رواية نقطة اختراق الفصل العشرون 20 بقلم زينب رشدي


رواية نقطة اختراق الفصل العشرون 20 
بقلم زينب رشدي


دخلت ريهام وهي بتقول:مش هو بس اللي هيم"وت......بصي بصراحة الريس كان حابب يقت"ل كل حبايبك وأنا كلمته وعشان كده قولنا كفايه ادهم
ريهان:انتي ازاي بقيتي وس*خه كده كل اللى احنا في ده بسببك عشان كنت عايزه أجيب حقك دول اغتص"بوكي وعز"بوكي سمحتيهم ازاي أي اللى اغروكي بيه خلاكي تبيعي كل حاجه
الريس بحزم:بس 
 ريهام خديها وعرفيها مهمتها وبعد ما تنفذها سبيها لمسرور واحنا هنسافر
ريهام:تحت امرك 
سحبها الشخص اللى دخلها لنفس الاوضه وريهام قعدت قدامها على الكرسي
ريهام:روح أنت وسيب الاب هنا 
الشخص:امرك
(يخرج وتبدأ ريهام تكتب أكواد على الجهاز، بتجهز نظام تشويش، وبعدين تقوم تقفل الباب كويس.)
ريهام (بصوت منخفض لكن ثابت):
بصي…
اللي هقوله هتنفذيه بالحرف.
أي غلطة، رقبة أهلك وأسر على المحك.
ريهان (بمرارة):أهلي؟!
قوليلي… بما إنك عارفة كل حاجة،
عارفة أنا قعدت قد إيه في المستشفى لما م"وتى؟
عارفة حبست نفسي قد إيه في الأوضة؟
عارفة كنت بخرج في نص الليل عشان الشغل اللي كنت فاكرة إني بجيب حقك منه؟
عارفة بقالي قد إيه ما حضنتكيش؟
كل ده عشان مو"تك…
اختك اللي سافرت من يومها، وما رجعتش غير لما إنتي طلبتي!ليه؟
ريهام (ببرود):عشان تشوفيها قبل ما تم"وتي…
أو يمكن…تقنعك تبطلي اللي بتعمليه.وتشوفي مصلحتك 
ريهان (بدموع في عينيها):عارفة…إن نادر لحد دلوقتي بيحبك؟
(تكمل كلامها وهي بتبص في عنيها، كأنها بتأكد شكها.)
ريهان (وهي بتحبس دموعها وبتبص لها بحدة):
هو… لسه محتفظ بالكارت اللي عليه صورة البحر؟
(ريهام تلمح الشرارة في السؤال… تعرف الشفرة فورًا. كانت صورة البحر رمز بينهم لحلم قديم… للحرية، للهروب… كانت دايمًا تقولها "لما البحر ينادينا، بنعرف نرجع لبعض".)
ريهام (بعينين بتلمع، لكن بنبرة ثابتة):لسه… محطوط في الدرج اللي على الشمال، ما اتحركش من مكانه.
ريهان (بتنفس ببطء وكأن قلبها ارتاح لحظة):كويس… ما يضيعش. كان غالي.
ريهام (بهدوء وهي بتكمل شغلها):بس ماحدش بيبص عليه دلوقتي. كل اللي حوالينا شايفين الصحرا، مش البحر.
ريهان (بغمضة بطيئة فيها فهم):يبقى لازم نرجع نفتح الشباك.
(يصمتوا لحظة، كأنهم بيقولوا حاجات كتير من غير ولا كلمة واضحة. الكود اتفهم. ريهان عرفت إن ريهام مش باعتاها للهلاك… وإن في خطة أعمق.)
ريهام (برجع نبرتها تبقى قاسية تاني، وكأنها بتمثل):
ركزي في مهمتك، ما تغلطيش.
أي خطأ هيدمر كل حاجة.
ريهان (بثبات):مافيش غلط… الموج دايمًا بيرجع للبر.
ابتسمت "ريهام" بخفة غريبة وقالت: "أقولك مهمتك بقى؟"
نظرت إليها "ريهان" بشك:
ريهام: "طبعًا... عارفة ماتش نهائي كأس الأمم الإفريقية في ستاد القاهرة الدولي؟"
ردّت "ريهان" بحماس تلقائي:"أيوه طبعًا! ده ماتش مهم جدًا، وبيتعمل كل سنتين، وكله بيستناه... أطفال وشباب وعائلات، بيبقوا قاعدين بيتفرجوا ومستنيين النتيجة."
ضحكت "ريهام" بابتسامة مستفزة وقالت ببرود: "بالظبط... عايزين نف"جر الاستاد في الوقت ده."
اتسعت عينا "ريهان"، وظهر على وجهها الذهول الكامل:
 "إنتي أكيد اتجننتي؟! ده يقلب الدنيا! ده فيه أطفال، شباب، كبار سن، لاعيبة، أمن... إيه ذنب كل الناس دي؟! مليارات تم"وت ليه؟ وبسببي؟! مستحيل... مستحيـــل!"
اقتربت "ريهام" منها بهدوء وقالت:"والله أوامر الريس، وكده كده هتتنفذ... فاعملي عمل بطولي قبل مو"تك."
صرخت "ريهان" بوجهها:"إنتي غبية؟! فين البطولة فإني أق"تل مليارات مالهمش ذنب؟!"
قالت "ريهام" بثقة باردة:"صدقيني، بطولة... الدنيا كلها هتجيب سيرتك. وفي الحالتين، هتنفذي."
سألتها "ريهان" وهي تحاول التقاط أنفاسها: "إزاي بقى؟ كل اللي داخل واللي خارج بيتفتش تفتيش دقيق."
رفعت "ريهام" حاجبها وقالت وكأنها تشرح لعبة أطفال:
"بسيطة جدًا... بصي يا ستي، عارفة الطيارات اللي بتطير تصور وبتبقى شكلها كيوت دي؟ إحنا هنفكها ونركب فيها متفجرات. وإنتِ توصّلي بيها من على تليفونك... تدوسي زر في الوقت المناسب، وأنتى اللي هتجهز القنابل. شوفتِ؟ بسيطة إزاي؟"
نظرت لها "ريهان" بغيظ:"اخرب بيت برودك!"
ضحكت "ريهام" بخفة وهي تقوم واقفة: "استأذن بقى... عندي شغل مهم، وهجيلك تاني. أصل مفيش وقت نضيّعه... باااي."
خرجت "ريهام" من الغرفة، وسابتها واقفة في نص الصمت... ريحة الخيانة والغدر لسه ماليه المكان. عنيها فضلت معلقة على الباب اللي قفل وراها، وكأن عقلها مش قادر يستوعب حجم اللي بيتحضر.
رجليها سابت تحتها، وقعدت على الكرسي وهي بتحاول تلم نفسها... صوت "ريهام" لسه بيرن في ودنها:
"اعملي عمل بطولي قبل موت"ك..."
همست "ريهان" لنفسها: "عمل بطولي؟ وأنا بق"تل الآلاف؟ دي مش بطولة، دي جري"مة..."
قامت بسرعة، بدأت تدور بعينيها حوالين الغرفة... لقطت كاميرا صغيرة في ركن السقف، ابتسمت بسخرية:
– "يعني كمان مترقبة؟ حلو... يبقى الكلام لازم يتقال مشفر."
وقتها، سمعت طرق خفيف على الباب. اتفتحت وظهرت واحدة من الحارسات، وقالت:
– "الريس عايزك حالًا."
شدت نفس عميق، ومسحت أي أثر خوف من على وشها. قامت واقفة بثبات، وخرجت... وهي بتحط في دماغها خطة مش بس للهروب، لأ، لإنقاذ آلاف، وانتقام أختها، وتصفية الحساب كله.
في غرفة الاجتماعات السرية – مع الريس
دخلت "ريهان" الغرفة بهدوء، وهي بتحاول تخبي كل الانف"جارات اللي جواها.
الغرفة شبه مظلمة، وفيها شاشة ضخمة في النص شغالة بخرايط وستاد القاهرة باين عليه، والريس قاعد ورا مكتب عريض، ووشه مفيهوش أي ملامح.

الريس بدون ما يبص فيها:"اقعدي يا ملكة، وخلينا نتكلم كقادة."
قعدت بدون ما ترد، وفضلت ساكتة.
بص لها أخيرًا، وقال بنبرة باردة: "أنا عارف إنك ذكية، وعارف إن عندك مشاعر زيادة شوية... بس دايماً في شغلنا، المشاعر ضعف."
ريهان بهدوء مصطنع: "لو المشاعر ضعف، مكنتش استخدمتوها عشان تسيطروا على الناس."
ضحك ضحكة خفيفة، وقال:"عندك حق... بس ما تنسيش، إحنا بنعمل اللي بنعمله عشان هدف كبير."
سكت لحظة، وبعدين كمل وهو بيقلب على شاشة فيها توقيتات المباراة:
– "أنتي هتبقي المسؤولة عن لحظة التف"جير. وده تشريف مش تكليف... لو نجحتي، التاريخ هيكتب اسمك."
ريهان:تاريخ أي بس انا مش غبيه زي شويه العيال اللى بضحي بنفسها والبلد باسم انهم بيدافعوا عن الدين والإسلام لحد ما بقوا بيعملوا كل حاجة الدين رافضها
الريس:كان فين عقلك ده وانتي اللى بتجبيلنا أخبارهم المهمه دي هتتنفذ
ريهان بنظرة مستقيمة:"ولو فشلت؟"
قال ببرود:"مش هتلحقي تفشلي..."
سكتت "ريهان"، لكن جواها بركان بيغلي.
عرفت خلاص إن مفيش رجعة... الخطة اتحطت، والساعة بتجري.
عاد نادر مسرعًا فور سماعه بخبر اختفاء ريهان. كانت عائلتها قد أبلغت الشرطة، وقرر أن يتوجه إلى مكتب اللواء علي لمعرفة إن كانت هناك أي تطورات جديدة.
مر الوقت، وجلس الثلاثة: نادر، وأسر، وعلي، في مكتب الأخير، يحاولون تتبع مكان ريهان عبر الشريحة المزروعة في كتفها، لكن محاولاتهم باءت بالفشل، إذ بدا أن جهاز تشويش قوي يمنع أي إشارة من الوصول.

علي (بتوتر): لسه برضو...
أسر: كل اللي أعرفه إنها قريبة من سينا، دي آخر إشارة قدرنا نوصلها.
علي (ينظر في ساعته): اتأخرت جدًا...
نادر (بقلق): هي مين؟
علي: هتعرف دلوقتي.
أسر (بخوف): تفتكر ممكن يكون قت"لوها... زي ريهام؟
علي (بحسم): لا، مستحيل. في حد هناك بيحميها.
أسر (مستغرب): حد مين؟! وطالما عارف إن في حد معاها، ليه مش قادرين نوصل لها؟
قُطع الحديث بدقات على الباب، ثم دخل شخص يرتدي ملابس سوداء بالكامل، ويخفي وجهه خلف قناع.
أسر (بحدة): مين ده؟
علي (بابتسامة غامضة): الثعلب.
بهدوء، بدأ القادم يخلع القناع... وما إن كُشف وجهه، حتى اتسعت عينا نادر. وقف مذهولًا، أنفاسه متقطعة، قلبه يرفض التصديق.
كانت هي...
ريهام.
نعم، كانت ريهام حية... لكنها كيف؟!
اقترب منها بخطوات مترددة، بينما عاصفة من المشاعر تجتاحه: الدهشة، الخوف، الشك، والأمل.
اقترب نادر منها بخطوات بطيئة، وكأنه مازال لا يصدق عينيه.
حدق في ملامحها الطويلًا... نفس العيون، نفس الملامح، نفس النظرة اللي كان بيحلم بيها كل ليلة.
نادر (بصوت مبحوح):
"إنتي... إنتي حقيقية؟ ولا ده حلم؟
ريهام... إنتي لسه عايشة؟!"
ريهام بصتله، عيونها فيها ألف حكاية...
لكنها سكتت.
السكون بينهما كان أصدق من أي كلام.
نادر (قرب منها أكتر):"سنين بدوّر عليكي... كنت هم"وت من التفكير.
قالولي إنك متّ"ي، وأنا قلبي مما"تش!
كل يوم كنت بتعذب وأنا فاكر إنك رحتي...
وإنتي هنا؟!كنتِ فين؟!"
ريهام حاولت تتماسك، لكنها معرفتش، دمعة نزلت من عينيها، وحركت شفتيها بصوت مكسور:"كان لازم أختفي...كان لازم أبقى حد تاني...
ما كنتش قادرة أرجع، ولا أشرح، ولا أبرر."
نادر (بانفعال):"بس أنا كان ممكن أم"وت!
أنا اللي دف"نتك جوايا سنين...وبتحسي إنك مجرد اختفاء؟!
كلمة “كنت لازم” دي بتقت"لني دلوقتي."
ريهام (بهمس):"أنا آسفة يا نادر...
بس اللي حصل أكبر مني...
وأكبر مننا كلنا."
انفجر أسر بغضب ما قدرش يكتمه أكتر:
أسر (بعصبية):
"ممكن تفهموني بقى إيه اللي بيحصل؟!
إزاي دي الثعلب؟! وإزاي شبه ريهان؟!
أنا كنت لحظات وهفكرها ريهان نفسها!"
علي (بهدوء حذر):
"اهدَ يا أسر...
دي ريهام، أخت ريهان التوأم."

اتسعت عينا أسر، وتقدم خطوة وهو مش مصدق:
"إزاي يعني؟!
ريهان بنفسها قالتلي إنها ما"تت!
دي كانت بتتع"ذب كل يوم بسبب مو"تها!
وكل اللي إحنا فيه ده حصل بسببها!"



تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة