
رواية نقطة اختراق الفصل الثالث عشر 13 بقلم زينب رشدي
مرجان: مين فيكم الملكة؟
ريهان (ببرود): أنا... واللي معايا من رجالة الريس.
مرجان: طيب... إنتي بقى اللي عاملة قلبان مع الريس وطول الوقت بيتكلم عنك.
ريهان (بنبرة حادة): إحنا جايين شغل... الكلام ده مش وقته.
مرجان: في ملف فيه ٣ أسماء... دول لازم يتنظفوا. هتلاقوه في شنطة سودا هسيبها في الحمام بعد ٣ دقايق.
أسر: ولو حد لقط الشنطة؟
مرجان: يبقى نصيبكم... ووقتها بلغوا الريس.
سار "مرجان" بعيدًا، و"أسر" قال وهو بيشد نفس:
أسر: قلبه جامد.
ريهان: إحنا كمان لازم نبقى كده.
في الحمام
وجدت "ريهان" الشنطة، فتحتها بسرعة.
ريهان (وهي تهمس): ده مش مجرد ملف... دي أوامر اغت"يال.
أسر: مين الأسماء؟
ريهان: قادة شباب وطنيين... الناس دي بتحاول تصلح، مش تخرب.
أسر (بذهول): يبقى إحنا مش في شبكة اخ"تراق... ده ج"يش من جوا البلد بيولّ"عها!
ريهان: لازم نوصّل الملف لعلي فورًا... بس من غير ما يشكوا.
--في مقر أم"ن الد"ولة
علي (بعد ما قرأ الملف): الريس بقى بيستخدمهم في التصف"ية المباشرة... واضح إنه حاسس بخطر.
ريهان: والأخطر إن "الثعلب" بدأت تحاول تدخل حياتي بشكل شخصي جدًا.
علي: خدي بالك... في احتمال تكون اتزرعت حوالين أسر كمان.
ريهان (بحدّة): لو عرفت إنه بيلعب علينا... هعرف أخلّي حتى ذكراه تختفي.
علي (بجدية): خليكي جاهزة، إحنا دخلين على المرحلة التانية من العملية.
ريهان: تفتكر ممكن يبلغ عنا
لم يقتنع علي تمامًا، خاصة أن أسر قبل أن يكتشفها كان قد تواصل مع عدد من الضباط ليساعدوه في الوصول إلى معلومات.
ريهان: تمام ي فندم انا هرجع البيت وهتواصل معاكم برسايل عشان مش هقدر اجي كتير واسر هدربه انا
علي: وانا واثق فيكي
عادت ريهان إلى الشقة، فوجدت أسر مندمجًا في عمله على الحاسوب المحمول.
ريهان: بتعمل اي
أسر: انا عملت كذا مهمة ليهم بس حاسس بكلامهم إنهم مش واثقين فيا
ريهان: ولا هيوثقوا، ودي حاجة رخمة فيهم، دايمًا اختبارات. أنا لحد دلوقتي مش واثقين فيا
أسر: وهنعمل اي؟
ريهان: هننزل شغلنا من بكره عادي، وهنيجي هنا بليل، أدربك بنفسي، سواء شغل على الشبكة أو دفاع عن النفس أو تطور على نفسك
أسر: ده الموضوع صعب بقى
ريهان: جدًا، تصبح على خير
في اليوم التالي، عادت ريهان وأسر إلى منزلهما، وكانت ريهان في حالة من الصدمة حين رأت أختها إيمان.
ريهان (بصدمة): ايمان! حمدالله على السلامة
إيمان (رافعه حاجبها): الله يسلمك، مالك؟ كأنك مكنتيش عايزة تشوفيني
ريهان (بعدم فهم): ومش عايزة أشوفك ليه؟ أنا بس مستغربة
أمل: ونبي دي شكل أخوات بقالهم سنين مشفوش بعض
إيمان قامت وحضنتها: أنا عن نفسي رجعت عشان وحشاني، ولكن هي مش عارفة مالها
عبدالله: ما انتي عارفة أختك من ساعة اللي حصل وهي بقت كده
ريهان: كده إزاي يعني؟ اتجننت؟ عن إذنكم أنا طالعة أرتاح من السفر
صعدت ريهان إلى غرفتها، وفتحت الحاسوب، لتجد رسائل من "الثعلب".
الثعلب: حمدالله على سلامت إيمو
صدمت ريهان، إذ كيف عرف أنها عادت؟ كانت تحاول إبعاد أختها عن هذا الطريق لكي لا تتأذى، والآن يبدو أنها مراقبة.
كتبت له: «انت مين؟ وعايز إيه؟ ومصلحتك إيه؟»
فجاءها الرد: «أنا معاكي مش ضدك، وعشان كده نزلتلك أختك، عشان الأفضل تفضل جنبك، مش بعيدة عنك، عشان انتي خلاص الريس مبقاش يطمن ليكي»
أغلقت ريهان الجهاز، مصدومة، لا تصدق، ولا تدري إن كان معها أم ضدها. وفجأة دخلت إيمان...
ريهان (بعصبية): انتى ازاي تدخلى بالطريقة دي
إيمان (بشك): أومال عايزاني أدخل ازاي
ريهان وقفت أمامها: جاية ليه
إيمان: جاية أشوف أختي بتعمل إيه، وصلها إنها تحصل ريهام
ريهان (بصدمة): تقصدي إيه
إيمان: بعد مو"ت ريهام وأنتي تعبتي واتحجزتي، وفضلتي فترة تعب"انه، لحد ما بقيتي في أوضتك مش بتخرجي، وبعدها قررتي تسافري، قولت يمكن عشان الفرصة جتلك وأنتي خايفة عليا، وبابا وماما يقولولي أختك مش طبيعية، دي اتغيرت، أقولهم طبيعي بسبب اللي حصل. دي مش بتخرج، دي مش بتتكلم، دي دي دي، أقولهم طبيعي، دي أختها التوأم وم"اتت قدام عينها فجأة. بعدين قالولي تعالي شوفيها، قالوا خلاص دي وافقت تشتغل، ومش كده وبس، دي بقت تخرج وتتأخر، وكمان بقى ليها زمايل. قولت غريبة، إزاي اتغيرت مرة واحدة كده؟ هوب فجأة تسافر أسبوع وتجيلي رسالة بصورة وانتي سايحة في دم"ك وخطيب ريهام شايلك، ويقولي الحقّي اشبعي من أختك قبل ما تحصل التانية
صُدمت ريهان من حِدة الأمر، فلم تستطع النطق:
ريهان: مين بعتها؟
إيمان بعصبية: انتي مشكلتك مين بعتها؟ ولا إنك رجعتي للق"رف تاني؟ رجعتي للشغل والبحث تاني؟! لا وكمان مع واحد! ما اتعظتيش؟ مش خايفة؟ بلاش على نفسك، على أمك وأبوكى! أنا بقى لو حصلك حاجة المرة دي، هروحي فيها!
أمسكتها ريهان من يدها بغضب، وكأنها تحولت إلى شخص آخر:
ريهان: بقولك مين اللي بعتها؟ وريني الرسالة!
إيمان بخوف، وهي تلقي الهاتف: امسكي... اهو!
جلست ريهان لدقائق تركز على الرسالة، ثم كتبت شيئًا في ورقة، وأعادت الهاتف لإيمان بابتسامة هادئة:
ريهان: يا شيخة خدتيني... ده أسر، اللي معايا في الشغل. بقينا أصحاب جدًا، فكنت بتكلم معاه وبقوله نفسي نتجمع زي زمان... بس من ساعة م"وت ريهام، كل واحد دخل في عالم. وهو وراني إنه ممكن يرجعك... معرفش إنه ممكن يعمل كده 😂
إيمان بشك: أومال إيه الصورة دي؟
ريهان: دي وإحنا في الغردقة، كان في مشكلة كده، وجات فيا رص"اصة بالغلط... ومحبتش أقول لماما وبابا عشان ميقلقوش.
إيمان: انتي بتتكلمي جد؟
ريهان: طبعًا... استني أكلمه قدامك.
في هذا الوقت، كان أسر قد دخل المنزل، فوجد هشام ووالده جالسين:
هشام: أهو الباشا وصل!
أسر: أومال ماما مش قاعدة معاكم؟
أبو هشام: طلعت تنام. وانت إزاي يا واد تسافر أسبوع لا تعرفنا، ولا تكلمنا؟
هشام لا واي واخد هو واللي معاه أجازة من غير ما يرجعلي!
أسر:انا وأنت واحد ي قلبى
هشام: السنارة غمزت؟
أسر: ياريت... دي ولا معبراني.
أبو هشام: أكيد شبه اللي قبلها.
أسر: لا والله أبدًا... اهي بتتصل، عن إذنكم.
هشام :فعلا ي بابا ريهان كويسه جدا و ملهاش في شغل بنات اليومين دول انا اتمناها ليه
أبو هشام ( الخديوى):ربنا يكرمه
صعد أسر إلى غرفته، وأجاب على الهاتف:
أسر: ألووو؟
ريهان: بقى دي عاملة تعملها يا أسر؟
أسر بعدم فهم: عملت إيه؟
ريهان: أقولك نفسي أتجمع مع عيلتي زي زمان، تقوم تجيب إيمان بالطريقة دي؟ مكنش رهان ده!
أسر فهم أن هناك مشكلة، فحاول أن يلين الموقف:
أسر: آآه... ما اعمل اي؟ كنت عايز أثبتلك إن قدها... وأفرحك.
إيمان: بس مش بالطريقة دي يا أستاذ أسر! انت متعرفش موضوع ريهام مأثر فينا إزاي... ده أنا جاية وعلى أعصابي!
أسر: حقك عليا والله... بس ريهان لحد دلوقتي متأثرة، ونفسها أيام زمان ترجع... ففكرت في كده، مقصدش والله.
إيمان: حصل خير... ولازم أتعرف عليك قريب، أشوف الشخص اللي أخيرًا خرج ريهان من الحياة دي.
أسر: ههههه... تعبت شوية، بس قريب إن شاء الله.
أغلقت ريهان المكالمة، ثم التفتت إلى إيمان:
إيمان: أنا هسيبك ترتاحي... ولينا كلام سوا.
خرجت إيمان، وفتحت ريهان جهازها، وأرسلت رسالة بسرعة، ثم أخذت الورقة التي كتبتها من قبل، وبدأت تربط بين الأمور، حتى اكتشفت أن الرسالة مرسلة من بريد "الثعلب".
انتظرت حتى نام الجميع، وخرجت بسرعة إلى الشقة.
أسر: في إيه يا ريهان؟
ريهان ........قالت اللي حصل
أسر: إيه هدف الثعلب ده؟ إن أختك ترجع؟ وليه بينصحك أصلًا؟ أنا مش فاهم حاجة.
ريهان: ولا أنا فاهمة... بس هم بيفكروني إن لسه في ناس غالية عليا.
أسر: طيب وبعدين؟
ريهان: أسر... من هنا ورايح، تحط عينك، في وسط راسك. ومهما حصل، تحاول توضح ليهم إنك ملكش عزيز ولا غالي. شغلك معايا، ومع علي باشا بس، وبرسايل مشفرة.
أسر: أنا ليه حاسس إنك خايفة عليا أكتر من نفسك؟
ريهان: ودي حقيقة... أنا خايفة عليك بجد.
أسر بنبرة مختلفة: ليه؟
ريهان: مش عايزة ذنب تاني يبقى في رقبتي... مش هستحمل يحصلّك حاجة، وتتحرم من أهلك. أنا بخاف من فكرة إن حد يتأذي بسببي... أنا بعتبرك زي أختي.
أسر بصدمه: أختك؟! حتى مش أخوكي؟ طيب اسكتي، متتكلميش تاني... ويلا نخلص أمّ التدريب ده عشان نمشي!
قامت ريهان، ودخلت غرفة الرياضة، وهي لا تفهم سبب زعله. بدؤوا التدريب، وغادروا متأخرين، وعادت ريهان إلى المنزل. أخذت شاور، وتغيّرت، ثم نزلت لتتناول الإفطار معهم.
إيمان: أختك راجعة من السفر، وانتي رايحة الشغل؟
ريهان: أسيبه وأقعد جنبك صح؟
أمل: لا وحياتي انزلي.
عبدالله: ده إحنا مصدقنا.
إيمان: أيه يا جماعة؟ أنا بقول تاخد أجازة بس.
ريهان: أوعدك... أحاول.
أمل: ياريت حتى نسافر يومين نغير جو.
إيمان: ريهان، كلمي أسر يتغدى معانا النهارده... عايزة أتعرف عليه.
ريهان بضيق: وتتعرفي عليه ليه؟
إيمان بخبث: انتي بتغيري؟
ريهان بصدمة: ما تشوف بنتك يا بابا... شكل الولاد جنّوها! صحيح انتي مجبتيش عيالك وجوزك ليه؟
إيمان: هيخلصوا امتحانات ويجوا... كنت هستناهم، بس الله يسامح اللي كان السبب. وبعدين متنسنيش... اعزمي أسر.
عبدالله: يا بت ميصحش! تعزميه بمناسبة إيه؟
أمل بفرحة: إن إيمان جات من السفر!
ريهان: أصلها جاية من العمرة! أنا رايحة الشغل... أحسن هتج"لط!
نزلت ريهان إلى العمل. لم يكن أسر قد وصل بعد. وبعد ساعة، دخل عليها منهكًا وهو يتثاءب، فابتسمت:
ريهان: مالك يا أستاذ أسر؟ شكلك مش نايم.
أسر بضيق: آه فعلًا... الله يسامح بقى اللي كان السبب.
ريهان بابتسامة: هجبلك قهوة... يمكن تفوق.
أسر بصوت منخفض: طبعًا، ما انتي متعودة! البت جاية الشغل ولا كأنها نايمة، ومفوقة... لا، وأي، زي القمر، ولا باين عليها إنها كانت بتتدرب أربع ساعات! وأنا جسمي مكسر.
سمعته ريهان، وابتسمت دون أن تُظهر ذلك. فتحت اللابتوب، وأرسلت له رسالة من "الملكة":
"اِجهز الساعة ٣."
بعد قليل، سمعته يتحدث بغضب:
أسر: إيه "اِجهز"؟!
بحاول أنزل بارتين في يوم بسبب تأخير اليومين دول يارب يتوافق على البارتين سوا