
رواية رحلة عذاب الفصل السابع عشر 17 بقلم اسماء العذاب
جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ
عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ
عاصم وصل لاقرب مستشفى من بيته
نزل من العربيه وشال مروه وجري عليها للاستقبال
عاصم بصراخ:
دكتور لو سمحتو ..مراتي مش بتنطق وقاطعه النفس
جريت عليه ممرضه وطلبت منه يدخلها اوضه ومن بعدها جات دكتوره وكشفت علي مروه ..بس وشها اتغير وطلبت تتنقل من الاوضه فورا وتروح قسم الطواريء
كل ده وعاصم مش فاهم حاجه ومحدش بيرد عليه أو يفهمه هي مالها او جرالها ايه ...بس بعد كلام الدكتوره عرف ان الحاله خطيره ومش عاديه زي كل مره بيضربها فيها ..المره دي مسأله حياه أو مووووت
من كتر توتره مبقاش عارف يعمل ايه واحساس الذنب بقي ساكنه ومسيطر عليه
حط ايده علي راسه وهو بيكلم نفسه
:كانت في حالها ومش بتعمل حاجه...ليه عملت ده فيها
حتي ألاكل والشرب محرومه منهم وكانت صايمه
انا ليه بعمل فيها كده ..بقيت مفرقش
حاجه عن اخوها ومراته عديمين الرحمة..بقيت زيهم واوحش منهم كمان
هي عملت ايه عشان ده كله ..دي مسكينه
مكنتش عاوزه حاجه غير تعيش من سكات .. عمرها ما قالت عاوزه حاجه ...اكبر طموحها كانت لما طلبت تاكل معايا علي نفس السفره .. وانا هزأتها واتريقت عليها ..حتي هدوم عدله بدل اللي عندها دول مكنتش بتطلب
كانت راضية باللي معاها وساكته
سكت وشيطانه بقي يبرر له اعماله لما وسوس ليه
:ماهي تستاهل..طيبت قلبها هي اللي مخليه الناس تيجي عليها ...الغلبان في الزمن ده الناس بتدوس عليه
وانت اصلى مش بتحبها ولا عمرك هتبصلها حتي ..يبقي لازم كنت تعرفها حدودها عشان متتخطهاش..انت متعرفش اللي زي دول لما يلاقوا شويه إهتمام بيعملوا ايه ..بيتفرعنوا و اصلهم الحقيقي يبان ويبقوا ناكرين للجميل..واكيد انت لو كنت عملت كده كان ده بقي حالها ..وكانت كل يوم تسوق فيها
ضميره انبه بقوله بعد كلامها شيطانه
:حرام عليك ياخي هو انت مبتخافش ربنا ..البنيه مكسو رة الجناح وملهاش حول ولا قوة..كل اللي طلباه تعيش من غير ما حد يأذيها وكانت راضيه بكل اللي بتجيبه الدنيا سواء كان خير ولا شر ..تقوم تفتري عليها الافتراء ده كله
عاصم مبقاش عارف يسمع صوت شيطانه ولا صوت ضميره والاثنين بيتخانقوا جوه رأسه
عشان كده قرر يسمع صوت قلبه اللي كان نوجوع علي مروه واللي بيحصلها واللي هو كان جزء منه وكان جزء من عذا بها
اتركن علي جنب والحزن كسا ملامح وشه وتأنيب الضمير رجع وبقوه
ميعرفش عدي قد ايه وقت ..لكنه رجح انه ساعات
فضل مستني عي جنب وعيونه علي الاوضه اللي دخلت فيها
مروه وعقله عمال يعيد ويزيد في كل ذكرياته معاها من يوم ما جات عنده ..بقاله اكتر من شهر ونص منفذ عليها عقابه انها تاكل يوم آه ويوم لأ..عشان حته قميص جابته سلمي الخاينه اللي باعته لاقرب واحد أتقدم ليها لمجرد بس انه اغني منه
في اللحظه دي كره نفسه وكره سلمي اللي وصلته للحاله دي
فضل علي ده الحال لحد ما الممرضه خرجت بعد فتره
قرب منها والقلق مرسوم بوضوح علي ملامح وشه وسألها
:خير يا مس ..حصلها ايه وليه مكنتش بتنطق
الممرضه بصتله واتكلمت بأسف بس حاولت تطمنه
:للأسف جالها ضربه شمس..ولولا ستر ربنا وعنايته كان زمان الوضع اختلف ..خصوصا إن ضربه الشمس ناس قليله اللي بتقوم منها وده لما بتتلحق في الوقت المناسب..والمدام كان حظها كويس عشان حضرتك لحقتها
عاصم بتوتر :
ايوه يعني هي دلوقتي عامله ايه ؟!!..بقت كويسه ولا لسه تعبانه؟! ..مممكن توضحي اكتر؟!
الممرضه بصتله واتنهدت وكملت:
الحمد لله حالتها اتحسنت كتير عن الاول ..هي بس هتفضل تجت الملاحظه كام ساعه ولو حالتها كانت مستقره هيتكتب ليها علي خروج..انا معرفش بصراحه معلومات أدق..يعني اسألتك دي كلها تسألها للدكتوره لان دي مش مهنتي
عاصم بلع ريقه اللي نشف وهز رأسه والممرضة سابته ومشيت
فضل رايح جاي لحد ما الدكتوره كمان خرجت وجري عليها بقلق
:خير يا دكتورة..مراتي مالها
الدكتورة كررت كلام الممرضة عن إن مروه جالها ضربه شمس واتلحقت في لحظه ولولا كده كان هيبقي فيه كلام تاني
وكلمت علي كلام الممرضه
:هي الحمد لله بقت احسن وحالتها بقت مستقره وهتتنقل اوضه عاديه كمان شويه
يادوب خلصت كلامها لاقت سرير متحرك الممرضة خارجه بيه من الاوضه وعليه مروه اللي مغطيين جسمها ومش باين غير وشها
ساعتها استوعب انها جايه بهدوم البيت ..وحتي الحجاب اللي لابساه عباره عن إشارب قصير مش مداري رقبتها
الإدراك ضربه واستأذن من الدكتورة وطلع بسرعه وهو ناوي يرجع البيت بسرعه عشان يجبلها أي حاجه تلبسها بدل اللبس بتاع البيت
لكنه وقف علي صوت بيناديه
:يا استاذ ..يا استاذ ..حضرتك رايح فين
التفت وراه لاقي موظف الاستقبال هو اللي بينادي
قرب منه
:رايح فين يا استاذ ..اومال المريضه اللي حضرتك جايبها دي مش محتاجه تدفع رسم دخولها وعلاجها للمستشفى
عاصم بنفاذ صبر:
انا جيت هنا علي غفله ومحلقتش اجيب حاجه معايا ..حتي موبايلي نسيته في البيت ..واهو انا رايح اجيب كل حاجه من هناك
مستناش يرد عليه وخرج بسرعه و الرَجل ليه يينده عليه لكنه كان خرج ..ساق عربيته بسرعه لحد ما وصل البيت وراح لحاجتها
بقي يفتش فيها لحد ما اخد العبايه الحمرا اللي لبستها يوم العيد و الملحفه وطرحه وحطهم في كيس وخلاهم علي جنب
بعدها راح اخد دش سريع وغير وغير هدومه وجاب محفظته اللي فيها كل حاجه تخصه وجاب تليفونه واتحرك بسرعه رجع المستشفى تاني
بس الؤمن دس قبل ما يدخل من الإستقبال الموظف اللي هناك مسكه ومسبوش غير وهو دافع مصاريف المستشفى
.....
عاصم دخل علي مروه الاوضه كانت يادوب بتحرك رأسها براحه بعد ما قضت الساعات اللي فاتت في نومتها الطويله واللي كانت غصب عن كل خليه في جسمها
قرب منها اكتر وجاب كرسي وحطه جنبها وقعد وهو مركز مع كل حركه بتصدر منها
لحد ما اتعدلت براحه وهو قرب منها وعدل لها المخده ورا ضهرها عشان ترتاح في قعدتها
عيونها جات علي الاوضه وبصت حواليها واتكلمت بأستغراب ونبره صوتها باين فيها التعب
:انا فين..وايه الللي جابني هنا وايه اللي حصل ..انا مش فاكره غير إني كنت واقفه في البلكونه والدنيا كانت حر اوي ..حتي الارض كانت سخنه اوي مكنتش عارفه أقف عليها ..بعد كده مبقتش فاكره حاجه
عاصم قلبه وجعه عليها وهي بتحكي معاناتها بمنتهي البساطه قدامه عادي وهو السبب فيها
بلع ريقه واتكلم بندم :
جاتلك ضربه شمس ووقعت من طولك وانا جبتك هنا
ولحقتك
مروه بصتله وبقت توزن الكلام في دماغها لحد ما المعلومه وصلت ..شهقت وبصتله واتكلمت بفزع
:يعني انا كنت هموووت..
عاصم ميعرفش ليه قلبه انقبض من الفكره لكن مروه كملت ببرائتها المعهوده
:انت طيب اوي يا عاصم بيه ...ربنا يخليك يارب عشان لحقتني وانت كان ممكن تعمل زي علي وتسيبني مرميه عادي لحد ما اقوم لوحدي..انت طيب اوي بجد
عاصم مقدرش يمسك نفسه وسألها بأنفعال
:هو علي ده من سلالة ايه ..هو انتي متأكده إنك أخته
ياساتر عليه
مروه لوت شفايفها بزعل واكلمت بنبره عاديه
:هو كده مش بيحبني..ومنال كمان لأنها بنت خالته
سكتت واتلكمت لما افتكرت حاجه
:تعرف إن المره الوحيده اللي وداني فيها المستشفى هو ومنال كانت لما نزل فيا ضرب في المطبخ بالطاسه
لحد ما رأسي اتفتحت بس هو مهتمش..بس لما زقتي راسي اتخبطت في سن الحوض ومن بعدها قطعت النفس
ومنال دخلت المطبخ تجيب حاجه
لاقتني سايحه في
د مي ومن بعدها فوقت لاقيت نفسي في المستشفى زي كده..والضابط جه وسألني ايه عمل فيا كده
بس منال كانت قالتلي لما فوقت إن لو حد سألني ايه اللي عمل فيا كده اقول اني وقعت وراسي اتخبطت
وعملت كده ...في اليوم ده نومت من غير عشا ومنال قالتلي كفايه علينا الفلوس اللي دفعوها ليا في المستشفى
سكتت واتلكمت بأحباط لما افتكرت وبصتله
:اكيد دلوقتي حضرتك ممكن تحرمني من العشا زيهم
عاصم فتح بقه بعدم تصديق ولسه هيتكلم لاقي الممرضه داخله ومعاها صينية عليها أكل وقربت منهم
الممرضه ببسمه:
حمد الله على السلامة يا قمر ..خودي جبتلك الأكل عشان تتغذي
مروه بصتلها وبصت لعاصم واتكلمت بمنتهي التلقائية
:بس انا اكلت إمبارح
الممرضه بصتلها بعدم فهم ولسه هتتكلم عاصم اخد منها الصينية واتلكم بأرتباك
:هاتي انتي أنا هتأكد انها تاكل كويس ..روحي أنتي شوفي شغلك عشان متتعطليش
مطت شفايفها بعدم استيعاب وهزت رأسها ومشيت
عاصم حط الصينية قدامها
عاصم بهدوء:
خودي كولي الأكل ده كله
مروه ببراءة :
بس انا اكلت امبارح يا بيه
عاصم اتنهد واتلكم بهدوء أكبر
:لا ما انتي خلاص مش هتاكلي يوم من تاني يوم ..هتاكلي كل يوم عادي
مروه بفرحه:
يعني خلاص سديت حق القميص
هز راسه بمعني ايوه ومقدرش ما بيتسمش قدام فرحتها
مروه ابتدت تاكل وعاصم وقف علي الباب لحد ما شاف الدكتوره اللي مسؤولة عنها
عاصم بلهفة:
أنا هخرج اشوف الدكتوره واسألها عن كام حاجه ..خلصي اكل انتي اسندي الصينيه جنبك علي
هزت راسها والاكل في بوقها ومش قادره تتكلم
.....
:يعني هي تقدر تخرج إمتي ؟
قالها عاصم للدكتور وهو بيتطمن علي حاله مروه وصلت لفين وبقت ازاي
:ايوه يا استاذ تقدر تخرج كمان ساعه علي بال ما اكون كتبت لها تقرير الخروج بتاعها ...وفي ادويه لازم تلتزم بيها لحد ما حالتها تستقر وياريت متتعرضش للشمس الكام يوم اللي جايين حتي ولو فتره بسيطه ..وكمان تقعد في مكان حرارته معتدله أو بارده ..وراحه تامه لحد ما تقدر تقف علي رجليها زي الاول ..ومتتعبش نفسها في حاجه وتتغذي كويس عشان جسمها هزيل وضعيف
عاصم هز راسه لكلام الدكتوره ولسانه اتعقد ومبقاش عارف يقول ايه
الدكتوره كملت بشويه تردد:
وياريت تهتم بيها شويه..لأن واضح إن فيه إهمال شديد
في حياتها وده واضح من طريقه لبسها وصحتها البدنيه واستجابتها للي حواليها وده بيأثر جدا علي الصحة النفسية
عاصم لوي بضيق من طلبها وهي اكيد لاحظت لبس مروه وطريقه كلامها وكل حاجه فيها عشان كده مردش عليها واكتفي إنه يهز رأسه علي كلامها
واتخطي ده كله وسأل
:طب هي هتخرج إمتي بالضبط عشان اكون جاهز
الدكتور اتنهدت وقالت بنفاذ صبر
:حالا هكتب لها طلب الخروج ..ياريت تجهز وتقولها كمان تجهز عشان الممرضات يساعدوها تخرج لحد العربية
عاصم ما صدق ادته الأمر وهز رأسه بلهفه ..بعدها جري علي اوضه مروه يقولها انها هترجع البيت معاه وقالها تجهز وبقي يساعدها عشان تلبس الملحفه بتاعتها وتلف حجابها
.....
:تعالي
قالها عاصم وهو بينزل مروه من العربيه وبيسندها عشان لو كانت دايخه متقعش
حاوطها بأيده وبقي يتمشي بيها لحد ما وصل لبوابة العماره اللي فيها بيته
مكنش حاسس باللي بيراقبه من أول ما عربيته وقفت وواقف يصوره وماشي وراه
الرَجل مكنش غبي وافتكر اللي قاله البواب عشان يوثق كل حاجه بالصوت والصورة
:إلاااا..هو الراجل اللي شايل واحده ده ماله يا حج
البواب بصله بصه غريبه ومركز في شكله كويس
وهو مش مخفي عليه أن الرَجل اللي قدامه ده مراقب العماره من اكتر من شهر ودايما شايفه بيحوم حواليها
وسأله عن عاصم بالذات اكدله انه هنا بيراقبه
عشان كده عمل من بمها يمكن يطلع بمصلحة منه
البواب بأستغراب مصطنع:
ده الباش مهندس عاصم ..أما الست اللي معاه دي معرفهاش
:يعني مشفتهاش خالص قبل كده
البواب قعد علي الكرسي من تاني واتصنع النسيان واتكلم ببرود
:وهو انا فاكر ..انا كل يوم بشوف ناس أشكال وألوان
يعني يا افتكرت يا لا
الرَجل اتنهد بضجر وحط ايده في جيبه وطلع رزمه فلوس لسه واخدها من أيمن وأخرج منها ميتين جنيه
أداها للبواب واتكلم بضيف
: يارب دي تفكرك
اخدها منه بفرحه واتكلم زي البربنط
:ايوه تصدق كده افتكرت فعلا ...الست دي جات الشقه مع استاذ عاصم من اكتر من أربع شهور..ومخرحتش غير تلت مرات بس من ساعتها..منهم المره اللي كانت امبارح وهو شايلها ومره تانيه كان يوم العيد والمره التالته مكنتش موجود فيها بس مراتي قالتلي لانها بتكون مكاني لما انا اخرج اروح اي حته
:يعني هي تقرب له حاجه ولا جات قبل كده معاه او أي حاجه
البواب بأستفزاز:
لا براحه عليا ...انا ذاكرتي علي قدي ومش هفتكر ده كله
الرَجل طلع ميتين تانيه واداها والبواب كمل بفرحه وعيونه بتلمع من الفلوس
:لا كده افتكرت خلاص...دي أول مره اشوفها يوم ما جات هنا ..حتي بالأماره اداني فلوس عشان متكلمش واعمل نفسي مش شايف حاجه ..انا الصراحه افتكرت انها واحده مش ولا بد جايبها من اي طريق
يقضي معاها ساعه ولا ساعتين..لكن ظني خاب لما لاقيتها مش بتخرج خالص وافتكرت انها خرجت وانا مش موجود عشان كده مشوفتهاش..لكن لما نزلت في مره من المرات
اتأكدت انها لسه موجوده.. وأظن انها مراته عشان مفيش واحد ماشي مع واحده بتكون
علاقتهم عامله كده ..ده حتي محدش من السكان يعرف عنها حاجه خالص ولا يعرفوا
انها موجوده وعايشه معاه وفاكرين أنه لسه عايش لوحده
فاق من شروده لاقي عاصم ركب الاسانسير
جري بسرعه ووقف قصاد شقته وبعدها طلع السلم اللي قصاد شقته واختفي وبقي مستني عاصم اللي مطولش وخرج من الاسانسير وهو لسه محاوط مروه وساندها
وبعدها فتح الباب ودخل معاها البيت
الرَجل بفرح :
ده اللي إسمه أيمن ده هيدفع مبلغ حلو اوي علي اللي جبته ليه
..
مروه رجعت البيت اخيرا بعد ما غابت عنه قرابه اليوم
وهي مش فيه ...
اول ما دخلت من باب الشقه لاقت الدنيا خابطه وراقعه
والدنيا مكركبه بالنسبة ليها
أكل امبارح اللي اتغدي منه عاصم لسه علي السفره وأكيد مبقاش ينفع خلاص ولازم يترمي
كوبايه العصير واقعه في الارض والعصير مدلوق وفي مكانه نمل كتير ..ده غير التراب اللي عبي المكان لأن محدش قفل باب البلكونه بالليل
محستش بنفسها وهي بتروح ناحيه ده كله وبتتكلم بلهفة
:انا هنضف ده كله ..واحضر لحضرتك الاكل
لسه هتتحرك وتسيب ايده حست بدوخة خلت توازنها يختل
عاصم قرب منها بسرعه واتكلم بلهفة
:حاسبي..انتي هترتاحي خلاص لحد ما تقومي وترجعي زي الاول..وبالنسبة للبيت الخدمه وكل حاجه ..فا انا ههتم بكل حاجه
مروه بصتله وسألت
:هتتصرف اواي يا بيه هتجيب خدامه
عاصم بسخرية :
لا يا فالحه ..بس انا قبلك كنت عايش عازب وكنت بعمل
كل حاجه لنفسي عادي ..يعني مش هتفرق لما ارجع اعمل حاجات بسيطه زي الأول ..تعالي خلصي عشان تدخلي الاوضه ترتاحي علس بال ما اطلب اكل وشويه كلبات يجبهم البواب ..ولو علي التنظيف ممكن اجيب مرات البواب تنضف علي خفيف كده
.....
كانت مروه لسه متمدده علي السرير ..بقالها شويه من ساعه ما جات
مصدقتش نفسها وهي اخيرا نايمه علي سرير حلو وكبير زي بتاع عاصم ومش بس كده
ده مشغل ليها المروحه والتكييف عشان متقعدش في الحر
بصت حواليها وهي بتتأمل الاوضه بتاعته وبتتأمل تفاصيلها وفي لحظه سهو منها اتخيلت نفسها تكون دي اوضتها وتنام وتصحي كل يوم فيها
:بطلي عبط يا مروه ..عبطك ده هو اللي جايبلك الكافيه
اعقلي وارسي وبطلي الافكار دي بعدين انتي نسيتي عاصم بيه قال ايه ...انتي هنا خدامه وبس..يعني أنسي إني ممكن اكون زي منال في يوم
اتنهدت ولسه هتتحرك من السرير لاقت عاصم جاي ومعاه صينيه فيها أكل
اتعدلت من رقدتها واتكلمت بلهفه
:ليه تعبت نفسك يا بيه ..انا كنت ممكن اعمل الأكل واروق البيت ..
عاصم سند الأكل علي طربيزه في الاوضه واتكلم وهو بيساعدها تقف وبيتكلم بسخرية
:هو انتي قادره تقفي علي حيلك لما هتعملي اللي بتقولي عليه ده كله ..تعالي عشان تاكلي بلاش غلبه
مروه بصت للأكل لاقت انه كامل مش بواقي ولأ حتي حد مسه
مروه بطيبه:
بس يابيه الأكل ده محدش أكل منه قبل كده ..ازاي هاكله..كُل حضرتك الأول وأنا هاكل بعدك
عاصم بصلها وهو بيضغط علي أسنانه منها ومن طريقه تفكيرها وتقبلها للزل عادي لحد ما بقي جزء من حياتها
اتنهد واتكلم بهدوء:
مفيش أعذار..كولي انتي وملكيش دعوه بيا ..انتي عيانه ولازم تاكلي عشان تخفي وتقفي علي رجلك زي الأول ..يلا عشان تاخدي دواكي
مروه بطيبه:
يااااه حضرتك متعرفش انا قبل كده لما كنت بعيا كنت بعمل ايه ..
بصلها بأستفهام وهي كملت
:كنت بفضل متلقحه في الاوضه اللي تحت بير السلم ومحدش بيسأل فيا بحاجه ولا حتي يجي يبص عليا غير يوسف كان بيجب ليا أكل وإلا لو مكنتش مُت من المرض كنت هموووت من الجوع
عاصم بضيق :
يخربيت النكد ..أنتي إيه خزان أحزان..خلاص يا ستي كولي مش عاوز اسمع حكاياتك الكئيبة دي
بصتله بعيونها اللي بتشع منها البراءه وهزت رأسها وقربت عشان تاكل وكالعادة بقت تاكل بسرعه وجوع وبطريقتها اللي زي العيال الصغيره
كل ده مفرقش مع عاصم ...لكن أكلها بسرعه هو اللي مخليه مضايق وكأن فيه حد بيجري وراها
عاصم بهدوء:
كولي براحه محدش بيجري وراكي ..يعني براحتك
بطلت اكل وهزت رأسها وكلمت اكل براحه وهي بتقول
:أصل منال كانت بتشيل مني الأكل لما بتأخر عن عشر دقايق وكنت بقوم جعانه ..عشان كده اتعلمت أكل بسرعه عشان ألحق أشبع
:هو الناس دي طينه أهلهم إيه بجد ..دول حاجه فوق الوصف جاتهم القرف
قالها بمنتهي العصبية..لكنه افتكر إن حاله مروه دي هو السبب فيها ..عشان كده بلع باقي كلامه وسكت ..ونفس الحال عند مروه...
سكتت ومرضتش تتكلم وبقت تاكل براحه زي ما أمرها
عاصم اتنهد وخرج يشوف هيعمل ايه في حال البيت وهو بيحمد ربنا إن النهارده إجازة وإلا كانت هتبقي مشكله فعلا لو كان نزل الشغل وساب كل حاجه علي حالها كده
.....
تاني يوم
عاصم دخل الشركه بعد ما اطمن على مروه
بس المره دي كان فيه حاجه غريبه بتحصل ..الكل بيبص عليه ويهمس
نظراتهم كانت مريبه جدا بالنسبة لي..
حاول بتجاهل ده كله ويتخطاهم لكم كتله السماجة قاطعته لما وقف قدامه واتكلم
:يا صباح النور يا عاصم باشا..ده ايه الصباح الجميل اللي ملوش مثيل ده
عاصم رفع حاجبه بتشنج من طريقه كلامه معاه ورغم كده رد عليه التحيه ببرود وكان هيتحرك لكن قاطعه من تاني لما سأل بصوت عالي لفت انتباه الكل
:إلاااا صحيح يا عاصم بيه أخبار الصحه إيه
عاصم بتشنج وسخريه:
الصحه بومب وضاربين كرمب
أيمن ضحك بصوت عالي وهو بيسقف بأيديه بطريقه هزليه جدا وهو بيبص علي الكل وبيشاور علي عاصم
:لطيف اوي مستر عاصم ده ...لا ود مه خفيف
سكت والخبث اترسم علي وشه وده قدر يقرأه عاصم بوضوح ...وشكوكه اتأكدت لما سأله
:طب والست هانم اللي معاك في البيت صحتها عامله ايه ...اصل اخر مره كانت في المستشفى
واحد معرفه قالي أصله..خير يارب
خلص كلامه وحط موبايله قصاد عين عاصم وشغل فيديو لبه هو وشايل مروه وبيجري بيها
بعدها شغل فيديو تاني وهو ساند مروه ومحاوطها بأيديه ودخل بيها شقته ..كل ده كان بيشوفه عاصم وكل المتجمعين وبسمه أيمن هتشق وشه شق
عاصم بصله وبص للكل اللي واقفين ومركزين جدآ مع الاتنين عشان يعرفوا الاشاعه دي صح ولا لا
حاول يبان ثابت بعد بعد ما الد م هرب منه من صدمته إن أيمن والشركه كلها عرفت إن مروه عايشه معاه
لكن الظاهر انهم ميعرفوش حاجه عنها غير انها ساكنه معاه في البيت وبس وميعرفوش انها مراته ولا يعرفوا حاجه عن تاريخها أو أنها كانت خدامه
حمحم بصوت عالي ورسم الثبات ببراعه وبث لأيمن واتكلم بثقه مزيفه
:الحمد لله المدام حالتها بقت بخير وكويسه ..كانت بس دايخه شويه وأنا طبعا جريت بيها علي المستشفى اتطمن عليها..والحمد لله الدكتور طمني
أيمن بصله وابتسامته خفتت حبه حبه وهو كان فاكر ان مروه عشيقه ليه مش مراته
عشان كده سأل بزهول
:يعني هي تبقي مراتك ..انت اتجوزت إمتي اصلا وازاي وليه مقولتش لحد
عاصم لمع الانتصار في عيونه لما شاف تشتته وفهم اللي كان مخطط ليه
عشان كده حط ايده في جيبه واتكلم في ثقه مش في محلها وهو رافع رأسه بشموخ
:اه حصل ..انا اتجوزت من فتره ..ومن حتت ليه مقولتش لحد ..فا انا هجاوبك مش عشان انا مضطر علي ده أو أنك ماسك عليا حاجه وبتهددني بيها ..أما بس هجاوبك عشان محدش يفتكر فيا ظن بطال انا ومراتي
سكت وخد نفس وكمل
:الحقيقه ان مراتي عندها أسباب خاصه وعندها حاله وفاة من الدرجه الأولى عشان كده مقدرناش نعمل فرح
ولا تعمل هيصه وندعي معازيم وكل الكلام ده..تاني حاجه انى وهي كنا مخطوبين من فتره و برضوا مجتش فرصه إني اقول ..وبس كده انا بقيت متجوز
قال آخر كلماته علي دخول سلمي للشركه واللي اول ما سمعت كلامه وبان علي ملامحها الصدمه الشديد لدرجه ان وشها اتخطف من اللي قاله
سلمي بصدمة :
اتجوزت
يتبع...