رواية زهرة الانتقام الفصل التاسع 9 بقلم ملك عبد اللطيف


رواية زهرة الانتقام الفصل التاسع 9
بقلم ملك عبد اللطيف



كانت مودة جالسة فى غرفتها، ترتب أغراضها والدموع تنهمر من عينيها، لكنها رغم ذلك تبتسم كلما وقعت يدها على شيء وضعته أسرتها لها.

ضحكت بخفة حين رأت الدبدوب الصغير الذى اعتادت ألّا تنام بدونه، فأدركت أن رحمة هى من وضعته لها فى الحقيبة. فاحتضنته بحنان ووضعته بجوار سريرها، ثم واصلت ترتيب باقي الأغراض.

وحين وصلت إلى قاع الحقيبة، وقعت عيناها على صورة عائلتها.......

التقطتها بلهفة، كأنها لا تُصدق أنها أمامها بالفعل. ضمّتها إلى صدرها وبكت بحرقة، تمرر يدها فوق وجوههم وكأنها تلمسهم حقًا، قبل أن تهمس بصوت متهدج:

_وحشتوني كلكم... كنت دايمًا أقول إمتى أتجوز وأبعد عن العذاب اللي معاكم، بس لما بعدت حسّيت بقيمتكم. حتى إنتِ يا ماما... وحشتيني. يمكن ماعنديش ذكريات جميلة كتير معاكي، بس حتى صريخك عليا وزعلك مني... بشتاقله دلوقتي.

قطع حديثها صوت فتح باب الغرفة فجأة..... انتفضت مودة من مكانها بفزع، لترى خديجة واقفة عند الباب. فنهضت بسرعة من على الأرض، ووقفت أمامها مطأطئة الرأس، تنظر إلى الأرض بخوف ظاهر.

لم تتكلم خديجة فى البداية، بل أخذت تتحرك فى الغرفة مستندة إلى عكازها، تراقب كل شيء بعيون يملؤها الغيظ، قبل أن تقترب من مودة وتقول ببرود يحمل نذير العاصفة:

-الاوضة باقت حلوة يبنت القا$تل والله وعرفتى كيف تسيطرى على حفيدى ...شوية بشوية لغايت ماهتخليه يحبك كماان 

رفعت مودة وجهها بارتباك، وقد اتسعت عيناها دهشة مما تقصده.....هل كان هذا الروبوت هو من رتب الغرفة ؟؟... أرادت أن تسألها، لكن خديجة قاطعتها بغلٍ أشد:
-وجابولك كمان جهااازك أهنيه والله عال يبنت القاا$اتل 

ارتجفت أصابع مودة وهي تفرك يديها بتوتر، بينما عينا خديجة تلاحقها باحتقار واضح.....وما إن لمحت الصورة التي تمسكها مودة بين يديها، حتى خطفتها منها بعن$ف، ليتسع وجهها غضبًا حين رأت أنها صورة عائلة مودة:

-كماااان جاايبة صورة القا$ااتل ده أهنيه!!!!.....انتى بتحسبى إنك هتعيشى معاااانا كست القصر ده اقسمممم بالله على جث$تى اليوم اللى اشوف فييييه بنت القا$تل عايشة مرتااااااحة هنااااا 

لتقول جملتها وهى ترمى الصورة على الارض بعن$ف فشهقت مودة بصدمة  والتقطت الصورة من على الأرض وهى تردف ببكاء:

_حرااام عليكى انا عملتلك إيه عشان تعملى فيا كدا .....دى مجرد صورة الحاجة الوحيدة اللى فضلالى منهم حرام عليكى 

أثارت كلمات مودة غضب  خديجة اكثر فأمسكت ذراعها بقوة  وصاحت بصوت رج جدران القصر: 
-ومششششش حراااااام علييكوو انتووو ابنييييي ومراااااته اللى ما$تو هااا حراااااام عليا انا صورة كسرتهالك عااااااد وانتيييي مش حراااااام اللى عمله ابوووكى!!!!!

ما ان انتهت جملتها حتى دفعتها فجأة بقوة فسقطت مودة على الأرض، تحت أنفاس خديجة الغاضبة التي راحت تض$رب عكازها بالأرض مع كل خطوة، حتى ارتجف قلب مودة الذى يكاد يتوقف من الرعب وهى لا تدري ما الذي ينتظرها هذه المرة.

اقتربت خديجة منها بخطوات ثقيلة، ثم جذبتها من ذراعيها وجرّتها بلا رحمة خارج الغرفة، غير مبالية بصرخات مودة وتوسلاتها. استمرت تسحبها حتى ألقت بها بعن$ف أمام باب القصر، فارتطمت بالأرض متألمة، والدموع تُغرق وجهها.

تطلعت خديجة إليها من أسفل  لأعلى بتشفٍ وقالت بغلظة:
_أنا هوريكي إزاي تكلّـميني بالطريقة دي... أبوكي ما عرفش يربيكي انا بقى هربيكي! 

دخلت خديجة بغضب لبضع ثوانى...... تاركة مودة تجلس على الارض ببكاء لا تفهم ماذا فعلت لكل هذا .... 

وفجأة بدون اى مقدمات شهقت مودة بصدمة عندما شعرت بدلو من المياه البارد سُكِب عليها تحت نظرات خديجة الغاضبة التى رمت الدلو بجانب مودة وقالت 
-ده عقاااااب اللى يعلى صوته على خديجة الاسيوطى 

لتقول جملتها وهى تقفل الباب فى وجهها وقالت بصوت عالى سمعته مودة التى ترتجف بالخارج 
-على الله اللاقييييييي حدددد يفتحلهااااااا البااااب البتتتتت دي هتفضل مرمية أكده طول اليوم برة .....عشان تتعلم الادب هخليها تتمنى المو$ت ومتلاقهوش 

مضت بخطوات غاضبة، تاركة خلفها صدى كلماتها كسياط فوق روح مودة، ومن بعيد، كانت بسمة وكاريمان تراقبان المشهد بملامح راضية، فخطتهما بدأت تُؤتي ثمارها. كانتا تعلمان أن خديجة لا تعرف الهدوء إذا تعلق الأمر بالانتقام، وأن ما حدث لمودة لم يكن سوى بداية الطريق.

كانت مودة تظن نفسها بحلم ظلت تقفل عينيها وتفتحها عدة مرات وهى تأمل ان تفتحها فى مرة ولا ترى نفسها فى هذا المكان.... ولكن كل مرة كانت تفتح بها عينيها الزمردية كانت تجد نفسها جالسة عالارض امام باب القصر وهى مبللة 

انفجرت في بكاء مرير وهى تضم جسدها المرتجف بين ذراعيها كأنها تحاول احتضان نفسها المبعثرة، نفسها التي انكسرت لتوها......لا تفهم ماذا فعلت لكل هذا؟

هل هناك أشخاص سيئون لهذه الدرجة !؟ هى طردت بنت منذ قليل ورمتها على الباب وايضا وهى مبللة لا تستوعب ماذا حدث!!....... 

صرخت وهي تضغط بكفيها على جسدها المرتجف، محاوِلة أن تمنح نفسها بعض الدفء، لكن الألم كان أقوى من قدرتها على التحمل، مضت الدقائق كأنها ساعات، وجلست أكثر من عشر دقائق تبكي عند عتبة القصر، بينما يمر الحراس واحدًا تلو الآخر، يشيحون بوجوههم خوفًا من غضب خديجة إن حاولوا مساعدتها.

حاولت مودة أن تنهض، لكنها لم تقوَ؛ ساقاها خانتاها، وكل مرة كانت تسقط مجددًا على الأرض، أكثر ضعفًا من قبل. أرادت أن تستنجد بأحد... لكن من؟!
حتى أهلها إن عادت إليهم، سيغلقون الأبواب في وجهها خوفًا على أنفسهم.

استسلمت أخيرًا، وجلست منهارة، تضم جسدها النحيل بين ذراعيها المرتعشتين، ووجهها غارق في دموعها. لم تجد ملاذًا إلا السماء، تناجي ربها بضعف وانكسار:
أن ينقذها من بين أيدي هؤلاء الشياطين.

___________________________________________

وعلى الناحية الأخرى عند الاراضى الزراعية الخاصة بعائلة الاسيوطى كانت تسنيم قد وصلت وهى على هيئة حنفى هناك فدخلت لمكتب عم بيومى الذى بمجرد ان رآها نهض حتى يعانقها ليرحب به كأول يوم له فشد يده احمد الذى جاء خلفها وابعده عنها 

فأستغرب بيومى منه وهو يقول 
-فى إيه يبنى انا برحب بيك على اول يوم ليك أهنيه 

احمد بغيظ وهو يبعد يده عنها هو صحيح لا يعرف انها بنت ولكن لن يسمح له ان يلمسها 
-معلش يعم بيومى حنفى مبيسلمش على رجالة 

بيومى وهو يرفع حاجبه بإستغراب 
-ليه بقا ان شاء الله هوا انا هاكلك يولدى 

تسنيم بتوتر 
-لا ...لا بس يعنى بتكسف يعم بيومى ممكن تعرفنى بقا عالشغل وهبدأ منين 

أومأ لها عم بيومي باستغراب، ثم اصطحبها معه ليعرّفها على العمال الذين ستعمل معهم. كانت تسنيم تراقب الجميع من بعيد، تتبادل معهم نظرات سريعة دون أن تمد يدها لمصافحة أحد، الأمر الذي أثار استغرابهم؛ فقد اعتادوا دائمًا أن يبدأ التعارف بالمصافحة والابتسامة.

بعد ذلك، اتجهت تسنيم برفقة أحمد إلى الأرض المحر$وقة. راحت تسير بين أطرافها بخطوات ثابتة، تتأمل ما حولها بتركيز شديد، تدرس بعينيها كل تفصيلة مما شرحه لها عم بيومي منذ قليل. توقفت أخيرًا عند بقعة سوداء كبيرة على الأرض، ثم رفعت رأسها وقالت بجدية:

-ماشى يعم بيومى بص هنحتاج الأول نحلل الPHبتاعت التربة عشان نعرف درجة الحموضة والموضوع هياخد مننا اسبوع عشان الارض كبيرة 

بيومى وهو لا يفهم شئ 
-اى البيتش ده يبنى انا مش فاهم حاجة واصل اعمل اللى انت عاوزه الارض مسؤوليتك 

احمد بضيق 
-بتوجهله كلام ليه الراجل العجوز ده آخره يزعق على زرعه اللى بدوسله عليه بفوزية.... هجيبلك ناس متخصصة تساعدك فى الموضوع ده 

أومأت له تسنيم برأسها، ثم بدأت تشرح لهم بقية الخطة والمواد التي سيحتاجونها. بعد ذلك جلسوا جميعًا في مكتب عم بيومي، وانشغلوا بالعمل لساعات طويلة، حتى حلّ المساء وغادر عم بيومي المكتب، تاركًا تسنيم وأحمد وحدهما يراجعان الأوراق ويكملان الحسابات.

كانت تسنيم تجلس بملامح متجهمة، تشعر بضيق شديد من الملابس الثقيلة التي ترتديها، ومن اللحية والشارب المستعارين اللذين يحكّان وجهها بلا رحمة. لم تتوقف عن حك خدّيها وذقنها بملل

فأبتسم احمد وهو يراقبها،وقال ضاحكًا:
-شيلى الدقن لو مضيقاكى مفيش حد هنا 

تسنيم بضيق
-انا مش عارفة إزاى مستحملين الدقن دى على وشكوا انا حاسة انى هقطع وشى من كتر الهرش 

احمد بضحك 
-ده بس عشان انتى حاطة دقن صناعية لكن احنا مش بنحس بكل ده ........

تسنيم بضيق 
-انا طول عمرى كان نفسي اشتغل فى المجال ده بس مجاش فبالى انى هشتغله وانا حنفى فتحالله بصراحة 

ليضحك عليها احمد ويقول 
-مش مضطرة وانتى لوحدك تقعدي كحنفى ....اغلب الوقت عم بيومى مايبقاش هنا 

تسنيم 
-صح معاك حق اول مرة تقول حاجة عدلة 

قالت تسنيم جملتها ثم نهضت متجهة إلى المرحاض. هناك خلعت ذلك الشوال الثقيل الذي كان يخفي ملامحها، لتظهر تحته ببلوزة بسيطة وبنطال جينز. نزعت العمّة عن رأسها، فانفرد شعرها الحريري وانسدل على كتفيها بحرية.

خرجت وجلست أمام أحمد من جديد، عادت تمسك بالأوراق بعفوية وكأن شيئًا لم يتغير. لكن أحمد ظل يحدّق بها مذهولًا؛ كيف تحولت في لحظة من "حنفي" البشع إلى فتاة رقيقة بهذا الشكل؟ ومع ذلك، هو يعرف جيدًا أن رقتها هذه لا تنعكس أبدًا في كلماتها، فحين تتحدث تعود قاسية، جادة، وصريحة بلا مجاملات.

ارتسمت على وجهه ابتسامة ماكرة وهو يراقبها، ثم قال بخبث:

_سبحان مغير الأحوال... من ساعة كنتِ شبه عم عبده، ودلوقتي بقتي شبه بطلة إعلان شامبو

لم تعيره تسنيم اهتمامها ولكنها سمعته يقول مرة أخرى 
_تعرفى ان حنفى لايق عليكى اكتر من أسمك 

لتنتبه له تسنيم وقالت بغيظ 
-وانت تعرف اسمى اصلا؟

احمد وهو ينظر فى عينيها البنيتين 
-اه يتسنيم اعرفه 

لتنظر له تسنيم بغيظ وتوتر 
-عرفتت منيين! ؟

احمد بضحك
-انتى إيه اللى مزعلك انى عارف اسمك مش فاهم كنت حاسس انه كنز ومينفعش تقوليه لحد .....ويستى عرفت ومودة بتناديكى إمبارح قدامى 

سبت تسنيم مودة فى سرها وكادت ان ترفع صوتها بغضب، لكن فجأة دوّى صوت فتح الباب من الخارج. انتفضت تسنيم واقفة بفزع، فأشار لها أحمد بسرعة أن تهدأ، ثم جذبها معه ليختبئا داخل المرحاض الصغير حتى لا يراها أحد على حقيقتها كفتاة.

لكن الباب كان معطّلًا، وظل الطارق في الخارج يحاول فتحه لدقائق طويلة. ارتفع التوتر في المكان الضيق، وتسنيم محشورة بجانب أحمد حتى تكاد تسمع أنفاسه، فتمتمت وهى تهمس له بخوف

الهدوم... برة! نسيتها... نسيت الهدوم يا أحمد!

احمد بهمس هو الآخر 
-اهدى  محدش هياخد باله هيحسبوها هدوم عم بيومى 

أومأت له تسنيم برأسها، وقد سمعت بوضوح صوت الباب يُفتح أخيرًا، تلاه وقع خطوات ثقيلة تقترب من المرحاض. كاد قلبها يقفز من مكانه، وانفلت منها نفسٌ مرتجف كاد يتحول لصراخ، لكن أحمد أسرع فوضع يده على فمها، وحدّق في عينيها بغضب مكتوم وهو يهمس:

-اتكمتى هتفضحينا

اتسعت عيناها بصدمة، بينما تابع أحمد بنبرة أكثر صرامة وهو يحدق فيها مباشرة:
_......هشيل ايدى من على بوقك اوعى تتنفسى حتى 

هزّت رأسها بعنف علامة الموافقة، فتركها، لكن التوتر بينهما كان يخنق المكان الضيق أكثر مما هو ضيق بالفعل. ومع سوء حظهما، جلس الرجل في الخارج، ينتظر. فقد كان يبحث عن "حنفي" الذي أخبره العمال عنه، ذلك الذي أصبح بديلًا له في مسؤولية الأرض.

مرّت نصف ساعة ثقيلة، والاثنان محشوران داخل المرحاض الضيق يكادان يختنقان من قلة الهواء. قطعت تسنيم الصمت بهمسة مرتجفة:
-هنفضل كدا لغايت إمتى هو مين اللى برة ده 

احمد بهمس هو الآخر 
-معرفش بس شكله واحد رخمم إهدى شوية مينفعش تطلعى وتبينى نفس.....

قاطع كلامه صوت رنين هاتفه فجأة الذى كان فى جيب بنطاله فنظرت له تسنيم بخوف 
_اقفله بسرررعه يخربييتك 

أمسك أحمد الهاتف محاولًا إسكات صوته، لكن قبل أن يتمكن، انفتح الباب فجأة، وانكشفوا. 

خافت تسنيم، واختبأت بسرعة خلف أحمد، مستفيدة من قصر قامتها لتغيب تمامًا وراء ظهره من هذا الرجل

أما أحمد، فتنهد بضيق وهو يرى القادم أمامه، وقال بسخرية:
-وانا اقول الرخم ده مين اتاريه مفيش غيرك يخضر 

خضر وهو يحاول ان ينظر للتى ورائه بخبث 
-نسواان فى الحمام يا احمد وكمان فى مكتب عم بيومى طب قولى يجدع وانا ادارى عليك بدال منظركم وحش كدا 

تسنيم بغيظ وهى تخرج من خلف احمد متناسية تماما ما تفعله 
-انتتت بتحسب إيييه يااستاذ الموضوع مش زى ماانت مفكر

خضر وهو يغمز لها 
-واضح يحلوة وانتو واقفين فى الحمام كدا 

دفعه احمد بضيق وخرج من المرحاض ثم قال بغيظ
-عااوز إيييه يخضر عالمسااا.... إيه اللى جابك هنا 

خضر وهو ينظر لتسنيم بتفحص 
-جيت عشان اكشف قذارتك يااحمد بقا بتشقط نسوان هنااا ومن غيرى 

تسنيم بغضب
-تشقطططط مييين يلااا ده انا اشقطك انت وهو برجلى..... ماتحترم نفسككك 

خضر بضحك
-لا وواحدة لسانها أطول منها كمان جيبت........

قاطعه احمد بغضب فهو يعلم خضر جيدًا فهو أسوأ منه تقريبًا فى موضوع
_الموضوع مش زى ماانت مفكر انت عارفني كويس انا مبجبش نسوان مكان الشغل... انا بجيبهم برة الشغل بس 

تسنيم بسخرية
-لا شريف يولاا جاى على نفسك 

رمقها احمد بغيظ واردف وهو يوجه كلامه لخضر 
-مقولتش برضو جيت هنا ليه.... عم بيومى مش هنا

خضر بضيق 
-ماانا عارف انا جاى عشان اقابل اللى اسمه حنفى كارفور ده 

تسنيم بغيظ 
-اسمييي حنفيييي فتحالله لو س.......

صمتت تسنيم عندما أدركت ماذا تقول بغباء فنظر خضر لها بإستغراب 
_حضرتك تعرفى حنفى فتحالله ده؟

احمد بضحك 
_اومال دى تعرفه اعز معرفة وبعدين انت عاوز منه إييه 

خضر وهو يكور قبضة يده بغيظ 
_عاوز اعلمه الأدب وافهمه إزاى يااخد شغلى منييي ..... انتو تعرفوا هو فيين 

تسنيم وهى تبلع ريقها بخوف 
-ل...لا هو تقريبًا هيستقيل 

احمد وهو يضحك من خوف تسنيم 
-انت متقدرش عليه يبنى حنفى فتحالله ده من اقوى الرجال هنا 

نظر له تسنيم بصدمة فسمعت خضر يقول 
-مش هقدر عليه ليه ؟....قوى قد إيه يعنى ؟

احمد وهو يستفز تسنيم 
-واحد طوييل كداا ييجى ١٩٠ سنتى وعنده عضلات لو حد كلمه نص كلمة بيموته 

تسنيم بغيظ وهى تنظر لنفسها فهى لا تكمل حتى ١٥٠ سنتى 
_وحيااات امك يااحمد كل ده على حنفييي!!! 

خضر بإستغراب 
_انتى محموقة على حنفى كدا ليه يا آنسة ؟ وبعدين البنت ديي إزااى دخلت هنا ومحدش زعق ؟ 

نظر احمد وتسنيم لبعضهم بتوتر وهم لا يعرفون ماذا يقولون فأردف احمد وجائت على باله فكرة غبية 
-مش بقولك حنفى فتحالله قوى ومحدش بيقدر عليه هو اللى دخلها هنا 

خضر بإستغراب 
-انتى على علاقة جامدة بقا بحنفى فتحالله اللى قرفنا بيه ده 

احمد بضحك 
-آه يبنى اقدملك تسنيم اخت حنفى فتحالله 

تسنيم بصدمة 
-اختتتت ميييين ؟؟

خضر بإستغراب
-برضو حتى لو اخته إزااى تخش مكان ممنوع فيه حريم 

احمد بتمثيل وكذب 
-اصلك يحبت عينى البت متعلقة بأخوها جامد 

تسنيم بصدمة 
-انا!!!!

احمد 
-آه وجات هنا عشان تاخد منه مصاريف العيال وهى متعرفش القوانين هنا 

تسنيم بصدمة 
-ع...عيال !! انا!!!

احمد وهو يكمل بلا مبالاة للتى تفتح فمها على آخره بصدمة
-بعيد عنك ارملة وبتجرى على يتامى وجات عشان تاخد منه شوية فلوس اعذرها 

تسنيم بصدمة 
-انا!! انتتتت ب.......

قاطعها احمد بسرعة وهو يكمل 
_لما لقيناك فجأة بتخبط خبيتها فى الحمام عشان محدش يزعق ان فيه ستات هنا وحنفى حبيب قلبى صاحبى ربنا يخليهولى يارب طلع عشان يجيب الفلوس للعيال 

خضر وهو ينظر له بشك
-اممم وجاى حنفى ده بقاا إمتى عشان فيه حساب لازم اصفيه معاه 

تسنيم بغضب وصوت عالى 
-حنفيييي مش جاااااااى .......

نظر لها خضر بإستغراب من صوتها العالى فجأة  فأكملت حديثها بتوتر وغباء
_بعته يقعد مع العيال شوية عشان سيبتهم فى البيت لوحدهم يعينى 

احمد وهو يقلد صدمتها بسخرية 
-انتى!!!

تسنيم وهى ترمقه بشر 
-آه انا..... حضرتك إمشى دلوقتى وتبقا تشوف حنفى بعدين 

خضر  
-ماشى بس البت دى يااحمد هتخرجها من هنا إزااى 

احمد بضيق 
-ملكش دعوة انت.... انا هتصرف هوينا بقا 

خضر بخبث 
-خلينا نتصرف سوا ونطلعها قبل ما حد يشوفها 

نظر له احمد واقترب منه وهو يهمس له بتحذير 
-امشى من هنا يخضر احسنلك البنت دى مش زى اللى فى بالك 

خضر وهو يبتسم بخبث ويهمس له ايضا 
-إزاى مش زى اللى فى بالى ومعاك بتحسبنى صدقت انها ارملة ويترى اخوها بقا عارف 

تسنيم بإستغراب 
-هو فيه إيه ؟

خضر بخبث 
-ولا حاجة ي...قولتى اسمك إيه 

كادت  تسنيم ان تتحدث فقاطعها احمد بغيظ 
-ملكش دعوة بأسمها يعم هوينا بقا 

تسنيم بغيظ منه 
-اسمى تسنيم يااستاذ خضر 

خضر بخبث 
-طب اتفضلى معايا عشان مينفعش تفضلى هنا ....فيه طريقة متقلقيش هعرف اخرجك من حتة ورانية 

تسنيم بتفكير 
-ماشى وليه لا 

لتقول جملتها وكانت ستأخذ اغراضها ولكنها تذكرت انها أغراض حنفى..... فمشت خلف هذا خضر حتى لا يفهمها بطريقة خاطئة انها تريد البقاء مع هذا الأبله هنا فرمقها احمد بغيظ ومشى معهم هو الآخر

فأردفت تسنيم بإستغراب وهى تراه يتبعها 
_انت جاى معانا ليه ؟

احمد وهو يمشى بجانبها بغيظ 
_عاوز اشوف الحتة الورانية اللى هيخرجك منها الكذاب ده 

نظرت له تسنيم بإستغراب ومشت وراء  خضر الذى ينظر لها من حين للآخر بطريقة غريبة جعلتها تشعر بالريبة  حتى خرجوا تمامًا بعيد عن المكان الذى كانوا به ووقفوا امام احد الاراضى فقال خضر وهو يلتفت لهم 
_ساكنة فين يااستاذة تسنيم الظاهر انه كله روح بيته فالمكان خلاص بقا أمان 

تسنيم بضيق وهى تحاول أن تجد اى كذبة 
_بيتى بعيد عن هنا شكرًا لحضرتك لحد كدا انا هعرف اروح 

خضر وهو يومأ لها تحت نظرات احمد الغاضبة 
_ماشى ياريت حضرتك تقولى لأخوكى انى عاوز اشوفه ويكون موجود بكرة 

اومأت له تسنيم بخوف من هيئته فهى تشعر انه لو رأى حنفى فتحالله الذى يكون هى سيقت$له 

لتسمع احمد يقول بضحك 
_متقلقش اعتبر نفسك وصلت الرسالة لحنفى فتحالله بالظبط اصلك دى اخته بالروح

اومأ له خضر وبمجرد ان ذهب التفتت تسنيم لأحمد بغيظ 
_اخته بالروح هااا 

احمد بضحك
_خلينا نتفاهم 

مسكت تسنيم احد عيدان القصب التى كانت على الارض وقالت بغيظ
-انا بقااا ارملة وعندى عيال يتامى ؟

احمد وهو يرجع بخطواته للخلف بضحك
-انتى مالك قلبتى على حنفى كدا ليه وحيات امك خلينا نتفاهم 

تسنيم بغيظ 
_امييييييي ما$تت ياااحمد اقسم بالله ماهسيبككك 

لتقول جملتها وهى تكاد ان تضربه بعود القصب فجرى احمد منها بسرعة وظلت هى تركض ورائه 

فقال وهو ينهج و لا يستطيع أن يتماسك نفسه من الضحك
_ متقلقيش مصدقش إنك ارملة بشكلك الصغير ده ههههه

تسنيم وهى تكاد تفرقع من الغيظ 
_هو ده اللى همككك انت بتحسب نفسكك فى فيلم هنديييي يلاااا كل يوم هتكذب كذبة!!!

لتقول جملتها وهى ترمى عليه عود القصب فتفاداها احمد وهو يقول بدراما كعادته
_اخس عليكى اهون عليكى تمو$تينى بعود قصب احتبرى كان جاه فى وشى الحلو ده كانت البنات هتعيش من غيرى إزاى دلوقتى!! 

تسنيم بغيظ 
-اقسم بالله هشوهلك وشك ده ومخلييش ولا بنت تتف فيه حتى.... انا هوريييك 

كادت ان ترمى عليه عود آخر فتقدم منها احمد فى ثوانى وكتف يدها هذه وهو يضعهم خلفها واردف بغيظ
-انتى اتماديتى على الآخر علفكرة يحنفى وانا ساكتلك عشان انتى دلوقتي تسنيم 

تسنيم وهى تدفعه عنها بغضب
-لا احتبرنى حنفى وواجهنى راجل لراجل يخويا 

احمد بضحك
_لا وقوية كمان طب سيبى بقا قوتك دى عشان لما تيجى تواجهى خضورة بكرة 

تسنيم بخوف عندما تذكرته 
_انت بتستهبل بجد إزاااى تعرفنيي على الراجل ده انى اخت حنفى انت مخك ده متركب إزااى 

احمد بلا مبالاة 
_يستى فكك ادينى نقذتك ....وبعدين هو هيشوفك فين كتسنيم تانى 

تسنيم بغيظ 
_هيشوفنى كزفتتت حنفييي وهيعرفنى يا اذكى اخواتك 

احمد بسخرية 
_متقلقيش مش هيعرفك نبقا ندهنلك وشك بشوية بوية نسودك شوية 

تسنيم بغيظ 
-شوية بوية!! اقسم بالله انت معندكش دم ....ياربيي ليه وقعت فأم المصيبة دى .... ربنا يسامحك يمودة بسببك الشخص ده دخل حياتى 

احمد بغرور 
_انت تطول يحنفى واحد بوسامتى وجمالى يدخل حياتك ده انت المفروض تقوم كل يوم تشكر ربنا انى موجود فيها 

تسنيم وهى تنظر له بقرف 
-انت بتحسب نفسك تامر هجرس يبنى ماتروح تبص فى المراية بشكلك ده ...ده انت كزبرة احلى منك قال وسامتك قال 

لتقول جملتها وتمشى من امامه بغضب فنظر احمد بصدمة من كلامها وأردف بغباء 
_هى غلطت فى وشى وفى وسامتى ولا انا بتيقلى المعفنة القصيرة ....ليقول وهو يجرى ورائها ....
_استنى يحنفييي هتروح من غيريييي يمعفننن اخس عليك بجد 

______________________________________________

كان يقود سيارته بهدوء بعد ان رجع من يوم طويل شاق ملئ بالعمل الذى كان فوق رأسه حتى وصل لبوابة القصر فأستغرب ان ليس هناك حراس يحرسونها ......فدخل بسيارته للداخل حتى كاد ان يصل لباب القصر فلمح وهو يقود من بعيد احد يجلس امام الباب وهو مكور جسده بضعف 

ضيق آدم عينيه بأستغراب وهو يحاول ان يلمح من هذا ....حتى اقترب اكثر فوقف بسيارته فجأة وهو ينظر بصدمة لها انها هي التى تجلس هكذا!!!....... 

نزل آدم بسرعة البرق من سيارته وأقترب منها وهو ينزل لمستواها على الارض فرآها تجلس وعيناها مليئة بالدموع وشاردة وهى ترتعش بشدة فكاد ان يلمسها حتى تنتبه لوجوده فصدم عندما رأى ان جسدها مبلل فأمسكها من ذراعيها وهو يهزها بغضب
_مييييين اللى عملللل فييييكى كدااااا..... انتى إزاااى خرررجتيييي بررررة القصرررر .......

نظرت له مودة بيأس وهى لا تنطق فقط دموعها تهبط بصمت فزاد غضب آدم اكثر وهو يهزها بعنف 
_بقووووووولكككك انطقيييييييي 

مودة وهى ترتعش بخوف
_ا... انا..... معمل.. تش حاجة... والله معملتش حاجه 

لتقول جملتها وهى تبكى بأنهيار وترتعش فتنهد آدم بضيق وخلع جاكيته الذى كان يرتديه وحاوطها به وحملها بين يديه فرأى ان باب القصر مغلق ايضا ولأول مرة ف هم دائما يتركون باب القصر مفتوح والبوابة هى المغلقة 

ففهم آدم انه من فعل بها هذا قفل الباب حتى لا تدخل..... ليكسر آدم الباب بقدمه وهو يحملها بغضب تحت شهقة الجميع الذين كانوا يجلسوا فى الصالون الخاص بالقصر فخرج الجميع ليروا ماهذا .....فرأوا آدم وهو يحمل مودة ويصعد بها على الدرج بغضب ووجه لا يبشر بالخير ابدًا............. 

منة بخوف لميسرة التى تقف بجانبها 
_هنقوله اى دلوقتى يميسرة لما يسألنا انا خايفة 

ميسرة 
_ملناش ذنب يمنة احنا مكناش هنا لما ستى طردتها ولما جينا عشان ندخلها انتى شوفتى هي عملت إيه كانت هتطردنا شبهها ستك محدش يقدر عليها غير ربنا وآدم وبس........... 

ظل يحملها حتى وصل بها لغرفته فوضعها على السرير ببطء وهو ينظر لها ترتعش وتبكى بأنهيار زفر آدم بضيق وهو يمسح على وجهه بغضب يريد ان يكسر هذا القصر كله عليهم الآن..... كيف فعلوا هذا بها!!!......

كانت لا تتوقف عن البكاء وهى تشهق بين بكائها بعنف وهو يتطلع بها بحزن ونيران تشتعل داخله لا يعرف حتى كيف يهديها ولا كيف يتصرف فأقترب منها وهو ينزل لمستواها بالقرب من السرير وقال بهدوء حاول ان يسيطر به على غضبه 
_مين اللى عمل فيكى كدا؟؟ 

تلاشت مودة النظر له وهى تنتفض من خوفها لا تعرف ماذا تقول له كيف ستقول ان جدته من فعلت ذلك 
_انطقيييييييييييييييي 

انتفضت مودة بخوف وبكاء 
_معرفش معرفش بالله عليك ابعد عنى معرفش معرفش 

آدم بغضب وصوت عالى 
_إزاااااى متعرفيييييش قووومتييييي لقيييتي نفسككك كداااااا.....ليكمل حديثه وهو يراها مازالت صامتة وفقط تبكى 
_انطقيييييييييي بقوووولك 

ليقول جملته وهو يكسر احد الاكواب التى كانت على الطاولة مما جعل مودة وضعت يدها على اذنيها بخوف 

فدخلت هنية بسرعة التى سمعت هذا الصوت من غرفة آدم وأردفت وهى  تقترب من مودة وضمتها إليها 
_انت بتعمل إيه يبنى انت بتخوف البنت حرام عليك

آدم بغضب وصوت عاالى
_ماهي مش عااااااوزززة تتنيل تنطق مين الللى عمل فيهااااا كداااااا 

لتخاف مودة منه اكثر  ودفنت وجهها فى حضن هنية كالأطفال وهى تبكى فضمتها هنية حتى تخفى وجهها منه 
_جدتك اللى عملت كدا يآدم مين هيتجرأ انه يعمل كدا غيرها..... البنت ملهاش ذنب يبنى جرتها وطردتها برة ورمت عليها ماية بتلجها ومنعت أى حد يدخلها القصر تانى حتى انا مقدرتش اتصرف 

كور آدم قبضة يده بغضب مما جعل مفاصل يده تبيض وهو يسمع هذا الكلام فسمع صوت بكاء مودة التى ازداد اكثر ......فأردف  بضيق وهو يراها تخاف منه وتختبئ فى حضن هنية هكذا 

_جيبلها حاجة تلبسها عشان تغير هدومها المبلولة دى واوعى تسيبيها لغايت اما آجى يهنية 

لتومأ له هنية فخرج بغضب وهو يدفع الباب ورائه بعنف فنزل آدم على الدرج كالمجنون وهو يصرخ 
_خديييييييجة هااااااااااانم 

نظر له احمد بصدمة الذى دخل للتو للقصر بعد او اوصل تسنيم للمنزل 
_بدال آدم قال خديجة هانم يبقا فيه مصيبة اديلوو ادييي يدومى (بصوت ام خالد)

رج صوته جدران القصر بقوة فأنتفض الجميع وخرجوا لبهو القصر ومعهم خديجة التى تنظر له ببرود وهى تستند على عكازها بشر 

وبمجرد ان رآها آدم تقدم منها بغضب 
_إزاااى تعملييييي فيهااااا كدااااا يخديجة هانم هااا إزاااى حتى تتجرأى تلمسييييي مرات آدم الاسيوطى 

خديجة بغضب 
_انت متعرفش هى  عملتتت إيييييه عشان تقول كدااااا كلمتنى بطريقة وحشة وحطالى صورة ابوها وامها فى أوضتهااااااا .....ابوهاااا اللى قت$ل امك يآدممممم 

آدم بغضب 
_مهمااااااا عملتتتت او مهماااااا حصلللل متوصلش بيكى إنك تطرديها برة القصر وبالطريقة دى

كادت خديجة ان ترد عليه بغضب فقاطعها آدم وهو يرفع اصبعه فى وجهها بتحذير 
_اوعييييي مرة تاااانية اشوفك بتقربي منهاا اوعيييي حتى مجرد تفكير إنك تلمسيهااا ساااامعة 

خديجة بغضب 
_انت بتعلى صوتك عليا وبتزعق فوش ستك يآدم عشان بنت القا$تل دى ....بنت اللى قت$ل ابوك وامك 

آدم بغضب 
_دي اللى انتى بتقولى عليها برضو مرات آدم الاسيوطى يخديجة انتى فااااااهمة كرااامتها من كرااامتى واقسم بالله العظيم أى حدددد مهماااا كااان هو مييين هندمه على اليوم اللى اتولدددد فيييه لو قربببببب منهااااااا سامعييين

ليومأ له الجميع بخوف وهم يضعون رأسهم فى الارض برعب من منظره فآدم ولأول مرة يغضب  عليهم بهذه الطريقة 

احمد وهو يقترب من ميسرة بعد ان مشى آدم 
_هوا فيه إيه انتو قت$لتوا البت ولا إيه

ميسرة بصوت مهموس 
_ستك الجبروت هي اللى كانت هتمو$تها طردتها برة القصر ورمت عليها ماية وقفلت فى وشها الباب 

احمد بصدمة 
_إييييه !!...وانا اقول آدم إيه اللى حصله ستك جاية عالنفسها مدبحت$هاش ليه بالمرة 

منة بضيق
_والله البيت ده مبقاش يتقعد فيه بجد إمتى اتجوز يربيي وامشيي من هنا 

احمد بضحك
_متقلقيش ستك هتجوزك مازن مش هتخليكى تطلعى برة العيلة 

منة بضيق فهى تعتبر مازن اخيها لا أكثر 
_مازن إيه ده عالجثتى والله 

مازن الذى كان يقف ويشاهد كل شئ حوله بضيق من اخيه الذى يغضب عليهم جميعا بسبب هذه البنت 
_ومين قالك انى هتجوز واحدة باردة شبهك 

وليد بغضب 
_انتو شايفين ان ده وقت للنقاش فى الموضوع انتو مش شايفين اللى حصل ولا اى 

احمد بضحك ولا مبالاة 
-إيه اللى حصل يعنى احنا متعودين على الاكشن بتاع آدم وستك ودلوقتي انضمت ليه الغلبانة مودة انتظرونا بقى على ام بى سى تو

ليقول جملته بضحك ويصعد لغرفته اما خديجة فجلست على الكرسى بصدمة من كلام آدم لها فجلست بسمة وكاريمان ايضا بغيظ 
_الظاهر ان آدم بدأ يحب البت ديي وهيخليهااا تركبب فوق راااسنا كلناااا 

خديجة بغضب من كلامها 
_بسسسسس اتكتميييي يبسمممة آدم ولدى مستحيل يحب البنت دى.....انا ربيته انه ميكونش عنده قلب ولا يحب حد غير عيلته وبس.....هو عشان انا اهانت مراته مهما كانت هي مين آدم مبيحبش حد يهين شخص يخصه والبنت دى عشان اسمها بقى على اسمه بالنسباله إهانة ليه انا غلطت لما عملت كدا خليته يقف فى صفهااا ضدييي 

كريمان بغيظ 
_اومال كنتى عاوزة تطبطبى عليها يعنى إزاى هنعاملها بأحترام البنت دييي 

خديجة بغضب
_محدشششش يقربببب منيهاااا واااصل آدم الفترة دى متعصب مننا جامد نفذوا اوامره وانتو ساكتييين 

بسمة بغضب
_انا مش هنفذ اوامر حد مش هسيبها فى حالها 

خديجة بغضب وهى تضرب بعكازها على الارض 
_بسمة جوووولت محدش ييجى جمبهااا لغايت مآدم يهدى ويرجع فى صفى تااانى انا هخليه هو بنفسه اللى يعذ$بها..............

اما فى الاعلى كاد آدم ان يدخل غرفته فرأى هنية وهى تخرج فقال بضيق
_غيرتلها هدومها؟

هنية بحزن
_ايوا يبنى هديتها بالعافية يحبت عينى عمالة تترعش وتعيط ...آخر ما تعبت راحت نامت 

آدم بضيق 
_مكنتيش ليه جمبها يا هنية لما عملت فيها كدا؟

هنية بحزن
_كنت فى المطبخ يبنى وسمعت صوت صريخ مودة ولما حاولت امنعها وادخلها جوا خديجة هانم زعقتلى وامرتنا كلنا محدش يدخلها القصر طول اليوم.... مكانش فى إيدى اعمل حاجه

آدم بحزن 
_انا عارف إنك متقدريش تقفى فى وش ستى ولا حد يقدر يقف فوشها بس لما مبقاش موجود يهنية متسيبهاش لوحدها خليكى معاها او اتصلى بيا لما يحصل حاجه زى دى تانى 

لتومأ له هنية بحزن وتذهب 

ففتح آدم الباب بهدوء وهو يتطلع عليها فرآها نائمة فدخل وجلس على الاريكة امامها بحزن 

ظل ينظر لملامحها الحزينة والدموع الجافة على وجهها فتنهد بضيق وهو يفكر ماذا سيفعل؟؟.... كيف سيحميها من بين يدى جدته فهو يعلم انها لن تستسلم ابدًا حتى تمو$ت هذه البنت بين يديها......

ولكن يآدم انت تزوجتها حتى تنتقم وليس حتى تشفق عليها.....ولكن ايضًا ما ذنبها هي لم تأذى احد حتى الآن ....كان اهون عليه أن يقت$لها من ان يراها تتعذب هكذا فهو ليس من النوع الذى يعذ$ب أحد ليس له ذنب وبرئ مثلها ....هي بريئة لدرجة لا توصف حتى انها خافت ان تقول من فعل بها ذلك .....

نظر لها آدم بحزن على ملامحها كانت نائمة كالملاك على فراشه وشعرها البنى الطويل مفرود حولها ويأتى منه على وجهها بعشوائية ولأول مرة يراها عن قرب هكذا بدون الحجاب........ 

كاد ان يقترب منها وهو شارد فى ملامحها حتى يبعد هذه الخصلات التى تدارى وجهها الملائكى ولكن أفاق آدم بسرعة على الذى كان سيفعله ليأنب نفسه بغضب انه نسى كل شئ فى هذه اللحظة انتقامه وكلام جدته طوال تلك السنوات انه يجب ان يأخذ حق والدته وسيعطف عليها؟!!

لا يآدم هي صحيح بريئة ولكن لا تجعل رحمتك تتغلب عليك وتلين لها ليقنع نفسه بهذا الكلام وينهض ودخل الحمام حتى يستحم.....

وبعد قليل من الوقت خرج آدم من المرحاض وهو يقف وينظر لها بضيق فهو ليس معتاد ان يكون شخص بغرفته وبالأخص على فراشه هكذا 

ليجلس على الأريكة بتعب من هذا اليوم الممل الملئ بالمتاعب كالعادة ويغمض عينيه

وبمجرد ان أغلق عينيه سمع صوت صريخ هذه المجنونة التى بمجرد ان رأته صرخت بأعلى صوتها غير مستوعبة لشئ ففتح عينه بفزع وهو يقترب منها ظنا انه حدث لها شئ 
_فى ايييييييه بتصرخى ليييه؟!

ظلت ترمش بعينيها عدة مرات وهى تنظر لهيئته كان عارى الصدر وشعره ينقط مياه على وجهه وشعره مبعثر ويضع منشفة على كتفه وو..قريب منهاا!!!..

لتصرخ مودة مرة اخرى فوضع آدم يده على فمها بسرعة 
_إييييه انتى كل ماتشوفى خلقتى تصرخى فى إيييه ؟؟؟

نظرت له مودة وهى تفتح عينيها بصدمة من هيئته.....فأشارت له بعينيها ان يزيل يده من على فمها وبمجرد ان أزال يده التفتت مودة بإحراج الجهة الاخرى وهى تردف بتلعثم
_ا....انا إيه اللى جابنى هنا......ا...انت ليه...ليه بالمنظر.....قصدى يعنى.......

صمتت مودة  بضيق وهى لا تعرف ان تكمل حديثها كيف ستقول له لماذا انت تقف بهذا المنظر الغريب فهى دائما تراه يرتدى ملابس رسمية او كاجوال وشعره مرتب لماذا هو بهذه الهيئة التى توترها الآن!!!... 

فهم آدم قصدها عندما نظر لنفسه فذهب لغرفة ملابسه بهدوء وارتدى تيشرت عليه ثم وقف امامها مجددا وقال ببرود وهو يجلس على الاريكة 
_فتحى عينك خلاص 

ادرات مودة وجهها له ببطء وهى تفتح نصف عينيها حتى ترى انه لا يخدعها فتنهدت بإرتياح  عندما رأته ارتدى شئ.... فرأت ان شعره مازال مبعثر فهو صحيح شعره ناعم ولكن هى غير معتادة ان تراه بهذه الهيئة وهو منسدل على جبهته هكذا 

مودة بضيق 
_انا إيه اللى جابنى الاوضة دى.....انا عاوزة امشى من هنا 

لتقول جملتها وهى تحاول ان تقف وبمجرد ان نهضت من على السرير شعرت بالعالم كله يدور حولها بتعب فكادت ان تقع فنهض آدم بسرعة واسندها من خصرها وهو يمسك يدها بغضب 
_انتى حتى مش قاادرة تقومى من عالسرير ...اقعدى هنا النهاردة لغايت ماتبقى كويسة وبعدين روحى اوضتك انا مش مانعك 

لتنظر له مودة بتوتر هى غير مهتمة لكل الذى يقوله الآن كل الذى فبالها ان يبتعد عنها وهو يمسكها هكذا ... فلاحظ هو انها متوترة من قربه فأبتعد عنها بعد ان 
جلست على السرير مرة اخرى وقالت بتذمر :
_انا عاوزة ارجع اوضتى انا مش هعرف أنام هنا 

آدم وهو يحاول ان يتمالك نفسه حتى لا يغضب فى وجهها 
_قولتلك لما تتنيلى تبقى كويسة تبقى روحى أوضتك انا اصلا لوحدى مش طايق إنك هنا

نهضت مودة وقالت بغضب
_ماعنك ماتطيقنى يعنى انا اللى طيقاك والله لأمشى من هنااا 

نظر لها آدم نظرة جعلتها تجلس مرة اخرى فى مكانها عندما لمحته فأبتلعت ريقها بخوف وهى تسبه فى سرها هذا الروبوت الذى يتحكم بها دائما حقا تكرهه

لتجلس وهى تربع يديها بغضب على السرير فوضعت بعض خصلات شعرها بعيدا عن وجهها بضيق و.....شهقت مودة عندما لاحظت انها لا ترتدى حجابها وايضا ما هذا تجلس ببجامة امامه!!! 

لتلتفت حول نفسها على السرير وهى تبحث عن حجابها او ملابسها فلاحظ آدم انها تبحث عن شيئ  وأردف ببرود
_هدومك مبلولة  هنية اخدتهم متدوريش عالفاضى 

مودة وهى تنظر له بغيظ 
_انا عاوزة طرحتى بعد إذنك 

نهض آدم وهو غير مبالى لما تقول واخذ كتاب من مكتبته الموجودة بالغرفة وجلس على الأريكة التى امامها وهو يقرأه غير مهتم للتى تجلس وتستوعب الاشياء التى حدثت بصدمة

فقالت له بغيظ مرة اخرى 
_قولتلك عاوزة حجابى انت مش سامع؟؟

آدم وهو يبعد نظره عن الكتاب ببرود
_لا سامعك بس مش ذنبى إنك مبتفهميش انا قولتلك هدومك كلها مع هنية برة والمفروض تفهمى ان من ضمنهم حجابك

كادت مودة ان تتحدث فقاطعها آدم بغضب قبل ان تعترض 
_ اظن انتى فاهمة كويس ان مش حرام تقعدى قدامى بشعرك فمترغيش كتير 

احمّر وجه مودة بعد هذه الكلمة من كثرة التوتر فهى نست تقريبًا انه زوجها ولكن مهلا هى لا تعتبره كذلك ..... ولكن هو هكذا يمودة بالفعل ليس حرام كما يقول لتضرب بيدها على رأسها بغباء كأنها كانت تحدث نفسها فنظر لها آدم وهو يرفع حاجبه باستغراب على هذه المجنونة 

كادت مودة  ان تتحدث مرة اخرى فقاطعها وهو يشير بيده لها ان تصمت 
_كفياكى كلام واسئلة واتخمدى وانتى ساكتة انا مبحبش الرغى 

رمقته مودة بغيظ وامسكت الفراش وقامت بتغطية نفسها وهى توجه وجهها الناحية الاخرى بعيدا عنه 

ظلت تتقلب على الفراش بتذمر وضيق وهى جائعة فكان النوم لا يأتى فى عينيها أبدا لا تعرف لماذا مع ان جسدها كله مرهق بشدة من كثرة الوقت التى جلسته فى الخارج على الأرض وهى مبللة

لتلف وجهها الناحية الاخرى فنظرت لآدم وهو مازال يقرأ ولا حتى يهتم بأى شئ فظلت مودة تراقبه وهى تضع يدها على خديها وهى ممدة على الفراش 

كان يتمعن بشدة وهو ينظر للكتاب كأنه يقرأ قصة مشوقة جدًا ولكنه كتاب عن شى ما وليست رواية لتظل مودة  تحاول ان تقرأ غلاف الكتاب من بعيد وهى تضيق عينيها وفجأة أزال آدم عينه عن الكتاب ونظر لها فهو يلاحظ ما تفعله من تذمرها وتأففها منذ دقائق 
_بتعملى اى!؟

مودة وهى تتلاشى النظر له 
_ملكش دعوة 

آدم بغضب من طريقة كلامها معه 
_اتكلممييي معايا عدل هاااا.....عماله تتقلبى بقالك اكتر من نص ساعة فيه إيه

مودة وهى توجه وجهها الناحية الاخرى 
_مفيش حاجه هتزفت اتخمد 

لتقول جملتها وهى تغلق عينيها غظبن عنها ومعدتها تتكلم بكل الأنواع تستغيثها بأنها جائعة ولكنها لن تستطيع ان تطلب منه ان تأكل فهى لا تحب ان تتحدث معه من الاساس

نهض آدم ووضع الكتاب مكانه وبمجرد ان اطفئ النور انتفضت مودة من على السرير بسرعة
_لا لا متطفيش النور 

آدم باستغراب
_ليه؟

مودة بخوف
_انا بخاف من الضلمة 

آدم بسخرية 
_والنبى بطلى حركات العيال الصغيرة دى ونامى

ليقول جملته ويطفأ الانوار مرة اخرى ونام على الاريكة غير مبالى لهذه التى نهضت وكورت جسدها بين يديها بخوف عندما رأت الظلام يحيطها هكذا 

كانت لا ترى أى شئ حولها حتى هو لم تراه فآدم يحب ان ينام فى ظلام دامس عكسها هي إن لم يكون هناك عالأقل ضوء خافت لا تعرف ان تنام فهى منذ ان كانت صغيرة والدتها كانت تحبسها فى غرفة مظلمة بشدة حتى تعاقبها على أى شئ صغير تفعله فمنذ ذلك اليوم واصبح لديها فوبيا من الظلام ............

ظلت تحاول ان تُهدأ نفسها وتأخذ شهيق وزفير  ولكن كانت لا تستطيع ان تتمالك خوفها فأنفجرت فى بكاء شديد وهى تشهق بخوف كانت  تتخيل كل أنواع الاشياء تقترب منها الآن وفجأة رأت النور يُضاء وآدم يجلس امامها 

لينظر لها بأستغراب 
_بتعيطى ليه؟ 

مودة بدموع 
_قولتلك بخاف من الضلمة وانت معندكش ولا قلب ولا إحساس وطفيت النور 

آدم بإستغراب 
_كنت بحسبك بتهزرى مجاش فبالى انك بتخافى اووى كدا 

مودة وهى تمسح دموعها بغيظ 
_هوا انا لو مكنتش بخاف اووى كنت اتحوجت وقولت لواحد زيك ليه!!

آدم بغيظ 
_انتى ليه لسانك اطول منك علطول كدا انا غلطان انى فتحت النور هطفيه تانى 

لتمسك مودة يده بسرعة
_لا لا والنبى بالله عليك متطفهوش انا آسفة مش هكلمك بالطريقة دى تانى 

نظر آدم ليدها التى تمسك يده بشدة كانت خائفة حقا لا تمثل كما كان يظنها عندما قالت ولكن لماذا تخشى الظلام هكذا ؟....اومأ لها بهدوء ورجع ومدد جسده على الاريكة مرة اخرى 

ظلت مودة جالسة وهى شاردة وتحاول ان تأخذ نفسها قليلا فقال آدم الذى كان يراقبها بنظراته 
_انتى ليه بتخافى من الضلمة اوى كدا؟

مودة بغضب منه 
_ملكش د........صمتت مودة وهى تستوعب انها كانت ستحدثه بطريقة سيئة مرة اخرى فأكملت حديثها بضيق 

_ماما وانا صغيرة لما كانت بتعوز تعاقبنى كانت بتحبسنى فى أوضة ضلمة ومن ساعتها وانا بخاف.......ولو عاوز تقلس عليا قلس وقول عيلة صغيرة  بس انا بجد نفسيي بيضيق وبترعب من الضلمة 

نظر آدم لها بحزن  فهو لاحظ بالفعل ان عائلتها قاسية عليها لأنه بمجرد ان قال لهم انه يريد واحدة من بناتهم عرضوها هي بدون تفكير حتى ولكن لماذا هي بالأخص؟؟ 
_وهقلس عليكى ليه كل بنى آدم مننا عنده مخاوفه وده من حقه 

مودة وهى تضيق عينيها بإستغراب 
_وانت عندك حاجة تخاف منها؟؟ مظنش انت اصلا اللى بتخوف الناس عامل شبه عمو الغول اللى كانوا بيخوفو بيه العيال وإحنا صغيرين 

آدم بغضب من جرأتها
_بت انتى.....انتى جايبة الجرأة دى منين إنك تكلمينى بالطريقة دى؟؟ والله اقوم اطفى النور 

مودة بخوف
_خلاص خلاص بالله عليك انت هتذلنى بالموضوع ده هتخمدددد 

لتقول جملتها وهى تأخذ الفراش للمرة التى لا تعلم عددها  وغطت به نفسها بضيق وأغمضت عينيها للناحية الاخرى حتى لا ترى وجه هذا الروبوت من وجه نظرها 

أغمض آدم هو الآخر عينيه وهو يتنهد بضيق من هذه البنت حقا متعبة ليست كما يبدو عليها الهدوء والبراءة  ليبتسم بسخرية عندما تذكر كلمة الغول الذى يخاف منه الاطفال ليردف 
آدم فى نفسه بسخرية 
_اومال لو مكانتش بتخاف منى كانت هتكلمنى إزاى 
...........(يتبع)

                  الفصل العاشر من هنا 

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة