رواية نقطة اختراق الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم زينب رشدي


رواية نقطة اختراق الفصل الواحد والعشرون 21 
بقلم زينب رشدي



اتسعت عينا أسر، وتقدم خطوة وهو مش مصدق:
"إزاي يعني؟!
ريهان بنفسها قالتلي إنها ما"تت!
دي كانت بتتع"ذب كل يوم بسبب مو"تها!
وكل اللي إحنا فيه ده حصل بسببها!"
ريهام بصت له، عيونها فيها تعب سنين:"هو مش وقت الكلام ده دلوقتي...بس أنا عايشة.
ولما قدرت أتواصل مع اللواء علي، شرحت له كل حاجة.
وعشان كده خدت دور الثعلب...
المهم دلوقتي: ريهان في خطر."

علي (بتركيز):"قولي اللي عندك بسرعة."
ريهام خدت نفس وقالت كل اللي حصل.
الغرفة سادها صمت قاتل، وبعد لحظة، نطق علي:
علي (بصدمه):"الاستاد؟!"
أسر:"طيب وريهان؟! فين دلوقتي؟!"
ريهام:"هيق"تلوها بعد ما المهمة تتم..."
أسر (بانف"جار غضب):"يا مستفزة!
بتتكلمي كده ببرود كأنها مش أختك!
ولا كأنك السبب ف اللي هي فيه؟!"
علي (بحزم):"بس بقى، مفيش وقت للشحنات دي... لازم نشوف هنعمل إيه."
ريهام:"أنا هقدر أحميها...
هفصل لكم جهاز التشويش اللي مخلي مكانها مش باين،
المهمة هتتنفذ من مكان تاني، بس أنا معرفهوش."
علي:"لازم تعرفيه بسرعة،
العملية خلاص بكره، ولازم نوقف الكارثة قبل ما تحصل."
ريهام مدت ورقة فيها صورة:"دي صورة الولد اللي هيكون في الاستاد...
هو اللي هيدخل المتفجرات، وهيزرعها، وهيتحكم فيها."
علي (موجها لنادر):"نادر، الصورة دي تحفظها في مخك،
وتشوف الواد ده بكرة فين بالظبط في الاستاد... مفهوم؟"
نادر كان سرحان، كأنه في عالم تاني،
لكن علي صرخ فيه (بعصبية):"مش وقته سرحانك ده!
نخلص الاجتماع، وبعدين تكلموا براحتكم."
أسر (بقلق واضح):"ريهان كويسة دلوقتي؟"
ريهام (بصوت هادي):"لحد دلوقتي... آه.
بس أنا لازم أمشي عشان ميتشكش فيا.
عن إذنكم."
علي:"يلا، اجتماع دلوقتي،
لازم نحدد خطة واضحة ونوقف المصيبة اللي جاية."
انصرفت ريهام، وأبواب المكتب اتقفلت وراها بهدوء...
بس جوا المكتب، العاصفة لسه بتكبر.
علي وقف قدام السبورة الإلكترونية، مسك قلم وبدأ يرسم بسرعة خطة مبدئية، في حين نادر وأسر قاعدين، وكل واحد فيهم بيصارع القلق اللي بياكله من جواه.
علي:"المعلومة الوحيدة اللي معانا دلوقتي إن في متفجرات هتدخل استاد القاهرة بكرة، واللي هينفذ ده الواد اللي في الصورة.
معنى كده إن إحنا لازم نتحرك على 3 محاور:
١- تحديد مكان ريهان
٢- كشف هوية الولد
٣- تأمين الاستاد ومنع دخول أي حاجة مش متأكدة منها."
نادر (بيحاول يركز):"طب إحنا مش معانا بيانات الولد ده؟ اسمه؟ عنوانه؟"
علي:"لأ، ريهام لسه مش قادرة توصل للمعلومة دي...
بس هتشتغل عليه النهاردة، وأول ما تعرف حاجة، هتبعتها."
أسر (بعصبية مكبوتة):يعني إحنا في سباق مع الزمن،
وكل حاجة حوالينا ضباب؟مفيش ولا نقطة ثابتة؟"
علي (بهدوء صارم):في نقطة واحدة ثابتة...
إحنا مش هنسيب ريهان، ومش هنخلي حد يلمس شعرة منها.
فاهمين؟"
سكتوا لحظة.اسر بص لنادر، ونادر رجع نظره بسرعة.
كلهم شايلين حاجة في قلبهم، بس الوقت مش وقتها.
نادر (بحسم):أنا هدخل الاستاد كواحد من رجال التأمين.هلف عليه من بدري، وكل زاوية هتتراجع."
أسر:وأنا هتابع إشارات الشريحة أول ما جهاز التشويش يتفصل،
ومجرد ما تظهر نقطة، هتحرك فورًا."
علي:كويس... وأنا هنسق مع وحدة العمليات الخاصة.
بس فيه حاجة مهمة...
إحنا بنلعب ضد ناس دماغهم شيط"انية،
وممكن يكون في خطة بديلة لو فشل الت"فجير.
لازم نكون مستعدين لكل الاحتمالات."

في اللحظة دي، اتفتح اللابتوب اللي على المكتب، وظهر إشعار من ريهام:
رسالة من ريهام:
"وصلت لمكان المتف"جرات.
مخبأة في طائرة درون صغيرة، هتدخل الاستاد من فوق وقت ما الجماهير تهتف.
الولد هيكون في الصف الرابع من جهة البوابة الشمالية."
علي (بحدة):أخيرًا عندنا خيط!
نادر، هتدخل مع وحدة المراقبة وتتابع البوابة دي.
أسر، أول ما الشريحة تشتغل، تجيبلي موقع ريهان في ثانية.العملية هتبدأ الفجر...
وممنوع حد يغلط."
سكت شوية، وبص لهم بنظرة فيها حزم وقلبه محروق:
علي:"عايز أرجع ريهان حية...
وعايز الواد ده يتقبض عليه قبل ما يلمس الزر."

كل واحد فيهم بص للتاني، وعيونهم فيها اتفاق غير منطوق...
معاد الكارثة قرب، والوقت بيجري.
ريهان كانت قاعدة في غرفة معتمة، قدامها مكتب خشب عليه أجزاء متفرقة من طائرة درون، وجنبها حقيبة صغيرة فيها مواد متف"جرة شديدة الانف"جار.
وجهها كان باهت، عنيها متوترة، إيديها بتتحرك بخفة، بس جوه قلبها... زلز"ال.
الريس (من وراها، بنبرة باردة):
"عايزها تطير فوق الاستاد، وتنف"جر أول ما الجماهير تصرخ من الفرحة.
كل ما التفجير يكون وسط الاحتفال... التأثير هيبقى أقوى."
ريهان (من غير ما تبص له، وهي بتركب جزء حساس في الطيارة):طب والولد؟اللي هيوصل الطيارة للمكان؟"
الريس:ولد صغير... سهل يندمج وسط الناس. وهيقف في الصف الرابع.
وإنتي... إياكي تغلطي في البرمجة. عارفك شاطرة، بس عيني عليكي."
ريهان ابتلعت ريقها بصعوبة، وحركت إيدها ناحية زر التوقيت داخل الدائرة.
بس في اللحظة دي، سابت بعينيها علامة صغيرة على اللوحة الأم... نقطة لحام زيادة، شبه خفية، بس كافية تبعت ذبذبة لو حد بيراقب الشريحة اللي جواها.
كان ده كل اللي تقدر تعمله، وسط القيود والرقابة.
بعد ما خلصت البرمجة، حطت الطيارة في صندوق أسود، وقفلته بعناية، وسلّمته لواحد من رجال الريس
ريهان (بهدوء متصنع):كل حاجة جاهزة. بس الطيارة محتاجة تطير في وقت دقيق. غير كده، ممكن تقع قبل ما توصل الهدف."
الريس (بابتسامة غامضة):"علشان كده هنراقب من بعيد...ولو لعبتي لعبة غبية، مش هيكون في مرة تانية تعيشي تلعبي فيها."
سحب الصندوق، وخرج.
ريهان وقفت لوحدها في الغرفة، خدودها مش مرسوم عليها أي مشاعر... بس عنيها بتقول كتير.
دخلت ريهام الغرفة، وملامحها خالية من أي اهتمام، وكأن ما سيحدث لا يخص أحدًا، لا البلد ولا حتى شقيقتها.
ريهان (ببرود حذر):جايه ليه؟"
ريهام:"بصراحة... جايه أودّعك."



تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة