رواية حب مسحور الفصل الثامن 8 بقلم رباب حسين


 رواية حب مسحور الفصل الثامن 8 بقلم رباب حسين




صغيرة..... مشاغبة.... تخطف القلب والعين.... أشعر وكأني بجوار طفلة..... لا تعرف كيف تتحدث وكيف تتصرف..... أفعالها حمقاء.... تشعرني بأني قد حصلت على إبنةٍ لي وليس عاشقة.... مجنونة التصرف وكأنها هاربة من عمرها..... ليست متصنعة فقط هي.... لا مثيل لها ولا بديل..... خطفت قلبي والآن تخطف قبلتي الأولى أمام أخيها!..... صدمتني من فعلها وملكتني بشغفها.... كيف توجتِ نفسكِ على قلبي وعقلي؟ هل جئتِ لتعصفي بكل أفكاري متحديةً مبادئي نافيةً عقلي من رأسي؟.... فأن كان استسلم عقلي معلنًا هزيمته أمام عشقكِ فالقلب ذاب بين يديكِ معلنًا أنه قد توجكِ على عرشه......
مجنونتي..... يا من جعلتي من كاره النساء خاتم يستدير في إصبعك..... أحبك فوق المحبين حبا
فتح عينيه في صدمة عندما قبلته على حين غفلة ولم يختلف حال سيلا عن حالته فقد تفاجأت بما فعله سيف حتى ابتعد عنه ونظر إلى سيلا ولم يحدث شئ فنظر لها سليم في دهشة وهو يرفع يديه مستسلمًا لما تفعل ثم ركض سيف من أمامهما وظلت سيلا تحدق بسليم دون حديث فالتفت سليم له ورأها تغادر المنزل ثم نظر إلى سيلا وقال : معملتش حاجة.... أنا كل اللي قولته أنا عايز اتجوز أختك..... هي بقى.... هي اللي قالت
ثم نظر بالفراغ واستوعب ما قالت وقال : يلهوي.... ديه قالت أنا مش هصبر أكتر من كده
عاد النظر إلى سيلا أمامه وقال : مليش دعوى يا سيف.... هي اللي قالت مش أنا.... وأنا شايف إن لازم نسرع الموضوع شوية
سيلا : نسرع إيه؟!..... ده أنا هروح أكسر رقبتها
سليم : استنى بس.... هي كده كده هتبقى مراتي.... متكبرش الموضوع ومتزعلهاش..... إنت عارف إني بحبها وعايزها
سيلا في غضب : ولو.... إزاي تعمل كده وقدامي؟! مفيش إحترام ليا نهائي
ثم ذهبت لتلحق بسيف ووضع سليم يده على وجنته يتحسس آثر ثغرها الصغير ويبتسم في هيام ثم اتصل بسيلا ليحذرها من سيف ولكن لم تتلقى المكالمة وتوقع أنها تشعر بالخجل مما فعلت فأرسل لها رسالة... وصل سيف إلى المنزل ووجد ميرنا تنتظره وعندما دخل وعلى وجهه ملامح الخوف وقفت في ذعر وقالت : حصل إيه؟
سيف : مصيبة..... أنا..... أنا بست سليم
فتحت ميرنا عينيها في صدمة وظلت للحظات ثم ضحكت بقوة.... نظر لها سيف وظل يتأملها حتى نسيّ ما كان يشعر به من ضيق ثم طرقت سيلا الباب وفتحت ميرنا لتدخل بغضب وتقول : إيه اللي إنت عملته ده؟
سيف : عايز أخلص بقى وارجع لجسمي
سيلا في غضب : تقوم تعمل كده؟.... وقدامي
سيف : لا استنى لحد ما توافقي على الجواز وابقى مراته
سيلا : وإنت كنت هتتجوزه بكره يعني..... ما كان ممكن نستنى لحد ما نحل مشكلتنا الأول.... تقدر تقولي إستفدنا إيه من اللي إنت عملته ده غير إنك خليت شكلي زفت قدامه؟ 
سيف : عرفنا إن الحل مش في إنه يبوسني أنا.... لازم يبوسك إنتي
نظرت سيلا إليه في صدمة ثم جلست أمامه وقالت : اه..... صح.... يعني إيه؟.... يا نهار مش فايت..... يعني لازم يبوسني وأنا في جسمك
ميرنا : ده كده عايزة معجزة
سيف : على فكرة لو فكرتو في كلام شمعان هتلاقو إن الكلام كان واضح من الأول..... قبلة المحبوب.... أنا مش بحب سليم إنتي اللي بتحبيه..... يعني هو لازم يحبك ويبوسك إنتي
ميرنا : وديه هتحصل إزاي وهي راجل؟
سيف : لا ما خلاص..... اعتقد إني لازم أتأقلم على إني بقيت ست..... وبالمناسبة موضوع جوازي من سليم ده تنسيه مش هوافق
سيلا : يعني إيه؟.... بعد اللي إنت عملته النهاردة تقوله مش موافقة
سيف : إنتي مستوعبة إنتي بتطلبي مني إيه..... مش هتجوز أنا راجل..... إنتي مجنونة
ميرنا : أيوة بس شمعان قال قبلة المحبوب..... إنت اللي بوسته يا سيف يمكن لو حصل العكس السحر يتفك لأن سليم بيحب سيلا
سيف : وأنا مش سيلا..... ده جسمها بس.... لكن سيلا أهيه
سيلا في حزن : معاه حق..... هي كده خلاص.... باظت..... يعني أنا هفضل جنبه وبحبه وبموت فيه وهو عمره ما هيبقى ليا.... ولو سيف رفض الجواز فعلًا مش بعيد يتجوز واحدة تانية وأنا أفضل طول عمري مساعده وبس
اقتربت ميرنا منها وقالت : ياريتني ما عملت كده من الأول.... حقك عليا يا سيلا
سيلا : خلاص يا ميرنا.... كفاية إني جنبه حتى لو عارفة إني عمري ما هبقى ليه
ميرنا : بس لو سليم واخد سحر زيك يبقى مش هيقدر يشوف غير سيف
سيف : شيلو سيف من الحوار
ميرنا : يا أخي حس بأختك شوية
سيف : أنا زيها على فكرة.... حياتي اتدمرت زيها بالظبط..... والبركة فيكي
تركهما سيف ودخل غرفته تحت نظرات ميرنا الحزينة والندم يسيطر عليها ثم عادت سيلا إلى منزل سليم وعندما دخل وجد سليم يجلس في البهو وينتظره فاقترب منه مسرعًا وقال : عملت إيه يا سيف.... إوعى تكون زعلتها
لم يجيب سيف واتجه إلى الدرج ليصعد إلى غرفته فأمسك سليم يده وقال : استنى بس.... فيه إيه مالك زعلان ليه كده؟
سيلا في ضيق : سيبني يا سليم مش قادر اتكلم
كاد أن يذهب فأمسكه من كتفه وقال : لا مش هسيبك كده.... قولي فيك إيه
سيلا : مفيش حاجة
سليم : لا فيه.... تعالي بس نقعد شوية وقولي.... حصل حاجة بينك وبين ميرنا
لم تجيب فأردف : يا إبني البت شكلها بتحبك..... ديه اترمت في حضنك أول ما ياسر ده مشي
سيلا في ضيق : بس يا سليم.... إنت مش فاهم أي حاجة
سليم : طيب فهمني.... مش إحنا إخوات وهنبقى نسايب
سيلا : لا
سليم في تعجب : لا إيه؟ 
سيلا : مش هنبقى نسايب.... سيلا مش موافقة
وقف سليم في غضب وقال : ده ليه يعني؟.... هي اللي مش موافقة ولا أنت اللي مش موافق؟
سيلا : لا هي اللي مش موافقة
سليم : كداب
سيلا في غضب : لا مش كداب.... ولو سمحت متقوليش الكلمة ديه بتعصبني
سليم : يا إبني إزاي تعمل كده من ساعة وبعدين تقولي معلش مش عايزاك ومش موافقة عليك.... فهمني ده إزاي؟! 
سيلا : هو ده اللي هي قالته ولو مش مصدقني روح إسألها.... أنا طالع أنام
صعدت سيلا إلى غرفتها وظل سليم يتصل بسيلا طوال الليل ولكن لم تتلقى المكالمات أو تجيب على رسائله
انقضى الليل الحزين على العاشقين دون أمل وفي الصباح ذهب سليم وسيلا إلى العمل دون أن يتحدثا وبعد قليل دخل سيف المكتب ووقف أمام سيلا وقال : شكلك منمتيش
سيلا : جي ليه؟
جلس سيف وقال : أنا طلعت أناني صح؟
سيلا : لا حقك
سيف : يا سيلا الموضوع صعب جدًا عليا
سيلا : وأنا مش بلوم عليك
سيف : أنا بلوم على نفسي..... طول الليل بفكر وقلت ليه نفقد الأمل.... ليه أضيع حبك من إيدك.... إنتي مهما كان أختي ويصعب عليا أشوفك زعلانة كده..... مقدرش أشوفك بتتفرجي على الراجل اللي إنتي بتحبيه وهو ملك واحدة تانية
سيلا : خلاص معنديش حلول
سيف : خلينا بس نحاول يمكن السحر يتفك بطريقة محدش عارفها
سيلا : وده هيحصل إزاي؟
سيف : فيه حاجة كده في دماغي.... سليم المفروض يحب سيلا.... اللي هي إنتي.... روحك إنتي.... أنا وعاء بس.... هو اه جذوب للشكل وده طبعًا عشان السحر مخليه حابب كل حاجة فيكي وأكيد بطبيعته كراجل هيميل ليا أنا لكن هو هيرتاح معاكي إنتي عشان إنتي سيلا
سيلا : وبعدين
سيف : معرفش.... بس خلينا زي ما إحنا لحد إما نلاقي حل..... أنا هدخل لسيف وأحل معاه الموضوع
سيلا : هتعرف تصالحه..... شكله زعلان أوي وزعلان مني أنا كمان
سيف : متقلقيش
ثم رفع كتفه وقال : هغريه
سيلا في إندفاع : لااا..... سيف أبوس إيدك بلاش عك
ضحك سيف وقال : متقلقيش
دخل سيف مكتب سليم تحت نظرات رنا المصدومة مما سمعت وركضت خارج الشركة لتذهب إلى منيرة
نظر سليم إلى سيلا في غضب ثم عاد النظر إلى الحاسوب فاقترب منه سيف بحياء وهو يضع عينيه بالأرض خجلًا ثم تحمحم في رقة وقال : أنا خفت من سيف..... خفت يزعل ولا يضربني عشان اللي عملته..... عشان كده قولتله إني مش هتجوزك
نظر لها سليم وقال : خفتي كلميني..... اتصلي بيا وقوليلي تعالى أنا خايفة منه..... لكن أكلمك مترديش ابعتلك مية رسالة ولا فكرتي تفتحيهم وكمان يقولي إنك مش موافقة
سيف : أنا أسفة..... كنت مكسوفة من اللي عملته
تنهد سليم وقال : يعني دلوقتي مش معترضة على الجواز؟
سيف : لا.... بس إديني فرصة بس أخد عليك شوية.... وكمان سيف زعلان مني من اللي عملته
سليم : وزعلان مني أنا كمان.... مع إني معملتش حاجة..... مش عارف ليه زعلان كده..... تصدقي كنت متضايق أوي إنه مش بيتكلم معايا..... أخوكي ده غريب جدًا..... زي ما أكون عارفه من زمان وعشرة كده
سيف : هو جميل أوي وطيب وحنين.... يا بخت اللي في حياته سيلا قصدي سيف
ابتسم سليم ونهض من علي مكتبه واقترب منها وهو يقول : ويا بخت اللي في حياته سيلا برده... مختلفناش
ثم أمسكها من ذراعيها ليأخذها بين أحضانه فدفعه سيف بقوة وقال بصوت غاضب : إنت بتعمل إيه؟.... إنت مجنون
سليم : هش وطي صوتك..... ما أنتي كنتي ملاك من شوية
سيف : وإنت إيدك طويلة وعايزة تتقطع
سليم : لا.... مجنونة بجد مش طبيعية..... يا بنتي ده أنتي هجمتي عليا إمبارح و...
سيف : إيه هجمتي عليا ديه.... لا لا إنت قليل الأدب وأنا مش هقعد معاك في مكتب واحد
كاد أن يذهب فأمسك سليم يده وقال : خلاص مش هعمل كده تاني..... مع إني مش فاهم يعني إنتي خلاص في حكم خطيبتي.... ده أنا بفكر أجيب الشبكة أخر الأسبوع ده
سيف : قولتلك إديني فرصة
سليم : حاضر..... من غير عصبية بس..... وبعدين روحي بقى استلمي شغلك..... وخلي سيف يجيلي عشان أصالحه هو كمان
سيف : حاضر
خرج سيف وأبلغ سيلا بأن تدخل الغرفة وعندما رآه سليم نظر له وقال مازحًا : إنت زعلان عشان قولتلك كداب صح؟..... يا سيدي أنا الكداب.... حقك عليا
سيلا في حزن : لا مش زعلان
سليم : طيب مالك قافل وشك ليه كده؟.... زعلان من سيلا طيب
سيلا : لا.... مش إنتو اتصالحتو؟
سليم : اه.... خلاص وافقت نتجوز
سيلا : مبروك
سليم : لا أنا مش واخد عليك كده بصراحة.... ده أنت حتى مجنون زي أختك
اقترب منه ونظر إلى وجهه عن قرب وقال مبتسمًا : طيب قولي واحدة سولي كده
نظرت له ولم تتحكم في ابتسامتها وقالت : وترجع تجري مني.... لا يا عم وعلى إيه
سليم : لا مش هجري.... قول يا عم سولي زي ما أنت عايز..... على الأقل يبقى فيه حد بيدلعني.... أو علم أختك وإنت متقولهاش
سيلا : لا محدش هيقولك سولي غيري
سليم : يادي القرف..... طيب اتجوزك إنت يعني؟
سيلا : لو ينفع مش هتردد
سليم : بس الحالة جت..... أهرب أنا بقى عشان كده أنا في خطر..... روح على مكتبك وخلي سيلا تستلم شغلها.... علمها ها متبقاش بخيل
سيلا : مش هعلم حد.... علمها أنت
سليم : يا ساتر..... رخم
عاد سليم إلى مكتبه وفتح الحاسوب ليتصفح بعض الأخبار فوجد خبر بالمجلة التي كانت تعمل بها سيلا وهناك خبر مدون باسمها وعندما رأى العنوان فتح عينيه في صدمة فقرأ : " من عاشق للرجال إلى زير نساء
رجل الأعمال سليم هنداوي في مشاجرة بين عاشيقاته في أحد المقاهي"
خرج سليم مندفعًا ونظر إلى سيف وقال : إيه اللي إنتي كتباه في المجلة ده؟
سيف : كاتبة إيه؟
سليم في غضب : الخبر اللي نازل باسمك.... أنا برده شكيت لما لقيتك موجودة في الكافيه وشكيت أكتر لما عرفت إن إنتي اللي عمالة تطلعي عليا إشاعات لكن متوقعتش أبدًا إنك تستغلي الوقعة اللي إنتي السبب فيها عشان تطلعي عليا سمعة جديدة.... بدل ما تقفي جنبي وتساعديني عشان أنقذ الشركة اللي بتضيع مني تقومي تكتبي كده عني
سيف : أنا مش فاهمة يا سليم إنت قصدك إيه..... أنا مكتبتش حاجة
سليم : يعني الخبر نازل باسمك وحد تاني اللي كتبه؟! 
سيف : معرفش يا سليم بجد
نظر سليم إلي سيلا وقال : وإنت السبب.... طلعت أخباري برا.... ورحت قولت لأختك عشان تعمل سبق صحفي على حسابي صح؟
سيلا : لا طبعًا.... وأنا هعمل كده ليه؟
سليم : عشان تفيد أختك.... أختك اللي طلعت زي باقي الستات..... بتستغل أي حد عشان مصلحتها
سيف : سليم..... إنت سامع إنت بتقول إيه؟
سليم في غضب : أيوة سامع..... وكفاية تمثيل بقى.... مش عايز أشوف حد فيكم هنا تاني..... إنتو الأتنين مرفودين
دخل سليم المكتب وأغلق الباب في غضب تحت نظرات سيلا وسيف الحائرة
يتبع.......




                       الفصل التاسع من هنا 

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة