
بقلم ملك عبد اللطيف
حل صباح يوم جديد يحمل فى ثناياه أحداث لم تكن فى الحسبان"
استيقظت مودة بضيق كالعادة فهى منذ أن جائت إلى هذا القصر وهى تكره لحظة استيقاظها من النوم حتى تقابل يوم جديد مع هؤلاء الشياطين......
هى التى كانت تحب أن ترى شروق شمس كل يوم جديد حتى تعيشه... الآن اصبحت تكره عندما تفتح عينيها فى هذا المكان ........
نهضت من على فراشها فشعرت ببطنها تؤلمها بشدة فهى منذ أن اكلت ليلة امس ولم تدخل الحمام بسبب ان غرفتها هذه ليس بها مرحاض لترتدى ملابسها بسرعة وبطنها تؤلمها بشدة كانت لا تستطيع ان تتحرك حتى من كثرة الألم......
خرجت مسرعة من غرفتها، وفي نفس اللحظة فتح آدم باب غرفته.... رمقت بعينيها المرحاض الظاهر من الداخل، فتمتمت لنفسها بلهفة:
-الحمام اهو يمودة خشى خشى بسرعة وإلا هتعمليها عالنفسك.... اندفعت تركض دون أن ترى أمامها، ودفعت آدم بكل قوتها لتزيحه عن طريقها، ثم دخلت غرفته وأغلقت باب الحمام خلفها بعنف.
وقف آدم مذهولًا للحظات، عيناه تتسعان صدمة: هل حقًا دفعتْه؟! والأسوأ… أنها دخلت حمام غرفته! لم يستوعب ما حدث إلا حين خطر بباله السبب، فارتسمت على وجهه ابتسامة واسعة، قبل أن ينفجر ضاحكًا كلما تذكَّر منظرها وهي تجري وتزيحه كطفلة صغيرة.
لم يكد يتوقف عن الضحك حتى خرجت مودة فجأة، ووجهها محمَر من شدة الكسوف، تنظر إلى الأرض وكأنها ابتلعت لسانها. ارتسمت على ملامحه من جديد جديته المعتادة، أسند ذراعيه على صدره وهو يتأملها بفضول، منتظرًا تفسيرها.
كانت هي تعضّ على شفتيها، تسبّ نفسها في سرها: "يخربيت أم الإحراج اللي حطيت نفسي فيه… كنت عملتها على نفسي أهون! غبية يا مودة… غبية!"
لكن ما لم تدركه أن صوتها المهموس وصل إلى آدم، الذي رفع حاجبه بدهشة قائلاً:
_بتقولي إيه؟
ارتبكت مودة أكثر، والكلمات تجمّدت على شفتيها، وكادت أن تشرح ثم صمتت فجأة.... لم تجد حلًا سوى أن تركض مسرعة نحو غرفتها، تغلق الباب بعنف في وجهه دون أن تلتفت.
لتستند برأسها على الباب وهى تتنهد بأرتياح انها هربت منه حقا لن تخرج من هذه الغرفة ابدًا بعد هذا الموقف اللعين
مودة بغضب من نفسها
-كااان لااازم تتسرعى وتخشى حمامه ماكنتى مسكتى نفسك ونزلتى تحت يغبية يغبية
ابتسم آدم بقلة حيلة بعد ان مشت هذه المجنونة فهو كان يعتقد انها جائت له حتى تسأله عن الكتاب اما هى فى عالم آخر حقا
ليقفل باب غرفته ويخرج وهو ينزل لأسفل حتى يفطر........وهو يبتسم من حين لآخر كلما تذكر منظرها
كان احمد فى هذا الوقت يخرج من غرفته هو وميسرة فى الوقت الذى هبط فيه آدم ليقابله فى وجهه فرأى آدم ينزل من على الدرج ويبتسم فوقف احمد امامه بصدمة وقال :
-إيه ده إيه ده!!!
آدم بإستغراب
-إيه يبنى فيه إيه !؟
احمد وهو يشهق بصدمة
-انت بتبتسم !!!!
ليقلب آدم عينيه بملل من هذا الأبله فكاد ان يدفعه حتى ينزل ولكن احمد وقف امامه مرة اخرى :
-انت بجد شايف ده عادى!!!! انت عارف إمتى آخر مرة شوفتك فيها بتضحك !!
آدم بإستغراب
-إمتى؟
احمد بضحك
-يمكن من ستة ابتدائى واحنا صغيرين باين.... ده انا حتى نسيت شكل سنانك يااخى
آدم بسخرية
-واديك شوفتهم دلوقتي عجبوك !! ابعد عنى يا احمد مش ناقصك عالصبح
احمد بخبث
-مودة السبب صح البنت دى دمها خفيف زيي انا عارف
آدم بغضب جحيمى كأنه لم يكن يضحك منذ قليل
-متنطقش اسمهاااااا على لسااااااانكك ساااامع
احمد بخوف من نظراته فهو يعرف ان آدم ليس لديه تفاهم فى هذه المواضيع ولكنه اردف بخبث
-انت ومبتنطقش اسمها ...انا منطقهوش ليه بقا دى حتى مود........
ليمسكه آدم من ياقة قميصه بغضب ويقول
-اقسم بالله ياااحمد لو نطقت اسمهااا تااانى ما هسيب فيك حتة سليمة وانت عارف لما بقول كدا مش بتكلم وخلاص!!
أومأ له احمد بخوف فتركه آدم وهو يعدل ثيابه ببرود ونزل للاسفل .......
اما احمد فتنهد بأرتياح فهو حقا كان سيموت فى يده إن نطق جملة أخرى.... لينزل وراءه ببطء على الدرج فرأى آدم يجلس حتى يتناول الفطور فدخل هو المطبخ حتى يأكل بالداخل... ليتلاشى نظراته وغضبه وإلا سيقتله ......
هنية بأستغراب
-عاوز حاجه يااحمد !!
احمد بضيق
-لا يدودة انا بس قولت افطر معاكى النهاردة عشان انتى وحشتينى
ضحكت هنية على هذا الاسم فأحمد يقوله لها منذ أن كان صغير وقالت بإبتسامة هادئة
-بس كدا من عنيا يا احمد احلى فطار احطهولك دلوقتي
احمد وهو ينظر لآدم بخوف
-اه والنبى حطهولى بسرعة عشان الحق آكل قبل ما اموت
لتضحك عليه هنية وهى لا تفهم شئ ووضعت له الطعام ووضعت لمودة ايضا وهى تنتظرها ان تأتى فكانت مودة فى غرفتها خائفة ان تنزل ولكنها جائعة بشدة هل ستظل بدون اكل بسببه... لتنزلى... يمودة ويحدث ما يحدث !!
نزلت مودة على الدرج فرأت الجميع يجلس فى الصالون ويفطرون فتسحبت من وراء آدم الذى كان يعطيها ظهره ويفطر وجرت بسرعة نحو المطبخ لترى احمد بالداخل ويأكل
فقالت له وهى تجلس بجانبهم
-صباح الخير يااحمد ....صباح الخير يدادة
ابتسم احمد وقال وهو يأكل
-صباح الخير يمودة اقعدى عشان تاكلى معانا الأكل النهاردة حوار
جلست مودة أمامه لتتناول طعامها هي الأخرى. وبعد قليل كان الجميع قد أنهى فطوره ما عدا هي وأحمد؛ ما زالا يأكلان ويتبادلان الحديث. فمودة كانت قد اعتادت عليه كثيرًا منذ أن عرفت موضوعه مع تسنيم، وتحدث معها مرات عديدة. صارت تراه الشخص الوحيد الطيب واللطيف وسط هذه العائلة، والأهم أنه يشاركها حب المزاح، فانسجما معًا بسرعة.
قالت مودة بإستغراب من حديثه
-إزاى ده وشاف تسنيم وهى بنت !! ومعرفهاش !
احمد بضحك
-انتى نفسك معرفتهاش صاحبتك وهى راجل متغيرة ماية وخمسين درجة
لتضحك مودة وتقول وهى تأكل
-بصراحة معاك حق انا كنت بحسبها واحد متحرش فى الأول
انفجر أحمد ضاحكًا هو الآخر، وأكملا حديثهما في جو مليء بالخفة. لم ينتبها أن المطبخ أصبح خاليًا بعدما خرجت هنية لتقضي بعض شؤون القصر.
في هذه اللحظة، كان آدم يتجه نحو المطبخ ليطلب من هنية أن تحضر له قهوة، فقد قرر أن يعمل اليوم في القصر بدلًا من الشركة. لكنه توقف فجأة عند الباب عندما سمع ضحكات مألوفة جدًا لأذنه. تسمرت قدماه، وعيناه اتسعتا بصدمة وهو يرى أحمد ومودة يجلسان سويًا، يضحكان ويتحدثان كأنهما صديقان مقربان.
اقترب أكثر ليسمعهما
مودة، وهي تضحك بخفة:
-احمد انت متأكد ان الموضوع ده مش هيوديكوا فداهية!!!
احمد وهو يأكل
-والله ماعارف يمو...................
توقف فجأة بعدما وقعت عيناه على آدم الواقف أمام الباب ينظر لهما بجمود مريب.... ابتلع ريقه بسرعة، وأطلق أول ما خطر بباله لينقذ الموقف:
_....يمرات اخويا ...يمرات آدم الاسيوطى ...يمرات ريس العشيرة كلها
مودة بإستغراب
-انت بتقول اى يااحمد !!!
غضب آدم بشدة وهو يكور قبضة يده بغيظ ....تناديه بأسمه هكذا وبدون القاب حتى !! هى التى منذ أن عرفها تقريبًا ولا تناديه بأسمه ولا حتى تضحك فى وجهه مثلما تضحك مع هذا الأبله الآن......اللعنة عليك يااحمد اليوم سيكون نهايتك.....
لاحظ احمد نظراته التى لا تبشر بالخير ابدًا وهو يتقدم نحوه فبلع احمد ريقه بخوف وقال بسرعة
-بقولك إيع يمرات اخويا معكيش مصحف؟؟
مودة بإستغراب وهى لا ترى آدم من الأساس فكانت تعطى ظهرها له من عند الباب
-ليه فى إيه ....انت ليه فجأة سكت كدا وبقيت تناديني بالطريقة الغريبة دى مش انت قولت ميبقاش فيه القاب مابينا!!
احمد وهو يشهق بصدمة
- اناااا !! .....يقطعني إمتى قولت كدا انا اسمى استاذ احمد او ناديني ابن عم جوزى أى حاجه بس والنبى بلاش احمد حاف ديي
مودة بإستغراب
-فيه إيه يا احمد بجد !!هوا انت ك.......
قطعت مودة حديثها على الفور حين رأت آدم واقفًا عند باب المطبخ، ووجهه لا يبشر بالخير أبدًا، تجمّدت في مكانها للحظة، ثم تذكرت ما فعلته معه منذ قليل، فزاد ارتباكها، ونهضت بسرعة وهربت من المطبخ كأن النار تطاردها.
تركتهما مودة خلفها، فبقي أحمد وحده في مواجهة آدم. ابتلع ريقه بخوف وهو يرى أن الجو أصبح ثقيلاً. جلس آدم مكانها على الطاولة ببطء، وأردف بصوت هادئ لكنه يقطر تهديدًا:
_سامعك!
رفع أحمد حاجبيه ببلاهة مصطنعة:
_هااا!!
أعاد آدم كلماته، هذه المرة بنبرة أشد:
_عاوز اسمع تفسير… للّي كان بيحصل دلوقتي.
تظاهر احمد بالغباء وقال :
-إيه اللى حصل كنت باكل
نهض آدم ببطء وهو يشمر كم قميصه وقال بهدوء مخيف:
-بجد !!بس كدا
نهض احمد هو الآخر بخوف:
-آدم متتهورش انا ابن عمك وصاحبك...
ليراه يتقدم منه فدار احمد بسرعة حول الطاولة من الجهة الأخرى
_.... افتكر العيش والملح اللى كان مابينا يآدم
اقترب آدم بغيظ منه للناحية التى يقف بها فجرى احمد من امامه بسرعة ولف حول الطاولة مرة أخرى وقال بغيظ:
-افتكر اى حاجة طيب كانت مابينا ....نسيت كل حاجة فى لحظة!!
آدم بغضب :
-الظاهر انت اللى نسيت باللى كنت بتعمله ده وانا هفكرك
اندفع فجأة ليهاجمه، فهرب أحمد مرة أخرى ودار حول الطاولة، يلهث بتعب:
-كل ده لييه مش فاهم ماهي مراتك هو انا هاكلها!!!؟
آدم بغيظ :
-كنتو بتتكلموا فى إيه لدرجة انها كانت بتضحك كدااا هااا اخدت عليك بسرعة ماشاء الله
احمد بضحك وهو نسى للحظة انه سيموت :
-انت عارفني بعرف اعلق أى بنت...... فثااااااااا اعاااااااااا إهدى يآدم اهدى والنبى
ليقول جملته وهو يجرى من امامه مرة اخرى فآدم عندما سمع هذا الكلام استشاط اكثر ظل يركض منه فى القصر كله حتى خرج للحديقة
فقال احمد بضيق وهو يلهث
_ خلاص بقا يآدم ماانت بتتكلم مع مراتى مبعملش معاك كل ده
آدم وهو يرفع حاجبه بإستغراب من حديثه فهو منذ متى يتحدث مع ميسرة وبهذه الطريقة ايضا
ليسمعه يقول بغباء
-مانا بتكلم مع بسمة علطول برضو مبتعملش كدا ليه؟؟
آدم بغضب
_انتتتتتت عبييييييط بسمة اختككككككك
احمد بخوف
-ما مو.......هي كماااان زى اختييي هوا انا ليه حاسس إنك غيران عالبنت دى!!
رمقه آدم بضيق من جملته.... لا هو لا يغير عليها ولكن لا يحب ان يقترب احد من شئ يخصه كعادته مستحيل ان يغير ماهذا الهراء ليقنع نفسه بهذا الكلام وقال :
-انتتتت عااارف كويس انه مش كدااا وفاااهمنى انى مش بحب حد يقرب من حاجة تخصنى ولما اقولك تبعد عنها يبقا تبعد يااااحمدد
ليقول جملته ويلكمه فى وجهه بعنف فتأوه احمد بضحك فا الآن بدأت معركتهم المعتادة فأقترب من آدم ورد له اللكمة ولكنها لم تكن بنفس عنفه وقال
-اقسم بالله انت بتغيير على البنت دى وإلا مكنتش ضربتنى انت مش بتضربنى بسهولة يآدم
شد آدم أنفاسه بعنف، وصوته خرج غارق في الغضب وهو يمسح أثر اللكمة من وجهه:
-قووووووولتلكككك مش بتزفتتتت ....احمدددد ابعد عنهاااا احسنلك وغور من قدامى عشان ممو$تكش فى إيدى
ليضحك احمد له بإستفزاز فهو يقسم انه يغير عليها هو يعرف آدم كثيرا منذ أن رأى هذه البنت وهو يراه تغير صحيح عصبيته وغضبه لم يتغيروا ولكن ابتسامته التى رآها اليوم تثبت ذلك ليمشى من امامه بضحك وهو يقول
-تعيش وتاخد غيرها يصاحبى
نظر له آدم بضيق ...هذا المجنون الابله سيجعله فى مرة يق$تله حقا ..........
دخل آدم القصر غارقًا في غيظه، وما إن تجاوز الباب حتى فوجئ بمودة تهمّ بالخروج، فاصطدمت به بقوة كادت أن تسقط معها، لكنه أمسك بيدها بسرعة قبل أن تهوي.
ترك يدها بحدة، وصوته يخرج غاضبا:
_رايحة فين
رفعت مودة عينيها إليه بدهشة، لتتفاجأ بدماء تتساقط من فمه، فأشارت نحوه وهي تتمتم:
-انت ....بتنزف انت ...مش واخد بالك
مرر آدم يده على فمه بضيق ومسح الدم بعشوائية، ثم أعاد كلماته بصرامة:
_ملكيش دعوة… بسألك رايحة فين! مش قولتلك ما تخرجيش من القصر كل شوية؟
اشتعلت مودة بغيظ، وردّت بانفعال:
-انا رايحة اسقى الورد هوا انا يعنى هخرج اروح فين !!
ليتنهد آدم بضيق وقال
-متطوليش برة
ليقول جملته ويدخل لمكتبه وقفل الباب بقوة جعلت مودة تنتفض فى مكانها لتستغ
كان آدم يجلس فى مكتبه بغضب وهو يعمل فجاء له إتصال من احمد ليرد عليه بغيظ
-عاوز إيه يزفتتت
احمد بضحك وبرود
-تؤ تؤ تؤ احترم لو سمحت مدير شركتك يادومى
آدم بغضب
-انتتت مطرووود يا احمد لو دى حجتك يعنى
احمد بضحك وهو يقود سيارته
-خلاص بدال انا مطرود ورينى مين هيقولك عالخبر اللى كنت مستنيه
آدم بعد ان فهم قصده
-قول انجز عشان مطردكش بجد
احمد
-ماشى يعم انا احسن منك برضو.......الراجل الامريكى مايكل ده جاى النهاردة سوهاج قبل دعوتنا عالقصر
ليبتسم آدم بغرور فهو كان يعلم انه لن يرفض دعوة كهذه فمايكل صديقه منذ زمن ويعرف انه يحب السياحة كثيرا ولن يضيع فرصة ان يأتى لسوهاج ......
آدم ببرود
-طيب ابعتله حد من شركتنا ياخده من عند المطار ويستقبله ويجيبه لغايت هنا .....وياريت تيجى بليل ومتتأخرش زى عادتك
ليقول جملته ويقفل السكة فى وجهه دون أن يعطى له فرصة حتى ليتحدث
اتجه آدم نحو المطبخ فرأى الجميع يقفون ويعدون الطعام فقال
-هنية جهزى العشا بليل عندنا ضيوف من برة البلد مهمين .....ومش عاوز اى غلط من اى حد فى العشا ده ولا اكل يبوظ أظن سمعتينى يبسمة!!!
توترت بسمة من تلميحه لها وقالت بضيق
-وانا مالى يآدم هوا انا اللى ببوظ الاكل
لتنظر لها مودة بسخرية فهى تريد أن تنهض وتشدها من شعرها هذه الصفراء لتسمع آدم يقول
-كله هيبقا موجود على عشا ده محدش يطلع بليل فى حتة ...حتى انتى
ليقول جملته وهو ينظر لمودة فضيقت عينيها بإستغراب من جملته فكيف هى ايضا ستجلس معهم على العشاء وهم لا يطيقون رؤيتها حتى........
آدم وهو يشيح نظره من عليها
-ستى تعالى عاوزك فى كلمتين
خرجت خديجة معه بعيد عنهم وقالت
-متقلقش يولدى مش هسمح بأى غلط تانى يحصل بليل
آدم
-انا عارف .....كنت بس عاوز استأذنك انها هتقعد معانا على العشا انا عارف ان موضوع زى ده مش هيعجبك ....بس الناس كلها عارفة انها مراتى ولازم تظهر
نظرت له خديجة بضيق فهى حقا لم يعجبها عندما قال انها ستكون على العشاء معهم.....
-ماشى يولدى هستحمل النهاردة بس عشان خاطرك وشكلك قدام الناس
آدم
-ماشى يستى ...المهم بس ميحصلش مشاكل وخلبالك منهم اللى جوا دول عشان ميعملوش حاجة
لتومأ له خديجة ويذهب هو حتى يفعل تحضيراته للمساء .........
اما فى المطبخ .....
منة بضيق وهى تجلس وتقطع الطعام
-يعنى انا قولت هنخلص الغدا ده ومش هتعشى عشان مقفش فى المطبخ تانى يقوم هو يقول هنتعشى وكلنا ومع واحد أجنبى كمان!!!
مودة بضحك عليها فمنة دائما تتذمر على كل شئ
-معلش يمنة نصيبك كدا بقا
ميسرة
_انا كمان كنت طالعة بليل اى الحظ ده
منة
_كنتى طالعة فين يست ميسرة مع احمد !!
ميسرة بأستغراب
-إيه اللى هيطلعنى مع احمد انا ......كنت رايحة الدار عشان حفظ القرآن
مودة بسعادة عندما سمعت سيرة الدار
-إيه ده انتى بتروحي دار !؟
ميسرة
-اه بروح دار قريب من هنا كل فترة انتى بتحبى الحاجات دى
مودة بحزن
-اه بصراحة انا كنت بروح دار فى اسكندرية لتعليم القرآن بس جات عليا فترة مش بروح خالص .....ولما دلوقتي جيت هنا يعنى
ميسرة بتفهم
-فهماكى تعالى معايا لو عاوزة
مودة بسعادة
-بجدد ينفعع !!!
ميسرة
-آه طبعًا تعالى معايا من بكرة لو عاوزة بدال ماانتى قاعدة فى البيت علطول كدا
مودة
-ياريت بجد ياميسرة انا نفسي اخرج من هنا ولو شوية وكمان رايحة دار ياريت والله
بسمة بضيق
-متحلميش يحبيبتى احلام اليقظة دى ....آدم مستحيل يوافق
لتنظر لها مودة بغيظ فهى نست فعلا هذا الروبوت الذى لن يوافق ابدا فهو كان يرفض ان تخرج للحديقة... هل سيوافق للخروج من القصر كله!!! .........
ميسرة بغيظ من بسمة
-ملكيش دعوة انتى يبسمة آدم هيوافق عادى قوليله يمودة ومش هيقولك حاجة
مودة بأستغراب
-إزاى ده يميسرة هي معاها مستحيل يوافق انا محبوسة هنا
ميسرة بحزن عليها
-لا يمودة انتى من حقك تطلعى وتدخلى زينا..... هيوافق والله طول مالموضوع يخص ربنا هيوافق مش هيمنعك تعملى حاجه زى دى يعنى ....لو عوزانى انا استأذنه بدالك !؟
مودة بسعادة
-ياريت يميسرة انا بخاف اكلمه بصراحة
منة بضحك
-فى دى معاكى حق يمودة كلنا بنخاف منه اصلا.... كتر خيرك انتى تعملى إيه
بسمة بغرور مصطنع
-انا مبخافش منه يختى آدم جوزى وحبيبى وابو ا.........
توترت بسمة فجأة عندما رأته ينزل من على الدرج ويتجه لمكتبه فصمتت حتى لا يسمعها ويأتى ويوبخها الآن
ميسرة بضحك بعد ان رأت آدم هى الأخرى
-واضح يبسمة يحبيبتى انك مبتخافيش واضح
لتضحك مودة بخفوت وهى تنظر لهم وهم يتحدثون فبالرغم من ان الجميع هنا لا يحبها وبالأخص خديجة وهذا الروبوت وهذه الصفراء بسمة إلا انها لاحظت ان البنات هنا طيبون وخاصة ميسرة ......ليقاطع تفكيرها صوت مازن وهو يدخل المطبخ ويقول
-ممكن حد يعملى كوباية قهوة
ميسرة بضحك
-والله يمازن وكبرت وبقيت تعوز قهوة زى آدم ...بس ايدينا مش فاضية يحبيبى
مازن بإستغراب
-ليه فى اى !؟
منة بضيق
-عندنا عزومة بليل بعيد عنك وابيه آدم قال كله لازم يبقا موجود حتى انت يخويا
مازن بضيق
-وانا مالى بعزومتكم انا ورايا فاينل ومش فاضيلكم ....ها هتعملوا القهوة ولا أمشى
هنية
-قومى يمودة اعمليله القهوة انتى الوحيدة اللى إيدك نضيفة فينا
لتومأ لها مودة وكادت ان تنهض وتفعلها له فأوقفها مازن بغضب
-اقعدى مش عااوز حاجة مش هروح اشرب حاجة من إيد اللى قت$ل ابويا وامي .....عشان تحطيلى سم فيها بدال القهوة
ليقول جملته بسخرية ويذهب من أمامهم بغضب فنظر ت مودة على أثره بحزن ودمعها كادت ان تهبط بسبب حديثه
فقالت ميسرة وهى لاحظت دموعها
-فكك منه يمودة عيل ومش فاهم هو بيقول اى
مودة بحزن
-مزعلتش منه عادى يميسرة قومى انتى اعملهاله وهاتي انا هكمل بدالك........
قضوا النهار بأكمله منشغلين في إعداد أصناف الطعام المصرية الأصيلة، من حلويات ومقرمشات وأطباق متنوعة، حتى أنهكهم التعب. ومع غروب الشمس، تفرقوا إلى غرفهم ليستعدوا لاستقبال الضيف المنتظر.
في تلك الأثناء، كان آدم جالسًا في مكتبه يتفقد ما طلبه لها؛ فقد تذكر أن مودة لا تملك ملابس هنا بعدما تمزقت جميع ثيابها. وبعد بحث طويل على الإنترنت، وقع اختياره على فستان رقيق يليق بها. وما إن وصل الطرد حتى حمله بيده وتوجه نحو غرفة هنية.
طرق الباب بهدوء، لتفتح له هنية مستغربة، فمد إليها الشنطة وهو يقول بلهجة جافة:
-اديلها الفستان ده يدادة تلبسه على العشا
هنية بإستغراب
-ماتدهولها انت يبنى مش انت اللى جايبه
آدم بضيق
-خديه ياهنية وانتى ساكتة وخليها لو عاوزة تخش الاوضة عشان تجهز نفسها انا مش هبقا موجود
ليقول جملته ويذهب فضحكت هنية عليه واتجهت نحو غرفة مودة تحت نظرات بسمة التى كانت تتابع حديثهم منذ قليل بغضب وغيظ من انه اصبح يهتم ايضًا بماذا ترتدى ويشترى لها اشياء
بسمة بغيظ
-والنعمة ماهخليكى تتهنى عليهم انا هوريكى .........
اما فى الاعلى كانت مودة تنظر لهنية بإستغراب وهى مصدومة انه احضر لها هذا الفستان
-انتى متأكدة يدادة من اللى بتقوليه ده انتى مش بتحلمى يعنى!!
هنية بضحك
-لا يبنتى مش بحلم آدم بيه جالى بنفسه وعطاني الفستان ده عشانك وقالى كمان لو عاوزة تخشى اوضته عشان تجهزى نفسك
مودة
-انا اصلا مش عاوزة انزل يدادة انا خايفة يحصل مشكلة بسببى
هنية
-متقلقيش يمودة مش هيحصل حاجه طول مآدم بيه موجود محدش هيقدر يعملك حاجة ....انا هحطلك الفستان فى اوضة آدم بيه وهجهزلك الحمام كادت مودة ان تعترض فقالت لها هنية .....
_متقلقيش يبنتى قالى مش هيبقا فالاوضة
مودة بخوف
-بلاش يدادة انا هلبس هنا احسنلى
هنية
-يبنتى إيه اللى مخليكى قلقانة كدا يعنى هو هيسيبلك الاوضة عشان تبقى براحتك وانتى قلقانة برضو ......لتنظر لها مودة بتوتر فأبتسمت هنية وهى تطمئنها
_خلاص بقا يمودة متعانديش على الفاضى
أومأت مودة بضيق وسارت خلف هنية حتى دخلا غرفة آدم، حيث أعدّت لها هنية الحمام، ثم تركت الفستان فوق السرير وخرجت.
وفي نفس اللحظة، كانت بسمة تتسلل على أطراف أصابعها، تتلفت حولها بحذر حتى لا يلاحظها أحد وهي تصعد إلى تلك الغرفة الممنوعة. دخلت بخبث، واتجهت نحو صندوق قديم يضم بعض ملابسها، فأخرجت منه فستانًا ثم اتجهت نحو غرفة آدم أثناء استحمام مودة وأقتربت من الفستان الذى كان على الفراش وهى تردف بغيظ:
_بقا جايببلها فستان على زوقك يآدم !!...وعمرك حتى ماجيبتلى حاجة ...عمرك حتى ماعتبرتنى مراتك صحيح انا ارملة واتجوزتنى عشان خديجة هانم واسم العيلة بس مش هسمح ان أى واحدة تاخدك منى وبالذات البنت دى
لتمسك الفستان وتبدله بالفستان الذى معها بخبث وأخذت الآخر معها وخرجت
بعد قليل، خرجت مودة من الحمام ترتدي البرنص، وهى تجفف خصلات شعرها المبللة. تقدمت نحو السرير بفضول، لتمسك بالفستان الموضوع أمامها..... عيناها اتسعتا انبهارًا؛ فكان أنيقًا، من قماش أسود تتناثر عليه ورود صغيرة بيضاء.
ارتدته بخطوات مترددة، ثم وقفت أمام المرآة تحدق في انعكاسها بدهشة… كان الفستان واسعًا عليها كثيرًا، وطويلًا يكاد يخفيها. ضمت حاجبيها بضيق وسخرت وهى تتمتم فى نفسها
_هو ماله واسع كدا ليه؟؟....هو مش واخد باله انى رفيعة.....اكيد مش هو اللى مختاره يعنى يمودة يلا حلو بقا وخلاص انا اصلا مبحبش الحاجة ضيقة .....بس إيه ده فستان من غير حجابه ليه .....!!
بحثت مودة عن حجابها فلم تجده ثم اخذت الحجاب الذى كانت ترتديه وارتده على هذا الفستان
فقالت مودة وهى تنظر فى المرآة
-لايق عليه كدا كدا الفستان فيه اسود انا ليه قلقانة ك............ليقاطعها طرق على باب غرفتها فسمحت للذى يطرق بالدخول.....
انفتح الباب ببطء ليطل منه آدم ....فنظرت له مودة بأنبهار فكان يرتدى بدلة رسمية انيقة باللون الأسود وتحتها قميص ابيض بلا ربطة عنق مما منحه منظرًا جذابًا رغم الصرامة التى تطل من ملامحه ........
نظر لها آدم وهو يدخل بإستغراب من نظراتها له وسرعان ما تحولت نظراته للغضب عندما لمح ما ترتديه ،تقدم نحوها بخطوات غاضبة وقال وهو يمسك يدها بغيظ :
-انتى مين سمحلك تلبسيي الفستاااان ده(يتبع)