رواية زهرة الانتقام الفصل الثامن 8 بقلم ملك عبد اللطيف


رواية زهرة الانتقام الفصل الثامن 8
بقلم ملك عبد اللطيف



انت عاوزني أعمل نفسي راجل!!!؟»
كان هذا صوت تسنيم المصدومة، تحدق في أحمد الذي رد بضيق:
ــ الحمد لله إنك فهمتي... بقالك نص ساعة بتستوعبي.

تسنيم بغضب:
ــ لااا، انت مراحل الجنون عندك وصلت حتت بعيدة... إنت بتتكلم بجد؟!

أحمد بحدة:
ــ أومال أنا جاي أهوِّن معاكي؟! مينفعش حريم تدخل عندنا مكان الأراضي، ولو حد شافك جوا هتجبّيلي الكلام.

تسنيم بعناد:
ــ وأومال هجيبلك الكلام جايبني هنا ليه؟! أنا مستحييييل أعمل اللي في بالك.

أحمد:
ــ هو أنا بقولك تبقي راجل على طول؟ مع إنها لايقة عليكي أكتر ما إنتِ بنت...
لتحدق فيه بغيظ من جملته المستفزة، فيكمل بابتسامة:
ــ مرة واحدة بس... تشرحي لعم بيومي الخطة وبس. وبعدين، يا بنتي، مش محتاجين من أم رجولتك حاجة تاني.

تسنيم بصوت عالٍ:
ــ لمممم نفسكككك! ... ماشي هتنيل، بس أنا ماعنديش هدوم عم حنفي، هنعمل إيه بقى؟

أحمد ضاحكًا:
ــ متقلقيش، معايا هدوم عم حنفي في شنطة العربية من يوم ما جريتي وسِبتي هدومك في الجراج.

ذهب أحمد وأخرج الملابس تحت نظرات تسنيم المصدومة من احتفاظه بها حتى الآن. أخذتها منه على مضض، وارتدت العباءة فوق ملابسها، ولمّت شعرها على شكل كحكة عشوائية، ثم وضعت العمّة كما يقال، وأكملت الإطلالة بلحية وشارب اصطناعيين.

انفجر أحمد ضاحكًا على مظهرها؛ فرغم ملامحها الرقيقة، إلا أن لسانها السليط وحركاتها الهمجية جعلاها، تبدو وكأنها شاب بالفعل.

قالت تسنيم بسخرية وهي تراه يطيل النظر:
ــ عجبك عم حنفي شكله؟ أنا كنت حاسة إنك مش مظبوط... طلعت منهم يا ولَا.

أحمد وهو يجاريها:
ــ فوق ما تتخيّلي... عجبني أوي.
اقترب منها مازحًا:
ــ ما تجيب حضن يا عم حنفي... أنا زي ابنك برضو.

تسنيم بقرف:
ــ أقسم بالله امشيييييي، ولا يهمني أخويا ولا زفت 

ضحك أحمد على ردها، ثم اتجه نحو حيث يجلس عم بيومي، وسارت خلفه حتى وصلا إلى أرض زراعية شاسعة، تمتد لأكثر من مئة فدان، لكن نصفها تقريبًا بدا محروقًا. شهقت تسنيم بصدمة من حجم الأرض، ثم دخل أحمد إلى مكتب صغير قريب، حيث كان يجلس عم بيومي.

فتح أحمد المزاح فور دخوله:
ــ إزيك يا عم بيومي؟ أخبارك إيه يا حلو إنت؟

عم بيومي

كان رجلًا في أوائل الخمسينيات، ممتلئ الجسد، قصير القامة، يزين وجهه شارب كثيف يذكر بأفلام إسماعيل ياسين فى فيلم ابن حميدو( بتاع حنفى كلمتى متنزلش الارض ابدا ) . كان معروفًا بحدة طباعه وصرامته المفرطة؛ لا يحتمل التأخير أو الخطأ في العمل، ولو كان نصف خطأ، ويجعل المخطئ يندم أشد الندم. لذلك كان أكثر شخص يحبه هو آدم، بينما أكثر من يبغضه هو أحمد، الذي يراه مستهترًا، كثير المزاح، وغير مبالٍ بشيء.

قال عم بيومى بحنق بمجرد ان سمع صوت احمد 
-يفتاح يعليم يرزاق ياكريم عاوز اى يلاا عالصبح أكده 

تسنيم لم تستوعب سبب حدّة كلامه، فأخذت تنظر بينهما باستغراب، حتى سمعت أحمد يرد بسخرية:

-اى يعم بيومى سايبك بقالى يومين عشان تصفالى من آخر موقف ولسة مصفتش 

رمقه بيومي بنظرة حانقة وهو يقول:
-عاوز اى يبتاع فوزية لخص انا مش فاضى لهبلك 

تسنيم همست بخوف وهي تقترب من أحمد:
-فوزية مين !!انت بتحب واحدة اسمها فوزية ولا اى 

احمد بهمس هو الاخر 
-ايواا عدوته اللدودة فوزية فكك منه ليقول بصوت سمعه عم بيومى .....
ليكمل حديثه بصوت مسموع 

_المهم يعم بيومى انا جايلك النهاردة عشان موضوع الأرض اللى هنعالجها دى زى ماقولتلك 

بيومى 
-اممم وفين العلاج بقا انا مش شايف معاك حاجة.... غير العيل اللى جمبك ده 

نسيت تسنيم  تمامًا أنها متنكرة كرجل، فردت بانفعال بصوتها الطبيعي:

-عيل !!!...لا ميغركش الطول ده انا ارجل منك 

أسرع احمد  بركلها بخفّة تحت الطاولة هامسًا:

-انتى صدقتى إنك راجل ولا اى اسكتى بصوتك ده .......

ليكمل حديثه وهو ينظر لعم بيومى :
_هوا ده يعم بيومى الراجل اللى قولتلك عليه عنده معلومات ودراسات فى الزراعة عشان يصلحلنا الارض... فأنا جيبته عشان يعرض عليك الموضوع عشان انت تشوف هينفع اللى بيقوله ولالا 

بيومى وهو لا يدرك المصيبة التى احضرها احمد فقال:
-جدع يوااد اول مرة تفهم وتعمل شئ صح عااد ....طيب جولى اى هوا العلاج ده 

بدأت تسنيم تشرح بثقة، تذكر أسماء مواد وأساليب معالجة بالإنجليزية، وهي في قمة الحماس، بينما أحمد وبيومي يحدّقان بها وكأنهما أمام طلاسم سحرية.

وحين انتهت بفخر، ضيّق بيومي عينيه وقال باستهزاء:

-وانا اللى كنت بحسبك جايبلى حاجة مفيدة!!!... جايبلى واحد يشتمنى بالانجليزي يوااد اكمنى يعنى بكره فوزية 

احمد بصدمة من تفكيره 
-انت بتقول اى يعم بيومى انا لو كنت عاوز اشتمك كنت عملت ده فى وشك وبعدين ملكش دعوة بفوزية 

تسنيم بغضب 
-هى ميين فوزية ديييي ......وبعدين انت كل ده مفهمتش حاجة 

عم بيومى 
-لا يبنى مفهمتش حاجة واصل غير اسم المادة اللى جولتها دى انا سمعت انها مفيدة للأراضي بس محدش هنا بيعرف يستخدمها إزاى ....وبما انك عارف اعمل انت الموضوع ده وانا معاك 

احمد بأستغراب 
-بالبساطة دى يعم بيومى انت النهاردة سخن ولا اى .....

عم بيومى 
-لا اصلك بدال بيرطن كام كلمة انجليزى أكده يبقا بيفهم يواد ....انا حبيت الواد ده 

احمد بغيظ 
-انا كمان بعرف ارطن يعم بيومى لو ده هيخليك تحبني يعني انت اول مرة متتفحصش زى عادتك وتوافق بالسهولة دى!!! 

تسنيم وهى غير فاهمة لشئ 
-وافق على اى !! انا مش فاهمة قصدى ....فاااهم حااجة 

احمد بغباء 
-وافق يبنت....يبنى إنك انت اللى تستلم علاج الارض انا مصدوم من انه وافق بالسرعة دى بجدددد

تسنيم بغضب
-هوا ده بس اللى صدمك يااحمد ؟؟؟!

احمد وهو غير مبالى لها فقال 
-فرصة برضو يعم بيومى ان فيه حد نال رضاك من بكرة هنبدأ فى ترميم الارض على طريقته هو

ليرد عليه عم بيومى تحت نظرات تسنيم التى فى وسطهم كالغبية 
-بس على مسؤوليتك لو حصل اى غلط آدم بيه هيعاقب الواد النحنوح اللى انت جايبه ده 

انتفضت تسنيم  فور سماع اسم "آدم" وكلمة "عقاب" في جملة واحدة، فقفزت من مكانها:

-لااااء انا مليش دعوة بالموضوع ده دى مش شغلتى اتصرفوا انتو ....انا جيت عشان اقولكوا الطريقة بس 

عم بيومى وهو يرمق احمد بشر
-يعنى إيه  انت جاى أهنيه عشان تضيعلى وجتى.... انا عارف يوم ماوضعك  آدم بيه أهنيه  وكان اسود مطلعتلهوش شمس انا هتصل عليه هخليه يربي.........

قاطعه احمد بسرعة وهو يقول 
-لا لا استنى ده بيهزر بس يعم بيومى اكيد هو اللى هيستلم الموضوع ده متخافش كل حاجة تحت سيطرتى 

لتقول تسنيم بغضب 
-سيطرتكككك! انت اتجني..........

وضع احمد يده على فم تسنيم بسرعة قبل ان تكمل حديثها وشدها للخارج فقالت  بغضب وهى تدفع يده عنها 
-ابعدددد عنييييي احنا متفقناش على كدااا انت قولتلى هاجى اقول الطريقة واخلص من الموال ده 

احمد وهو يهمس لها 
-بالله عليكى وطى صوتك هيسمعنا العجوز ده ودنه احسن منى ومنك اسكتي 

تسنيم بغيظ 
-انا مش موافقة على اللى بيحصل ده 

احمد بضيق
-مقدمناش حل غيره محدش هيفهم اللى انتى قولتيه ده حتى هوا نفسه ميعرفش وبدال انتى دارسة الموضوع مفيش غيرك هيعرف يعمله 

تسنيم بغيظ
-انت ليه مش فاهم الموضوع ده هيحتاج اقل حاجه شهرين وانا لازم أكمله للآخر لو بدأت فيه ومظنش انى هقعد هنا لمدة شهرين اصلا.... شوفلك حد تانى بجدد 

لتقول جملتها وتكاد تذهب من امامه فأمسك احمد يدها وهو يوقفها  
-علميني طب فى المدة دى ابدئى فيها مع المزارعين هنا وانا كل يوم هاجى اتعلم شوية عن الحاجات اللى بتعمليها عشان لو انتى مشيتى اكمل انا ومنبقاش خسرنا حاجة 

لتنظر له تسنيم بأستغراب
-انت مصمم اووى كدا ليه ماتبيعوها ولا تدفعوا تمن المحاصيل هوا انتم هتغلبوا!!! 

احمد بكذب 
-آه هنخسر فلوس كتيير وآدم مش بعيد يقتلنى لأنى وعدته هصلحها  ...اخس عليكى يرضيكى اموت 

تسنيم بغضب 
-آه يرضينى مانا سلمتك ليه قبل كدا مش هغلب دلوقتي يعنى .....انسى الموضوع ده 

احمد بخبث 
-حتى علشان اخوكى عالاقل فكرى بالله عليكى يعنى آدم لو لقى الارض قدامه بتتعدل هيسكت لكن لو قولتله مثلا ان مفيش حل ولازم نخلص من الارض إيه ردت فعله؟؟... اقل حاجة يخنق اخوكى فى قصر السيوفى 

لتنظر له تسنيم بخوف
-طيب طيب بس انا مينفعش اكون كبنت هنا هنعمل إيه 

فكر احمد قليلا ثم قال فجأة 
-ماحنفى يتولى الموضوع ي.....صحيح انا معرفش اسمك 

تسنيم بصدمة 
-انت عاوزنى افضل فى وسط الناس هنا على أنى حنفى؟؟ 

احمد بصدمة 
-فوزييييية 

ليقول جملته وهو يجرى بسرعة من امامها فقالت تسنيم بسخرية 
-يخربيت ام فوزية اللى صدعتنا بيها ....إيه هتجيبها معايا تعملها مرات حنفى ولا اى

لترى احمد يجرى نحو سيارته التى حولها كثير من الاطفال ويرمون عليها بالطين فخرج عم بيومى من جانبها وهو يأكل قصب ويقول 
-دى أخرت اللى يدوس بعربيته على زرعى 

ليكمل حديثه بصوت عالٍ سمعه احمد الذى يقف ويصرخ فى وجه الاطفال

-واااخد بالك انت آخر مرة تجيب فوزية هنا تانى على زرعى فااهم ...كل مرة هتيجى بيها أهنيه هخلى العيال تبهدلهالك 

تسنيم بصدمة 
-اييييي!؟ هي فوزية العربية دييي!!!
___________________________________

وعلى الجهة الأخرى، كانت مودة تقف في حديقة القصر الخاصّة، حين لفت نظرها ورودٌ عند دادة هنية،قرّرت أن تعتني بها حتى تزهر وسط الأشواك الكثيرة التي يزخر بها هذا المكان. كانت واقفة ترويها بالماء، وابتسامة واسعة تزيّن وجهها وتظهر غمازتيها. فالورد هو أكثر ما تحبه في هذه الدنيا، لأنه يملأ قلبها دائمًا بالهدوء والسعادة… وخاصة ورد الياسمين، ولحسن حظّها وجدت منه هنا في القصر.

ظلّت تروي الأزهار بحنان، ثم أخذت بعض التراب وشرعت في حفر بسيط، لتنقلها من تربتها الجافّة إلى أخرى رطبة، حتى تنمو كما يجب.

قالت مودة وهي تبتسم وتخاطب الورود كما لو كانت تسمعها:
– أنتم عارفين إنكم الحاجة الوحيدة الحلوة في القصر ده… تحسّوا إنكم جيتوا بالصدفة وسط شوك كتير قوي…

ثم سرحت قليلًا وهي تحدّثهم:
– عاملين زيّي… جِينا وسط مكان كله شر وغضب وأذى… وقلوب سودة، ما تعرفش غير الانتقام… كأنّي أنا وأنتم جينا بالغلط هنا…

لم تكمل جملتها حتى انزلقت دمعة من عينيها دون إرادة منها، وهي تستوعب كم أصبحت وحيدة… بلا عائلة، بلا أم أو أب، وحتى أختها أُبعِدت عنها. لم يبقَ لها في هذه الدنيا سوى نفسها… وهذه الوردات التي أمامها الآن.

وحين أنهت مودة ما كانت تفعله، التفتت لتغادر، فاصطدمت بشيء صلب كاد أن يسقطها على ظهرها، لكن يدًا قوية أمسكتها سريعًا قبل أن تقع. فانتقلت يدها الملطّخة بالطين مباشرة إلى ملابس آدم. شهقت مودة بفزع، وعيناها اتسعتا بدهشة، ثم تراجعت عنه بسرعة وهي تقول بصوت مرتجف وخائف من ملامحه الصارمة:
– أنا آسفة… بجد آسفة… ما خدتش بالي منك… والله آسفة.

آدم وهو يخرج منديل من جيبه ببرود 
-خلاص قولتى آسفة ٣ مرات 

قالت مودة بدون إرادة منها :
_آسفة ان........لتصمت مودة على غبائها هل تعتذري انك اعتذرتى يمودة ......حقا اصمتيي 

نظر لها آدم بإستغراب هل معتادة ان تقول آسفة لهذه الدرجة فقال هو بسخرية ولكنها حركت شئ بداخل مودة 
-هوا انتى الإعتذار لبانة على لسانك ولا إيه

مودة بحزن :
_معاك حق ....انا يمكن من يوم ماتلودت وانا بعتذر للناس فمش واخدة بالى انى بقولها كتير عن إذنك

كادت ان تمشى من امامه بحزن فقال هو بسخرية من خلفها 
-ناوية تبعتينى إمتى لأمريكا على كدا 

لتفتح مودة عيناها بصدمة وهى تلتفت له
-انت سامعتنيييييي!!!!

آدم وهو ينظر لها بغيظ 
-انتى شايفة اى !!!

مودة بسرعة وخوف 
-انا مكنش قصدى عليك .......ليرفع آدم حاجبه لها بأستغراب هل تظنه انه لم يسمع حديثها كله هذه الحمقاء فقالت مودة  بتوتر 
-كان قصدى على حد تانى فى القصر مش انتت نهائى 

آدم بسخرية 
-لا والله!!! حد تانى مين ده بقا قوليلى اسمه عشان ابعته انا بنفسي لأمريكا 

لتفكر مودة بغباء من نفسها! من هنا يمودة بهذه المواصفات غيره!؟؟ كيف فكرتى فكذبة كهذه!!؟..... لترى امامها من بعيد احمد وهو يدخل القصر ويشير لها بيده ويتجه لهم فقالت بسرعة 

-قصدى على استاذ احمد كنت بتكلم عليه هوا......

لينظر لها آدم بصدمة هل لم تجد إلا هذا الأحمق مثلها!!!... لتكمل هيا ......نظراته وغضبه علطول وعنيه اللى بتسود دى لما يزعق وكله كدا لما بيخاف منه عامل شبه الروبوت المخيف بالظبط وطوله وج............
لترى ان آدم غاضب بالفعل فهى كانت توصفه هو وليس احمد فصمتت مودة بخوف وهى تكاد تبكى من نظراته فأردف هو بسخرية 
-كل ده على احمد!!!

لتومأ مودة براسها بصمت وهى تتمنى ان تنشق الارض وتبتلعها الآن كاد ان يقترب منها بغيظ وهى ترجع للخلف بخوف حتى قاطعهم احمد فجأة وهو يقول 
-بتجيبوا فى سيرتى ليه .....انا عارف انى حارقكم بس مش للدرجادى يجماعة 

ليبتسم آدم بسخرية على المواصفات التى كانت تقولها منذ قليل على هذا الابله ليقول له 
-اى اللى جابك هنا يروبوت 

احمد وخلفه تسنيم التى تقف وترى مودة امامها خائفة ويديها مليئة بالطين تريد أن تعانقها ولكن لم تستطيع فهذا الغبي سيعرفها على آدم على انها حنفى فهى لا يجب ان تبدأ بالعمل من دون موافقة آدم ليقول احمد 
-روبوت انا روبوت !!! ده انا حتى دميي شربات 

مودة وهى تنقذ الموقف بسرعة 
-لسة قيلاله كدا والله 

كاد آدم ان ينفجر ضاحكًا عليها ولكنه تملك نفسه حتى لا يراه احد يضحك هكذا فأكتفى بإبتسامة سخرية لمودة التى انصدمت منها ودخل وخلفه احمد لتفتح مودة عينيها وتغلقها عدة مرات وهى غير مستوعبة انه يبتسم حقا هل يعرف كيف يبتسم هذا الرو ........

مودة لنفسها بغضب 
-اسكتييي يموودة بقاا اسكتييي انسيي الاسم ده بقا خلينا فالحجر اهون 

لتقول جملتها وتخرج من الحديقة حتى تغسل يدها الملوثة بالطين 

اما عند آدم فى المكتب كانت تجلس تسنيم على الكرسى الذى جوار المكتب واحمد امامها وآدم بالمنتصف يحرق تسنيم بنظراته المتفحصة وهى تبلع ريقها بخوف تود لو تفتح هذا الباب وتجرى الآن هى تخاف من هذا الرجل المرعب بشدة منذ آخر مرة عندما رأت السلاح بيده........ لا تعرف كيف مودة المسكينة تعيش معه حقا 

ليقاطع تفكيرها آدم وهو يقول 
-بقا هوا ده اللى هيصلح الارض ؟؟

احمد بغباء
-اه يآدم خبير فشغله جدا ودارس زراعة تحسه واحد من علماء الزراعة كدا 

آدم بأستغراب فهو لا يرى اى من الذى يقوله على وجهه فهو يشعر انه طفل وليس شاب كما يقول احمد 
-انت متأكد انا ليه حاسس إنك جايبلى مراهق !!

تسنيم بغضب فكل الذى يراها يقول هذه الجملة فقالت بصوت حاولت تغليظه بقدر استطاعتها 
-اى اللى انت بتقوله ده يبيه انا عندى ٢٤ سنة احترمم سنى لو سمحتتت 

احمد وهو يحاول كتم ضحكته 
-آه يآدم عيب عليك عقله لوحده اكبر منه ب٢٠ سنة ده كفايا 

آدم بضيق
-طيب طيب المهم يطلع قد كلمته ويخلص الارض فشهرين زى ماتفقت مع عم بيومى وياريت مش عاوز اى أخطاء عشان لو انت مش قدها قول من الأول 

تسنيم بغضب من هذا المتعجرف 
-لا قدها وقدود كمان هطلعهالك عروسة نوفى وهتشوف 

احمد وهو يحدق لها بعينه بمعنى اصمتى فآدم لا يحب المزاح فى العمل ليقاطعهم دخول مودة بعد ان طرقت على الباب حتى تقدم لهم القهوة فهنية ليست بالمنزل وامرتها خديجة ان تشترى بعض الأشياء فاضطرت هيا ان تحضر القهوة لآدم وضيوفه لتتوتر مودة قليلًا لأنها اول مرة تدخل مكتبه وتقدم له قهوة

فأتجهت نحو تسنيم اول شخص فهى لا تعرف لماذا ارتاحت له عندما رأت هذا الشاب فأعطتها لها فأبتسمت هى لها ثم أعطت القهوة لأحمد واخيرا آدم الذى نظر لها بمعنى ان تضعها على الطاولة وتذهب فهو غضب بشدة عندما رآها هيا من تقدم القهوة هى ليست خادمة هنا ........

لتنظر له مودة بخوف وتهرول بسرعة من امامه تحت نظرات تسنيم التى تريد أن تحدثها فستأذنت منهم انها ستذهب للحمام وخرجت من المكتب فرأت مودة وهى تكاد تصعد على الدرج فسحبتها بسرعة من يدها قبل أن تذهب فكادت مودة ان تصرخ 
-يمتحررر$رررش يبننننن.........

لتضع تسنيم يدها على فمها بسرعة 
-اششش هششش يخربيتك ده انا تسنيم 

لتصدم مودة من الذى تقوله فأزالت  تسنيم الشنب والدقن حتى تقتنع مودة فكادت مودة ان تصرخ 

فأغلقت تسنيم فمها مرة أخرى 
-مودة متفضحنيش وحيات امك محدش يعرف انى تسنيم غير الزفت احمد ده 

مودة بعد نزعت تسنيم يدها من على فمها 
-انتى اى اللى عملاه فنفسك ده يتسنيم ....عاملة نفسك راجل!!!

تسنيم 
-هفهمك كل حاجة بعدين المهم انى شوفتك يمودة انتى من ساعت مامشيتى اليوم ده وانا قلقانة عليكى انا ورحمة 

مودة بحزن 
-هي عاملة اى دلوقتى 

تسنيم 
-كويسة متقلقيش باقت تمشى دلوقتي وتتحسن المهم انتى عاملة اى فوسط الناس دى بالذات اللى جوا ده انا بجد قاعدة مرعوبة منه 

مودة بضحك 
-متخافيش انا كويسة بدأت اتأقلم .......فأكملت حديثها وهى تنفجر ضاحكة 
_....ههههههه انا صدقت يتسنيم وانا داخلة بالقهوة انك شاب حتى حسيت بالراحة كدا لما شوفتك استغربت من نفسيي إزاى ابص لشاب بالطريقة دى 

تسنيم بغرور 
-شوفتى حتى وانا شاب متقاومش 

مودة بضحك وهى تعانقها 
-انا فرحت اووى لما شوفتك يتسنيم عاوزة اقعد معاكى كتير بجد انتى اللى كنتى بتهونى عليا الايام دلوقتي مبقاش عندى حد 

تسنيم وهى تعانقها وتربت على ظهرها بحنان 
-متقلقيش هتشوفى وشى هنا علطول بس مع الأسف مش كتسنيم ....كحنفى فتحالله 

مودة وهى تخرج من عناقها بضحك 
-تسنيم انتى بتهببى إيه بالظبط اوعى تكونى بتعملى حاجة هتوديكى فى داهية 

تسنيم وهى لا تعرف حقا فهى مثل الهبلة تمشى وراء احمد فقط 
-والله ماعارفة يمودة هبقا احكيلك كل حاجة انتى لسة معكيش تليفون صح 

مودة بحزن 
-لا .....بس معايا رقم الدادة هدهولك وكلمينى عليه نرغى مع بعض حبة 

لتومأ لها تسنيم بضحك فذهبت مودة واعطتها رقم هاتف هنية ثم قالت 
-خلبالك من نفسك يمودة .....انتى كويسة هنا صح 

مودة بحزن تحاول أن تداريه 
-هتفرق اى يعنى يتسنيم حياتى هنا  زى ماكانت فى بيت أهلى الفرق الوحيد انى مش بخرج .... عالاقل كنت بعرف اخرج شوية بعيد عن أهلى 

تسنيم بحزن على صديقتها 
-مودة حاولى تكونى معاهم علاقة كويسة انتى ملكيش ذنب فى اى حاجة بتحصل او حصلت حاولى تقربى منهم وهما هيعرفوا قد إيه انتى نقية وقلبك ابيض وهيحبوكى 

مودة بحزن
-مظنش يتسنيم الناس هنا بتفكر بالعقل مش بالقلب زينا 

تسنيم 
-معندكيش حل غير ده يمودة انتى نصيبك بقا معاهم وبقيتي متجوزة المرعب ده فلازم تحاولى تعرفى تعيشى بالذات مع دراكولا ده 

مودة بضحك 
-اسم جديد ده يتسنيم هههههه عمال يطلع عليه اسامى .......

احمد من خلف تسنيم وهو يقاطعهم 
-مش كفايا رغى بقا 

التفتت الاثنان على صوته بخوف فتنهدت تسنيم عندما رأت انه هو 

فأردف احمد بصوت هامس
-انتو واقفين بتحكوا قصة حياتكم .....اتأخرتى كدا ليه كل ده 

تسنيم بغيظ 
-بكلم صاحبتى فيه إيه ؟....ولا دى كمان ممنوع عالاقل استفاد من اللى بعمله ده بحاجة 

احمد بسخرية 
-وحضرتك يصاحبتها مش واخدة بالك انك راجل دلوقتي وحد ممكن يشوفكم واقفين مع بعض وانتو بتتوشوشو كدا ويحظكم الجميل لو كان آدم 

مودة وهى لا تفهم شئ 
-انا عاوزة افهم دلوقتي اى اللى بيحصل وإزاى تعرفوه عليها على انها راجل ......وبعدين صح انتو تعرفوا بعض منين !!!؟

تسنيم 
-موضوع طويل يمودة هفهمك بعدين 

احمد 
-آه والنبى المهم نخش نكمل اللى كنا هنا بسببه عشان آدم بدأ يشك فينا 

مودة وهى تتنهد بقلق 
-ماشى يتسنيم حسابك معايا بعدين روحى 

لتنظر لها تسنيم بحزن وتعانقها قبل ان تذهب ثم دخلوا مرة اخرى هى واحمد لمكتب آدم حتى يتفقوا على العمل فيما بينهم 

وبعد ذلك اوصل احمد تسنيم بسيارته لمنزلها تحت اعتراضها بالطبع فقالت بضيق وهى تنظر لنفسها عندما وقف احمد بسيارته امام المنزل 
-هو انا هخش البيت إزاى بشكلى ده؟ 

احمد وهو يغمز لها بضحك 
-ماتق$لعى  

تسنيم بغيظ 
-انتتتتت وااااحد قليل الادب 

احمد وهو ينفجر ضاحكا 
-اقسم بالله انتى اللى دماغك علطول شمال انا قصدى اقلعى هدوم حنفى فتحالله ماانتى لابسة هدومك تحت العباية دى 

تسنيم بإدراك من غبائها 
-معاك حق برضو 

لتقول جملتها وهى تخرج من السيارة ووقفت بعيد عن الحراس قليلا وازالت العباءة من عليها وفردت شعرها وهى تزيل الشارب ايضا تحت نظرات احمد المنبهرة بها حقًا هذه البنت لا ينكر انها جميلة

فأردف احمد وهو يغمز لها 
-بقيت بنت إمتى يواد يحنفى 

تسنيم وهى تجاريه فى مزاحه فأردفت بصوت حنفى 
-والله يااحمد يخوى مش بإرادتى الصبح حنفى وبليل بتحول لمرات حنفى هرومانتشى بقا

احمد بضحك وهو يغمز لها
-ربنا يستر علينا من هرموناتك يبنى واحنا فى وسط الرجالة دول 

رمت تسنيم الملابس فى وجهه وقالت بغيظ
-خلبالك بقلب حنفى فى ثانية ميغركش شكلى الكيوط ده 

احمد بسخرية 
-انتى كيوت!! انتى مبتبصيش فى المراية يبت وبعدين خدى هدومك دى 

تسنيم بضيق 
-خليهم معاك مش ناقصة حد يشوفهم ويقولى إيه ده قبل لما اروح هبقا البسهم 

ليومأ لها احمد فكادت ان تذهب فأردف وهو ينظر من نافذة السيارة 
-حنفيي الصبح بدرى تكون مجهز نفسك هاا ....مش عاوزين تأخير عم بيومى يشلوحنا 

تسنيم وهى تمشى من امامه بغرور 
-يشلوحك انت يخويا عم بيومى بيحبنى 

ليضحك احمد على جملتها وهو يومأ لها فظل واقف حتى ذهبت من امامه ودلفت للقصر فقاد بسيارته وهو يضحك كلما تذكر منظرها وهى كالرجل المراهق فى هذا الزى ....حقا لا يعرف لماذا اقترح عليها هذا الاقتراح كان يستطيع ان يجد الف حل بدونها هو يعترف بذلك... ولكن منذ أن رآها  فى هذه المستشفى و الذى فعلته به وهى معلقة فى رأسه بشدة ولا ينكر ايضًا انها جميلة ...حسنًا لتتسلى يااحمد قليلًا فمنذ مدة وانت لم تتسلى مع بنت وهذه البنت يبدو أنها صعبة وهو يحب هذا النوع ولكنه لا يعرف مدى خطورة هذه الصغيرة الجميلة ......

_____________________________________________

جاء الليل فى سوهاج وخاصة فى قصر الاسيوطى كان منذ الصباح تقريبا ويعم فيه الهدوء بشكل غريب استغربته مودة كثيرا فقالت لها هنية انهم يذهبون كل جمعة جميعا حتى يزورو المقابر الخاصة بأبناء خديجة لتقول لها مودة بإستغراب من حديثها 
-هو فيه حد مي$ت من عيالها تانى !؟

هنية بحزن 
-اه يبنتى كان عندها ابنها عبدالله الصغير  يبقا ابو وليد... ما$ت هو ومراته فى حادثة من سنين من قبل مايم$وت حسن أبو آدم 

مودة بحزن 
-وليد ده ابن عمه صح ؟لتومأ لها هنية
_ فقالت مودة بحزن ...يعنى هو وحيد معندهوش حتى اخوات ؟

هنية بحزن 
-كان عنده اخت واختفت بعد اما اهلهم ما$توا فى الحادثة دى 

مودة بإستغراب 
-اختفت إزاى يعنى ؟

هنية بحزن
-منعرفش لغايت دلوقتي يبنتى يوم ما اهل آدم ما$توا اختفت وبعد سنين كتير قولنا انها ما$تت ففضل وليد زى ماانتى شايفة كدا لوحده 

مودة بحزن 
-ربنا يرحمهم جميعًا يارب 

خديجة من ورائها بغضب وهى تدخل المطبخ 
-فى إيه يبت محسن القا$تل عاوزة إيه منينا عاااد 

لتنتفض مودة بفزع من صوتها وتنهض بسرعة وهى تقف بجانب هنية فقالت خديجة وهى تقف امامها 
-عاوزة تعرفى عنينا اى يبنت الق$اتل اكتر من أكده بتحاولى تتجصى عننا عشان تنتقمى براحتك هااا 

مودة بأستغراب
-انتقم !! انا مش.......لتقاطعها هنية بسرعة حتى لا تحدث مشكلة 
-هي كانت بتسأل انتو ليه مش باينين طول اليوم يهانم مش اكتر مقالتش حاجة والله......لو عاوزة حاجة قوليلى يخديجة هانم 

خديجة وهى تنظر بغيظ لمودة 
-آه حضرى العشاا ومحدش هيساعدك غير البت دى من هنا ورايح نص ساعة ويكون الوكل جدامنا 

لتقول جملتها وتذهب فتتنهد مودة بخوف وتقف حتى تحضر الاكل مع هنية وبعد ربع ساعة تقريبا كان كل شئ جاهز والجميع يجلسون على طاولة الطعام وآدم يتوسطهم فخرجت مودة وهنية ومعهم الاكل وبدأوا بتقديم الطعام ........

كان آدم ينظر لمودة بغضب التى ليس غيرها يقدم الطعام والجميع يجلس ويرمقها كأنها خادمة فكادت ان تقترب منه وتقدم له ايضا فضرب بيده على الطاولة بغضب جعلهم كلهم ينتفضون برعب وقال بصوت عالى 
-انااااااا قاااااايل كااااام مرة كله يقوووم يحططط الاكل مش هنية بس اللى اتعمل كده 

هنية 
-عادى يبنى مش كل مرة هيقومو معايا ومودة بنتى قايمة بالواجب وزيادة و...............

ليقاطعها آدم بغضب وهو يضرب على الطاولة مرة أخرى 
-هي مش  خدامة هنااا عشان هي بس اللى تقدم الاكل 

لتصدم مودة التى كانت تقف امامه من الجهة الأخرى من الطاولة وهى تطلع به باستغراب... اهى ليست خادمة هنا حقا !؟ هي منذ أن جائت إلى هنا وهم يعاملوها كخادمة ما الذى تغير!!

ليكمل آدم كلامه وهو يتطلع لخديجة بتحذير فهو يعلم انها من تفعل ذلك 
-كله يقووم يقدم الاكل مع هنيييية...... واظن دى من عادتنا يخديجة هانم ان ستات البيت هما اللى يقدموا الاكل ولا انتى نسيتى العادات 

خديجة بخوف من نظراته 
-وانا مالى يبنى انت بتوجهلى الكلام ليه هما اللى مقاموش وساعده هنية زى عادتهم 

ميسرة بصدمة 
-اسكان انتى اللى قيلالنا بلسانك يتيتا اننا منسعدهاش 

خديجة بغضب 
-إمتتتتى جوووووولت أكده يبتتتت المركوووب انتييييي ماتكتمى بنتككك يحور جليلة الرباية دى 

حور بغضب
-اسكتى انتى يميسرة متدخليش فكلام الكبار 

لينظر آدم للجميع بغضب 
-اظننن سمعتووووا كلااامى !!!؟ ولا اتطرشتوا! ؟

ليومأ له الجميع فنهضت ميسرة ومنة من على الطاولة للمطبخ حتى يقدموا الطعام مع هنية ماعدا بسمة التى كانت جالسة وغير مبالية لهم فكادت ان تأكل من الطعام امامها فأنتفضت بخوف عندما سمعت آدم يقول 
-انتييي مش معتببرررة نفسكك من الحريم هناااا ولا اى يبسمة !!!؟

لتبلع بسمة ريقها بخوف وهى تطلع به فنهضت من مكانها بسرعة واتجهت  للمطبخ ..............

اما فالداخل 

منة وهى تسكب الطعام فى الأطباق 
-شايفة جدتك بتورطنا قصاد ابيه آدم إزاى وهي اللى قيلالنا اصلا منتحركش من مكاننا 

ميسرة بضيق وهى تقلب الطعام بجانب مودة 
-انتى مش عارفة ستك مبيهمهاش حد هنا غير آدم مش هتطلع نفسها غلطانة قدامه 

مودة 
-انتو مش مضطرين يجماعة تعملوا حاجة انا مش متضايقة انى انا بس اللى بقدم الاكل 

ميسرة 
-يبنتى لا احنا كمان مش متضايقين ....احنا اصلا كل يوم لازم نكون واقفين فى المطبخ وبنعمل الاكل وبنقدمه احنا كتير هنا وكله بيساعد بعض دى عادتنا 

منة بضحك وهى غير واعية للذى تقوله 
-بس من ساعت ماجيتى انتى يمودة واحنا مبنعملش حاجة وستى عاوزة كل شغل البيت يبقا فوق راسك فااحنا كنا مستريحين بصراحة 

ميسرة وهى تضربها بغضب 
-منة عيب كدااا لمى نفسك .....معلش يمودة هيا لسانها متبرى منها حبتين 

مودة بإبتسامة 
-عادى انا مزعلتش منها هي معاها حق انا اللى مفروض عليا كل حاجة......وبعدين انا متعودة فى بيت أهلى كنت انا بس اللى بقدم الاكل برضو فمحستش بأستغراب أنى بعمل ده هنا 

منة 
-إزاى ده مش انتى عندك اخت بنت !؟

اومأ لها مودة بحزن وهى تتذكر معاملة والدتها لها فهى كانت قاسية دائمًا معها مثل هذه خديجة لذلك مودة كانت لا تستغرب من معاملة خديجة لها 
-آه بس ماما كانت ماشية بمبدأ الكبيرة هي اللى تعمل واختى عشان كانت صغيرة مكانتش بتعمل حاجه انا كنت مسئولة عن كل شغل البيت 

ميسرة بأستغراب 
-هوا انتى معاكى شهادة إيه يمودة باين عليكى انك لسة مخلصتيش تعليم ....انتى صغيرة فى السن لسة حساكى من سنى !؟

مودة بحزن ودموعها تكاد تهبط من عينيها فهى  لا تحب أن يسأل احد عن تعليمها 
-مش صغيرة ولا حاجه بتيقلك انا عندى ٢٤ سنة 

ميسرة 
-لا صغيرة يعنى لسة فى آخر سنة جامعة زيي ....انتى فجامعة اى بقا 

كادت مودة ان تتحدث ولكن قاطعتها بسمة التى قالت بغضب من حديثهم 
-هوا انتو هتقعدوا تتعرفوا عليها وسايبين اللى قاعدين برة دول من غير أكل..... يلا انتى وهيا انجزوا

لينظر لها كلا من ميسرة ومنة بغيظ فجميع من فى القصر لا يحب بسمة بسبب لسانها السليط هذا....... ليخرجوا من المطبخ ويبدأوا فى تقديم باقى الطعام للجميع 

كانت مودة تحمل سلطانية الطعام بيديها المرتجفتين، تقترب من الجميع وتسُكب لهم بهدوء، متجنّبة النظر إلى آدم الذي لم تجرؤ حتى أن تقف بجانبه. وما إن وصلت إلى مازن، قدّمت له الطعام هي الأخرى تحت نظراته الغاضبة بالطبع، لكنها لم تشعر بالخوف هذه المرة؛ فهي تعرف أن مازن طيب القلب، لكنه يكرهها فقط بسبب والدها. أما آدم، فهو في نظرها الوحش الحقيقي… ذلك الذي تخشاه حتى من مجرد إطالة النظر في عينيه.

وحين انتهت من ملء الأطباق، انسحبت سريعًا مع هنية عائدة إلى المطبخ، تاركةً البنات يجلسن حول الطاولة ليباشرن طعامهن.

في المطبخ، جلست هنية على الطاولة الخشبية في المنتصف، وإلى جوارها أخذت مودة مكانها، تتناول لقيمات صغيرة من الطعام. حدّقت هنية فيها قليلًا قبل أن تسألها باستغراب: 
-مقعدتيش تاكلى برة  معاهم ليه يبنتى 

مودة بسخرية
-انتى عوزاهم وانا باكل يطخ$ونى عيارين ولا يحطولى سم فى الاكل يدادة 

هنية بضحك 
-يبنتى لا مش للدرجادى آدم بيه مكانش هيقولك حاجة لو كنتى قعدتى معاهم مشوفتهوش داافع عنك برة إزاى 

مودة بضيق
-ولا دافع ولا حاجه يدادة كان بيقول كدا عشان عاداتهم ان كل الستات تقوم تساعد فى المطبخ يعنى مش عشانى.... اصلا هيعمل ده عشانى ليه ده اول واحد عاوز يط.....خنى فيهم 

هنية 
-يبنتى والله انتى ظالمة آدم بيه  هو قلبه طيب بس مش بيبين والله 

مودة بصدمة 
-ده قلبه طيببب!!!.. والله انتى اللى قلبك طيب يدادة ده رو......خلينى ساكتة احسن عشان منلاقهوش فى قفانا .......

ضحكت هنية على حديث مودة ، ثم واصلتا تناول الطعام معًا حتى انتهتا. وبعد قليل، انصرف الجميع إلى غرفهم ليستعدوا للنوم. صعدت مودة هي الأخرى إلى غرفتها، لكنها ما إن فتحت الباب حتى عقدت حاجبيها بصدمة؛ فقد وجدت سريرًا مفروشًا بعناية، وعليه بيجامة نظيفة معدّة للنوم. تجمدت في مكانها لحظة وهي تتساءل في حيرة: متى تحولت الغرفة بهذا الشكل؟ ومن الذي فعل هذا؟

تمتمت لنفسها بصوت عالٍ نسبيًا، وصل إلى أذن من كان يراقبها من بعيد من أمام غرفته:

مين اللي عمل الأوضة كدا!؟ معقول دادة هنية هي اللي فرشتها!؟… أحييييه، لو حد شاف الأوضة متوضّبة والنعمة يقتلوها… بالذات الروبوت ده.

زفر آدم بضيق وهو يستمع إلى كلماتها. هو بنفسه من أمر أن يُوضَع لها سرير ويُرتّب لها المكان، ومع ذلك تنسب الفضل لهنية! والأسوأ… أنها تظنه قد يقتلها بسبب ذلك! ضغط على أسنانه بغيظ، ثم ما لبث أن ابتعد ودخل غرفته، يغلق الباب خلفه بعصبية مكتومة.

أما مودة، فى الداخل بدأت تُبدّل ملابسها وترتدى البيجامة التى أحضرها لها آدم من دون أن تعلم أن الفضل يعود له، وظنّت ببساطتها أن الأمر مجرد صدفة. تركت شعرها منسدلًا على كتفيها براحة، ثم ألقت بجسدها المنهك فوق السرير، تتنهد بخليط من الراحة والوجع بعد أسبوع كامل قضته على الأرض، لا يفصلها عن برودتها سوى مفرش خفيف بالكاد يقيها قسوة النوم.

رفعت بصرها إلى سقف الغرفة شاردة، تستعيد فى ذهنها ما آل إليه حالها، وكيف باتت وحيدة بلا أحد يؤنسها أو يشاركها حتى تفاصيل ما قبل نومها. تذكرت تلك الليالى حين كانت تنام إلى جوار شقيقتها رحمة، يتحدثان طويلًا عن يومهما حتى يغلبهما النعاس، وحين كان الخوف من الظلام يزحف إليها، كانت رحمة تضمها إلى صدرها، رغم أنها الأصغر سنًا لكنها دائمًا أشجع. أما هى… فهشة كزجاج، يكفي لمسة خاطئة لتترك فيه أثرًا، ورمية خفيفة لتكسره.

ارتسمت ابتسامة صغيرة على وجهها، تذكرًا لحديث قديم دار بينهما، حين قالت لها رحمة مازحة:

-هتعملى اى يمودة لو خطفك مثلا رئيس عصابة ولا حاجه ولا اتجوزتى واحد طبعه وحش  ودايمًا بيزعق ويشخط فى الناس كدا على مااظن هتعمليها عالروحك من الخوف ههههه 

مودة بغضب من اختها وهى ترمى الوسادة عليها 
-بطلى رخامة يرحمة ......وبعدين انا إيه اللى يخليني اتجوز واحد طبعه وحش وزى الزفت كدا ....انا هتجوز واحد يكون شبهى قلبه طيب ورقيق وبيحب الخير للناس وأهم حاجه يكون بيحب الورد 

رحمة بضحك
-دى مواصفات فتى أحلامك ولا فتاة أحلامك يمودة ههههه مفيش راجل كدا يحبيبتى 

مودة بغيظ 
-لا فيه اللى انا هتجوزه وأهم حاجة يكون طويل وبعضلات ابقا وانا بكلمه كدا ببص لفوق.... ياااه يرحمة احلام اليقظة 

رحمة بضحك
-ياااه يمودة وانا شيفاكى مع واحد بكرش وطخين وقصير وطبعه زى الزفت وانتى بقا بتحبيه هههههه 

حين وصلت الذكرى إلى هنا، سالت دمعة دافئة على خد مودة، لكنها ابتسمت فى الوقت ذاته ،فكلمات أختها، التى كانت تسخر منها يومًا، تحولت إلى حقيقة مُرة؛ فقد تزوجت فعلًا من رجل صعب الطباع، قاسٍ القلب، طويل البنية كما تمنت، بل ووسيم بجاذبية لم تستطع إنكارها منذ أول لقاء… لكن بلا قلب. والأدهى… أن الزواج تمّ قسرًا، لا برغبتها.

ضحكت وسط دموعها، وهى تهمس لنفسها بمرارة ساخرة:

-مين كان ييجى فى باله انى هتجوز بالغصب وكمان عدوى لا وفالحالة اللى انا فيها  كمان خيالات رحمة اتحققت ههههه

ظلّت مودة تضحك وتبكى فى آن واحد، حتى غلبها النوم، نومٌ عميق لم تعرفه منذ أكثر من أسبوع.
_________________________________________

فى صباحٍ جديد، وبالتحديد داخل غرفة تسنيم فى قصر السيوفى، دوّى صوت منبّه هاتفها بإزعاج شديد، فمدّت يدها لتغلقه بضيق، لكنه سقط من على السرير فأحدث صوتًا جعلها تنتفض بفزع، لتلتقطه بسرعة وهى تتمتم بضيق. ما إن نظرت إلى الشاشة حتى تذكرت أن هذا اليوم هو أول أيامها فى العمل مع ذلك المعتوه… كـ حنفى وليس كتسنيم.

كانت طالما حلمت أن تعمل فى مجال الزراعة، لكنها لم تتخيل أن يتحقق حلمها بهذا الشكل الملتوى، متنكرة فى هيئة رجل! أطلقت زفرة حنق وهى تنهض من على السرير وتتجه إلى الحمام، أخذت حمامًا سريعًا ثم ارتدت ملابسها كفتاة حتى لا يثير مظهرها أى شك داخل القصر.

هبطت إلى الأسفل لتجد الجميع جالسين حول الطاولة يتناولون الإفطار. اقتربت وجلست بينهم، تحاول أن تبدو طبيعية قدر الإمكان، لكن نظرات منى لم تتركها، فقد صارت الأخيرة تلاحظ اختفائها المتكرر خارج القصر فى الأيام الماضية.

رفعت منى حاجبيها باستغراب، وهى تضع لقمة فى فمها قبل أن تقول:

-على فين كدا يبنتى شيفاكى متشيكة ونازلة 

لينتبه محمد لحديثها فنظر لاخته باستغراب هو الأخر

فقالت تسنيم بغيظ 
-فين الشياكة دى يخالتى!!... نازلة عادى اشترى شوية حاجات وكمان عاوزة اقدم على شغل كمساعدة دكتور ولا حاجه بما اننا هنفضل هنا فترة 

محمد 
-مش فترة يتسنيم انا مش هتحرك من هنا عاوزة انتى ترجعى اسكندرية ارجعى 

تسنيم بضيق 
-محمد انت مش هتعرف تتأقلم هنا الناس مش زينا فى عادتهم وتقاليدهم حتى شغلهم ....انت مهندس يمحمد ازاى هتشتغل هناا 

محمد بغضب
-ملكيش دعوة انا هتصرف وعارف انا بعمل اييي وهتأقلم يتسنيم مهما حصل مش هبعد عن هنا 

منى 
-انتى مجبتيش يبنتى الهدوم اللى قولنالك عليها آمبارح 

تسنيم بضيق
-جيبتها يخالتى عندى فى الاوضة وصحيح اللى جابت الهدوم حطت هدوم مودة كمان فى الشنطة 

منى بضيق 
-مودة ! هنعمل اى بهدومها تبقى تشحتيهم بقى

رحمة بسرعة 
-وتشحتيهم ليه يماما مانبعت حد يدهوملها مودة هتفرح لما تلاقى هدومها.... مش معقول جابولها هدوم هناك 

تذكرت تسنيم مودة فجأة  عندما رأتها  فكانت بالفعل ترتدى فستان اسود غريب وعليه حجاب ايضا باللون الأسود كأنها فى جنازة 

فقالت وهى تؤيد كلام رحمة :
-ايوا صح رحمة معاها حق مودة فعلا محتاجة هدوم ......

لينظر لها الجميع باستغراب ا......فنظرت لهم بتوتر وهى تقول .......

قصدى يعنى اكيد مجابوش ليها هدوم دول اعدائها يعنى هيهتموا بحاجة زى دى!!... انا هقوم اوضبلها هدومها ونخلى حد من الحراس يبعتهالها 

لتقول جملتها وتنهض معها رحمة حتى تساعدها فى توضيب ملابس مودة. ظلّتا تفردان القطع وتضعانها داخل الحقيبة بعناية مرتبة. وبينما كانت رحمة ترتب بعض الأغراض، وقعت عيناها على صورة قديمة وضعتها مودة بين أشيائها.

التقطتها رحمة ببطء، وتطلّعت إليها بعينين يغمرهما الحزن؛ كانت صورة تجمعها هى ومودة مع والديهما. كانت مودة لا تفارق هذه الصورة أبدًا، ودائمًا ما تضعها بجانب سريرها، كأنها تستمد منها القوة والونس.

وضعتها رحمة فى الحقيبة برفق، ثم قالت بحزن

-مودة هتفرح اووى لما تشوف هدومها وبالذات الصورة دى ....وكمان الدبدوب ده هي بتحبه يتسنيم حطيه مكانتش بتعرف تنام من غيره

اومأت لها تسنيم ووضعت لها كل شئ يخص مودة ثم اعطتهم لأحد الحراس ليوصلهم لقصر الاسيوطى .............

وفى مكان قريب من الاراضى الزراعية الخاصة بعائلة السيوفى كان يقف محمد وبجانبه حسام وهم ينظرون لبعض الأوراق 

فقال محمد بغضب 
-إمتى الزفت ده ناوى يعمل المجلس عندنا استعجله شوية 

حسام 
-انا نفسيي افهم هتستفاد اى من المجلس ده 

محمد بشر لا يعرف من أين جاء فى قلبه فهو منذ أن أخذ آدم مودة منه وهو اصبح شخص آخر 

-فرصة لينا قدام العشيرة كلها ان المجلس بيتعمل فحتة غير قصر الاسيوطى انا لازم ابينله ان عيلة السيوفى وريثها رجع ومن النهاردة هبقا ضده فى السوق وفكل شغله 

حسام 
-آدم مش بيشتغل فى التجارة زى عيلته يمحمد مش هتستفاد حاجة من اللى بتعمله وبعدين انت كل ده حطه فى دماغك عشان مودة دى 

محمد بغضب 
-لاء انا عااارف السر اللى انتو مخبيينه عليا يا حسام وعارف العداوة القديمة اللى مابين العيلتين ومنكرش برضو ان مودة السبب الاساسى انى عاوز انتقم منه 

حسام بصدمة 
-انت عرفت منين !؟

محمد 
-سمعتكم وانتو بتتكلموا انت وعمى ....المهم دلوقتي فهمنى إيه هو شغل آدم ده اللى برة التجارة 

حسام 
-حاجة احنا منفهمش فيها يمحمد ....عنده شركات تصميم فكل حتة فمصر تقريبا بيصدر تصاميم للمجوهرات هو اللى بيرسمهم بنفسه ده غير تصديره للماركات العالمية الفترة الأخيرة ومصانعه اللى بتنتج كمان مجوهرات وبتتباع فكل حتة فى مصر ....آدم قوى اووى فى شغله يمحمد ومش هتقدر عليه كان غيرك قدر 

محمد بتفكير 
-هنشوف هنشوف 

أما على الجانب الآخر من قصر عائلة الأسيوطي، كان الصباح قد بدأ وأغلب أفراد العائلة جلسوا حول الطاولة يتناولون فطورهم، باستثناء آدم الذى خرج مبكرًا بصحبة أحمد ووليد لمتابعة أعمال الشركة فى سوهاج. فمنذ زواجه بـ مودة، توالت المشكلات عليه حتى شُغل عن عمله وأهمله بدرجة كبيرة.

وبعد أن انتهوا من الطعام، انصرف كلٌّ إلى شأنه؛ خرج حمدان ومحمود لمتابعة الأراضي الزراعية، وذهب مازن مع منة وميسرة إلى الجامعة. وهكذا خلا القصر من الرجال، وبقيت النساء مع مودة وهنية فقط.

فى المطبخ، جلست هنية كعادتها تُدبّر أمور الطعام، ومعها مودة تساعدها فى بعض التحضيرات. فجأة دخل أحد الحراس، وقال بلهجة رسمية إن هناك من جاء من قصر عائلة السيوفي ليسلّم شيئًا إلى مودة.

توقف قلبها لحظة وركضت بسرعة للخارج، يحدوها الأمل أن يكون أحدًا من أهلها… لكن خاب رجاؤها حين لم تجد سوى الحارس ممسكًا بحقيبة ملابس.

تسلمتها منه بخيبة أمل، ثم عادت إلى المطبخ بخطوات بطيئة، تحمل الحقيبة بين يديها بحزن مما جعل هنية تسألها بإستغراب:

-مالك يبنتى زعلانة ليه ....مش كنتى لسة مبسوطة ان هدومك جاتلك 

مودة بحزن
-آه بس كنت بحسب حد من عيلتى جاى يدهالى ولا حاجه .....فكك هودى دول فين دلوقتي 

هنية 
-روحى وديها اوضتك يبنتى وعلقيهم فى دولابك 

مودة 
-واسيبك يدادة لوحدك من غير مساعدة فالمطبخ !؟

هنية 
-متشليش همى  يبنتى انا متعودة روحى بس وضبى حاجتك كدا وبعدين تعالى 

لتنظر لها مودة بسعادة وقبلتها من خديها وهى تشكرهاواتجهت بسرعة وهى حاملة حقيبة الملابس لغرفتها ........

كان كل هذا تحت نظرات بسمة الغاضبة التى رأتها منذ أن خرجت واحضرت هذه الملابس

فقالت بغيظ 
-هى البت دى جاية هنا تتع$ذب ولا تعيش حياتها..... بدأوا كمان يجيبوا هدومها وحاجتها!!!.... والله عال ناقص تبقا ست البيت كمان ........

اتجهت بسمة نحو غرفة خديجة التى كانت تجلس وتشرب قهوتها وهى تحاول أن تسترخي قليلا من مشاكل آخر فترة فسمعت دق على لباب فسمحت لها بالدخول ........

بسمة وهى تدخل وتجلس بجانبها 
-ستى كنت عاوزة اقولك على حاجة !؟

خديجة وهى تنظر لها بشك فهى تعلم أن بسمة لا تأتى إلا للشر 
-خير يبسمة 

بسمة بخبث وهى تقول بهدوء  
-فيه حاجه بصراحة كدا شوفتها وكنت عاوزة اقولك عليها الموضوع معجبنيش يعنى انه يحصل كدا من وراكى وآدم مستغفلك الايام دى عالاخر وانتى ست القصر هنا مينفعش بصراحة .........

خديجة بغضب من حديثها التى لا تفهم منه شئ 
-ماتجولى يبنت المركوب انتى فيه ايييي 

بسمة بخبث
-بنت القا$تل دى يستى آدم امبارح أمر انه يجيبلها سرير... ووضبولها اوضتها لا وكمان إيه مكفهومش كل ده وجاه حد النهاردة جايب هدومها من قصر السيوفى كأنها عروسة جديدة وجايبين جهازها ......شوية وهتبقى ست الق.......

لتقاطعها خديجة بغضب وهى تضرب على عكازها بغيظ
-اقسم بالله ماهرحمها المرة دي هيى فيييييين (يتبع)



                    الفصل التاسع من هنا 

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة