظر لعمر بغمزة، وينزلوا، كانت شروق تنظر إلى الأسفل بخجل، بينما تختبئ بداخلها الابتسامة فهى فهمت ما دار بين عمر وشقيقته، لينظر لها عمر بغمزة:
_بت "رانيا" دي برضو مش سهله(وهو يشاهد ابتسامتها التى حفرت داخل قلبهُ) بس عارفه واحشتينى أوي(وهي مازالت تلتزم الصمت بخجل،وتضغط على يدها) طيب حتى صوتك واحشني، (ليكمل بمزاح) لأ كده هيطلعوا أنا لما صدقت!
والابتسامة التي تملؤها خجل، لم تفارق وجهها، ثم همست:
_بس "رانيا" غلطت إزاى مش تعرفنى حاجه زي دي!
وهو يمرر يديه في شعرهُ مبتسمًا:
_معلشي أنا قولتلها علشان مش تقلقي (ثم أكمل وهو ينظر لها بإعجاب)بس سيبك أنتِ هو أنا أسيبك يومين تحلوي كده!
وقلبها أصبح لا يتحمل كل ذلك الخجل، وتحاول أن تسيطر على أنفاسها بصعوبة:
_لو مش بطلت هنزل ليهم!
لينظر لها بضجر مصطنع، ثم يقول بنبرة هادئة:
_خلاص يا رخمه...بس عارفه لما عربية خبطتنى...شوفت زي اللي بيقولوا شوفت شريط حياتي.
لتتلألأ الدموع في عيني شروق، ويعلو صوتها برقة:
_ما هو مش ينفع بعد ما أتعلقت بيكي تسبني فاهم.
لترتسم على وجههُ ابتسامة ،ليكمل:
_بس عارفه مين أول حد جه قدامي(ينظر لها بعينيه مباشرة) أنتِ...مين اللي يسبك بس أنا لما صدقت لاقيتك!
وما إن أنهى كلماته، حتى سُمِع صوت طرق على الباب، لتدخل الممرضة، والابتسامة بشوشة على وجهها:
_ايه الأخبار انهارده؟!
ليبادلها عمر نفس الابتسامه:
_كويس الحمدلله...هو انا إن شاء الله هفك جبس امتى؟!
ومازالت الابتسامه على وجهها:
_بعد شهر ونص إن شاء الله !
بينما شروق كانت تتابعهما بنظرات مشتعلة، الغيرة بدأت تتملكها شيئًا فشيئًا، لتهمس لنفسها بغيظ:
_يعني هو لازم تبتسمله كده؟! ما تبتسميلي أنا كمان، يا شيخة!
لتقاطعهم بصوت واضح، وهي تحاول الحفاظ على هدوئها:
_هو بعد الشهر ونص ده... هيرجع يقدر يتحرك عادي؟
الممرضة وهي تلتفت إليها بلطف:
_آه طبعًا، بس لازم بعد فك الجبس يخضع لجلسات علاج طبيعي شوية.
لتنظر شروق لعمر، وتحاول السيطرة على غيرتها، لكن نظراتها كانت كاشفة، فيبتسم هو بذكاء، وقد قرأ ملامح وجهها جيدًا، لينحني قليلًا ناحيتها، ويهمس بنبرة ماكرة:
_هو إيه؟ غيرانة؟
لتزفر شروق نفسها، وتشيح بوجهها عنه:
_مافيش حاجة!
_ده أنا هقوم من السرير دلوقتي من الفرحة بس...
وبينما كانت شروق تتابع حديث الممرضة مع عمر بنظرات لا تخلو من الغيرة، لاحظت شيئًا غريبًا...
هاتف عمر كان موضوعًا بجانب السرير، تضيء شاشته فجأة برسالة جديدة، لم تستطع تجاهل اسم المُرسل الذي ظهر للحظة على الشاشة... اسم أنثوي، لم يكن مألوفًا لها.
لتتجمد ابتسامتها على وجهها، وقلبها يهمس بخوف: _مين دي؟!