
بقلم ملك عبد اللطيف
كانت في موقف لا تُحسد عليه...
من جهة "محمد" الذي يقف أمامها الآن، ومن جهة أخرى رجال العشيرة كلهم وكأنهم سيفترسونها، ومن جهة ثالثة... تلك التي قالت إنها زوجته!
يا الله... ما هذا الجحيم الذي أنا فيه؟!
هذا ما حدثت به نفسها "مودة"، كانت خائفة من نظرات الرجال الذين يقفون حاملين أسلحتهم، فنظر لها آدم بنظرة تحمل أمرًا صامتًا: "كملي توقيع الجواز."
نظرت "مودة" إلى "محمد" والدموع تملأ عينيها، ثم وقّعت بسرعة، ليرتفع صراخ "محمد" وهو يض#رب الرجال الذين كانوا يقيدونه، وكاد أن يقترب منها، لكن "آدم" وقف أمامه ولكمه في وجهه بقوة، فسقط "محمد" على الأرض من شدة الض$ربة.
مودة بخوف وهى تقترب من محمد
_محمدد انتت كويييس امشى من هناا بالله علييك يمحمدد خلاص كل حااجة انتهتت
امسكها آدم بقوة من يدها وهو يبعدها عنه
_صدقييينى مفيشش حاااجة انتهت احنااا لسة هنبدأ
مودة ببكاء وهى تحاول افلات يدها منه
_حراام عليك سيبه انت عاوز منه اى انا اتجوزتك خلاص سيبو والنبى
آدم وهو يدفعهاا بعيدًا حتى كادت ان تقع
_داااادة هنيية خديهااا عالفوووق واقفلى عليهااا واوعى تهربب تاانى
هنية وهى تقترب من مودة
_تعالى يبنتى تعالى واتلاشى غضبه
مودة ببكاء وهى تستند على يد هنية
_هيم$وتو هيم$وتو انا عاارفة ده معندهوش انسانية ولا رحمة
لتنهي جملتها وتقتادها "هنية" إلى الطابق العلوي، بينما أمر "آدم" الرجال أن يأخذوا "محمد" ويرموه في مخزن الحديقة الخلفية، ثم أشار لامرأة تقف بعيدًا، تنتظر أن ينظر لها… نعم، زوجته "بسمة".
آدم لها بأمر حاد:
_اطلعي على أوضتك.
فصعدت "بسمة" غاضبة وهي لا تفهم شيئًا مما يحدث...
فأردف آدم بغضب وهو يوجه كلامه لرجال العشيرة
_وانتو بقاااا إيييه اللى جابكم هناا انا معزمتششش حدد
احد الرجال ويدعى حسام ويبلغ من العمر ٣٠عامًا
_جااين نشهد على العاار اللى بيحصل يريس العشيرة من إمتتى واحناا بنتچوز بناات عدونااا
آدم بغضب وهو يمسكه من ياقة قميصه
_ومن إمتتتى وانااا حد بيسألنى اعمل إيييه ومعملش إييييه واديك قولت انا ريس العشيرة يعنى عاارف انا بعمل اى
احد الرجال الآخر وهو يحاول بعد حسام من يد آدم
_هواا ميجصدش يريس بس احناا متفاجئين كيف انت بتعمل أكده وعاوزين نعرف السبب المفروض ده من حجناا
آدم وهو يترك حسام
_انا عارف انه من حقكم تعرفوا بس مش من حقكم تتهجمووا على بييتى بالطرييقة دييى
حسام بسخرية
_والله جول لأخوك المصون اللى حرضناا وجابنااا اهنيه
آدم وهو ينظر بغيظ لمازن
_اخويااا ومتهور ومش عاارف هوا بيعمل اى واناا هعااقبه على تصرفااته لكن الدور والبااقى على كباار العاقلين اللى زيك يحساااام السيووفى
كاد حسام ان يتكلم حتى يدافع عن نفسه ولكن قاطعه آدم وهو يضع يده امام وجهه بمعنى اصمت
_انا مش فااضى دلوقتي ابرر لحد موقفى واناا القراار اللى باخده المفروض كله يحترمه بس برضو عشان انتو رجاالتى ورجالة البلد كل حااجة هوضحهاالكم فمجلس العشيرة بإذن الله
أومأ له الجميعُ برضاٍ لأنه احترمهم، لكن حسام صُدم واشتعل غيظًا؛ فهو يكره آدم كثيرًا لأن الأخير رئيسُ العشيرة وليس هو، رغم أنه أكبر منه سنًّا، ولسببٍ آخر سنعرفه في أحداث الرواية. نظر إلى آدم بشرٍّ، ثم مضى خلف الجميع متوعّدًا أنه لن يترك هذا الموضوع أبدًا.
آدم بعد ان مشى الجميع وهو يقترب من مازن
_انت بتحسب إنك باللى بتعمله ده تقدر تمنعنى عن أى حااجة انا عاوزها؟
مازن بخوف منه ولكن حاول ان يستجمع شجاعته
_ايواا هقدرر وحتى لو اتجوزتهاا مش هسمحح للبنت دى تبقااا ست البييت مهماا حصل
آدم وهو يحاول ان يهدأ
_انت ليه مش عاوز تفهمنى يمازن انا كل اللى بعمله ده عشاانك وعشان احميك ومخليش التاار ده يلف وييجى عندك انت وصية امى لياا يمازن واناا مستحيل اخسرك عشان التاار
مازن بدموع
_انا مش مستحملل اشوفهااا حتى مش مستحملل ان دى ممكن تبقاا مراات اخوياا بداال ماتبقاا جث$ة عالارض زى ماعملوا فى امى
آدم وهو يحاول ان يتماسكك
_اطلعع على اوضتك يماازن كفاية كلاام فى الموضوع ده مفيش حاجة هتتغير
مازن وهو يذهب بغضب
_صدقننى كل حااجة هتتغيير وهتشوووف انا هعمل اى
ليقول جملته ويصعد لغرفته بغضب فرأى وليد بالاعلى ينتظره امام غرفته
_مفييش فاايدة كل اللى قولتلى انه هيحصل محصلش آدم مستحيل يستسلم يوليد
وليد بخبث
_إهدى بس كل حااجة هتتحل تعالى نخش ونتكلم بهدوء
ليدخلا الغرفة ويتحدثاا حتى لا يسمع أحد كلامهم..........
وليد بعد ان دخل
_مين قالك ان مفيش حااجة هتتحل صدقنى كله بوقته واحنا لسة معانا وقت
مازن بأستغراب
_قصدك اى؟
وليد
_قصدى ان لسة فى المجلس قداامناا فرصة نعرف نحرض كل العشيرة على اخوك
مازن بغضب
_بس انا مش عاوز العشيرة تبقاا ضده يوليد انا بس عاوزه يعرف غلطه
وليد
_متقلقش ده اللى هيحصل واحناا لما نحرضهم ضده هيتراجع وهيطلق البنت دى وساعتهاا هيسيبلناا الفرصة ونقتلهم.............
لينظر له ماازن بقلق فهو لا يريد ان يفعل شئ يضر اخيه ولكن هوا مضطر من الذى يفعله آدم فهو لن يترك دم امه التى لم يراها حتى مهما حدث ......
اما عند مودة كانت هنية ستقفل عليها الغرفة كالعادة ولكن اوقفتها مودة وهى تبكى
_بالله عليكى والنبى انا حاسة انه هيعمل فيه حااجة سيبينى اروح انقذه من بين إيديه........
دادة هنية
_يبنتى بلاش صدقينى آدم بيه مستحيل يقت$ل حد متدخليش انتى فى شغله عشان ميتعصبش علييكى
مودة ببكاء
_يداادة انا قولت انتى الوحيدة اللى هنا شكلهاا قلبهاا طيب حراام عليكى دى روح بنى آدم سيبينى وصدقينى هقوله انى انا هربت منك مش انتى اللى عملتى كداا
دادة هنية
_انا مش خايفة عالنفسى يبنتى انا خايفة عليكى غضبه وحش صدقينى
مودة بغضب
_انا مبخاافش من حد غير اللى خلقنى وهيعمل فياا اى اكتر من اللى عمله طلعينى يدادة والنبى
نظرت لها "هنية" بشفقة، ثم أومأت لها وفتحت لها الباب. خرجت "مودة" بسرعة، واتجهت نحو الحديقة الخلفية، تلك التي سبق أن أخرجتها منها "كاريمان". كانت تركض بخوف، حتى رأت "آدم" من بعيد وهو يدخل مكانًا يشبه المخزن، ففهمت أن هذا هو المكان الذي يحتجز فيه "محمد".
تسللت "مودة" ، ووقفت خلف شجرة قريبة من نافذة المخزن، تراقب ما الذي سيفعله به...
في الداخل، كان "محمد" موثوقًا بالحبال في أحد الكراسي، بينما جلس "آدم" أمامه واضعًا قدمًا فوق الأخرى، يتأمله في صمت.
صرخ "محمد" بغضب وهو يحاول فك يده:
_صدقني مش هسيبككككك فكّني كده وواجهني راجل لراجل، يا آدم الأسيوطي، وأنا هوريك هعمل فيك إيه.
آدم بسخرية:
_ما تبقاش غبي، أنا مكنتش ناوي أقتلك...
ثم نهض من مكانه وتقدّم نحوه وهو يتمتم:
_لكن هعلمك إزاي تقرب من حد يخصّ آدم الأسيوطي...
ظل يقترب منه ببطء، وأخرج س&لاحه وكاد أن يوجهه نحوه،
لكن صوت اوقفه فجأة...
صوت صراخ يعرفه جيدًا، وكان يتمنى أن يكون مخطئًا.
التفت بسرعة نحو النافذة، فوجد "مودة" واقفة هناك، تبكي.
وما إن التقت عيناهما حتى اندفعت "مودة" نحو الباب، وبدأت تطرق عليه بقوة وهي تصرخ:
_افتحححح الباااااب افتححح مش هسمحلككك تقت$لو افتححح يمجرررم
أتجه آدم بغضب نحو الباب وفتحه وشدها من ذراعيها وهو يردف بغيظ:
_انتتتى مش هتجبيهااا البررر معاااايااااا انتى هتفضللى لغااايت إمتتى تهربببى وتخاالفى اواامرى
مودة بغضب وهى تدفع يده بعيدًا عنها
_لغااااايت آخر نفسس فعمرى هفضلل اهرب من وااحد مجرم زيكك كل اللى همه حقده وغضبه وانتقامه مش هامه روح ومشاعر الناس
آدم بغضب وهو ينظر لمحمد
_انا هوريييكى بقاا المجرم ده هيعملل إيييه فى المحروس بتاااعك
ليقول جملته وهو يخرج مسدسه من جيبه ويوجهه نحو محمد فوقفت مودة بسرعة امام المس&دس ومحمد ورائها فنظر لهااا آدم بصدمة هل لهذه الدرجة تحبه حتى تقف هكذا
_اقت&لنننى قبل ماتق&تلوو اقت&لننننى وخلصنننى من كل ده وخد انتقاااام عيلتككك الم&ووت عليا اهون من انى اشوف حد من اللى بحبهم بيم&وت
تذكّر "آدم" والدته بعد تلك الجملة التي قالتها..........
حين كانت والدته مضرّجة بالدماء بين يديه، كان حينها يتوسّل إلى والدها أن يتركها، لكنه قت&لها أمام عينيه،كان يتمنّى لو أنه مات قبل أن يرى تلك اللحظة.
هو يشعر بها الآن، ويشعر بما تقوله... لكن لا، لن يترك هذا الشخص على قيد الحياة بعد أن اقتحم قصره وتعدّى حدوده معه.
نظر في عينيها الحمراوين من شدّة البكاء، وهي تتوسّله:
_صدقيني، أنا نفسي أقت$لك، وآخد بتار أمي، بس الوعد اللي وعدته ليها أهم من أي حاجة... فابعدي من قدّامي.
مودة بعناد :
_مش هبعددد غير لما تسيبه مش انت وعدتنى مقابل الجواز مش هتأذى عيلتى؟؟
آدم بأستغراب:
_ايواا ده ماله ومال عيلتك
مودة بكذب
_محمد من عيلتناا من بعيد قريب....قريب ماما وانت لو قتلته كداا هتخلف بوعدك ليااا وكل اللى بتعمله مش هيبقاا ليه لازمة
آدم بسخرية
_انتى بتحسبينى عيل قداامك انا عارف انه كان خطيبك وميقربلكوش اى حاااجة وكذبك ده هيخلينى اقت&له النهاردة قبل بكرة ابعددى
ليقول جملته وهو يمسكها من ذراعيها ودفعها خارج المخزن وقفل الباب والنوافذ بالكامل حتى لا ترى شئ من الذى سيفعله
مودة بالخارج وهى تصرخ وتطرق على الباب
_متقت&لهوووش متقت&لهوووش والنببى حرااام عليككك حراام والنبييي سيبوا
...قاطع كلامها صوت المس$دس بالداخل فصرخت مودة وهى تضع يدهاا على أذنيهاا بخوف فأردفت بصدمة
_ق...قت...&.له....قت....$له..... محمددددددددد
وقعت مودة بصدمة على الارض وهى تبكى غير مستوعبة ان محمد قد ما&ت فخرج آدم من الداخل واقفل الباب فرآها تجلس وتبكى فأشار للرجال وهو يقول
_خدووه احدفوه فى أى حتة برة القصر يلااا
مودة وهى تنهض وتنظر له بدموع
_ا..انت قت&لته...هاا محمد....م...ما&ت انطقق مو&ته؟!!!
آدم بسخرية وهو يمسكها من ذراعيها ويشدهاا خلفه
_ايواا ما&ات حبيب القلب بتااعك اترحمى عليه
مودة وهى تمشى خلفه ببكاء
_سيبنى طيببب سيبنى حتى اشوووفه لآخرر مررة انتو هتودوه على فيين.....
صمت "آدم" وظلّ يشدّ "مودة" خلفه، وهي تمشي وراءه بصمت ءوفجأة، شعرت بشيء يؤلمها في قدميها، فنظرت لتجد أن هناك زجاجًا متناثرًا على الأرض في الحديقة، وقد غاص جميعه في قدميها.
كانت تتأوّه بصمت، غير قادرة حتى على إظهار ألمها، فهذا المجرم القاسي لن يهتمّ على أية حال.
تابعت "مودة" السير خلفه وهي تتألم، حتى شعر "آدم" أن خطواتها أصبحت بطيئة، فالتفت خلفه باستغراب، ليرى قدميها مملوءتين بالدماء، ووجهها شاحبًا تكاد تسقط من شدة التعب فأقترب آدم منها بإستغراب:
_مالك فى اى.....اى اللى حصلك؟
مودة بتعب
_ملكش....د..دعوة ابعد عنى.......
وما إن نطقت بكلماتها، حتى فقدت وعيها، فحملها "آدم" بسرعة بين ذراعيه، ودخل بها القصر.
رأته "خديجة" فور دخوله، ورمقته بنظرة غضب، بينما كان هو يصرخ بصوتٍ عالٍ:
_دااااادة هنييية نااااادى الدكتووور بسررعة
صُدمت "هنية" عندما رأت "مودة" على هذا الحال، فهرولت مسرعة لتتصل بالطبيب.
أما "آدم"، فقد صعد بسرعة على الدرج وهو يحملها بين ذراعيه، حتى وصل إلى غرفته، فركل الباب بقدمه ليفتحه، ثم دخل ووضعها على سريره.
ظلّ ينظر إليها بضيـق... كانت قدماها تنزفان بشدة، حاول أن يُخرج الزجاج بيديه، لكنه لم يُفلح، حتى جاء الطبيب ورآها، فأخرج الزجاج وأخبره أنها لا يجب أن تسير على قدميها حتى تُشفى تمامًا.
عندها أمر "آدم" "هنية" أن تشتري لها الدواء، وألا تتركها تخرج من الغرفة أبدًا، حتى وإن استفاقت. ثم خرج هو ليتوجّه إلى الرجال، ليرى إن كانوا قد أخرجوا "محمد" أم لا...
وفي هذا الوقت، كانت "خديجة" تجلس في الصالون وهي تغلي من الغيظ، بجوارها "بسمة" و"كاريمان"، التي لا تتوقف عن الوسوسة من حينٍ إلى آخر.
كاريمان بغيظ
_انتى شوفتى كان شايلهاا إزااى ده حتى عمره ماعملهاا لبنتى
بسمة بدموع
_انا مش عارفة هفضل لغاايت إمتتى كداا ياجدتى الاسم انى مراات آدم وخلاص ومش عاطينى وش خالص وفضلتى تقوليلى اصبرى اصبرى لغايت اما ناخد التار واديه اتجوز علياا
خديجة بغضب
_انا مش هسمح باللى بيحصل ده البنت دى انا هعرفها مقامها
نهضت وهي تستند على عكازها، واتجهت إلى غرفة "آدم"، فلحق بها "كاريمان" وابنتها بخبث وما إن فتحوا الباب، حتى رأوا "مودة" مستلقية على سريره، مرهقة ونائمة، بينما "هنية" واقفة إلى جوارها تضع لها الكمادات، بسبب الزجاج الملوّث الذي كان قد دخل في قدميها...
خديجة بغضب
_صحححى البنتت دى هي مش جاااية أهنيه عشان تناام وترتاح
هنية
_هي مش نايمة يخديجة هانم دى تعباانة وسخنة مولعة مش هتقدر تقوم
خديجة وهى تضرب بعكازها على مودة
_بجووولك صحيهاااااااا
انتفضت مودة بخوفٍ وألم نتيجة الض$ربة التي وُجّهت إلى قدميها، فرأت خديجة أمامها، فانكمشت مودة وهي تكوّر جسدها بين يديها كالأطفال، وتنظر إليها بخوف، فقد كانت بالنسبة لها كالساحرة الشريرة بسبب منظرها المخيف.
خديجة وهى تقترب منها وتضغط على ذراعيها
_انتى بتحسبى نفسككك جاااية أهنيه عشان يخدمووكى هاااا
مودة بخوف ووجع
_...لا....لا والله انا حتى مش عارفة إيه....
خديجة وهى تشدها حتى تنهض
_انتتتى هنااا مجرددد خداااامة وبسس جاااية بتنضفى الدمم اللى ابوكى نزفه زمااان وتدفعى حقه فاااااهمة
مودة بدموع بسبب قدميها التى لا تقدر ان تضغط عليها
_فا...فاهمة حاضر والله
خديجة وهى تدفعها
_يلاااا رووحى مع بسممة وهى هتوريكى شغلك وكيف تنضفى أهنيه
نظرت مودة لبسمة فرأت انها نفس الإمرأة زوجة آدم فكادت ان تتكلم ولكن قاطعتهاا وهى تقول
_تعالى ورايا من غير كلام ورااكى شغل كتير
لتمشى ورائها مودة بتعب ودموع وهى تعرج فى مشيتها وتدعى من ربهاا ان يخلصهاا من هؤلاء الشياطين...........
هنية بعد ان مشى الجميع لخديجة
_حراام عليكى البنت يهانم دى تعباانة خالص مش هتقدر تعمل حاجة
خديجة بغضب
_بتدااااافعى عن بنت عدوناااا يهنيية انتى اتجنيتتى اصحكك اشوفككك بتشفجى على البت دى تااانى اصحك
اومأت لها هنية ومشت من امامها بخوف...........
خديجة فى نفسها
_والله ماهخلى يوم عدل يعدى عليكى يبنت محسن الشافعى...........
اما فى الاسكندرية وخاصة فى منزل عائلة مودة كانت رحمة طوال هذا الوقت لا تخرج من غرفتها وفقط تبكى على اختها التى هى كل شئ بالنسبة لها...........
رحمة فى نفسها بضيق
_انا لازم اتصرف واشوف اختى مش هفضل قاعدة كداا مليش لازمة وحاطة إيدى على خدى فكرى يرحمة فكررى
ظلت تفكر فى طريقة حتى تصل لأختها وتطمئن عليها ولكن كيف هى حتى لا تعرف اين هى وفى أى منطقة هل حتى مازالت فى الاسكندرية ام لا.....جاء فى بالها تسنيم فجأة فهى بالتأكيد تعرف اين هى فقامت بالاتصال عليها
على الهاتف
تسنيم وهى ترد بصوت مبحوح
_ ا...الو ايوا يرحمة
رحمة بإستغراب
_مال صوتك يتسنيم فى اى
تسنيم ببكاء
_محمدد يرحممة راااح لمودة من إمباارح ولغايت دلوقتي معرفشش عنه حااجة ومش بيرد على التليفون حااسة انهم مو&توه
رحمة بصدمة
_راح؟ راح إزااى يتسنيم عرف منين مكانهاا
تسنيم ببكاء
_هيكون منين من امك طبعاً مفيش غيرهاا يعرف انهم اخدوهاا سوهاج
رحمة بصدمة
_سوهااج!!!! يلهوووى انا ازااى كداا هروحلهاا
تسنيم بغضب
_تروحى فيين يرحممة انتى اتجنيبتى بقولك محمد هنااك ومش بعيد ميخلهوش يرجع سليم اسكاان انتى بقاا
رحمة
_طيب اهدى كداا وخلينا نفكر فطريقة ممكن نوصل بيهاا لمحمد..........
تسنيم بخوف
_طريقة اى مفيش اى حااجة توصلنى ليه خالص انا حتى معرفش حد هنااك منهم........ثوااانى ثوااانى الولااا بتاااع إبررة الهرشش يكون قريييييب اللى اخد مودة انا إزاى نسيته
رحمة بأستغراب
_هرش إيه يتسنيم انتى بتقولى اى؟!
تسنيم بضيق
_بصى موضوع كبير بس المهم دلوقتي انى عرفت هوصلهم إزااى اقفلى انتى وشوية وهكلمك
لتقفل معها تسنيم المكالمة ونهضت بسرعة حتى تذهب للمستشفى وترى الارشيف الخااص بالمرضى فى آخر اسبوع فرأت اسم احمد الاسيوطى وايضًا رقمه مكتوب في بياناته فتنهدت بإرتياح واخذت وقامت بالاتصال على رحمة بسرعة......
رحمة على الهاتف
_إيه يتسنيم عملتى اى
تسنيم
_لقيت رقم قريبه بصى انا مش هينفع اكلمه فهديكى رقمه انتى تكلميه
رحمة بأستغراب
_ ليه مش انتى تعرفيه؟
تسنيم بضيق
_اه بس.......بصى انا لوكلمته هيقفل فى وشى السكة ومستحيل يعمل اللى هقوله عليه فكلميه انتى واستعطفيه شوية انه يوصلك لمودة ومحمد
رحمة بخوف
_ماشي يتسنيم ابعتى الرقم
ارستله لها تسنيم فقامت رحمة بالإتصال عليه عدة مرات ولكنه كان يغلق السكة ولا يجيب حتى جااء صوته على الناحية الثانية فجأة وهو يقول
_الوو مين
رحمة بتوتر
_ا...الو حضرتك احمد الاسيوطى
احمد بضحك
_انا بقيت مشهور ولا اى...........
لينظر له آدم بضيق وهو يقول
_بطل تفاهتك يبنى وشوف مين يمكن حد تبع الشغل
سمعت رحمة صوت آدم على الجهة الاخرى فقالت بسرعة وخوف
_لو سمحت متبينش لحد انى انا اللى بكلمك بالذات الراجل اللى جمبك ده
احمد بإستغراب
_ليه انتى مين؟!
رحمة وهى تصدر صوتها بصعوبة
_انا رحمة اخت مودة بص والنببى ماتزعق ولا تعمل حااجة وحياات عيالك يشيخ اسمعنى بس
صدم احمد عندما سمع اسمها فتسحب ببطء حتى لا يلاحظه آدم وخرج للخارج
_ايواا عايزة إيه يعنى منى
رحمة
_عاوزة اوصل لمودة اختى اتطمن عليهاا والنبى مرة واحدة بس عاوزة اكلمهاا
احمد بغضب
_انتى بتقولى إيه لا طبعاً مستحييل انتى عاوزة آدم يمو$تنى
رحمة ببكاء
_والنبى حراام عليك احتبرناا زى اخواتك ترضى اختك يتعمل فيهاا كداا وتبعدوا عن بعض
احمد بحزن فهو يعرف انهم مظلومين فى هذا الموضوع وليس لهم ذنب
_بصى انا عارف انه الموضوع صعب بس مش هعرف اخليكى تكلميهاا متقلقيش هى كويسة
رحمة
_طب ومحمد جالكم؟
احمد بغضب من سيرة هذاا الرجل فهو يظن انه حبيب تسنيم ومودة معًا
_آه جالنا وعملنا معاه الواجب اترحمى عليه بقاا انتى صحيح جيبتى رقمى منين؟!
رحمة بتلعثم
_اااا.....من حد كداا انت تعرفه من عندنا عشان انا وعدتهاا انى مش هقول.......هو انتو عملتو إيه فمحمد....؟
احمد
_ماا$ت يستى الله يرحمه بقاا واقفلى عشان مش فااضى لعيلتكم انااا.....
رحمة بسرعة
_استنى استنى ومودة مش هتعرف أى وقت تخلينى اكلمهاا
احمد
_هحااول لو عرفت مع السلامة
ليقول جملته ويقفل السكة وهو يزفر بضيق على هذا الموقف الذى وضع فيه
اما رحمة فكانت مصدومة من الذى قاله لها وانهم قتلوا محمد كانت غير مستوعبة ماذا يقول كيف ستقول هذا الكلام لتسنيم .................
ظلت تفكر ماذا تفعل حتى فقدت الامل وقامت بالاتصال عليها
_الو تسنيم بصى.......
تسنيم بخوف
_اى...اى يرحمة قولى محمد كويس
رحمة ببكاء
_شدى حيلك يتسنيم محمد تعيشى انتى
تسنيم بصريخ
_لاااااااا لاااااا مستحيييل لااااا اى الكذببب ده ميييين قاااالك كدااا
رحمة
_اهدى يتسنيم والنبى هوا احمد ده اللى قالى انهم قت&لوه انا مش عارفة ده صح ولا لا
تسنيم
_لا لا مش صح انا حااسة انه عاايش محمد مستحيل يسيبنى انااا......انا لازم اروحله يرحمة
رحمة بإستغراب
_هتروحيله إزااى انتى اتجنيتى
تسنيم
_اه اتجنيت اناا لازم اروح اشوف اخويا فيين انا هسافر سوهاج دلوقتي
رحمة بصدمة
_ هتعرفى تروحى؟!!!
تسنيم وهى تمسح دموعهاا
_ا...ايوا هعرف دى بلدى وجاه الوقت ارجعلها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما عند مودة في القصر، فكانت في المطبخ تغسل الأطباق، رغم أنها لم تكن قادرة على وضع قدميها على الأرض، لكنها كانت تعافر وتغسل وهي تبكي،وكانت بسمة تجلس وتراقبها بإستمتاع وهي تراها تبكي بهذه الطريقة، فكانت كلما انتهت مودة من غسل الأطباق، تأخذ بعضًا منها، وتأكل منها شيئًا، ثم تضعها في الحوض مرة أخرى لتغسلها مجددًا.
زفرت مودة بضيق، ونظرت لها بغيظ، كانت تتمنى لو تقوم وتضربها وتشُدّها من شعرها الأصفر ذاك، لكنها صمتت حتى لا تفعل شيئًا تندم عليه.
ظلت تغسل الأطباق حتى انتهت أخيرًا، وكانت على وشك المغادرة،
لكن بسمة أوقفتها وهي تضع أمامها دلوًا مملوءًا بالماء وممسحة:
_انتى راايحة فين يحلوة سيقى المطبخ ده اللى بهدلتيه وبعد ماتخلصيه شاايفة سلالم القصر دى كلهاا تتمسح حتة حتة وسلمة سلمة فااااهمة
مودة بغيظ وتعب من قدميها
_هرتااح شوية واعملهم
لتقول جملتها وكادت ان تذهب ولكن اوقفتها بسمة وهى تشدها بقوة حتى اوقعتها على قدميها فصرخت مودة بوجع وهى تمسك قدميها
بسمة بخبث
_سورى يحبيبتى مكاانش قصدى اوقعك عليهاا انا بس كنت بعرفك مقاامك فيين يلاااا انجززى
قالت جملتها ومشت، فنظرت مودة خلفها بصدمة وهي تبكي.....غير مصدقة ما وصلت إليه من ذُل
نهضت بوجع، تحاول التمسك بالكرسي ليستندها، حتى وقفت على قدميها، وأخذت الممسحة وبدأت تمسح الأرض بالماء،أنهت تنظيف المطبخ، وكانت على وشك التوجه لتشرب قليلًا من الماء، لكنها شعرت بمن أمسك يدها ومنعها من الشرب، فالتفتت لتجد خديجة أمامها تنظر لها بغضب وهى تردف :
_حتى بوج الميّه هنا مش مسموحلك، يا بنت القااااااتل ممنوع تاكلي أو تشربي غير بإذن مني هنااااا سامعة
نظرت لها مودة بدموع وأومأت برأسها، فنظرت لها خديجة بقرف،وهى تتفحصها من أعلى لأسفل ،فبالرغم أن ملابسها كانت متسخة، إلا أن ذلك لم يُنقص من جمالها شيئًا، فشدّتها خديجة من يدها بغيظ، حتى وصلت بها إلى غرفة الخادمات، وأخرجت ملابس سوداء ثم رمتها في وجهها قائلة:
_ده اللون اللى يليق بوااحدة زيكك زى ماانتى لبستيناا اسود طول عمرناا جااه دورك انك متقعليش الاسود يبنت الشاافعى اصحكك اللاقيكى مش لابسة الهدوم دى او مغيرة هدوومك فااهمة
انتفضت مودة بخوف، تهز رأسها بالموافقة، ثم ذهبت خديجة، وظلت مودة تنظر للملابس باستغراب.
كانت عبارة عن فستان واسع اسود وحجاب أسود...
ارتدتهم وخرجت لتُكمل مسح السلالم،اتجهت إلى أعلى الدرج، وبدأت تمسح وهي تنزل درجة بعد الأخرى، وكل مرة كانت قدماها تنزف دمًا فوق السلالم، ثم تصعد لتُمسحها من جديد............
واصلت العمل حتى لم تعد تشعر بقدميها من شدة الألم، فنظرت للأسفل ورأت أنه لم يتبقَ الكثير،وأثناء نزولها، كان هناك صابون على الأرض، فانزلقت قدم مودة فجأة، وكادت تسقط من على الدرج،وفي تلك اللحظة، كان آدم يفتح باب المنزل ويدخل، فرأى مودة تهبط بظهرها على السلم، دون أن ترى الصابون خلفها......
ركض بسرعة، ولحقها، وأسندها بذراعيه، واضعًا يده خلف ظهرها، فرفعت مودة رأسها ونظرت له بصدمة من انه نقذها
ظلت تنظر له كلبلهاء حتى دفعته بعيدًا عنها واخذت دلو الماء والممسحة ومشت من امامه فنظر آدم لها بإستغراب من انها نزلت بالرغم ان الطبيب قال انه لا يجب ان تتحرك......لمح آدم فجأة بقع الدماء الموجودة على الدرج بصدمة فكانت الدماء تلمئ السلالم بأكملها......اتجه آدم بغضب نحو المطبخ فرأى مودة جالسة على الأرض، تحاول ربط قدميها بقطعة قماش وهي تبكي فأردف بغضب :
_ا...انتى مين قاالك تمسحى السلم وانتى بالمنظر ده مليتى الدنيا بدمك احنا ناقصين قرف
مودة بغضب ودموع
_اعملك إيييه رجلى اتفكت وانا بمسح هربطهاا وامسح القرف متقلقش
لتقول جملتهاا بسخرية وهى تبكى فأردف آدم بضيق:
_متمسحيش حااجة انتى حتى دى مش بتعرفى تعمليها...........انا قولتلككك كااام مرة متطلعييش من الاووضة من غير إذنى اتزفتتى اطلعى فووق
مودة وهى تنظر له بغضب
_انا مطلعتش من الاوضة من نفسى وبعدين انت كل حااجة عااوز تتحكم فيهاا انا مش اللعبة اللى جابوهالك تقولى شمال اروح تقولى يمين اروح
آدم بغضب
_انتى شكلك اتعودتى اجرك وراياا كل شوية عشان تتحركى
شدّها آدم بغضب حتى أوصلها إلى غرفته، فنظرت مودة حولها بخوف من شكل الغرفة…
كل شيء كان باللون الأسود، حتى مفرش السرير، لتلاحظ فجأة أنها نفس الغرفة التي كانت فيها منذ قليل
مودة وهي تدفع يده:
_أنا مش هاقعد في الأوضة السودة دي، أنا هطلع الأوضة اللي كنت فيها
آدم بغضب:
_مش هتتحركي من هنا، وأوعي حتى أشوفك برا الأوضة
مودة بخوف، وهي تتراجع للخلف:
_هي... هي دي أوضة مين؟
آدم وهو يخرج:
_برأيك كده؟ ومن منظرها... أوضة مين؟
قال جملته ثم أغلق الباب خلفه بالمفتاح، لتصدم مودة وهي تدرك أنها غرفته!
نزل آدم حتى وصل إلى المطبخ، فرأى بسمة غاضبة بشدة، وهي تصرخ في وجه هنية وتوبخها لأنها تركت مودة تذهب دون أن تُكمل عملها.
آدم من خلفها بصوت هادئ لكن حاسم:
_أنا اللي خلتها تسيب اللي بتعمله... يا بسمة.
التفتت بسمة له بسرعة وقد ارتسم الخوف على ملامحها:
_آ... آدم؟! إنت هنا من إمتى؟
نظر آدم إلى هنية وقال بهدوء حاد:
_اطلعي بره يا دادة... سيبينا لوحدنا شوية.
خرجت هنية فورًا، فنظر آدم إلى بسمة بغضب، وجلس على الكرسي، مشيرًا لها أن تجلس أمامه، فجلست وهي تنظر له بخوف.
آدم بنبرة غاضبة:
_كنتي بتقولي إيه بقى؟ كمّلي... هي مجرد إيه هنا في القصر... سمعينى يبسمة
انتفضت بسمة من نبرة صوته وقالت بتلعثم:
أنا... أنا مكنش قصدي يا آدم، أنا بس... عشان هي عدوتنا يعني، فقولت عليها خدامة و........
آدم وهو يقاطعها بغضب
_إوعييي مرة تانية أسمعك تقولي كده على مرات آدم الأسيوطي هي آه عدوتنا... بس كرامتها من كرامتي ،وانتي ملكيش حق تأمريها بأي حاجة وزي ما أنتو بتساعدوا في شغل البيت، هي كمان هتساعد... زيكم، لا أكتر ولا أقل.
بسمة وقد بدأ الغضب يتسلل لصوتها:
_إنت بتقول إيه يا آدم؟! إنت مش جايبها هنا عشان التار؟ مراتك إيه؟!
إنت عمرك حتى ما قلت كده عن...
آدم مقاطعًا وببرود قاتل:
_إنتي عارفة كويس أوي إن جوازك مني مش حقيقي،وإني عملت كده بس عشان أرضي سِتّي بعد ما اتطلقتي،وعشان ابنك... مش أكتر،وأظن إننا متفقين على ده...
أومأت له بسمة بغيظ، وقالت من بين أسنانها:
_آه... متفقين،بس البنت دي مش من حقك تقول عليها الكلام ده،
دي بنت عدونا... ولازم تعرف مقامها هنا
نهض آدم من مكانه ببرود قاتل وقال:
أنا معرفها مقامها كويس أوي...مش محتاجك انتى تعرفينى
قال جملته، ثم مشى من أمامها
فنظرت له بسمة بغيظ، وقبضت على الكوب أمامها، ثم رمته بعنف على الأرض،وهى تنوى انهاا لن تترك مودة مهما حدث
اما عند رحمة فكانت تقوم بتجهيز حقيبتها بعد ان اقنعت تسنيم بصعوبة انها ستذهب معها إلى سوهاج حتى ترى شقيقتها فوافقت اخيرًا ظلت تنتظر حتى جاء الليل وتسحبت والجميع نائم وخرجت من الشقة فرأت تسنيم تنتظرها بالاسفل ومعهاا سيارتها........
رحمة بعد ان ركبت السياره:
_انتى متاكدة إنك هتعرفى تودينا؟؟؟
تسنيم
_متقلقيش انا مستحيل انسى طريق سوهااج يرحمة يلاا بيناا.............
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما في سوهاج، وتحديدًا في غرفة آدم...
كانت مودة تجلس بخوف بجوار الحائط، تكوّر جسدها بين ذراعيها، ودموعها تهبط بغزارة ،وهى لا تعرف كيف ستكون نهايتها في هذا المنزل، فمنذ اليوم الأول وهم يعاملونها بهذه القسوة...فكيف ستكون الأيام القادمة؟! ....ماذا سيفعلون بها بعد؟
مودة، بصوت عالٍ نسبيًا وهي تبكي:
يا رب ارحمني، والنبي أنا عارفة إنك مش هتجيبلي حاجة وحشة، وراضية بكل اللي كتبتهولي في نصيبي...وجّهني للطريق الصح، يا الله، وابعدني عن كل شر... يا رب...
وقبل أن تكمل دعاءها، انفتح الباب ببطء، ودخل آدم ،ففزعت مودة، ونهضت بسرعة وهي تراه يتقدّم منها بهدوء ،تراجعت إلى الخلف بخوف حتى اصطدمت بشيء يشبه المكتبة تقريبًا.........
ظل يقترب منها حتى لم يتبقَ بينهما سوى بضع سنتيمترات فقط،فانفجرت مودة في البكاء فجأة، فنظر لها آدم باستغراب، وكان على وشك الاقتراب أكثر ليمسك بالكتاب خلفها، لكن مودة أوقفته بصوت مرتجف وهى تبكى :
_والنبى متلمسنيش ابعد عني...أنا اتجوزتك عشان أهلي والتار،لكن مستحيل أعتبرك جوزي... مهما حصل.
ابتسم آدم بسخرية، ونظر لها بنظرة قرف وقال:
_المسك؟!!......... دي مجرد فكرة إني أبُص لواحدة زيك بتخليني عاوز أجيب اللي في معدتي انتِ هنا رهينة، بناخد بيها حقنا، مش أكتر يعني حتى بنى آدمة... مش معتبرينك قال المسك قال...
قال كلماته ثم دفعها بعيدًا عن المكتبة، فسقطت مودة على الأرض من قوة الدفع،
وأخذ آدم الكتاب وغادر دون أن يُغلق الباب خلفه.
تنهدت مودة براحة، تشكر ربها انه يفكر بهذه الطريقة،صحيح أنه أهانها بكلامه، لكنه على الأقل لن يقترب منها.
نهضت بهدوء، وحين لاحظت أن الباب لا يزال مفتوحًا، استغلت الفرصة وخرجت من الغرفة.سارت بخطوات متسارعة حتى وصلت إلى غرفة السطح التي كانت بها، وأغلقت الباب خلفها بإحكام.
نظرت حولها...وهى لا ترى شيء يُمكن النوم عليه، حتى سجادة لم تكن موجودة في هذه الغرفة،زفرت مودة بضيق، ثم جلست على البلاط البارد،وهى تشعر بالبرد، وتحاول أن تُغمض عينيها،لعل هذا الكابوس ينتهي، وتفتح عينيها لتجد نفسها...
في منزلها مرة أخرى.
___________________________________
فى صباح يوم جديد وخاصة فى سوهاج كانت كلا من تسنيم ورحمة قد وصلا إلى هناك فأخذت تسنيم رحمة إلى منزل عائلتها فى سوهااج اللذان ماتا منذ ان مات عائلة آدم الاسيوطى
رحمة بإستغراب وهى تقف امام القصر
_انتى متأكدة ان القصر ده بتاااعكم ولا انتى بتحلمى ولا اى؟
تسنيم وهى تطرق على الباب بسخرية
_طبعاً بتاعناا اومال انا جااية هناا آخد صدقة
لتقول جملتها وتقوم الخدامة بفتح الباب لهاا فيدخلا الاثنان ويروا رجل عجوز يجلس حول طاولة ويأكل وهو لا يبالى للتان دخلا
تسنيم وهى تنظر له بأستغرااب
_احم احمم عمى حاازم إزيك
حازم وهو يلتفت لهاا فنظر بصدمة وعين متسعة
_تسنيم بنت اخووى اى اللى جابك اهنى
تسنيم بأستغراب
_.... هيكون اى اللى جابنى يعمى ده بيتى وبلدى هتمنعنى آجى بيت ابوى الله يرحمه ولا اى مش كفايا إنك قااعد فكل ده لوحدك انت وابنك
حازم بإحراج
_لا يبنتى مش جصدى انتى فجأتينى بس..... بجالكم جد اى مش بتيجوا اتفضلى اتفضلى
لتدخل تسنيم وتجلس لتشير هى لرحمة ان تجلس بجانبها فأستغرب حازم وهو يشير على رحمة
_مين دى يبنتى و اخوكى محمد وينه جايه من غيره إزااى
تسنيم
_اناا جاية هنا عشان محمد يعمى محمد عيلة الاسيوطى واخدينه انت تعرفهم؟!
حازم بصدمة
_إييه عيلة الاسيوطى يوجعة سوودة ليه واخدينه
تسنيم بضيق
_موضوع كبير يعمى مش وقته تعرف مكان الناس دى ولا لا
حازم بخوف
_اكيد طبعاً يبنتى محدش أهنيه ميعرفش كبير العشيرة آدم الاسيوطى وعيلته
تسنيم بصدمة
_إيه هو كبير العشيرة هنا يعنى مش هنعرف نااخد منه محمد؟
رحمة بإستغراب وخوف على اختها
_ كبير العشيرة إيه دى !!..انا مش فاهمة حاجة هو كداا منصب يعنى ولا اى
تسنيم بغضب
_يعنى ماسك البلد هنا يرحمة محدش ليه كلمة عليه احنا عندناا قوانين هنا هنعمل إيه يعمى
حازم بغضب
_متقلقيش يبنتى هنجييبه مهما حصل محدش يقدر ياخد حد من عيلة السيوفى او ييجى جمبيهم طول ماانا عايش هنيه
تسنيم
_يعنى هنعمل إيه يعمى
حسام وهو يدخل ويقاطعهم فهو ابن عم تسنيم ومحمد
_هنعمل اللى المفروض يتعمل يبنت عمى هنروح ونااخده من هنااك هوا عندهم فى البيت
تسنيم وهى تلتفت له بإستغراب
_انت إيه اللى عرفك... انت متأكد
حسام
_آه لسة شايفه إمباارح عنديهم بس انا معرفتش اتكلم ساعتهاا واجول هواا مين وانقذه
تسنيم بإستغراب
_ليه مش فاهمة هيحصل اى لو عرفوا
حازم بتوتر وهو يدارى على حديثه
_مش هيحصل حااجة يبتى هوا جصده انهم يعنى يعرفوا انه من سوهااج كانوا هيمشوا عليه قوانيناا...... بصى خشى ارتاحى انتى دلوجتى واناا وحسام هنتصرف وهنجيبلك محمد
رحمة
_بس هماا بيقولوا انهم قت$لوه
حازم بصدمة وغضب
_اييييه قت$لوه كيييف ده يحصلللل اوماال انتى جااية بتجولى اى يبت اخوووى
تسنيم
_لا يعمى احنا مش متأكدين انهم قت$لوه وحتى لو كداا لازم ناخده منهم انا مش هسيب اخوياا ليهم مهماا حصل
حازم وهو يوجه الكلام لحسام
_حضررر الرجااالة يحسااام هنروح لبيت الاسيووطى دلوجتى
تسنيم وهى تنهض
_انا هاجى معاكم انا ورحمة اختهاا كمان هناك واخدينهاا من عيلتهاا غصب ولازم ناخدهاا منهم
حسام بأستغراب
_اوعى تجولى البنت اللى اتجوزهاا آدم ؟
رحمة بصدمة
_ايو هي انت شوفتهاا فين؟.... هي كويسة؟
حسام بغضب
_اهااا كويسسة بس احناا مش هنخليهاا اكده انتتتوا تبجووا اعداااء عشيرتنااا كييف تقدروا تيجوا لغاايت أهنيه برجليكم
حازم بأستغراب
_جصدك اى يحساام انهم اعداء العشيرة تطلع مين البت دى يتسنيم
تسنيم بغضب
_دول صحااابى ومقامهم زى محمد عندى يعمى وانا مليش دعوة بالتاار والعشيرة بتاعتكم انا يهمنى اتطمن عليهاا هي ومحمد وبس
حسام بغضب
_دى ابوهااا اللى جتل عيلة الاسيوطى انتى بتجوولى إييه دى إهاانة ليناا كلناا
رحمة ببكاء
_واحناا ذنبناا اى نتحمل خطأ ابونااا انا واختتى حراام عليك انقذوا اختى والنبى من بين ايديهم
حازم وهو يشعر بالعطف تجاههم فهى معها حق هم ليس لهم ذنب بالمرة وعائلة الاسيوطى هي المسؤولة عن كل شئ فهى تستحق الذى حدث لها منذ سنوات هذا ماحدث نفسه به حازم فأردف بضيق
_متقلقيش يبتى هنجييب اختك ومحمد بخير ان شاءالله بس انتوا مينفعش تيجوا معانا عشان متعرضوش حياتكم للخطر
كانت رحمة ستعترض ولكن اوقفتها تسنيم وهى تطمئنها فاومأت لها رحمة وهى تجلس وتنتظر اختهاا التى تتلهف ان تراها امامها وبخير.............
أما في قصر عائلة الأسيوطي، وتحديدًا في مكتب آدم...
كان يعمل طوال الليل على تصميم جديد كعادته، ولم يغمض له جفن حتى طلع الصباح.........
صعد إلى غرفته متعبًا، لكن ما إن رأى الباب مفتوحًا حتى دخل بسرعة، يبحث عنها...ظنًّا منه أنها هربت مجددًا.
اتجه آدم بغضب إلى غرفة السطح، وفتح الباب، فرأى مودة نائمة على الأرض، مكورة جسدها بين ذراعيها، ترتعش من شدة البرد......ظل ينظر لها بحيرة... لا يعرف ماذا يفعل معها فهو أمرها أن لا تخرج من غرفته، لكنها -كعادتها- عصت أوامره فليدعها تتحمل نتيجة أفعالها! أقنع آدم نفسه بهذه الكلمات، وزفر بضيق، ثم تركها وعاد إلى غرفته.
بدّل ملابسه، وارتدى قميصًا أسود وبنطالًا بنفس اللون، ثم نزل إلى الأسفل ليتناول فطوره فرأى هنية أمامه، فتذكر مودة، وقال بنبرة ضيق:
_داادة هنية
هنية وهى تلتفت له
_ايواا يبنى أمرنى عاوز حااجة
آدم بضيق
_آه عاوزك تطلعى فوق اوضة السطح تشوفي...........شوفى البت دى مالها عمالة تترعش فوق واديها أكل تاكل احنا مش ناقصين مصاايب تجيبهالنا
هنية بحزن على مودة
_حااضر يبنى اوامرك
اتجه آدم ليرى أفراد العائلة يجلسون كعادتهم، في انتظاره لبدء الفطور
فجلس، ولاحظ أن مازن يجلس بينهم هذه المرة دون اعتراض، بعكس عادته، فاستغرب هدوءه المفاجئ وأشار للجميع أن يبدأوا اللكل
مازن وهو ينظر لآدم
_آدم انا كنت عاوز اقولك انى آسف عن اللى عملته إمباارح مكنش قصدى كانت لحظة غضب ورااحت لحالهاا خلاص
آدم وهو ينظر له بشك
_اممم آسف!!! طيب كويس إنك عرفت غلطك وعرفت انى بعمل كل ده عشانك وعشان مصلحتك
مازن بضيق
_ايوا عرفت وبعد كدا مش هعترض على أى قرار بتاخده
آدم وهو ينظر له بشك
_طيب خليناا نشوف اثبتلى اللى بتقوله ده
مازن بتوتر وخوف من ان يكشفه
_اثبتلك إزااى ي..يآدم مش فااهم
آدم
_بليل العشيرة هتيجى وهنعمل المجلس وبما إنك انت سبب النقاش اللى هيحصل ده اصلا وزى ماخليتهم يشيطوا علياا خليهم يهدوا وورينى إزاى بقيت تقتنع بقراراتى بقا
مازن وهو ينظر لوليد بمعنى ماهذه الورطة التى انا بها فقال
_ا...اكيد طبعاً حاضر يآدم متقلقش كل حاجه تحت سيطرتى
آدم لخديجة وهو لا ينظر لوجهها
_اعملى حسابك بليل هيكون فيه وليمة كبيرة جهزواا كل حااجة تبع الاصول ومش عااوز اى تأصير
خديجة
_ماشي يولدى متقلقش طول عمرناا مبنعملش غير الأصول..............
اومأ لهاآدم ثم بعد ان تناول فطوره نهض ومعه احمد ومازن ووليد حتى يذهبوا للعمل
آدم بصوت مهموس لأحمد وهو يمشى بجانبه
_جهز كل حااجة عشان الولا ده يطلع من هنا انا سيبته إمبارح عشان مكنش قادر يتحرك مش هنسيبه اكتر من كدا وخصوصًا قدام العشيرة بليل
احمد
_حاضر يآدم هأمر الرجالة دلوقتي تطلعه
مازن وهو يسمعهم
_مين ده اللى هتطلعوه يااحمد
آدم وهو يكاد يركب سيارته
_متدخلش انت يماازن مش ورااك كلية مروحتش ليه؟
مازن
_...مفيش محاضرات مهمة يآدم يعنى مل......
آدم بمقاطعة
_مفيش حاجة اسمها مش مهمة لازم تروح...... يلا تعالى اوصلك
لينظر مازن له بحيرة فكيف سيذهب للكلية وهو كان سيذهب لرجال العشيرة حتى يحرضهم هو ووليد على آدم حتى لا يأتواا للمجلس فنظر لوليد الذى همس له وهو يقول
_متقلقش روح انت انا هتصرف
أومأ له ماون وركب مع آدم السيارة حتى يوصله لكليته
اما وليد ركب سيارته هو الآخر........وذهب إلى مكاان ما
اما احمد فدخل المخزن حتى يرى محمد..............
وفي الأعلى، داخل غرفة مودة، دخلت هنية وهي تحمل طبقًا من الطعام، حتى تفطر مودة، لكنها فوجئت بها...
كانت مودة جالسة على الأرض، تضم ركبتيها إلى صدرها، ترتعش بصمت...
كأنها قطعة برد، أو قلب مهزوم.
فاقتربت هنية منها وهى تجلس على الارض بجانبها:
_انتى إيه اللى نيمك هنا يبنتى فى السقعة دى
مودة وهى ترتعش بضعف
_....او...اومال هنام فين انا معنديش حتى مكان انام فيه هنا
هنية
_لا فيه يبنتى اوضة جوزك من حقك إنك تنامى فيهاا
مودة بغضب من كلمة زوجك
_وانا مش عاوزة الحق ده لو سمحتى متفتحيش الموضوع ده
هنية بحزن
_طيب يبنتى انتى حرة انا جبتلك الاكل انتى من سااعت ماجيتى هنا وانتى مبتاكليش خالص كليلك حااجة تسندك عشان تاخدى دواكى
أومأت لها مودة بتعب، فهي كانت على وشك الموت من الجوع،فبالرغم نحافتها، إلا أنها من النوع الذي يحب الأكل كثيرًا.
كادت أن تأخذ أول لقمة وتضعها في فمها، لكن قاطعها دخول خديجة المفاجئ، حيث فتحت الباب بقوة، ثم اندفعت نحوها وسحبت الطبق من يدها ورمته على الأرض بغضب، وهي تصرخ:
_يعننى انا عماااااااالة ادور عليكى وانتى قااعدة أهنيه بتأكلى البتتت دى يهنييية مش جوولت بوج المياااه محدش يدهولهااا غير بإذنى
هنية وهى تنهض بفزع
_ايواا يهانم بس دى اوامر آدم بيه قالى اديها اكل
خديجة بغضب فهى لا تستطيع ان تخالف اوامر آدم
_واظنن مش هتجعدد تااكل للصبح وتسيب شغل البييت جوومى ورايااا
قالت خديجة جملتها وهي تسحب مودة من ذراعها بقوة، تجرّها خلفها على الدرج، حتى وصلت بها إلى المطبخ.......
كان الجميع هناك منشغلًا بتحضير الطعام، لكنهم انتبهوا لقدوم مودة، التي سقطت على الأرض بمجرد أن أفلتتها خديجة من يدها من شدة التعب.
أسرعت ميسرة تمسك بها وتساعدها على النهوض، وبينما كانت مودة تلتقط أنفاسها، نظرت لها خديجة بغضب شديد وقالت:
_كله يسيب اللي في إيده... مفيش حد منكم هيطبخ النهارده!
منة باستغراب:
_إزاي يا ستي؟! ابيه آدم هيزعقلنا لما يعرف
خديجة بخبث:
_وإيه اللي قالك إنه هيزعقلنا؟! هو هيزعقلها هي... لو ماعرفتش تطبخ.
_ميسرة بصدمة، وهي تسند مودة الواقفة بذهول:
إزاي يعني؟! هتخليها تطبخ لوحدها؟! دي وليمة كبيرة!
خديجة بعصبية:
ملناش دعوة، تتصرف!واظن هى مرات آدم يعنى مسؤولة عن كل حاجة تخص أكتر مننا كلنا...خلينا نشوف هتعمل إيه
منة بمحاولة لإقناعها:
_بس حتى لو هي بتعرف تطبخ، مش هتلحق تعمل ده كله لوحدها!
خديجة بغضب أكبر:
_إنتي هتدافعي عنها يا منة؟! دي بنت عدونا، خليها تتبهدلده اللي إحنا عايزينه... آدم يزعقلها ويخلي يومها أسود ونخلص منها! كل واحدة تدخل أوضتها، مفيش شغل النهارده في البيت.
أنهت جملتها بنظرة غِلّ لمودة، ثم غادرت.
اقتربت بسمة من مودة وقالت بسخرية:
_ربنا يكون معاكي يا حبيبتي... مع السلامة، والقلب داعيلك
كاريمان وهي تضحك وهي خارجة:
_اتشهدي على روحك من دلوقتي
أما حورية، زوجة محمود، فاقتربت من مودة بحزن وقالت:
_لو محتاجة مساعدة يا بنتي، قوليلي...
مودة بحزن:
_ممكن بس أطلب منكم طلب؟
منة بضيق:
لو الطلب هيجيب لنا مشاكل... يبقى لأ، إحنا مش ناقصين
حورية، وهي تضرب منة على ذراعها بغيظ:
_اسكتي يا بت عيب كده يا منة، دي مرات آدم، وأكبر منك... احترميها!
ميسرة اقتربت أكثر وقالت بلطف:
_قولي يا مودة... لو في إيدينا حاجة نساعدك بيها، هنساعد.
مودة:
_أنا بس عايزة أعرف... أطبخ إيه؟ وفين الحاجات اللي هستخدمها؟
حورية بابتسامة:
_بصي... الأكل اللي هيتعمل مكتوب في ورقة على الترابيزة،أما المستلزمات، تعالى أوريكي المكان.
أخذتها حورية إلى باب صغير داخل المطبخ، يشبه باب مخزن، لكنّه في الحقيقة كان عبارة عن ثلاجة ضخمة تحتوي على مختلف أنواع الأطعمة والمستلزمات.
بدأت تعرفها على أماكن الأشياء وهي تقول:
_أهم حاجة... ما تحطيش أي نوع فلفل حراق في الأكل،آدم عنده مشكلة في معدته من الحامى وبيتعبه
أومأت لها مودة شاكرة، وبدأت في غسل يديها، ثم شرعت في تحضير الطعام.
---------------------
وعلى الجانب الآخر، في مكان قريب من قصر عائلة الأسيوطي، وتحديدًا في أراضي العائلة الزراعية الكبيرة،كان كلٌّ من حمدان ومحمود يتفقدان العمل هناك، ويراقبان العمال وهم يباشرون مهامهم، من فحص المحاصيل إلى مراجعة سير العمل.
كان آدم قد حمّلهم هذه المسؤولية، إلى جانب أحمد، لأنه لا يعرف الكثير عن الزراعة، فهو مشغول دومًا بأعمال شركاته وتصاميمه.
أما الأرض... فهي مهنة عائلته
حمدان وهو يمشي بجوار أخيه:
_إنت مش واخد بالك يا محمود إننا في خطر من البنت اللي جات دى
محمود باستغراب:
_خطر؟ ليه بس؟ دي بنت غلبانة، هتعمل فينا إيه؟
حمدان بسخرية:
_أهو ده اللي بقوله عليك! دماغك دايمًا طخينة .....دي بنت عدونا، يا محمود... إزاي مش خطر علينا؟! والمصيبة الأكبر إنها مرات آدم... يعني لو حصله حاجة، يبقى ليها نصيب في الورث
محمود بغضب:
_وإيه اللي هيخلي آدم يحصل له حاجة؟! آدم غالي عندي...ومستحيل أسمح يحصل له زي اللي حصل لأبوه... فاهم؟
حمدان بتوتر:
_أنا فاهم... وآدم غالي عندي كمان يخوى ،بس قراراته الفترة دي غلط... ومش عاجبة أي حد،والموضوع ده بتاع الورث، هو مش واخد باله منه خالص.
محمود بهدوء :
_أنت اللي مش واخد بالك...ان كل الأراضي وكل حاجة تخص العيلة متسجلة باسم شخص واحد بس.
حمدان:
_عارف... بس الشخص ده مات، والبنت كانت صغيرة وقتها... يعني لينا الحق!
محمود:
_بص... ده مش وقته، أمي ربنا يديها الصحة لسه عايشة.
يعني مش هنتكلم في الورث دلوقتي.
حمدان:
_معاك حق... انتةهتحضر المجلس الليلة؟
محمود:
_أكيد هحضر ، لازم أبقى واقف جنب ابن أخويا...خصوصًا قدام العشيرة دي.
وفجأة، قطع حديثهم صوت أحد العمال وهو يركض نحوهم ويصرخ:
_الحق يا حمدااان بيه... الحقناااااا!
حمدان:
_في إيه يا واد؟!
العامل وهو يلهث:
_الأرض الورانية... بتولع!!......النار مسكاها ومولعة فيهااااا!
حمدان ومحمود في صدمة:
_إييييييييه؟!