
رواية رحلة عذاب الفصل السادس عشر 16 بقلم اسماء العذب
"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ
عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ
مروه كانت حضرت الأكل ورصته علشان الفطار
ومستنيه بفروغ الصبر عاصم يصحي عشان ياكل ويخليها تاكل بعد يوم طويل عريض قضته إمبارح من غير ما تاكل حاجه
حتي المايه كانت حاسه طعمها مُر من كتر ما بطنها فاضيه
كان عدي حوالي عشر أيام من يوم من ساعه ما مروه حر قت القميص وعاصم أمر انها تاكل يوم ويوم
خرج من الاوضه بعد ما لبس واتجهز
لاقي مروه واقفه جنب السفرة كالعادة..بصلها بضيق
وقعد ياكل من سكات
مروه خانتها عيونها ورفعتها وبقت تتأمل الاكل بجوع شديد ومطت شفايفها بزعل علي الجوع االي هي فيه
بي ملامحها ارتخت لما افتكرت انها هتاكل خلاص بعد ما عاصم يخلص
وده اللي حصل ..بعد ما عاصم خلص جريت بسرعه اخدت الأطباق وراحت المطبخ وفضت البواقي في طبق وبقت تاكل بسرعه ونهم شديد
كل ده كان تمام لحد ما جه موعد رجوع عاصم من الشغل وقعد عشان يتغدي ..لكن في طعم غريب كان في العصير وطعم غير مستحب بالمره
لكنه رغم ده كله كمل شرب الكوبايه ..لكنه تف الي في بقه لما شاف اللي قعر الكوبايه وعيونه اتفتحت بشر
حرك نظراته ليها وهي واقفه بتمثل البراءه
بلعت ريقها بخوف لما لاقته بيبصلها كده ودعت سكون حاجه متخصهاش هي واقفه ساكته وفي حالها ومتكلمتش وعيونها في الارض من ساعه ما جه
عاصم بهدوء غريب شاور لها:
تعالي
مروه بلعت ريقها من نبرته وطلبه وعرفت ان اليوم مش هيعدي
قربت منه بالراحه لحد ما بقت جنبه لكن قلبها اتخلع من مكانه لما لاقته بيقبض علي شعرها ببت ايديه وهو بيقرب وشها من الكبايه وبيتكلم بفحيح
:ايه ده..ردي بقي وسمعيني صوتك وقوليلي ايه ده
مروه حركت بؤبؤ عنيها وركزت في الكوبايه كويس
وزاد معدل تنفسها لما شافت هو قصده ايه ومتعرفش هو وصل للكوبايه ازاي او دخل ليها ازاي اصلا
مروه برعب:
والله م..معرفش وصل للكوبايه ازاي..انا عملت العصير بعد ما خلصت طبيخ وكل حاجه معرفش وصل ازاي والله
عاصم شدها اكتر وبعدها رجعها لورا لحد ما وقعت في الارض من قوه الزوحه بتاعته واتكلم بسخريه وغضب
:آه فعلا اكيد متعرفيش..يعني اواي فص توم يوصل للعصير ما اكيد حد من الخدم الكتير اللي في المطبخ هو اللي عمل كده وانتي ملكيش ذنب يا مسكينه
سكت وضغط علي سنانه وعروق رقبته هتنفجر من عصبيته
قرب منها وهي واقعه في الارض لحد ما بقي واقف فوقيها ومسكها من شعرها بعنف
مروه كتمت صرختها وجواها واتوجعت من سكات وقامت معاه وهس يترخي راسها عشان الشده متوجعاش اكتر
وقفل قصاده وهس منكمشه علي حالها واتكلم وهو بيجي علي اسنانه بغل
:هو انتي يابت مبتحرميش..بتتكيفي وانتي بتضربي..يعني بتعملي كده عشان اضربك ولا عاوزه تلفتي نظري ليكي يا جربوعه..دي مش اول غلطه ليكي..عديتها مره والتانيه وبعاقب فيكي يمكن تتعلمي
لكن نسيت انك معندكيش عقل من أساسه
هزها في ايديه بعنف ومروه غمضت عنيها من كتر الوجع والصداع اللي ضرب راسها من شده لشعرها واتكلم بصوت عالي زي مدرس بيدي تعليمات لتلميذ
:شفقت عليكي وجبتك من عند النطع اخوكي ورحمتك من خدمه البيوت والرايح والجاي يقول الخدامه أهيه
رحمتك من أيد اخوكي اللي مش بيفوت فرصه عشان يسففك التراب..رحمتك من مرات اخوكي اللي عملاكي
ممسحه وبتعاملك معامله البهايم
كان بيقول كل ده وهو مكمل هز فيها واسده قابضه علي شعرها زي ما تكون هتهرب منه وكمل
:وبعد ده كله جبتك هنا تعيشي مستوره عن عيون الناس وبتشتغلي بأكلتك ونومتك..بس لا ازاي ..لازم تحاول تعملي نفسك حاجه وتلفتي نظري ليكي
مره بكلامك العبيط ..مره بطلباتك التافهة زيك ..ولما ده كله مجبش نتيجه بقيتي تخربي حاجتي وتفكري عليا مزاجي وانتي اصلا جايه عليا بخساره
بس لا ..ده انا اقطع خبرك قبل ما تفكري بي تعملي نفسك بني ادمه وتفكري يبقي ليكي دور هنا
رماها تاني ووقعت في الارض وهي بتمسك راسها بوجع من شده الضغط
عاصم التفت حواليه لحد ما لاقي طريقته اللي هيعاقب بيها مروه من غير ما يتعب نفسه ويضربها
مسكها من هدومها بطريقه مُهينه ويقومها ورماها في البلكونة
عاصم ببسمة غضب :
انتي هتفضلي هنا في البلكونه والشمس لمده ساعه
ولو فتحي بقك بحرف هتاخدي اليوم كله ومش هيكون ليكي أكل
مروه اتعدلت في وقفتها وبصت عليه بضعف والكسره والحسره في عيونها ميتحكوش
وقفت وادت وشها للشمس عشان تتفادي نظراته بعد ما سلمت لكلامه ومفتحتش بقها بحرف
حست بأيده وهي بتلفها وبيتكلم بتفكير
:خليكي مديه وشك للبيت وظهرك للشمس ..مش ناقص انى الشمس تحر ق وشك وأفضل انا ابص فيه ..قال يعني وشك ناقص وحاشه
بص عليها لاقي كفوفها ورقبتها الشمس طيلاهم سابها واتكلم وهو بيدخل جوه
:غطي اي جزء باين من جسمك . مش عاوز الشمس تكول اي حته منه ..عاوز اقضيلي كام ساعه بمزاج ..ومش عاوز حاجه تعكر عليا
نزلت الإشارب علي رقبتها وايديها ضمتها لقدام عشان الشمس مش تطولها
كانت شايفه طول الساعه دي عاصم هو وبياكل ويشرب ومشغل المروحه وبعد ما دخل الاوضه شغل التكييف اللي بيخلي الاوضه تلج لكنها اكيد مكنتش بتقعد عليه لأنه ممنوع
كانت كل حاجه بيعملها وهس بتشوفها بتزود من عذابها وهي نفسها تجربها او تعمل زيها ..لكنها متقدرش لان مفيش حد هيسمح ليها تعمل حاجه زي كده وتحاول تتشبه بأسيادها البشر
اخيرا خلصت الساعه وعاصم شاور ليها عشان تدخل
بسرعه دخلت علي الحمام وبقت تغسل وشها بمايه بارده وتغسل ايديها لحد ما شغلت المايه وخلتها ابرد من الدافيه بشويه ودخلت تحتها بعد ما قلعت هدومها واستحمت يمكن حراره جسمها تهدي
......
بعدها بكام يوم كان نفس الحال
عاصم بيتلكك عشان يعذب في مروه
كان قاعد في الاوضه وبيغير هدومه ..وكالعادة سلمي منكده عليه في الشغل هو وبوز الأخص اللي إسمه خطيبها
عشان كده كان عاوز يفش غله في حد ميتكلمش ولا يفتح بُقه بحرف
وأكيد مفيش حد مناسب لحاجه زي كده غير مروه المسكينه
اول ما دخل لقح الشنطه اللي كانت في ايده علي أقرب كرسي ..لاقي مروه خارجه بطبق من المطبخ
موره ببسمة:
حمد الله على السلامة يا عاصم بيه ..أنا حضرت الغ
سكتت بفزع وكانت ختوقع الطبق من ايدها لما زعق فيها
:مااااا خلاص..هي نشره ..اتكتمي ولا انتي عاوزه تعصبيني عند ..هو انا مش قايل إني باجي من الشغل مصدع ومش بحب اسمع صوت ..ايه مش بتفهمي ولازم اعيد كلامي يعني
بلعت ريقها وهزت رأسها بمعني لا وبقت تحرك ايديها بعشوائية بتحاول تبرر ليه وتقول اي حاجه ..لكن لسانها مش مساعدها ومش مخرج حرف
عاصم بغضب :
لقولك ايه ..انتي عصبتيني اكتر ما أنا متعصب..غوري اترزعي في البلكونه من سكات لمده ساعه ولو كترتي معايا هخليهم ساعتين
هزت راسها وراحت من سكات بعد ما كتافها ادلدلت بزعل واحباط وراحت تقف في البلكونه زي ما قال
والشمس عماله تضرب فيها مده ساعه كامله بطريقه مباشره..حتي الارضيه مش رحماها وهي سخنه مولعه
لحد ما الساعه خلصت وكانت خلصت معاها أنفاس مروه
يادب اخدت منه الأذن عشان تدخل وجريت علي الحمام شغلت
الدش واستحمت بعد ما حست ان جلدها بيدوب زي
الشمع ..وحالها بقي حال ووشها بقي اصفر من تعبها ويادوب بتاخد نفسها وبتحاول تنظمه
......
كان عدي كمان كام يوم وعلي ده الحال
مفيش جديد طرأ علي حياه مروه ...حتي صاحبتها القطه بطلت تيجي بقالها كام يوم
ومن ساعتها ومروه حالها بقي من سىء لأسوء
دايما قاعده ساكته لان مفيش حد تتكلم معاه ..حتي الكام كلمه اللي بتتكلمهم مع عاصم بيكون أوامر او شتيمة وهب كل اللي عليها حاضر ونعم وماشي
وساعات انا آسفه
عاصم رجع من بره عشان يتعشي لاقي مروه او الخادمه المطيعه مجهزة كل حاجه بعد ما حفظت مواعيده
لسه هيقعد عشان ياكل لاقي حاله مروه متغيره
ركز فيها لاقي وشها دبلان وشفايفها ناشفه جدا ومن وقة للتاني بتكح بتعب كحه ضعيفه زي ما يكون حلقها مدخلوش مايه بقاله سنين
:انتي شكل وشك عامل كده ليه ما تروحي تشربي بق مايه ولا حاجه
اتكلمت بصوت مبحوح من العطش والتعب
:أصل النهارده كنت صايمه ..ولما إذن المغرب مرضتش اشرب مايه لاني من كام يوم لما عملتها المايه وجعت بطني وخلتني جعانه اوي
بس لما لقيت مبشربش مايه بتبقي حالتي عاديه ..هو صحيح بحس بعطش ..بس اهو اهون من وجع البطن والجوع اللي بحس بيه
عاصم بتشنج:
وانتي بتصومي ليه إن شاء الله عليكي ندر
هزت راسها بمعني لأ وكملت
:لا بس اصلي باخد اليوم مش باكل فا قولت استفاد من قله اكلي دس واعمل حاجه مفيده..انا عليا ايام مش صيماها ومجتش فرصه اني اعوضها ولما حضرتك طلبت إني اقلل الاكل لقيت انها فرصه مناسبه عشان اعوض اللي عليا واعمل حاجه ترضي ربنا عشان يحبني
عاصم بصلها من فوق لتحت وسكت وهو مش لاقي رد
لكنه قرر يتجاهلها واور بأيده ليها بمعني تمشي تستني في المطبخ
بعد ما خلص الأكل طلب منها انها تحصله علي الاوضه عشان عاوزها لمزاجه وده بقي حاله
كب ما يكون متعصب ولا مدايق ياخدها لمزاجه كام ساعه ويعذبها عشان يطلع الطاقه السلبيه وميعرفش انه بقي نسخه من منال وعلي واستكتر عليها الحيل
والصحه اللي هم الحاجه الوحيده اللي عندها
......
تاني يوم كانت مروه رصت الغدا ومستنيه عاصم عشان يجي ..كان اليوم اللي بتتحرم فيه من الأكل
وكانت صايمه كالمعتاد عشان تستغل جوعها في حاجه مفيده
وعلي غير العاده اليوم النهارده كان حر جدآ والشمس قويه..وهي حتي المروحه مش مشغلاها زي مت قال عاصم قبل كده
ثواني وكان عاصم داخل ووشه مقلوب
اول ما قابل مروه في وشه وليه هتنطق وتقوله حمد الله على السلامة زي كل يوم
لكنه سبقها لما شاور علي البلكونه واتكلم بقسوة وجمود
:غوري اقفي في البلكونه..ضهرك للشمس ووشك ليا
مروه بزعل وخوف:
بس انا معملتش حاجه والله ..حتي أكل ما أكلت ولا شربت ..أنا اصلا صايمه والله
عاصم بصلها بصه خوفتها وبسرعه هزت راسها وراحت في البلكونه ووقفت في الشمس وادت ليها ضهرها
كانت واققه في الشمس المولعه وضامه ايديها قدامها زي ما تكون مذنبه وبتتحاسب
عاصم قعد علي الكرسي اللي قصاد البلكونه عن عمد وبقي ياكل ويتلذذ بالأكل قدامها
مروه لما يأست بصت في الارض بتعب بلغ أشده وكل ثانيه والتانيه تمسح العرق اللي نازل منها بكم الجلبيه
وهي عماله تفرك ومش واقفه علي حيلها لان ارضيه البلكونه سخنه جدآ
كأنها واقفه علي صفيح ساخن
خصوصا ان التوقيت الصيفي ابتدي وعاصم كان بيرجع في عز الضهريه وفي اكتر وقت بتكون الشمس في قويه وسخنه موهوجه
عاصم خلص اكل وطلع موبايله وبقي يرن علي حامد
دخل المطبخ فتح التلاجه وجاب عصير بارد وطلع بره تاني وبقي يشرب فيه براحه خالص وبأستمتاع شديد
:ايوه يا حامد ..بقولك عاوزك بكره تجيبلي الفايل بتاع صفقه قطع الغيار اللي انت كنت مسؤول عنها عشان فيه حاجه كنت محتاج ابص عليها
سمع رد حامد عليه وهو بياخد بق من الكبايه اللي في ايده وكمل
:لا لا ..مش ضروري ..يعني انا مش مستعجل اوي ..انت لما تفضي منه هاته معاك ابص عليه بصه بسرعه اتأكد من حاجه وخلاص
كمل شرب العصير وهو سامع صوت حامد
لكن صوت تاني اخترق ودنه غير صوت حامد
صوت حاجه اتهبدت في الارض جامد
زي ما يكون شوال دقيق وقع بقوه من حد
او سجاده تقيله وقعت من البلكونه وهي ملفوفه علي نفسها
أو ... انسان وقع من طوله ...؟!
عند الخاطره دي وحول عيونه لمروه لاقاها واقعه من طولها علي بطنها وحرفيا كانت قاطعه النفس
من غير ما يحس قفل في وش حامد وقرب علي مروه بسرعه لاقي حالتها غريبه ..مش حكايه واحده مغمي عليها ..الحكايه اكبر من كده
كان باين عليها تعب شديد ..كأنها منامتش بقالها ايام
ركز في جلدها لاقاه جاف رغم العرق اللي مغرق جسمها كله
قرب وحط ايده علي جبينها..لكنه بعده بفزع لما لاقاها مولعه ناااار ..اكتر بكتير من لما كانت محمومه
جري بسرعه علي المطبخ وجاب إزازه مايه ساقعه من التلاجه وراح عندها ودلقها عليها
لكن مفيش اي استجابه ..لسه قاطعه النفس ومفيش اي رد فعل
قرب عليها بخوف ابتدي يتسرب لقلبه من حالتها
حط ودنه علي صدرها لاقي نبضات قلبها ضعيفه زي ما تكون بتحارب عشان تطلع
حط صوابعي بالمقابل لبقها لاقي نفسها يادوب طالع وبتتنفس بصعوبه شديدة
إنذار الخطر اشتغل جوه عقله وعرف ان اي تصرف غلط في الحاله دي هيكون نتيجته هو حياه مروه
يادوب اخد لحظه تفكير بسيطه ومحسش بنفسه غير وهو شايل مروه بسرعه وقلق
وجري بيها بره الشقه ..بهدوم البيت وهي يادوب لابسه إشارب قصير مداريه بيه شعرها
لكن في اللحظه دي مهموش اي حاجه غير أنه يلحقها قبل ما تفرفر بين ايديه
......
عاصم جري بيها بسرعه علي العربيه ومهتمش ان حد يشوفه او ياخد باله
بس ما اخدش باله من اللي عيونه كانت هتطلع عليه وهو شايفه شايل واحده وطالع بيها علي عربيته
الراجل بسرعه طلع تليفونه وصور المشهد ده فيديو مدته كام ثانيه يتعدوا علي صوابع الايد الواحده
لكنه كان كافي انه يبين المستور ويكشف كل حاجه
الراجل اللي شغال مع ايمن قرب من بواب العماره عشان يتأكد اكتر وطلع سيجاره واداها ليه بعد ما سلم عادي عشان يفتح الكلام وسأل
:إلاااا..هو الجدع اللي شايل واحده ده ماله يا حج
البواب :
؟!
يتبع...