رواية زهرة الانتقام الفصل السادس 6 بقلم ملك عبد اللطيف


رواية زهرة الانتقام الفصل السادس 6
بقلم ملك عبد اللطيف



كان الجميع فى صدمة لا يحسدون عليهاا وخاصة آدم الذى التفت لمودة التى كانت تقف وراءه بغضب وهو لا يستوعب كيف بلغت عنه هل كانت تتحدث فى الهاتف الآن من اجل ذلك  ليقاطع تفكيره صوت جدته بخوف 
_انتو بتجولو اى ابنى آدم معملش حاچة ماتجولهم يبنى ساكت ليه 

آدم بتهدئة 
_متقلقيش يستى هما هيستجوبونى مش اكتر خشوا انتو جواا دلوقتي وانا شوية وجااى 

رجل الشرطة 
_اتفضل معانا 

ليتجه آدم معهم للخارج ولأن هواا معروف فالبلد لم يأخذوه فعربية الشرطة كالمج#رمين ولحقهم بسيارته..........

خديجة بغضب بعد ان مشى آدم 
_كيف ريس العشيرة بياخدوه من قصره اكده كيييف

لتقول جملتهاا وهى تض$رب بعصاتهاا بغضب عالارض فتذكرت الذى قاله الشرطى عن ان مودة هى من بلغت عنه فأقترب منهااا بشر ومودة كانت ترجع للوراء بخوف وهى ترتعش حتى امسكتهاا من حجابهاا بغضب وشدتها منه فصرخت مودة بوجع وبكاء 
_انا مبلغتش عنه والله....والله ماقولت حاجه سيبينى والنبى 

خديجة بغضب وهى مازالت تمسكها من حجابها 
_مجولتيش حاجه هااا؟ انتى بتحسبيناا هبل يبنت القات$ل قاعدة معانا هنيه ولا كأنك عملتى حاجة وعاوزة تخلصى من حفيدى زى مابوكى ماعمل بس لااااااا قسمابالله ماهسيب حد فيكممم عاايش على اللى عملتيه ده

لتقول جملتها وهى تتركها بعنف فوقعت مودة على الارض بتأوه وبكاء فقالت خديجة بصوت عالى 
_حمدااااان جهززز الرجاالة كلياتهااا وجهزوا العربيااات هنروح المستشفى  اليوم هيكون جنازة عند عيلة الشافعى 

وليد بخبث 
_بس هماا مش فالمستشفى راحوا عالقصر عيلة السيوفى النهاردة 

خديجة بغضب
_كماااان عيلة السيوفى بتعاونهممم كلهم خونة زى بعض جهزز كل حاجه يلااا يحمدان انت ومحمود وتعال معانا يوليد وخدوا البت دى احبسوهاا فى أى داهية 

لتقول جملتهاا وتخرج للخارج ومعهاا حمدان ومحمود ووليد ويركبون سيارتهم متجهين نحو قصر عائلة السيوفى 

اما مودة فأقتربت منها بسمة وشدتها من عالارض بقوة وهى تسحبها خلفها حتى تدخلها لغرفة السطح.......

مودة ببكاء وهى تمشى خلف بسمة وتحاول فلت يدها منها
_حراام عليكم سيبو عيلتى هما ملهمش ذنب انا والله العظيم مابلغت عن حد 

دفعتها بسمة لداخل الغرفة واغلقت عليها الباب بالمفتاح فظلت مودة تطرق علباب بقوة وصريخ وهى تقول ببكاء
_افتحووولى البااااااب افتحوووو والنبى انا معملتش حاااجة افتحوووولى عيلتى هتم$وت حرام عليكم افتحولى

لتقول جملتها وتجلس على الارض بتعب وهى تسند بظهرها على الباب وتظل تبكى بخوف حتى احست بعد قليل من الوقت احد يفتح لهاا الباب فنهضت مودة بسرعة فرأته زين.......

مودة بصدمة ودموع 
_زين!! انت ازاى فتحتلى

زين 
_شوفت ماما وهى بتحبسك واخدت منهاا المفتاح هما بيحبسوكى ليه يمودة؟ 

مودة وهى تحاول مسح دموعهاا 
_د...دول بيلعبوا معايا يزين مش بيحبسونى بجد 

زين بسعادة 
_بجد....انا عاوز العب معاكم 

لتمسك مودة يده وتخرج من الغرفة  
_بص  هنلعبك معانا انت خش اوضتك دلوقتي واقفل عليك الباب واوعى تطلع منهاا مهما حصل غير لما انا اجيلك ماشي؟

زين وهو يدخل غرفته 
_مهما حصل مهما حصل 

مودة بدموع 
_مهماا حصل يزين ومهماا سمعت صوت برة اوعى تخرج من اوضتك

ليومأ لها زين وقفلت مودة عليه غرفته بالمفتاح حتى لا يتعرض للخطر فهى تعلم ان هذا الموضوع لن يمر على خير ابدًا فأتجهت مودة بسرعة للأسفل فرأت ان ليس هناك احد فتسحبت بسرعة وخرجت من الباب وجرت بأقصى سرعتها خارج البوابة فخديجة عندما ذهبت اخذت جميع الرجال معها ولم يتبقى احد يحرسها  فحمدت مودة ربها وجرت بسرعة وهى تدعى الله ان لا يتأذى احد من عائلتها.............

اما فالداخل كانت كاريمان ترى مودة من الشرفة الخاصة بالصالون فأستغربت بسمة وقالت 
_البت بتهرب يماما هنسيبهاا كداا ؟

كاريمان بضحك
_ده اللى احنا عاوزينه اصلا تهرب وتروح تطلع آدم تكون خديجة العجوزة مو$تت عليتهاا 

بسمة بحزن 
_احتبرى مراحتش طلعته يماما انا خايفة يحبسوا آدم بسببى 

كاريمان 
_متقلقيش آدم كدا كدا هيعرف يطلع نفسه منهاا المهم دلوقتي خطتنا تنجح وكله يحسبهاا انهاا هي اللى بلغت 

بسمة بضحك 
_ويم$وتو بعض كلهم ونخلص 

كاريمان بضحك
_بالظبط كداا ههههههههههه 

اما عالناحية الاخرى  بعد ان خرجت مودة من القصر ظلت تجرى بأقصى سرعتها وهى تبحث عن اى احد يدلها على مكان قصر عائلة السيوفى كان المكان حولها عبارة عن أراضٍ زراعية فقط ليس هناك ناس غير الفلاحين وبعض الاشخاص الذين يديرون المكان لتظل تبحث بعينيها عن اى احد يساعدها فرأت  احمد يقف بعيدًا وهو يعطى التعليمات لبعض الاشخاص لتجرى عليه مودة بسرعة وقالت بصوت متعب من الركض
_الحمدلله الحمدلله انى لقيت حد اعرفه هناا 

احمد  بصدمة 
_مودة انتى اى اللى جابك هنا وازاى طلعتى من القصر؟

لتحكى له مودة كل شئ وهى تبكى فتقول 
_انا لازم انقذ عيلتى ارجوك ساعدنى قولى مكاان قصر السيوفى فين 

احمد 
_انتى مش هتعرفى تنقذيهم باللى بتعمليه ده بالعكس هتبوظى الموضوع اكتر لو حد شافك هنااك.......مفيش حد هيقدر يوقفهم غير آدم 

مودة باستغراب 
_ازاى هوا فى السجن مش هيعرف يطلع 

احمد 
_مش انتى بتقولى حد مبلغ باسمك؟ 

مودة 
_اه 

احمد 
_خلاص روحى اسحبى البلاغ ماهوا كدا كدا بأسمك 

مودة 
_طيب إزااى اروح القسم انا معرفش حاجه هناا 

احمد 
_تعالى معاياا انتى اصلا كل ده مطلعتيش برة القصر انتى فمنتقطناا لغايت دلوقتي 

لتنظر له مودة بإستغراب وصدمة كيف هذاا هي ركضت كثيرا هل كل هذه المناطق لهم...........

ليمشى احمد وورائه مودة حتى خرج تماما من عند الاراضى فرأت مودة اخيرًا البلد والسوق والناس كأنها حقا كانت فى صحرة فقام احمد بإوقاف تاكسى لهاا حتى يصطحبهاا للقسم..........

احمد 
_اركبى انتى وروحى خرجى آدم انا هحاول اعطلهم قبل مايوصلوا لعيلتك وتحصل مجز$رة هنااك 

لتومأ له مودة وتركب بقلق وهى تدعى ربهاا ان يعدى هذا الموضوع على خير...............

وبعد قليل من الوقت وصلت مودة للقسم ودخلت بسرعة وهى تسأل احد الشرطيين عن مكان تقديم البلاغ فدلها على إحدى المكاتب 

فى الداخل 

رجل الشرطة 
_اى اقوالك عن اتهام زوجتك انك حاولت تق$تل اختهاا رحمة الشافعى 

آدم ببرود 
_مقدرش اقول حاجه غير انه بلاغ كاذب واظن عطيتكم اقوالى قبل كداا عن الحادثة واختهاا بنفسهاا قالتلكم انى مليش دعوة باللى حصل 

رجل الشرطة 
_ايوا بس البلاغ قدامى بيقول غير كداا ومقدرش اعتمد الاقوال بس...... مع الاسف حضرتك مشرفناا لغايت اما البلاغ ده يتسحب..........ليقاطعه صوت طرقات على الباب 

الشرطى وهو يقدم التحية 
_فيه واحدة برة بتقول انهاا عاوزة تشوفك ضرورى يباشا 

رجل الشرطة بأستغراب 
_مين دى خليهاا تخش 

ليشير الشرطى لمودة ان تدخل فكان آدم فهذاا الوقت يجلس على الكرسى ويعطى ظهره لهاا فقال الشرطى بأستغراب
_مين حضرتك 

مودة بخوف وتردد 
_ا....انا مودة الشافعى وجاية اسحب البلاغ اللى قدمته 

التفت آدم على صوتها بصدمة 

ليقول الضابط بإستغراب 
_اومال ليه قدمتى البلاغ من الاول ماانتى بتسحبيه دلوقتي 

مودة وهى تنظر لآدم بخوف 
_ا...انا مقدمتش البلاغ من الاساس فيه حد استعمل اسمى وياريت حضرتك تطلعه بسرعة والنبى 

استغرب آدم من كلامها وهو لا يصدق ما تقول ليومأ لها الشرطى وقام بإطلاق صراحه فذهب آدم بغضب خارج قسم الشرطة فلحقته مودة  حتى توقفه 
_استنى انت لاازم تروح توقف ستك

آدم باستغراب
_قصدك اى؟

مودة بدموع وخوف 
_جدتك جمعت الرجالة كلها وراحوا على قصر السيوفى عشان يقت$لوا عيلتى لما عرفت انى اللى قدمت البلاغ 

آدم بصدمة 
_اييييييي

ركب آدم بسرعة سيارته وركبت مودة بجانبه فنظر هوا لها بغضب وكاد ان يتحدث ويأمرها ان تنزل  فقاطعته مودة بغضب  
_انا مش همشى.... هاجى معاك لازم اتطمن على اهلى بنفسى .....النهاردة بجد مش هتقدر تمنعنى 

لينظر لها آدم بيأس فهو يعرف انه لن يقنعها مهما حدث ليقود سيارته بسرعة متجه نحو عائلة السيوفى 

اما عالناحية الاخرى فالقصر كانت قد وصلت خديجة لقصر السيوفى واقتحتمت المكان بأكملوا برجالها ودخلت عليهم وهم يجلسون بالصالون جميعاا لتقول بصوت عالى وغاضب 
_محسسسسسسننننن الشااااااافعى 

"نهض الجميع بصدمة، فنظرت لها منى بخوف على ابنتها الراقدة على الأريكة، فتقدمت نحوهم خديجة وخلفها الرجال، ومعهم محمود وحمدان ووليد، فوقف أمامها حسام، عم محمد، وقال..."

_عاوزة اى عااد يخديجة من إمتى وانتى بتخشى بيوت الناااس اكده 

خديجة بغضب
_من النهاااردة ياابن السيوفى انا صبرت كتير عليكم ولما جولنا مش هنسفك الدم انتو خلفتوا بالعهد وبنتكم بلغت عن حفيدى وانا مش هسمح ان حد من عييلتى يتأذى تاانى واااصل

لتقول جملتها وهى ترفع مسد$سها على وجه محسن الذى يقف بجانب حسام فرفع جميع رجالها المسد$سات حول رأس الجميع محمد وتسنيم ومنى ورحمة ليصرخوا جميعا بخوووف

 فرفع حازم مسدسه هوا الآخر وقال 
_انتى اللى أكده بتخالفى بوعدك وعهدك معانا يخديجة هانم انتى نسيتى انك ممنوع تقربى منينا 

خديجة بخبث 
_وانا مش بقرب منيكم انا عارفة انا بعمل اييي وعيلة الشافعى مش تبعكممممممم وانا اليووم مش هسسيب حقى واااصل 

قالت جملتها وهي تكاد تضرب محسن بمسدسها، فأطلقت النار وسط صراخ الجميع الذين أغمضوا أعينهم بخوف، لكنهم رأوا أن الرصاصة لم تصب محسن، وإنما انطلقت في الهواء بسبب آدم الذي وصل في اللحظة الأخيرة مع مودة، وأبعد المسدس عن محسن."

آدم بغضب وهو يمسك يد خديجة التى فى يدها المسدس 
_انتييييي بتعملييييي اييييي ازاى تعملى كدااا؟

خديجة بصدمة 
_آدم يبنى انت ازاااى طلعتتت 

آدم بغضب
_مش وقته إزاااى  دلوقتي 

لينظر للرجالة ويقول بغضب..... 

_كله ينزل سلاااااااااحه

انزل الجميع اسلحته حتى حسام وحازم فتنهدت مودة بإرتياح وعيونها مليئة بالدموع كان احمد معه حق هو الوحيد الذى يستطيع ان يوقفهم 

خديجة بغضب
_محدشششش هينزل حاجه انا همو$تهممم .....انت بتعمل اييي أهنيه بعد كل ده جاااى تجف فوشى قصااادهم 

آدم بغضب
_اللى انا بقوووله هيتسمععع قولتلك مفييش زفتتتت دم هيتسفك طول ماانا عاايش كله يمشى من هنا يلااا 

اومأ الرجال له وخرجوا من القصر فنظر  هو لخديجة  التى تنظر له بغضب بمعنى ان تنزل سلاحها  فأنزلته بغيظ  وخرجت هي الاخرى كل هذا تحت نظرات مودة التى تقف بجانب تسنيم بخوف فنظر لها آدم فرآها تبكى وخائفة فخرج بدون ان يقول لها شئ فأستغربت مودة من حركته تلك...... لينزل آدم ويركب خديجة مع احمد فى سيارته   فقال احمد بإستغراب 
_انت مش هتيجى معانا 

آدم 
_هجيبها وجاى اسبقونى انتو 

ليومأ له احمد وذهب وخلفه الرجال بالسيارات فتنهد آدم بضيق وهو  ينتظر مودة بالاسفل  فهو يعلم أنها بالتأكيد تريد أن تطمئن على عائلتها لذلك تركها 

اما فى الاعلى نظرت مودة لاختها بخوف بعد ان استوعبت الذى حدث وقالت وهى تعانقها  
_رحمة حبيبتى انتى كويسة صح؟ حد عملك حاجه 

كادت رحمة ان تجيبها ولكن مسكتها والدتها من يدها بغضب وأبعدتها عن رحمة وهى تصرخ فى وجه مودة 
 _كل ده بسبببككككك وجاااااااية تسأليهااااااا هي كويسة ولا لا هااااا 

مودة ببكاء 
_بسببى إيه يماما انا معملتش حاجه والله

منى بغضب
_معملتييييش ايييييي ولا اى ولا اى لييييه ترووووحى تبلغى عنه ؟؟؟اختككك قالت مش هوا اللى عامل كدا ليه عملتى كداااا انتى عاوزانا نم$وووت وتخلصى مننا بأى شكل 

مودة بصدمة وبكاء 
_انا يماما؟!!! انا مستحيل اعمل حاجه تضركم انا مبلغتش عن حد والله هما اللى مفكرين كدا البلاغ بأسمى بس انا مبلغتش وحيات ربنا 

منى بغضب
_انتى بتحسبينى هصدقك انا عرفااااكى انتى مبتعرفيش تسكتى عن حاجه غلطططط حراام عليكى بقاا ابوس ايديكى سيبينا فى حالنا 

مودة ببكاء 
_والله يماما مش انا....انا حتى روحت جبته عشان ينقذكم وطلعته من السجن.... انا والله مستحيل اضركم انتى عارفه انا بحبكم قد اى وكل اللى انا فيه ده عشانكم 

منى بغضب وهى تمسك يدها 
_لو عوزانا فعلاً نبقا كويسين ونبقا بخير وبتحبينا بجد ابعدييي عننا اوعى تيجى هنا تانى انسى ان عندك عيلة او اهل احتبرينا موتنا كلنا وانا هعتبرك موتى انتى من النهاردة عيلتك هي الاسيوطى وبس 

محسن بغضب
_انتييي بتقولى إييه يمنى انتى اتجنيتى؟ 

منى بغضب
_اومال عاوزنى اقولها اى تعالى زورينا من يوم للتانى عشان نم$وت كلنا هي باقت مراته خلاص وآدم الاسيوطى  مستحيل يخلي حاجة  تحصلها هي فى حمايته لكن احنا اللى حياتنا بخطر طول ماهي معانا وفى حياتنا 

رحمة بغضب
_ماما بطلى قسوتك دى بقاا لو على اللى غلطان فالحكاية دى فهوا انتى وبابا عشان قت$لتوا الناس دول زمان 

تسنيم 
_مش كل حاجه تجيبوها فوق راس مودة بجد مش كفايا انها بتتعذب هناك 

محمد بغضب
_مودة خليكى ومتمشيش محدش هيعملك حاجه طول مانتي هنا 

مودة ببكاء وصدمة من اللذى قالته والدتها
_لا يمحمد ماما معاها حق انا بعرض حياتكم للخطر كل اما ابقا قريبة هنا....
انا فعلاً مبقاش عندى عيلة انا مستحيل هنساكوا ومش هتشوفوا وشى تانى خليكم فاكرين دايما انى بحبكم وهتفضلوا دايما عيلتى اللى بحبها 

لتقول جملتها وتذهب من امامهم ببكاء فكاد ان يلحق بها محمد ولكن اوقفته تسنيم بخوف 
_خلاص يمحمد متروحش وراها مش هتستفاد حاجه 

تنهد محمد بضيق، وعيناه تضيقان بغيظ، وهو يهمس لنفسه متوعدًا لآدم على كل ما جلبه من مشاكل.

خرجت مودة من بوابة القصر شاردة، الدموع تغمر عينيها، وخطواتها تائهة بلا هدف، بينما كلمات والدتها تتردد في أذنها. كانت تنظر في الفراغ ولا ترى شيئًا أمامها حتى آدم، الذي كان يقف أمام سيارته على بُعد خطوات ويراقبها، لم تنتبه لوجوده.

لمحها وهي تهم بعبور الطريق، و كادت سيارة مسرعة تقترب منها فركض بسرعة نحوها، وجذبها نحوه، فاصطدمت بصدره ورفعت رأسها تنظر إليه بصدمة، والدموع ما زالت عالقة بعينيها

فقال آدم  بغضب وهو يوقفها على الرصيف:

_انتيييي مجنووونة مش شااايفة قدااامك كنتى هتموتتتتي 

مودة بصريخ وبكاء:

- ياااارب كنتتت مو$تتت يااارب امو$ووت انا حيااااتيي ملهاش لازمة ....انا لو كنت مو$تت مكنش حصل كل ده حيااتي هي سبب المشاكل دى كلهااااا 

كانت كلماتها تخرج بصراخ وهي تمسك قلبها بوجع وتجلس على الارض من كثرة تعبها ، تبكي بانهيار تحت أنظار آدم الغاضبة مما تفعله بنفسها.

فهو يعلم أنها بلا ذنب، لكنه يحمّلها خطأ واحدًا… أنها ابنة ذلك القا$تل. اقترب منها، وانحنى حتى صار بمستواها، ثم أمسك بذراعيها وأجبرها على النهوض.

نظرت مودة إليه بجمود وقالت:
– اقت$لني.

آدم بصدمة 
- انتى بتخرفى بتقولى إيه انتى اتعبطتى؟

مودة ببكاء وغضب 
-بقووووولك اقت$لنيييي عشان نخلص من المشاكل دى من الاول كنت المفروض  تقت$لنى عشان  تاخدوا التار من ابويا اقت$لني وخد بتاار امك وابوك 

آدم بغضب 
-هو انتى بتحسبينى نفسيي اشوفك قدامى ومقت$لكيش انتى وأهلك كلهم!!!..... انا ليا اسبابى انى مش عاوز اقت$لك وبطلى كلامك الأهبل ده..... اهلك ونقذتهم عاوزة اى تانى؟؟ 

مودة ببكاء 
-انا مبقاش ليا اهل وبيت وعيلة بسببك انا مأخدتش حاجه عشان تقولى عاوزة إيه تانى حتى أهلى بيتبروا منى عشان بقيت منكم وخايفين على نفسهم منى اقت$لنييييي وخلصنى اى السبب اللى ممكن يمنعك انك تق$تل بنت اللى قت$لوا اهلك هاااااا

آدم بغضب جحيمى وهو يمسك ذراعها بقوة 
-السبب اخوياا انا لو قت$لتك اللى ورا ابوكي مش هيسكتوا وهينتقموا واول واحد هينتقموا منه هو اخويا عشان كله عارف انه هوا نقطة ضعفي انا بعمل كل ده عشان احمى اخويا زى ماانتى بتحمى اختك وضحيتى عشانها واتجوزتينى انا بضحى ومخليكى عايشة عشان اخويا 

لتنظر له مودة بصدمة معقول هل هو مثلها مجبور على هذا الشئ ليحمى أخيه؟ 

فقدت مودة الأمل، وأدركت أنه لا مفر إذا كان هذا هو السبب، وأن الأمر من أجل إخوتهم. قررت أن تضحي حتى لا يتأذى أحد. تركت يده وتوجهت إلى السيارة، ثم جلست بداخلها بصمت.

نظر لها آدم باستغراب، لكنه سرعان ما فهم أنها استوعبت قصده. ركب هو الآخر، وانطلق بها نحو القصر.

كان الجميع بانتظار وصوله، وخاصة خديجة التي كانت غاضبة بشدة. وبمجرد أن دخل آدم، وبجانبه مودة التي كانت تنظر إلى الأرض دون أن ترفع عينيها، تقدمت خديجة نحوها وكادت أن تضربها.

لكن آدم أسرع، وأمسك يد خديجة قبل أن تصل إليها، ثم جذب مودة خلفه. نظرت له مودة باستغراب مما يفعله، ووقفت خلفه بخوف من خديجة التي قالت بغضب:
– إنت اتجننت يا ولدي؟! بتحمي البنت دي وتقف ضدي بعد كل المصايب اللي عملتها؟! وبلغت عنك كمان!

آدم وهو يترك يد خديجة 
-مش هي اللى بلغت عنى
لينظر له الجميع باستغراب فيكمل كلامه ويقول.... 

_هي جات بنفسها وطلعتنى من السجن وسحبت بلاغها ....هي مش عبيطة عشان تبلغ وبعدين تسحب كلامها بالبساطة دى وتعرض أهلها للخطر 

خديجة بأستغراب 
-اومال مين اللى عمل أكده وبأسمها كمان 

آدم وهو ينظر لهم بشك
-ده اللى مفروض اسأله  مين فيكم اللى عمل كدا محدش ليه مصلحة من عيلة الشافعى انه يعمل ده هما عارفين انهم هيتأذوا لو بلغوا يبقا مفيش غيركم

