رواية رماد لا ينطفئ الفصل التاسع 9 بقلم رميسة


 رواية رماد لا ينطفئ الفصل التاسع 9 بقلم رميسة


في ساحة القصر، كان النسيم يداعب أوراق الأشجار الهادئة، وصوت العصافير بالكاد يُسمع مع وقع إطارات سيارة سوداء توقفت بهدوء على الرصيف الحجري.

انفتح باب السيارة، وخرج جمال، يحمل طفله الصغير على كتفه، وهو يضحك بخفة. خلفه نزلت هيام، زوجته، تحمل حقيبة صغيرة، وتبتسم لهم بحنان.

كان مشهداً عائلياً عادياً… لكن في زاوية من الساحة، عند ظل الجناح، وقفت أسية ونرجس.

صمتٌ مفاجئ خيّم.

نرجس، بعينيها الواسعتين، ثبتت نظرها في وجه الرجل الذي ما غاب لحظة عن ذاكرتها. صوتها خرج هامسًا، مرتجفًا، بالكاد يُسمع:

“بابا…؟”

الصوت ضرب أسية كطلقة باردة في صدرها.

لم تلتفت فورًا.

جسدها تجمد. كل صوت في المكان اختفى. حتى دقات قلبها صارت واضحة في أذنيها.

عينيها توسعتا ببطء، ثم استدارت في بطء شديد نحو مصدر الألم القديم… وشفتيها ارتجفن دون أن تنطق.

نظرت إليه.

هو.

جمال.

واقف هناك… يضحك… يحمل طفلًا… ومعه امرأة.

الهواء خرج من صدرها دفعة واحدة.

لحظة صمت امتدت كأنها دهر، ثم، بهدوء ثقيل، انحنت على نرجس التي كان الدمع يقطر من عينيها الصغيرة، ولفتها بذراعين خفيفتين لكن دافئتين.

شدتها نحوها، وهمست:

يلا يا حبيبتي…

كان صوتها هادئًا، لكنه مكسور، وملئ بما لا يُقال.

سارت ببطء، كل خطوة تحمل معها وجعًا ثقيلًا. مشوا بصمت نحو الجناح، وظهرهم يُبتعد عن المشهد الذي كسر الجزء الاخير من قلبها.

في الناحية الأخرى، هيام لاحظت نظرات زوجها الشاردة،
شافت اثنين غرباء في الجناح، ووشوشهم غريبة عليها استغربت وقالت:

اول مرة اشوفهم ممكن يكونو ضيوف عند خالتي سعاد 

جمال ما جاوبها، كان واقف مصدوم، عينيه معلقة بظهر أسية وهي رايحة، كأنو شاف شبح من الماضي.

هيام (بابتسامة خفيفة): “هيا، ندخل؟”

جمال (بصوت باهت): “آه… ن… ندخل.”

مشا معاها، لكن عقلو ما كانش معاه، خطواتو كانت ثقيلة، وقلبو يضرب زي الطبل… صورة أسية وبنتها ما راحتش من عيونه.

دخلوا للقصر، والباب اتغلق وراهم… لكن الحكاية الحقيقية بدات.

دخل جمال وهيام إلى بهو القصر الكبير، تسبقهم رائحة القهوة والشاي، وأصوات الضحك تتسلل من الصالون حيث كانت عائلة هيام مجتمعة.

ما إن رأوهم حتى قام الجميع يُرحبون، بالأحضان والقبلات والضحك المعتاد بعد غياب.

"اهلييين وحشتونا ".

جمال كان قلبه مشغول ومشوش، وكأن كل شيء يتحرك حوله ببطء. جلس على طرف الكنبة، وحاول يساير الحديث… لكن باله مشغول .

ابتسم ابتسامة باهتة، بس جواه كان في حاجة تانية خالص… قلبه متلخبط، دماغه مشغولة، ولسه مش قادر يصدق اللي شافه من شوية.

صورة أسية ونرجس قدامه…
نظرتهم، صدمتهم… ولسه بيرن في ودنه صوت نرجس وهي بتقول بخفوت:

“بابا؟…”

قاعد معاهم، بس عينه مش فيهم، سابهم يتكلموا وهو ساكت.

“مالك يا جمال؟ ساكت كده ليه؟”

قال بصوت واطي:

“تعبان من السفر بس…”

“خلاص، قوموا فوق استريحوا، وبكره نتعشى سوا زي زمان.”

قام هو وهيام وطلعوا فوق.

ولما دخلوا الأوضة، هيام بدأت تفك الشنط وترتب حاجات ابنهم، جمال وقف شوية، وبعدين قال:

“أنا هنزل أشم شوية هوا… وراجع.”

“ما تتأخرش.”

خرج على طول، ونزل على الجنينة.

نزل جمال للحديقة من غير ما يحس برجليه… كل خطوة كأنها بتقوّر في قلبه.

الدنيا كانت هادية، بس جواه عاصفة.

في ضوء مصابيح الحديقة، جلس جمال وحده على كرسي خشبي تحت شجرة، يطالع السماء، لكن عيونه ما كانتش تشوف النجوم، كانت تشوف وجه أسية…

وصوت نرجس الصغيرة لما كانت تقولو “بابا، جيبلي شوكولا!”، وضحكتها اللي ما قدرش ينساها.

همس:

“أنا آسف… والله آسف…”

عيونه دمعت، قلبه ينزف، لكن الوقت فات

 تذكر لماً كان يقعد مع اسية في حديقة الحارة  قعدتهم الحلوة  كانت بتضحكله، كانت ماسكة إيده، وكانت نرجس بتجري حوالين الشجر وهي بتندهله:

“باباااا شوفني!”

الذكريات ضربت في قلبه زي سهم.

رفع عينه للسماء، وقال بصوت مكسور:

“إزاي كنت قادر تبعد؟… إزاي قلبك مات على نرجس؟”

دموعه نزلت، ومقدرش يمنعها…
شاف في خياله نرجس وهي صغيرة، بتضحك، بتحكيله على لعبتها، وبتقوله “بابا وحشتني!”

شاف أسية وهي بتخاف عليه، وبتطمنه لما كان تعبان، وهي بتستناه بالساعات…

“أنا خسرتكوا… وخسرت نفسي معاكي.”

عيونه دمعت، قلبه ينزف، لكن الوقت فات

مد إيده ولمس دكة الكرسي، كأنها بقايا من اللمسات ، وقال:

“كنت غبي… غبي لما صدقت إن الزمن ممكن يمشي وانتوا برا قلبي.”

جاله صوت نرجس الصغير في ودنه،

“بابا، إنت رايح فين؟”

رد بصوت واطي، كأنه بيرد على شبح ماضيه:

“ماكنتش عارف… والله ماكنتش عارف إني هضيع كل حاجة.

سكت، وعيونه بقت حمراء، ومسح دموعه بسرعة لما حس بخطوة.

وقف… خد نفس عميق، وقال:

فات الوقت خلاص حتى لو  كنت رجعت عمرهم ما هيسامحوني !! 

مسح وجهه بسرعة، كما لو يحاول يمحي ضعف لحظي، ووقف، وتوجه بهدوء للداخل. لما دخل الغرفة، لقا هيام نايمة. دخل بدون صوت، جلس على طرف السرير… ظل صامت يفكر:

ايه اللي جابكم هنا !؟  بتعملو ايه ؟؟!

في الجناح التاني، نرجس كانت نايمة في حضن أسية وبتبكي بحرقة:

شوفتي يا ماما اتجوز وخلف وعايش حياتو واحنا نسينا خلاص … 

أسية كانت بتحاول تمسك نفسها، حضنتها أكتر، وقالت:

“حبيبتي… اللي يسيبنا كده، ميستاهلش دمعة مننا. إحنا عشنا من غيره، وهنكمل من غيره. ربنا كبير، وكل حاجة ليها وقتها."

نرجس ببكاء :

بس انا كان عندي امل صغير انو يرجع عشانا ونرجع عيلة حلوة وسعيدة زي زمان … كنت كل ليلة بدعي انو يرجعلنا بس … بس … نسينااا

اسية بصبر:

“اللي يقدر يسيبنا بالشكل ده يا نرجس… يبقى عمره ما حبنا بجد. إحنا اتعورنا، بس لسه واقفين… ومش محتاجين حد سابنا وإحنا في عز وجعنا.

أنا عارفة إن وجعك كبير، بس اللي يختار يبعد، ماينفعش نفضل مستنيينه… إحنا لسه عندنا بعض يا نرجس، وده كفاية.

نرجس هديت شوية، ونامت في حضن أمها، ودموعها سايبة، وآدم كان نايم على سريره بهدوء.

أسية طلعت من الأوضة، دخلت أوضتها، قعدت على السرير، وفضلت تفتكر…

شافت جمال قدامها، بيضحك مع مراته، بيحضن ابنه… مشهد كان بيكسر قلبها.

وقفت لحظة… السكون خنقها، كأن الدنيا كلها سكتت فجأة.
عينها راحت للسرير، دموع نزلت من غير ما تحس… قربت للحيط وسندت راسها عليه وهمست بصوت مكسور:

“خليتني لوحدي يا جمال… عارف إني ماليش حد… وسبتني!
روحت… كأنك ماشوفتش ولا حسّيت ولا سألت، ما فكرتش فيّا… ولا في بنتك…
ما فكرتش حنعيش إزاي؟ هنتعب إزاي؟
إحنا لحمك… دمّك!”

نزلت على الأرض، قعدت، ودموعها سايحة على خدّها… قلبها كان بيتكسر حرفيًا وهي بتكلم نفسها:

“كنت كل يوم أقول هترجع… حتى لو متأخر… بس ترجع…
بس انت اخترت، مشيت، كملت، ونسيت!”

سكتت لحظة، وبعدين مسحت دموعها بكمّها، خدت نفس طويل، وحاولت تثبّت نفسها…

“ماشي… ماشي يا جمال  انا عمريً ما هسامحك
حكايتنا خلصت خلاص . أنا خلاص مش راجعة ورا تاني…
أنا دلوقتي عايشة لولادي… وبس!”

وقامت بهدوء، دخلت السرير، وغمضت عنيها… بس دموعها فضلت تنزل في صمت.

وسكت الليل على وجع كتير، بس من جواه كان فيه بداية جديدة بتتكوّن.

الصبح دخل بخفة على جناحهم… نور الشمس بدأ يتسلّل من شباك الأوضة، وأسية كانت قاعدة على طرف السرير، لابسة هدوم بسيطة، ووشها باين عليه السهر والتعب.

نرجس كانت نايمة، ومراد لسه بيحرك في السرير، فأسية قرّبت من بنتها، لمست خدها بحنية وقالت بهدوء:

“نرجس… ماما هتروح تشوف عمّو ماهر في المستشفى، خلي بالك من أخوكي، وأنا مش هتأخر.”

نرجس لم ترد، بس حرّكت راسها بخفة من تحت البطانية.

أسية خرجت بهدوء من الأوضة، وراحت للمطبخ الصغير، لقت ليلى بتحضّر الفطور.

قالتلها ليلى بلطف:
“صباح الخير يا أسية… تعالي افطري الأول.”

أسية هزت راسها بابتسامة صغيرة وقالت:
“لا والله، خليها بعدين… رايحة أزور ماهر شوية، وبعدين هرجع.”

نزلت من القصر، كانت بتعدل لبسها وبتسرّح بخطواتها، لحد ما وقفت فجأة…

على بعد خطوات، كان جمال واقف في الحديقة، لابس ترينينغ رياضي، حاضن ابنه الصغير وبيضحك معاه.

أسية وقفت، قلبها وقع… بس ما بيّنتش. بصّت فيه شوية، وهو كمان شافها… النظرات اتلاقوا… هو اتجمّد مكانه، ووشه اتغير…

بس هي لفّت وشّها بسرعة ومشيت.

جمال شافها من بعيد، ولما لفّت وشّها ومشيت، حس حاجة اتحركت جواه، حاجة ماتت من سنين وفجأة رجعت تتنفس.

مدّ ابنه لإحدى الشغالات اللي كانت واقفة في الحديقة وقال بسرعة:

“خليه معاك دقيقة بس!”
وجري… بكل قوته جري وراها.

“أسية! استني! أسية!”

بس هي ما التفتتش.

كانت فتحت باب سيارة الأجرة وركبت، وقبل ما يقفل الباب، عينيه قابلوا عينيها للحظة…

نظرة واحدة بس…
فيها كل سنين الفقد، الندم، الغربة، والقسوة.

السيارة اتحرّكت، وهي بصّة له من الشباك، بعيون جامدة… وجمال واقف، بيجري وراه شوية لحد ما وقف فجأة.

نفَسه اتقطع…
إيده نازلة…
نظره تايه في الطريق اللي راحت فيه.

“أنا آسف… آسف جدًا…”
قالها لنفسه، وبص للأرض، وهو مش قادر يرفع راسه.

رجع للحديقة، ابنه بيجري عليه، بس هو حضنه جامد، كأنه بيحاول يلمّ بقايا حاجة ضاعت منه من زمان.

وصلت أسية قدام باب المستشفى، قلبها تقيل وخطاويها بطيئة، كأن الأرض ماسكة رجليها.
دخلت، سألت بسرعة عن ماهر، الممرضة دلتها على الغرفة.

فتحت الباب بهدوء…
ماهر كان نايم، مغمض عينيه، وجهه شاحب، وأسلاك الأجهزة حواليه.

المنظر كسر قلبها.

قعدت جنبه على الكرسي، مدت إيديها ولامست صوابعه الباردة.

“أنا السبب… لو ماكناش ركّبنا معاك، ماكنتش اتأذيت…”
“سامحني يا ماهر…”

عينيها اتغرقت بالدموع، مسحتها بسرعة كأنها مش عاوزة تبكي قدامه،
بس وجعها كان طالع من كل نفس بتاخده.

دخلت الطبيبة وقالت بهدوء:

 “تعدّى مرحلة الخطر، بس للأسف… دخل في غيبوبة. محتاج دعواتكم.”

أسية سكتت لحظة… وبعدين هزّت راسها:

“إن شاء الله يقوم… هو قوي.”

خرجت تتمشى شوية في ممر المستشفى، كانت حاسة إن الدنيا تقيلة على كتفها…
كل خطوة بتفكرها في اللي فات… وفي اللي جاي.

خرجت أسية من المستشفى، قلبها مجروح ودماغها مشوش… نادت على تاكسي، ركبت وسندت راسها عالإزاز، سايبة عينيها تغرق في الشوارع اللي بتعدي.

كل شوية وش ماهر ييجي قدامها… وهي سايبة دموعها تنزل في صمت.

وصلت قدام الفيلا، نزلت بهدوء وفتحت باب الحديقة…

خطوتين بس جوه، وسمعت ضحكة طفل…
رفعت راسها، لقت “آدم” ابن جمال، بيجري في الجنينة، وهيام ماشية وراه وهي بتضحك.

فجأة، جمال كان واقف مش بعيد… وعينيه كانت عليها.

هي اتجمدت في مكانها،
وهو خطوة بخطوة بدأ يقرب، كأنه مش مصدق إن دي أسية اللي شايفها.

هيام لاحظت، وقربت من أسية بابتسامة مهذبة:

 “أهلاً، أنا هيام…  وده جوزي وحبيبي جمال، وحضرتك؟”

أسية شدّت نفسها وقالت بهدوء:

 “أنا أسية…”

سكتت لحظة، بصّت على آدم، قلبها اتخبط…
بصّت بعدها في عيون هيام، وقالت بهدوء:

 “تشرفت.”

هيام قالت بلطف:

“البيت بيتكم، لو محتاجة أي حاجة قولي.”

أسية هزّت راسها وسكتت، وقالت بهمس:

 “ شكرا عن إذنكم…"

ورجعت لجناحها، بخطوات بطيئة… وكل ثانية عينيها على جمال اللي واقف في مكانه، ساكت، بيتفرّج على اللحظة اللي عمره ما توقعها.

المساء قرب، ومراد كان في ساحة القصر بيلعب بالكرة لوحده، بيحاول يخرج شوية من الجو اللي عايشينه.

فجأة، سمع صوت وراه:

 “ممكن ألعب معاك؟”

لفّ مراد، لقى طفل صغير بيبتسم له… كان آدم.

“آه، تعال.”

قعدوا يلعبوا مع بعض، ضحكوا، اتعرفوا شوية…

بعد وقت قصير، جمال وهيام رجعوا من برا، شافوا الولدين بيلعبوا من بعيد.

هيام ابتسمت وقالت:

 “آدم اجتماعي جدًا، بسرعة لقى صاحب.”

جمال كان بيتابعهم بعنيه، ابتسم ابتسامة خفيفة باهتة .

هيام نزلت من العربية، شافت الأولاد بيلعبوا في ساحة القصر، ابتسمت ومشيت ناحيتهم وقالت:

“خدوا بالكم من نفسكم يا حبايبي، بلاش تجروا جامد.”

آدم ضحك وقال:

 “حاضر يا ماما.”

رجعت ناحيتها وهي داخلة، وجمال وقف مكانه شوية، وبعدين مشي ناحيتهم، وقال وهو بينزل على ركبته عشان يبقى في مستوى الولدين:

 “بتلعبوا إيه؟”

مراد قال:

 “كرة.”

آدم ابتسم وقال:

 “ده صاحبي الجديد"

جمال ابتسم وقال وهو بيبُص لمراد:

“اسمك إيه يا بطل؟”

مراد قال بثقة طفولية:

 “مراد."

جمال وقف فجأة. الكلمة خبطت في قلبه، زي ما تكون صحّته حاجة نايمة جواه. بص لمراد كويس، وملامحه اتشدّت شوي

 “اسم جميل… ومامتك اسمها إيه؟”

مراد، وهو بيعدل الكرة بإيده، رد ببساطة:

 “أسية.”

جمال حس الدنيا بتسكت فجأة حواليه، ووشه تغيّر…

جمال في اللحظة دي حسّ اسمه بيرنّ في ودنه… صوته اتغير، وبص لمراد بنظرة طويلة، وكأن الزمن رجّعه سنين ورا… تذكّر اللحظة اللي كان قاعد فيها مع أسية، وهما بيتحاكوا وبيقولها:

"بصي لو جهً ولد نسميه مراد بحب الاسم ده ولو بنت نسميها نرجس  و ندلعها نرجوسة  ايه رايك يا حبيبتى ".

اسية بضحك وفرحه:

حلوين يا حبيبي خلاص متفقين.

جمال اتجمّد لحظة، عينه على الولد الصغير وهو بيقول اسمه بثقة:

 “مراد.”

رمش ببطء، كأن الكلمة خبطت في قلبه. ابتسامة باهتة ظهرت على شفايفه، وسرح للحظة.

همس لنفسه:

 “لسه فاكرة…”

اتنهد، ومسح على وشه بسرعة، وقال بصوت هادي للولد:

 “اسمك حلو قوي يا بطل......




                      الفصل العاشر من هنا 

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة