
بقلم ملك عبد اللطيف
حلّ الليل على سوهاج، وقد فرغ الجميع من تناول عَشائهم، باستثناء آدم الذي لم يضع في جوفه لقمة تُذكر منذ الصباح. جلس في مكتبه متجهّم الملامح، يحدّق في الأوراق أمامه وينهمك في بعض التصاميم، كأنه يحاول أن يغرق نفسه في العمل ليتناسى الصراع الذى بداخله.......
في تلك الأثناء، أخرجت مودة أطباق الأرز التي أعدّتها صباحًا من الثلاجة، ورشّت فوقها بعض المكسرات بعناية، ثم التفتت إلى هنية وقالت بنبرة متسائلة:
_ دادة، مش واخدة بالك إنه كله أكل النهارده… ماعدا هو؟
ابتسمت هنية بضحكة خفيفة، فقد سرّها أن ترى مودة تهتم بأمر آدم، خصوصًا اليوم بعدما علمت أنه تبرع بالدم لأختها، وحينها أيقنت كم هو رجل طيب، مختلف تمامًا عمّا كانت تظنه.....فقالت:
_ لاحظت يا بنتي كذا مرة… قولتله ياكل، مرضاش. بس مظنش هيرفض ده يعني.
مودة بتردد
_والله انا خايفة.....ماتروحى انتى تدهوله يدادة ويمكن لما ياكله يبطل يبقا متضايق وبعدين انا اروح اعتذرله اى رأيك
هنية بضحك
_مينفعش يامودة انتى اللى عملاه ومخصوص عشانه إزاى عوزانى انا ادهوله!!
أحمر وجه مودة بإحراج من كلمات هنية، لترد سريعًا وهي تحاول إخفاء ارتباكها:
_ مش مخصوص عشانه يا دادة… مانا عملت كتير لكله أهو… أنا هروح وأمري لله، والله المستعان بقى.
أنهت جملتها، وأخذت الطبق ووضعته في صينية بجانبه كوب القهوة الذي طلبه منذ قليل، ثم اتجهت بخطوات مترددة نحو مكتبه. طرقت الباب بخفوت، فجاءها صوته من الداخل، ذلك الصوت الذي أوترها لمجرد أن سمعته، وهو يسمح لها بالدخول.
دخلت بخطوات بطيئة، فوجدته يتحدث عبر الهاتف بانفعال، ولم يلتفت حتى لوجودها..... وقفت بجانب كرسيه، ممسكة بالصينية، تنتظر أن يُنهي مكالمته..... لكن فجأة نهض آدم من مكانه بفزع، وصوته يرتفع غاضبًا:
_ يعنيييي إيييييي مش موجوديييين؟! دورررر كويسسسس! أقسم بالله ما هرحمككك لو ضاعووو… إنت فااااهم!!!
قال كلماته وأغلق الخط بعصبية، وقبل أن تنطق مودة بحرف، التقط جاكيته المعلّق على الكرسي، ودفعها بع$نف من أمامه كأنها لم تكن موجودة، ثم خرج مسرعًا من المكتب، عابرًا القصر بأكمله حتى استقل سيارته وانطلق بلا تردد.
سقطت مودة على الأرض من قوة دفعته، وتبعثرت الأطباق والقهوة معها.....على ملابسها ....فظلت تحدّق بصدمة، غير مصدّقة أنه لم يرها حتى… كأنها مجرد عائق في طريقه!
وفي تلك اللحظة، فتحت هنية الباب بسرعة، فقد كانت تنتظر مودة بالخارج، لكنها فوجئت بخروج آدم الغاضب على هذا النحو. وما إن رأت مودة جالسة على الأرض حتى شهقت قائلة بقلق:
_ في إيه يا مودة يا بنتي؟ إيه اللي موقعك كده على الأرض؟
رفعت مودة عينيها والدموع تنهمر بغزارة، وقالت بصوت متهدج:
_ أنا غلطت يا دادة… غلطت لما اعتبرت الشخص ده كويس ولو للحظة… وقلت ضميري مأنبني وصعبان عليا إني لبست هدوم مامته… أنا بجد واحدة غبية وعلى نياتي… وهفضل كده على طوووول.
أنهت كلماتها وهي تبكي بحرقة، ثم نهضت مسرعة من على الأرض وخرجت من المكتب تركض، غير عابئة بنداء هنية خلفها ...و صعدت إلى غرفتها بخطوات متعثرة، وما إن أغلقت الباب حتى ارتمت على سريرها بغيظ، تدفن وجهها في الوسادة وتبكي بمرارة. كانت تعرف في أعماقها أنه ليس شخصًا جيدًا، لكنها حاولت—ولو للحظة—أن ترى فيه جانبًا مختلفًا، جانبًا صغيرًا يمكن أن تشكره من أجله… أن تعتذر له.... لكنه، وللمرة التي فقدت عددها، لم يمنحها سوى إهانة جديدة.
مودة وهي تخاطب نفسها بدموع:
_ أقسم بالله ما هتعامل معاه… حتى ده روبوت يا مودة، عاوزاه يتصرف إزاي مع بشر زيك بجدددد!
...
وبعد منتصف الليل، بينما النهار أوشك أن يبدأ، عاد آدم إلى القصر منهكًا بعدما أنهى تلك المشكلة التي هبطت فوق رأسه فجأة. لم يفهم كيف تجمعت كل الأزمات دفعة واحدة لتضغط على أنفاسه هكذا..... دخل بخطوات ثقيلة إلى المطبخ، معدته تصرخ جوعًا، والدوار يكاد يسيطر عليه، فقد قضى يومه كاملًا بلا طعام.
فتح باب الثلاجة بتثاقل، فتوقّف لحظة عندما لمح داخلها أطباق "رز بلبن". فعقد حاجبيه بدهشة… فهُم لا يصنعون هذه الأكلة عادة، وحتى عندما تُعَد، تكون خصيصًا من أجله..... مد يده وأخرج أحد الأطباق، جلس يتناوله ببطء… لكنه ما إن تذوّق أول ملعقة حتى تجمّد مكانه.
الطعم… نفس الطعم الذي ظل محفورًا في ذاكرته منذ صغره. نفس لمسة والدته التي لم يستطع أحد تقليدها: الأرز غير مفروم تمامًا، السكر بكمية معتدلة، المكسرات متناثرة برفق فوق السطح… كيف؟! حتى جدته لم تكن تفعلها هكذا!
بدأ آدم يتناول الملعقة تلو الأخرى وابتسامة صغيرة تتسلل لوجهه، لم يهتم الآن بمن صنعها، كل ما يعنيه أنها تحمل أثر والدته التي اشتاق إلى أي شيء يعيده إليها. فمنذ أن ماتت، لم يتذكرها أحد إلا بالدم والثأر والانتقام… أما هو، فكان يشتاق إلى تفاصيلها الصغيرة، إلى الأشياء الجميلة التي كانت تملأ هذا القصر المظلم يومًا.
أنهى طبقه ببطء وكأنه لا يريد أن ينتهي منه، ثم نهض متثاقلًا بعد يومٍ شاقٍ طويل واتجه إلى غرفته. وبينما يصعد، وقع بصره على غرفة مودة من بعيد، فتوقف مكانه لثوانٍ. عاد إلى ذاكرته مشهدها وهي تقف أمامه قبل ساعات، وعيناه تذكرتا لحظة دفعه لها بعنف وسط غضبه. "مهلًا… كانت تمسك بشيء بين يديها… شيء كانت تريد أن تعطيه لي… ما هو؟"
تحركت قدماه لا إراديًا كأنه على وشك أن يتجه نحو غرفتها، لكن فجأة تراجع بخطوات بطيئة إلى الخلف، وكأن صوتًا بداخله يذكّره: لقد وعد نفسه بألا يحدثها مجددًا. يكفي ما كان بينهما في اليومين الماضيين… يكفي هذا القرب الذي كاد أن يربكه.
أدار ظهره سريعًا ودخل غرفته وهو يزفر بضيق، يحاول إقناع نفسه بكلماته.......
مرّت ثلاثة أيام ثقيلة بلا أي أحداث تُذكر. مودة لم تغادر غرفتها قط، كانت طوال الوقت تجلس وحيدة، تتناول طعامها هناك، ولا تنزل إلى المطبخ إلا للضرورة القصوى التي تحتاجها هنية منها. أما في الأوقات التي يصل فيها آدم إلى القصر، فكانت تختبئ سريعًا في غرفتها قبل أن يراها.
منذ ذلك اليوم، وهي لا تطيق حتى مجرد النظر إليه.....لم تعد تحتمل رؤية وجهه الغاضب أو سماع كلماته التي تنفذ كالسهم إلى قلبها وتجعل دموعها تنهمر بلا توقف. حاولت كثيرًا معهم، جاهدت أن تكون طيبة، أن تعوضهم عن ما اقترفه والدها، أن تكفّر عن ذنبه… لكنها أيقنت أخيرًا أن لا جدوى. فالانتقام أعماهم لدرجة لم يعودوا يرون أي خير بجانبهم مهما حاولت. استسلمت لقدرها أنها ستظل حبيسة هذه الغرفة، تأكل وتشرب فقط لتعيش، بانتظار أن ينتهي هذا الجحيم يومًا ما.
في إحدى اللحظات، وقفت في شرفة غرفتها تستنشق قليلًا من الهواء الذي افتقدته. نسيم خفيف داعب وجهها، فأحست بشوق غريب للحديقة، للورود التي لمستها من قبل. لكن لا… لن تنزل. فالنزول يعني أن تراه، أن تواجه نظراته وكلماته التي تُبكيها.
وفجأة، التقطت أذنها صوت نواح قطة من الأسفل. أمالت رأسها لترى قطة صغيرة في الحديقة، متعبة، هزيلة، وكأنها على وشك الموت من الجوع. ضاقت عيناها بحزن وهي تحدّق بها، شعرت برغبة ملحة في النزول لإطعامها. وقفت فجأة وهمست لنفسها:
_ لا يا مودة… إنتِ أخدتي عهد على نفسك… مش هتنزلي.
لكن عينيها عادت للقطة، التي ظلت تنوح بعجز، كأنها تستغيث بها، وكلمات صامتة تتردد في أذن مودة: "تعالي… ساعديني." زفرت بغيظ وترددت قليلًا، ثم تذكرت أن آدم ليس هنا الآن، فالوقت ما زال مبكرًا قبل أن يعود من شركته.
خرجت من غرفتها بخطوات مترددة، متجهة إلى المطبخ و أخذت بعض الطعام وملأت وعاءً صغيرًا بالماء، ثم مضت نحو الحديقة.......
جلست على العشب بجانبها ومدّت يدها بالطعام، لتنقض القطة عليه بنهم واضح، وكأنها لم تذق لقمة منذ أيام..... ابتسمت مودة من قلبها، ثم مدّت يدها تمسح على ظهرها بحنان وهي تقول بصوت مبحوح:
_ مقعدينك كده من غير أكل هاا… حرام عليهم والله. شكلك حلو أوي… الظاهر إن أنا وانتي لينا نفس المصير هنا، صح؟
ضحكت مودة بخفة وهي ترى القطة ترفع رأسها نحوها بعينيها الصغيرتين كأنها تفهمها، فزاد تعلقها بها، وظلت شاردة وهي تطعمها، تتأملها بعينين ممتلئتين بالحزن والراحة في آن واحد… وكأنها وجدت في هذه القطة الوحيدة مرآة تعكس وحدتها هي.
كان آدم في هذا الوقت جالسًا في مكتبه، يعمل على حاسوبه ، وملامحه منهكة من كثرة التركيز.... بعد قليل، رفع وجهه عن الشاشة وهو يمسك عنقه المتصلب من طول الجلوس.... وألقى نظرة شاردة نحو الحديقة من خلف الزجاج، فتسلل الحزن إلى عينيه. فهو اعتاد أن يراها هناك، تروي الزهور كل صباح، لكن منذ ثلاثة أيام لم يلمحها خارج غرفتها ولو مرة واحدة.
لا ينكر أنه شعر بالاطمئنان في غيابها، وكأنه بذلك يتجنب ذنوبه أمامها.... كان يغضب من نفسه كلما وقعت عيناه عليها، لا يعرف كيف يسيطر على انفعاله تجاهها، وكيف يجرحها بكلماته بدون قصد..... لكنه في الوقت ذاته كان منزعجًا أكثر وهو يعلم أنها لم تخرج بسبب ما فعله. فمنذ أن اكتشف أن الطعام الذي تناوله أعدّته له بيديها، وتذكر كيف دفعها بعنف… والحزن يثقل صدره. كان يتمنى فقط أن يراها، ولو للحظة، ليبرر فعلته أو يطلب منها الصفح.... تلك الأيام الثلاثة مرت عليه وكأنها سنوات طويلة.
ظل يحدّق في الزهور التي بدت ذابلة، وكأنها هي الأخرى تشعر بغياب صاحبتها وحزنها.
وفجأة تغيّرت ملامحه؛ صدمة ارتسمت أولًا، ثم تلتها ابتسامة دافئة وهو يلمحها أخيرًا..... لم يصدق عينيه: لقد نزلت! هناك، وسط الحديقة، تلعب مع قطة صغيرة وتضحك… كل ضحكة تخرج منها تتزين بغمازتيها، كانت كفيلة بأن ترسم ابتسامة على وجهه رغمًا عنه.
نهض آدم من مقعده، فتح زجاج المكتب بخفة، وخرج يتجه نحوها. وقف أولًا يتأملها من بعيد، ثم اقترب أكثر حتى صار خلفها وهي جالسة على العشب تمسد على القطة بحنان. عندها، التقط أذناه صوتها الحزين وهي تحدث القطة بصدق لم تنتبه أن أحدًا يسمعها:
_ إيه اللي جابك المكان الوحش ده؟ الناس هنا قلبهم قاسي وأشرار… اهربي قبل ما تموتي من الجوع. محدش هيعطف عليكي منهم.
تجمدت مودة فجأة حين شعرت بوجود شخص يجلس بجانبها. التفتت برعب، لتتسع عيناها بصدمة وهي تراه… آدم! أمامها، يجلس بهدوء ويمسد على ظهر القطة هو الآخر.......
رفع رأسه نحوها، وفي صوته نبرة مختلفة، أقرب للطمأنينة:
_ مش مضطرة تهرب كل شوية… فيه ناس هنا بيعطفوا عليها. بس هي اللي مش واخدة بالها.
لوَت مودة شفتيها بغيظ، دون أن ترفع عينيها نحوه:
-لا محدش هيعطف عليكى اهربي قبل مايسجنوكى هنا
عقد آدم حاجبيه باستغراب:
-نسجنها!! هي عشان مش متقبلة بس انها تفضل هنا فاحنا متضطرين نحبسها
مودة بغضب
-مكانتش متقبلة فى الأول بس بعد كدا رضت بقدرها بس هو الظاهر انه مرضاش بيها
آدم بغضب هو الآخر
-هي اللى استسلمت بسرعة ومحاولتش من اول موقف حصل معاها اختفت وهربت من واقعها
كلمات آدم نزلت على قلبها كالصاعقة فرفعت رأسها أخيرًا ونظرت لعينيه، والدموع تلمع في عينيها وقالت:
_كل ده واستسلمت بسهولة؟! بعد كل العذ$اب اللي اتعذبته؟! بعد كل المحاولات اللي عملتها عشان الناس هنا يتقبلوها؟! بعد الإهانة… والظلم… والزعيق في وشها؟! كل ده وتقول استسلمت بسهولة؟!… خلاص فهمت إن الناس اللي هنا قلبهم أسود، ومستحيل يبقوا كويسين معاها… فاختفت عشان ما توجعش قلبها أكتر من كده.
آدم
-جايز يكونو فعلا مش هيتقبلوها مهما حصل بس ده مش معناه انها تختفى ماتكمل حياتها زى ماكانت ليه تقفل على نفسها وتعاقب نفسها على حاجة هيا ملهاش ذنب فيها
نهضت مودة فجأة وقالت بغضب :
-طب كويس إنك فاهم انى مليش ذنب فكل اللى بيحصل ده
لينهض آدم وهو يرفع حاجبه بإستغراب :
-مش كنتى بتتكلمى على القطة !!! قلبتى الموضوع على نفسك ليه !؟
لتتوتر مودة بشدة من جملته وهى تتفادى نظراته فهى لم تكن تقصد الهرة بحديثها فالكلام جاء فى بعضه واصبحت تتحدث عن نفسها وليس الهرة.........
كادت ان تذهب من امامه ولكنه اوقفها وهو يمسك يدها ويشدها نحوه فقال آدم بحزن ظهر على وجهه
-مكنتيش بتطلعي من اوضتك ليه !؟
ارتبكت من قربه، وصوتها خرج متقطعًا:
_ مش… مش إنت اللي قلتلي ماطلعش من أوضتي؟… أهوه… بسمع كلامك.
ابتسم آدم بسخرية مريرة وهو يترك يدها، مدركًا توترها من قربه:
_ ومن إمتى بقى وانتي بتسمعي كلامي؟
مودة بغضب
-من النهاردة وانا هسمع وانا ساكتة مش هفتح بوقى بكلمة
آدم بسخرية
-أراهنك تعرفى تقعدى دقيقتين على بعض ساكتة !!
لتنظر له مودة بضيق وغيظ فقال هو بإحراج فهو يعلم أن كل هذا بسبب الموقف الذى حدث عندما دفعها هكذا
-يوميها كنت متعصب جامد وجالى تليفون عصبنى اكتر عشان كدا مكنتش شايف قدامى
مودة وهى تدعى الغباء
-يوم اى ده !! مش فاهمة
آدم وهو يرفع حاجبه باستغراب
-لا والله عاملة نفسك مش فاهمة !!
مودة ببرود
-اه مش فاهمة طول ماانت بتلاوع فالكلام كدا مش فاهمة
آدم بضيق فهو لا يعرف كيف يبرر موقفه لأحد لذلك فتح الموضوع مباشرة فهو ليس معتاد حتى ان يراعي مشاعر احد وهو يحدثه ليقول
-انا عارف كويس اووى إنك فاهمة قصدى وانا بتكلم على إيه .....انا مكنتش حتى واخد بالى انك انتى اللى واقفة ولا حتى انك ماسكة حاجة فإيدك لولا هنية اللى قالتلى انا زمانى مكنتش اخدت بالى لغايت دلوقتي لتنظر له مودة بأستغراب فيكمل هو ....انا لما ببقا متضايق مش بشوف قدامى اى حد .....واظن وضحتلك موقفى
كادت مودة ان تتكلم ولكن قاطعها وهو يقول
-وبطلى شغل الاطفال بتاعك ده واخرجى برة الاوضة .......وآه ياريت متلعبيش فى دماغ القطة انها تهرب لأن مهما راحت هعرف اجيبها
ليقول جملته بسخرية فهو كان يقصدها هى بهذه الجملة وليس القطة لتبتسم مودة بعد ان مشى من امامها.... ولكن فجأة استوعبت انها تبتسم !!
ماذا حدث معكى يمودة اتبتسمى على جملته تلك هو يقول انكى طفلة !!
مودة وهى تتمتم بغضب
-قال طفلة قال .....انت لو كنت قولت آسف مرة واحدة بس كنت زمانى نسيت كل اللى عملته من يوم ماشوفتك لكن إزاااااااااى الروبوت يعتذر لا طبعا غروره ميسمحلهوش وليا انا كمان مستحيل
لتضحك مرة أخرى عندما تذكرت جملته على القطة ان لا تهرب لتبتسم بدون إرادة منها لا تعرف لماذا اصبحت لا تخاف منه او تبغضه مثل الاول هل معقول منذ أن علمت انه هو من تبرع بالدم لاختها وهى تغيرت نظرتها له وايضا بسبب موضوع والدته وهى اصبحت عاطفية معه .....
هل معقول انه شخص جيد يمودة!؟؟ ولكن لا لا لا تنسى يمودة الذى فعله بكى هوا السبب فالذى انتى فيه حتى الآن لا تعتبريه شخص جيد مرة أخرى حتى لا تأخذي فوق رأسك منه مجددا ..............
جاء الليل فى سوهاج وكانت مودة تجلس مع هنية فى المطبخ وتأكل لب وسوداني معها بسعادة لا تعرف لماذا هى سعيدة هكذا ولكن منذ فترة وهى لم تراها وتجلس معها وتحكى وتتحدث فهى حقا تحب هذه المرأة فهى الوحيدة التى منذ جائت إلى هنا تعاملها بحب وحنية لم تراها حتى من والدتها الحقيقية .......
مودة وهى تأكل
-بجد يادادة الاوضة كلها كانت متكسرة
هنية
-آه يبنتى اول مرة اشوف اوضة آدم بيه متبهدلة كدا اليوم ده فعلا كان شكله متعصب
نظرت مودة أمامها بشرود، وابتسامة باهتة مرّت على وجهها وهي تتذكر… حتى ذلك اليوم الذي انفجر فيه غضبًا عليها، وهو يلعب الملاكمة مع أحمد، كان واضحًا أنه كان مثقل بالهموم. كأنه لم يكن يقصدها هي، بل كان يفرغ كل ما بداخله في أي شيء يمر أمامه.
ليقاطع تفكيرها دخول احمد المطبخ وهو يقول
-مفيش حاجة تتاكل يدودة !؟انا جعان
هنية بضحك
-اقوم اعملك يبنى حتى لو مفيش اقعد استنى
ليومأ لها احمد ويقوم بفتح التلاجة وقال :
-اى ده هو لسة فيه رز بلبن كويس الحق آكل منه
مودة بإستغراب
-هو مخلصش لغايت دلوقتي!!.... انتى معطتيش كل واحد طبقه يدادة؟؟
كانت هنية تضع الطعام على النار لتسخنه لأحمد، فابتسمت وهي تقول بخفة:
_ لا يا بنتي… آدم بيه منعني أدي لحد منه.
جلس أحمد على المائدة بضيق وهو يلتهم أول لقمة بسرعة:
_ حتى أنا منعني؟! وأنا اللي قايلك تعمليه من الأساس… حتى ما لحقتش أدوقه ....
صوته انقطع فجأة، حين شعر بيد تسحب الطبق من أمامه بقوة. التفت بحدة، فإذا بآدم واقف خلفه، عينيه ضيقتين وهو يقول بغيظ موجّهًا حديثه لهنية:
_ مش قولتلك يا هنية محدش يمد إيده على الأكل ده!!
نهض أحمد بغيظ، يحاول استرداد طبقه:
_ هااات يا آدم… الطبق! ده أنا ما لحقتش أدوقه… حرام عليك!
لكن آدم جلس بثبات، يتناول منه ببرود وكأنه يستمتع بغيظ أحمد، ثم قال بلهجة حاسمة:
_ لا. قولت محدش هياكل منه غيري… انت مالك انتتت؟
احمد بتذمر
-يبنى كلت اكتر من ١٥ طبق ومعطتش ولا واحد فينا نص معلقة جات على آخر طبق!!
اومأ له آدم ببرود وهو يجلس غير مبالى للتى تنظر له بصدمة وإستغراب انه اُعجَب بالطعام لهذه الدرجة ولا يعطيه لأحد ايضا!!..........
ليقول احمد بضيق وهو ينظر لمودة
-يرضيكى يعنى اللى بيحصل ده اتكلمى يمو......
نظر له آدم بشر وهو يأكل فعدل احمد حديثه بحنق
_... اتكلمى يامرات اخويا انتييي صاحبة الاكل ده
انفجرت مودة ضاحكة عليهم، فكانوا مثل الأطفال تمامًا، وهم كل واحد منهم يغيظ الآخر، بينما آدم يزداد استفزازًا وهو يأكل بتلك الطريقة سرح لوهلة في ضحكتها، فهو لم يرها منذ مدة طويلة تضحك، وكأن ابتسامتها الآن قد أزاحت كل همه.
لكن سرحانه لم يدم طويلًا، إذ قاطعه أحمد وهو يشد الطبق من بين يديه مستغلًا انشغاله بالنظر إلى مودة، فالتفت إليه آدم بضيق وقال بغضب :
-هااات يااحمد الطبق وإلا مش هيحصلك خير
احمد بغيظ وهو يقف خلف هنية بخوف منه
-ما كفياك اكل يا آدم بكرة يطلعلك كرش
ضحكت مودة بخفوت على هذه الكلمة لينظر لها آدم بغيظ انها تضحك على سخرية احمد عليه فتقدم نحوه وراء هنية وسحب من يده الطبق مرة اخرى وهو يقول
-اقسم بالله ماهسيبهولك برضو
احمد بغيظ
-انا مش فاهم انت كل حاجة عاوزها ليك !! انا قولتلك تعملى طبق واحد ليه ....مش ١٥ طبق !!
مودة بضحك
-انا كنت عاملة ليكم كلكم والله يااحمد
آدم بغيظ
-وانت مالك انا مش فاهم هي الاكلة دى علطول بتتعمل بأسمى ومعمولة دلوقتي برضو بأسمى مش كدا !!؟
ليقول جملته وهو ينظر لمودة التى توترت بشدة من هذه الكلمة لتومأ له بخفوت فهى بالفعل فعلتها من أجله ولكن ليس ليأكلها كلها ليقول احمد بغيظ
-بالله عليكى تبقى تعمليلى انا ملحقتش اتهنى بيه
مودة بضحك
-حاضر والله هعملك بكرة
آدم بغضب
-تعملييييي لميييين!!!! ماعندك مراااتك تعملك
احمد بصدمة
-مراتى !!! هي بتعرف حتى تعمل كوباية شاى !!
مودة بضحك
-حرام عليك يااحمد بتعمل شاى حلو
رمقهم احمد بضيق ونهض وفتح الثلاجة مرة أخرى فقال بخبث عندما رأى شيئ
-اه اه بتعرف
اخرج احمد طبق آخر كان يعرف انه موجود بالثلاجة فقال وهو يجرى بسرعة
-لقيييييت طبق تاانى لقيت طبق تاانى
لينظر له آدم بغيظ وركض ورائه بسرعة خارج المطبخ لتنفجر مودة ضاحكة على منظرهم فهى حقا لا ترى آدم بهذه الطريقة المضحكة إلا مع أحمد
لتقول بضحك
-انا ملاحظة يدادة ان احمد اكتر واحد قريب منه صح !؟
ابتسمت هنية وقالت بهدوء :
-اه يبنتى علاقة احمد وآدم مفيش زيها ابدا اكتر من الأخوات حتى كأن جابتهم نفس الأم مع ان طول عمرها ام احمد مبتحبش آدم بس احمد مكانش بيسمحلها انها تقف ضد علاقتهم
مودة بإستغراب
-إزاى يعنى
هنية
-كانت وحشة يبنتى من بعد لما آدم امه ماتت وهو عنده ٩سنين وهى باقت تعامله بطريقة وحشة ودايما تدى لعيالها ومتديش لمازن وآدم ...كان احمد ياخد الحاجات اللى معاه اللى جيبهاله امه وابوه ويديها لآدم عشان ميزعلهوش مع انه أصغر منه
مودة بحزن
-وجدته مكانتش بتجيبله حاجات وهو صغير!!
هنية بحزن وهى تتذكر المعاناة التى كان يعيش بها هذا الولد لذلك اصبح قاسى هكذا
-لا يبنتى مكانتش حرماه من حاجة بس مش الحاجات اللى بتتجاب لعيل صغير كان وهو عنده ١٠ سنين اول حاجه جبتهاله مسد$س عشان يتعلم عليه إزاى يضر$ب بالنار كان دايما هو بيحب الرسم وبيبقي عاوز الوان مكانتش بترضى ودايما كانت تزعقله
مودة بإستغراب
-ليه مش فاهمة ده كان عيل صغير وازاى تعلمه على مسد$س ؟
هنية بحزن
-الانتقام يبنتى كان عامى على عنيها ولغايت دلوقتي ......مسيبتهوش يعيش طفولته زى باقى اللى حواليه وهو عشان متخليش اخوه شبهه كان هوا اللى متحمل مسؤوليته ومكانش بيرضى يخليها تقرب منه عشان الطفولة اللى هو اتحرم منها يديها لأخوه .......آدم يبنتى شاف كتير اووى طول حياته مش من يوم وليلة بقا زى ما انتى شيفاه كدا هو جواه شخص تانى بس عاوز اللى يوجهه ليه ......انا هقوم انام يبنتى قومى نامى انتى كمان يلا
اومأت لها مودة بحزن على الذى سمعته فهى كل يوم تتفاجئ من حياة هذا الشخص هل معقول انظلم طوال حياته هكذا بسبب هذا الانتقام الشنيع!!... لذلك حياته كلها ظلام ومعتمة بالغيوم السوداء...... كل هذا بسبب جدته فهى بالفعل الفترة الأخيرة لاحظت انه شخص جيد ليس كما يبدو ولكن شخصيته السيئة اغلب الوقت هى التى تسيطر عليه
لتتنهد مودة بضيق ثم خرجت من المطبخ واتجهت لغرفتها بتعب فرأت على طاولتها نفس الكتاب مرة أخرى لتنظر له بإستغراب وتقول
-هو الكتاب ده بيتحرك لوحده ولا اى مش معقول كل شوية هييجى هنا من نفسه
.....معقول هو جابوا هنا !! اكيد لا بس اى اللى بيجيبه هنا كل شوية .....اروح اسئله !!! لا لا يمودة هيتعصب فوشك تانى ويقولك هنية.....
اكملت مودة حديثها بحيرة :
_ بس اى اللى جابه هموتتت من فضولى لا هروحله بجد مش هقدر انام من التفكير
اتجهت مودة نحو غرفته وهى تمسك الكتاب فى يدها وطرقت على الباب بخفوت وبعد ثوانى قليلة رأته وهو يفتح لها الباب بنعاس ......فهى تقريبا ايقظته من النوم.....اللعنة عليها حقا سيغضب عليها الان..... ليقاطع تفكيرها صوته وهو يقول بهدوء
-عاوزة حاجة !!؟
نظرت له مودة بتوتر من هيئته المعتادة فأبتسمت بخفوت حينما تذكرت كلام هنية عن الولد الصغير الذى سرقوا منه طفولته فربما هذا الطفل هو هذا الان الذى يقف امامها
" ذو الشعر المبعثر "....نعم يا مودة انه لقب جديد لهذا الروبوت......
افاقت مودة على صوته وهو يقول
-انتى هتفضلى مبحلقة فيا كدا كتير .... فيه إيه!!
توترت مودة وقالت وهى تريه الكتاب
-جيت عشان ده... هو الكتاب ده ليه رجلين كل شوية اللاقيه عندى !!...قولى بقا المرادي هنية نسته فى اوضتى تانى!!
آدم وهو يفرك فى شعره بضيق
-لا المرادي انا قولت لهنية تحطه فى اوضتك...... لتنظر له مودة بإستغراب فأكمل هو بضيق ....
_انا مبحبش حد ييجى جمب حاجتى وبدال انتى مسكتيه خلاص يبقا تاخديه انا اقدر اجيب مليون واحد شبهه
مودة بصدمة
-هو اناااا إييييدى فيهااااا جرب!!... ده بجدددد يعنييييي ده اللى جاه معاك إنك بتدهولى عشان انا مسكته !!!
آدم بإستغراب
-قصدك اى !!
مودة بغيظ
- قصدى فيها اى لو تقول زى البشر إنك قولت لدادة هنية تدهولى اقراه زى اى حد عادى وكنت هشكرك اقسم بالله
آدم بغيظ
-بس انا فعلا عطتهولك علشان كدا انا مبحبش حد يلمس حاجتى
مودة وقد طفح بها الكيل من نرجسيته هذه
-اتصدق وتؤمن بالله ....قول لا إله إلا الله
آدم بإستغراب
-لا إله إلا الله
مودة بغيظ
-انتتتت عااامل شبه العيال المتدلعة اللى بتعيط على حاجتها لما حد ييجى جمبها والله بالذات بشعرك المنكوش ده هما بيبقا شكلهم زيك كدا بالظبط واقولك هاااخد الكتاب برضو بقالى سنة بحالها بدور عليه مش انا مسكته خلاص بقااا بتااعييي وسلام من غير شكراا
قالت كلماتها بسرعة وانسحبت من أمامه بغيظ ظاهر، لينظر آدم خلفها بصدمة لم يستوعب ما تفوهت به للتو. ثوانٍ معدودة فقط، ثم انفجر ضاحكًا وهو يغلق الباب خلفها. لم يصدق نفسه، كانت تتحدث بسرعة وبغضب كالراديو في الإذاعة، حقًا… هذه الفتاة مجنونة! لكن لماذا غضبت هكذا؟ هل تنتظر منه أن يقول إنه أعطاها الكتاب؟! مستحيل… لن يسمح لها أن تظن به كما تشاء.
ضحك مرة أخرى حين تذكر عبارتها، مرددًا بدهشة:
شعري المنكوش كمان!؟ أقسم بالله… مجنونة مش طبيعية!
ضحك ثانية وهو يلمح انعكاسه في المرآة، فتغيرت ملامحه تدريجيًا وهو يتأمل نفسه باستغراب. لم يعرف من الذي يضحك أمامه بهذا الشكل! متى كانت آخر مرة ضحك هكذا؟ لا يتذكر… كل ما يعرفه أن وجودها قلب شيئًا بداخله. لم ينكر أنه كان يكرهها بشدة، لكن شيئًا فشيئًا صار يفضل وجودها بقربه، أن يراها… يسمع صوتها وضحكتها.
تذكر الأيام الماضية، تذكر كلمات مايكل التي أثارت غضبه ودفعته لمحاولة إبعادها، حتى أنه لام نفسه كثيرًا بسببها… لكنه لم يستطع، ولن يستطيع. كلما حاول معاملتها بقسوة وجد نفسه عاجزًا، ومنذ اللحظة الأولى التي رآها في مكتبه – قبل أن يعرف هويتها – شعر بانجذاب غريب نحو جرأتها وهي تدافع عن نفسها أمامه.
وحين عرف أنها ابنة عدوه… شعر بشيء أشبه بالحزن، كأن قلبه رفض أن تكون هي تلك الفتاة التي يجب أن يكرهها ويعذبها.
زفر آدم بضيق، محاولًا طرد هذه الأفكار من رأسه، وهو يتمتم بداخله بتوعد حاسم:
“يكفي يا آدم… ستكف عن التفكير بها. حتى إن لم تعاملها بسوء، على الأقل… تجنبها. نعم، لتتجنبها.”
___________________________________
وفى مكان آخر قريب من قصر عائلة الاسيوطى كانت تقف منى فى العتمة وهى تنتظر هذه السيدة التى قالت لها انها تريد أن تقابلها الآن ضرورى ولأنها لا تستطيع ان ترفض لها طلب قابلتها فى هذا الوقت .......
شعرت منى بالخوف للحظة عندما احست بصوت أقدام تأتى من خلفها وعندما التفتت رأت هذه السيدة وهى تغطى منتصف وجهها وتتجه نحوها......
السيدة وهى تقترب منها
_متخافيش اوى كدا مش هعملك حاجة
منى بخوف
_انتى طلبتينى دلوقتي ليه
السيدة بسخرية
_متخافيش مش هحاسبك على اللى عملتيه لما سلمتى مودة لآدم
منى بخوف
_انا كنت عاوزة احمى بنتى يهانم وانتى عارفة مودة مش بنتى مهما حصل
السيدة بغضب
_عارفة بس انا بقالى ٢٠ سنة عطيهالك أمانة عندكم وفى لحظة خونتى الأمانة
منى بإستغراب
_انا مش فاهمة انتى خايفة كدا ليه ما هى فى وسط أهلها
السيدة بسخرية
_اهلها!!....انتى عارفة أهلها دول كام مرة كانوا عاوزين يموتو$ها زمان!!... لولا انا جيبتهالكم عشان تربوها كانت زمانها مي$تة دلوقتي اللى انتى عملتيه ده خلى حياة مودة فى خطر
منى بإستغراب
_والله يهانم انا مش فاهمة منين انتو قتا$لين قت$لة ومنين بتحمى مودة يعنى قتل$توهم كلهم وجات عليها!!!
السيدة بغضب
_انتى عااارفة لو قولتى الكلام ده قصاد حد يمنى هيحصلك إيييه اقسم بالله ما هتشوفى بنتك تانى
منى بخوف
_وإيه اللى هيخلينى اقول ياهانم بقالى يعنى ٢٠ سنة مخبية الموضوع وهاجى دلوقتي اقول......وبعدين انتى مقولتليش جيبانى هنا ليه
السيدة
_عشان اقولك حطى لسانك جوا بوقك ومتقوليش حاجة لحد ان مودة نفس البنت اللى اختفت زمان
منى بإستغراب
_هما ليه يا هانم عاوزين يقت$لوا مودة دى حتى غلبانة ولا بتهش ولا بتنش
السيدة بضيق
_موضوع مابينا احنا ملكيش دعوة ....المهم دلوقتي اعملى حسابك قريب اوى هتمشى من هنا انا هحاول اطلق مودة من آدم
منى بصدمة
_إيييييه انتى بتقولى إيه ياهانم
السيدة
_زى ما سمعتى انا مش هسيبها عايشة فى وسطهم هنا هوديكى مكان ميعرفهوش آدم متقلقيش
منى بخوف
_والنبى ياهانم بلاش ما صدقنا الأمور هدت بلاش والنبى
السيدة بغضب
_انتى تسمعى اللى بقولك عليه وانتى ساكتة قولتلك انا هحميكى ....كادت منى ان تعترض ولكن قاطعتها الأخرى بغضب
_اوعى تنسى يا منى انك عايشة انتى وجوزك بفضل مودة لولاها كنا قتلنا$كم من زمان ومكناش دارينا عليكم طول السنين دى ولا نسيتى
منى بضيق
_لا فاكرة يا هانم
السيدة بغضب
_يبقى خلاص تنفذى وانتى ساكتة يلا روحى
اومأت لها منى بضيق وذهبت من امامها فقالت السيدة بعد أن ذهبت بضيق
_لازم احميكى من أهلك دول يا مودة حتى لو كلفنى الموضوع روحى