كاريمان بخوف 
-ا...احنا.... واحنا مالنا يبنى وهنبلغ عنك ليه 

آدم بخبث 
-اظن موجهتش الكلام ليكى انتى بس يمرات عمى خوفتى كدا ليه ..........لتسكت هيا بخوف فيقول وهو يشك بها .....
_على العموم هعرف انا بطريقتي مين اللى عمل كدا

ليقول جملته وامسك ذراع مودة وشدها خلفه حتى وصلت لغرفة السطح فدفعها بمجرد أن دخلت وتركها وقفل الباب عليها من الخارج فتنهدت هي بارتياح انه صدقها عندما حكت له 

الذى حدث منذ قليل ....................

قبل أن ينزل آدم من السيارة ويتجه للقصر اوقفته مودة وهى تقول 
-استنى 

آدم وهو يلتفت لها بضيق
-عاوزة إيه

مودة بتردد 
-كنت عاوزة اقولك ان...انى مش انا اللى بلغت عنك فيه حد استعمل اسمى وبلغ 

آدم بشك
-وإيه بقا اللى يخليني اصدقك ؟...مفيش حد عنده مصلحة انه يعمل كدا غيرك مع انى حذرتك 

نظرت له مودة بخوف فقالت بسرعة حتى تدافع عن نفسها 
-والله مش انا ....انا اى اللى هيخلينى أبلغ عنك وانت مقت$لتهاش ماكنت بلغت عن اخوك اللى عمل ك..............لتصدم مودة من الذى قالته ووضعت يدها على فمها بصدمة

آدم بصدمة وهو يمسك ذراعيها 
-اييييييي تبلغى عن اخويااااااااا انتى عرفتيييي منين ؟؟؟

مودة بخوف ووجع من مسكته 
-سمعتك وانت بتتكلم فى المستشفى عالتليفون بس والله مش هقول لحد هوا صغير واتهور وانا مسمحاه هوا ملهوش ذنب فاللى بيحصل 

آدم بأستغراب وهو يترك يدها 
-مسمحاه بالبساطة دى؟؟

مودة بتوتر 
-فى الأول لا وكنت بصراحة هبلغ عنه بس لما عرفت دلوقتي إنك بتعمل كل ده عشان اخوك زيي صعب عليا احنا صحيح مختلفين عن بعض بس مشتركين فالنقطة دى ووعد منى انى هحمى اخوك وانت كمان اوعدني إنك مش هتيجى جمب اختى وتحميها عشان محدش يتأذى فالحكاية دى 

ليرفع لها آدم حاجبه بأستغراب ماذا حدث لها هذه منذ قليل كانت تريد أن تموت والان تقول انها تقبلت الوضع وستحمى أخيه أيضا ليقول بسخرية 

-تبقى تحمى نفسك الاول وبعدين تبقى تيجى تتكلمي انتى عاوز اللى يحميكى 

ليقول جملته ويذهب فتقول مودة بغضب منه
-انا عاوز اللى يحمينى!!... ماهو من ساعت محاضرتك دخلت حياتى وهيا باقت اكشن لتقول جملتها وتدخل ورائه ......................

جاء الليل فى سوهاج وكان الجميع نائم ماعدا آدم الذى يجلس فى غرفة المكتب ومعه احمد فقال له 
-عملت اى فموضوع الأرض لقيت حد يحل المشكلة زى ماقولتلى 

احمد بتوتر فهذه البنت المجنونة لم ترسل له اى شئ 
-ها.....اها اها هحلها انشاء الله متخافش عن قريب قولى انت بس هتعمل اى فموضوع المجلس ده اللى هيبقا عند السيوفى 

آدم بتفكير وخبث 
-هروح هعمل اى يعنى ده وعد وانا قطعته ولازم انفذه 

احمد وهو يفهمه 
-ليه حاسس انه مش هوا ده بس اللى فدماغك انت ناوى على اى ؟

ليحكى له آدم خطته وانه يريد أن يعرف صلة محمد بهم ولماذا كان معهم فالقصر هذا اليوم ولذلك يجب أن يذهب ويفهم كل شئ ونيتهم 

آدم 
-المهم عرفت وليد مع مازن ولا لا 

احمد 
-أه معاه فالمزرعة قالو انك عرفت كل حاجة وبتخبيه الفترة دى عشان تحميه بس هوا على مافهمته من وليد انه مش عاوز يفضل هناك وهيرجع 

آدم بغضب 
-مااازن اتجن الايام دى ومبقاش يسمع الكلام انا هروحله هناك بكرة قبل مايرجع .......عرفت مين اللى بلغ بأسمها ؟

احمد بأستغراب 
-هيا مين دى؟

آدم وهو لا يستطيع أن ينطق اسمها 
-هيكون مين يعنى يغبى انت هوا فيه غيرها قدمت بلاغ ضدى!! 

احمد بخبث
-هاااااا قصدك مراتك لا معرفتش لسة قريب اووى هعرفلك 

آدم بضيق
-طيب روح انت دلوقتي نام والصبح نبقا نشوف هنعمل اى 

احمد وهو ينهض 
-انت ليه مش بتنطق اسمها ياآدم  عشان نفس الاسم بتاع بنت عمنا مودة الله يرحمها؟

آدم بغضب 
-احمدددد متتكلمش فى الموضوع ده حتى لو كان ليها اسم تانى انا مش هروح اناديها بأسمها هيا ولا حاجه بالنسبالى وبعدين رووووح اتخمد 

احمد بخوف وهو يمشى من أمامه 
-حاضر حاضر 

مشى أحمد  وترك آدم وهو يتذكر… ومودة، ابنة عمه، التي هو من سماها بهذا الاسم يوم ولدت بين يديه. حتى أتمت ست سنوات، كان يربيها هو وأمه، إلى أن جاء اليوم المشؤوم الذي ماتت فيه أمه، واختفت مودة للأبد. بعد ذلك قالوا له إنها ماتت، لكنه لم يتقبل خبر موتها حتى الآن.

كان متعلقًا بها في طفولته، ويأمل دائمًا أن يراها يومًا ما، وحين ظهرت هذه الفتاة أمامه، ذكّرته بها، حتى إن عينيها تشبهان عينيها كثيرًا… لكن، للأسف، لم تكن هي، فهي ابنة عدوه. كيف يمكن أن تكون مودة؟!
بالنسبة له، لن ينادي أحدًا بهذا الاسم طيلة حياته غيرها هي فقط.

أما مودة، ففي غرفتها، دخلت دادة هنية تحمل العشاء، وضعت الطعام أمامها، ثم أحضرت لها غطاءً ومفرشًا لتنام عليهما. كانت مودة جائعة بشدة، فمنذ أيام لم تذق طعامًا حقيقيًا، فأكلت بشراهة، والطعام يعجبها كثيرًا.

في تلك اللحظة، كان آدم يمر بجوار غرفته، فرأى باب غرفة السطح مفتوحًا. ألقى نظرة، فرآها تأكل لأول مرة منذ أن جاءت. توقف يتأملها وهي مستغرقة في الطعام، ثم التفتت فجأة نحو الخارج، فوقع بصرها عليه.
تجمد الطعام في فمها، وبدأت تسعل بصدمة فأسرع آدم نحوها، وناولها كوب ماء. أخذته منه بخوف، وشربت، لتسمعه يقول بسخرية:
– إيه؟ شفتي عفريت؟

فكرت مودة في نفسها بغيظ :

_ العفريت أرحم منك… على الأقل هينصرف بالقرآن، لكن إنت… مستحيل تنصرف 
هزت رأسها نافية فعقب هو بسخرية:
– إيه؟ اتخرستي؟

قالت بغضب:
– هو أتكلم مش عاجبك، أسكت برضه مش عاجبك، مفيش حاجة عاجباك نهائي؟

رد هو بغضب مماثل:
– لا، خليكي ساكتة يبقى أحسن لينا كلنا… ومن إمتى أصلًا وإنتي بتسمعي الكلام؟ غريبة يعني!

قال جملته الأخيرة بسخرية، ثم غادر، بينما نظرت له مودة بغضب، تلوي شفتيها، وتكمل طعامها.(يتبع)



تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة