رواية زهرة الانتقام الفصل الثاني عشر 12 ج 2 بقلم ملك عبد اللطيف


رواية زهرة الانتقام الفصل الثاني عشر 12 ج 2 
بقلم ملك عبد اللطيف

 
مودة بوجع من قبضة يده
_..انت اللى جبته دادة هنية ....قالتلى انك جيبته 

قبض آدم على ذراعها وقال بحدة
-اناااا مجبتتتش الفستااان ده ....انتى جبتيييه منيييين وإزاى دخلتي الاوضة بأى حق تلبسيه 

مودة بغضب منه وقد طفح بها الكيل حقا
-هوا انت تجيب الحاجة وتقول للدادة البسها وكمان تقولها ادخل الاوضة عادى وبعدين جاى تزعق فى وشى هو فيييييه إيييييه بجدددد!!!!

تجمد آدم في مكانه، رأسه يكاد ينفجر وهو يحاول أن يستوعب كلماتها. عقله ذهب مباشرةً إلى الغرفة التي يعرفها… الغرفة التي كان فيها هذا الفستان اللعين، الغرفة التي لا يحتمل أن يراها أحد أو يلمس أسرارها. اختنق صوته وهو يصرخ فيها بجنون:

-اقلعيييييييي الزفتتتتتتتت ده حااااااااااالا

قال جملته ثم دفعها بعنف من قبضته، لترتطم بجسدها فوق السرير، وهى  تتأوه من الألم.......انحنى عليها بنظرات تشتعل غضبًا ووعيدًا، وقال بغضب :

-وأقسمممممم بالله ماهرحمككككك على اللى انتييييي عملتييييه ده بس بتخلص الليلة دى وانا هوريكى ازاى تتعدى حدودك  معايا بالطريقة دييييي 

ليقول جملته ويخرج من الغرفة ونزل درجات السلم بخطوات متسارعة، ووجهه متجهم غارق في الغيظ... فقابلته هنية في الممر، رفعت حاجبيها بقلق وهي ترى ملامحه المشتعلة، فأوقفته وسألته بحذر:

_في إيه يا بني؟ مالك؟ مودة… 

قاطعها آدم بغضب :
-متجبيش سيرتها حتى قدااااامييي وحسابك انتى كمان معايا بعدين يهنية 

هنية بإستغراب:
-ليه يبنى اى اللى حصل!!

آدم بغضب 
-قولتلك ياهنية تديلها الفستان اللى انا جيبته إزاى الفستان ده جاه فى الاوضة ولبسته!!!... انتى اللى هتتحملى مسؤولية الموضوع ده محدش بيخش الاوضة الممنوعة غيرك

هنية بصدمة 
-يبنى والله ما دخلتها هخشها ليه من غير ما تقولى ....ومودة مالها ومال الاوضة اصلا هي متعرفش عنها حاجه.... 

آدم بضيق 
-معرفش بقااااا إزاااى وليه المهم متقربش جمب الهدوم تانى وإلا هيحصل حاجه مش هتعجبها 

ليقول جملته وذهب .......

اما هنية فدخلت للغرفة ورأت مودة تجلس على السرير وتبكى بشدة فأقتربت منها بصدمة من الذى ترتديه وعندما رأتها مودة اندفعت فى حضنها بقوة وهى تبكى 
-انا مش فاهمة ليه يدادة بيحصل معايا كدا لييه انا عملت إيه لكل ده ...كل حاجة زعيق وعصبية لما تعبتتت بجدد تبعتتت 

هنية وهى تخرجها من حضنها بصدمة
-انتى إيه اللى انتى لابساه ده يمودة جيبتى الفستان ده منين؟

مودة بغضب 
-هوا ليه كل شوية تقولولى كدا فى إيييه ....ما ده الفستان اللى كان عالسرير اللى انتى قولتيلى هو جابه يدادة 

هنية 
-لا يبنتى مش هو التانى انا شوفته.... انتى عارفة اللى انتى لابساه ده بتاع مين يمودة؟

مودة بإستغراب وهى تمسح دموعها 
-بتاع مين !!!؟

هنية 
-بتاع ام آدم يبنتى ده فستانها وانا اقول هوا متعصب كدا ليه!!...

مودة بصدمة 
_إيه بتاع مامته؟؟

هنية 
_اه يبنتى هدومها كلها آدم حاطتها فى أوضة هنا محدش بيخشها غيره ....ومحذر اى حد يقرب من حاجتها...... إزاى الفستان ده وصلك 

مودة بصدمة من الذى سمعته 
-...معرفش والله يدادة انا لقيته على لسرير روحت لبسته عشان كدا عمال يقولى إزاى دخلتى الاوضة وانا كنت بحسبه بيتكلم على اوضته!!

هنية بحزن 
-آدم مش هيعرف يهدى بعد الموقف اللى حصل ده ...امه عنده خط أحمر يمودة ......إزاى هيقابل الضيوف تحت وهو متضايق كدا 

زفرت مودة بضيق، يحمل في طياته حزنًا دفينًا عليه..... لا تستطيع أن تنكر أنها غضبت من قسوته قبل قليل، لكن… في النهاية، معه الحق فهذه ليست مجرد ثياب عادية، بل هي ملابس والدته… وها هي ترتديها، وكأن القدر يسخر منه؛ فهي ابنة الرجل الذي قت$لها!

قطع شرودها صوت هنية التى قالت بقلق:
-وانتى يبنتى إزاى هتنزلى دلوقتي 

مودة بضيق 
-مش هنزل يدادة خلاص مفيش حاجة البسها ولما يشوفني هيتضايق اكتر اصلا 

هنية 
-يبنتى هيقعد لوحده تحت من غير مراته !! عيب يمودة 

مودة بإستغراب 
-ما بسمة مراته يدادة هو انا فيه حد معترف بياا!! ....اكيد الناس اللى جاية عرفاها هي مش انا 

هنية 
-لا يبنتى محدش يعرف ان بسمة مرات آدم هو انتى متعرفيش ان هما متجوزين كدا عشان  هي ارملة؟

مودة بصدمة 
-اى ارملة !  إزاى متجوزين كدا وابنهم ده اى؟؟

هنية 
-يبنتى زين مش ابن آدم بسمة كانت متجوزة زمان ولما جوزها مات خديجة هانم أجبرت آدم يكتب عليها عشان تقاليد العيلة هنا مش اكتر لكن محدش يعرف من برة عيلتنا انها مراته ....هي اللى بتفضل فى الراحة والجاية تقول انا مرات آدم الاسيوطى 

مودة بضيق 
-برضو يدادة مش هنزل هو مش طايقنى لوحده اصلا ودلوقتي مش بعيد يقتلنى لو شافني... خلينى قاعدة بكرامتى احسنلى 

هنية بحزن 
-ماشى يبنتى  براحتك انا كان نفسي بس تبقى معاه زمانه قاعد مش على بعضه بسبب موضوع الفستان ده 

لتقول جملتها بحزن وهى تخرج من الغرفة.... فزفرت مودة بضيق وهى تفكر كيف هذا الفستان جاء إلى هنا فهى الآن سبب المشكلة التى حدثت ماذا ستفعل حقا..... مهلا هو الذى غضب كعادته ليتحمل نتيجة همجيته هذه !!....هذا ما اقنعت به نفسها مودة وهى تخرج من غرفته بغضب .........

اما في الأسفل، كان رجل الأعمال الأمريكي مايكل قد وصل بصحبة زوجته، تحت ترحيب آدم، الذي حاول بكل جهده أن يرسم ابتسامة ثابتة على ملامحه، ويتصرف بطبيعته قدر المستطاع، لكن بداخله لم يكن يرى شيئًا سوى صورتها… مودة في فستان والدته، وصورة والدته وهي ترتديه، تتراقص أمام عينيه كأنها شريط ذكريات مؤلم يُعرض بلا توقف.

جلس الجميع في الصالون الفخم ينتظرون أن تُجهّز مائدة الطعام. قطع مايكل الصمت بإبتسامة ودودة وهو يقول بالإنجليزية:

_اين هى زوجتك يارجل لقد سمعنا إنك تزوجت 

نظر له آدم بإستغراب واردف بالإنجليزي 
-كيف علمت هذا !؟

مايكل 
-انسيت يآدم ان لدينا فروع هنا فى مصر وسوهاج ايضًا وانت اسمك فى كل مكان مشهور واخبارك دائما تصل لنا 

نظر له آدم بضيق فهو حقا كان ينقصه هذا الاجنبى الأبله الذى يسأل عن زوجته 

ليسمع  مايكل يقول مرة أخرى: 
-لقد احضرت زوجتى اليوم معى حتى تتعرف عليها أين هى!؟

مونيكا زوجة مايكل 
_نعم أود كثيرا ان اتعرف على زوجة مصمم مشهور ومميز مثلك ياآدم 

خديجة وهى تحدث احمد الذى يجلس بجانبها 
_هما بيتكلموا فى إيه وش اخوك اتقلب أكده 

احمد وهو يمسك هاتفه غير مبالى لهم 
-بيسألوا على مرات آدم هي صحيح منزلتش ليه !

خديجة بغضب 
-معرفش يبنى الظاهر عملتلها مصيبة خلت آدم جاعد وشه مقلوب أكده 

مايكل بضحك 
-الظاهر يرجل ان زوجتك جميلة للغاية لذلك تخفيها عننا 

كان آدم لا يعرف ماذا يقول فهى بالطبع لن تنزل بعد الذى قاله لها وبهذا الفستان ايضا إن رآه عليها سيق$تلها أمامهم الآن

ليقول آدم  بضيق 
_أنها مريضة قليلا لذلك لن تستطيع ان تنزل 

مونيكا بإبتسامة وهى تنهض 
-الظاهر انها اصبحت بخير الآن أظن أن هذه هى زوجتك يآدم 

التفت آدم بتعجب حين لاحظ نظراتهم تتجاوز كتفه، وحين استدار، تجمّد مكانه مصعوقًا…
فمودة كانت تهبط السلم بخطوات هادئة، لا ترتدي فستان والدته كما كان يخشى، بل شيئًا آخر مختلفًا تمامًا.

فستان شيفون أبيض تتناثر عليه ورود صغيرة بلون اللافندر، يضيق قليلًا عند صدرها ليبرز رشاقتها برقة غير مبتذلة، ثم ينسدل من خصرها في تموّجات واسعة تُضفي عليه خفة وأناقة وأضافت حجابًا بنفس لون الورود، جعل بشرتها البيضاء تبدو أكثر إشراقًا، كأنها جزء من لوحة مرسومة بعناية.

نهض آدم من مكانه لا إراديًا، يحدق بها بذهول. كانت مختلفة… ساحرة بطريقة لم يعتدها. اقترب منها دون أن يفكر، عيناه مسمّرتان عليها، تحملان نظرات لم تفهمها مودة. لم تكن مخيفة كالعادة، بل مشوشة… لكنها تثير فيها توترًا غريبًا.

فجأة، مد يده وأمسك يدها بقوة جعلتها تشهق بدهشة، ليردد بصوت خافت يكاد لا يُسمع:

-مش عاوز اسمع صوتك 

اتسعت عيناها بصدمة، لكنه لم يمنحها فرصة للاعتراض. جذبها خلفه، يده مشدودة على يدها، فيما تلاحقت نظرات الجميع المندهشة. أمّا بسمة، فكانت تشعر وكأن الغيظ ينهش قلبها؛ كيف حدث هذا؟! بعد كل ما خططت له… مودة تنزل أمامهم، وآدم لا يكتفي بقبولها، بل يمسك يدها أيضًا!

تقدم آدم بخطوات ثابتة نحو مايكل، الذي وقف احترامًا بمجرد أن رآها، ثم قال وهو ما يزال ممسكًا بيدها:
_إنها زوجتي م…

كاد ينطق باسمها، لكنه صمت لثانية، ليترك لها المجال.....مدت مودة يدها نحو زوجة مايكل بابتسامة مهذبة، وقالت بالإنجليزية بصوت هادئ:
_تشرفت بمعرفتك انا مودة الشافعى 

بادلتها مونيكا الابتسامة ومدت يدها بحرارة، بينما ما يزال مايكل يراقبها باهتمام. حاول أن يمد يده هو الآخر للسلام عليها، لكن مودة اكتفت بابتسامة مهذبة وإيماءة خفيفة من بعيد، دون أن تقترب.

ارتبك مايكل للحظة، وتنحنح بإحراج وهو يسحب يده تحت نظرات الجميع. أما آدم، فقد شعر بارتياح عجيب يتسلل إلى داخله… بل وأعجب بطريقة تعاملها المحترمة فهو لم يكن ليسمح لها أن تصافح رجلًا غريبًا ، لكنها من تلقاء نفسها اختارت التصرف بما يرضيه...

جلس الجميع بعد تبادل التحية، ليكسر مايكل الصمت بابتسامة ودودة وهو يوجه حديثه لمودة:

_أظن أن آدم كان يخفيك عنا يا سيدة مودة.

رفعت مودة حاجبيها بإستغراب، تنظر له وهي تجلس بجانب آدم في المقابل:

_ولماذا تقول ذلك؟

ضحك مايكل بخفة، ناظراً إليها بنظرات إعجاب لا حظها آدم:

_لأن جمالك وهدوءك لا يتركان مجالًا للشك… كان يخفيك حتى لا نرى امرأة بهذا الجمال

ارتسمت على وجهها ابتسامة محرجة، لكن قبل أن تكتمل، شعرت بيد آدم تجذب يدها فجأة وهو يقربها إليه بقوة. انحنى نحوها قليلًا وهمس في أذنها بغيظ خافت لا يسمعه سواها:
_ما تتنيليش تبتسمي.

ارتجفت أنفاسها، ونظرت له بنصف عين غاضبة وهي تحاول سحب يدها من قبضته دون جدوى فكانت نظرات الحاضرين عليهم تجعلها مجبرة على التماسك. عندها،ارتسمت على شفتيها ابتسامة خفيفة مستفزة، تخفي خلفها غيظها، وهمست من بين أسنانها وهي ترد ببرود:

_حتى دي كمان هتمنعني منها؟ الأجانب هيقولوا علينا إيه… بوظنا ناشف؟

شدّ آدم على يدها أكثر، بينما عيناه تكاد تشتعل غيرة، محاولًا السيطرة على غضبه 
_انتى اى اللى نزلك من الأساس مش فاااهم 

كادت ان تتكلم بغضب ولكن قاطعهم صوت مونيكا وهى تقول بالإنجليزي 
-هل هناك شئ سيدة مودة !

ابتسمت مودة ابتسامة صغيرة متكلفة وهزّت رأسها نفيًا، محاولة إخفاء ارتباكها. في تلك اللحظة دخلت هنية لتعلن أن الطعام قد جُهّز، فوقف الجميع واتجهوا نحو طاولة الطعام. كانت مودة على وشك اللحاق بهم، لكن يد آدم قبضت على ذراعها فجأة، وهو يوقفها قائلا:

_إيه اللي نزلك؟!

نظرت له مودة بضيق وقالت بحدة :
-قدرى ونصيبى اللى اتكتب عليا مع الأسف عرفت 

ارتسمت على وجه آدم ابتسامة ساخرة، واقترب أكثر حتى صارت أنفاسه قريبة منها، ثم شدّ يدها ليسحبها خلفه وهو يقول:
_طيب كويس إنك عارفة إنى قدرك ونصيبك 

زمّت شفتيها بغيظ وهي تحاول الإفلات من قبضته:
_أنا مش قصدي كده! وبعدين سيب إيدي.

ضغط على يدها بقوة أكبر، ونظر لها نظرة تحمل تحذيرًا:

_بَطّلي تفركي كده… وياريت تبطّلي العناد ده....عشان ما نضطرش نبيّن وشّنا الحقيقي قدامهم. خلينا نبان اتنين كويسين مع بعض.

ابعدته  مودة عنها بعناد حتى أفلتت يدها أخيرًا، وقالت بحدّة:

-انا والله معنديش كذا وش هو وش واحد معاك ومع كل الناس ...الدور والباقى عليك انت عامل نفسك ملاك قدامهم 

كاد يرد بعاصفة من الكلمات، لكن صوت هنية وهي تناديهم أن يلحقوا بالضيوف قطع حديثهم. فعاد ليمسك يدها مرة أخرى، هذه المرة بعناد واضح فقط ليغيظها، ثم شدّها خلفه حتى وصلا إلى الطاولة.

كانت مودة واقفة بحيرة، تنظر إلى المقاعد المليئة من حولها، الجميع يعرف موضعه… إلا هي. وقفت في مكانها لحظة، تشعر بالغربة في وسطهم، حتى نهض آدم فجأة، جذب كرسياً ووضعه بجانبه، ثم عدّله لها وأشار أن تجلس. جلست بصمت، عيناها تائهتان، بينما جلس هو بجوارها بثبات وكأنه يعلن أمام الجميع أنها تخصه.

بدأ الجميع فى الاكل وهنية تضع لهم الطعام فى اطباقهم فمالت ميسرة نحوها وهمست وهي تبتسم:
_الفستان هياكل منك حتة يمودة 

مودة وهى تبتسم لها بإمتنان 
_انا مش عارفة اقولك إيه والله يميسرة شكرًا بجد انتى نقذتينى فى آخر لحظة 

ميسرة بضحك 
-عادى يبنتى احنا اخوات المهم عيونك الحلوين دول ميعيطوش 

ابتسمت مودة بخفوت عليها فلاحظ آدم واحمد انهم منسجمين بشدة فقال احمد الذى كان يجلس بجانب آدم
_ هما الاتنين دول بيتكلموا فى إيه عمالين يضحكوا كدا 

آدم وهو ينظر لمودة التى تضحك 
-وانت مالك بكلام الحريم خليك فى نفسك 

قطّب أحمد حاجبيه بضيق، لكنه آثر الصمت وأكمل طعامه.

في تلك اللحظة مدّ آدم يده نحو الوعاء ليأخذ بعض الطعام، لكن يد مودة التقت بيده في نفس الوقت. ارتجفت أصابعها فجأة وكأنها لمست نارًا، ثم سحبت يدها بسرعة وهي تحاول إخفاء ارتباكها، وأمسكت الوعاء لتعطيه له أولاً.

رفع آدم عينيه نحوها، وقد بدا عليه شيء من الاستغراب، ثم كان على وشك أن يمرر لها الوعاء لتأخذ بعده، لكنها قالت بسرعة وهي تهز رأسها:

-خلاص مش عاوزة.... شكرا 

رفع حاجبه باستغراب وهو يحدق بها، قبل أن تقطع مونيكا الصمت بابتسامة خبيثة وقد كانت تراقبهم:

_أظن أن زوجتك تحبك كثيرا يآدم انها مراعية ان تأكل انت اولا 

لينظر لها الجميع بصدمة بعد هذه الجملة ماعدا خديجة وكاريمان وحور زوجة محمود الذين لم يفهموا ماذا قالت

سعلت مودة بشدة وهى تأكل بعد أن سمعت هذه الجملة عن اى حب تتحدث هذه هى لا تعرف انهم لو يستطيعون قتل بعض لكانوا فعلوا الآن!! 

اكتفى آدم فقط بإبتسامة ارتسمت على وجهه بغيظ وهو يكمل اكل فلاحظ ان مازن اخيه لم يأتى بعد 

فقال لوليد الذى كان يأكل وغير مهتم بأحد بالمرة 
-هو مازن فين يوليد مش كلمك وقالك جاى !!

وليد وهو يأكل 
-قالى متستنهوش لسة مطول مع صاحبه 

آدم بضيق 
-انا قولتله كذا مرة ميطولش مع صحابه برة وهو مفيش فايدة فيه 

احمد 
-سيبه يآدم على راحته متفضلش واقفله على الواحدة كدا هو مش كويس الفترة دى وانت عارف 

ليتنهد آدم بضيق فهو قلق عليه بالأخص بسبب هذه للفترة التى يتحدث عنها يشعر ان هناك شئ به ولا يعرف ما هو ........

وبعد انتهاء الطعام، خرج الجميع إلى الحديقة الواسعة التي أُعدت خصيصًا لهذه الجلسة الليلية. كانت المصابيح المعلقة بين الأشجار تبعث أضواءً صفراء دافئة، والنسيم يمرّ بين أوراق الشجر فيزيد الجو بهجة وهدوءًا. جلست المجموعة على المقاعد المريحة، بينما جاءت هنية بصينية كبيرة عليها أطباق من الحلويات المصرية الشهيرة ووضعتها امامهم

أخذ مايكل قطعة من الكنافة، وتذوقها بشهية واضحة، ثم ابتسم وهو يلتفت نحو آدم قائلًا:

_ألن تخبرني أخيرًا لماذا دعوتني إلى هنا يا آدم؟ أنت تعرف جيدًا أنني لا أستطيع مقاومة دعوة إلى بلدك… لكنني واثق أنك استغليت هذه الفرصة لشيء أكبر.

ابتسم آدم ببرود وقال:
-حسنا أظن انك ذكى اكثر مما توقعت مايكل ......انتهى من طعامك هذا  ثم نتحدث فى مكتبى 

هز مايكل رأسه مبتسمًا وهو يواصل الأكل، بينما قاطعهم صوت مونيكا وهي تنظر إلى مودة باهتمام:

-انا سمعت ان السيدة مودة تركت دراستها حتى تتزوج بك هل هذا صحيح !؟

رفعت مودة حاجبيها بدهشة، لم تفهم من أين عرفت تلك المعلومة. كاد آدم أن يجيب، لكن سبقته مودة بصوت ثابت:

_لا ليس بسبب الزواج،... أنا تركت التعليم منذ أن كنت فى بيت أهلى لأجل معاونتهم فى تربية اختى لا أكثر .....هو ليس له دخل بذلك 

ساد صمت قصير، انعكس فيه الذهول على وجوه الجالسين، خصوصًا ميسرة ومنة، اللتين لم تتخيلا يومًا أن تكون مودة غير متعلّمة.

تنحنح مايكل قليلًا قبل أن يقول:
-ولكنى سمعت ان عائلتكم أعداء لذلك لم تكملى تعليمك يا مدام مودة 

شعرت مودة بالغليان في صدرها من هؤلاء الناس… كيف تصلهم تلك الإشاعات حتى من خارج البلاد!؟ أغمضت عينيها لثوانٍ، ثم قالت ببرود يخفي ضيقها:
_لا، ليس لهذا السبب. 
ثم زفرت بهدوء وهي تلوّن الحقيقة بكذبة صغيرة:.... كانت هناك بعض الخلافات فقط… وقد انتهت منذ زمن.

نظر لها آدم بدهشة من دفاعها عنه فمال بجسده قليلًا نحوها وهمس بنبرة متعجبة:

-انتى ليه بتبرريلهم!! مش كنتى من شوية بتقولى انك مش بوشين زيي 

التفتت إليه، وقالت بصوت منخفض لا يسمعه سواهما:
_أنا مش عاوزة أسبّبلك مشاكل في شغلك بسببي… ولا يطلع على بلدنا سمعة وحشة إننا لسه عايشين للتار والخلافات. مع إن… مع الأسف… هو ده اللي إحنا فيه دلوقتي.

اتسعت عينا آدم للحظة، وهو يشعر ان كلماتها أصابته كالسهم… فهي صادقة. ما يعيشانه ليس حياة زوجين مثاليين كما يوهمون الجميع.

استجمع أنفاسه، ثم نظر مباشرة إلى مايكل وقال بحدة هادئة:
_من قال لك كل هذه المعلومات، يا مايكل؟

مايكل 
-زميل لى فى شركتك حتى هو الذى قال لى ان زوجتك لم تكمل تعليمها 

آدم بغضب من هذه الجملة التى يكررها 
-هى ليس كما تظن ليست متعلمة... انها قدمت على منحة ودرست كثيرا حتى تتقدم لها ولكن شركتك يا مايكل لم تقبل بالبنات المحجبات وهذا سبب من الأسباب التى جعلتني ادعوك لهنا حتى نناقش هذا الموضوع فكثير من البنات لم تعرف ان تدخل هذه المنحة بسببكم 

لتنظر له مودة بصدمة من جملته فهى كانت تظن ان آدم هو المسئول عن ذلك
-لماذا لا تقبلوا بالمحجبات لا أفهم 

مايكل 
-أنها قوانين بلدتنا يآدم لا استطيع تغييرها وانت عندما دخلت معى بالمال ألم تكن تعرف هذا الشرط!!

آدم 
-لا لم أكن اعرف لو كنت أعلم كنت لغيت هذه المنحة كلها ...والآن اريد منك ان تتنحى جانبا عن هذه المنحة وانا سأدفع لك التعويضات وانا سأنقلها لبلد اخرى 

مونيكا وهى تنظر لمايكل 
-وافق يامايكل ليس صحيح ان بنت مثل مودة وغيرها لا يدخلون منحة بسبب حجابهم 

ليومأ مايكل وهو يقول 
-حسنا يآدم لك هذا من اجل زوجتك فقط 

اتسعت عينا مودة بدهشة ممزوجة بسعادة، هل حقًا سيشتري كل المنحة؟! هذا يعني أن أي فتاة محجبة يمكنها الدخول والتقديم… وكأن حلمها البعيد صار ممكنًا فجأة.

التفتت إليه بابتسامة مشرقة وقالت:
_ده بجد؟! يعني أي حد يقدر يخش فيها خلاص؟

تأملها آدم للحظة، وسعادة خفية تسللت لقلبه وهو يراها تبتسم بتلك البراءة. فمنذ أن حطم حلمها برفض المنحة وهو يشعر بالذنب، والآن يرى في هذه الخطوة تكفيرًا بسيطًا عن ظلمه. 

ابتسم آدم وقال:
_آه… وتقدري تقدمي من أول وجديد. بس… على شروطي أنا بقى.

عقدت ذراعيها ونظرت له بضيق :
_هتكون شروط اى يعنى ؟؟؟مش هتدخل واحدة المرادي من أعداء عيلتك !!

لم يرد، بل رمقها بنظرة جانبية وبسمة ساخرة على شفتيه ،وقبل أن تضيف شيئًا، قاطعتهم مونيكا بابتسامة رقيقة وهي تقول بالإنجليزية:
_حقًا يا مودة، أنا أحسدك على زوجك… سيشتري المنحة كلها من أجلك!

ابتسمت مودة مجاملة لها، بينما في داخلها كانت تكاد تنفجر غيظًا، وتمتمت في نفسها:
_بيحسدو الفقير على العيش الفينو اقسم بالله تعالى خديه يختى ورينى هيعاملك إزاى 

ابتسم آدم وهو يسمعها فكانت تقول بصوت مهموس وصل له وقال
-حسنا مايكل تعال معى للمكتب لنتفق فى باقى تفاصيل العمل 

ليومأ له مايكل ويذهبوا للعمل ونهض الجميع ايضا ماعدا خديجة التى كانت تجلس كل هذا الوقت ولا تفهم شئ وتجعل احمد يترجم لها بعض الكلام الذى لا يقول كله بالطبع حتى لا تفعل جدته مصيبة  وهم يمدحون فى حب آدم ومودة الذى ليس موجود من الأساس 

خديجة بغيظ لاحمد
-هي الولية البيضة دى عمالة تتكلم مع بنت الجاتل فى إيه شيفاهم منسجمين اووى 

أحمد بتأفف 
-ماهو انا بقا مش جوجل ترانسليشن يستى خلى حد غيرى يترجملك انا ماشى 

ليقول جملته ونهض وتركهم ......

كان مايكل يجلس فى مكتب آدم منبهر بالتصميم الذى أراه إياه وقال له انه يريد منه إنتاج بشكل خاص وكمية كبيرة لأنها قطعة مميزة من تصاميمه ولن ينتجها هكذا وإن نجحت ستكون الماركة بأسم شركتهم هما الاثنان وبالطبع وافق مايكل على عرض يعرف انه لن يفشل فهو يعرف آدم جيدًا لم يقدم شئ ابدا وفشل به ............

وبعد قليل من الوقت كان قد انتهو من اجتماع العمل هو ومايكل فأتجهوا للخارج مجددا فرأوا ان مودة ومونيكا مازالوا يتحدثون مع بعضهم فقال مايكل بضحك وهو يقترب منهم 
_أظن انكم اصبحتم مقربين للغاية 

مونيكا بضحك وهى تربت على يد مودة 
_انا أحببت مودة للغاية فهى إمرأة مكافحة حقا بالرغم انها لم تكمل دراستها إلا أنها تعرف كثير من الأشياء وخاصة فى الطب كأنها طبيبة ماهرة ومثقفه للغاية حقا يآدم انت محظوظ بإمرأة مثلها اهنيك على اختيارك 

ابتسمت مودة بخجل، وهي تطرق رأسها قليلًا، فهى قضت خمس سنوات تذاكر المقالات والدروس عبر الإنترنت في مجال الطب، وكأنها تعاند الدنيا لتعوض حرمانها من الجامعة. لم تحصل على شهادة، لكن العلم صار يسري في عقلها ووجدانها… لأن ذلك هو الحلم الوحيد الناقص في حياتها.

أما آدم، فقد ظل ينظر إليها بإعجاب فهو لم يكن يعلم كل هذا عنها… كان يعرف أنها حصلت على منحة للطب، لكن أن تمتلك هذه المعرفة وهذا الإصرار؟! حقا كل يوم يكتشف فيها شيئًا جديدًا، شيئًا يجذبه أكثر فأكثر إليها بلا وعي وخاصة شخصيتها الهادئة والعنيدة، والشرسة والمرحة في آن واحد … حقا هذه البنت كل يوم تبهره فبالرغم من كل هذا الذى هى به مازالت مثابرة كما تقول مونيكا.......

قطع مايكل شروده فجأة، وهو يربت على كتفه ضاحكًا:
_يا رجل، انتبه لنا قليلاً! طوال الوقت لا تشيح نظرك عنها. نحن نعلم أنها جميلة، لكن انتبه لرفاقك!

في لحظة، تصلّب جسد آدم، وانقبضت قبضته بغضب.....كان يتمنى لو يسدد لكمة قوية في وجه هذا الأبله الآن..... صحيح أن الأجانب يلقون كلمة جميلة بسهولة، لكنها لم تكن مجاملة بريئة هذه المرة، بل استفزاز مقصود… فمايكل يعرف جيدًا كيف يثير غضبه فقد عاشره طويلًا ويعرف طبيعته.

زمّ آدم شفتيه، وقال ببرود مصطنع يخفي خلفه الغيظ:
_إنها عبارة عن عمليات تجميل يا رجل… لم تكن هكذا قبل الزواج.

لتفتح مودة عينيها بشهقة، والصدمة تعلو ملامحها. عمليات تجميل!؟ أي عقلٍ يحمله هذا الرجل!؟ كيف يتفوه بكلام كهذا! لم يرها يومًا في حياته ويقول تجميل، من أين أتى بهذه الكذبة الفجة!؟

التفتت نحوه بسرعة، ووجهها يشتعل غضبًا وهي تقول بالعربية:

_مييين ديييي اللى عاملة عمليااااات تجميل يعنيا انا كله رباني يحبيبى قال قبل الجواز قال انت صدقت التمثلية اللى احنا عاملينها مش بعيد انت تكون اللى عامل تجميل ونفخ كمان 

قالت جملتها وهي تشير إلى عضلات جسده بسخرية؛ فقد طفح بها الكيل حقًا. هل سيصل به الأمر إلى أن يتحكم حتى في ملامح وجهها ويقول "عمليات تجميل"!؟

آدم بصدمة، غير مبالٍ بمايكل ومونيكا اللذين كانا يضحكان عليهما بعدما لاحظا شجارهما:
ـ نفخ!؟ لا… إنتي كده زوّدتيها بقى.....بلااش نتكلم كمان عن عينيكي اللي مش بعيد يكونوا عدسات...

قالها بسخرية، وهو يعلم تمامًا أن عينيها حقيقيتان، لكنه اغتاظ منها بشدة بسبب هذه الكلمة. فقد جعلته في لحظة مثلها، فاختار أن يرد الكلمة بعشرة.

مودة بصدمة، وهي تفتح عينيها على اتساعهما:
ـ لينسز!؟ عنيا لينسز!؟ ده أنا من ساعة ما جيت القصر ده وإنتو كل يوم مخلّيني أعيط قد كده لحد ما ورموااا!

قالت جملتها وهي تنظر في عينيه بغيظ، متناسية تمامًا أنها الآن تقف أمام الروبوت الذي كانت تخشاه، وتخاف حتى أن ترفع نظرها إليه. لكن آدم سرح في عينيها حين نظرت له بتلك الطريقة... لا يعرف كيف تفوّه بكلماته السابقة.... فهي حقًا جميلة بشدة، بعينيها الزمردية وملامحها الطفولية التي تتكرمش حين تغضب.....ومع ذلك أراد أن يجعل ذلك "مايكل الغبي" يكفّ عن وصفها بالجميلة.

أما مودة، فقد ارتبكت حين التقت عيناها بعينيه، ليقطع الصمت صوت مايكل ومونيكا اللذين انفجرا ضاحكين على ملامحهما وتعابيرهما المضحكة أثناء شجارهما.
-شكلكم جميل للغاية ومضحك وانتم تتشاجرون هكذا 

مونيكا بضحك وهى تقترب من مودة 
-أظن انكى تتشاجرين معه لأنه يقول عليكى انك عمليات تجميل صحيح !؟

مودة بإحراج فهى نست نفسها تماما بعد سماع هذه الكلمة
-لا لا.....هوا انا تافهة لهذه الدرجة لم اتشاجر معه لهذا السبب التافه 

آدم بغيظ 
-نعم نعم كانت تناقشنى فى شئ آخر أليس كذلك !!؟

لتومأ له مودة وهى تتلاشى النظر له بإحراج فقال مايكل بضحك 
_ حسنا يآدم حقا استمتعت معكم اليوم كثيرا ولكن يجب ان نذهب 

آدم 
-لتبقى عندنا اليوم أين ستذهب فى هذا الوقت !

مايكل 
-يا رجل الليل مازال طويل فمونيكا تريد التجول فى البلد كلها اليوم وانا لست اتحمل تذمرها طوال اليوم 

مونيكا بتذمر 
-حقا مايكل !! هل انا اتذمر !!

مايكل بضحك 
-انتى تفعلين الآن عزيزتي.....حسنا آدم اعذرنا يجب ان نذهب ليقول جملته وهو يسلم عليه

آدم وهو يسلم عليه
-حسنا مايكل كررها مرة أخرى سأكون بإنتظارك 

ليودّعوا بعضهم ويمشي آدم ومعه مودة حتى أوصلوهما إلى أمام باب القصر. هناك ودّعت مونيكا مودة أيضًا، فيما اقترب مايكل من آدم قليلًا وهمس له بعيدًا عن مسامع مودة ومونيكا:

_اهنئك آدم انت اخيرًا وجدت شريكة حياتك حقا انتم تليقون ببعض كثيرا لم اتوقع فى يوم من الايام ان أراك تنظر لأمراة هكذا 

آدم بإستغراب 
-ماذا تقصد !!؟

مايكل بهمس
-اقصد اننى اعرفك جيدًا انت رجل قاسى الطبع والجميع يخاف منك ومن طبعك ولكن معها لم تكن هكذا اليوم فنظراتك تغيرت كثيرا انت تحبها فعلا الحديث الذى سمعته عنكم كان مجرد كذبة 

نظر له آدم بصدمة وتوتر من وقع كلماته، وكاد أن يتحدث، لكن مونيكا قاطعته قائلة:
-هيا مايكل لنذهب لترى صديقك يوم آخر وتحدثوا 

مايكل 
-حسنا حسنا حبيبتى هيا بنا........ وداعا آدم وداعا مودة تشرفت بلقائك كثيرا 

قال جملته وهو يلوّح لهما بيده، ثم ركب سيارته مع زوجته وغادرا. وما إن ابتعدا، حتى تغيّرت ملامح الاثنين في لحظة. فبعد أن كانت مودة سعيدة منذ قليل، التفتت نحو آدم بضيق وغيظ، ثم دفعته قليلًا ودخلت القصر غاضبة وصعدت بسرعة إلى غرفتها.

أما آدم، فلم يبالِ بما فعلته، فقد كان الشيء الوحيد الذي يشغله الآن هو الجملة التي قالها مايكل. زفر بضيق، ثم صعد إلى غرفته هو الآخر وهو يفكر بكلماته.

دخلت مودة غرفتها بغيظ، تتردد في ذهنها كلماته عن "عملية التجميل". تلك الجملة بالذات لن تنساها أبدًا، حتى وإن تناست كل ما قاله لها من إهانات من قبل.

وقفت أمام المرآة تحدّق في وجهها باستغراب. لم تجد فيه شيئًا غير حقيقي؛ فهي فتاة عادية كباقي الفتيات. لديها بقع وحبوب بسيطة في بشرتها، وحتى الهالات السوداء التي زادت حول عينيها مؤخرًا من كثرة البكاء. لم تكن فائقة الجمال لتُقال عنها عمليات تجميل، ووجهها لم يكن ممتلئًا كالفتيات اللواتي يلجأن للفيلر والبوتوكس.
ـوقح... نعم، روبوت وقح، ازيدي يا مودة في ألقابه انه وقح ! ـ فكرت بغيظ. ثم توقفت فجأة
ـ ولكن... لماذا يهمها  من الأساس؟ ليقل ما يريد، لماذا يهمها رأيه حقًا!؟

زفرت بضيق وجلست على سريرها، وما إن همّت بخلع حجابها حتى وقعت عيناها على كتاب موضوع على الطاولة. تناولته بدهشة، فإذا به الكتاب نفسه الذي رأته ليلة أمس في غرفته، وكانت تتمنى الحصول عليه.

قالت مودة فى نفسها بإستغراب 
-هو لو جاه دلوقتي وشاف الكتاب ده عندى مش هيسكتلى.... انا عارفة وهيتنرفز زى عادته اروح ادهوله احسنلى 

توجهت نحو غرفته وطرقت الباب ببطء. وبعد لحظات، فتح آدم الباب، لتتجمد ملامحها من الدهشة فكان كما اعتادت أن تراه ليلًا؛ شعره مبعثر، ويرتدي ملابس النوم. لكن نظراته هذه المرة كانت مختلفة... غاضبة، غامضة، ومريبة، كأنّه خرج من معركة منذ لحظات. فتحت مودة فمها لتتحدث، لكنه سبقها بصوت بارد، وقد وقعت عيناه على الكتاب بين يديها...
_هنية نست الكتاب ده عندك هاتيه 

ناولته مودة الكتاب وقالت بإستغراب 
_انا كنت جاية ادهولك اصلا 

آدم بغضب 
-مش كل شووووية تيييجى اوضتييي وتحومى حوالياااا يارييييت ملمحكيش جمب اوضتى تاااااانى فاااهمة 

تراجعت مودة بصدمة، ملامحها ممتزجة بالخوف والذهول. لم تفهم شيئًا. ماذا حدث له؟ هذا المجنون! هي لم تفعل شيئًا، وغرفتها أصلًا بجوار غرفته. همّت بالكلام، لكنه صدمها أكثر حين أغلق الباب بعنف في وجهها. انتفضت في مكانها، ثم أسرعت عائدة إلى غرفتها، لا تفهم ما يحدث، ودموعها تنساب على وجهها بلا إرادة منها.

جلست على سريرها تبكي وهي تهمس لنفسها بدهشة:
-بتعيطى ليه يمودة !! ماانتى اتعودتى انه يزعق فى وشك ! بس المرادى انا معملتش حاجة بجد وكنا من شوية بنتكلم عادى ......واحد مجنون عنده شيزوفرونيا اقسم بالله 

أما آدم، فما إن أغلق الباب خلفه حتى قذف الكتاب بعنف إلى آخر الغرفة، ثم التقط الفازة بجانبه وحطّمها. ظل يكسر كل ما تقع عليه يداه تقريبًا، يصرخ بغضب لا يفهم سببه.... جملة مايكل كانت ترن في أذنيه وتؤلمه بشدة، وعندما رأى مودة أمامه قبل قليل لم يعرف لماذا اندفع في معاملتها بتلك القسوة، لكنه ازداد ضيقًا أكثر. جلس على الأرض يلهث من شدة غضبه، ملامحه مشوشة، صدره يعلو ويهبط بعنف، وهو لا يدري ما به.

هل انزعج حقًا من جملة مايكل؟ ولماذا سينزعج أصلاً؟ هو لا يحبها... مستحيل أن يحبها! فهو حتى لا يعرف معنى الحب.

لكن ما قاله مايكل عن نظراته لها... جعل قلبه يضطرب.... لا يفهم كيف تخونه عيناه وينظر إليها هكذا؟ للحظة، كاد ينسى من هي! وابنة من!؟

خلال الأيام الماضية، تعامل معها بشيء من الطيبة لأنه أشفق عليها وعلى ما تلقاه من ظلم جدته... لكن للحظة، كان على وشك أن ينسى أنه لا يجب أن يلين معها، لا يجب أن ينبهر بشخصيتها أو ينجذب لشيء فيها، حتى مجرد الحديث معها لم يكن ينبغي له!
للحظة، كاد أن يخون وفاءه لوالدته وجدته، ويعامل ابنة من قت$لها أمام عينيه حين كان صغيرًا... بعطف وبلطف حقًا!

أغمض آدم عينيه بغضب وضيق من نفسه، وهو يَعِد نفسه وعدًا صارمًا،انه لن يلين معها مجددًا... لن يسمح لعينيه أو قلبه أن يخوناه مرة أخرى مهما حدث ......(يتبع)



تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة