
بقلم روان مسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
(صفقة بالإجبار)
خرج الطبيب من غرفة نجمة
الطبيب : تسمم، وهنعمل لها غسيل معدة حالا وكويس انك نقلتها علي المستشفي في اسرع وقت .
علي بقلق : تسمم يعني ...إيه تسمم يا دكتور؟هي اصلا مخرجتش من البيت..
الطبيب أجاب بجدية: تسمم غذائي. أكلت حاجة بايظة مش تمام ، يمكن مادة سمية، وده اللي سبب لها الإغماء وفقدان الوعي اللي هي فيه.
علي طلب بلهفة: اعمل اللي لازم يا دكتور، أرجوك. وطمني عليها لاني مش هاتحمل يحصلها حاجه
الطبيب حاول تهدئته: ما تخافش يا كابتن علي، هي هتكون تمام. احنا هانعمل اللي علينا.
ذهب الطبيب وتم نقلها الي غرفة العمليات ليتم عمل غسيل معده لها
علي اتصل بزين على الفور
علي : زين، الحقني يا زين. نجمة تعبانة قوي.
زين رد بقلق: "نجمة تعبانة، مالها يا علي؟ فيها إيه نجمة؟ عملت فيها إيه؟"
علي شرح الموقف: "والله ما عملتش حاجة. أنا كنت راجع من التمرين في النادي ودورت عليها في الشقة ومش لقيتها. وبعدين لقيتها وقعت في حمام الأوضة بتاعتها ونقلتها المستشفى، عندها حالة تسمم غذائي.
زين صدم: تسمم غذائي! وده هيجي لها منين ده؟ نجمة عمرها ما هتاكل حاجة من الشارع ولا اي حاجة كده وخلاص .
علي أجاب بقلق: مش عارف يا زين، مش عارف. أنا كل اللي أنا عارفه دلوقتي أني في المستشفى وهي جوة في أوضة العمليات هيعملوا لها غسيل معدة. تعال يا زين أرجوك، أنا حاسس إني غلطت في حقها اوي.
زين رد بحدة: "أنت عملت إيه يا علي؟ بعيدًا عن أن النجمة تعبانة، أنت عملت إيه؟"
علي أجاب بتردد: "لما تيجي هقول لك."
زين غضب كثيرًا وأغلق الخط في وجه علي.
############################
كانت ياسمين تجلس في غرفة التحقيقات أمام أحد الضباط، الذي بدا جادًا في استجوابه لها.
الضابط: "كابتن ياسمين، حضرتك بتتعاطي المنشطات أو أي نوع من أنواع المخدر؟"
ياسمين ردت بثقة: "لا، لا بتعاطى منشطات ولا أي نوع من أنواع المخدر، ولا أصلا أعرف الحاجات دي ولا عمري هفكر أني أتعاطاها."
الضابط سألها بجدية: "طب تفسري بايه نتايج تحاليل المنشطات الأخيرة اللي اتعملت ليكي؟"
ياسمين أجابت بسرعة: أكيد النتايج دي مزورة، أكيد في حاجة غلط. حضرتك، أنا عمري في حياتي ما أعرف أصلا المنشطات دي بتيجي منين أو إيه لازمة إن أنا ممكن أخذ منشط؟ حضرتك، أنا واحدة يعتبر موقوفة عن اللعب، مش عشان أنا موقوفة، ولكن أنا أصلا لسه مكملتش المدة بتاعتي بتاعت التأهيل. ده أول حاجة. تاني حاجة، واحدة في فترة تأهيل، تأهيل مرضي، خارجة من حادثة كبيرة كانت هتموت فيها، إيه اللي يخليها تاخد منشطات؟ أنا أخذ منشطات لما أبقى رجلي في الملعب وأكون عايزة أعمل أداء أعلى، أعمل حاجة أعلى، إنما أنا حاليا مش محتاجة ده، لأن أنا أصلا مش بلعب."
ياسمين أكملت بحدة: فأنت تفسر بايه حضرتك بأن أنا أخذ منشطات؟ جنان مني مثلا؟ عايزة أتباهى بأن أنا أخذ منشطات وأتوقف بسببها؟ أكيد أنا مش مجنونة للدرجة دي يا حضرة الضابط.
الضابط رد بجدية: "كابتن ياسمين، نتايج التحاليل بتأكد ده. الإنكار مش هيفيد. وغير كده، حضرتك دلوقتي مش بس مهددة بأنك تتوقفي، مهددة بأنك تتسجني، لأن أصلا نوع المنشط اللي أنتي بتاخديه هو نوع من أنواع المخدرات.
ياسمين ردت بدموع: حضرة الضابط، والله أنا عمري في حياتي ما أفكر أنا أخذ حاجة شبه كده. هو يا ناس واحدة ما بتلعبش هتاخد منشطات تعمل بها إيه؟
الضابط قال بجدية: "أرجوكي هدي أعصابك، على العموم التحقيق هيبدأ في الموضوع ده، وهيتم عمل أكتر من تحليل ليكي للمنشطات. وأتمنى إن كلامك يطلع صادق."
خرج الضابط وترك ياسمين وهي قلقة جدًا، تنظر حولها ولا تعرف ماذا تفعل.
ياسمين قالت في نفسها: "زين، زين، هو زين، هتصل بزين. ما فيش غيره، ما فيش غيره ممكن يساعدني."
قامت وطلت من الضابط استعمال هاتفها
واخذت تبحث في الهاتف حتي وصلت لرقم زين
ياسمين وهي تبكي : "زين، انا في مشكلة كبيرة، ساعدني يا زين.
زين: "مالك يا ياسمين؟ فيه إيه؟ في إيه اليوم ده؟ أنا مش ناقص.وبتعيطي كمان ايه حصل .
ياسمين: "في إيه يا زين؟ ماله اليوم؟ في إيه؟"
زين: "نجمة في المستشفى.وانتي في مشكله وبتعيطي ربنا يعديها علي خير.
ياسمين: أنا في القسم ،نجمة مالها؟
زين: " بتعملي إيه في القسم؟ إيه اللي حصل؟"
ياسمين: "اتهموني إني باخد منشطات يا زين، أنا باخد منشطات؟"
زين: "أه، ده اللي كنت خايف منه. أنا هبعتلك المحامي دلوقتي ، هكلموا حالا وهيبقى عندك. وهكلملك سيف، متقلقيش، اوعي تقلقي انا جنبك طول الوقت ، وهطمن على نجمة وهجيلك."
ياسمين: "شكرًا جدًا يا زين، شكرًا إنك ساعدتني."
زين: "أنتي مجنونة؟ شكرًا إيه اللي بتشكريه لي؟ هكلمك تاني، هكلمك تاني، سلام دلوقتي يا ياسمين."
############################
سيف كان يجلس مع عليا في السيارة، وكانوا يتحدثون عن ياسمين ومشكلتها مع اتهامها بتناول المنشطات.
سيف: "كلها دقايق وهنوصل بيت زين وهناك بقى نكلمه ونشوف هيتصرف إزاي في الموضوع ده."
عليا: "والله الواحد مش عارف يقول إيه يا سيف، ياسمين من يوم الحادثة وهي حياتها اتقلبت زي ما يكون في عاصفة ضربت حياتها، حياتها مارجعتش ولو حتى واحد في المية من زمان. تخيل واحدة كانت ماشية على طريق المجد، بنت معروفة من أشهر لاعبات كرة السلة في الفريق،مع إنها صغيرة جدًا، جالها عقد احتراف بملايين من الدوري الفرنسي، فجأة كل ده بيتهد. بل إنها كمان مهددة إنها تتوقف."
سيف: "مش عارف يا عليا أقولك إيه، ولكن أتمنى إن حياتها ترجع زي الأول تاني، وإن ده كله يعدي على خير."
قطع كلامهما اتصال من زين.
سيف: "ده زين بيرن
عليا : افتح يا عم أنت مستني إيه؟"
سيف فتح الهاتف: "أزيك يا زين؟ عامل إيه؟ إحنا جايينلك في الطريق."
زين: "جايلي فين أنا؟ أنا قربت أوصل المستشفى."
سيف: "مستشفى إيه؟ في إيه يا ابني؟"
زين: "ما تشغلش بالك دلوقتي، المهم إنهم قبضوا على ياسمين وهي في القسم دلوقتي. أنا كلمتلها المحامي، وفي أقرب وقت أكيد المحامي هيكون عندها. عايزك تعرفلي الموضوع ماشي إزاي واتقبض عليها ليه؟ المفروض إن موضوع المنشطات ده إنها بتتوقف عن اللعب بس.
سيف: "أنت عرفت موضوع المنشطات كمان؟"
زين: "أيوة يا ابني، ما هي مقبوضة عليها بسبب الموضوع ده."
سيف: "شكل الموضوع كبير، على العموم أنا هروح عالقسم وهطمنك من هناك. وأنت يا ابني رايح المستشفى ليه؟ .
زين: "نجمة تعبانة، تعبانة قوي يا سيف. لما أوصل هناك هكلمك تاني عشان أطمن."
عليا : "إيه يا سيف في إيه؟"
سيف : ياسمين اتقبض عليها، ونجمة في المستشفى."
علي: "إيه ده؟ إيه اللي بيحصل ده يا ابني؟ ده ولا الكوارث."
سيف: "بصي يا عالية، أنا هاوصلك على الفندق، وهاروح أنا لياسمين على القسم وأشوف الدنيا ماشية هناك إزاي. وأنتي حاولي تستفهمي من المسؤولين في الفريق إيه اللي بيحصل وهي اتقبض عليها ليه أصلا؟ تمام."
عليا : "تمام، طب وصلني بسرعة الفندق."
############################
علي يجلس أمام غرفة العمليات، ينتظر حضور أحد الأطباء، ويتذكر ما حدث لنجمة. يشعر بالذنب ويتساءل إذا كان هو السبب في ما حدث لها.
"يا ترى أنا اللي عملت فيها كده؟ هل أنا السبب في كل ده؟ أيوة طبعًا السبب. ما أنا اللي قسيت عليها. طول فترة الأسبوع ده وأنا عمال بتجاهلها ولا كأنها موجودة. عملت إيه يعني؟ قالت كلمة ضايقتك واعتذرت. أنا اللي كنت غبي."
فجأة، خرج أحد الأطباء ليقطع أفكار علي.
علي: "إيه يا دكتور؟ طمني."
الطبيب: "الحالة دي بسبب دواء معين هي أخدته. أخدت منه كمية كبيرة جدًا. زي ما يكون محاولة انتحار."
علي بصدمة: "انتحار؟ نجمة مستحيل تعمل ده."
الطبيب: "يبقى حضرتك لازم تراجع الأدوية اللي هي بتاخدها، أكيد في حاجة غلط. يمكن أخدت جرعة غلط، أخدت دواء في غير معاده، نسيت وأخدته أكتر من مرة. ولكن الموضوع كله بسبب كميات كبيرة من الأقراص هي بلعتها مع بعضها."
علي بتوتر: "طيب يا دكتور، أتمنى إن حضرتك متبلغش البوليس
الطبيب: "لا اطمن، أنا مش هعمل ده. ولكن أحب حضرتك إنك تكون عارف إيه اللي حصل وإيه السبب في ده. وتراعي حالتها النفسية أكتر من كده، لأنها لو عملت كده فهيكون بسببك مش انت خطيبها.
علي: "لا، أنا متأكد إن نجمة مستحيل تعمل كده،وانا جوزها مش خطيبها.
الطبيب :اسف لحضرتك .....بس اتمني تهتم بيها اكتر من كده .
وهنا دخل زين و تحرك بغضب شديد باتجاه علي وأمسكه من ياقة قميصه وشده إليه.
زين بغضب "عملت فيها إيه يا علي؟ عملت فيها إيه؟"
علي: "أنا آسف يا زين، اهدى بس اهدى."
زين: "أنا مش ههدى إلا لما اطمن على أختي. وبعدها هي مش هترجع بيتك تاني لأن أنت ما تستاهلش إنها تقعد في بيتك."
الطبيب: "ممكن تهدى يا استاذ زين؟ أختك كويسة والموضوع كله بسبب إنها أخدت جرعة كبيرة من الأدوية. تقريبًا أخدتها بالغلط وهو ده اللي سبب التسمم اللي حصل لها. والموضوع أشبه بمحاولة انتحار."
زين نظر إلى علي بغضب: "انتحار؟"
زين: "انتحار يا علي؟ عملت إيه في أختي يا علي؟ دي الأمانة اللي أنا أمنتك عليها؟ دي اللي أنت قلت هتحافظ عليها بحياتك؟ دي اللي قلت إنها أهم حد في حياتك؟ ليه يا علي؟"
علي لم يرد، فهو في صمت شديد لا يستطيع أن يقول شيء. فهو يشعر بالذنب ويشعر بأنه سبب في كل شيء. وينظر إلى زين بندم وكأنه يعلم أنه خذله وأنه لم يفعل أي شيء مما وعد به.
############################
في قسم الشرطة، جلست ياسمين متفاجئة بدخول زاهر عليها.
ياسمين: "أنت إيه اللي جابك هنا؟ أنا مش عايزة أشوف وشك."
زاهر: "أهدي بس يا بنت العم، أنا عندي ليكي مفاجأة حلوة قوي. هتعجبك قوي قوي قوي. إيه رأيك تتفرجي معايا على الفيديو اللطيف ده؟ وبعد كده نبقى نشوف حابة تشوفي وشي ولا مش حابة تشوفيه؟"
بعد أن شاهدت ياسمين الفيديو، ودار بينها هي و زاهر حوار طويل انتهى الحوار بينهما بياسمين وهي تقول: "موافقة."
زاهر: "يعني موافقة نكتب الورقتين العرفي وأخرجك من هنا دلوقتي.
ياسمين بانكسار : موافقة على أي حاجة تقولها. بس تنفذ اللي أنا طلبته.
زاهر : هنفذه. تمام كده؟ يا بنت العم
ياسمين : شوف أنت هتعمل إيه وأنا معاك."
وهنا دخل سيف إلى قسم الشرطة وبدأ يسأل لكي يصل إلى ياسمين. وبعد أن عرف أين هي وأخذ إذن بالدخول إليها، فوجد زاهر يجلس معها في غرفة التحقيقات.
سيف: "أنت إيه اللي جابك هنا؟ وأنا مش قلت لك ابعد عن ياسمين خالص."
زاهر: "إيه يا حضرة الضابط سيف؟ في إيه؟ واحد وقاعد مع بنت عمه، بيتكلم معها شوية. وجاي هنا عشان أخرجها . غلطت أنا؟ بريت بنت عمي أكون غلطان؟"
سيف: "أنت وكلمة بر وكلمة بنت عمك مايجتمعوش في حاجة واحدة."
سيف : أنت أحقر إنسان ممكن حد يقابله أصلا.
زاهر ببرود : يا سيف باشا يا سيف بيه، أنا وبنت عمي أحرار سوا. صح ولا إيه يا ياسمين؟"
ياسمين بنظرة كلها ألم: "صح يا زاهر. لو سمحت يا سيف متتدخلش."
سيف بصدمة: "ياسمين أنت بتقولي إيه؟"
مر يوم كامل من التحقيقات، وسيف متعجب من ياسمين وعلاقتها بزاهر الذي تبدو عليها الغرابة. وانتهت التحقيقات باعتراف إحدى العاملات بالفندق أنها كانت تعطي ياسمين المنشطات، وأنها كانت تغار منها وتريد أن تنهي مسيرتها الكروية.
وهنا خرجت ياسمين مع زاهر من قسم الشرطة، ولا أحد يعلم إلى أين أخذها زاهر.
############################
على الناحية الأخرى، وفي اليوم التالي، بدأت نجمة تستعيد وعيها.
خرجت الممرضة من غرفة نجمة بعد أن اطمئنت عليها واعطتها أدويتها، وهنا قابلها زين ليسألها.
زين بقلق : نجمة عاملة إيه؟
الممرضة: "حالتها أفضل دلوقتي، ولكن طبعًا في ضعف شديد باين عليها. وتقريبًا الدكتور لسه هيكتب لها فترة أطول في المستشفى. ولكن تقدروا تشوفوها."
زين: "شكرًا لحضرتك جدًا."
ذهبت الممرضة، وذهب زين ليرى نجمة، ولكن وجد علي يتحرك خلفه.
زين: "أنت رايح فين؟"
علي: "داخل أطمن على نجمة."
زين: "ومين قال لك إني هسمحلك تطمن على نجمة أصلا؟"
علي: "زين، ده مش وقته صدقني. أنا قلقان على النجمة زي ما أنت قلقان عليها بالضبط."
زين: "لو كنت قلقان عليها ما كناش وصلنا لهنا."
علي: "أنت ما تعرفش نجمة بالنسبة لي إيه."
زين: "لو أنت كنت عارف نجمة بالنسبة لك أنت إيه أكيد ما كنتش عملت كده. ولا خليت أختي توصل للهي فيه دلوقتي."
علي: "صدقني مش أنا السبب."
زين: "السبب مش السبب مش فارق لي. اللي فارق لي إنك مش هتدخل عند أختي."
علي: "أرجوك يا زين، أنا عايز أطمن عليها. وأوعدك إن أنا هختفي ومش هتشوفني دلوقتي على الأقل."
زين: "خلاص يا علي، تعال ندخل."
كانت نجمة مستلقية على السرير تنام في ضعف شديد، يبدو عليها التعب بشدة. نظرت إلى زين وهي تفتح عينيها بضعف.
نجمة بتعب : "زين، أنت كويس؟ أنت كويس؟ هو مش عمل لك حاجة؟ أنت كويس؟"
زين: "أهدي يا نجمة، أهدي. أنا كويس حبيبتي، أنت اللي كويسة. إيه اللي حصل يا نجمة؟ ليه عملتي كده؟ ليه حاولتي تنتحري؟"
نجمة ببكاء: "أنا ما عملتش حاجة. كنت خايفة عليك قوي يا زين. هددني... هددني... هددني إنه هيأذيك."
زين بصدمة: "مين؟ مين يا نجمة اللي هددك؟ إيه اللي حصل؟
علي بغضب: قولي يا نجمة، قولي. وأنا مش هخليه على وش الأرض."
بدأت نجمة تبكي وتنهار بشدة، وكأنها لا تملك أعصابها، وتنظر إليهم.
"هو... هو... هددني... هو يا زين... هو."