
رواية نقطة اختراق الفصل التاسع عشر 19 بقلم زينب رشدي
ريهان اتجمدت.
الأنفاس اتحبست، وحست برجليها بتتهز.
جسمها لف لوحده ناحية الصوت.
وبعينين مفتوحة ومش مصدقة، نطقت بحروف مش طاوعاها:
– "ريهام...؟"
وخرجت ريهام من الظل.
نفس الملامح... بس مش نفس الإنسانة.
بشرتها أفتح من اللي تفتكره، عينيها مافيهاش دفء، جسمها واقف بتحدي غريب.
لابسة أسود بالكامل... شعرها مربوط مش زي ما كانت بتحبه سايب...
وكان في وِشّم صغير في رقبتها، رمز غريب محفور...
ريهان بخوف ودموع اتحبست:
– "إنتي... مش.. إنتي م"يتة... دفن'تك... دفن"تك بإيدي!"
ريهام بضحكة باردة:
– "أيوه، ودي كانت أحسن ج"نازة حضرتها في حياتي."
– "شكلك كنتِ محتاجة تم"وتيني عشان أصحى."
ريهان بصوت مخنوق:
– "إنتي كنتي روحي… كنتي أماني... ازاي؟ ازاي تتحولي كده؟!"
ريهام بتقرب منها بخطوات تقيلة:
– "أنا اتحولت من زمان… إنتي اللي كنتي نايمة.
كنت بلعب دور الأخت الكيوت لحد ما زهقت…
وإنتي؟ كنتي بتحبي البلد؟ طب بصي شوفتي البلد عملت فيا إيه؟"
ريهان بصراخ مكتوم:
– "أنا قعدت سنين ألوم نفسي إني السبب!
أنا بعت كل حاجة علشان آخد حقك!
وإنتي كنتي عايشة… وبتخططي… وتق"تليني بالبطيء؟!"
صوت راجل جه من السماعة في السقف، ناعم وشيطاني: – "جميل جدًا… العواطف سخنت.
دلوقتي نبتدي الجد؟"
نور خافت اشتغل… ظهر كرسي دوّار، عليه قاعد "الريس".
وشه مش باين، ظهره للكاميرا، وصوته فقط هو اللي بيحكم المكان.
الريس:
– "ريهان… شكرًا إنك جيتي.
أنا تابعتك من زمان… وكنت دايمًا أسأل نفسي سؤال واحد...
البنت اللي قدرت تخترق نظامنا من غير ما نلاحظ…
يا ترى لو وقعتي بينا، هتنقذينا… ولا تدمرينا؟"
ريهان بصوت مكسور لكن غاضب:
– "أنا مش لعبة... ومش هبقى كلب من كلابكم!"
الريس بهدوء:
– "ده مش عرض… ده تهديد."
ريهام بتقطع اللحظة، تمسك إيد أختها وتشدها بالعافية ناحية شاشة.
تضغط زر… تظهر صورة لأسر نايم في عربية، وم"سدس بيتجهله.
ريهام ببرود قاتل:
– "عندنا تلات خيارات:
تشغّلي الكود اللي معاك…
نقت"ل أسر…
أو نذيع فيديو قديم جدًا ليكي وانتي بتقولي إن الدولة مش هتفيدك في حاجة."
ريهان بصراخ: "إنتي بتسجليلي؟ حتى زمان؟!"
ريهام: "أنا طول عمري بسجل... حتى وأنا نايمة."
ريهان وقعت على ركبها… عنيها دموع مش قادرة تنزل.
وبصوت مخنوق:
– "أنا فقدتك مرة... مش هفقد كل حاجة تاني."
الريس:
– "48 ساعة... نشوفك بعدها."
الضوء انطفى.
والباب اتفتح.
وكل اللي فضل في ودنها… ضحكة ريهام وهي بتقول:
– "وإوعى تنسي… إنتي أذكى واحدة فيهم… بس مش أذكى مني."
سطح بناية مقابلة لشقة ريهان… الليل ساكن، وريهام واقفة في ضلمة السطوح، عينيها على شباك الأوضة.
الستارة اتحركت لحظة، شافت ريهان داخلة…
وشافت أسر داخل وراها بخطوتين قلقانين.
ريهام بين همسها لنفسها:"لسه بتعرف تخبي زي زمان… بس إنتي مش بخير، عينيكي بتفضحك."
شدت الجاكيت عليها، والهوا بيعدّي زي س"كين على جلدها.
فضلت واقفة… مش قادرة تبعد عن المنظر.
هي ورا السلك، ورا العتمة…
بس قلبها جوّا الأوضة دي.
الذكريات بتبدأ تلسعها…
فلاش باك –شوارع الحي القديم، هي و ريهان أطفال
ريهان ماشية وهي بتضحك، شايلة شنطة ضخمة، ريها بتجري وراها.
ريهام بصوت عالي:"استني بقى يا ثقيلة، دي شنطتي أنا!"
ريهان بتضحك وماتوقفش:"اللي يوصل أول ياخد آخر قطعة شوكولاتة!"
ريهام تصرخ وهي بتجري وراها: "حرامية! أنا اللي شاريها من مصروفي!"
وصلوا البيت يضحكوا، يقعوا على السجادة، يتنفسوا بصوت عالي…
وبعدين ريهان تمد لها الشوكولاتة.
"أنا بهزر يا غبية، دي ليكي."
ريهام تبتسم وتقول:"بس المرة الجاية آخد أنا آخر ساندويتش من التلاجة."
ريهان:"مش لو لحقتيني!"
---فلاش باك تاني – المراهقة – هما الاتنين قاعدين جنب بعض في أوضة ضلمة، وبيخططوا سوا يخترقوا كاميرات المدرسة.
ريهام: "إنتي متأكدة هنعدي من الفايروول؟"
ريهان بعين لامعة: "أنا وانتي سوا؟ نقدر نعدي أي حاجة."
---
ترجع ريهام للواقع… دمعة وقفت في عنيها، بس ما نزلتش.
ريهام تهمس:
– "كان زمان… لما كنا إحنا ضد الدنيا.
دلوقتي… إنتي جوّا وأنا برا.
إنتي في حضن حد بيخاف عليكي… وأنا؟
أنا بقيت الثعلب اللي لازم يختفي في الضلمة."
تلف وتختفي من فوق السطح، خطواتها بطيئة…
بس عقلها مولع.
وكل ما تفتكر ضحكتهم زمان… تحس إن ضهرها بيتخ"رم من وجع.
مخبأ مظلم تحت الأرض – غرفة خالية إلا من مكتب حديدي وكرسي واحد – “الريس” جالس، وصوت خطوات بتقرب. الباب يتفتح، وريهام تدخل.
الريس بنظرة حادة: "كنت مستنيك… اتأخرتي."
ريهام بصوت ثابت: "كنت بتابع تحركات أختي… دخلت الشقة من ساعتين، مع أسر."
الريس يبتسم ابتسامة باردة:"جميل… دلوقتي وقت اللعب الكبير."
يرمي قدامها ظرف أسود… ريهام بتفتحه، تلاقي صور واستراتيجية مفصلة.
الريس:
– "هتساعدينا تخطفيها… وتوصل لمرحلة اللاعودة.
في ظرف ٤٨ ساعة… هتكون ريهان معانا.
وهتنفذ مهمة بسيطة… بس هتخلي البلد كلها تنزل على ركبها."
اليوم اللي بعده – الشارع هادي، ريهان خارجة من مكان التدريب – عربية سودة بتقف فجأة، الباب بيتفتح، و٣ رجالة نازلين بسرعة…
ريهان (مرعوبة): "إيه ده؟!"
قبل ما تلحق تصرخ، كيس فوق راسها، وتتسحب جوه العربية…
غرفة شبه مظلمة – ريهان مربوطة على كرسي، وإضاءة بيضاء مباشرة على وشها. قدامها… “الريس”.
الريس بنبرة ناعمة بس سامة:
– "أنا عارف كل حاجة عنك… أختك، شغلك، وجعك…
وعارف أكتر إن جواكي نار عايزة تطلع."
ريهان (تتحدى):
– "مش هساعدك في خراب البلد."
الريس يضحك:
– "هتساعدينا غصب عنك.
دي مش أول مره
ريهان بحزن:كنت فاكره أن بجيب حق أختي بس دلوقتي هي معاكم
الريس:هتعملى لأن اللي هيم"وت… مش غريب عنك."
يضغط زر في جهاز صغير… شاشة تظهر فيديو مباشر… “أدهم" بيركب العربيه وشخص مصوب عليه المسدس
ريهان (تصيح):
– "أدهم!! لاااا!!"
الريس:
– "هتنفذي المهمة الأولى… ولا تشوفيه بيتفجر قدامك؟"
ريهان لابسة لبس أسود، وعينيها ميتة من جوّا – بتحط شريحة في جهاز مُفعل لتفج"ير سيارة مليانة مواد ناس"فة – على بعد أمتار… أدهم مربوط.
صوت في سماعة بأذنها:
– "اضغطي… وإلا نضغط إحنا."
بإيد مرعوبة… ريهان تضغط.
لحظة صمت… بعدين دوووووووم!
الانف"جار يهز الدنيا… ورجال الريس ياخدوها ويمشوا.
أسر في القاعدة، بيضرب الحيطة بقبضته، وبيصرخ:
– "خطفوها؟! إزاي؟!
وإزاي هي اللي فجّر"ت؟!"
الضابط اللي معاه:
– "واضح إنها كانت تحت التهديد… أو في حاجة أكبر مننا."
---
ريهان في غرفة تانية، مغمضة، عينيها منفخة من البكا… ومش بتتكلم.
الريس يدخل، يرمي ملف تاني قدامها:
– "الخطوة الجاية… استاد المدينة.
وفي نفس الوقت ٣ أماكن تانية… تفج"يرات متزامنة.
وبعدين؟
ننهي وجودك يا بطلتنا."
---
[في شقة العمليات، بعد اختفاء ريهان بساعات]
الساعة كانت قربت على 3 الفجر،
والجو برّه كان ساكن، بس جوا دماغ أسر… كانت الدنيا ولعة.
قعد على طرف المكتب، عينه على الشاشة،
بيتنقل بين الكاميرات، وكل شوية يقول لنفسه:
– "مستحيل تختفي كده… دي مش ريهان!"
الباب اتفتح فجأة، دخل "علي" وقال بصوت مرهق:
– "دورنا في كل الكاميرات من وقت خروجها… العربية اللي خدتها مش تبعنا… ومش موجودة على أي نظام."
أسر بصله بعينين فيها دموع مدفونة:
– "طب لو كانت وقعت؟ لو حد عرف هي مين؟"
– "مين غيرنا يعرف؟"
وقبل ما يرد عليه،
رن الموبايل الأرضي اللي في غرفة الاتصال الداخلي.
أسر جري، رفع السماعة:
– "ألو؟"
– "مساء الهلاك، يا حضرة الضابط…"
الصوت كان واضح، نبرة هادية بس باردة كالموت… "الثعلب".
أسر شد نفسه:
– "فين ريهان؟"
ضحك الثعلب، وقال:
– "آه، شكلها وحشتك… بس متقلقش، إحنا بس بندربها على مهمة صغيرة، لما تخلصها… نرجعها ليك، أو نبعتهالك على هيئة خبر عاجل."
صوت أنفاس أسر اتقل، قال من بين سنانه: – "لو لمست شعرة منها… أقسم بالله ما هسيبك."
الثعلب رد بهدوء:
– "يا ريت توصل التهديد ده للريس… أصل أنا ما بقيتش ألعب في المستوى ده… أنا دلوقتي عندي ريهان، والمهمة خلاص ابتدت."
و… اتقفل الخط.
أسر فضل ماسك السماعة على ودنه،
مش قادر يستوعب.
رجليه خذلته، قعد على الكرسي بصمت.
كل حاجة جواه كانت بتصرخ:
"رجّعها… بأي تمن."
على:وادهم كمان بيوصله تهديدات
اسر:قالوا هيقتل"وها
[مكان مجهول – بدروم مظلم، الساعة 3:17 صباحًا]
ريهان فتحت عنيها على نور ضعيف بينزل من لمبة معلقة في السقف.
إيديها مربوطة، والبرد قارس.
حاولت تتحرك، بس جواها كان في حاجة اتكسرت… مش في جسمها، في عقلها.
همست لنفسها: – "أنا كنت ماشية صح… أنا كنت بلعب معاهم، مش في صفهم…"
سمعت صوت خطوات… تقيل، وراسي.
الباب اتفتح، ودخل واحد لابس أسود، ماسك تابلت في إيده.
وقف قدامها، وقال:
– "الريس عايز يشوفك… دلوقتي."
– "الريس مين؟"
– "اللي شغالتي معاه من الأول… بس الظاهر نسيتي."
[غرفة فوق – مكتب فخم مظلم إلا من شاشة عرض]
ريهان اتساقت جوه، والمكان شبه ساكت إلا من صوت التنفس الصناعي اللي جاي من كرسي كبير في آخر القاعة.
ظهر الكرسي اتحرك، وخرج منه صوت الراجل المعروف فقط باسم: "الريس"
قال بنبرة باردة:
– "أنا مش زعلان إنك كدبتِ عليا، يا ريهان…
أنا زعلان إنكِ صدقتي إنكِ أذكى مننا."
ريهان حاولت تتمالك نفسها، وقالت:
– "أنا معملتش حاجة… أنا كنت…"
– "اسكتي!"
ضرب إيده في المكتب، الشاشة اشتغلت… كانت بتعرض صور لـأدهم وهو بيضحك، بيلعب مع العيال، ولقطة ليه في آخر مهمة.
– "ده اللى كان بيساعدك وفاكر أن معرفش؟"
– "ده… أدهم؟"
– "كان أدهم… هيبقى مجرد اسم في كشف شه"داء مهمة… إنتي هتكوني سببها."
صوتها اتكسر:
– "لا… لااااااا… انتو بتعملوا إيه؟!"
ابتسم الريس ابتسامة باردة: – "بتعلمك… يعني إيه خيانة."
ريهان:وأنا مش هسمح أن يم"وت بسببى
دخلت ريهام وهي بتقول:مش هو بس اللي هيم"وت......بصي بصراحة الريس كان حابب يقت"ل كل حبايبك وأنا كلمته وعشان كده قولنا كفايه ادهم
ريهان:انتي ازاي بقيتي وس*خه كده كل اللى احنا في ده بسببك عشان كنت عايزه أجيب حقك دول اغتص"بوكي وعز"بوكي سمحتيهم ازاي أي اللى اغروكي بيه خلاكي تبيعي كل حاجه
طبعا كلكم مصدومين من ريهام ومن اللى بتعمله ومصدومين أكتر أنها عايشه بس كل ده هتفهموا في الاجزاء الجايه حابه أعرف رايكم