رواية انذار بالحب الفصل العاشر 10 بقلم رباب حسين


رواية انذار بالحب الفصل العاشر 10 بقلم رباب حسين



كان قلبه ينهار كلما أنكرت مشاعرها.... كلما مرت بقربه دون أن تترك له نظرة حنان....أحبها بصمت واحتمل جراحًا لم يشتكِ منها كان يرى الحب في عينيها ولكنها كانت تأبى الاعتراف
ربما خوفًا ربما عنادًا حتى جاء اليوم الذي تغير فيه كل شيء.... تقف أمامه... ترتجف كطفلة أمسكتها الحقيقة.... بعينين دامعتين وبصوت يخنقه الشوق.... قالتها... أخيرا : "أنا... أحبك" 
كأن السماء فتحت أبوابها.... كأن الحياة أهدته أخيرًا ما انتظر.... الغضب والفرح ولم يجد للكلمات معنى فما قالته عيناها كان أصدق من كل شيء.... ضمها إليه وذابت بين ذراعيه كل لحظات الصبر.... كل ليالي الإنتظار كل العذاب الذي مر به وحده.... انتهى الآن...فالحب الذي عاشه وحيدًا أصبح اليوم مشتركًا..... قال لها وهو يغمرها بحنانه : "كم انتظرتك... لكنك أتيتِ في الوقت الأجمل".... وفي حضن الاعتراف وُلدت قصة عنوانها : حب تأخر... لكنه لم ينتهي.... 
وفي الجهة الأخرى تجلس ورد حائرة لا ترى سبب لما يفعله.... هناك شعور داخلها بأنه يهرب منها فجلست حزينة حتى انتهى وقت العمل وعادت مع ندى إلى المنزل ولاحظت ندى شرودها فقالت : شكلك متضايق..... اللي يشوفك من يومين ميشفكيش النهاردة
ورد : مفيش حاجة بس متضايقة شوية.... بس إنتي شكلك مبسوطة..... حصل حاجة؟ 
ندى في سعادة : اه.... أنا قلت لوسام إني بحبه..... مقدرتش يا ورد بصراحة حسيت إنه خلاص هيضيع من إيدي بجد شعور وحش أوي لقيت نفسي بقوله كل حاجة
ورد : وهو قالك إيه؟ 
ندى : قالي إنه مش هيسبني..... تفتكرى هنعرف نواجه كل ده؟
ورد : طالما بتحبو بعض كده هتقدرو تقفو قدام أي حاجة.... ربنا يسعدكم يا حبيبتي يارب
ندى : يارب يا حبيبتي... مش هتقوليلي مالك
ورد : أنا مش عارفة مالي بس عايزة أقعد مع نفسي شوية ولما أهدى هحكيلك
عادت ورد إلى المنزل وتناولت الطعام مع ندى ودخلت غرفتها بعد أن أخبرت ندى بما يفعله يونس معها..... كانت تحدق بهاتفها تنتظر إتصال منه ولكن دون جدوى.... تأكدت شكوكها.... يونس يتهرب منها.... قامت بإرسال رسالة له تسأله أين هو فأخبرها أنه بالخارج مع بعض الأصدقاء.... ترك يونس هاتفه في ضيق فنظرت له لولا وقالت : قولتلك من الأول بلاش
يونس : خلاص بقى ملوش لازمة الكلام ده دلوقتي..... أعمل إيه؟
لولا : إنهي المهزلة ديه يا يونس.... إبعد عنها نهائي..... قولها كل حاجة وأبعد
يونس في فزع : لا.... أقولها إيه لا طبعًا.... إنتي عايزاني أكسرها بالشكل ده؟
لولا : معلش هو أنت كنت متخيل هيحصلها إيه بعد ما تخلص انتقامك من مازن؟.... ما أكيد هي اللي كانت هتتجرح ومن غير ذنب
يونس : مفكرتش في ده أو مهتمتش..... لكن دلوقتي لا.... مش هقدر أعمل فيها كده
لولا : دلوقتي لا عشان حبيتها صح؟.... بص يا يونس لو حبيتها بجد يبقى تنسى اللى حصل زمان وابدأ معاها صفحة جديدة يا تنساها خالص وتقفل الحوار كله
يونس : ما أنا مش عارف أقرر... مش قادر أبعد ولا قادر أجرحها
لولا : لازم تقرر..... وبسرعة لأن اللي بتعمله ده مش هيفيد بحاجة
في الصباح استيقظت ورد علي رسالة من يونس يطلب منها ألا تأتي إلي المنزل اليوم لأنه سيتوجه إلى موقع العمل مرة أخرى فنظرت إلى الرسالة في حزن وتأكدت بأن ما تشعر به صحيح..... ذهبت إلى العمل مع ندى ومضى اليوم دون جديد أما مازن فكان يصعد بسيارته حتى سمع صوت حسن وهو يقول : ثواني يا بوس.... العجلة نايمة
مازن : يادي العطلة
حسن : ولا يهمك يا بوس هغيرهالك هوا.... معاك استبن؟
مازن : اه معايا
فتح له شنطة السيارة وأخرج حسن الإطار وقام بتبديله سريعًا تحت نظرات مازن وعندما انتهى قال : إنت غيرتها بسرعة أوي
حسن : ما أنا إشتغلت في بنزينة زمان وأنا بدرس عشان مصاريف الدراسة
مازن : طيب تعالى أوصلك في طريقي
حسن : لا يا بوس مش عايز أتعبك
مازن : تعالى تعالى
صعد حسن بجواره وبعد قليل تلقى مازن مكالمة هاتفية وقال في غضب : يعني إيه مختفي.... هتهولي من تحت الأرض..... إنت عارف الحاجة اللي معاها تمنها كام.... لو الواد مظهرش النهاردة هخلص عليك وعليه
ألقى مازن الهاتف في غضب فقال حسن : مين اللي مزعلك يا بوس؟
مازن : واد هرب مني ومعاه حاجات تخصني مش عارف ألاقيه
حسن : قولي اسمه وأنا هجيبهولك من تحت الأرض
مازن : اسمه عبده أكس
أمسك حسن هاتفه وأجرى مكالمة مع أحد الرجال الذي يعرفهم يدعى منصور وعندما أخبره بالاسم سأله قائلًا : عبده أكس الديلر؟
نظر حسن إلى مازن وسأله فأجاب بنعم فقال حسن : هو اه..... عايزه عندي النهاردة هتقدر ولا هتصغر رقبتي؟
منصور : عيب عليك يا هندسة.... عندي الموضوع.... إديني ساعتين زمن وهتلاقيه متكتف تحت البيت
أنهى حسن المكالمة ونظر له مازن في تعجب فقال : إنت تعرف الناس ديه منين؟
حسن : أنا ساكن في منطقة شعبية جدًا اه أنا مليش في سكتهم بس العيال اللي هناك كلهم حبايبي وبيخدموني على طول.... متقلقش منصور ده مش بيهزر واد جدع أوي
مازن : لو جبتلي الواد ده ليك عندي مكافأة مش هتتخيلها.... إنت عارف ده معاه بضاعة بكام؟!
حسن : يا بوس إحنا نخدم من غير مقابل.... إن شاء الله هجيبهولك
قام مازن بإيصال حسن وعندما صعد إلى المنزل انتظر قليلًا ثم بعث رسالة إلى يونس..... كان يونس يجلس في منزله يحارب قلبه الذي يشتاق إلى ورد كثيرًا وإن كان يهرب منها فأن غيابها يؤلمه أكثر منها.... قاطع شروده رسالة حسن ففتحها وقرأها : "مازن بيتاجر في المخدرات" 
فتح يونس عينيه في صدمة لم يصدق ما يرى فقد توقع السوء منه ولكن لم يصل تفكيره إلى ذلك الحد ثم تلقى رسالة أخرى من وسام يخبره بأن لديه موعد اليوم ولن يستطع السهر معه فقرر يونس أن يبقى بالمنزل.... حل المساء واتصل منصور بحسن وأخبره أنه قد وجد عبده فاتصل بمازن وطلب منه أن يأتي إليهما وبعد وقت وصل مازن إلى مكان ما بالمقطم ووجد عبده مقيد وملقى بالأرض ومنصور وحسن ينتظران بجواره فنزل من سيارته واقترب من عبده في غضب ولكمه بقدمه في وجهه ثم نظر إليهما وقال : برافو عليكو يا رجالة.... منصور صح؟ 
منصور : تحت أمرك يا باشا
مازن : من النهاردة اعتبر نفسك من رجالتي وبكرة تجيلي على الشركة عشان تاخد حلاوتك
منصور : تشكر يا باشا
التفت مازن إلى عبده وقال : البضاعة فين؟
عبده : معايا نصها بس
مازن : فلوس النص التاني فين؟ 
عبده : عندي.... يا باشا أنا مهربتش أنا كان عندي حوار تاني واختفيت لكن البضاعة والفلوس معايا واعتبرهم تحت رجلك بس بلاش غدر يا باشا
أمسكه مازن من ملابسه وقال في غضب : تجيب بقيت البضاعة والفلوس دلوقتي ومشفش وشك تاني
عبده : حاضر يا باشا
أما ندى فكانت تستعد للخروج مع وسام كما اتفقت معه وكانت ورد تجلس شاردة حزينة داخلها شعور سئ ولا تعلم ماذا تفعل.... خرجت ندى من غرفتها ونظرت إليها وقالت : طيب هتفضلي كده كتير..... يا بنتي روحي واسأليه يمكن إنتي فاهمة غلط.... يمكن عنده أسباب تانية..... يمكن مشغول فعلًا.... متعمليش زيي وتقعدي تفكري بدماغك بس أنا لما اتكلمت مع وسام ندمت إني سكتت كل الفترة ديه وإني ضيعت وقت في بعدي عنه.... روحي كلميه يا ورد
ورد : لو رحت مش هلاقيه في البيت كالعادة ولو كلمته هلاقيه برا
ندى : المفروض أصلًا يبطل السهر ده
ورد : مش هيبطل حاجة.... يونس محبنيش أنا حاسة إن فيه حواجز بينا.... إحساس مش هعرف أوصفهولك
ندى : طيب أنا هنزل وممكن أتأخر
ورد : اتبسطي ها
ابتسمت ندى وقالت : حاضر
وذهبت من أمامها.... ظلت ورد تفكر بحديث ندى ورأت أن معها كل الحق فإن كان يونس يتهرب منها فلتتحدث معه وتنهي هذا العبث وتبتعد عنه وتترك العمل فهذا حفظًا لكرامتها فبدلت ثيابها وذهبت إليه وعندما وصلت وقفت أمام الباب تحاول أن تتنفس لتستجمع قوتها وبداخلها يقين أن هذه المرة ستكون أخر مرة تراه بها.... طرقت الباب وانتظرت قليلًا ثم فتح يونس الباب ووجدها أمامه.... عيناها تخبر بالكثير.... مشتاقة.... حزينة..... حائرة.... مرهقة ووجها شاحب.... شعر بألم قلبه من رؤيتها هكذا فأفسح لها الطريق لتدخل المنزل وأغلق الباب ووقف خلفها.... أخذت نفس عميق ثم التفتت إليه وقالت : بتعمل فيا كده ليه؟
يونس : عملت إيه؟
ورد : بتهرب مني
نظر يونس بعيدًا عنها فحاولت النظر إلى عينيها وقالت والدموع تتجمع في مقلتيها : إنت قولتلي مش هتندم صح؟
يونس : مش ندمان
ورد في بكاء : يبقى زي ما أنا قلت.... إنت محبتنيش يا يونس.... إنت بتبعد عني ومش عايزني بدليل إنك لحد دلوقتي مقولتليش على اللي في قلبك حتى لما سألتك اتهربت من الأجابة
يونس : إهدي بس يا ورد
ورد في غضب : متقوليش إهدي..... قولي الحقيقة..... مخبي عليا إيه؟.... وبتهرب مني ليه؟.... ليه بتعمل معايا كده أنا عملتلك إيه وحش؟..... زعلان طيب عشان سيبتك ورحت لغرام..... مش ممكن يكون ده السبب اللي يخليك تعاملني كده
يونس : المشكلة فيا أنا مش فيكي إنتي
ورد : ده كلام الناس اللي بتسيب بعض.... ولا هي المشكلة فيا أنا..... أنا اللي متحبش.... إذا كان جوزي بعد كل السنين ديه خاني بنتهي السهولة والبجاحة ومش شايف حتى إنه بيعمل حاجة غلط.... أنا عارفة إنك بتهرب وعايز تسيبني بس واضح إنك مش قادر تقولها في وشي صريحة..... بس أنا هريحك مني خالص هشيل من عليك الحرج..... أنا همشي ومش هتشوف وشي تاني واعتبرني من اللحظة ديه مستقيلة
ذهبت من أمامه..... تمشي بخطى مثقلة محملة بالهموم..... دموع قلبها تنساب قبل عينيها..... تحت نظراته الحزينة..... كانت تبتعد عنه.... راحلة؟.... أتتركيني؟.....هل هذه النهاية؟..... لن أرآها بعد الآن؟..... وقف ينظر إليها وهي تبتعد وتفتح الباب وخرجت منه..... اختفت عن أنظاره ولأول مرة يشعر بالوحدة..... نظر حوله وكل ذرة في جسده تناديها فخرج خلفها وأمسكها من ذراعها وجذبها إليه داخل أحضانه وقبض عليها بكلتا ذراعيه بقوة وقال بنبض قلبه المشتاق المتلهف لها : متمشيش..... أنا بحبك
بكت.... وزاد نحيبها وضمت جسدها داخل أحضانه كأنها تبحث عن الأمان بداخلها فرتب يونس على ظهرها وقال : هششش.... متعيطيش عشان خاطري
ورد في بكاء : بتعمل فيا كده ليه طيب؟ 
أخذ يونس يفكر ويبحث عن مبرر لما فعله فقال : حقك عليا..... مش هزعلك تاني خلاص.... غصب عني صدقيني..... كنت خايف مش أكتر وكلام مازن لغبطني وقلقني
ابتعدت عنه ونظرت إليه وقالت : مازن؟! 
يونس : قالي إن أي حد لو أتحط في مقارنة مع ولادك هتختاريهم هما....ولما كنا في المول ومجرد ما غرام طلبتك ورحتيلها الكلام جيه في دماغي فورًا وده اللي خلاني خفت.... خفت أتعلق بيكي وفي الأخر تختاريهم وترجعي لمازن وتسيبيني
ورد : أنا عمري ما هسيبك..... مش إحنا إتفقنا نستني لحد ما الوضع يتصلح..... إتفقنا منقولش حاجة عن علاقتنا لحد ما نقدر نبقي مع بعض قدام الناس ولحد ده ما يحصل هفضل معاك..... ليه بتفكر كده لوحدك ومش بتقولي على اللي جواك..... سيبني أفكر معاك يا يونس ولو مازن قالك حاجة متصدقهوش..... متعملش كده تاني ومتدخلش حد بينا
أمسك يونس وجهها بكلتا يديه وقال : خلاص حقك عليا..... متزعليش مني
ثم جذبها داخل أحضانه فقالت : إنت وحشتني أوي
يونس : وإنتي كمان..... إنتي بردانة كده ليه؟..... تعالي أدخلي جوا
أخذها يونس داخل المنزل تحت نظرات من يراقب ويأخذ صورًا لهما وأرسلها على الفور لمازن الذي يقف مع حسن وعبده بعد أن أخذ منه البضاعة والأموال..... أما يونس فقد أعد لورد مشروب ساخن وأحضر لها غطاء وجلس بجوارها ووضع ظهرها على صدره وضمها إليه ووضع الغطاء عليها وأمسكت ورد بالمشروب وظل يونس بجوارها وهو يسند رأسه على رأسها ثم قال : شكلك تعبان كده ليه؟ 
ورد : بقالي يومين مش بنام ومكلتش حاجة النهاردة
ضمها يونس بكلا ذراعيه وقال : حقك عليا يا حبيبتي.... أوعدك مش هزعلك تاني أبدًا
ورد : لو مش عايزني أزعل منك بلاش سهر تاني برا البيت في الأماكن اللي بتروحها ديه
ابتسم يونس وقال : حاضر
انتبهت ورد لصورة صغيرة معلقة على الحائط لمنزل جميل فقالت : حلو أوى البيت ده
يونس : أنا بحبه برده جدًا
ورد : شكله مريح أوي
يونس : كان نفسي أعمله بس بعد كده اشتريت البيت ده وقلت خلاص مش لازم بس مردتش أرمي الصورة
كان يود أن يخبرها بالحقيقة ولكن تردد وبعد قليل قال : دفيتي شوية
ورد : اه
يونس : طيب نتعشى سوا.... أنا كمان مكلتش النهاردة
ورد : ماشي
طلب يونس الطعام لهما..... أما مازن فعاد إلى المنزل غاضب وثائر ووقف بالبهو ينادي على تيم وغرام فنزلا في عجالة وقال تيم : إيه يا بابا متعصب كده ليه؟ 
وقف مازن أمام غرام وفتح الهاتف على صورة يونس وورد وهما يتعانقان معًا وقال في غضب : هي ديه اللي مسبتكمش عشان راجل تاني؟!..... هي ديه اللي عايزة ترجعلي وبتقوليلي حاول معاها تاني يا غرام؟!
فتحت غرام عينيها في صدمة وقالت والدموع داخل عينيها : بس هي قالتلي مفيش حاجة بينهم
تيم : كدبت عليكي طبعًا.... أكيد يعني مش هتيجي تقولك أنا بحب واحد وسيبتكم عشانه
مازن في غضب : أنا مش عايز اسمع اسمها في البيت ده تاني ولو عايزين تشوفها براحتكم بس بعيد عني وقرار الجواز مش هرجع فيه وفرحي على لارا الأسبوع اللي جي وموضوعي أنا وأمكم تنسوه نهائي
صعد مازن إلى غرفته ونظر تيم إلى غرام وقال : أنا عن نفسي مش عايز أشوفها لو إنتي لسه عايزة تشوفيها أنا مليش دعوى بيكي
تركها تيم وصعد إلى غرفته وترك غرام تنظر إليه والدموع تنساب على وجهها.... أما مازن فدخل غرفته وأغلق الباب بعنف وقال لنفسه : بتختاري يونس وتسيبيني يا ورد..... ماشي.... أنا هخسرك كل حاجة وزي ما خسرتك عيالك هخسرك يونس كمان وهخليكي تندمي على اللي عملتيه معايا وتيجي تركعي تحت رجلي......




                         الفصل الحادي عشر من هنا 

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة