رواية رحلة عذاب الفصل الثامن عشر 18 بقلم اسماء العذاب


رواية رحلة عذاب الفصل الثامن عشر 18 بقلم اسماء العذاب





"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ
عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 

عاصم رجع البيت ووشه مش متفسر 
وكل اللي حصل عمال يتعرض في دماغه كل دقيقه ومش سايبه
اول ما دخل لاقي مروه خارجه من المطبخ وفي ايدها طبق فيه فراخ متحمره..

ابتسمت أول ما شافته 

مروه ببسمة: 
حمد الله على السلامة يا بيه ..

عاصم محسش بنفسه وزعق فيها بغضب 

:هو انا مش قولت تتزفتي ترتاحي ..مسمعتيش الكلام لسه ..ولما تمو تي دلوقتي وتغوري في داهيه وتتحسبي عليا بني ادمه اعمل ايه ساعتها أنا 

مروه خافت والطبق كان هيقع منها من خوفها منه 
اتكلمت بصوت واطي بخوف 

:أنا..أنا حسيت إني بقيت احسن وقولت أقوم أحرك نفسي شويه ..أنا معملتش مجهود كبير ..وقولت إني لو تعبت هقعد علي طول ..بس انا والله حسيت نفسي كويسه
 
عاصم مكنش قادر حتي يرد عليها ..قعد علي أقرب كرسي ليه وحط ايديه علي راسه وكل اللي حصل في الشغل بيعدي قدام عنيه زي ما يكون بيعيش اللحظه من الأول 

فلاش باك 

عاصم التفت علي صوت الهمس اللي جاي من ورا وكسر حاله السكوت اللي كانت منتشره بين الكل من بعد إجابته الأخيره واللي حرفيا بوظت خطه أيمن ودمرتها 

اول ما بص لاقي سلمي واقفه وباين عليها علامات الصدمه الشديدة وكأنها كانت متيقنه إن عاصم مستحيل يتجوز من بعديها او حتي يفكر في الارتباط 

لكن هو معملش كده ..يادوب فاسخين خطوبتهم من أقل من سنه وهو راح خطب ..ومش بس كده ده كمان اتجوز

عاصم بصلها بحقد وحس إن ده وقته عشان يثأر لكرامته وقلبه الليي سلمي داست عليهم برجلها ومشفقتش عليه 
عشان كده بصلها ببرود ولا مبالاه 

بعدها حرك عيونه للكل اللي تقريبا نسيوا أنهم في شركه وده شغلهم وتحولت القعده لقهوة بلدي وكله بيجيب في سيرة كله 

:هااا في حاجه تاني عاوزين تقولوها ولا خلصنا كده وكل حي يرجع لشغله بدل العطله دي 

كان لسه هيتحرك لكنه وقف من تاني صوت ابو د م تقيل اللي إسمه أيمن لما سأل بصوت مستفز

:وعلي كده حضرتك مش ناوي تعرفنا علي المدام وتخلينا نشوفها
 
عاصم التفت ليه بحده وسأل بغضب 

:واعرفها علي سيادتك بصفتك ايه ..كنت ابن خالتها في الرضاعه وأنا معرفش 

أيمن ببرود ومكر: 
لا أبدا بس عشان تتعرف علي زمايل جوزها وأصحابه 

عاصم بصله بسخريه واتكلم وهو بيقلد نبره صوته 

:اه صحيح فمره ..أما اقولها يلا يا حبيبتي معايا الشغل عشان صحاب جوزك وزمايله في الشغل عاوزين يتعرفوا عليكي..جهزي نفسك بقي 

:خلاص..خطوبه رنا أخر الأسبوع ده ..جيب المدام بقي وخلينا نتعرف عليها 

اللي قالت كده كانت سلمي وكان من طريقه كلامها وردود أفعالها اللي باينه علي وشها مبينه قد ايه هي غضبانه ومتغاظه ومغلوله 

:خلاص يبقي أتفقنا..هنشوف بعض أخر الأسبوع في الخطوبة ونشوف مدام عاصم بيه ونسلم عليها و نبارك 
للجواز 

اللي قال كده أيمن وكالعاده كان بيتكلم بطريقه مستفزه جدا بالنسبة لعاصم وهو بيتعمد يثير غضبه عشان يخرجه عن شعوره 
لكن عاصم خيب ظنه لما حافظ على هدوئه والتزم بيه وهو من جواه بيولع وشايط 

يادوب دخل المكتب بعد ما خلص نفيه بالعافيه من أسئلة ونظرات الكل..لكنه لاقي حامد داخل وراه وهو بيتكلم بسخرية 

:ويا تري بقي هي دي قريبتك اللي كانت تعبانه وملهاش حد 

عاصم بصله واننهد بقله حيله وهو لسه مش عارف يتصرف إزاي في الورطه اللي حط نفسه فيها وبيضرب نفسه ميييت جزمه علي اللي حصل ده
 
:ما ترد يا صاحبي .. 

عاصم فاق من شروده لاقي مروه بصاله بأستغراب شديد وهو بقاله فتره مش قليله قاعد قدامها سرحان وفي عالم تاني بعد ما زعق فيها 

قربت منه براحه وهو بتسأل بحذر

:انت كويس يابيه 
عاصم رفع عيونه اللي دبلت من كتر التفكير وبص لعيونها البريئه واللي بتقكره بعيون العيال الصغيره في نظراتها 

هز راسه بمعني لأ واتكلم بصوت باين عليه التعب والتوهان 

:لا ..لا انا مش كويس ولا هبقي كويس 

مروه بلعت ريقها وقررت منه اكتر واتكلمت بقلق

:ليه حصل ايه ..قول ممكن أساعدك 

عاصم رفع عيونه ليها وكانت في اللحظه دي حمرا واتكلم بجمود

:لا ماهو انتي هتساعدني برضاكي او غصب عنك 

مروه بصتله بعدم فهم لكنها قلقت من نظرته وسألت

:عيوني يا بيه ..انت قولي بس المطلوب مني ليه وانا اعمله 

عاصم قرب عليها اكتر لحد ما مكنش فيه بينهم فواصل 
بعدها مسك ايدها وقعدها جنبه 

:ممكن بس تقعدي هنا لحد ما اشوف حهبب ايه في المصيبه السودا دي 

مروه بتوتر:
هو حصل ايه 

عاصم بنفاذ صبر وزعيق :
حصل إن كل اللي في الشركه عرفوا إني متجوزك..ومش بس كده المفروض اخدك معايا لخطوبه تبع واحده شغاله هناك واعرفك علي الكل خصوصا اصحابي 

مروه شهقت بفزع وبصتله واتكلمت 
:ازاي..انا والله متكلمتش مع حد هنا ولا خرجت من يوم العيد إلا لما حضرتك وديتني المستشفى..اومال عرفوا ازاي 

عاصم بغل بقي يكلم نفسه: 
حتي حركاتك رخيصه زيك يا أيمن..عملت كل حاجه عشان تخليني إبان الوحش في عيون الكل..بس مش هنولهالك والحفره اللي حفرتها ليا ادي دقني إن ما وقعت أنت فيها ..يا وسخ 

بص لمروه واتكلم بسرعه ونفاذ صبر 

:مش وقته المهم إنك تسمعي كويس اللي هقوله 

كمل وشرح ليها اللي هي هتعمله لما الفكره لمعت في راسه وهو بيحذرها ملون تحذير بين كل أمر والتاني وختم كلامه 

:اسمعي بقي ..الناس اللي رايحه تقابليهم دول ناس مهمه ونضيفه اوي ..يعني محدش في عيلتك يحلم يسلم عليهم حتي ..يعني أي غلط منك ولا حركه تعرني من حركات الخدامين بتوعك ..هخليكي ترجعي لاخوكي ومراته واخد منهم الفلوس اللي دفعتها وشوفي بقي هم هيعملوا فيكي ايه ساعتها 

....

:هااا يا باشا البشوات ..استاهل حلاوه كبيره أنا مش كده 

أيمن كان في البيت في اوضته بعد ما رجع من الشغل ورن علي الرَجل اللي كلفه بمراقبه عاصم 

بانت علي ملامحه الغضب وزعق في الرَجل بغيظ

:هو انت يابني آدم بتفهم منين..ولا هو الاستيعاب عندك صفر 

:الله فيه ايه بس يا باشا..ما الدنيا سكلانس علي الاخر والراجل اللي انت مسلطني عليه جبتلك قراره ..يبقي ايه اللي مزعلك دلوقتي 

أيمن زعق بغضب وهو بيرمي المخده من علي السرير

:اللي حصل يا غبي إن انت قولتلي إن الست دي تبقي عشيقته مش مراته..

اتنهد بغضب وكمل بزعيق 

:يعني كل اللي خططت لسه باظ من ورا سيادتك ومن الأخبار الفاشله اللي انت جايبها 

الرَجل بلع ريقه بأرتباك وهو اتعمد يخفي المعلومه دي عن أيمن عشان ياخد منه فلوس اكتر ..لكنه حاول يبرر تصرفه لما قال 

:ماهو انا يا بيه لما سألت البواب ..قالي أنها مش بتخرج من البيت ومحدش يعرف عنها حاجه ..وهو زي ما تقول كده داسسها عن عيون الكل ...فا انا لمى شغلت دماغي قولت هو ليه بيعمل كده إلا لو البت دي وراها حاجه..وقولت إنها اكيد عشيقته عشان كده مش عاوز يوريها لحد 

أيمن بسخرية: 
واهي طلعت مراته ..وكل اللي حاولت اعمله جه علي راسي في الاخر ..والبيه هيجبها فرح زميلتنا ويعرفها عليها 

:طب ماهو ده حلو ..فرصه زي دي تخليك تعرف تكيده 

أيمن بأستغراب: 
ازاي مش فاهم 

الرَجل بمكر :
انا اقولك 

....

مروه مكنتش مصدقه نفسها حرفيا وكانت بتحلف جوه عقلها إن ده لو حلم تتمني تموووت ولا تصحي منه 

كانت في مول كبير ورايحه تشتري لبس جديد ليها هي لوحدها ومحدش لبسه قبلها 

دخلوا محل بتاع فساتين سهره ..وبعد اختيارات كتير وبروفات اكتر..اتلاقي الفستان المطلوب..فستان باللون الروز صك وعليه قطعه تانيه بتتركب من اول الوسط وتنزل لحد الرجل زي مكمل للفستان..بس بتدي لمسه خيالية ليه 

خصوصا أنه مزين بطريقه أقل ما يقال عنها رائعة 
بعدها راح واشتري حجاب وبندانه تليق علي الفستان 

بعدها راح لمحل تاني واشتري جزمه بكعب واطي عشان تعرف تمشي بيها ..وأخيرا شنطه صغننه نفس لون الفستان 

مروه ده كله كانت في عالم غير العالم وهس شايفه حاجه مكنتش تحلم بيها حتي بتتحقق قدام عينها ومن غير مجهود منها

عاصم اخدها بعد ما اشتري ده كله وقعد في مطعم في المول وطلب غدا ليه هو ومروه اللي حرفيا عيونها هتطلع من مكانها من كتر البص حواليها علي كل حاجه وهي أول مره تدخل مكان زي ده 

دي حتي منال لما كانت بتيجي تشتري هدوم كانت بتروح محلات عاديه ..عمرها ما جات مكان زي اللي هي شيفاه ده 

انتبهت علي صوت عاصم وهو بيقولها تاكل عشات يلحقوا يرجعوا البيت ويكمل بقيه الدورس اللي اللي ليها عشان تتعلم اواي تتعامل مع الناس وقت الخطوبة 

....

في يوم الخطوبه..عاصم يادوب خرج من شغله وراح البيت اتغدي بسرعه وطلب من مروه تلبس وتجهز كل الحاجه اللي جابها ليها من لبس واكسسوارات والذي منه

وهي من سكات نفذت اللي طلبه
بعدها لاقت نفسها راكبه معاه العربيه ومعدات كتير وكانت واقفه قدام كوافير في وسط البلد بعيد عن سكنه 

طلب منها تنزل والاتنين دخلوا ولأن المكان للستات بس عاصم وقف بره مع واحده شغاله هناك وبقي يطلب منها اللي لازم تعمله لمروه 

:بصي يا استاذه..انا عاوزك تجهيزها من كله ..تعملي ليها وشها وشعرها وجسمها .كل حاجه حرفيا..بعدها عاوزك تساعديها تلبس وتحطي ليها مكياج حلو كده يخليها تبان ملكه ..وبعدها تساعديها تلف حجابها برضوا بطريقه حلوه ..عاوزها تكون متغيره ميه وتمانين درجه لما اشوفها 

:فهمت حضرتك ..ولا يكون عندك فكر ..انا هخرجها من تحت ايدي واحده تانيه خالص ..بس هو حضرتك لو تحدد المناسبة عشان اعرف المطلوب بالتفصيل 

عاصم بتنهيده: 
هو بس هتروح فرح معايا والفرح ده هيكون فيه شخصيات مهمه جدا وعاوزها تكون مش أقل من اي حد من اللي هناك 

الست وجهت عيونها لمروه من تاني واتأملت شكلها 
وبعدها اتأملت شكل عاصم اللي واضح جدا الفرق بينها وبينه ..بس متكلمتش وهزت رأسها من سكات 

وطلبت منه يستني في الإستقبال او لو وراه موار يروح يعمله 
عاصم كان لسه هيخرج عان يروح البيت يجهز نفسه لكنه لاقي مروه بتمسك إيده وبتسأله بخوف

:رايح فين وهتسيبني 

بصلها وحاول يطمنها 

:انى جاي تاني ..انتي  هتفضلي هنا والبنات جوه هيهتموا بيكي عشان تبقي زي ما الكل متوقع ..وانا هروح البيت البس واجهز وهعدي عليكي كمان ساعتين تكوني اخدتي وقتك في كل حاجه ..ولو لاقيتك لسه مخلصتيش هستني بره هنا ..يعني مش رايح في حته 

هزت راسها بعد ما اطمنت شويه 

عاصم عيونه جات في الست اللي متابعاهم..قرب من مروه واتكلم بهمس

:لو الست دي او أي واحده جوه سللتك عن حاجه مترديش وقولي اي حاجه..يعين لو قالولك أنا اقربلك ايه قولي معرفه ..المهم متخلهمش يعرفوا اي حاجه ولا تديهم معلومه مفيدة..تمام؟ 

:تمام

قالتها مروه 

عاصم مشي ومروه استلمتها البنات اللي جوه واللي عملو فيها حاجات ال مره تشوفها..حست انها بتتكلم من جديد ..وكل ما واحده منهم تحاول تاخد منها كلمه كانت بتزوغ في الكلام وتسأل عن حاجه من الأجهزه او حاجه شافتها المهم انها كانت بتخلي اللي سألها سؤال ينساه 

لحد ما خلصت بعد اكتر من تلت ساعات  ولبست وبقت علي سنجه عشره 

في الوقت ده  عاصم كان لبس ووصل ومستني بره لأنهم بلغوه انها لسه مجهزتش 

كان واقف ولابس بدله كلها اسود في اسود..حتي القميص كان اسود وكان فاتح اول زرارين منه وسرح شعره الأسود لورا ورفع جزء منه لفوق..فا كان شكله تحفه ومخلي الستات اللي طالعه واللي داخله تبص عليه بأعجاب 

لحد ما جه الخبر الأكيد..مروه جهزت 
عاصم استني عند الاستقبال 

فضل واقف مستني كتير بس مروه مش خارجه 
اتأفف بضيق وبص الست اللي قالت اول ما جه

:هي هتخرج إمتي ..انتي مش قولتي انها جهزت 

:سلامه النظر يا استاذ المدام واقفه جنبك بقالها مده 

عاصم بص للي جنبه 
عيونه اتفتحت علي وسعها ولحظه حس إن فيه خلل في عيونه إنه شايف مروه بالهيئه دي..كأنها مش هي 

متغيره ٣٦٠ درجه مش ميه وتمانين 

بقي يفتح ويغمض في عيونه علي أمل يكون بيحلم ..لكنه كان صاحي ..دي فعلا مروه اللي قدامه وواقفه وهو متعرفش عليها 
مروه قربت منه وهي لحد دلوقتي ما شفتش شكلها 

وقفت قدامه واتكلمت بكسوف

:هو انا شكلي حلو يابيه 

عاصم كان هيقول انها تهبل باللبس ده والشكل ده والهيئة دي ..كانت جميله جدآ جدآ النهارده..كانت ست بكل ما للكلمة من معني 

كان لسه هيقول ده كله..لكن صوت في دماغه نبهه عشان يفوق وقال عكس اللي جواه

:بالعكس ..شكلك كده اوحش..انا قرفان حاليا وانا باصص ليكي ..اول كلمه قولتها لما شوفتك كانت يع 
مش مصدق إن فيه وحاشه بالمنظر ده

قال كلامه ومهتمش بملامح مروه اللي دبلت فجأه بعد ما كانت منوره وعيونها اللي كانت بتلمع لمستها انطفت 

وهي كل الوقت بتسمع كلام البنات جوه وهم بيقولو إنها جميله جدا وكل حاجه لايقه عليها 

اننهدت وملامحها غطاها الحزن ..حتي انه بان في صوتها لما قالت
 
:انا كنت فاكره إني بقيت حلوه وهشرفك قدام الناس بعد ما لبست هدوم جديدة وعملت زي ما الناس بتعمل 

عاصم قرب منها وهو بتحارب عشان ميبصش ليها واتكلم باللي حطم امالها 

:اللبس عمره ما هيغير طبيعه البني آدم..يعمي في ناس لة لبست الدهب في رجلها هيفضلوا شحاتين..وفيه ناس لو لبسوا خيشه هيفضلوا أولاد ذوات ومن أصل كريم ..يعني أكيد اللبس ده مش هيغير حقيقتك واصلك 

هزت راسها واتكلمت بأقتناع: 
عندك حق..حتي انا حسيت كده برضوا 

سكت بزهول لما لاقاها موافقه عادي علي كلامه 
بعدها راح دفع الحساب ومشيوا..وبدل الفرح ما كان مزين وش مروه وتديها لمسه اضافيه علي مظهرها الجديد..بقي الزعل هو اللي مزين وشها 

....

وجات اللحظه الحاسمه 
الاتنين نزلوا قدام القاعه اللي فيها الخطوبة..وعاصم حاسس إن كل الأنظار مركزه عليه 

يتبع... 



تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة