
بقلم ملك عبد اللطيف
شهقت مودة بصدمة، كأن الكلمات أصابتها في مقت*ل.... أسرعت تنزل درجات السلم بخوف، وصوتها يخرج مرتعشًا وقد سمعه آدم:
ــ مازن ماله... في إيييييه؟؟
اشارت لها هنية بتوتر ان تصمت فأعادت مودة حديثها بصوت مهموس
_فهمينى يدادة فى إيه
هنية
_مازن يبنتى مختفى طول اليوم محدش شافه من الصبح وبنرن عليه تليفونه مغلق ومش موجود عند حد من صحابه مش عارفين هو فين.......
لتصدم مودة من كلامها… كيف هذا؟! لقد كان معها صباحًا، أمعقول أنه فعل شيئًا سيئًا كما كان يخطط؟! لا، لا مستحيل… هو قال إنه لن يفعل شيئًا، كيف يحدث هذا؟! ولكن، هل تقول إنها كانت معه صباحًا وسمعته وهو يهدد شخصًا بالقت*ل؟!
نعم يا مودة، عليكِ أن تتكلمي بسرعة… لتتجه نحو آدم الغاضب، الذي كان يتحدث في الهاتف كالمجنون، وهي تقول:
_فيه حاجه عاوزة اقولهالك تخص ما...............
قاطعها فجأة صوت آدم الذى تحدث فى الهاتف بغضب:
_لقيييييييتوووووو فيييين!!!!!!
ليقفل آدم السكة بسرعة ويجري خارج القصر بخوف، فلحقه الجميع وهم غير فاهمين لشيء بالمرة، حتى وصلوا إلى الحديقة الخلفية.... هناك وقف أمام الحارس الذي أشار له نحو الحفرة، فابتلع آدم ريقه بخوف…وتقدّم ببطء، وهو يدعو في سره أن يكونوا قد أخطأوا، وأنها ليست بها أحد.... لكن خاب ظنه، ووقع قلبه بين يديه وهو يرى أخيه ممددًا على الأرض والد*ماء تملؤه، ليصرخ آدم بصوت عالي حتى يأتي أحد ليساعده في إخراجه.
فقفز إلى الحفرة بسرعة، وحمله على ظهره وهو يمسك بالحبل الذي مدّه له أحمد حتى يخرجه..... ظلوا يشدونه حتى تمكّنوا من إخراجه، فصرخ الجميع وهم يهرعون إلى مازن وهو في تلك الحالة.
كانت مودة في صدمة لا تحسد عليها ، تتراجع إلى الخلف بخوف غير مستوعبة ما يحدث … فهى منذ قليل تركته بخير! هل معقول أنه وقع في هذه الحفرة بعد أن غادرت ولكن كيف .....ليقاطع تفكيرها صراخ آدم وهو يقول...
_جييييييييب العربييييييييية بسرررررعة ياااااحمدددددددد
ليقول جملته ويحمل أخيه على ظهره وسط محاولات المساعدة من الجميع، لكنه صرخ في وجوههم بغضب:
_ابعدوووووا!
ثم حمله ومشى به بسرعة، وقلبه يكاد يقع بين يديه وهو يراه غارقًا في الدماء…
وضعه في السيارة بخوف، وجلس بجانبه محاولًا كبت الدماء عن رأسه قدر ما يستطيع، وهو يصرخ في وجه أحمد أن يقود بسرعة.
جرى الجميع خلفه، وركبوا سياراتهم متجهين خلف سيارة أحمد التي كانت تقود بجنون.
رحل الجميع، ولم يتبقَ سوى مودة… لم يأخذها أحد معهم...... كانت منهارة في البكاء، لا تعرف ماذا تفعل..... ستفقد عقلها إن بقيت هنا بمفردها.....
اتجهت نحو المطبخ بسرعة وهي تبحث عن أي هاتف، حتى رأت هاتف هنية، ففتحته بسرعة ووجدت رقم تسنيم الذي كانت قد سجلته عندها منذ فترة عندما تحدثتا، فاتصلت عليها فورًا.
ردّت تسنيم من الجهة الأخرى:
_إي يا مودة ......
مودة وهى تشهق ببكاء
_تسنيم..... تسنيم تعالى بسرعة خدينى من هناا.... انا مش عارفة اتصرف ولا معايا فلوس تعالى خدينى........
نهضت تسنيم بفزع من نبرة صوتها قائلة بإستغراب
_مالك يمودة فى إيه فيه حد عملك منهم حااجة!!!
مودة ببكاء
_لا..... تعالى خدينى يا تسنيم مش قادرة اتكلم والنبى لازم اروح عالمستشفى
أغلقت تسنيم الخط بسرعة، وارتدت ملابسها على عجل…
وبعد قليل من الوقت وصلت إلى بيت مودة، ففتحت لها مودة الباب واندفعت بسرعة في حضنها وهي منهارة بالبكاء، بينما كانت تسنيم تحاول تهدئتها دون أن تفهم شيئًا.......
قالت مودة بصوت متقطع بين شهقاتها:
_مازن… مازن أخوه وقع… كله دم… كان قدامي الصبح يا تسنيم، كان قدامي! حد عمل فيه حاجة… قولتله ما يتهورش… قولتله…
اخرجتها تسنيم من معانقتها وقالت وهى تمسح لها دموعها:
_أهدى طيب يمودة اهدى مش انتى عاوزة تروحيله يلا خلينا نروح هوديكى.....
لتومئ لها مودة وتتجه معها إلى الخارج، ويذهبان معًا إلى المستشفى.
في المستشفى.......
كان آدم يصرخ بأعلى صوته وهو يستدعي الممرضين والأطباء ليروا حالة أخيه. فجاءت مجموعة من الممرضين مسرعين، هرولوا نحوه وأخذوه من على ظهره، ثم وضعوه على السرير وحملوه حتى وصلوا به إلى غرفة العمليات. وقالوا لآدم إن حالته خطيرة جدًا بسبب أن الضر*بة في رأسه، لذلك يجب أن يتصرفوا بسرعة.
وقف آدم في منتصف ممر المستشفى بصدمة، ينظر إلى غرفة العمليات التي بداخلها أخوه. هل يحلم؟ أم أنه في كابوس مرعب؟! البارحة فقط كان يحدثه وهو بخير… كان بين يديه بخير… كيف حدث له كل هذااا؟؟
أسند رأسه على الحائط بضيق وخوف، لينتبه إلى أصوات الجميع الذين وصلوا للتو وهم يسألونه عن مازن......عندها قال أحمد، وهو يرى أن آدم غير قادر حتى على الكلام:
_دخلوا أوضة العمليات، ولسه مش عارفين حاجة...
خديجة وهى تجلس بتعب وتبكى
_يمريييي يمرييييي يولدييييي الوااااد إيه اللى حصله إزاااى حصله أكده ياربي اى اللى بيحصلنا ده
نظر آدم لها بأعين مشتعلة من الغضب، وقال بصوت عالٍ:
_مش عاوز أسمع ندببب وصريييييييخ! مازن كويس ومش هيحصله حاجة… ساااامعين؟
اومأ له الجميع بحزن وخوف وهم يبكون، فهم يعرفون أنه إن حدث شيء لمازن فلن يعيش آدم، ولن يستطيع أن يكمل حياته بدون أخيه…
بعد قليل، كان الجميع يجلس في ممر المستشفى، ولا يصدر منهم سوى صوت شهقاتهم بين بكائهم المكتوم، بينما آدم يقف مسندًا رأسه إلى الحائط.
ليقطع هذا الصمت صوت مودة وهي تجري نحوهم وتقول ببكاء:
_مااازن… ماااازن كويسسس… هواا فييييين؟!
نظرت لها خديجة، ودموعها تملأ عينيها، فاستندت على عكازها وقالت بغضب وهي تقترب منها:
_جاااااااية هناااااا لييييه يا بنتتتت انتي… جاااااية تشمتييييي فيناااااا مش كده؟! جاااااااية تشوفي حفيدنا وهو بيمو*ت قدام عينكككككك؟!
كادت خديجة أن تقترب منها لتشدها من حجابها، فأغمضت مودة عينيها بخوف..... لكن آدم أمسك يدها وأوقفها خلفه..... فتحت مودة عينيها بخوف، وهي تنظر إلى ظهره الذي احتمت به، لتسمع صوته المبحوح وهو يقول:
_إنتي بجد شايفة إن ده وقته؟؟؟
خديجة بغضب:
_إنت مش شااااايف كيييف جااااية لغااااية هنا وعاوزة تشمتتتت فينا وفى حفيديييي اللي هيمو...
قاطعها آدم بغضب، وصوته عمّ أرجاء المستشفى:
_بــــس بقااااااااا! اوعى حتى أشووووفك بتقربيييي منهاااااااااااا… ساااااامعة؟!
قال آدم جملته وهو يمسك يد مودة، ويشدها خلفه مبتعدًا عنهم قليلًا، ووقف بجانب الغرفة التي بداخلها أخيه في العمليات…
كانت مودة تقف بجانبه، تنظر له بدموع لا تكف عن الهبوط… لا تعرف كيف تقول له إنها تعلم ماذا حدث له، لكن كيف ستبدأ الحديث؟ إن نطقت بشيء الآن سينقلب كل شيء رأسًا على عقب… لتصمت على الأقل حتى تطمئن على مازن…
اما تسنيم فاقتربت من احمد ووقفت بجانبه بهدوء وهى تراه يضع يده بين وجهه بتعب فقالت بصوت هادئ
_حالته اى؟
احمد بحزن :
_معرفش..... معرفش يتسنيم كل اللى قالوه ان حالته خطيرة وبس
تسنيم بحزن هى الأخرى
_هيبقا كويس يا احمد انشاء الله هيبقا كويس
تنهد احمد وقال بضيق
_يارب يااارب
مرّت أربع ساعات تقريبًا، ولا أحد يعرف شيئًا عن حالة مازن.... ساعات أربع بدت وكأنها أربعة أيام، تحت صوت بكاء الجميع… ما عدا آدم، الذي ظل واقفًا طوال هذه المدة مستندًا برأسه إلى الحائط.
أما مودة، فلم تتحرك من جانبه لحظة، تراقبه بعينين غارقتين في الدموع..... تراه صامتًا… لا يغضب، لا يصرخ، لا يبكي، ولا يُظهر أي ردة فعل. فقط صمتٌ ثقيل يخيّم عليه.
لكنها كانت تعرف… تعرف أنه يكتم بداخله بركانًا، يتماسك بقوة حتى لا ينهار، لأنه يعلم أن انهياره يعني سقوط الجميع من بعده..... فهو كالعادة قائدهم، وإن سقط القبطان… غرقت السفينة.
وبعد قليل من الوقت، خرج الطبيب أخيرًا من غرفة العمليات، فتقدّم منه الجميع بلهفة، بينما كانت نظراته لا تبشر بالخير:
_قدرنا نخيط له الجرح، الحمد لله من غير ما نأذي أي جزء في الدماغ… بس مع الأسف حالته لسه خطيرة، وعنده نزيف على المخ.....والساعات الجاية بنحاول نوقف النزيف ده… ادعوله.
شهق الجميع بصدمة وبكاء، واضعين أيديهم على أفواههم غير مصدّقين ما يحدث. فقالت خديجة ببكاء:
_كييييف ده كله حصله؟! كييييف؟! مجرد إنه وقعععع… يحصل له كل ده؟!
لتقول بسمة باستغراب، وهي تنظر إلى مودة:
_صحيح… إزاي ما البنت دي وقعت في الحفرة قبل كده وما حصلهاش حاجة؟! الظاهر إن حد ضر*به على راسه من ورا… وبعدين رماه.
وليد بإستغراب:
_مين ده اللى هيعمل كدا محدش مننا اصلا شاف مازن من الصبح وليه اى حد يعمل فيه كدا
قالت ورد بتوتر وهي تتذكر شيئًا:
_أنا… أنا شوفت مازن وهو واقف مع… حد الصبح قبل ما يحصل له كده.
لينتبه آدم لحديثها قائلًا بإستغراب
_مين؟؟؟؟
ورد بتوتر :
_مو… مودة! أنا شوفتها واقفة معاه قدام الحفرة الصبح… وكان مازن عمال يتخانق معاها.
التفت آدم لها بصدمة، وتحوّلت كل الأنظار نحو مودة، وهم يرمقونها بذهول......
فتراجعت مودة للخلف بخوف، وهي ترى خديجة تنهض وتتقدم نحوها، وبدون أي مقدمات أمسكتها من رقبتها، وهى تكاد تخنقها بيديها قائلة بغضب:
_قتلت*ييي حفيدييي يبنت محسن!!!!...بتنتقمييي من اللي حصللللل فيكييي مش كدااااا.........
ظلت تضغط أكثر على رقبتها وسط محاولات الجميع إبعادها عنها......بينما كانت مودة تبكي بعجز، لا تفعل شيئًا سوى النظر إلى آدم… الذى كان ينظر لها نظرات غريبة لم تفهم معناها.
اقترب آدم بغضب، وأمسك بيدَي خديجة، وأبعدهما عن عنق مودة......وبمجرد أن أبعدها، شهقت مودة بقوة، تحاول التقاط أنفاسها بصعوبة وهي تسعل، فتقدمت منها تسنيم بخوف لتعطيها ماء.
أما خديجة، فنظرت إلى آدم بصدمة وغضب:
_بتدافع عنها حتى بعد ما عرفت اللي عملته؟! هاااااا! بعد ما اتأكدت إنها هي اللي حاولت تقت*ل أخوووك؟!
آدم، وهو يكور قبضته محاولًا كتم صرخته التي تكاد تنفجر داخله:
_أحمد… خد ستك من هنا… وخدهم كلهم على القصر! خلاص، اتطمنتوا على مازن… كفاية عليكم كده. الكام ساعة الجايين… أنا اللي هقعد هنا.
خديجة بغضب:
_أنا مش هتحرّككك مش هسيببببب ابنيييي أهنيييييه! مش همشيييي كمان قبل ما أقت*ل البت دييييييييي بإيديييييي!
قالت جملتها وهي تهمّ بالاندفاع نحو مودة من جديد، لكن آدم وقف أمامها كالدرع، وقال بجمود ونبرة مبحوحة:
_إنتي عارفة كويس أوي… إنها لو فعلاً هي اللي عملت كده… أنا هعمل إيه، صح؟
اومأت له خديجة بضيق فأكمل آدم حديثه بغضب:
_يبقااااا تمشيييييي من هناااااا كلامك مش هيجيب فاااايدة لو هى اللى عملتها انا اول واحد هقت*لهااااااا
قال جملته وهو يثبت عينيه على مودة، التي انهارت دموعها غزيرة، تلوّح برأسها بعجز كأنها تقول له لا لم افعلها
لكن إنكارها لم يُطفئ النار داخله، بل أشعلها أكثر..... صرخ في وجوههم بحدة جعلت المكان يهتز، فانسحب الجميع مثقلين بالغضب والقلق على مازن، فيما ظل أحمد وتسنيم متشبثين بالقلق على مودة.
