رواية دلال والشيخ الفصل الثاني العشرون 22 بقلم شيماء سعيد


رواية دلال والشيخ الفصل الثاني العشرون 22
بقلم شيماء سعيد



بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️ 
سوء الظن يعكر صفاء القلب دائما، وللأسف طبيعتنا تميل لسوء الظن بمن حولنا، لأن نوايانا الداخلية ليست دائما صافية، لذا جاهد نفسك فربما من تسىء الظن به يكون أكثر الناس خيرا .
...............
توترت شهيرة عندما وجدت سفيان أمامها فأسرعت لحذف الرسالة سريعا، فلاحظ سفيان توترها ورعشة يديها مع الهاتف، فسئلها يترقب مالك يا شهيرة فيه حاجة؟
حد كلمك ضايقك شفيق ولا أمك ؟
فحركت شهيرة رأسها سريعا ونفت بقولها:لا لا محدش كلمنى.
 ثم حولت السيطرة على نفسها قليلا حتى لا يشك فى أمرها وألقت الهاتف على المكتب بإهمال ووقفت وحاولت رسم إبتسامة مصطنعة واقتربت منه وحاوطت عنقه بدلال قائلة: هو فيه حد يقدر يضايقنى وأنت موجود يا روحى .
فضمها سفيان بحب ثم حملها ووضعها برفق على الفراش ليبث لها اشتياقه واحتياجه إليها ولكنها لم تتجاوب معه لإنشغال ذهنها بما حدث .
وشعر سفيان بذلك فابتعد عنها ثم ولاها ظهره، فضغطت على شفتيها بحرج وعاتبت نفسها: مالك بس يا شهيرة.! متحطيش فى بالك حاجة بدال أنتِ ماشية فى السليم وبتتقى الله وبتحبى جوزك، لكن بعاميلك دى هتخليه يشك فيكِ .
ثم أخذت برفق تلاعب خصلات شعره واقتربت من أذنه وهمست بعشق: ايه يا قلبى بعدت عنى ليه ؟
زفر سفيان بضيق: مبعدتش ولا حاجة أنا جمبك اهو، بس محتاج أنام، تصبحى على خير .
ابتعدت شهيرة رويدا عنه وهمست بحزن: وأنت من اهله .
لينام كلا منهما مهموما، وتسائل سفيان: هى مالها الليله دماغها مش معايا وغريبة، وليه مش عايزة تصارحنى ليه لو حاجة حصلت بجد .
.......
الحقد أصل الشرِّ، ومن أضمر الشر في قلبه أنبت له نباتًا مرًّا مذاقه، نماؤه الغيظ، وثمرته الندم
لم تنم زينب تلك الليلة من القهر من تلك الصغيرة أسماء التى لم تكن فى الحسبان وأصبحت هى المفضلة لدى شفيق وأخذت مكانها فى قلبه وفقدت السيطرة عليه.
زينب بغل وحقد: لا الحال ده لا يمكن يستمر أبدا، ويستحيل أسبها تاخد ابنى منى، ولازم أخٖلص منها خالص وتنتهى من الوجود عشان ابنى يرجع لحضنى تانى .
فأسرعت إلى المطبخ وأذابت سٖم فئٖران فى كوب من اللبن ثم أعدت معه فطيرًا شهيا ولم تفارق وجهها الابتسامة وهى تعد ذلك ثم همست بغل: 
_فطور الصباحية على أحلى عروسة، تفطره من هنا وتسكن القِبر من هنا وتغور فى ستين داهٖية وتريحنا.
ثم أخذت تنتظر بزوغ الشمس بفارق الصبر لكى تتوجه إليهم بهذا الفطور .
فما يا ترى سيحدث..؟
........
ارتدى شيكو أفضل ما لديه سريعا ثم توجه إلى منزل ياسمين بسرعة هائلةوكأنه يسابق الزمن ليصل إليها لعل نظرة منها تطٖفىء برٖكان قلبه الثائر .
وهمس بفرحة: معقول الليلة هتكونى على إسمى يا ياسمين واعرف أفضفلك عن كل اللى فى قلبى من غير متصدرينى الوش الخشب.
_ ياااه ومش بعيد كمان أخدك فى حضنى، اه ما ساعتها هتكونى حلالى يا بت، ياااه ياما حلمت باللحظة دى من زمان واخيرا هتحقق .
وبالفعل وصل إليها وقام بطرق الباب عدة مرات وكانت ياسمين تغط فى نوم عميق .
فزفر شيكو بضيق: لا أنا قتٖيل النهاردة ومش متحتح من هنا غير لما تفتح الباب واكتب عليها .
ثم كرر كثيرا طرق الباب حتى انتبهت للصوت أختها الصغيرة نغم فذهبت مسرعة لفتح الباب وابتسمت لرؤية شيكو وقالت: عمو شيكو ازيك .
شيكو بمرح: مش كويس من غير أختك اللى معذبانى.
هى فين ؟
فضحكت نغم مرددة: نايمة يا عمو بس بتحلم بيك وكل شوية أصحى على صوتها وهى بتقول: بحبك يا شيكو بس مش عايزة أتجوزك .
اتسعت عين شيكو بصدمة وردد بذهول: بتحبنى ومش عايزة تجوزنى، أختك قربت تضيع اللى الفص اللى فضلى فى عقلى.
بس على مين يا أنا يا هى النهاردة، إدخلى صحيها وخليها تلبس عشان هنتجوز .
فصفقت نغم بحرارة وقالت بفرحة: بجد يا عمو هيييه يعنى هلبس الفستان واكل جاتو.
ضحك شيكو وأكد: هيحصل يا عيون عمو، بس خايف من أختك تطفحولنا .
يلا صحيها بسرعة، فدخلت نغم مسرعة تيقظ ياسمين .
نغم: ياسمين إصحى، عمو شيكو بره وعايزك عشان هتجوزوا .
اصحى يلا بقا عشان نلبس الفستان الجديد .
تململت ياسمين فى فراشها وهى تستمع لكلمات نغم وظنت إنها فى حلم جميل .
وهمست: شيكو حبيبى بس مش هتجوزه عشانك وعشان أخواتك.
نغم: يوووه واحنا يا ستى عايزينك تجوزى، ملكيش دعوة بينا .
اصحى اصحى يلا لتجذبها نغم من يدها وايفظت أختها الأخرى سلمى وساعدوها فى ارتداء ملابسها وخرجت إلى شيكو .
تجمد شيكو للحظات عند رؤيتها فى أبهى صورة فردد بإعجاب: سبحان من أبدع وصور، ايه الجمال ده كله يا ناس .
تلون وجهه ياسمين بحمرة الخجل وهمست بحرج: متكسفنيش بقا يا شيكو .
شيكو: هو أنا قولت حاجة ولا عملت حاجة لسه، أجلى الكسوف ده وبعدين يا حب .
المهم دلوقتى نكتب الكتاب ونعلى الجواب .
يلا بينا نصعد المجد قصدى العربية ..
.......
وصل تميم عند والدته فاستقبلته بالاحضان وقبلته قائلة: وحشتنى يا ابنى، أخيرا هشوفك عريس وافرح بيك .
تميم: حبيبتى يا أمى، ربنا يخليكِ ليه، ويلا بينا يا قمر، أحمد هسيتنانا عند تقى وكمان ايه الفرحة مش هتكون فرحتين وبس هتبقى تلاتة عشان شيكو كمان هيكتب على ياسمين .
فقامت عفاف بإطلاق زغرودة ابتهاجا قائلة: ألف مبروك يا حبايبى ايوه كده هى الفرحة لما تدخل بتيجى بالبركة .
ثم صمتت للحظات تدرك ما قاله تميم فقالت بذهول: عند تقى ليه ابنى حد يحس بينا ويوصل الخبر لخالك.
لا بلاش عندها نكتب عند المأذون وخلاص برا برا ..
تنهد تميم بغصة مريرة ثم اقترب من والدته وأمسك بيديها بحنو ونظر فى عينيها وقال بخفوت: أمى كنت عايز أقولك حاجة بخصوص تقى .
طالعته عفاف بريبة وقالت: قول يا ابنى وغوشتنى .
تميم بحزن: صراحة تقى مريضة سٖرطان .
فضربت عفاف على صدرها وقالت بحزن: يا مصيبتى .
لا حول ولا قوه الا بالله ، يا عينى عيكى يا بنتى .
دى لسه فى عز شبابها وملحقتش تفرح .
فهمس تميم: قدر الله وربنا قادر يشفيها .
عفاف: يارب يا ابنى، بس فهمنى، أنت إزاى عايز تجوزها وعارف إنها مريضة يعنى لا هتقدر على الجواز ولا الخلقة .
وكمان عايزة اللى يخدمها، لا يا ابنى كده متنفعكش خلاص .
وحرام كمان تظلم نفسك معاها .
اه نقف جنبها ونواسيها لكن تجوزها وتضيع نفسك حرام .
أنا مش موافقة يا تميم على الجوازة دى .
كادت مقلتى تميم أن تخرج من عينيه من الصدمة، فكيف ترفضها أمه وهى الآن فى انتظاره لعقد القران .
وقد تموت من الحزن قبل أن تموت من السٖرطان إن لم يوفى وعده إليها ..
لذا صاح بقوله : أنتِ بتقولى ايه يا ماما، عايزانى اتخلى عنها فى الظروف دى .
عفاف: لا يا ابنى أقف جنبها وانا معاك برده دول عشرة العمر لكن كم غير جواز متنفعش يا ابنى .
وأنا عايزة أفرح بيك مش أبكى على حالك معاها .
تميم: أنتِ فعلا هتبكى على حالى لو متجوزتهاش عشان هتقهر يا أمى لإنى حاسس بالذنب ناحيتها وحاسس أن السبب فى مرضها لأنى رفضتها زمان .
 نفت عفاف: ليه يا ابنى تحمل نفسك فوق طاقتها، ده قدرها .
تميم: لا يا أمى الحزن هو أساس كل الأمراض صدقينى .
ويستحيل اسيبها بعد ما وعدتها إنى اتجوزها .
عفاف: يعنى مفيش فايدة مصمم يا تميم، تعيش كده من غير حتة عيل يشيل اسمك .
تميم: الأطفال رزق يا امى والله أعلم مش يمكن أنا اللى أطلع مبخلفش .
عفاف: لا تف من بوقك يا ابنى، ربنا يعطيك .
تميم: ايوه كده مش هنقول غير يارب .
ويلا بينا عشان اتاخرنا عليهم .
عفاف: استغفر الله العظيم كان مستخبلنا فين ده كله .
وبالفعل تجمعوا عند ام تقى التى تجلت الفرحة فى عينيها لفرحتها بابنتها حتى أنها أطلقت زغرودة فتبدلت ملامح احمد وصاح: مش كده يا خالتى الوقت متأخر ومش عايز حد يحس .
فصكت دلال على أسنانها وهمست: والله ما حد مش بيحس غيرك يا مولانا .
ثم إستطردت بمرح:
_ده ايه الجوازة الناشفة دى، طيب بلاش زغرودة أقوم أرقص نفك القعدة دى شوية .
فرمقها أحمد بنظرة حادة مخيفة جعلها ترتجف وهدر بإنفعال: أنتِ لسه منستيش أصلك يا دلال إنك رقاصة، بس ودينى لأخليكِ حتى تنسى إسمك كمان .
 تألمت دلال من كلماته فتجمعت الدموع فى عينيها وارتجفت شفتيها، مما جعل قلب أحمد يتٖمزق لرؤيتها على هذا النحو فهمس: أنا ايه اللى قولته ده، مكنش ينفع أقول كده ولا أكلمها بالحدة دى .
بس غصب عنى بجد، محستش بنفسى لما قولتها .
وأدينى أهو رجعت أنبت نفسى من تانى وقولت إزاى أنا الشيخ أحمد اتجوز رقاصة، يخربيت الحب اللى وقعنى فيها .
لتخرج دلال كلماتها من بين شفتيها المرتجفة: وايه جبرك تجوز واحدة زييى كانت رقاصة يا شيخ أحمد .
احنا لسه فيها اهو ولسه مكتبتش عليه، فسبنى يا أحمد أرجوك،عشان صدقنى مش هستحمل تقولها مرة تانية، لأنها هتكون فيها موتى يا احمد خليك فاكرها، أنا بحظرك .
تأثر أحمد لحزنها الذى ظهر جليا فى نبرة صوتها وتحير كيف يخبرها أنه يحبها ويريد الزواج بها رغم كل شىء ولكنه لا يستطيع الاعتراف الآن وليس بوسعه سوى الاعتذار فردد بندم: آسف بجد يا دلال مكنش قصدى، ياريت تسامحينى وتعرفى إنى مكنتش اقصد .
ثم انفعل وتابع:
صراحة أنتِ السبب إزاى تقولى كده قدام الناس الغريبة.! مفكرتيش شكلى هيكون إيه قدامهم وهما عارفين أنا مين .
دلال بغصة مريرة: عارفة يا مولانا ومقدرة وكنت بهزر على فكرة، إيه متعرفش تهزر زينا يا صلاح .
رفع أحمد حاجبيه وتسائل بدهشة ممزوجة بالغيرة: مين صلاح ده يا ست هانم .
ابتسمت دلال لتلك النظرة التى تجلت فى عينيه بوضوح وقالت: ده اسم دارج لأى انسان لبش كده زيك مبيعرفش الهزار يا مولانا .
فابتسم أحمد، ففتحت دلال فمها ببلاهة وهمست: يخربيت ضحكته، هو لسه الدور بتعنا فضله كتير ولا ايه .
مش كان مفروض أنت يقدروك وتكتب أنت الأول .
فلم يستطع أحمد كبت ضحكاته وهمس: مصيبة بس بحبها أعمل إيه .
أما دلال فهمست: عارفة ومتأكدة أنه بيحبنى بس عامل زى حسين فهمى واد تقيل وعشان كده صابرة عليه لسانه اللى بينقط سم ده بس بموت فيه .
كانت تنظر عفاف إلى ابنها بعيون دامعة حزينة والمأذون يعقد قرانه على تقى وهمست: طول عمرك حظك قليل يا ابنى، اتربيت يتيم واللى حبتها غدرت بيك وفى الآخر تاخد وحدة تعبانة شفقة، يا عينى عليك يا ضنايا .
وعندما انتهى المأذون من عقد قرانهم وقف تميم واتجه إلى تلك تناظره بحب وعينيها تلمع مع الفرحة وأمسك يديها بحنو ورفعها إلى فمه وقبلها ثم ساعدها على الوقوف برفق وهمس: ألف مبروك يا تقى .
فدمعت عينيها من الفرحة وهمست: أنا مش مصدقة وحاسه زى ما أكون فى حلم  جميل مش عايزة أصحى منه .
فضمها تميم اللى صدره، فشعر بإرتجاف جسدها فهمس بجانب أذنها: لا أثبت يا جميل، واظن كده اتاكدتى أن الحلم حقيقة وأنا معاكِ وفى حضنك ويستحيل أبعد عنك ابدًا .
تنهد شيكو وهو يطالع تميم وتقى وهمس: يا وعدى يا وعدى .
خلاص يا واد يا شيكو كلها خمس دقايق وهتحضن وتبوس كمان بالحلال ولوح التلج هيدوب .
قم صاح بصوت عالى وغمز أحمد بعينيه قائلا: معلش يا مولانا هاخد الدور ده انا عشان معدتش قادر أصبر من كده .
ولكن أحمد لم ينتبه له حيث كان فى عالم اخر يسبح فى خياله بعدما رأى تميم يحتضن تقى فتسائل كيف كان إحساسه فأخرج تنهيدة حارة وهمس:
_ اااه أنا فعلا محتاج حضن زى ده يروى عطش قلبى من دلال، حضن اتمنيته بالحلال من أول يوم شوفتها فيه ومكنتش أتخيل إنه يجى بالشكل ده .
بس للأسف مش هينفع لأنه لو حصل مش هستحمل واحتمال أقولها قد ايه بحبها واتمنتها وده غلط مش وقته .
وعشان كده مينفعش مينفعش .
استمعت دلال إلى كلمته الأخيرة مينفعش فحركت شفتيها بإستياء مرددة: هو ايه اللى مينفعش يا مولانا .
مترسيلك على رأى، هتكتب ولا نفوضها سيرة عشان خلاص أعصابى تعبت.
ثم نظرت إلى شيكو الذى أتم المأذون عقده على ياسمين،ففقز من فوق المنضدة سريعا ليختطفها بين جنبيه ويضمها إلى صدره بقوة وكأنه خائف أن يأخذها أحدًا منه.
فهمست دلال: شوف أهو شيكو ده صاحبه الروح بالروح بس سبحان الله هو جنتل مان بيفهم ويقدر لكن أخينا لوح بعيد عنك، يا عينى على بختى .
إختطف أحمد نظرة سريعة لوجهها وهى تتحدث فجاهد لأخفاء ابتسامته حتى لا تنفجر غيظا منه .
ولا تعلم المسكينة أنه أشد عشقا لها من شيكو لحبيبته وأقسم أن يرويها من نهر حبه ويصب عليها اشتياقه وحنينه صبا صبا ولكن فى الوقت المناسب وليس الآن .
خرجت دلال من شرودها فى شيكو وياسمين على صوت ياسمين العالى وهى تبتعد عن شيكو بحدة قائلة: ايه اللى بتعمله ده يا شيكو، احترم نفسك .
جحظت عين شيكو وقال بدهشة: عيب واحترم نفسك .
منك لله يا بعيدة، أنا كنت حاسس انك مش وش فرحة ولا عندما مشاعر لكن برميل نكد متحرك .
ثم استطرد بتسائل: عيب ليه يا أخت ياسمين ؟.
ما خلاص كتبنا الكتاب وبقيتى مراتى على سنة الله ورسوله.
فكاد بؤبؤ عين ياسمين أن يخرج من مقلتيها وضربت على صدرها قائلة بذهول: ايه أنت بتضحك عليه .
إمتى ده حصل ..؟
ثم أخذت تنظر حولها بدهشة واستطردت: هو ايه اللى جبنى ايه .
أنا آخر حاجة فكراها انى كنت نايمة على السرير فى بيتنا .
فضحك الجميع عليها، أما شيكو فانفعل بقوله: أنا قلبى كان حاسس برده إنك نايمة على نفسك ومش معقولة توافقى بالسهولة دى .
ولكن سرعان ما تبدلت ملامحه وبدت نواجزه عندما ابتسم واستطرد: بس صراحة أحسن حاجة .
والمهم اتجوزتك يا ياسو يا حبيبى .
هاتى بوسة بقا .
فصكت ياسمين على أسنانها بغيظ وإشارات بيدها: لا حيلك حيلك .
الجوازة دى باطلة عشان مكنتش فى وعييى .
فنظر شيكو الى المأذون برجاء وكأنه يسترجاه حتى ينفى ما قالته ياسمين .
ففهم المأذون نظرته وقال: باطلة ايه يا أستاذة، أنتِ كنتِ صاحية وبترددى ورايا كل كلمة .
وأنتِ دلوقتى حرم الأستاذ شيكو .
فابتسمت ياسمين رغما عنها ولكن سرعان ما أخفت الابتسامة ورددت: خلاص احنا فيها والمأذون موجود اهو، طلقنى يا شيكو .
أنا مش بتاعة جواز وعايزة اربى  اخواتى .
ففتح شيكو فمه بصدمة وعندما هم أن يتحدث قاطعته أختها الصغرى نغم قائلة ببراءة طفولية: والله ما حد عايز يتربى غيرك يا أبلة ياسمين، وعمو شيكو ميستحقش منك كده وكتر خيره صبر عليكِ كتير .
ثم قامت بغمز شيكو قائلة بمرح: بقولك ايه يا عمو شيكو ينفع تطلقها وتجوزنى أنا وتربينى بمعرفتك .
فشعرت ياسمين بالغيرة فلكزت أختها قائلة بغيظ: بقا كده يا شبر ونص حاطة عينك على جوزى يا بت .
لا يا حبيبتي ده جوزى أنا ويستحيل اسيبه لغيرى، ده بعينك .
 ثم ابتسمت لشيكو بحب وقالت: خلاص بقا يا جوزى يا حبيبى .
فبحلق شيكو ونظر الى نغم نظرة امتنان، ثم اقترب من ياسمين وهمس بحب: يعنى خلاص موافقة أبوسك.
فضربت ياسمين صدره وقالت بمرح: بعينك لما أدخل بيتك يا خفيف .
فنظر شيكو اللى السماء وقال: العوض عندك يارب بس صبرنى .
ثم انتبه أحمد على صوت المأذون: يلا يا شيخ أحمد ختامها مسك بيك .
شعر احمد بقشعريرة تجوب جسده، فهو غير مصدق أنه بعد لحظات من الآن ستكون دلال حب عمره زوجته فى الحلال الطيب ويستطيع النظر إليها وحفظ ملامحها عن قرب كيفا يشاء.
مما جعله يبتسم تلقائيا وهمس بحب مشيرا إلى دلال :أمامى يا زوجتى .
ولكن دلال تسمرت قدميها فى الأرض وظهر على وجهها الذهول وتسائلت أحقا ما يقول زوجته.
فهى لم تطمع بذلك فى أحلامها فكيف سيكون حقيقة .
فكيف للسماء أن تعانق الأرض .
فهمست دلال: مش قادرة يا مولانا، مش قادرة أحرك رجلى، أقولك شلنى.
تفاجىء أحمد بطلبها الصريح دون خجل، فهمس بإحراج: والله شكلها هى اللى هتربيك يا أحمد مش أنت .
اشرب يا معلم أنت اللى جبته لنفسك ..
فحدثها بنزق أمرا اياها بحدة: انجرى قدامى يا دلال بالذوق ااحسنلك، ثم حرك شفتيه بإستياء وهمس:
قال أشيلك قال، شالك عفريت يا بعيدة.
لتهتف دلال ببرود : بيموت فيه أنا عارفة .

ليحدث نفسه:ده حقيقة يا حبيبى و بتمنى والله يا حبيبة روحى، بس لسه سامحيني بس أنا شايلك فى قلبى يا روح الروح.
لتخطو دلال خطواتها نحو المأذون بسرعة الريشة من فرحتها أنها ستكتب على اسمه بعد دقائق معدودة .

ثم جلست بجانب الشيخ وصاحت: إكتب يا سيدنا الشيخ بسرعة قبل ما يرجع فى كلامه، الله يسيئك يا اخويا .
فضحك الجميع وتبادلوا الهمسات بينهم، فتلون وجه أحمد من الحرج وقال: مصممة تجبلى جلطة أو تموتنى مشلول .

لاحظ شيكو إرتباك احمد فترك ياسمين وتقدم نحوه ووضع يده على كتفه وقال بحنو: اخيرا يا صاحبى وحبيبى شوفتك عريس وهتكلبش زينا .
ربنا يسعدك يا حبيبى، ثم ضمه بحنو .
وأشار للجميع بقوله: يلا نسكت خالص عشان نسمع كلام الشيخ وهو بيكتب عقد الشيخ احمد .
طالعه أحمد بإمتنان بعد أن أثر به اهتمامه واعاد له ثقته بنفسه والفرحة التى يجاهد أن يخفيها رغم عنه .

ثم جلس بجانب المأذون وبدء المأذون فى مراسم العقد حتى انتهى وقال: الف مبروك يا شيخ أحمد والف مبروك يا عروستنا .
بالرفاء والبنين .
فلوت دلال شفتيها وهمست: بنين إزاى بس، وهو بيكسف منى يا ناس .
بس أنا كده بجد بقيت مراته، بجد، لا مش مصدقة.
طب حد يقرصنى .
حاول أحمد كتم ضحكاته، فهو أيضا غير مصدق إنها أصبحت زوجته وحبيبته وقرة عينه .
ثم تبادل الإثنان نظرات مليئة بالحب والاشتياق .
وكانت دلال بنظراتها تحٖرقه من الداخل وكأنها تقول.
ضمنى اليك أشعر بأنفاسك واستمع لنبضات قلبك التى تعلن عصيانك وتعترف بحبك لى .
أما أحمد فتجمد من نظراته إليها ودمعت عينيه من الحرمان الذى طغت به نفسه .
ولاحظ شيكو ذلك فهو أقرب إليه من روحه لذا هتف بمرح .
ايه الجوازة الناشفة دى يا مولانا، ما تحضن ولا تبوس يا شيخ .
أحلفلك بايه أنه خلاص حلال حلال وربنا .
فرمقه أحمد بحدة رغما لانه لا يشعر بالنٖار التى تأكله من الداخل والشوق لها وتحدث بلا مبالاة مصطنعة:
مش فارقة معايا الحجات دى، سبتهالك أنت .

استمعت دلال لكلماته الحٖارقة التى نزلت على قلبها كالصاعقة التى مزقت قلبها اربا، فصدرت منها تأويهة موجعة، فتكت بقلب أحمد فهو وحده الذى سمعها ولكن ما باليد حيلة واستطرد قائلا رغم ألمه:
ودلوقتى نسيب الناس تستريح واحنا كمان نروح نستريح وتنام  عشان عندنا شغلنا بدرى ولا ايه يا شيكو .
جحظت عين شيكو وفتح فمه وقال بذهول: أنام واصحى بدرى، ناقص تقولى ومتنساش تشرب اللبن .

هو برده يا مولانا فيه حد عاقل ينام فى الليلة المفترجة دى.
ثم اقترب منه وهمس فى أذنه: حرام عليكِ والله البنية اللى جمبك دى، أنت هتموتها بالقهرة والله .
مش كده يا مولانا فكها وراضيها عشان ربنا يرضى عنك .
حرام كده.
أخرج أحمد زفيرا حارا محملا بالهموم وأجابه: بس يا شيكو ، أنت مش فاهم حاجة .
على العموم أعمل اللى يريحك وأنا هاخد مراتى وماشى .

ثم استأذن من الجميع وأشار إلى دلال: قدامى يلا عشان نروح .
طلعته دلال بقهر وعيون دامعة ولكنها قالت بعفوية: طيب براحة متزقش يا عم فيه إيه .
فابتسم أحمد رغما عنه، وهمس: لا وشيكو بيقول أحضن ولا أبوس وأنا بضعف من اى كلمة ولا تصرف عفوى منها .

يا ترى هتعملى ايه فيه تانى يا دلال، وإزاى هتعدى الليلة دى بينا وأنتِ خلاص اتكتبتى على اسمى .
ياااه ده الصبر على الوقوع فى الحرام طلع أهون من الصبر على الحلال .
يارب صبرنى ..
.
ونختم بدعاء جميل ❤️ 
يا رب ارزق اولادي سعادة في الدنيا والآخرة ويسر لهم دروبهم وارزقهم عيشا طيبا حلالا واحفظهم وابعد عنهم كل شر يا رب العالمين فهم اغلى ما املك





 


تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة