
بقلم ملك عبد اللطيف
جاء صباح يوم جديد يحمل فى ثناياه أحداث لم تكن فى الحسبان........(انتو اول ماتقروا الجملة دى اعرفوا ان فيه مصي*بة 😂)
صدى صوت خديجة وهي تنادي على مودة بحدةٍ غاضبة، فاندفع الجميع نحو مصدر الصوت....... فكانت هى تمسك بالسك*ين التي أصاب*ت آدم، وملامحها تشتعل غضبًا وهي تصعد إلى الغرفة بخطوات سريعة عندما علمت بما قالته لها بسمة ......
دفعت خديجة الباب بقوة مما جعل مودة تنتفض من على الاريكة بذعر،فتقدمت منها خديجة ببطء قائلة بنبرة غاضبة :
_ أنتِ اللي عملتِ كده في حفيدي؟ كنتِ هتقت*ليه بالسكي*نة؟!
أطرقت مودة رأسها إلى الأرض بخوف عاجزة عن الدفاع عن نفسها، حتى دوّى صوت خديجة مرة أخرى:
_ جاوبيني....... إنتي اللي عملتِ كده في آدم؟!
هزّت مودة رأسها بخوف قائلة بنبرة اشبه بالبكاء:
_ والله... من غير قصد... ما كنتش أقصــ...
قاطعتها خديجة بغضب وهي تشد ذراعها بقوة:
_ من غير قصدك؟! تضر*بي حفيدي بالسكي*نة وتقولي من غير قصدك؟! كل مررررررة ليكككككي غلطة ونعديهاااااا .....مرة تضر*بي حفيدي الصغير على رأسه وتشلّي*ه وسكتنالك لكن ، دلوقتي جاية تقت*لي الكبيررررر لااااء مش هسكتلكككك
وما إن أنهت كلماتها حتى رفعت السك*ين نحو صدر مودة ، التي أغمضت عينيها بخوف ،وفي اللحظة ذاتها اندفع آدم، الذي هرع بعدما سمع صوت خديجة، ليمسك السك*ين من الأمام قبل أن تصل إليها، مما جعل السكي*ن تش*ق يده ......
شهقت خديجة بصدمة وهي ترى الد*م يتساقط من آدم ، فأمسكت يده وهى تقول بخوف :
_إيدك يا ولدي... جر*حت إيدك عشان البنت دي يا آدم؟
آدم بغضب غير مبالى لألم يده :
-انتى ليه بتعملى كدااا هي عملتلك إييه ؟؟
خديجة بغضب
-عملت إييييه !! انت عارف كويس اووى هي عملت اييي بتحسبنى مش هعرف انها هي اللى غز*تك كداااا يا آدم
نظر لها آدم بصدمة من انها علمت فقال بنبرة حانقة من نظرات جدته :
_انتى مش فاهمة حاجة كان من غير قصدها
خديجة بغضب
_ من غير قصدها اه ....اقسم بالله المرة دى يا آدم مش هعدييي الموضوع ده سااامع مش هعديه
أنهت خديجة جملتها وخرجت من الغرفة وهي تغلي غضبًا، فتبعتها بسمة التي كانت تقف تراقب المشهد بإبتسامة ماكرة..... وفي داخلها تمتمت بسخرية: هذه المرة حقًا سيق*ضى عليك يا مودة.
التفت آدم نحو مودة بضيق، فوجدها واقفة والدموع تنهمر على وجنتيها..... فمسحت هى دموعها بحزن وقالت بصوت متهدج:
_ أنا مستعدة أتحمل أي حاجة جدتك عاوزاها... أنا فعلاً غلطانة.
تنهد آدم قائلًا بضيق:
_ ما تتحركيش من هنا لغاية ما أرجع.
أومأت له مودة في صمت، فغادر الغرفة واتجه نحو غرفة جدته و ما إن دخل حتى وقف مشدوهًا وهو يراها تجمع ملابسها بعجلة وتضعها في حقيبة، وكأنها تستعد للرحيل...... فارتسمت على وجهه علامات الاستغراب وهو يقول:
_ انتي بتعملي إيه يا ستي؟!
قالت خديجة وهى توضب أغراضها بغضب:
_متنطقش حتى كلمة ستى على لسانك طووول ما انت بتدافع عن البنت دى وبتدارى على اللى هي بتعمله
آدم بضيق:
_انا مش بدارى عليها الموضوع مش زى ماانتى مفكرة
خديجة بغضب
_مش عاوزة اعرف الموضوع إيه يا آدم خلاص
آدم بإستغراب
_خلاص إيه وبعدين عمالة تطلعى هدومك كدا ليه؟؟
خديجة بغضب
-خلاص همشى واسيبلك البيت ده تتهنى بيه انت ومراتك اللى بقيت تدافع عنها حتى وهى هتقت*لك
آدم بصدمة
-انتى بتقولى إيه ....بيت إيه اللى تيسبيه ده بيتك
التفتت له خديجة قائلة بغضب :
-مبقتتتتش عااارفة ده بيييتى ولا بيت العقررربة اللى فوق.... انا مش هقعد فالبيت ده انا مبقاش ليا كلمة فيه خلاص طول مانت ممشى كلام البنت دى وبتدافع عنها
آدم بغضب
-ممكن تقعدى عشان نتفاهم ... انا مستحيل أمشى كلام حد عليكى وانتى عارفة ده كويس هي لو كانت فعلا غز*تنى عشان هتأذ*ينى انا مكنتش سيبتها
خديجة بسخرية
-اوماال هي غز*تككك لييه حُبًا فيك يولدييي!!!!..... البنت دى فعلا سحرالك وأثرت عليك يا آدم
آدم بضيق
-سحرالى إيه بطلى الكلام ده يستى ورجعى هدومك دى تانى
خديجة بغضب
-انت بتحسبنى بهزر يا آدم انااا مش قاااعدة فى البيت ده طول ماالبنت دييي موجودة أهنيه
آدم بغضب
-مش هتطلعيييي من هنااااا ده بيييتك ومكااانك
خديجة بدموع
-انتتت عاوزنى افضل هنا يا آدم لغايت ماشوفك انت واخوك ميت*ين على ايد البنت ديي هااا ......انا ربيتكم كل ده عشان اشوف بنت زى دى فالاخر قلباك ضدي وبتمشى كلمتهاااا علينااا وكمان بتعمل الغلط وساكتين!!
اقترب آدم منها قائلًا بحزن :
-مفيش حد يقدر يمشى كلمته عليكى يستى انتى إزاى عاوزة تمشى وتسبينا!! البيت من غيرك مايبقاش ليه لازمة انتى صاحبة القصر ده انا مستحيل اسمحلك تمشى مهما حصل
خديجة بدموع
-مش هقدر يولدى مش هقدر استحمل اشوف البنت دى هنا قدامى سيبنى أمشى يولدى
آدم بغضب
-مش هتمشييي بقولك ....لو كان فيه حد هيمشى من هنا فهي اللى هتمشى
خديجة بإستغراب
-قصدك اى يولدى !!
آدم بضيق
_انا هتصرف سيبى الموضوع عليا المهم رجعى هدومك دى واقعدى ومتفكريش فى موضوع إنك تسيبى القصر ده تانى مهما حصل
عانقته خديجة وهى تقول بسعادة :
_انا عارفة يولدى انه مش هيهون عليك زعلى انا عارفة
ليبادلها آدم العناق بحزن وهو يقول :
_أوعى حتى تفكرى تعيدى الموضوع ده تانى احنا منقدرش نعيش من غيرك
لتومأ له خديجة وهى تمسح دموعها ثم خرج آدم من غرفتها وهو يتجه نحو غرفته مرة أخرى ......
مسحت خديجة دموعها بخبث بمجرد ان خرج آدم فتمتمت وهى تبتسم بشر:
_انا هعلمك إزاى يبنت محسن تقفى فى وش خديجة الاسيوطى وتاخدى حفيدى منى
ظل آدم واقفًا عند الباب، بحيرة ...... هل سيفعل كما قال؟ هل سيأخذها من هنا حقًا!!!......لماذا هو حزين من الأساس فجدته معها حق هي منذ أن جائت إلى هنا وتفعل المشاكل وهذه المرة غير اى مرة فهى طع*نته..... هو للحظة كان سيسامحها على هذا !! وايضا جدته لن تصمت ولأول مرة تقول هذه الجملة انها ستترك القصر وتذهب هل حقا سيختار هذه البنت على جدته !!مستحيل جدته اهم شخص فى حياته هى وعائلته ....عائلتك اهم من اى شخص يا آدم فهى لا تعنى لك شئ... اقنع آدم نفسه بهذا الكلام وتنهد بضيق وفتح الباب وهو يقول بدون اى مقدمات :
_البسى طرحتك عشان طالعين
مودة بإستغراب:
-رايحين فين !!
آدم بغضب:
-انجزيي والبسي من غير ماتسألى .....
أومأت مودة بحزن، أمسكت حجابها ولفّته ببطء، وقبل أن تلتفت نحوه وجدت يد آدم تشدها بقوة، يجذبها خلفه دون أن يمنحها فرصة للتفكير، ظل يجرها خلفه وهو يهبط بها درجات السلم تحت أنظار الجميع، عيونهم تتنقل بينه وبينها في صدمة، أما خديجة فقد كانت تنظر لها بنظرات شامتة .....
لم يتركها حتى أوصلها إلى سيارته، وانطلق بالسيارة بسرعة جنونية، تحت نظرات مودة التى ترمقه بخوف من ملامح وجهه المتجهمة، الغضب يشتعل في ملامحه، وعروقه بارزة كأنها على وشك الانفجار...... فهو لم يكن يريد أن يفعل ذلك، لكنه مجبر... مجبر كي لا يخسر أحدًا من عائلته......
ضحكت بسمة بأنتصار وهى ترى آدم خرج مع مودة فقامت بالاتصال على أحد وهى تقول
_نفذ ........
بعد دقائق توقفت السيارة أمام فيلا صغيرة منعزلة وسط الغابة تقريبًا...... نزل آدم بسرعة، وفتح بابها، ثم شدها مرة أخرى بعن*ف لينزلها مما جعل مودة هذه المرة تدفع يده وهى تقول بغضب:
_ هو في إيه؟ بتجرني وراك كده ليه.... وإيه المكان ده؟!
آدم بضيق:
_ امشي ورايا وانتى ساكتة
سارت مودة خلفه مترددة، بينما آدم أخرج مفتاحًا من جيبه وفتح باب الفيلا...... خطت مودة للداخل ونظرات الاستغراب تملأ عينيها، فسألته بقلق وهى تنظر للمكان حولها:
_ انت جايبني هنا ليه؟
أجابها آدم ببرود عكس الذى بداخله:
_ من النهاردة... هتِقعدي هنا.
مودة بصدمة:
_إيييه !! مش هقعد فى القصر ؟؟؟
آدم بضيق
_لا قعدتك فى القصر باقت جيبالى وجع دماغ.... هتفضلى هنا
رمقته مودة بحزن من حديثه هل اصبحت حقا تتنقل من مكان لآخر بهذه الطريقة ولكن معه حق هذه المرة هي مخطئة..........
لتسمعه يكمل حديثه
_فيه حراس هيقفوا برة عشان لو عوزتى حاجة .....وخدى ده كمان خليه معاكى احتياطي مسجل عليه رقمى
اخذت مودة منه الهاتف وهى تقول بنبرة خائفة بعض الشئ:
_هو انا هفضل فى المكان ده لوحدى!!؟
آدم بسخرية:
_آه ...اومال هجيبلك العيلة كلها تقعد معاكى!!
....فيه كل حاجة هنا ممكن تحتاجيها وهخلى الحراس يجيبولك اكل ولو عوزتى حاجة اتصلى عليا
اومأت له مودة بهدوء على غير عادتها فنظر هو لها بإستغراب انها لم تناقشه حتى فى أى شئ كعادتها ..... فتنهد آدم بضيق وذهب من أمامها دون أن يقول شئ وقفل الباب عليها من الخارج وخرج......
نظرت مودة على اثره، ودمعة انسابت من عينيها رغمًا عنها، حاولت أن تخفيها لكنها لم تعرف لماذا تخشى أن يراها...... للحظة اجتاحها شعور غريب؛ كأن كلماته الأخيرة لم تكن مجرد أوامر عابرة، بل وداع لن يعود بعده.... لماذا يترك في قلبها هذا الأثر؟ ولماذا تهتم من الأساس؟!
ستتخلصين منه ومن عائلته جميعًا، وأخيرًا أصبحتِ بمفردك، بعيدًا عن هؤلاء الشياطين الذين لم يعرفوا يومًا سوى كرهك.
ازدادت دموعها وهي تهمس بضيق لنفسها:
_بتعيطى ليه يا غبية زعلانة ليه يمودة أخيرًا هتخلصى منه صحيح انا محبوسة بس عالاقل لوحدى فى البيت معيش حد ومفيش حد يتحكم فيا ......انا لوحدى ...انتى لوحدك هنا يمودة انبسطى
ضحكة ساخرة مرت على شفتيها وهي تقول كلمتها الأخيرة، ثم رمقت المكان حولها بعينين حزينتين......الجدران الملونة بدت مختلفة تمامًا عن كآبة القصر، تضفي حياةً لم تعهدها من قبل.
دخلت إلى الصالون بخطوات بطيئة، فرأت الأثاث مغطى بالقماش، نزعت الستائر برفق لتكشف عن غرفة محاطة بالزجاج بدل الجدران، تطل على الغابة المترامية أمامها........فكان المنظر ساحرًا في وضح النهار.......
ولكن فى الليل هل ستكون العتمة هى التى أمامها........
تنهدت مودة محاولة تهدئة نفسها، ثم واصلت التجول في أرجاء المكان.....اكتشفت أن البيت لا يضم سوى غرفة واحدة كبيرة، بشباك عريض من الزجاج يطل هو الآخر على الغابة..... ابتسمت ابتسامة باهتة، همست بصوت مبحوح:
_ على الأقل... البيت جميل وهادئ..... استغلي الفرصة دى يا مودة...وارتاحي شوية.......
أما آدم، فظل واقفًا بسيارته أمام المنزل، يراقب من بعيد ما تفعله مودة.... رآها تدخل إلى الغرفة وتغلق النوافذ الزجاجية، فظن أنها ستنام أو تحاول أن تستريح قليلًا.... فزفر بحزن، ثم أخرج هاتفه واتصل بأحمد، طالبًا منه أن يحضر الحراس فورًا إلى المكان..... انتظر حتى وصلوا، ثم أعطاهم تعليمات صارمة ألا يغفلوا عن المنزل لحظة، وأن يكونوا مستعدين لتلبية أي طلب تحتاجه..... بعدها غادر وهو مطمئن أن كل شيء أصبح تحت السيطرة.
قاد سيارته بلا هدف، الطريق يمتد أمامه لكنه لا يعرف إلى أين يذهب. قلبه مثقل، لا يفهم سبب هذا الحزن الذي ينهش داخله..... أليس هذا ما كان يريده منذ البداية؟ كان يتمنى الخلاص منها اليوم قبل الغد... فلماذا إذن يشعر وكأنه خسر شيئًا؟! هل ما زال يشفق عليها بعد كل ما فعلته؟
أدار رأسه جانبًا، كأنما يحاول إقناع نفسه بعكس ذلك فتنهد بعمق، ثم غيّر اتجاهه نحو شركته حتى ينغمس في العمل، لعل الانشغال يبعده قليلًا عن أفكاره المضطربة... وعنها هي.......
مرّ اكثر من ثلاث ساعات تقريبا ومودة تجلس فى الغرفة بملل وحزن ولا تفعل شئ فقط تنظر للسقف بدون هدف وهى شاردة...... فخرجت من الغرفة وهى تبحث عن شئ للأكل فى هذا المنزل فلم تجد .....فهو قال انه سيحضر طعام لها ....بالطبع نسى فهو لا يهمه امرك من الأساس يمودة ......
كانت على وشك العودة إلى الغرفة حين سمعَت صوتًا غريبًا آتٍ من المطبخ..... اتجهت نحوه بإستغراب، فوجدت باب المطبخ الخلفي مواربًا..... استغربت كيف تُرك باب كهذا مفتوحًا في هذا المكان المنعزل، اقتربت لتغلقه، لكن فجأة ظهر رجل من الباب أمامها حاملاً سك*ينًا موجهًا إليها مما جعل مودة تشهق وهى تقول بخوف
_ا...أنت مين !!؟
الرجل وهو يقترب منها بخبث
_ازيك يحلوة .......مكنتش متخيل انى هلاقيكى حلوة كدا كمان مقالوليش بصراحة
بلعت مودة ريقها بخوف وهى تتراجع للخلف فأقترب الرجل منها وهو على وشك مسكها من يدها فصرخت مودة وجرت من أمامه بسرعة وهى لا تعرف أين تذهب فحتى باب الفيلا كان مغلق من الخارج ....،فهرولت للغرفة واغلقت الباب عليها بالمفتاح من الداخل ......
سمعت خطى الرجل على الباب وهو يحاول فتحه، فاقتربت وألصقت ظهرها بالبْاب محاولة صدّه وهى تصرخ محاولة أن تستنجد بالحراس من الخارج ولكن لم يسمعها احد لأنهم قد ابتعدوا قليلا ليشتروا لها الطعام بدون ان يعلم آدم انهم ذهبوا جميعا ولم يبقى احد امام المنزل........
ظلت مودة تصرخ وهى تستند بظهرها على الباب تحاول أن تمنعه ان يفتحه بينما هو كان يقول من الخارج :
_بتحسبى الباب ده هيمعنك عنى يحلوة اطلعى بإرادتك عشان اقت*لك بسهولة ومتتعذ*بيش يلا يقطة
بلعت مودة ريقها برعب ،والعرق اصبح يتسبب من وجهها بشدة ودقات قلبها ترتفع وهى لا تعرف ماذا تفعل.......
ظلت تنظر حولها فلمحت كرسيًا فقامت بحمله بسرعة ووضعته امام الباب حتى يكون حاجزا ويمنعه من الفتح ......
التفتت حولها بذعر فتذكرت فجأة الهاتف الذى معها،فأتجهت مودة بسرعة وقامت بالاتصال على آدم بخوف يتسلل إلى قلبها كلما سمعت هذا الرجل وهو يحاول دفع الباب بجسده .........
ظلت ترن والهاتف يكاد ان يقع من يدها من كثرة رعشتها، ولكنه لا يجيب لا يرد عليها...... فنزلت دموعها بشدة وهى تصرخ بسبب الباب الذى كاد ان يُفتح .......
كان آدم فى هذا الوقت يجلس فى اجتماع وهاتفه كان فى وضع الصامت فلاحظ احمد الذى كان يجلس بجانبه ان هاتفه يُنير فقال له:
_آدم تليفونك بيرن
انتبه له آدم ونظر للهاتف فأستغرب عندما رأى ان مودة من تتصل عليه فأجابها وهو يقول
-الو
ردت مودة عليه بسرعة وبكاء وهى ترتعش:
_الحقنييي والنبيي انقذنيييي فيه راااجل هنا بيحاول ي............
صمتت مودة فجأة واغلقت السكة مما جعل آدم ينهض بخوف وهو يقول :
_الووو.....انتى فيين الووووو
احمد بإستغراب:
_فى إيه يآدم !؟
اخذ آدم مفاتيح سيارته وهو يقول بخوف :
_معرفش معرفش فى إييييييه
ليقول جملته وهو يهرول ، بسرعة خارج الشركة وركب سيارته وقادها كالمجنون والخوف يتغلغل فى قلبه، لا يفهم ماذا قالت كل الذى سمعه وفهمه ان هناك أحد بالمنزل ،وهى تبكى وصوتها يرتعش بهذه الطريقة ،ليضر*ب على مقود السيارة بغضب وهو يصرخ ويزيد من سرعته ،ظل يرن عليها العديد من المرات وهو يقود ولكن هاتفها مغلق فقام بالاتصال على الحراس ولكن لم يُجيب احد ايضا فأزداد قلق آدم عليها وهو يقود بسرعة.........
صُدمت مودة حين رأت أن الشبكة انقطعت فجأة، والمكالمة أُغلقت...... التفتت حولها برعب، فوجدت الرجل ما زال بالخارج، يضحك ويصفر بمتعة كأنه يلعب معها لعبة مرعبة......كان بوسعه أن يقتحم الغرفة بسهولة، لكنها أدركت أنه يتعمّد إخافتها والتسلية برعبها.
بينما عقلها يتخبط، لمحت الشرفة أمامها، فاندفعت نحوها بسرعة، حاولت فتحها، لكنها كانت مغلقة من الخارج..... بحثت بجنون عن شيء يك*سر الزجاج، حتى وقعت عيناها على عصا بجانب السرير فأمسكتها وضر*بت بها الزجاج بقوة، مرة بعد مرة، حتى أحدثت فيه فتحة تكفي لتخرج منها.
تنهّدت بخوف، ور*مت العصا جانبًا، وانخفضت قليلًا لتزحف عبر الفتحة..... وما إن خرجت حتى اندفعت تركض بأقصى ما تملك نحو الغابة، والدموع تنهمر على وجهها بلا توقف.
كانت تركض بجنون، تتعثر بين الأشجار، حتى سمعت وقع أقدام خلفها..... التفتت بارتجاف فرأت الرجل يلاحقها، وهذه المرة يحمل مسد*سًا بيده، زادت من سرعتها رغم أن أنفاسها تكاد تنقطع، جسدها يهتز من الرعب والإرهاق، وكأنها ستسقط في أي لحظة.
دوّى صوت رصا*صة في الهواء، مما جعل مودة تصرخ وهي تغطي أذنيها بذعر.... لم تكد تستوعب حتى جذ*بها الرجل من حجابها بقسوة، فصرخت مودة وهى تضر*به بيديها محاولة الإفلات منه، حتى لمحت غصن شجرة بجانبها..... فامسكت به بكل قوتها وضر*بته على رأسه.
تراجع الرجل والد*م يسي*ل من رأسه.... ومع ذلك، لم يتوقف، بل اندفع خلفها مرة أخرى، لكن حين لمح سيارة قادمة من الطريق العمومي وتقترب من مودة ، أسرع يختبئ خلف شجرة،متوعدا لها انه لن يتركها......
أما مودة، فقد واصلت الركض بكل ما تبقى لها من قوة، لا تلتفت خلفها، فقط تركض بدافع النجاة.....حتى خرجت من الغابة فجأة إلى الطريق العمومي، وهناك... رأت سيارة آدم تقترب منها .......
توقفت السيارة بعنف، ونزل منها آدم راكضًا عندما لمحها من بعيد..... هرعت مودة نحوه بلا تردد، وانفجرت بالبكاء وهي تلقي نفسها في حضنه، تعانقه بقوة، وهى تدفن وجهها في صدره كطفلة مذعورة.
تجمد جسد آدم من الصدمة، لم يفهم ما يحدث، فقط وقف جامدًا للحظة، ثم رفع يديه بحذر، وأبعدها قليلًا وهو يرفع وجهها بين كفيه قائلًا بخوف :
_في إيييه!!؟ إيه اللي حصل؟؟
مودة وهى ترتعش ببكاء :
_ف....م...معرفش معرفش....فيه راجل عمال يجرى ورايا ..وعاوز يق*تلنى وكان ماسك مسد*س ....عمال يضر*ب بيه نا*ر ....مكنتش عارفة اتصرف .......
نظر لها آدم بإستغراب من حديثها فأى رجل هذا يأتى هكذا ويركض خلفها!!.....تنهد آدم بضيق حينما رآها مازالت تبكى واخذها لتركب السيارة .......
وعندما وصل آدم بسيارته امام البيت رأى ان الحراس يقفون كما تركهم منذ قليل فأتجه نحوهم وامسك بياقة قميص احد الرجال وهو يقول بغضب:
_انتووو كنتتتو فيين لماا الراجل ده دخللل البيت هاااا...... كنتووو فيين مش قولتلكووو متبعدووش ثاانية عن البيت
نظر له الحارس بخوف قائلًا بكذب :
_ا...راجل اى يآدم بيه ده !!احنا متحركناش من هنا ومشوفناش اى حد
مودة بصوت مبحوح من كثرة صريخها:
_هو مدخلش من الباب دخل من باب المطبخ كان مفتوح ...انا فضلت اصرخ كتير عشان حد يلحقنى إزاى مسمعتوش !!
آدم بإستغراب :
_انتو متأكدين انكم متحركتوش من هنا؟
احد الحراس بخوف:
_اه والله يبيه متحركناش من هنا ولا سمعنا اى صوت ولا اى حاجة
نظر لهم آدم بإستغراب فدلف لداخل المنزل ، فرأى ان المنزل كما هو ليس مُبعثر او أى شئ ،وليس مسرو*ق منه شئ ايضًا فدخل للغرفة ولمح الكرسى الموضوع امام الباب وزجاج الشرفة المكس*ورة مما جعله يقول بإستغراب وهو ينظر لمودة :
_اى اللى كا*سر الإزاز ده !!
مودة
_انا كس*رته عشان أعرف اهرب كان عمال يحاول يفتح الباب لما قفلته بالكرسي ومكنتش لايقة حتة اهرب منها غيره
آدم وهو ينظر لها بشك
-قفلاه بالكرسي !! وإزاى معرفش يفتحه ....انتى بتتكلمى بجد !!؟
مودة بإستغراب
-انت عمال تسألني الأسئلة دى كدا ليه !!؟ ....
لتستوعب مودة نظراته التى يشك بها فأكملت حديثها بصدمة
_انت مش مصدقني!؟؟؟
ازاح آدم نظره من عليها بضيق وهو ينظر بتفحص للغرفة أمامه فلا يوجد اى شئ يدل انه كان أحد هنا غيره.....ا كأنها هي من قامت بك*سر هذا الزجاج من تلقاء نفسها
قالت مودة بصدمة مرة أخرى وهى تراه مازال صامت:
_انت بجد مش مصدق !! باين على وشك ده بجد ....مش مصدق ان كان فيه حد هنا !!
آدم بضيق
_بحاول أصدق مش عارف اصلك إيه اللى يخلى راجل يخش بيت من غير مايسر*ق منه حاجة او يبهدله ويبقا عاوز يقت*ل واحدة ميعرفهاش !!؟
مودة بغيظ وغضب
-انا إيه اللى عرفنى هو ساب كل حاجة وكان بيجري ورايا انت بجد بتفكر إزااى !!؟
آدم بغضب
-انتى اللى بتفكري إزااى ....تعرفى لو كنتى قولتيلى تعالى خدنى من هنا بدال الفيلم اللي عملتيه ده كنت جيت اخدتك من غير حوارات
مودة بصدمة
-بعمل فيلم !! وحوارات !! انت ...انت بتتكلم بجد ؟؟.. بقولك كاان فيه شخص هنا وفضلت أجرى منه لغايت نص الطريق وكل ده بعمل حوارات ...هو انا كذابة فنظرك للدرجادى!!؟؟
آدم بضيق
-والله كل اللى حواليا مبين إنك كذابة..... حراس وجيت لقيتهم واقفين زى ماهما ولا سمعوا صوت صريخك اللى بتقولى عليه ولا حتى سمعو صوت ضر*ب النار ممكن تفسريلى ده إيه؟؟
مودة بدموع هبطت من عينيها رغما عنها
-معرفش ده إيه انا ....انا ببرر إيه بجد انا مش هبررلك حاجة مش عاوز تصدق عنك ماصدقت بجددد
لتقول جملتها وهى تخرج من الغرفة فخرج آدم خلفها وهو يقول:
_!تحسبيش بااللى انتى عملتيه ده هتطلعى من هنا وترجعى القصر
ليقول جملته وكاد ان يتجه نحو الباب ليذهب فجرت مودة نحوه قائلة بخوف:
_ا...انت هتمشى وتسيبنى لوحدى تانى !!؟؟
زفر آدم بضيق وهو يقول:
_شوفتى وصلتى للى انتى عوزاه اهو ..
مودة بدموع
-والله العظيم كان فيه حد هنا أقسم بالله.......
ابتعد آدم عنها وكاد ان يفتح الباب فمسكت مودة ذراعه وهى تقف امامه بخوف ودموعها تهبط بشدة:
-بالله عليك متسبنيش هنا الراجل ده هيرجع ييجى تانى ويقت*لنى والنبى
سحب آدم يده بعيدا عنها قائلًا بغضب:
-راااجل إيييه مفيش حد اصلا عشان ييجى ....انتى بجد كل ده عشان ترجعى القصر !!!
مودة بدموع:
-مش عاوزة ارجعه ودينى فى أى حتة انا راضية بس متسبنيش هنا والنبى انا خايفة
رمقها آدم بضيق وفتح الباب فقالت مودة وهى تمسك يده ببكاء ونبرة متوسلة:
_والله هسمع كلامك فى اى حاجة بتقولها مش هعاندك تانى ولا هعمل مشاكل ولو عاوزنى اعتذر لكل اللى فى القصر على اى حاجة بس خدنى معاك
ابتعد آدم عنها وهو لا يريد ان يضعف امام ترجّيها وبكائها بهذه الطريقة لأنه إن سمع كلامها وصدقها سيرجعها للقصر وجدته ستريد ان تذهب مرة اخرى لن يختارها هى بدلا من عائلته التى لا تريدها ..........
دفع آدم يدها وخرج واغلق الباب عليها مرة أخرى لتطرق مودة على الباب بصريخ وبكاء:
_بالله عليك افتحح والنبى متسبنيش هنا انا مش بكذب عليييك الراجل ده هيرجع ....ويقت*لنى انا خايفة والنبى ..........لتكمل حديثها وهى تجلس على الارض ببكاء وتطرق على الباب:
_متسبنيش والنبى متسبنيش انا خايفة بالله عليك
كاد آدم ان يفتح الباب لها وهو يسمع صوتها بهذه الطريقة ولكنه منع نفسه بصعوبة وذهب وركب سيارته........
كان سيقودها ولكن هناك شئ منعه، يده لا تريد أن تقود حتى تذهب هناك شئ يقول له انها صادقة، وعقله يقول له لا يوجد دليل واحد على كلامها فهى منذ الصباح وهى خائفة ان تبقى بمفردها وتفعل كل هذا حتى ترجع لا أكثر ليتنهد آدم بضيق وهو يضع رأسه بتعب على مقود السيارة .......
شعرت مودة وهى تجلس انه لا يسمعها وقد ذهب .....ذهب بهذه السهولة ولم يهتم لكلامها!!!!... هى التى بمجرد ان شعرت بالخطر والرجل كان أمامها ،هو أول شخص فكرت فيه وقامت بالاتصال عليه ،وعندما رأته أمامها وهى تجرى وفاقدة الأمل جرت عليه بسرعة كأنها تأكدت انها اصبحت بخير ،وهو الآن لا يصدقها !!
شئ انكسر بداخلها لا تعرف ماهو كأنها كانت تُعلق أملها به وهو خذلها للحظة ولكن منذ متى وهى تعلق أملها بهذا الشخص الذى ليس لديه قلب.....
مسحت مودة دموعها بغضب فهى بلهاء لدرجة لا توصف كانت تترجاه ان يأخذها معه وهو حتى لم يرف له جفن ونظر إليها .....كم اصبحتى بحالة يُرسى عليها يمودة!!!
نهضت مودة بحزن على نفسها، وجلست على إحدى الكراسى فى الصالون بخوف وهى تراقب حولها خوفًا من ان يرجع هذا الرجل ......
وبعد قليل من الوقت شعرت مودة بنفس الصوت مرة أخرى يأتى من المطبخ، فأنتفضت بسرعة وهى تنهض وقامت بإمساك الهاتف وكانت ستتصل عليه ،ولكنها تراجعت، فهى ترجته مرة ولن تعيدها مرة أخرى طوال حياتها.....
مسكت مودة بحذر فازة كانت بجانبها، ومشت ببطء نحو المطبخ فشهقت بقوة عندما رأت الرجل أمامها مرة أخرى، كادت مودة ان تصرخ ولكنه وضع يده على فمها وكتفها بذراعيه وهو يقول :
-تؤ تؤ تؤ لا يا حلوة بتحسبى نفسك هتهربى تانى لعبة القط والفار دى انتهت خلاص
عضّ*ت مودة يده التى يضعها على فمها، وضر*بته بقدميها تحت حزامه، وكادت ان تدخل الغرفة حتى تهرب منها مرة أخرى.... فنهض هو بسرعة وقام بضر*بها على رأسها بظهر المسد*س الذى بيده ،مما جعلها تقع على الارض والد*ماء تس*يل من رأسها.........