لم يمنحهما آدم فرصة التدخل، إذ قبض على معصمها بقسوة، يجرّها خلفه رغم صرخاتها المرتجفة، حتى أوصلها إلى حديقة المستشفى.... هناك دفعها بعنف نحو شجرة ضخمة، فاصطدم جسدها بها وارتجفت، ترفع عينيها إليه بخوفٍ يتسلل إلى أوصالها، جسدها كله ينتفض من نظراته التي غمرها الشر.
اقترب منها بخطوات ثقيلة، أنفاسه الحارّة ترتطم بوجهها المرتبك، وصوته يخرج غليظًا، كأنه يضغط على صدرها:
ــ هيا كلمة واحدة... تردى ب آه ولا لأ... انتي شوفتِ مازن فعلًا؟
هزت مودة رأسها بخوف بمعنى "نعم"فأكمل آدم حديثه بهدوء ارعب مودة
_شوفتيه فين احكى بالظبط قالك ايه
كانت مودة تحاول أن تجمع كلماتها، فقالت وهي لا تجرؤ على النظر في وجهه، بصوت مرتجف:
_....عند الحفرة شوفته....كان...كان بيتكلم مع واحد عالتليفون وبيهدد واحد بالقت*ل......فروحت عشان ازعقله على اللى هو بيعمله وفضلت اقنع....اقنعه انه ميعملش حاجه وهو...قالى انه مش هيأذى حد عشانك وحلفنى انى محكيش لحد.....بس انا
قاطعها آدم صارخا فى وجهها وهو يضرب يده على جذع الشجرة خلفها بعنف:
_ومجتيييش قولتييييييي ليييييييييه هااااااا استنيييينتى لغاااايت ماحصل فييييييه كداااااا.....
لمحت مودة الدماء تنزف بغزارة من يده نتيجة ضر*به فى الشجرة ف أسرعت تمسك يده المرتجفة وهي تقول بارتباك:
_إيدك بتخرررر دمممم
جذب آدم يده منها بعنف، وقال بنبرة مبحوحة من كثرة الصراخ وهو يشير إليها بأصبعه الملطّخ بالدماء:
_ا....انتى عارفة لو انتى اللى عملتى كدا فيه....وبتمثلى انا هعمل فيكى إيه!!؟....
ليكمل حديثه وهو يقترب منها اكثر قائلًا بتحذير:
_هخليكى تتمنى إنك متودلتيش فى يوم من الايام امك وابوكى واهلك كلهم هموته*ملك واحد واحد قدامك
قال كلماته وهو يرمقها بنظرة غارقة في الشر، لتبقى مودة تحدّق فيه بعينين دامعتين،وجسدها كله يرتجف من الرعب..... ابتعد آدم عنها بضيق وانسحب من المكان، فسقطت مودة على الأرض منهارة ببكاء مما جعل تسنيم تسرع نحوها
فقد كانت تقف هي وأحمد بعيدًا يتابعان ما يحدث، فاحتضنتها تسنيم وهي تحاول تهدئتها :
_اهدى يمودة اهدى والنبى
ارتفعت شهقات مودة بين بكائها وهى تقول بصوت متقطع :
_ا....انا معملتش حاجه والله ماعملت حاجه......مازن....انا بعتبره زى اخوياا مستحيل اءذيه مستحيل اءذى اى بنى آدم....انا مش وحشة يتسنيم
تسنيم وهى تربت على ظهرها بحزن:
_انا عارفة يا حبيبتى انا عارفة انتى مستحيل تأذى نملة حتى ....هما اللى قلبهم اسود وقاسيين يمودة مش شايفين قد إيه انتى بريئة اهدى يمودة محدش يستاهل كل ده
مودة وهى تعانقها ببكاء
_شاكك....شاكك انى انا اللى عملت كدا.......انا وعدته انى مش هأذى اخوه قولتله وفهمته....إزاى يفكر انى انا ممكن اكون عملت كدا......
قالت جملتها بانهيار تحت أنظار أحمد الغاضبة من آدم الأحمق، الذي ترك كل من يمكن أن يكون وراء ما حدث، وراح يحمّل هذه المسكينة الذنب......
تقدم أحمد بخطوات غاضبة إلى الداخل، حتى لمح آدم واقفًا في ممر المستشفى، فتوقف أمامه بوجه متجهم وقال بضيق:
_انت بجد مصدق ان مودة ممكن تكون عملت كدا؟؟
مسح آدم على وجهه بغضب قائلًا بصوت مبحوح:
_انا شاكك فى كل اللى فالقصر....حتى فيك انت شخصيا...مش هشك فيها هي؟؟
احمد بغضب
_آه متشوكش فيهاا يعم شك فيا مش مهم ...لكن البنت منهارة برة وميتة عياط عشان اخوك وتقولى هي؟؟ مستحيل يآدم بنت زى مودة طيبة وقلبها أبيض تكون عملت كدا هي عمرها ما اذت حد فينا من ساعت ماجات هنا...... فتح عينك يآدم ومتخليش الغضب يعميك
آدم بضيق
_خدها وامشى من هنا يا احمد انا،مش مستحمل اى كلمة من حد مش عاوز حد يبقا معايا يلا
رمقه احمد بغضب ومشى من امامه واتجه للخارج قائلا لمودة التى مازالت تبكى:
_يلا يمودة خلينا نمشى من هنا
مودة بصوت مبحوح
_ا...انا مش متحركة من هنا مش همشى غير لما اتطمن على مازن
تسنيم بغضب
_انتييييي عوزااااه يق*تلكككك هنااا يمووودة انتى اتجنيتى مستحيل اسيبك مع الوحش ده لوحدك
نهضت مودة قائلة وهى تمسح دموعها:
_مش هيعملى حاجة ياتسنيم متخافيش....هو عارف كويس انى مش انا.... لو كان شاكك فيا ولو شوية كان قت*لنى قدامكم هو بس بيطلع غضبه فى اى حاجة بسبب اخوه
ا
حمد بضيق
_مودة آدم حالته صعبة تعالى معانا احسنلك
مودة بعناد
_لا ياحمد مش جاية مش همشى من هناا امشووو انتووو مش هيعملى حاجة انا عارفة
كادت تسنيم ان تتحدث بإعتراض فقاطعها احمد بضيق:
_متتعبيش نفسك معاهم يتسنيم الاتنين اعند من بعض وهي معاها حق آدم مستحيل يأذيها انا عارفه كويس
زفرت تسنيم بغضب من صديقتها الحمقاء الذى قلبها الطيب يجلب لها المصائب كالعادة وذهبت من امامهم فأقترب احمد من مودة قائلًا بنبرة حزينة :
_مودة معلش خلبالك من آدم والنبى ، عارف ان طلبى غريب بس......هو مش عارف بيعمل إيه بيحاول يبين انه قوى بس هو منهار من جواا وعمال يطلع غضبه فى أى حد حاولى تبقى معاه هيستريح يمكن حتى يفضفض مازن بالنسباله اهم حاجه فى الدنيا وسكوته ده مخوفنى عليه
مودة وهى تومأ له بدموع
_حاضر متقلقش هحاول على قد اما أقدر
أومأ لها أحمد بحزن، ثم غادر.....
أما هي فنهضت، تمسح دموعها محاوِلة أن تبدو قوية لتستطيع مواجهته. ودخلت ببطء إلى الداخل، حيث رأته جالسًا من بعيد في ممر المستشفى أمام غرفة أخيه، واضعًا وجهه بين يديه بتعب شديد..... اقتربت مودة وجلست بجواره في هدوء، وعيناها تترقرقان بالدموع.
فقال آدم بصوت مبحوح وهو لا ينظر إليها:
_انتى ممشتيش ليه؟؟ انتى مش خايفة على نفسك؟؟
مودة وهى تهز رأسها بنفى
_لا...انا عارفة إنك مش هتأذينى
ازاح آدم يده من على وجهه وهو ينظر لها بسخرية:
_متبقيش واثقة اوى كدا صدقينى لو انتى مش هرحمك
مودة بدموع
_انت عارف وانا عارفة انى مش أنا!!! انا مستحيل اعمل كدا فى أخوك انا وعدتك انى مش هأذيه مستحيل أءذى اى حد اصلا!
تلاشى آدم النظر لها وهى تبكى بهذه الطريقة وقال بضيق:
_قومى روحى مع احمد الكلام ده مش هيجيب فايدة
مودة بتلعثم
_ا...احمد مشى انا قولتله انى مش ماشية
آدم وهو يمسك ذراعيها بغضب:
_انتييييي قااااااعدة هناااا عوزاااانى اقتل*كككك قوووومى امشى بقوووولك
قالت مودة بغضب هى الاخرى
_مش مااااااااشية بقولك مش هسيبك
تجمّد آدم للحظة، من وقع الكلمة على أذنه..... فأرتخت يده التي كانت تُطبِق بقسوة على ذراعها، وعينيه تبحثان في عينيها بدهشةٍ لم يُجيد إخفاءها.... فأدركت مودة ما تفوّهت به، وأكملت حديثها بإرتباك:
_ق.. قصدي مش همشي… مش هسيب مازن هنا قبل ما أطمن عليه. حتى لو فضلت تزعق من هنا لبكرا الصبح… برضه مش ماشيه.
تراجع آدم خطوةً للخلف، يضع يديه بين وجهه بإنهاكٍ ثقيل وقلة حيلة....فهو يعرف عنادها، ويعرف أكثر أنّه لن يفلح معها مهما قال..... وللحق… لم يكن يريدها أن تذهب فحين جلست قربه، استكان قلبه قليلًا، كأن وجودها بجواره هدنة من حربه الداخلية.
التفت نحوها، فوجد دموعها تنحدر بلا توقف وهي تطوي ساقيها على الأرض بجواره...... أيعقل أن تكون هذه الفتاة الرقيقة قد أذت أخاه؟ هل معقول تبكى كل هذا وهى من قامت بإذيته......مستحيل يا آدم انت تعلم انها ليست الفاعل...ة
مرّت ساعة تقريبًا وهما على حالهما..... الصمت وحده يخيّم، لكن عيني مودة لم تكفّا عن مراقبته فانتبهت إلى يده التي ضر*ب بها جذع الشجرة والدم يسيل منها ، وهو ساكن كأن الألم لا يعنيه...... غصّ صدرها بضيق، فقامت فجأة وابتعدت.
راقبها آدم بعينين متعبة، ثم ابتسم بسخرية مريرة وهو يتمتم لنفسه:
_اكيد مش هتستحمل تقعد كل ده يعنى اديها استسلمت ومشت
زفر ببطء، وهمّ أن ينهض، لكنه تجمّد حين رآها تعود نحوه من جديد..... جلست أمامه، تفتح علبة صغيرة بيديها المرتجفتين.... واقتربت منه دون تردّد، أمسكت يده النازفة، وبدأت تمسح الدم بعناية بالدواء الذي أحضرته.
ارتسمت الدهشة على ملامحه، وهو يراها تمسح يده من الدماء قائلة بنبرة غاضبة:
_مش مضطر انك تخبى وجعك ولا تستحمل كل ده......يمكن وجعك الحقيقى جواك مش فى إيدك بس انت عمرك ماهتظهره انا عارفة انت فعلاً شخص قوى ومش بتحب تبين وجعك ومع كل اللى بيحصل ده ثابت ومش منهار بس القوة برضو ساعات بتكون انك تظهر مشاعرك ووجعك وخوفك ومتكتمهوش جواك
لينظر لها آدم بحزن وهو يراقبها تضع له مرهم على يده فسمعها تقول مرة أخرى:
_انا عارفة انك بتتقطع دلوقتي على اخوك بس متخبيش زعلك ووجعك ده قوم زعق وكسر وحتى عيط عليه عشان ميفضلش كل ده جواك
ابعد آدم يده عنها قائلًا بضيق:
_انا مش ضعيف عشان اعيط واصرخ وابين وجعى لكل الناس اللى بيعمل كده دول الضعاف
مودة وهى تنظر له بحزن:
_لا مش ضعف العياااط وتبيين المشاعر ساعات بيبقا قوة اكتر من ضعف انت بتحسب طول ماانت ساكت كداا انت كويس؟؟ مستحيل انت بتتعب نفسك اكتر ....يا انت بقا مش هامك اخوك بجد ومش بتكتم جواك
لينظر لها آدم بسرعة بعد هذه الكلمة وقال بغضب جحيمى
_انتيييييييي عاااااوزة توصلييييي لأييييييه هاااا هتحاسبينى بحب اخوياااا ولا لااااا
صرخت مودة بعنادٍ غاضب، ودموعها تلمع في عينيها:
_اه هحااااسبككك عاوزة اخليك تبين مشااااعرك كفاياااا القوة اللى انت مبينهااااا دى....حتى جدتك اللى اقوى منك انهارت لما عرفت انت مش مضطر تكتم جواااك كدااااا
رفع آدم عينيه نحوها، وهو ينظر لها نظرة غريبة امتزج فيها الحزن بالإنهاك..... زفر ببطء، كأن صدره يرفض أن يفرغ ما يحمله، بينما قلبه يتمزّق بصمت.....هو يقنع نفسه بالثبات، يقنع نفسه أن مازن سيستيقظ الآن، وسيبتسم له ويحضنه كعادته… لكن مع الأسف الحقيقة أشبه بكابوس لا يريد تقبله.......
.. هبطت دمعة من عينيه، فمسحها بسرعة قبل أن تراها، ولكنه لم يستطع أن يُخفي انكسار صوته وهو يتمتم بغصّة:
_ا..عاوزة تسمعى اى!!!...... عاوزة تعرفى قد إيه انا بحب اخويا ومتوجع وبتقطع عليه دلوقتي.......اخويا اللى شيلته على ضهرى النهاردة وهو مليان دم ومغمى عليه اللى ربيته على إيدى وهو لسة فى اللفة....كنت بشيل اللقمة من بوقى وادهاله من قبل مايطلبها...... اكيد زعلان عليه وبتقطع من جوايا......ليكمل حديثه بثقل كأن الكلمات تنتزع من قلبه بالقوة:
_وصية امى ليا وهى بتمو*ت عمالة تتكرر فى ودنى وهى بتقولى خلبالك منه ...بالله عليكى إزاى هبص فى وشها؟....هقولها إيه ابنك مقدرش يحمى اخوه!!!
خانته دمعة جديدة هوت من عينه رغماً عنه، فارتعش صوته أكثر وهو يهمس بصوت مختنق بالبكاء:
_ياريتنى انا اللى كنت بداله كنت زمانى مستريح دلوقتي ياريت كنت انا اللى حصلى كدا ياريت
ارتجف جسد مودة مع كلماته، وغلبها بكاء موجوع وهي تراه يتهاوى أمامها لأول مرة..... قلبها ينزف من أجله، عاجزة عن مواساته، لكنها تشعر بكل وجعه فهى عاشت ما يعيشه الآن عندما كانت اختها بهذه الحالة.....فبالرغم ان آدم قاسى القلب وليس لديه مشاعر إلا ان الموضوع عندما يخص أخيه لا يستطيع ان يتماسك......
ترددت أن تضع يدها على كتفه لتواسيه، لكنها سحبتها سريعًا فهو من الممكن ان يغضب ان فعلت ذلك.......
فرفعت عينيها المبللتين بالدموع نحوه، وقالت بصوت مختنق:
_انا كمان كنت محطوطة فنفس الموقف من كام يوم......كنت شايفنى منهارة صح....صحيح انا مش قوية زيك وكنت بمو*ت وانا شايفة اختى بالحالة دى.....بس عارف اول لما دعيت لربنا وقولت يارب وانا بترجاه بقلب صافى لقيت حد جاه واتبرع لاختى ونقذها..... نظر لها آدم بصدمة بعد هذه الجملة
أكملت مودة كلماتها بصوتٍ متضرع، كأنها تُلقي طوق نجاة أمام قلبه الغارق:
_قوم صلّي… وادعي لربنا إنه يشفيه. ربنا مش هيخيب ظنك أبدًا، ولا عمره بيرجع عبد قصد بابه خايب الرجى صدقني.
التقت عيناها بعينيه، فإذا بدموعه تنهمر بصمت، شعر آدم للحظة أنه وجد ملجأه، وجد حضنًا أكبر من حزنه، وأوسع من عجزه..... هو الذي أنهكه الضياع حتى نسي أن يسجد لربٍ لا يرد من ناجاه.... أومأ لها في صمت، ثم نهض بخطوات متثاقلة واتجه إلى المسجد الصغير الملحق بالمستشفى.
جلس هناك على الأرض، يطوي يديه المرتجفتين، ثم خرّ ساجدًا كما لم يسجد من قبل. انهمرت دموعه في صلاته، صوته يتقطع وهو يدعو: أن يشفي الله أخاه، أن يغفر له عجزه، أن يُبدل خوفه طمأنينة. كان يناجي ربه كطفلٍ فقد كل شيء، ولم يتبقَّ له إلا يدا السماء المفتوحة له.
وبعد وقتٍ لا يدري كم طال، نهض ببطء، عيناه محمرّتان من البكاء وصدره يعلو ويهبط بتعب، لكنه شعر براحة غريبة، كأن ثقلاً انزاح قليلًا عن كاهله..... عاد إلى جناح العناية، واقترب من غرفة أخيه، فتوقف أمام الزجاج، يحدّق فيه وهو يرى جسد أخيه محاط بالأنابيب والأجهزة، كل صوتٍ من الأجهزة كان كطعنة في صدره...... زفر بمرارة، وعيناه تتشبثان بمازن كأنها تحاول أن توقظه.
التفت قليلًا، فرأى مودة جالسة على أحد المقاعد في الممر، وقد غلبها التعب وغفت..... فأقترب منها وجلس بجوارها في صمت، يراقب ملامح وجهها المتورم من كثرة البكاء..... حتى في نومها، عيناها محاطتان بالدموع وكأنها لم تسترح....حتى هو نفسه لم يبكى على أخيه مثلما فعلت هى ......
مدّ آدم يده بهدوء ليمسح دمعة تسللت من عينها وهي غافية، ثم مرّر أصابعه على وجهها الناعم برفق، وكأنه يكتشف ملمس الطمأنينة لأول مرة.... كان الأمر غريبًا عليه… هو الذي لم يعتد أن يسمح لدموعه بالظهور أمام أحد، ولا أن يبوح بوجعه لأي إنسان..... سنوات طويلة أخفى كل ما يحمله خلف قناع الصلابة، لكنه لا يعرف لماذا معها بالذات انهارت جدرانه… لماذا صارت هي وحدها الملجأ الذي ائتمنه على ضعفه؟
قلبه ارتاح بمجرد أن رآها بجانبه..... بضع كلمات منها كانت كافية لتزرع بداخله يقينًا أن أخاه سيعود بخير. لم تكن مثل الآخرين… لم تحثّه على الانتقام والغضب لم تطلب منه أن يتماسك، بل دفعته ليواجه وجعه بدلًا من أن يدفنه. للمرة الأولى شعر أن هناك من فهمه حقًا.
ابتسامة صغيرة، تسللت إلى شفتيه حين لمح رمشًا على خدها، فأزاله برفق..... ثم أسند رأسه إلى الحائط بتعب، وأغمض عينيه مستسلمًا لدوامة الأفكار التي تهاجمه.
وفجأة، شعر بثقلٍ دافئ على كتفه..... فتح عينيه على مودة التى مالت بجسدها الصغير تستند برأسها فوق كتفه، غارقة في نومٍ عميق، غير مدركة لما تفعله.....حاول أن يعدّل وضعها أكثر من مرة، لكن رأسها كان يعود ليسقط على كتفه من جديد......
فاستسلم آدم في النهاية، وأسند رأسها بيده ليجعله في موضع مريح على كتفه، بقي صامتًا، يحدّق في الممر الخالي أمامه، بينما قلبه يخفق بخفة لم يختبرها من قبل. أغمض عينيه مجددًا، محاولًا أن يهدأ من عصف الأفكار عن أخيه… لكنه لم ينكر أن شيئًا آخر بدأ يسكنه: دفء غريب، جاءه من فتاة صغيرة غفت على كتفه دون أن تدري أنها تُعيد بناء قلبٍ ظنّه قد تحجّر........
حلَّ الصباح أخيرًا بعد ليلة ثقيلة امتلأت بالوجع والسهر......
فتحت مودة عينيها ببطء، جسدها يئن من التعب، حتى شعرت بيدها تستند على شيء دافئ وصلب. لم تفهم في البداية… لكن سرعان ما اتسعت عيناها فزعة عندما أدركت أنها تحاوط ذراع آدم بكلتي يديها، ورأسها ما زال مستندًا إلى كتفه.
شهقت بخجل، وقلبها يخفق بعنف.....حاولت أن تسحب يدها بهدوء، لكن أصابعها كانت حبيسة بين يديه الثقيلة، وكأنه تمسك بها حتى في نومه...... ازدادت أنفاسها اضطرابًا، وحاولت عدة مرات أن تفلت دون أن توقظه، وأخيرًا، وبعد جهد، نجحت في تحرير يدها،فأبتعدت عنه بسرعة كأنها فعلت جريمة للتو.......
وقفت مودة أمام الزجاج تحدّق في مازن بعينين دامعتين، قلبها يتمزق كلما سمعت أصوات الأجهزة التي تحيط به....... لكن فجأة، ارتفع صوت جهاز القلب بصافرة حادة، تتسارع وتعلو حتى شلّت تفكيرها...... اتسعت عيناها برعب وهي تلاحظ تغيّر لون المحلول المغذي المتصل بذراعه… سائل غريب، ملوث، كأنه سمّ يتدفق داخل جسده!
شهقت بقوة، وبدأت تصرخ تستنجد بالممرضات، لكن الممر فارغ، ولا مجيب.... لم تفكر لحظة، دفعت الباب واقتحمت الغرفة، هرولت إلى جانب السرير، ويدها ترتجف وهي تنزع الإبرة من ذراع مازن قبل أن يبتلع جسده مزيدًا من هذا السائل الغامض......
في تلك اللحظة، استيقظ آدم على صرختها، هرع بسرعة للداخل ليراها بجانب أخيه تنزع عنه شيئًا فأتجه نحوها وهو يشدها بعنف قائلًا بغضب :
_انتتيييييي بتعمليييييي ايييييييه بتشيلي إييييه من إيده ؟؟؟
حاولت مودة دفعه عنها وهى تقول بخوف
_السيروم لازم يشيله من إيده لونه م.......قاطع حديثها دخول الممرضة على صوتهم التى قالت بفزع مجرد ان رأتهم
_فى ايييييييه إزاي دخلتوا الاوضة على المريض كدا
دخل الطبيب هو الآخر بسرعة وهو يهرول نحو مازن بخوف
_كلووووو يطلع بررررة حااالة المريض خطييييرة
امسك آدم مودة وشدها للخارج بينما هى كانت تقول وهى تحاول الافلات منه :
_بصووووو على السيروووم بالله عليكم لونه متغيييير
دفعها آدم نحو الحائط قائلًا وهو يقترب منها بغضب :
_انتي اللى عملتيها؟؟ هاااااا انطقييييي انتى اللى ضر*بتيه؟؟ ودلوقتي بتحاولى تقت*ليه قدام عينى صح
مودة بصدمة حديثه:
_لا لا والله انا كنت بحاول انقذه دخلت ولقيت ال.........
آدم وهو يقاطعها بصريخ
_بسسسسس....... مسمعتيش الدكتووور بيقول ايييييييه حالته خطيرة بمجرد ماشيلتي الزفتتتتت اللى كان فى إيده.......انتى....انتى كل ده كنتى بتمثلى هااا
ليكمل كلامه بصدمة
_.....كل ده كنتى بتمثلى عليا البراءة والطيبة وانك خايفة عليه....... اناااااااااا للحظة كنت........
صمت آدم عندما رأى الممرضة تخرج من الغرفة وهى تجرى بسرعة وتدخل ممرضة واطباء آخرون وهم لا يفهموا اى شئ.... كان آدم ينظر لاخيه من زجاج الغرفة بخوف وهو يرى الجميع مُتجمع حوله هكذا فظل يرمق مودة بنظرات نارية وهو يتوعد لها انه لن يرحمها إن كانت ما فعلته الآن كما يظن يقسم انه سيدف*نها فى مكانها الآن
وبعد قليل من الوقت خرج الطبيب من الغرفة فتقدم منه آدم ومودة بسرعة
_الحمدلله حالته باقت تحت السيطرة انا بشكرك يمدام على اللى عملتيه لولاكى كان زمانه مي*ت دلوقتي
آدم بصدمة
_ق...قصدك اى؟ هوا إيه اللى حصل
الطبيب
_منعرفش الظاهر ان فيه حد بدل وحطله سيروم غلط لأنه مش بتاعه... والسيروم كان فيه مادة غريبة لونها متغير ولما هي عملت الحركة دى وشالته من إيده بسرعة عشان ميوصلهوش نقذته
مودة بدموع
_انا لقيت لونه متغير وانا واقفة عرفت انه فيه حاجه غريبة يعنى هوا كويس دلوقتي؟؟؟
الطبيب
_ايوا الحمدلله كويس حالته استقرت إمبارح بليل وكنا هنقولكم ان النزيف وقف وكمان شويه بإذن الله هيفتح عينه حمدلله على سلامته
قال جملته ورحل، فتنفّس آدم بارتياح عميق وهو يجلس على الكرسي بإرهاقٍ ، رفع رأسه إلى السماء شاكرًا ربه أن مازن قد نجا..... لحظتها التفت دون وعي إلى تلك الواقفة بجواره، كانت تهمس بحمدٍ خافتٍ يكاد لا يُسمع، لكن أذنه التقطته بوضوح..... نهض آدم ببطء، قائلًا وهو يرمقها بإستغراب:
_مقولتيش ليه انك بتحاولى تنقذيه؟؟
مودة وهى تنظر له بغيظ
_هو انت سبتلى فرصة انطق!!.... فضلت تقول انتى وانتى وقات*لة وبتمثلى وماشاء الله مسيبتش كلمة مقولتهاش فى وشى
آدم بضيق
_عرفتى إزاى انه فيه مادة غريبة؟؟
مودة
_انا كنت بتدرب مع اختى ايام لما كانت بتركب المحاليل للناس عشان كُليتها ودايما كان لونه ابيض شفاف زى الماية ولما لقيته مغيم كدا عرفت ان فيه حاجه وشيلته من إيده.... هو حتى لو كان مفيهوش حاجه مضرة مكانش هيأذيه انى اشيله زى أذاه ليه لو كان فضل موجود
نظر لها آدم بحزن من شكه بها وقال بنبرة إمتنان:
_شكرا.........
مودة بغيظ
_بعد إيه بقا تشكرنى بعد ماسمعتنى كلام ملهوش لازمة قال انا بمثل قال
آدم بغضب هو الآخر
_عوزانى يعنى اشوفك واقفة قصاد اخويا وبتشيلى منه حاجة من إيده وفجأة الاجهزة كلها تصفر،حواليه واقول لا دى يمكن بتنقذه !!....اى حد مكانى كان عمل كدا
مودة بحزن
_معاك حق......بس انت مش بتثق فيا ولو حتى شوية فساعتها اتهمتنى وانا قولتلك بدال المرة ألف انى مستحيل أءذى اخوك
تنهد آدم وهو يقول بضيق:
_غظبن عنى انتى الوحيدة اللى كنتى متهمة فى الموضوع ده...........
كادت مودو ان تتحدث ولكن قاطعها صوت أحمد الذى جاء للتو :
_آدم..... مازن عامل اى؟
آدم
_كويس يا احمد الحمدلله الدكتور قال حالته مستقرة دلوقتي
احمد وهو يتنهد بإرتياح
_الحمدلله بجد انا مكنتش عارف انام طول الليل والله الحمدلله
نظر آدم لمودة التى ترمقه بغضب وقال :
_احمد عاوزك تاخدها وتوديها القصر وبعدين تعالى تانى عشان عاوزك فى موضوع مهم
اومأ له احمد وقال وهو ينظر لمودة
_ماشي.... يلا خلينى اوصلك
مودة بضيق
_لا انا مش هتحرك من هنا غير لما مازن يفوق
اقترب آدم منها قائلًا بنبرة هادئة:
_لما يفوق هقول لأحمد يجيبك ممكن ترجعى دلوقتي ترتاحى شويه؟
مودة بإستغراب من نبرته الهادئة فنظرت له بتوتر كان منذ ثوانى سيقت*لها هل يقول لها الآن ان ترتاح!!....
فقالت والتعب ظاهر على وجهها
_انا مش تعبانة مش هعرف ابقا قاعدة هناك وانا قلقانة كدا
آدم بحزن
_متعانديش انتى من إمبارح مكالتيش ووشك باين عليه التعب.... روحى دلوقتي وانا هبقا اتصل على هنية اطمنك عليه وهخلى حد يجيبك هنا
اومأت له مودة ببطء فهى بالفعل مرهقة بشدة ولكنها تعاند نفسها لذلك قالت
_ح...حاضر
عقد آدم حاجبيه قائلًا بدهشة من كلمتها :
_انتى تعرفى انى اول مره اسمعك بتقولى الكلمة دى وبالطريقة دى كمان!!
مودة بغيظ منه
_ماانت عشان علطول بتأمرنى وبتزعق فى وشى لكن لما كلمتنى بهدوء سمعت الكلام اهو
احمد وهو يراقبهم بضحك
_طيب هتتخانقوا ولا لا قولولى عشان اعمل حسابى برضو
آدم بغضب
_خدها معاك يااحمد انجززز
ليومأ له احمد ويقول
_يلا يبنتى قبل مايقت*لنا احنا الاتنين دلوقتي
اومأت له مودة بقلة حيلة ونظرت لمازن من نافذة الغرفة بحزن قبل أن تستدير راحلة مع احمد.......
وفى الوقت الذى وصلت به مودة للقصر مع أحمد كان الجميع قد ذهب للمستشفى حتى يطمئنوا على مازن ويعرفوا وضعه ماعدا هنية التى لم تذهب معهم..... اما فالمستشفى بعد ان وصل احمد مودة للقصر رجع لآدم مرة اخرى الذى ابعده عن الجميع وحكى له الذى حدث عن المحلول الذى وضع به احد مادة غريبة.......
فقال احمد بإستغراب وصدمة من حديثه:
_قصدك اى؟ فيه حد بيحاول يق*تل مازن
آدم
_اه.....الشخص اللى ضر*به ورماه الرمية دى حاول كمان يقت*له فالمستشفى ولازم نعرف هوا مين الكاميرات كلها بتاعت القصر تفتشها وحتى كاميرات المستشفى انا هقولهم يطلعوها
احمد بإستغراب
_بس معقول يكون حد من القصر يآدم؟؟
آدم بتفكير
_معرفش يااحمد انا مقدرش اشك فحد واتهمه من غير ماتأكد بس فيه كام حد فدماغي .....هنعرف لما مازن كمان يفوق يمكن شاف مين اللى عمل فيه كدا
أومأ أحمد برأسه وغادر لينفّذ ما طلبه منه، غير منتبهٍ لتلك النظرات الماكرة التي كانت تتابعه عن بُعد. ابتسامة شريرة ارتسمت على وجه ذلك المتخفي، وهو يتمتم في داخله بسخرية:
أيتصورونني غبيًّا لأترك كاميرات القصر مفتوحة وأنا أتحرك؟!
لكن بقي أمامه الخطر الأكبر... كاميرات المستشفى. كان عليه أن يسبق آدم إليها قبل أن يكتشف كل شيء. اندفع بخطوات سريعة نحو مكتب المدير، متقنًا دور رجل الأمن المتخفي حين أخبره أنه يريد نسخ التسجيلات فورًا، بأمر من الشرطة، بزعم أن حادثةً وقعت داخل المستشفى. لم يتردد المدير كثيرًا، وسلّمه الكاميرات في الحال.
وبمجرد أن حصل عليها، بدأ بمسح كل أثر يفضحه: تلك اللحظة التي تسلّل فيها إلى غرفة مازن، والحقنة الصغيرة التي دسّ سمها في المحلول...... خطته كانت محكمة: موت مازن سيُعلَّق في رقبة مودة، وبذلك يتخلص منه ومن وجودها في حياة آدم دفعة واحدة..... لكن القدر لم يسعفه؛ فحياة مازن لم تنطفئ بعد، والفتاة الغبية –كما وصفها– أفسدت لعبته للمرة الثانية، وأثبتت لآدم براءتها مجددًا.
مرّ أكثر من ساعتين والجميع في ممر المستشفى، القلق يلتهمهم انتظارًا لأستيقاظ مازن. وفجأة اندفعت الممرضة تركض، ملامحها مضطربة وهي تصيح بلهفة:
وبعد مرور اكتر من ساعتين والجميع يجلس فى ممر المستشفى ينتظرون مازن ان يستيقظ جائت لهم الممرضة وهى تركض وتقول لهم انه استيقظ أخيرًا ويهلوس تحت تأثير البنج بأسم واحدة تُدعى" مودة" لينظروا لبعضهم بإستغراب وخاصة آدم الذى لم يصدق ان اخيه ينادي عليها إلا ان دخل ورآه بعينه فأقترب منه وهو يمسك يده بخوف
-مازن ......انت كويس !!؟
مازن بوهن وهو لا يشعر بجسده كله
-ا...انا كويس هوا اى اللى حصل ..
منة بحزن
-انت مش فاكر يمازن !! فيه حد ضر*بك فى راسك ووقعت فى الحفرة وجالك نزيف فى المخ كانت حالتك خطيرة لولا الحمدلله ان ربنا عداها على خير
مازن بتعب وهو لا يتذكر شئ
-ا....انا مش فاكر حاجة كل اللى فاكره انى كنت واقف بتكلم .....مع مودة
خديجة بغضب
-شووووفت شووووفت يا آدم زى ماورد قااالت هي اللى عملت فيه أكده
مازن بإستغراب
-معقول تكون بعد ما مشت من ورايا عملت كدا !!
بسمة بخبث
-اه اكيد هي مين ليه مصلحة هنا يأذيك غيرها واحنا كلنا بنحبك يمازن
آدم وهو يرمق بسمة بضيق
-ممكن دلوقتي تسيبوه يرتاح مش وقت مين اللى عمل كدا انا هعرف بنفسي ومهما كان هوا مين هحاسبه على اليوم اللى فكر يمد إيده فيها عليك
ليقول جملته بشر تحت نظرات الخوف من هذا الشخص الذى يخاف ان يتذكر مازن من الذى فعل به هذا فهو رآه ولكنه لا يتذكر الآن.......
قال آدم وهو يمسد على شعر مازن بخوف
-انت كويس يا مازن حاسس بأى حاجة وجعاك !!
ابتسم مازن وهو يقول بتعب:
-لا يآدم متخافش انا بس مش حاسس بإيدى ورجلى مش عارف ليه مش قادر احركهم
تجمّد آدم وهو يرمق أخاه بارتباكٍ وخوف، ثم التفت إلى أحمد بصوتٍ مضطرب:
_ روح نادِي الدكتور يا احمد
لم يكد أحمد يبتعد حتى جاء الطبيب مسرعًا، اقترب من مازن وبدأ بفحصه بدقة. أخذ إبرة صغيرة وغرزها في يده، ثم في ساقه، وأعاد المحاولة أكثر من مرة، بينما عيني آدم تتابع كل حركة بترقبٍ يكاد يخنقه.... ومع ذلك... لم يبدُ على مازن أي رد فعل، كأن جسده قد انطفأ.
انحنى الطبيب قليلًا، تنهد بأسى ثم التفت إلى آدم بنظرةٍ جادة:
_ محتاج أكلمك على انفراد.
ازدادت أنفاس آدم اضطرابًا، بينما شد أحمد على كتفه محاولةً لطمأنته. ابتلع آدم ريقه بصعوبة وسأل بصوتٍ مخنوق بعدما خرجوا للخارج :
_ في إيه يا دكتور؟ مازن ماله...
خفض الطبيب عينيه للحظة، ثم قال بنبرةٍ حزينة:
_ الظاهر إن الضربة اللي اتعرض لها على دماغه أثّرت على الخلايا العصبية الحركية... وده خلّاه يفقد الإحساس في أطرافه كلها.
آدم بخوف
-ق..قصدك اى
الطبيب
-قصدى ان مازن مش هيقدر يحرك إيده ورجله مع الأسف
فتح آدم عينيه على آخرها بصدمة قائلًا بغضب
-يعنييييي ايييي مش هيقدر يحركهممم مفيش حل للموضوع ده
الطبيب
-لا فيه حل ده موضوع مؤقت بسبب الأعصاب اللى فالمخ ويتحل بالعلاج بس هيطول شوية
تحدث آدم بصوت متقطع غير مستوعب ما سمعه للتو:
-انت متأكد يعنى هو....هيقدر يتحرك تانى ولا لا
الطبيب
-هيقدر إن شاء الله انا هعرضكم على طبيب بيتابع حالات زى دى كتير وشاطر وإن شاء الله هيقدر يمشى تانى
ليقول جملته ويذهب فجلس آدم بصدمة على الكرسى وهو يقول
-أوعى مازن يعرف يا احمد أوعى حد يجيبله سيرة انه مش هيقدر
-إيييييه مين ده اللي. مش هيقدر يمشى تاانى !!!
التفتوا الاثنان على صوت خديجة التى نظرت لهم بصدمة فقال احمد وهو يقترب منها
-وطى صوتك يستى عشان مازن ميسمعش وحالته تبقا اسوأ من الأول
خديجة بدموع
-انت....انت بتجول اى يولدى مازن كييييف مش هيقدر يمشى مش فاهمة
آدم بحزن
-موضوع مؤقت يستى بسبب الضربة اللى اخدها على دماغه لكن بالعلاج هيتح..........
لتقاطعه خديجة بغضب
-يعنييييي ايييي يولدييييي مااازن اتشل!!
آدم بغضب
-متققووووووليييش زفتت الكلمة دى أوعى تقولى الكلام ده قدامه فاهمة
شعرت خديجة وكأن الدنيا تدور من حولها، والعتمة تزحف إلى عينيها، فكادت تسقط أرضًا لولا أن أسندها أحمد بسرعة قبل أن تهوي. هرع آدم بصوتٍ حاسم، يخفي قلقه خلف نبرة صارمة:
_ خلي حد ياخدها على البيت يا أحمد... مش هتقدر تقعد هنا أكتر من كده.
أومأ أحمد وهو يمسك بها برفق، بينما الدموع تنهمر من عينيها بلا توقف......
التفت إلى السائق وأمره أن يصطحب خديجة ومعها بسمة، التي أصرت بعنادٍ أن تذهب معها إلى القصر.......
ظل آدم صامتًا، عيناه غارقتان في الشرود، حتى كسر أحمد الصمت وهو يراقبه بقلق:
_ هتقول لحد على اللي قاله الدكتور؟
رفع آدم رأسه ببطء وقال:
_ بدال ستك عرفت... القصر كله هيعرف. المهم دلوقتي إن مازن مايتقلوش الحقيقة بالطريقة دي. أنا هقعد معاه وأفهمه... محدش يفتح معاه الموضوع ده. وخليهم كلهم يطلعوا بره أوضته دلوقتي عشان أكلمهم.
أومأ أحمد مطيعًا، ودخل الغرفة ليُخرج الباقين.....
وبعد دقائق كان الجميع مصطفّين أمام آدم، الذي واجههم بنظرات صارمة، صوته يمزج بين الألم والتحذير وهو يخبرهم بما آلت إليه حالة مازن. ساد الصمت الممر... بعض الوجوه تجمدت تحت صدمة قاسية، بينما ارتسم على وجوهٍ أخرى ارتياحٌ خبيث لمجرد أن شيئًا ما قد حدث أخيرًا.
وفي القصر، جلست مودة في المطبخ، بقلق كانت تمسك هاتف هنية بيديها ، تترقب رنينه في أي لحظة، كما وعدها آدم أن يطمئنها.....لكن الوقت مرّ طويلاً، والانتظار صار أثقل من قدرتها.....فتنهدت بضيق، وقالت بصوتٍ مبحوح:
_ اتأخر أوي يا دادة... معقول كل ده ومازن ما فاقش؟
أجابت هنية بحزنٍ تحاول أن تخفيه:
_ اكيد يبنتى بدال آدم بيه وعدك هيتصل ومتصلش يبقا لسة متخافيش إنشاء الله هيبقا كويس
خفضت مودة رأسها، والدموع تلمع في عينيها:
_ يارب يا دادة... يارب. أنا خايفة... قلبي واجعني ومش عارفة ليه.
فجأة دوّى صوت طرقات قوية على باب القصر..... انتفضت مودة من مكانها، ركضت مسرعة حتى فتحت الباب، لتجد خديجة تدخل بخطواتٍ مترنحة، ووجهها شاحب لا يبشر بخير، وبجانبها بسمة تحاول دعمها.
فقالت مودة بقلق
-مازن كويس!!....مالكم فيه إيه
بسمة بغيظ
-يعنى انتى مش عارفة فى إيه صحيح تقت*ل القت*يل وتمشى فى جنازته انتى اللى ضر*باه ووصلتيه للحالة دى وبتسألى فى اى !!!
مودة بغيظ من جملتها
-انا مجتش جمبه مستحيل اءذى مازن وقولت الكلام ده كذا مرة هوا ماله قولى
نظرت لها خديجة بغيظ وقالت وهى تقترب منها بشر :
-انتي كمان عملتى عملتك وبجحة وبتتكلمى!! ....ماله ها؟؟...عوزانى اقولك ماله حفييييدى اتشل على إيدكك عرفتيييي ماله حفيدى مبقاش قادر يمشى ولا يتحرك تاانى
لتشهق مودة بصدمة ودموعها تهبط بغزارة:
-ا...إزاى إزاى ده ......انا لازم اروح اشوفه
لتقول جملتها وكادت ان تخرج من القصر فمسكتها خديجة بغضب من حجابها وشدتها منه قائلة :بغضب
-عاوزة تروحييييله هااااا تعااالى انا هوريييييكى إزاااى تروووحيييله......
شدّتها خديجة من ذراعيها بعنف وسط صرخات مودة المذعورة التي لم تفهم ما تنوي خديجة فعله، وبجانبها كانت بسمة تتابع المشهد بعينين مليئتين بالشر، بينما هنية تحاول التدخل، تسحب مودة من يد خديجة بكل رجاء..... لكن خديجة لم تتوقف حتى وقفت أمام حفرة عميقة وأشارت إليها بجنون:
-ديييي اللى وجعتى فيهاااا حفييييدى مش أكده اناااااا بقااااا هد*فنككك فيهاااااا حيييية هنا
اقتربت هنية وهى تحاول إفلات مودة من يديها وقالت بخوف:
-حرام عليكى يا هانم سيبي البنت هي معملتش حاجة ملهاش ذنب فى حاجه
خديجة بغضب وهى تدفع هنية :
-ابعدييييييي محدششش هيخلصككك من إييييدى النهااااردة يبنتتت القا*تل
مودة ببكاء
-معملتش حاجة والله مش انا اللى ضر*بته والله ما انا ارحميني بالله عليكى
لتنظر لها خديجة بغيظ وتقول
-انا فعلا هرحمككك هرحمكككك من العالم ده كله وهقت*لك
لتقول جملتها وهى تدفع مودة بعنف مما جعلها تقع فى الحفرة على رأسها فصرخت مودة بوجع وهى تبكى بسبب يدها وقدميها اللذان اصبحوا ينزفان فقالت ببكاء وهى تترجاها
-حرام عليكى والله ماعملت حاجة والنبى طلعيني من هنا حرام عليكى
صرخت خديجة فى وجه بسمة وقالت غير مبالية لتوسلات هذه المسكينة :
_روحييي جيبيلى الفاااس
بسمة بإستغراب:
-هتعملى إيه بالفاس يستى
خديجة بغضب
-روحييييييييي جيبيه وانتى سااااكتة