
رواية دلال والشيخ الفصل الرابع العشرون 24
بقلم شيماء سعيد
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️
👌 أصعب شيء أذية الناس و نكران الجميل و المعروف والكذب و كسر الخواطر أما القلب الأبيض فهو من يتمنى الخير للجميع دون إستثناء ، فسعادة الآخرين لن تؤخذ من سعادتك ، كن طيبا تطيب حياتك
...........
طالعت زينب أسماء بعيون شيطانية حادة وشفاه مبتسمة لأنها ستحقق مرادها وتتخلص منها ليعود لها ابنها طائعا كما كان .
أخذت منها أسماء كوب اللبن وقالت من يد ما نعدمها ثم همست: يارب نعدمها قريب .
لترفعه على فمها وزينب تنظر إليها بتشفى وتجلت الفرحةعلى وجهها ولكن قبل أن ترتشف منه شيئا وجدت قطتها قد تعلقت بملابسها وأخذت تصدر صوتا وكأنها تناشدها أن تعطيها بعضا منه لإنها جائعة .
فابتسمت أسماء لها وقالت بمرح: أنتِ جعانة يا بوبس خلاص هحطلك شوية يا عسل .
لتتجمد الدماء فى عروق زينب وتحاول بلع تلك الغصة فى حلقها قبل أن تقول: اشربى يا حبيبتي أنتِ وأنا هنزل اجيب تانى لبسبس بتاعتك .
طالعتها أسماء بحيرة وشك فهى لم تعهد عليها أبدا ذلك الحنو الزائد ولكن لم يأتى فى خاطرها أبدا إنها تريد القضاء عليها بتلك السهولة ولكنها لا تعلم إنها بالفعل تريد ذلك وقد فعلتها من قبل مع زوجها حمدى الجمال .
لذا أصرت أسماء أن تعطى البعض لقطتها قبل أن تتناوله هى وقالت: معلش يا حماتى أنا استنى لكن القطة متصبرش، ثم وضعت البعض من اللبن فى طبق وقدمته للقطة التى انهالت عليه سريعا ترتشف منه .
وزينب تطالعها بخوف وعين زائغة وجسد مرتجف ،لتحاول التحدث بكلمات ملعثمة قبل أن ينكشف امرها:
_ إشربى أنتِ بقا يا مرات ابنى قبل ما يبرد ويبقا ماسخ .
أسماء بشك وهى تنظر إلى قطتها التى بدئت فى التشنج: اه هشرب اهو .
ليشعر شفيق الذى كان يقف يراقب الموقف تارة بين نظرات والدته المُريبة التى يعلمها جيدا وبين القطة التى تركت اللبن وأخذت تتقلب فى الأرض تصارع الموت .
ليضرب فجأة الكوب من يد أسماء فسقط مهشمًا فى الأرض قائلا وهو يحاول أن يُخفى ما قد أدركه بقدر الأمكان: معلش يا سمسمة خبطتك غصبا عنى.
لتثور زينب بإنفعال: مش تفتح يا شفيق .
فرمقها شفيق بحدة وألتقت أعينهم بنظرة طويلة تحمل الكثير استفاقوا منها على صوت صراخ أسماء: ألحق يا شفيق القطة مش عارفة ملها قعدت تتلوى لغاية ما سكتت خالص، معقول تكون مااااتت .
فصاحت زينب: ما تهدى يا مرات ابنى ألا يطقلك عرق وتحصليها، هو فيه ايه كل الزيطة دى عشان قطة لا راحت ولا جت.
فانفعل شفيق وحدث زينب بصوت عالى: بزيادة كده ياما،وانزلى وسبينى أنا ومراتى فى حالنا ولما تعوزى حاجة كلمينى وأنا هنزلك، متطلعيش أنتِ تانى .
لونت الصدمة وجه زينب الذى تحول للأزرق من طرد شفيق لها فقالت بإنفعال: أنت بتطرد أمك يا شفيق، دى جزاتى بعد ما عملت الواجب معاك ومع عروستك .
وعشان مين !! عيلة صغيرة بتعيط على قطة .
فصرخت أسماء فى وجهها: أنتِ كنتِ حاطة ايه فى اللبن يا زينب .
وبسببه القطة ماتت ولو كنت شربته أنا الأول كنت موت .
يعنى كنتِ قصدانى أنا يا زينب .
فهمست زينب: ياريت كنت ارتحت بس قدرك لسه مجاش وهيجى برده على إيديه .
فصاحت زينب بغدر: أنتِ بتقوليلى كده زينب من غير ألقاب، أنتِ شكلك إتجننتى يا بت ابتهال.
اه ما أنتِ تربية شوارع وابنى أتهبل على كبر ورضى يجوز واحدة صايـ.عة زيك .
فصفـ.عتها أسماء على وجهها قائلة: أنا هوريكِ حالا بت الشوارع هتعمل فيكِ ايه ومش بس كده، هسجنك كمان عشان كنتِ عايزة تموتينى .
ثم هاجـ.متها وأخذت تضربها بكل ما أوتيت من قوة وزينب تصرخ بين يديها .
ولكن لم يتحمل شفيق إهانة أمه رغم كل شىء فتدخل وابعد عنها أسماء قائلا بغضب: أنتِ اتجننى يا أسماء بتضربى أمى وانا واقف .
خشى جوه والا ...
فصاحت أسماء: والا إيه يا سيد الرجالة، هطلقنى ..؟
طلقنى يا أخويا ده يوم المُنى لما أخلص منك ومن أمك .
فانتهزت زينب الفرصة وقالت: ايوه طلقها بن الرافدى دى وخلصنا من بلوتها ودخلتها علينا بالشوم .
لتضع أسماء يدها على خصرها ثم تمايلت للأمام مستطردة: طلقنى يلا يا شفيق، انطقها لو كنت راجل بجد .
حاول شفيق إبتلاع تلك الغصة فى حلقه من كلمتها الجارحة وهدىء قليلا ثم قال بحب: مقدرش أبدا أفرط فيكِ يا سمسمة ده أنتِ العين والننى يا بت .
فجحظت عين زينب وصاحت بإنفعال: اه يا عرة الرجالة يا خرونج ، ضحكت عليك إزاى البت دى !!
دى أكيد عملالك عمل .
أسماء بغضب: ده عملك الأسود يا زينب اللى هيوديكى ورا الشمس .
ثم أشارت إلى شفيق ببعض الدلال لينفذ ما ستقوله: بقولك ايه يا حبيبى .
يا أنا يا أمك فى البيت ده، مش عايزة أشوف خلقتها اللى تسد النفس دى تانى .
فنفذ شفيق على الفور ما تفوهت به فأشار إلى زينب:
_مش كفاية قلة قيمة وتنزلى شقتك بقا يا حجة.
لتصعقها أسماء بكلمة تصيب قلبها فى مقـ.تل: لاااا مش قصدى تنزل شقتها، أنا مش عايزاها فى البيت كله يا شفيق .
والا وايمانات الله كلها أخرج من هنا على القسم وأخليها تبات فيه الليلة .
تخشبت زينب فى مكانها ووقفت الكلمات فى عنقها وقالت بصوت متلعثم؛ أنتِ بتطردينى من بيتى يا بت، هى حصلت .
وبتهددينى كمان .
أسماء بغل: ايوه بطردك يا زينب زى ما طردتى أحمد ابن من بيت أبوه وكلتوا ورثه حار ونار فى جتتكم يا بعدة .
وهنا لم يتحمل شفيق فانفعل عليها عند ذكر أحمد الذى يكرهه فقال: أنتِ أتجننتى يا أسماء بتجيبى سيرة أحمد قدامى، أنتِ كده فعلا ناوية على الخراب .
إستغلت زينب ذلك فقالت بمكر: قولتلك طلقها يا شفيق مسمعتش كلامى، أهى بتقولك احمد،شوف بقا بتجيب سيرته قدامك ومستقلية بيك ليه.
اه صح ما كان قاعد واكل شارب ونايم كمان عندهم، وتلاقيها كانت عينيها منه وهو كمان معشمها .
ولما لقاك أنت بعبطك أتقدمتلها لف على مراتك أشجان اللى كانت رقبتها بالبت دى بس أنت خسرتها وهو خدها كيد فيك عشان بيكرهك يا شفيق .
ولأخر مرة بقولك طلق البت دى ورجع أشجان ام عيالك أحسن .
فانفعل شفيق وقال: خليه يشبع بيها ياما، خلاص أشجان مبقتش تنفعنى
ثم نظر إلى أسماء بعيون تملئها الحب وقال: وانتِ اياكِ تجيبى سرته على لسانك تانى أنتِ فاهمة .
فاصطنعت أسماء الدلال واقتربت منه قائلة بخجل: أنت بتغير عليه يا شيفو.
شفيق: عيون شيفو من جوه واه بغير عليكى حتى من عيونى،واه لو ترضى عنى وتنولينى المراد أجبلك الدنيا كلها تحت رجليكِ.
فحدثت أسماء نفسها بمرارة: ولو إن الموت أهون عليه من إنى أسلمك روحى يا شفيق بس غصبا عنى عشان أخلص أرواح من أرواح وأرجع الحق لأصحابه .
فقالت بتغنج: هيحصل بس أمك الليلادى تبات فى دار مسنين وتكتبلى البيت والمحلات بإسمى ..
فصرخت زينب: لاااااا يا شفيق اوعى تسمع كلامها يهون عليك أمك بعد ما ربيتك وبقيت راجل وعطيتك شقى عمر أبوك على الجاهز .
اسمعنى يا شفيق، البت دى مش بتحبك وطمعانة فيك عشان كده عايزة تكتبتلها اللى حليتك وبعدين ترميك وتجوز واحد من دورها .
أوعى يا شفيق، أخذ صوت زينب يتردد فى أذن شفيق ولكنه كان مثل المغيب عن الوعى لا يسمع ولا يرى سوى أسماء لذا طالعها بحب وقال: كل اللى تأمرى بيه يا سمسمة بس أنول المراد يا قلبى وهكتبلك كل حاجة أنتِ عايزاها بس عشان أسكت صوت أمى لازم تعميلى توكيل بعد ما أكتبلك عشان اعرف أدير الشغل، تمام يا روحى .
فطالعته أسماء بغل قائلة: تمام يا شيفو .
فلم تتحمل زينب تلك الصدمة القوية فأخذت تصرخ وتصرخ بصوت عالى .
فزفرت أسماء بضيق: لا أمك صدعتنى اوى يا شيفو .
يلا خدها من قدامى وديها دار المسنين يلا، ثم غمزته قائلة: وهستناك على نار يا حبى، متتأخرش عليه .
فتح شفيق فمه ببلاهة ولمعت عينه بالرغبة وقال: يا صبر ايوب ، حاضر يا قلبى، هوديها اى مصيبة تاخدها وارجعلك هوا يا حب .
يا سمسمة قلبى، سماسيمو القمر.
ثم أخذ يزج بزينب لتخرج وزينب تصرخ وتتشبث بالباب بقوة ولا تريد أن تخرج .
فصاحت أسماء: ايه يا ولية ما تتحركى بقا، قرفتينا .
لتدفعها بقوة من الباب حتى سقـ.طت على السُلم وأخذت تتدحرج على السُلم حتى سقطت فاقدة الوعى .
ففزعت وضربت وجهها قائلة: قتـ.لت أمك يا شفيق، هروح فى ستين داهية كده .
شفيق بصدمة: لا أمى ماتت لا، ثم نزل سريعا ليرى نبضها .
وخرج على الصوت أخيه شاهين وزوجته أنهار .
وعندما وجد والدته على هذا النحو صرخ:امى .
حصلها ايه يا شفيق ؟
تلعثم شفيق وقال بخوف: مشش عارف، كانت عندنا ونزلت وفجأة سمعت صرختها طلعت شوفتها كده، شكلها اتزحقلت وهى نازلة .
وهنا وضعت أسماء يدها على قلبها واطمئنت بعض الشىء بعد اعتقادها أن الحادث سيكون قضاء وقدر .
اختبر شاهين نبضها فحمد الله: الحمد لله لسه عايشة.
ساعدنى يا شفيق،نشلها ونروح بيها أقرب مستشفى.
فحملوها الإثنان معا الى السيارة .
رفعت أنهار انظارها إلى أسماء فوجدتها جامدة ونظرتها مرعبة فساورها الشك فقالت: بت يا أسماء اوعى تكونى أنتِ اللى عملتى كده .
حركت أسماء شفتيها بإستياء مرددة: وده يهمك فإيه يا ست أنهار ولا تكونش صعبانة عليكى ولا حاجة .
أنهار: مش موضوع صعبانة عليه، هى ست أصلا منها لله فهمانى، يعنى ربنا بس اللى ينتقم منها لكن احنا متنفعش نكون زيها لأن ساعتها هيفرق ايه بينا .
فرفعت أسماء أنفها بإيباء وقالت: بقولك ايه يا أنهار يا اختى، ادخلى ريحك دماغك ومتشغليش بالك بيه .
وأنا كمان داخلة أتخمد واستريح قبل ما يجى خايب الرجا شفيق وياريت تنقلب بيهم العربية ونستريح .
فـصـ.رخت أنهار: بعد الشر يا بت أنتِ بتفولى على جوزى كمان .
فأخرجت أسماء زفير حار واستطردت: لا يا قلب أختك ربنا يخلهولك يا حبيبتي.
وكفاية كده يا أنهار سبينى أنا فيه اللى مكفينى .
ثم ولجت إلى شقتها .
أما أنهار فقالت بحزن: لا حول ولا قوه الا بالله كانت أشجان وبعدين أسماء ، ايه الحظ المهبب ده، ربنا يفرجها عليكِ أنتِ كمان زى ما فرجها على أشجان .
.........
بات أحمد فى تلك الليلة مهموما لا يعلم ما أصابه، وكيف له أن يكون بتلك القسوة مع دلال وأخذ يتذكر قوله صلى الله عليه وسلم : إنَّ الرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه، ولا يُنزع من شيءٍ إلَّا شانه.
ثم همس: أنا آسف يا حبيبتي غصب عنى والله بس نفسى بجد أشوفك زى ما كنت بتمنى عشان ميجيش يوم وأندم على حبى ليكى أو جوازى منك .
وفى الصباح استيقظ أحمد على صوت طرقات باب غرفته فى بيت عمه واستمع لصوت عمه قائلا: أنت لسه نايم يا احمد يا ابنى .
فقام سريعا وهندم ملابسه ومسد على شعره ليعيد تلك الخصلات التى نزلت على جبهته ثم فرك عينيه ليزيل اثر النوم ثم سار نحو الباب وفتحه واستقبل عمه ببشاشة وجه كعادته قائلا: أهلا يا عمى اتفضل .
فدلف سليمان وجلس على المقعد وقال: معلش لو صحيتك من النوم يا ابنى بس كنت عايز اتكلم معاك فى موضوع.
أحمد: لا أبدا يا عمى أنا أصلا خلاص كنت هصحى عشان أشوف أشغالى وتحت أمرك فى اى وقت، خير ان شاء الله.
سليمان: ربنا يوفقك يا ابنى .
صمت سليمان للحظة ثم استطرد بحرج:
بص يا أحمد أنت ابن اخويا الغالى الله يرحمه ومكانتك يا ابنى زى سفيان بالظبط عندى وعشان كده يا ابنى .
أنا جى أقولك لو من جواك مش حابب تكمل جوازتك من أشجان قول عشان صراحة حاسس إنك اتكلمت عليها بسبب الكسوف منى، عشان ظروفها وتجبر بخاطرها وخاطرى .
لكن أنت مش عايزها والدليل إنك محددتش يوم للجواز مع أن عددتها خلصت .
أخرج أحمد زفيرا حارا وتلون وجهه من الحرج ولم يدرى بما يجيبه هل يقول الحقيقة ويكسر بخاطر عمه الذى كرمه وآواه فى بيته ام بخاطر أشجان التى تعشقه .
ام بخاطر نفسه التى لا تريد سوى دلال .
ففكر قليلا وعلم أنه لن يستطيع أن يكسر بخاطرهم ويتحمل إثم حزنهم، إنما هو مسئول عن نفسه فقط لذا قال بتأنى: لا يا عمى أنا لسه عندى وعدى وعايز أشجان ، ولو على معاد الفرح قصدى كتب الكتاب لأن حضرتك عارف إنى مليش فى جو الأفراح ده وان الموضوع كله هيكون عقد فى المسجد وبعديها هاخدها هى والولاد عندى فى الفيلا تعيش مع عمتى وأمى، فحضرتك أسئلها عن المعاد اللى يريحها وتكون مستعدة فيه وتبلغونى وأنا هكون جاهز بأمر الله .
ابتهج وجه عمه وسرت فى جسده الطمأنينة والسعادة لإنه يعلم جيدا أخلاق أحمد وأن السعادة ستنول قلب أشجان معه أخيرا بعد ابتلائها مع شفيق .
سليمان: عداك العيب يا ابنى، واه طبعا يا ابنى مفيش فرح لكن فيه عقد وإشهار عشان الناس تعرف مش أكتر .
ربنا يسعدك يا ابنى وأنت عارف أشجان طيبة وبنت حلال وقلبى حاسس انك هتعوضها خير وعارف برده انك هتكون أب تانى لولادها.
أحمد بتأكيد: عارف يا عمى، وعايزك تكون مطمن عليها وعلى ولادها لأنهم مسئوليتى من أول لحظة هيدخلوا فيها بيتى وساعتها مش هتحتاج مليم واحد من شفيق تانى لأنى بعون الله أنا اللى هتكفل بكل مصاريفهم .
طالعه سليمان بإمتنان ولمعت عينيه بالدموع ثم احتضنه بحب وهمس: راجل ابن راجل يا حبيب عمك، ربنا يسترها معاك يا ابنى دنيا وآخرة، ويفرح قلبك.
ثم ابتعد عنه وقال: أسيبك بقا تجهز نفسك عشان معطلكش، واروح أفرح العروسة عشان تجهز هى كمان وتحدد يوم مناسب .
أومأ أحمد برأسه ثم غادر سليمان فتنهد أحمد بمرارة وقال: دبرنى يارب أعمل ايه عشان مظلمش الإتنين معايا .
وهعمل إيه مع أشجان لما تكون حلالى، مش متصور إنى ممكن أعاملها كزوج.
لاااا مش هقدر، أنا طول عمرى شايفها أخت كبيرة مش اكتر من كده .
ثم استطرد: بس ده حقها وممكن تطلبه يا أحمد، وساعتها مش هتقدر ترفض لإنه حرام .
فرفع أحمد بصره للسماء واستغاث بربه قائلا : رحمتك لعبدك الضعيف يارب ودبرلى امرى عشان أنا تعبان تعبان اوى .
.....
دلف سليمان إلى أشجان فى غرفتها فوجدها تطعم أطفالها الذين أسرعوا إليه فورا عندما رأوه مهللين فرحا: جدو جدو
احتضنهم سليمان بحب قائلا: حبايب جدو الغاليين عاملين ايه؟
ايسل وأسر: الحمد لله يا جدو ..
ايسل: بس أنا زعلانة منك عشان وعدتنى نروح الملاهى ومخدتناش .
ضحك سليمان وقال: لا مقدرش على زعلك أنتِ بالذات يا أيسولة .
أقولك روحى قولى لسيف ابن خالك وكمان سمر بنت خالتك عشان هنروح كلنا دلوقتى، ايه رئيك .
ففرحوا جميعا وخرجوا مسرعين .
فقالت أشجان: دلوقتى ايه يا بابا والمدرسة ؟
اتسعت عين سليمان قائلا: اه صح بس خلاص العيال فرحت مش لازم النهاردة اعتبريه إجازة .
وكمان عايزك يا بنتى تكملى أختك أنهار وتخرجى تجيبى كام حاجة لنفسك جديدة زى اى عروسة دخلتها قربت .
رددت أشجان بذهول: عروسة ، أنا يا بابا .
ضحك سليمان: ايوه أنتِ، أنتِ نسيتى أن احمد ابن عمك متكلم عليكى ولا ايه .
أخفضت أشجان رأسها بخجل بعد أن توردت وجنتيها وهمست: يعنى بجد كلمك يا بابا انه عايز يتمم جوازى منه، عشان يعنى حسيت أنه بيتهرب وقولت يا بت انسى وربى ولادك وخلاص .
سليمان : لا يا بنتى مش أخلاق الشيخ أحمد إنه يتهرب لا، هتجوزى يا بنتى وتتهنى وربنا هيعوضك فيه بإذن الله.
ويلا كلمى أختك وهاتى كل اللى نفسك فيه وشوفى يكفيكى وقت قد ايه عشان أبلغه .
وهو بيقول هنكتب الكتاب فى المسجد عشان الإشهار وبعدين ياخدك على الفيلا .
اللى فيها عمتك وأمه الست شمس وياريت يا بنتى تساعدك عمتك فيها عشان تكسبى حب أحمد وكمان تاخدى ثواب عشان كتر خير عمتك اللى عملته معاها السنين دى كلها.
أشجان: ده اكيد يا بابا ، ده كفاية أنها جبتلى الشيخ أحمد .
ابتسم سليمان لفرحتها واقترب منها وقبل جبهتها قائلا بحنو: ربنا يسعدك يا بنتى .
اسيبك بقا عشان أشوف الولاد حبايب قلب جدو.
........
فى الجامعة جلس كريم يفكر كيف يوقع تلك العنيدة فى شباكه خصوصا أنها متزوجة ولن تطلب منه الزواج مثل باقى الفتيات اللاتى خدعهن باسم الحب وأعتقد أن شهيرة صيد سهل واستحل ما حرمه الله.
وبينما هو كذلك أقبلت إليه سالى وهى فتاة متحررة مثله تعتقد أن الحرية فى فعل كل ما يحلو لها دون رقابة .
فاقتربت منه وقالت يتهكم: عم كرمله قاعد شايل طاجن ستك كده ليه أوعى تكون بتحب ..!!
فضحك كريم وقال: هو أنا بتاع كده برده أنا بحب أجيب من الأخر بس فيه وحدة مغلبانى حبتين .
سالى بإندهاش: وهى مين دى اللى قدرت توقف لكريم باشا .
كريم : اسمها شهيرة يا ستى ، اللى عاملة نفسها بنى آدمة ده أنا بصتلها عشان أجبر بخاطرها مش اكتر.
بس نفسى بجد أجيب منخيرها الأرض عشان مش كريم اللى وحدة شبهها كده بيئة ترفضه .
سالى بتهكم: شهيرة ملقتش غير البت دى، دى فعلا من ساعة ما شوفنا وشها وهى حاطة منخيرها فى السما .
سيبك منها يا كرملة وشوف غيرها أحسن ثم تدللت عليه واستطردت: وانا قدامك اهو بقولك شبيك لبيك سالى بين ايديك .
طالعها كريم بنفور ولكنه اصطنع الرغبة واستطرد: عيون كريم ومفيش أجمل ولا أحلى منك يا سالى بجد بس صراحة نفسى اجيب مناخير البت دى الأرض الأول وبعدين أحلى بيكى يا جميل ولو ساعدتينى ليكى كمان الحلاوة .
سالى: عيونى وكفايا حلاوتك يا كرملة ، بس إزاى؟
كريم بمكر: تقربى منه بس وتعزميها على كوباية عصير ولا نسكافيه اللى تحبه ثم أخرج منها بنطاله حبة مـ.خدرة تغيب العقل ولكن فى آن الوقت تُبقى الإنسان مستيقظ وتزيد رغبته فى الجـ*نس الأخر .
ابتسمت سالى بمكر وبسطت يدها لتأخذ منه تلك الحبة قائلة: والله خسارة فيها ده أنا اللى محتاجها عشان انسى الدنيا كلها إلا أنت يا كرملتى.
فضحك كريم: معلش هى بس تاخدها وانا أوعدك هنسيكى إسمك كمان من غير حاجة بس يلا ورينى هتعملى ايه وتبشرينى وأنا مستنيكى هنا .
سالى: علم وينفذ يا باشا .
بس هى فين؟
كريم : فى المحاضرة مهى دحيحة اوى ، بس خلاص ثوانى وهتلاقيها خارجة دلوقتى وتستلاقيها بقا وتشوفى شغلك معاها.
سالى: وهو كذلك.
كريم مشيرا لها: أهى شايفها خارجة، يلا بسرعة روحلها قبل ما تخرج بره الجامعة .
فذهبت إليها سالى وبينما هى كذلك كان سفيان قد أقترب من الجامعة ليأخذها ويعود بها إلى منزلهم كما تعود ولكنه كان فى تلك المرة فى حيرة من أمره وقد اجتمع فى قلبه شعور غريب مزيج من الشك والقلق بسبب تصرفاتها الغريبة فى الآونة الأخيرة وجاهد حتى يتخلص من هذا الشعور ولكنه فى الأخر يفشل .
حتى وصل أمام باب الجامعة وأخذ ينتظرها لتخرج .
اقتربت سالى من شهيرة وتوددت إليها بقولها: ممكن يا حبيبتي أنقل منك المحاضرة على السريع فى كافيتريا الكلية عشان جيت متأخر للأسف ومعرفتش أدخل .
شهيرة بضيق: بس كده هتأخر وأنا جوزى بيكون مستنيى بره .
سالى برجاء: بليز معلش مش هناخد عشر دقايق ولو هو من النوع اللى بيضايق من الانتظار كلميه وقوليلى يروح هو وأنا بنفسى هوصلك يا حبيبتي.
طالعته شهيرة للحظات وودت أن ترفض حتى لا يغضب منها سفيان ولكنها شعرت بالحرج منها واضطرت للموافقة وامسكت بهاتفها وحدثت سفيان .
_سفيان أنت جيت بره .
سفيان: ايوه بره مستنيكى، يلا تعالى .
شهيرة: معلش أنا مضطرة استنى شوية ليه زميلة عايزة تنقل المحاضرة يعنى ربع ساعة كده كمان وهى هتوصلنى .
فروح أنت أفضل من الإنتظار وعشان كمان سيف .
زفر سفيان بضيق: طيب اللى تشوفيه يا شهيرة ثم أغلق الخط وهمس: هو فى ايه يا شهيرة، أنا قلبى مش مطمن خالص وخايف يكون فى اللى دماغى صح وأنتِ بتوزعينى عشان ...لا مش قادر أكمل معقول لا..
بس انا لازم أتأكد ومش همشى غير لما أشوفها بعبنى خارجة مع مين بالظبط .
........
عاد آسر وأسيل إلى أشجان ليبدلوا ملابسهم استعدادا للخروج، فساعدتهم والدتهم والإبتسامة لم تغادر على وجهها.
فسئلها آسر: ماما أنتِ فرحانة كده عشان هنروح الملاهى مع جدو ومش زعلانة أننا هنغيب من المدرسة .
قبلته أشجان وقالت بحب: أنا اى حاجة تفرحكم تفرحنى يا حبيبى .
وكمان فرحانة أننا قربنا نسيب بيت جدو وهنروح فيلا عمو أحمد خلاص هى كبيرة وفيها بسين وألعاب كتير .
فطأطا أسر رأسه قليلا، فاندهشت أشجان من تصرف وقالت: مالك يا حبيبى، أنت مش فرحان ليه ؟
ده أنت كل يوم كنت بتسئلنى هنروح هناك امتى .
آسر: اه كنت فرحان الاول بس خلاص إحنا مش هنروح هناك عشان عمو عمل زى بابا واتجوز وحدة تانية يا ماما .
أشجان بصدمة: أنت بتقول ايه ...؟
...يتبع يا ترى أشجان هتعمل ايه لما تعرف ان أحمد اتجوز ..؟
وسفيان هيتصرف ازاى لما يشوف مراته مع راجل غريب .؟
وياترى حصل ايه لزينب ؟
هتعرف فى الحلقة الجاية باذن الله.
نختم بدعاء جميل ❤️
يارب وفق فاطمة بنتى فى الشهادة الإعدادية ويعوضها الترم ده بمجموع أفضل من الترم الاول هى وجميع طلاب المسلمين.