رواية نقطة اختراق الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم زينب رشدي


رواية نقطة اختراق الفصل الثاني والعشرون 22
بقلم زينب رشدي



ريهام:بصراحة... جايه أودّعك."
ريهان:
"هتقتلي أختك؟"
ريهام:لأ يا ريهان، أنا مستحيل أعمل كده.
اللي هيخلّص عليك حد من رجالتنا.
أنا والريس هنكون على الطيارة وقت الان"فجار."
نظرت لها ريهان بمرارة، عيناها تملأهما الغصة والغضب.
ريهان (بكُره):أنا ندمانة على كل لحظة زعلت فيها على مو"تك...وكل لحظة دخلت القر"ف ده علشانك."
اقتربت منها ريهام، واحتضنتها بهدوء بارد:مش مهم... أهو علمتك حاجة."
في لحظة خاطفة، وبدون أن يلاحظ أحد، استطاعت ريهام إزالة جهاز التشويش المزروع في الغرفة، وناولت ريهان أداة صغيرة، تمكّنهم من تتبع موقعها عندما تكون مع الريس.
أخذتها ريهان، وهمست دون أن تنظر في عينيها:
"مش قادرة أتحمّل قربك."
ريهام:على العموم... دي آخر مرة. بااااي."
خرجت ريهام، وتركت خلفها صمتًا ثقيلًا.
وقفت ريهان وحدها، لكن الأمل عاد ينبض في صدرها، كانت واثقة أن "أسر" سيلتقط الإشارة، وأنه سيصل إليها.
---
داخل وحدة التتبع –
كان أسر جالسًا أمام شاشاته، عيونه مسمّرة على الإشارات اللي بتحاول تطلع من وسط التشويش.
وفجأة…
ظهر وميض خفيف، تبعه صوت "بيب" متقطع، ثم نقطة حمراء بدأت تتحرك على الخريطة.
أسر (بصوت عالي، وهو بيقف فجأة):
"وصلت! الإشارة ظهرت! دي ريهان! لسه عاي"شة!"
مد إيده بسرعة على السماعة، وبدأ يتكلم بنبرة كلها توتر وإصرار.
---
في نفس اللحظة – مكتب اللواء علي
كان اللواء علي واقف قدام خريطة كبيرة للاستاد ومحيطه.
دخل أسر عليه بسرعة، ووشه باين عليه كل حاجة.
أسر (بنبرة سريعة):مش وقت استئذان، يا فندم... ريهان لسه حية، والإشارة شغالة."
اللواء علي لف له بسرعة، عينه لمعت، وسأله بحسم:
"موقعها؟"
أسر:في مبنى مهجور، قريب من شارع الثورة والإحداثيات كاملة جاهزة!".
أقدر أوصل للمكان خلال ١٠ دقايق لو خرجنا حالًا."
اللواء علي مسك تليفونه اللاسلكي:
اجمعلي كل الضباط فورًا في غرفة العمليات.
استدعاء عاجل من المخابرات العامة.
كل وحدة تتحرك فورًا، إحنا في حالة طوارئ قصوى."---

في مقر المخابرات العامة 
غرفة الاجتماعات الكبيرة كانت مليانة برجال أمن وقيادات من كل الجهات.
الخرائط الإلكترونية بتتعرض على الشاشات، وملف العملية مفتوح.
وقف اللواء علي قدامهم، وبصوت واضح:عندنا هدفين رئيسيين:1- تحرير ريهان وإنقاذها من نقطة الاحتجاز دي قبل ما يتم نقلها. 2- إحباط خطة تفجير استاد القاهرة، والقبض على الريس قبل ما يهرب مع ريهام."
لف وشه ناحية نادر:
علي:نادر، إنت وفريق المراقبة هتكونوا جوه الاستاد من دلوقتي. كل زاوية تتفتش، وكل تحرّك مش مفهوم يتراقب."
بص ناحية أسر:
علي:أسر، هتكون في وحدة التحرك الخاصة، هتنزل مع الفرقة اللي رايحة موقع ريهان.
أول ما توصلوا، تأمّنوا المكان وتطلعوا بيها فورًا."
رجع يبص على الجميع:
علي:الريس وريهام هيكونوا على طيارة خاصة، لازم نمنعهم من المغادرة.
هننشر فريق على مدرج الطيران، ونقفل كل مخرج جوي."
اتبدل الصمت في الغرفة بنظرات جدّية، والكل كان مستعد.
علي (بصوت عالي):محدش هينام قبل ما البلد تتأمّن... وقبل ما ريهان ترجع."
--الطريق المؤدي للموقع
كانت العربات السوداء تنطلق بسرعة وسط شوارع هادئة، أنوارها مطفأة، والإشارات داخليًا بالهمس.
داخل واحدة من العربات، كان أسر قاعد جنب قائد الفرقة، عينيه مثبتة على الخريطة، ويده مش سايبة الجهاز اللي بيتتبع إشارة ريهان.
أسر (بصوت مبحوح):هي جوه المبنى ده... القبو. الإشارة ثابتة بقالها خمس دقايق.
لو اتنقلِت، ممكن نفقد أثرها للأبد."
القائد أشار للفرقة من غير كلام.
كل واحد فيهم جهّز سلاحه، لبس الخوذ، وكتم أنفاسه.
---
 – أمام المبنى المهجور
وقفت العربات على بعد مئات الأمتار.الفرقة نزلت وبدأت تتسلل على الأقدام، وسط سكون خانق.
كان المبنى قديم، متشقق، وبيبان عليه الإهمال من سنين... لكن جواه، كانت ريهان.
أسر أشار ناحية باب جانبي.
أسر (بهمس):"من هنا. ده المخرج الخلفي. الإشارة أقرب ناحيته."
القائد أومأ.
بدأوا يدخلوا، خط خطوة، خطوة... وكل نفس محسوب.
---
داخل القبو – نفس اللحظة
كانت ريهان قاعدة في ركن، مربوطة بإيد واحدة، وتحت رجليها سلاسل.
بس عنيها... كانت مش زي قبل كده.
كانت شايفة النور جاي، وبتستناه.
سمعت صوت خفيف...ثم خطوات.
ثم فجأة، الباب اتفتح بقوة!
دخان خفيف، أضواء كشافات... وصوت خشن صرخ:
"تأمين المكان! محدش يتحرك!"
ريهان بصت بسرعة، وفي لحظة عينيها وقعت على أسر...
نفسه كان متقطع، عينه بتدور عليها، ولما شافها... اتجمد.
أسر (بصوت بيتهز):ريهــــــان!!!"
ريهان (وهي بتضحك وهي بتعيط):كنت عارفة إنك هتيجي..."
جري عليها، فك السلسلة، ومسك وشها بين إيديه:
أسر (بهمس مضطرب):كنت هاموت لو مجيتش في الوقت ده... إنتي كويسة؟"
ريهان (بصوت ضعيف):أنا مش كويسة... بس عايزة أعيش. ورايا بلد لازم أحميها... ورايا أخت لازم أوقفها."
دخل باقي الفريق، وبدأوا يفتشوا المكان، ويأمّنوه.
القائد بص لأسر:
القائد:هنخرج من الطريق الخلفي، اسرعوا."
--
الطريق للخارج – لحظة حرجة
خرجت ريهان متسندة على أسر، كل خطوة فيها وجع، بس فيها عزيمة.
فجأة، طلقة خرجت من مبنى مجاور.
الفريق كله انبطح، والرصاص بدأ ينهال عليهم.
أسر حمى ريهان بجسمه، وصرخ:كمين! فيه حد بيراقب المبنى!"
الاشتباك بدأ، والنار اشتعلت.
أسر سحب سلاحه وبدأ يرد، بينما القائد أرسل إشارة عاجلة:
"نحتاج دعم فورًا – الموقع تحت الهج"وم!"
ريهان زحفت ورا عربية، وشافت قدامها د"م نازل من دراع أسر.
ريهان (بانفعال):إنت اتصبت! أسر... إنت بت"نزف!"
أسر (بصوت مضحك رغم الألم):ده آخر حاجة تهمني دلوقتي... المهم نطلعك من هنا."
رجال الدعم وصلوا، والاشتباك انتهى بعد دقائق عنيفة.
---
في طريق العودة
كانت ريهان في العربية جنب أسر، ماسكة إيده المض"روبة، وبتضغط عليها.
ريهان:أنا آسفة... كل ده بسببي."
أسر (وهو بيبصلها بضعف):لو رجع الزمن تاني... كنت هاجي برده. كنت هحميك برده.
مش علشان المهمة... علشانك إنتي."
اللحظة سكتت...
بس عنيهم قالت كل حاجة.
---
في اللحظة دي، الجهاز في إيد أسر رن من جديد.
أسر (بقلق):دي إشارة من اللواء علي..."
فتح الاتصال، وسمع صوته بوضوح:
علي:كويس إنكم طلعتوا بيها.
دلوقتي دورنا نوقف الريس وريهام قبل ما يركبوا الطيارة."
كان الملعب بدأ يستقبل الجماهير. الطابور بيتحرك ببطء، والناس فرحانة ومشغولة بالهتاف والأعلام.
لكن جوا أعماق الاستاد، الوضع مختلف تمامًا.
نادر كان بيتحرك بخطى محسوبة، لابس زي رجال الأمن، وبيده جهاز صغير بيحلل الإشارات.
وراه اتنين من الضباط، وكلهم عينهم على بوابة الجماهير الشمالية.
نادر (بهمس في السماعة):أنا على بُعد ٣ صفوف من الصف الرابع.
فيه ولد ماسك شنطة صغيرة، بيتلفّت كتير... ده هدفنا."
صوت اللواء علي جه من السماعة:ما تتحركش لوحدك. استنى الإشارة.
ريهان وأسر بيشتغلوا على تفكيك المت"فجرات... ما ينفعش يحصل تصرف متهور."
---
في الخارج – قرب المدرج الجانبي من الاستاد
كانت ريهان بتقود أسر وسط منطقة خدمات خلفية، فيها معدات صوت وإضاءة.
المكان هادي لكن فيه حاجة مش طبيعية... إحساس بالخطر في كل خطوة.
ريهان (بصوت واطي وهي بتبص على الطيارة المسيّرة):
"بص... دي الدرون. فوق الونش الحديد. فيها المتفجرات."
أسر:والمؤقت؟"
ريهان:بيشتغل مع أول ذروة صوت جماهيري... يعني مع أول هدف أو هتاف عالي."
أسر:يبقى لازم نوقفها دلوقتي."
وفجأة، من بين العربات، خرج ٣ رجال مسلحين،بملابس عمال خدمات.
لكن عيونهم فضحتهم.
أحدهم صرخ:إبعد عنها! سيبوا الدرون!"
بدأ إطلاق نار مفاجئ.
أسر سحب مسدسه، وصرخ:غطيني!"
ريهان جرت لورا، وغاصت ورا ساتر، في حين أسر رد على الطلقات بكل تركيز.
ضربة جات في الكتف، بس أسر كمل من غير تردد.
واحد من المهاجمين اتقدم بسرعة ناحية الدرون، بس ريهان ضربت صاعق كهربي كان في جيبها ناحية رجله.
الراجل صرخ ووقع على الأرض.
ريهان جرت ناحية الدرون، وفتحت الغطاء، وبدأت تفك الأسلاك وهي بتتراجع في أنفاسها.
ريهان (بصوت مخنوق):دقيقة واحدة وت"نفجر... أسر! غطيني لحد ما أفصل المؤقت!"
أسر (وهو بيطلق آخر طلقة):خدي وقتك... بس بسرعة!"
الرجلين التانيين كانوا بيحاولوا يلفّوا عليهم، لكن أسر سبقهم.
أطلق طلق"تين دقيقتين.
واحد وقع، والتاني جري.
ريهان كانت بتترعش، بس فكّت السلك الأزرق...
سحبت البطارية،سابت الجهاز يطفي في إيدها.
سكت كل شيء.
ريهان (بهمس):اتلغى... خلاص. القن"بلة اتفكّت."
أسر (بأنفاس سريعة):برافو... برافو يا ريهان.
---
في نفس التوقيت – داخل الاستاد
نادر اتحرك بهدوء ووقف قدام الولد.
نادر (بهدوء مصطنع):يا حبيبي، ممكن تبصلي هنا شوية؟"
الولد بص له، عينه فيها رعب...لكن قبل ما يتحرك، جه ضابط تاني من ورا وكمّش الشنطة من إيده.
الضابط:
"فيها أسلاك! فيها مؤقت!"
نادر (بصوت حاسم في السماعة):
"تم القبض على الطفل، والمف"جر البديل في إيدينا.
هل المتفجرات الأساسية اتفكّت؟"
---
أسر، من الخارج، بص لجهاز التتبع، ثم رد:
أسر:
"القن"بلة اتحيدت... الخطر الرئيسي انتهى."
---
في اللحظة دي، صوت الجماهير دوّى بهتاف عالي...
بس مافيش انف"جار... مافيش دخان...فيه بس أمل... وشمس طالعة على بلد كانت على حافة الكارثة.
غرفة العمليات المركزية
كانت الشاشات قدامهم بتعرض صور من استاد القاهرة... الجماهير بتشجع، الأمن بيأمّن، والهدوء راجع بالتدريج.
اللواء علي واقف قدام الشاشة، ووشه لأول مرة من أيام طويله عليه ابتسامة خفيفة.
الضابط حسام (بحماس):فخامة الرئيس أمر يشكركم بنفسه.
كل الأجهزة كانت متابعة... والعملية نجحت بنسبة ١٠٠٪."
اللواء علي:
"الفضل كله للناس اللي اشتغلت بضمير...
ريهان، أسر، نادر، والفرقة كلها.
البلد كانت هتقع... بس لأ، إحنا اللي وقفناهم."
اتاخرت آه ولكن متنكروش أن البارت تحفه انا بصراحة معجبه بيه وتعبت فيه جدا وكمان انقذت الموقف مع أن تعب اعصابى يلا عايزه الكل يقول رأيه ميسكتش عشان خلاص فاضل بارت وينتهي 



تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة