رواية زهرة الانتقام الفصل الحادي عشر 11 بقلم ملك عبد اللطيف


رواية زهرة الانتقام الفصل الحادي عشر 11
بقلم ملك عبد اللطيف
 

فى صباح يوم جديد اشرقت الشمس باشعتها الذهبية وهى تداعب وجه مودة التى تململت فى نومتها بضيق بسبب ضوء النهار الذى يتسرب لغرفتها.........

لتفتح عينيها ببطء وهى تضع يديها على وجهها بسبب الضوء الذى يضرب فى 
عينيها وبمجرد ان استيقظت كادت ان تنهض فسمعت صوت طرق على باب غرفتها فسألت مودة من الداخل بصوت ناعس 
-مين !؟

لتسمع صوته بالخارج فعرفت انه هو ففتحت له الباب فأردف آدم ببرود بمجرد ان رآها  
-هاتى المفتاح 

مودة وهى تفرك عينيها بنعاس 
-انت جاى من عالصبح عشان تاخد المفتاح !! عطتهونى ليه بدال هتاخده 

زفر آدم بضيق  من اسئلتها التى لا تنتهى ودخل للداخل حتى يأخذه هو بنفسه فلمحه موضوع على الطاولة واخذه وهو يردف بضيق 
-قولتلك انى هدهولك بليل وهاخده الصبح متسأليش كتير 

ليقول جملته ويخرج واغلق عليها باب الغرفة من الخارج تحت نظرات مودة الغاضبة من هذا الروبوت الذى لن يتغير ابدًا هى حقا مع الايام تكتشف انه عنده انفصام فىىالشخصية او شئ كهذا ............

لتنفخ بضيق وهى تنتظر هنية حتى تأتى بالطعام كالعادة فهى اصبحت كالسجينة التى تنتظر طعامها وتقضى باقى يومها بين أربع حيطان ..........

اما آدم فنزل للاسفل ولم يحدث احد منهم مرة اخرى وخرج وركب سيارته وذهب تحت نظرات الجميع المصدومة من آدم هذه الأيام فهو كان بالنسبة له اهم شئ ان يجلس الجميع حول المائدة حتى يأكلوا سويا وهو اصبح الآن الذى يفوت وجبات الطعام معهم !!!

ظلت خديجة جالسة والغضب مسيطر عليها حتى بعد ان ذهب الجميع .....هى غير معتادة ان يتجاهلها آدم هكذا ولا يتحدث معها هل حقا ستخسر حفيدها من أجل هذه البنت ؟!!

لتفكر بخبث فى شئ حتى تكسب ثقة آدم مرة اخرى فجائت  فى بالها فكرة خبيثة فنهضت للمطبخ بسرعة وهى تستند على عكازه
-هنية هاتى مفتاح اوضة البت دى 

هنية بخوف 
_عاوزة اى منها يهانم سيبيها فحالها والنبى آدم بيه هيزعق 

خديجة بغضب 
-مش هعملهااا حااااجة هاتى المفتاح بجووولك 

انتفضت هنية بخوف من نبرتها الغاضبة واعطت لها المفتاح فخرجت خديجة واتجهت نحو غرفة مودة فلحقتها هنية خوفًا من ان تأذيها مرة اخرى ........

كانت مودة فى هذا الوقت  تضع حجابها على رأسها ففُتح باب غرفتها لتتفاجئ بخديجة امامها وهى تنظر لها نظرات غريبة ....

رجعت مودة بسرعة للخلف وجسدها كله اصبح يرتعش عندما رأتها امامها فهى منذ الذى فعلته بها وهى لم تراها ......اقتربت منها هنية بسرعة وهى تحاوطها حتى تطمئنها 

فنظرت لهم خديجة بسخرية واقتربت من مودة وقالت 
-علمتك الأدب وبجيتى بتترعبى منى يبت القا$تل.....كان لازم اعمل فيكى أكده عشان مترفعيش حتى عنيكى فى عيني......

لتكمل حديثها بضيق وهى ترى مودة تنظر للارض بخوف منها
-خدى مفتاح اوضتك محدش هيجفل عليكى بعد أكده تقدرى تطلعى منها 

نظرت لها مودة بإستغراب وخوف فأردفت خديجة بسخرية 
-متظنيش انى عاملة أكده عشان خاطر عيونك انا بس مش عاوزة حفيدى يبقا ضدى بسبب واحدة شبهك .....ومتحسبيش انى مش هقدر اطولك لو عملتى حاجة غلط تانى حتى لو الباب ده كان مقفول 

لتقول جملتها وتذهب فتنهدت مودة بإرتياح وجلست على السرير بضيق 
-يعنى انا كدا اطلع يدادة ولا اى !؟

هنية 
-بلاش يبنتى احسنلك آدم بيه هيزعق لو شافك برا الاوضة 

مودة بضيق 
-ماهيا بنفسها قالتلى عادى اطلع هو ماله بقا وبعدين هو مش هنا صح ؟

هنية 
-لا يبنتى مش هنا فى الشركة بس احسنلك برضو مت.....

مودة وهى تنهض وتلف حجابها بسرعة 
-فرصة يدادة اشم حتى شوية هوا .....الورد وحشنى بجد انتى كنتى بتسقيهم صح 

هنية بضحك 
-آه يحبيبتى كنت بسقيهم تعالى طيب 

لتخرج معها مودة بسعادة انها واخيرا ستخرج من هذا السجن فاتجهت  نحو الحديقة حتى  تروى الزهور..........

كان آدم فى هذا الوقت رجع للقصر مرة أخرى لأنه نسى بعض الأوراق المهمة للأجتماع فدخل القصر واتجه لمكتبه فكاد ان يأخذ الأوراق ويمشى ولكنه لمح مودة من زجاج شرفة  مكتبه وهى تقف فى الحديقة وتروى الورود لينظر لها بغضب وصدمة انها كيف استطاعت الهرب هذه المرة من غرفتها ليفتح زجاج مكتبه بضيق واتجه نحوها .......

كانت هى فهذا الوقت تروى زهرة بيضاء قد نضجت ففرحت مودة بشدة وهى تمسكها وتمسد عليها وفجأة شعرت بمن يجذبها من يدها بعنف فقطفت الوردة بدون إرادة منها ووقعت من يدها لتشهق مودة بصدمة وهى ترى هذا الروبوت امامها وينظر لها بغضب كعادته ..........

آدم وهو يشد على ذراعيها بغضب 
-مش قولتلك ملمحكيييش حتى بررة الاوضة.... إزاااى هربتى المرااادى !!!؟

مودة بوجع وهى تحاول فلت يدها منه 
-مهربتش ولا زفتت.......جدتك هي اللى سمحتلى اخرج برة الاوضة 

آدم بسخرية 
-انتى ملقتيش كذبة غير دى تقوليها بجد !؟

خديجة من خلفه التى رأته منذ أن دخل القصر 
-لا مبتكذبش يولدى انا اللى سمحتلها تخرج 

آدم بإستغراب 
-انتى من إمتى وبقيتي رحيمة كدا !! ومعاها هي كمان !؟

لتنظر خديجة لمودة التى تقف بجانبه بضيق فهى لا تريد أن تتحدث امامها فلاحظ آدم نظراتها وقال وهو ينظر  لمودة 
-خشى جواا ومش كل شوية تطلعى برة القصر كدااا وتتمشى مش فسحة المدرسة هي 

لتنظر له مودة بغيظ ومشت من امامه فقالت خديجة بعد ان ذهبت 
-انا عرفت غلطى يولدى عشان أكده روحت واعتذرت منها على اللى عملتوا 

آدم بصدمة 
-اعتذرتى!!!!!!؟

خديجة بخبث 
-ايوا يبنى اعتذرتلها عشان هيا اسمها على اسمك وميصحش اعمل أكده مع مرات ريس العشيرة 

ليقترب منها آدم ويضع يديه حول ذراعيها 
-لا يستى مكنتيش مضطرة انك تعتذري لحد انا بس كنت متضايق انك عاملتيها بالطريقة دى ....وخلاص بدال عرفتى انك غلطانة مش مضطرة تعتذري لحد ولا انا شخصيا 

لتبتسم له خديجة وتعانقه
_كنت عارفة يولدى انى مش عهون عليك مهما حصل 

آدم وهو يقبل يدها
-واصلا مين يهون عليه يزعلك يخديجة الاسيوطى 

خديجة بسعادة 
-هتيجى على الغدا يبنى بقا تاكل معانا! ؟

آدم 
-مش هعرف آجى ورايا شغل الفترة دى جامد يستى ....بليل إن شاء الله الحق العشا 

لتومأ له خديجة وتقول 
-هخليهم يحضرولك كل الوكل اللى بتحبه من دلوقتي 

لتقول جملتها وتذهب بسعادة ان آدم صفى تجاهها فهو اهم شخص بالنسبة لها فى هذا العالم وعندما كان لا يحدثها كانت حزينة وبشدة ..........

اما آدم فكاد ان يدخل لمكتبه مرة اخرى ولكنه كان سيدعس على الزهرة التى وقعت من يدى مودة فى الارض فنزل حتى يأخذها وهو ينظر لها بإستغراب فتذكرها وهى كانت تقف وتروى هذه الوردة كل يوم حتى نضجت هكذا وهو الآن سبب فى قطفها ......ليتنهد آدم ووضعها فى جيبه بحذر حتى لا يحدث لها شئ ثم دخل مكتبه واخذ بعض الأوراق للاجتماع ووضع الوردة فى إحدى الكتب التى يقرأها وخرج ...........
___________________________________

جاء الليل فى سوهاج وكان الجميع يجلس وهم يتناولون الطعام بعضهم السعيد 
لأن آدم موجود ويأكل معهم والبعض غير مهتم والبعض منهم ايضا حزين ان آدم تصالح مع جدته ومنهم من يشغله شئ آخر من الأساس...............

كانت مودة تجلس فى المطبخ كعادتها وتأكل مع هنية فقالت وهى تتذكر ليلة امس عندما كانت جالسة بهذا المنظر ايضا معه وتأكل 
_دادة ؟ هو ليه شخصيته بليل غير الصبح !؟

هنية بعدم فهم :
_هو مين ده يبنتى مش فاهمة 

مودة بضيق فهى لا تحب أن تقول اسمه :
_مين يعنى يدادة الروبوت ده 

هنية بضحك: 
_يبنتى ماتقولى آدم بيه عيب يمودة كدا

مودة بتوتر:
_انا مش متعودة بصراحة اقول اسمه حتى بينى وبين نفسى بخاف.... فلما اقولك هو افهمى انه هو يدادة 

هنية وهى تنفجر ضاحكة: 
-هو ماشى يبنتى ههههه قصدك إيه بقا انه شخصيته بليل غير الصبح 

لتحكى لها مودة الذى حدث معها ليلة امس وانها حضرت له طعام وعندما استيقظ صباحًا كان غاضب منها بشدة

  هنية بحزن:
_لا يبنتى يمكن آدم اللى كان بيكلمك امبارح ده هوا آدم الحقيقى اصلا 

مودة بإستغراب: 
-قصدك إيه يدادة مش فاهمة 

هنية: 
-آدم بيه يبنتى مش زى ماانتى شيفاه قاسى وعصبى كدا بالعكس قلبه طيب وحنين وبيهزر ويضحك زينا بس الظروف وخديجة هانم هى اللى خلته كدا فضلت كل شوية تزن فى ودنه بالانتقام وتعلمه القسوة لغايت مابقا بالشكل ده واختفى آدم الطيب.... لتنظر لها مودة بأستغراب فتكمل هى بمزاح .....بس الظاهر معاكى انتى بدأ يظهر آدم بتاع زمان بحنيته وقلبه الطيب 

مودة وهى تشهق بصدمة :
-معايا انا !!! انا مش عارفة ليه يدادة انتى دايما شيفاه كويس كدا بتيقلى انتى الوحيدة اللى فى العالم اللى شيفاه بالطريقة دى 

هنية بضحك: 
-والله هتفهمى كلامى مع الأيام يبنتى لما تعاشريه هتعرفى انه اكتر حد فى العالم قلبه طيب وحنين وهتشوفى 

لتلوى مودة شفتيها بإستغراب من كلامها فقالت لها هنية وهى تنهض:
_لو فيه هدوم عندك يبنتى مش نضيفة فى اوضتك قوليلى عشان اخدهم مع الباقى عشان يتغسلوا 

مودة وهى تنهض: 
-خليكى انتى يدادة انا هروح اجبهم بدال ماتطلعى كل السلالم دى 

هنية :
-ماشى يبنتى ربنا يخليكى ....بصى هتلاقى سلة هدوم محطوطة فى الحمام اللى فوق هاتيهم وجيبي بالمرة هدوم آدم بيه من اوضته عشان هو مبيحبش الكركبة وانا نسياهم من الصبح 

كادت مودة ان تعترض عندما سمعت اسمه ولكنها صمتت عندما تذكرت انه ليس بغرفته ويأكل معهم فى الصالون فى الخارج لتومأ لها مودة وصعدت حتى وصلت لغرفته وفتحت بابها ببطء ودخلت

تنهدت مودة بخوف من منظر غرفته السوداء كلما تدخل لها تشعر وكأنه موجود بها  بهيبته وغضبه  حقا غرفته تعبر عنه بطريقة مرعبة ....

ظلت تنظر حولها وهى تبحث عن الملابس ولكنها لم تراها فغرفته مرتبة اكثر من حياتها تقريبًا!!!.....

كادت مودة ان تذهب بعد ان ملت من البحث ولكنها لمحت كتاب موضوع على طاولة بجانب فراشه فأتجهت نحو الكتاب بسرعة عندما لمحت عنوانه وهى غير مصدقة ان هذا الكتاب موجود عنده فهى  كانت تبحث عنه لعدة اشهر ولم تجده لأنه لم ينزل منه غير نسخ محددة كيف وجده!!

مودة لنفسها وهى تمسك الكتاب فى يدها 
-ازاى لقى الكتاب ده بجدد!! ثوانى كدا ازاى اصلا بيقرى الأنواع دى من الكتب الرومانسية!!

لتستغرب مودة بشدة لان هذه ال رواية ،،مرتفعات ويذرنغ،، للكاتبة الأجنبية  ايميلى برونتى 

كيف  لهذا الشخص ان يقرأ رواية كهذه فهى سمعت عنها انه رومانسية حزينة بسبب العقبات التى ستحدث بين البطل والبطلة بها وبالاخير لن يتجمعوا ابدًا .......

لمحت مودة  مكتبته التى كان عندها فضول ان ترى مابها فهى تعشق الكتب كثيرًا ....حسنا يمودة هو ليس هنا ما المانع لتعرفي ماذا يملك فى هذه المكتبة الضخمة 

اقنعت مودة نفسها بهذا الكلام واقتربت من رفوف الكتب الكثيرة وهى تنظر لها بإنبهار كانوا مرتبين بعناية شديدة  فهى لاحظت انه منظم للغاية فى كل شيئ فمسكت احد الكتب  وقرأت عنوانه فلم تعرفه فيبدو انه كتاب معقد مثله 

فأتجهت لرَف آخر فهو يضع فى كل رَف مجموعة من الكتب تشبه بعضها فلمحت مودة اسم ويليام شكسبير فأخذت الكتاب بسرعة وهى غير مصدقة انها رواية روميو وجولييت

حقا كيف هذا ...هل هو  رومانسي لهذه الدرجة!!! لترى ان لديه رف بالكامل لكثير من كتب ويليام شكسبير فهى تحبه بشدة ولكنها لم تقرأ له كل هذه الكتب التى لديه لتضعه مكانه ببطء ثم رأت مجموعة من الكتب الأخرى فأخذت واحد منهم فرأت رواية،، الجزار ،، فشهقت مودة بخوف فهى سمعت عن هذه الرواية كثيرا وانها مرعبة وتتحدث عن التشر$يح والدماء لتقول بخوف 
_انا لسة كنت بحسبه رومانسي قلب على رعب كدا ليه؟؟؟... جزار لما يلهفك ونخلص منك بجد والله لايق عليك ......

لتترك الكتاب فرأت ان هناك قسم بالكامل لكتب الرعب مثل رواية "اننى اتعفن رعبًا" ورواية "خوف "وغيرها من الروايات فرأت ايضًا كتب شعر لجبران خليل جبران واحمد شوقى وخليل مطران ومحمد درويش ودستوفيسكى حتى نجيب محفوظ وطه حسين لديه كتب عنهم 

مودة بصدمة 
-انا مش مصدقة انه طلع مثقف كدا.....وكمان رومانسي وعنده كتب شعر ...ورعب !! إزاى جمع الاتنين مع بعض فى مكتبة واحدة !؟ والله عنده شيزوفرونيا بجد

لتقول جملتها فتلمح الكتاب مرة اخرى فأمسكته بين يديها بحزن كانت لو تود ان تأخذه الآن وتسهر عليه حتى تقرأه فهى حقا ظلت تبحث عنه كثيرا ولم تجده 

ليقاطع تفكيرها فتح الباب فجأة ودخول آدم الذى صدم عندما رآها امامه لينظر لها وهو يضيق عينيه بأستغراب فوجد فى يديها كتابه فأقترب منها بغضب وهو يشد الكتاب من يدها 
-انتى بتعملى إيه هنا !؟؟

حقا !! هى نست ماذا كانت تفعل هنا ظلت تفتش فى مكتبته حتى نست سبب وجودها فى ارفته إن غضب الآن وقتلها  حقا لن تلومه.... هذا ماحدثت به مودة نفسها بخوف وهى لا تعرف ماذا تقول لتتذكر فجأة انها جائت هنا من اجل ملابسه 

فأردفت بسرعة 
-الهدوم ...........قصدى دادة هنية قالتلى آجى هنا عشان اخد الهدوم اللى عاوزة تتغسل 

آدم وهو يرفع حاجبه بإستغراب 
-وكنتى ماسكة كتابى فى إيدك ليه ....وفين الهدوم اللى بتاخديها دى!!

مودة بخوف وهى تتلاشى النظر له
-انا ...مكنتش لايقة الهدوم بصراحة فضلت ادور عليها ....ولما لقيت الكتاب ده محطوط ع لى التربيزة مسكته عشان انا عرفاه وكان بقالى فترة بدور عليه و..... صمتت مودة بتوتر وهى  تراه ينظر لها ويراقبها وهى تتحدث

آدم ببرود
-ما انتى لو كنتى بتدورى كويس كنتى لقتيهم فى الحمام انا مش بحط هدوم فى الاوضة 

لتومأ له مودة وكادت ان تدخل للحمام حتى تأخذه فأوقفها وهو يردف
-خليكى انا هجيبهم 

ليتجه نحو المرحاض ويحضر ملابسه واعطاها لها وهو يقول بغضب
-بعد كدا متخشيش اوضتى وانا مش هنا انا مبحبش حد يمسك حاجتى فاهمة !؟

لتنظر له مودة بضيق حقا لقد سحبت كل كلمة قالتها عنه الآن هذا روبوت ليس اكثر... كيف يقرأ هذا الشخص هذه الكتب !!؟

-مش من جمال اوضتك يعنى عن إذنكككك 

لتقول جملتها بغضب وتذهب من امامه تحت نظرات آدم المصدوم من طريقة كلامها هى اصبحت وقحة معه حقا هذه البنت

فهو غضب عليها لأنه لا يحب فعلًا ان يمسك احد أغراضه او يدخل لغرفته هكذا لينظر لمكتبته بتفحص إن كان هناك شيئا بها غير مرتب ليتنهد بإرتياح عندما رأى انها لم تأخذ بالها من الغرفة وراء هذه المكتبة فهو لديه غرفة سرية خاصة بالرسم الذى يرسمه وعندما يمسك كتاب معين ويضغط على زر تفتح هذه الغرفة بابها ......

تنهد آدم بضيق وهو يجلس على فراشه فهو غضب عليها هذه المرة من دون سبب ولكنه تفاجئ بوجودها فى غرفته وتمسك كتابه ايضا !!قالت إن الكتاب كانت تبحث عنه ليبتسم آدم عندما تذكر كم بحث هو ايضا عن هذا الكتاب كثيرًا  حتى وجده ! هل حقا تحب هى الأخرى هذه الانواع من الكتب مثله !! 

آدم لنفسه بسخرية
-زمانها مستغربة دلوقتي ان واحد زيي بيقرأ كتب زى دى 

اما بالخارج خرجت مودة من غرفته بضيق وملابسه فى يدها فرأت هنية تصعد على الدرج بتعب فتقدمت منها وهى تقول بأستغراب 
-اى اللى طلعك يدادة مش قولتلك انا هجيبلك الهدوم 

هنية بتعب 
-لقيتك اتأخرتى يبنتى فقولت اشوف فى اى 

مودة بصدمة 
-يعنى انا يدادة مردتش اطلعك على السلم كل ده ودخلت اوضته وسمعت كلام زى السم وفالاخر طلعتي بجد !!

هنية 
-ليه يبنتى قالك إيه انا قلقت عليكى والله عشان كدا طلعت 

مودة بغضب وهى تقلد نبرة صوته 
-بعد كدا متخشيش اوضتى وانا مش هنا ونيييينيييينييي كل حاجة يتعصب عليها 
خدى يدادة الهدوم اهى 

لتأخذ هنية منها الملابس وتدخل مودة لغرفتها بغيظ من هذا الروبوت وتنام  ...............

فى المساء كان يجلس آدم فى غرفته وهو يقرأ هذا الكتاب الذى كانت تمسكه بيدها فتذكرها فجأة فكان هو قد انتهى منه للتو للمرة التى لا يعرف عددها حقا

ليخرج من غرفته وهو يمسك الكتاب فى يده واتجه نحو غرفتها فطرق على الباب بهدوء فلم يسمع صوتها بالداخل فعلم انها نائمة وإن كسر عليها هذا الباب الآن لن تستيقظ لذلك قام بفتح الباب بهدوء  ودخل 

ليراها نائمة بعشوائية على فراشها وشعرها يغطى وجهها تمامًا وتضم جسدها بين يديها ويبدو عليها انها تشعر بالبرد فأقترب منها ببطء وقام بفرد الفراش عليها لغيطيها ... فضيق عينيه فجأة بإستغراب وهو يرى شئ تقوم بإحتضانه وهى نائمة ولأن مودة تنام على النور كعادتها فعرف ان يراه انه دبدوبها التى لا تنام بدونه.... ليضحك آدم بشدة على هذه الطفلة المجنونة هل حقا تنام بدمية؟؟

ظل يتأملها قليلا وهى نائمة ....لا يعرف لماذا عندما يراها هكذا هادئة مثل الملاك لا يود ان يشيح نظره من عليها يشعر وكأن العالم حوله يقف فى هذه اللحظة لا يفهم مالذى يحدث له 

ليزفر آدم بضيق على حالته هذه الأيام هو الظاهر من كثرة قراءته لروايات المليئة  بالمشاعر اصبح عاطفى هكذا معها فهو اصبح يشفق عليها كثيرا هذه الفترة حقا ضميره هذا سيجلب له المصائب 

ليبعد نظره عنها فجأة وهو يحرك رأسه بعشوائية حتى ينفض هذه الأفكار من راسه ووضع الكتاب على الطاولة التى بجانب فراشها وخرج............
(يتبع )



تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة