
بقلم ملك عبد اللطيف
كان آدم فى ذلك الوقت يجلس فى غرفته وهو يرسم كعادته وبعد كثير من الوقت ملّ من الجلوس فى الغرفة ونزل للحديقة حتى يشم بعض الهواء ........
ظل يتمشى قليلا فى الظلام ثم وقف وهو يضع يده فى جيبه وينظر لأعلى فى الغرفة التى بها مودة ظل هكذا قليلًا ثم لف بظهره ومشى للأمام وفجأة تكعبلت قدميه فى غصن شجرة فوقع فى الحفرة التى بهاا مودة ولكنه لم يحدث له شيئ وبمجرد ان وقع رأى مودة مغشية عليها
آدم بصدمة وهو ينزل على الارض لمستواهاا
_إزاى جاات هنا دى هربتتى إزاااى المراادى فووقى انتتى يزفتة انتى قووومى
ليظل يحرك فيها كثيرًا ولكن لا فائدة فأمسك يدها حتى يسمع نبضها فتنهد بأرتيااح عندما اطمئن انها مازالت حية ظل يبحث عن شئ يخرجهم من هذا المكان ولكنه لم يجد لأن الحفرة عميقة للغاية فجلس آدم بتعب بجاانبها وهى مازالت مغمضة العينين لا تعى لأى شئ
وبعد قليل من الوقت استيقظت مودة وهى تضع يدها على رأسها بوجع نتيجة الوقعة فصُدمت عندما رأت نفسها بحفرة وهذا الوحش بجانبها ونائم ماهذا؟؟
مودة بصدمة وغباء
_هو انا مُت ودخلت جهنم مع الشخص ده ولا إيه؟؟احييه معقول يكون ربنا بيعاقبنى وودانى النار مع المتوحش ده!!!
لتقول جملتها وهى تفتح وتغلق عينيها عدة مرات حتى تستوعب وفجأة صرختت مودة بأعلى صوتها بخوف عندما استوعبت أين هى فنهض آدم بفزع على صوتهاا
_ ايييه بتصرخى ليه فى إيه
مودة بصدمة
_بصرخ ليه؟ انت مش شايف احنا فين وكماان ناايم؟!! هوا انا إزااى جيت هنا!!؟
آدم بإستغراب
_انا اللى المفروض اسئلك السؤال ده انتى إزاى طلعتى من الاوضة وجيتى هنا؟
مودة وهى تمسك رأسها بوجع
_انا مش فاكرة حاجة كل اللى فكراه انى اخدت المفتاح هربت و....... صمتت مودة بخوف من نظرات آدم عندماا لاحظت ماذا قالت.......
آدم بغضب
_اخدتى إيه؟! قولى تانى كداا ...لتنظر له مودة بخوف وتصمت ....اخدتتتى المفتاااح إزاااااااى انطققى
مودة بغضب هى الأخرى
_ملكش دعووة اخدتو إزااااااى انت مااالك لتكمل حديثها بحسرة .....ياارببيييى ايه الحظ ده هو انا كل ما احاول اهرب اللاقيك زى القدر المستعجل فى وشى حتى هناا ليه كداا ياارب
آدم بسخرية
_عشان تعرفى بس إنك مهما عملتى مستحيل تعرفى تهربى من بين إيديا حتى فى الموت........
مودة وهى تحاول ان تقف
_طب طلعنى من هناا وانا هوريككك إزااى ههرب منك تاانى
آدم بلا مبالاة
_مش هنعرف نطلع من هناا غير الصبح
مودة بضيق
_ليه بقاا انشاء الله هي حجة وخلاص؟
آدم ببرود
_لا عشان زى ماانتى شايفة الحفرة اللى اتنيلنا فيها عمقها عامل إزاى يعنى لازم حد يطلعنا من برة ودلوقتي كله نايم
مودة بغضب
_يصحوا هماا إيه فى غيبوبة انا مقدرش اقعد فى مكان مقفول نفسى بيرووح ممكن اموت هنا
آدم بسخرية
_متقلقيش انتى مش بيحصلك حااجة بسبع ترواح........ وبطلى رغى بقا مقدمكيش حل تاانى غير إنك تقعدى هنااا
مودة بصرييخ وصوت عالى
_يجدعااااان حد ينقذناااا مفيييش حد هناااااا حراااام عليكوووا حد يطلعنااا من هناااا
آدم بضيق
_قولتلك كلهم نايمين محدش هيصحى لو صرختى للصبح .....اسكتتى بقا
صمتت مودة وهى ترمقه بغضب فأغمض آدم عينيه ونام وهو فى وضعية الجلوس فظلت تنظر له بإستغراب انه نائم وهو فى هذا الوضع
كان آدم مربع اليدين ويستند بظهره على الصخرة خلفه ومغمض العينين وهو جالس نظرت له بغيظ لا تعرف ماذا تفعل هى خائفة بشدة من هذا المكان المظلم ونفسهاا مع الوقت اصبح بطئ جدًا
وفجأة سمعت صوت عالى كأنه ذئب ففزعت مودة بخوف وهى تصرخ و تتخيل انه من الممكن ان يأتى الآن إليهم ويقتلهم ....
آدم وهو يتأفف بضيق
_ إيييه تااانى فى اى؟
مودة بخوف
_انت مسمعتش اللى انا سمعته ده؟
آدم بإستغراب
_سمعت ماله ده ديب مش هيعمل حاجة متخافيش مش هيجى لغايت هناا
ليقول جملته ورجع لوضعيته مرة أخرى وهويغمض عينيه
_وياريت مسمعش صووتك تاانى واتخمدى بقااا
نظرت له مودة بصدمة هل يطلب منها النوم فى مكان مثل هذا وأيضًا بجانب شخص لا تعرفه ولا يكون لها اى شئ يالله اى نوع من الاشخاص هذا الحجر..........
مرّ بعض الوقت وكانت مودة مازالت مستيقظة وهى تنظر لآدم الذى ذهب فى نوم عميق ونفسها يضيق مع مرور الوقت وعندما احست انهاا سيغشى عليها نزلت دموعهاا بدون إرادتها على حالتها التى وصلت إليها ظلت تبكى وصوت شهقاتها يزداد حتى استيقظ آدم على صوت بكائها فنظر لها بنفاذ صبر
_بتعيطى ليه دلوقتي؟!!
مودة بتعب
_ن...نفسى.....بيروح مش قادرة آخد ن...نفسى.... لتقول جملتهاا وهى تغمض عينيهاا ببطأ وتحاول ان لا تغلقهاا
امسك آدم يدها وهو يحاول ان يهدئها
_اهددى وحاولى تسيطرى على نفسك اوعى تغمضى عينيكى حاولى تقاومى النهار قرب يطلع
مودة وهى تضغط على يديه بتعب
_مش....قادرة مش قادرة اتنفس......
لتقول جملتها ويُغشى عليها فوقع رأسها على كتف آدم ظل يحاول ان يوقظها كثيرًا ولكن كانت لا تستجيب وكان يشعر بنفسها الذى يقل مع الوقت كان لا يعرف ماذا يفعل فهى من الممكن ان تموت إن لم يتصرف فبحث عن اى شئ يساعده حتى رأى بعض ورقات الشجر الكبيرة الواقعة على الارض فأخذهم وأخذ يحركهم حتى يهوى لها بهم لعلها تشعر بأى هواء قليلاً ظل هكذا بعض الوقت حتى شعر بصوت انفساها ينتظم فعلم انها نامت فتنهد بأرتياح واسند بظهره على الحائط وهى مازالت نائمة على كتفه...........
حلّ الصباح بعد بضع ساعات ومودة مازالت نائمة على كتف آدم الذى لم يناام ابدًا بإنزعاج من وضعها وهى تنام على كتفه هكذا فحاول ان يوقظها حتى يبحثوا عن طريقة ويخرجوا بها من هذه الحفرة ولكنها لم تستيقظ فنادى آدم بصووت عالى على الحراس بالخارج ولكن لم يسمعه احد ظل ينادى كثيرا حتى سمعه احمد الذى كان يمارس رياضة الجرى فى الغابة
احمد بصدمة وهو يرى آدم بالأسفل
_انتوا بتعملوا اى هناا يآدم؟ وصلت بيك تدفن البنت حية!!!
آدم بغضب من هذا الأبله
_مش وقتتت غبائك دلوقتي جييب اى زفتت يطلعناا من هنااا البنت نفسهاا بيروح انجزززز
ليومأ له احمد بسرعة واحضر حبل ومجموعة من الحرااس فتعلق به آدم وهو يحمل مودة على كتفيه حتى شدوهم واخرجوهم للخارج
آدم بعد ان خرج وهو يحاول ان يوقظهاا
_حد يجيب مياة بسرعة
أخذ الماء ورشّه على وجهها عدّة مرات، حتى فتحت مودة عينيها الفيروزيتين ببطء وتعب.
وما إن استيقظت، حتى جذبها آدم من يدها بغضب، يجرّها خلفه دون أن تفهم شيئًا، تمشي خلفه مرهقة تترنح بخطواتها.
صعد بها إلى غرفة السطح بالأعلى، وما إن وصلا، حتى دفعها بحدة فسقطت على الأرض فأردف آدم بغضب
_انتى عاارفة لو حاولتى تهربى تاانى ولا تتحركى حتى من هنااا مش هيحصلك خيير
مودة وهى على الارض بغضب
_وانت بتحسب نفسكك هتحبسنى هناااااا طول عمرك انا مش اسيرتك اللى جبينهالك تلعب بيها ماترح ماتحطها هتقولك آمين
آدم وهو ينزل لمستواها على الارض فأردف بهدوء مخيف
_صدقينى هخليكى حتى النفس هتاخديه بإذن منى هخلى حياتك كلهاااا جحيييم
ليقول جملته بتوعد وذهب فنظرت مودة بصدمة على أثره وهى تبكى تشعر انها مهماا حاولت ان تهرب من هذا الحجر لا فائدة فكل مرة يعرف مكانها ويعاملها اسوأ مما سبق............
دخل آدم غرفته بغضب واحضر ملابسه ودخل حتى يأخذ حمام دافئ يهديه قليلاً ثم خرج وبدل ملابسه لبدلة سوداء تحتهاا تيشرت ابيض وبنطال اسود وسرح شعره البنى الناعم فتذكر والدته وهو ينظر للمرآة
_انا آسف يا امى آسف للى هعمله دلوقتي عارف إنك مش هتبقى مرتااحة فى قبرك لماا اتجوزهاا بس انا بعمل بوصيتك بحمى اخوياا زى ماوعدتك مش هقدر اعرض حيااته للخطر سامحينى
ليقول جملته ثم يهبط إلى الأسفل، حيث أبصر الجميع يجلسون حول الطاولة في انتظار بدء الإفطار.
جلس آدم على الكرسي المتصدر للطاولة، وجهاً لوجه أمام جدته خديجة، بينما الكرسي الذي على يمينه ما زال فارغًا، وكذلك الكرسي المقابل له، الخاص بأخيه مازن.
لاحظ أن الجميع قد جلس بالفعل، ما عدا هو ووليد.
قال آدم بغضب وهو يوجه نظراته الحادة: _ مازن فين؟ ليه منزلش؟ مش أنا قايل محدش يقعد على الأكل بعدي؟!
منة (بنت عمه وابنة محمود )وهى تعرف كل شئ عن ماازن فهى اكثر وااحدة مقربة منه بسبب انهم نفس العمر
_مازن مجاش من إمبارح يا ابيه ولا هواا ولا وليد
آدم بغضب
_يعننى إيييه مجااش وإزاى انا معنديش علم بالموضوع ده
خديجة وهى تنظر له بتحدى
_انا عندى علم يآدم هوا كلمنى وجالى هيبات برة مع وليد
آدم بضيق
_ومن إمتى وفيه حد غيرى مسؤول عن القرارات اللى تخص مازن يخديجة هانم؟
خديجة بغضب
_من النهااااردة ياابن حسن الاسيوطى انا مش هخليك تكون مسؤول عن اخوك اللى اتقهر بسببك انت خلاص مبقتش عاارف مصلحته
آدم وهو يتمالك نفسه بصعوبة حتى لا يغضب فى وجهها
_انتى يعنى بتحاولى تمسكينى من ايدى اللى بتوجعنى ؟؟؟
نظرت له خديجة بتحدى وبرود كأنها تقول له "نعم "فأكمل آدم حديثه بغضب
_طب بصى بقااا مازن وصية امى ليااا ومهماا كااان اللى بيحصل بيناا متدخليش ومهماا عملتى محدش يقدرر يقف مابين اخ واخوه ولو ده سلاحك ضدى يخديجة هاانم فمتنسيش انا عندى مليون سلاااح ضدك
ليقول جملته ونهض من على الطاولة بغضب واتجه للخارج فنهض احمد هوا الآخر ولحقه بسرعة.........
منة بحزن لأختها
_هوا ابيه احمد مكملش اكله ليه
ميسرة (زوجة احمد) واخت منة
_ماانتى عارفة احمد اهم حاجة عنده آدم وبعدين يحنينة يختتى على ابيه احمد هوا اصلا بيبطل أكل
منة بتوتر
_م...مش قصدى يميسرة انا بوعيكى يعنى....ده جوزك والمفروض تخافى عليه قصدى اقول كداا
ميسرة بصوت عالى
_وانتى يختى متنسيش انه مش جوزى بجدد فيعمل اللى هو عاوزه
كاريمان لحمدان
_هي البت اللى اسمها مودة دى منزلتش تااكل معاناا يعنى ولا طلعلهاا حس
حمدان وهو يأكل
_متجوليش اسم البت دى جدامى يا ولية بتفكرنى بالله يرحمها وبعدين عاوزة البت دى تيجى تقعد معانا كييف انتى اتعبطتى
كاريماان بخبث
_لا قصدى يعنى احسن يكون حصلهاا حاجة كده ولا كده
حمدان وهو يأكل
_لا متقلقيش لسة شايف آدم بيجرها ورااه ومتعصب عليهاا فى الاوضة اللى فوق
كاريمان فى نفسها
_كيف البت دى نجتت هوا انا مش هخلص منهاا وااصل معقول تكون جالت لآدم حاجة عنى...... لا لا كان زمانه آدم مسجاتش يالهوى ياانى.............
اما بالخارج عند آدم كان يقف بغضب وهو يحاول الاتصال على اخيه ولكن هاتفه مغلق فأتصل على وليد فكان هاتفه يرن ولا يجيب عليه فرمى آدم التليفون بغضب
_لمم كل الرجاالة وخليهم يدوروا عليهمم يااحمد اوعى ترجعواا من غيرهمم فااهم
احمد بإستغراب
_هنلاقيهم فين يآدم متخافش اكيد كويسين يعننى
آدم بغضب
_وانا مش هستنى لغاايت مايبقااش كويس اعمل اللى بقوولك عليه وانت سااكت
احمد وهو يكاد يمشى
_طيب طيب عاوز حاجة تانى
آدم
_آه وانت جااى جيب المأذون معااك عشان نخلص من الحواار ده
احمد بخوف
_وانت عااوزنى اجيب الماذون ومازن معاياا عشان يموتنى انا والمأذون ويدفناا سواا... انا من رأييى تتجوز وتنجز قبل ماهواا ييجى عشان متحصلش مصيبة مابينكوا
آدم بتفكير
_معااك حق مازن مش هيسكت اول مرة تكون بتفهم يااحمد والله
احمد وهو يمشى بضحك
_انا طول عمرى بفهم بس انتوا اللى مش شايفين مواهبى
ليرمقه آدم بغضب على تفاهته فجرى احمد من امامه بسرعة وقام آدم بالاتصال على المأذون البلد وطلب منه ان يأتى حتى يكتب الكتااب...........
وبعد قليل، وصل المأذون، فأمر آدم الجميع بالحضور، رغم اعتراضهم الواضح، خاصةً خديجة، التي وافقت في النهاية، فقط كي ترى بعينيها ذلّ ابنة عدوها وهي تُجبر على الزواج ممّن لا تريده.
أمر آدم "هنية" أن تُحضِر مودة، لكنها رفضت الذهاب معها.
وفجأة، سمع صوت مودة من الأعلى وهي تصرخ وتبكي، فصعد بخطوات غاضبة، وفتح الباب بعنف، مشيرًا لهنية أن تتركهما وتخرج.
تقدم آدم نحوها ببطء، وعيناه تمتلئان بالغضب، وهو يلاحظ أنها لم ترتدِ الفستان الذي أعدّه لها.
قال بعصبية وهو ينظر لملابسها المتّسخة نتيجة سقوطها في الحفرة:
_ ما لبستيش الزفت الفستان ليه؟
كانت مودة لا تزال ترتدي فستان (قراية الفاتحة )، بلونه الأزرق المزيّن بالورود البيضاء الصغيرة، وحجابها الأبيض البسيط، ورغم بساطة مظهرها كانت في غاية الجمال... لكن الملابس لم تعد صالحة للنزول أمام الناس.
أكمل آدم حديثه وهو يرمق ملابسها بإشمئزاز:
_ "هتنزلي بالهدوم دي قدّام الناس؟"
نظرت له مودة بغيظ، ثم اتجهت نحو الفستان الذي أحضره لها، وأخرجته بهدوء مفاجئ ، وفجأة أمسكته بيديها ومزقته بعنف، وهي تبكي وتصرخ، تمزقه بلا رحمة حتى لم تبقِ فيه قطعة سليمة، ثم رمته في وجهه صارخةً بمرارة:
_ "أدي الفستان بتاااااااعك اهو مش عايزة من وشّك حاجة!"
آدم وهو يبتسم بسخرية
_ بتحسبى باللى بتعمليه ده مش هتجوزك يعنى!! صدقينى انتى بتخلينى اعاند اكتر وانا غلطاان انى عملت لوحدة زيك قيمة ومكنتش عاوز انزلك كدا بس هي دى قيمتك إنك تنزلى بالمنظر ده
ليقول جملته وهو يسحبها من ذراعيها بغضب، وسط صراخها وبكائها وتوسلاتها أن يتركها.
كانت مودة تشعر أنها تسير بقدميها نحو الجحيم، وأن زواجها منه يعني نهاية كل شيء؛ حياتها، أحلامها، تعليمها، ومستقبلها.
وها أنتِ يا مودة، تضحين مرة أخرى... آخر تضحية تقدمينها من عمرك، لأجل عائلتك، للمرة المليون.
جلست مودة على طاولة عقد القران، والدموع تنهمر من عينيها، وبجوارها آدم.
نظر آدم إلى المأذون وأشار له أن يبدأ بسرعة.
بدأ المأذون في قراءة بعض الكلمات وتقديم بعض النصائح، والجميع يرمق مودة بنظرات مختلفة؛
منهم من ينظر لها بحقد وسعادة لما هي فيه، ومنهم من ينظر بشفقة على فتاة جميلة لا ذنب لها، تعاني بهذا الشكل.
وعندما انتهى المأذون من كلامه، قال:
_ "آدم الأسيوطي، هل تقبل الزواج من مودة الشافعي، ابنة محسن الشافعي؟"
قال آدم، مُرغمًا:
_ "أيوه، أقبل."
ثم التفت المأذون إلى مودة:
_ "مودة الشافعي، هل تقبلين الزواج من آدم الأسيوطي؟"
نظرت مودة إليه كأنها في غيبوبة، فقط دموع تنهمر كالشلال من عينيها، ولسانها لا يقدر على نطق الكلمة.
نظرت لآدم الذي يحدّق بها بغضب، فتذكرت تهديده لها ولعائلتها، وتذكرت أن حياة "رحمة" في خطر إن لم توافق.
هذا المتوحش قد ينفذ تهديده، لذا قالت بصوت مرتعش، بينما عقلها وقلبها يرفضان ما يُنطق به لسانها:
_ "...أ...ق... أقبل."
ناولهم المأذون الدفتر، فقام آدم بالتوقيع، ثم أعطاه لمودة، التي كانت يدها ترتعش، وقلبها يكاد يتوقف وهي توقّع.
لكن قاطع لحظة التوقيع صوت تعرفه جيدًا، يهتف من الخلف بصراخ:
_ "مووودة!! أوعي تعملي كده! استنييييني!!"
نظرت مودة بصدمة، لتجد آخر شخص كانت تتوقع أن تراه:
_ "مـ... محمد؟!"
تقدّم محمد نحوها، لكن رجال آدم أمسكوا به وقيّدوه من ذراعيه، وهو يصرخ:
_ "أنا عرفت كل حاجة يا مودة! عرفت إنك عملتي كده عشان تحميني! متتجوزهوش يا مودة!!"
آدم، وقد انفجر غضبًا، همّ بالتوجه إليه، لكن قاطعه صوت آخر من الخلف، حاسم وقوي:
_ "الجواااز ده مش هيتم، يا آدم الأسيوطي!"
التفت آدم بصدمة، ليجد أخاه مازن واقفًا، وبجانبه رجال العشيرة كلهم.
آدم بغضب. :
_ "إنت اتجننت يا مازن؟ بتعمل إيه؟!"
رد مازن بغضب:
_ "لأ، متجننتش يا آدم أنا بس بثبتلك إن العشيرة كلها مش موافقة على اللي بيحصل ده!"
ثم قاطعهم صوت امرأة من خلف مازن، وهي تدخل حاملةً حقائب بيدها:
_ "حتى مراتك يا آدم الأسيوطي... مش موافقة."
مودة بصدمة :
_ "إيييه؟... مراتــه؟!"