
اقترب الرجل منها وهو يجهّز مسد*سه، فكاد أن يضغط الزناد لولا أن صوت طل*قة دوّت فجأة في الهواء.... فصرخت مودة وأغمضت عينيها برعب، جسدها كله ارتجف ظنًا أن الرصا*صة أصابتها،لكنها فتحت عينيها بصدمة...عندما رأت آدم أمامها........
فهو لم يستطع أن يغادر ، قلبه لم يهدأ حتى يطمئن عليها وعندما تذكّر الباب الخلفي الذي حدثته عنه مودة، ووجده مفتوحًا وسمع ضجيجًا بالداخل، هرع مسرعًا حتى وصل إليها في تلك اللحظة.......
خط*ف آدم السلا*ح من يد الرجل بلمح البصر، ثم وجُه له لك*مة قوية في وجهه أسقط*ته أرضًا وهو يتأوه......لم يتوقف عند ذلك، بل أمسكه من ياقة قميصه، وضر*به مرارًا بوجهه، بغضب جحيمي يتفجر في عينيه.
كل لك*مة كانت تحمل غضبه ، حتى اختفت ملامح الرجل من شدة الضر*ب...... صرخ آدم وهو يوجه ضر*بة أخرى، والرجل عاجز تمامًا عن المقاومة أمام قوته.
وفجأة، قطع صوته صوت أنين ضعيف..... ، ليرى مودة تمسك رأسها والد*م ينزف منها..... فهرول نحوها بخوف تاركا الرجل فى مكانه
في تلك اللحظة، انتهز الرجل الفرصة ونهض مسرعًا وهرب من باب المطبخ..... فكاد آدم أن يلحق به، لكنه تراجع وهو ينظر إلى مودة التي بالكاد تقف...... فصرخ بأعلى صوته ينادي على الحراس، وما إن سمعوه حتى اندفعوا خلف الرجل يطار*دونه.
أسند آدم مودة برفق، لكنها نظرت له بغضب وأبعدت يده عنها بقوة، ثم نهضت واتجهت نحو الحمام وهى تمسك رأسها بوجع ....فلحقها آدم وهو ينظر لها بضيق من الذى فعله ......
وجدها تحاول خلع حجابها بألم، وأصابعها ترتعش من الوجع.....فأقترب منها ببطء، ووقف خلفها، وصوته هذه المرة خرج مبحوحًا، ممتزجًا بالخوف والرجاء:
_خليني... أساعدك.
نظرت له مودة من انعكاس المرآة قائلة بغضب:
_مش عاوزة مساعدة من واحد زيك ابعد عنيي
ابتعد آدم عنها بحزن ووقف امام الباب وهو يراقبها تخلع حجابها بصعوبة وامسكت بعض المياه ووضعتهم على عنقها من الخلف نتيجة الضر*بة، فكانت حتى لا ترى اين مكان الإصا*بة مما جعل آدم يتجه نحوها مرة أخرى وهو يقول بغضب
-بطلى تعااندى خلينى اساعدك انتى حتة مش شايفة حاجة .......
اومأت له مودة بضيق، فوقف آدم خلفها وابعد شعرها عن ظهرها ووضعه أمامها ببطء وهى ترمقه بغيظ غير قادرة حتى ان تنظر فى وجهه فهى لا تريد رؤيته من الأساس كلما تذكرت انه السبب فى هذا .......
أخذ آدم بعض المناديل الموضوعة امامه، وقام بمسح الد*ماء بهدوء مما جعل مودة تتألم بشدة وهى تنظر له من المرآة بدموع،ظل يمسحه لها حتى وقف النز*يف وعندما أدركت مودة انه انتهى، ابعدت شعرها عن وجهها للخلف وخرجت من أمامه بسرعة وغضب.........
تنهد آدم بضيق فلمح هاتفه يرن فرد على أحد الحراس الذى قالوا له انه امسكوا الرجل فأمرهم ان يأخذوه للمخزن الذى بالقصر حتى يأتى له ويعلمه درس لن ينساه ابدًا، فهو لم يكتفى بما فعله به على لمسه لها ومجرد تفكير حتى ان يأذ*يها يقسم انه لن يجعله يتن*فس مرة أخرى ....
اتجه آدم بغضب وبحث عنها فرآها تجلس بالصالون وهى تحاول أن تلم شعرها فاتجه نحوها وهو يقول بضيق :
-قومى عشان هنرجع القصر ......
رمقته مودة بإشمئزاز قائلة ببرود وهى تنهض:
_انا مش هتحرك من هنا
لتقول جملتها وهى تتجه نحو الغرفة واغلقت الباب فى وجهه بقوة، فزفر آدم بحنق وحاول ان يفتح الباب عدة مرات ولكنه لم يفتح فعلم انها أغلقته من الداخل
فقال بغضب وهو يطرق على الباب:
_افتحييي الباب ده انتى قفلتيييه إزاااى
مودة بغضب من الداخل :
_مششش فاتحة وبعدين قفلته إزاى قفلته بالمفتاح زى ما انت شايف
طرق آدم على الباب مرة أخرى وهو يقول بغضب
_طب اتزفتييييي افتحييي الباب ده
مودة بغيظ من الداخل
_انت إييييه مش بتفهم بقولك مش فاتحة
تنهد آدم وهو يمسح على وجهه بضيق وحاول ان يقول بصوت هادئ:
-بصى انا عارف إنك متعصبة دلوقتي عشان مصدقتكيش افتحى الباب وخلينا نتفاهم ونرجع البيت
مودة بغضب
-انا مش هتفاااااهم مع شخص زيكككك مش وقت ما حضرتك تعوز تتكلم ونتفاهم انفذ ولما انا اتكلم ابقا كدابة وبحور وبتاعت افلام
تنهد آدم بحزن من حديثها فهى معها حق كانت حياتها مُعرضة للخط*ر منذ قليل وترجّته كثيرًا حتى لا يتركها وهى تبكى وتركها ولم يصدقها ...بروده وقسوته وكلام جدته انها ستمشى كلامها وانها اصبحت تؤثر عليه جعله يغضب عليها ولا يهمه اى شئ جعله يرجع آدم القاسى الذى لا يثق بأحد
جلس آدم بحزن على الارض قائلًا وهو يستند برأسه على الباب بهدوء:
-افتحى نتكلم طيب ........
مودة بغيظ وصوت عالى من الداخل
_مفيششش كلام ما بينى وما بينك ....إيه دلوقتى ضميرك بيأنبك بعد ماشوفتنى كنت همو*ت والراجل قدامك.... كنت قولت بالمرة ان الد*م ده تمثيل وانا مأجرة الراجل ده ولا حاجة
آدم بغضب وهو يضر*ب يده فى الباب
_بطليييييي طريييقتككك دييييي انا تفكيييرى مش للدرجادى
مودة بغضب
_كل اللى هامك طريقتى مش همك انى معايا حق وإنك غلطان!!!
آدم بضيق
-وانتى حتى مسألتيش نفسك انا ليه جبتك هنا من الأول!! انا عندى اسبابى اللى خليتنى اعمل كدا
مودة بسخرية:
_اسبابك!! مش عاوزة اعرف اسبابك انا عارفة انه بسبب جدتك ومكنتش معترضة مع انى من قبل ما ييجي الراجل ده كنت خايفة وفضلت ساكتة وحتى بعد ما ترجيتك سيبتنى فى الخوف ده انت حتى مش فاهم انا حسيت بإيه ......
صمتت مودة عندما هبطت دموعها من عينيها فسمع آدم صوت بكائها من الداخل يريد ولو يك*سر هذا الباب الآن بسبب بكائها فهو حقا لو لم يأتى لآخر لحظة كان سيق*تلها هذا الرجل ...فصمت وهو يعرف انه لا جدوى من النقاش فهو المخطأ فى هذا الموضوع وهى لن تأتى معه بهذه السهولة، ليتنهد بضيق واسند رأسه على الباب بصمت ........
ظلا يجلسا بصمت، كلٌ منهما على جانب الباب..... لم ينطق أحد بكلمة، لكن كليهما كان يشعر بوجود الآخر خلف الخشب الفاصل بينهما.
أسندت مودة رأسها إلى الحائط، تحاول أن تلتقط أي صوت يطمئنها أنه ما زال هناك. لكن الصمت طال... ومعه تسلل الخوف إلى قلبها من جديد. هل تركها؟ هل رحل؟
قلبها يؤكد لها أنه ما عاد يمكنها الوثوق به، حتى تلك الثقة الصغيرة التي بدأت تنشأ بينهما... هو حطم*ها اليوم بعن*ف.
وفجأة، اخترق الصمت صوت تنهد عميق، مثقل بالحزن، قادم من الخارج..... اتسعت عيناها بدهشة.... هل يعقل انه يجلس مثلها تمامًا، على الأرض أمام الباب؟
نهضت مودة بغضب مفاجئ وفتحت الباب على مصراعيه، فاندفع آدم إلى الخلف وسقط على الأرض مدهوشًا من قوة فتحها،فرمقته بغيظ قبل أن تتخطاه وتخرج من أمامه دون أن تقول كلمة.......
بحثت مودة عن اى شيئ تأكله فلمحت، مكونات الطعام التى اشتروها الحراس موضوعة على الرخامة،فوقفت وقامت بتجهيز شيئ تأكله تحت نظرات آدم الذى كان يقف ويراقبها وهى تق*طع الطعام بع*نف، فأتجه نحوها وقال وهو يحاول ان يأخذ السكي*ن منها:
_خلينى اساعدك
مودة وهى تق*طع الطعام بغيظ
_مش عاوزة مساعدة من حد
رمقها آدم بضيق وقام بإحضار سكي*ن آخر، ووقف بجانبها يحاول تقط*يع الطعام مثلما تفعل......
فهو يحاول ان يفعل اى شئ حتى تتحدث معه، ولكنها فقط صامتة ظل ينظر لها وهى تقط*ع الطعام وشعرها كله يأتى على وجهها ويزعجها، فكاد ان يقترب منها ويبعده عن وجهها، ولكنه تأوه فجأة عندما شعر بالسك*ين الذى جر*حه فى أصبعه
انتبهت مودة له وكادت ان تقترب منه لترى يده ،ولكن استوعبت فجأة ماذا ستفعل لماذا تهتم به من الأساس!!؟ لين*زف يمودة كما نز*فتى انتى فهو يستحق....
ابعدت نظرها عنه وأكملت تقطي*ع الطعام غير مبالية له فسمعته يقول وهو يقف بجانبها بخبث
_الظاهر انى الأيام دى عمال اتع*ور فى كل حتة شكل
رمقته مودة بحنق فأنتبهت ليده الأخرى التى يربطها بسبب السكي*نة التى مسكها من يد جدته صباحًا فتمتمت بصوت مهموس ملئ بالسخرية :
_من أعمالك وسيئاتك بيحصل معاك كدا
نظر لها آدم بغيظ عندما سمعها فكاد ان يتحدث ولكنه رآها تبتعد وتأخذ الطعام الذى قط*عته مع البصل وتضعهم فى" طاسة" على النار فأردف هو بإستغراب:
_مش هتاخدى اللى قطعت*هم !!
مودة بسخرية
-حطهم لنفسك تاكلهم انا مباكلش اكل بايظ
فتح آدم عينه بصدمة هل اكله هو "بايظ" وماذا تقصد لنفسه الن تفعل له طعام معها !!
فهمت مودة تفكيره وقالت
_الاكل ده ليا لوحدى أظن أنه كان ليا بما انى هقعد هنا فأنا معتبرة نفسي انى لسة لوحدى .......
لتقول جملتها وهى تخرج "السجق" من الاكياس ووضعته على الفلفل والأشياء التى قطعتها وتركت القليل من السجق، فلاحظ آدم أنها تتركها له فوقف بجانبها وأخرج "طاسة" مثلما فعلت ووضع بها الذى قطعه هو الآخر وعليه السجق ولكن بدون ان يفتح النار ،فظل يقف أمامه وهو لا يفهم شئ فقط يقلدها ولا يفهم حتى هذه الاكلة ما هى من الأساس!!!
كادت مودة ان تضحك ولكنها منعت نفسها بصعوبة وهى تراقبه يحاول ان يفتح النار ولا يعرف كيف ....فكانت ستفتحها له ولكنها تراجعت عندما تذكرت ماذا فعل .....لا لن تجعل قلبها الطيب هذه المرة يتغلب عليها ....
اتجهت مودة نحو "الرخامة"وجلست عليها بهدوء وهى تنتظر الطعام ان يطهو مما جعل آدم يبتسم بخفوت على منظرها ،فهى من كثرة قِصر قامتها وصغرها فى الحجم هذه الرخامة تسعها .....ليتجه ووقف بجانبها قائلًا وهو يستند على الرخامة هو الآخر :
_هتفضلى ساكتة !!؟؟
مودة بإستغراب:
_شايف فيه حاجة اقولها وانا متكلمتش!!؟
آدم بحزن :
-مش مضطرة تسكتى ....انتى متعصبة وساكتة ليه !! ومتقوليش مش فاهمة انتى فاهمة كويس انا بتكلم على اى
نزلت مودة من على الرخامة قائلة وهى تنظر للطعام:
-ملهوش لازمة الكلام خلاص .........
آدم بغضب :
-عاارف انه مبقاش ليه لااازمة بس على الاقل اتناقشى فى الموضوع واتكلمى زى مابتعملى انتى مش بتسكتى بالسهولة دى!!!
مودة وهى تنظر له بحزن
-اتعلمت النهاردة انى اسكت مع الأشخاص اللى زيك .....انت عارف انا للحظة نسيت انت مين.... عشان كدا وصلت للنقطة اللى انا فيها النهاردة
نظر لها آدم وهو يبلع غصة مؤلمة فى قلبه لا يعلم لماذا آلمته هذه الجملة بشدة،هل معقول نست للحظة انه الشخص الذى دمر لها حياتها !!؟ وكانت تعامله بطريقة أخرى ؟ ولكن لو تذكر معاملتها منذ فترة حقا كانت على غير العادة فهى حقا كما تقول نست من الذى تتعامل معه ... وهو ذكرها اليوم لترجع ان تكرهه كما أول مرة رأته بها......
تنهد آدم بضيق وذهب من أمامها وخرج من المنزل بأكمله .......
فابتسمت مودة بسخرية على أثره ظنًا منها ،انه ذهب مرة أخرى ولكنها لمحته يقف فى الحديقة بالخارج وهو يضع يده فى جيبه وينظر للفراغ لتبعد مودة نظرها عنه بسرعة ......وأخذت طعامها ودخلت الغرفة مرة أخرى واغلقت الباب عليها .........
ظل آدم يقف وهو شارد فيما قالته قليلا حتى انتبه من زجاج الشرفة انها دخلت للغرفة مرة أخرى، فأتجه نحو المطبخ حتى يُكمل إعداد طعامه ولكنه لا يعرف حتى كيف وهو جائع.......
لمح آدم فجأة طبق به الطعام الذى اعدته هى منذ قليل موضوع على الرخامة .......فنظر بصدمة للطعام هل معقول تركته له !!؟؟ ام انه طعامها !!؟ ولكن هى دخلت الغرفة .....ا
ابتسم آدم بخفوت عندما ادرك انها تركته له ،حقا هذه البنت غير أى شخص رآه فى حياته بالرغم انها تمقته بشدة إلا انها لم تتركه جائع.....
جلس آدم فى الصالون وهو يأكل بإستمتاع فكان الطعام حقا لذيذ فهى كل شئ تطبخه شهّى لا يعرف كيف هذا..... كان يريد ولو يفتح الباب الآن ويشكرها ويعتذر لها ولكن كل هذه الأشياء التى بداخله عقله لا يطاوعه ان يفعلها!!
ظل جالس كثيرًا بمفرده فى الصالون وهى لا تخرج من الغرفة حتى عمّ الليل وغلب عليه النوم ومودة نامت ايضًا بالداخل........
حتى جاء الصباح وفتح آدم عينه ببطء وضيق عندما استوعب انها مازالت بالداخل فأتجه نحو الباب وطرق عليه مرة أخرى فسمع صوتها وهى تقول:
_إيه !!
آدم بضيق
-افتحى الباب ده انتى ناوية تعيشى بقية حياتك هنا
مودة ببرود تعلمته منه
_آه حاجة زى كدا
آدم بغضب وهو يطرق على الباب بقوة
-افتحييييي الباااب ده وإلا هكس*ره
مودة بغيظ
-اكس*ره ورينى
ابتسم بسخرية من هذه الحمقاء التى تظنه يمزح......لتسمع مودة صوت صمت عمّ فجأة ،فأبتعدت قليلا من امام الباب بخوف ....
وبمجرد ان ابتعدت كس*ر آدم الباب بكتفه وهو يقول ببرود كأنه لم يفعل شيئ:
_ انتييي بتحسبي كل ده انا مش عارف اوصلك!؟؟ انا كنت صابر عليكى مش اكتر
نظرت له مودة بسخرية وخرجت من الغرفة فلحقها آدم قائلًا وهو يمسكها من ذراعيها:
- هنرجع عالقصر يلا
مودة بغيظ وهى تدفع يده عنها:
-لاااا قولتلك لااا انا مش هرجع عالمكان ده تاانى
آدم بغضب
-يعنيي اييي مش عاوزة ترجعى ليه مش فاهم
مودة بغضب
_عشان مش بمزاجك.. شوية تقولى انتى هتطلعى من القصر وتجيبنى هنا ووقت ما يحلالك مزاجك عاوز ترجعنى تانى وتمشينى من هنا ....انا مش لعبة فى إيدك
آدم بضيق وهو يحاول لن يهدأ
-انا مكنش قصدى كدا من الأول وانتى عارفة كدا كويس ...يلا خلينا نرجع انجزيي
مودة بعناد
-لا يعنى لا ارجع انت...
آدم وقد طفح به الكيل منها
-انتى فعلا مبتجيش غير بالطريقة دى
ليقول جملته وحملها على كتفه ،فصرخت مودة وهى تحاول أن تنزل من على كتفه فقالت وهى تضر*به على ظهره بغيظ وتتحرك بعشوائية:
-نزلنييي نزلنييي انا حتتتى مش لااابسة حجابى نزلنيي
انتبه آدم أنها بشعرها بالفعل فأنزلها ببطء وهو يردف بنبرة آمرة:
-تخشى تلبسيه وهنرجعع
كادت مودة ان تتحدث مرة أخرى ولكنها سمعته يقول بتحذير ......
_هاخدك بطريقة مش هتعجبك صدقينى
رمقته مودة بغيظ ودخلت وارتدت حجابها وخرجت بتذمر خلفه وهو يركب سيارته فركبت بجانبه بضيق وقاد بها وذهب .............
بعد قليل من الوقت وصلوا للقصر فنزلت مودة من السيارة بسرعة قبل آدم ودلفت للداخل، فكانت خديجة فى هذا الوقت تجلس فى بهو القصر فصُدمت عندما رأتها أمامها.......
لم تهتم مودة لنظراتها فهى تعرف ماذا ستقول، لتتجه بدون اى مقدمات وتصعد للغرفة واغلقت الباب خلفها......اما آدم فصدم من ردة فعلها فهى لم تكن خائفة ان تدخل القصر بمفردها كعادتها بل العكس تماما دخلت وبقوة على غير عادتها يبدو انها بالفعل غاضبة كثيرًا مما حدث
دخل آدم للقصر ورأى خديجة تقف أمامه وعلى وجهها كل أنواع الغضب والاسئلة فقال هو بضيق قبل ان تتحدث
-متقوليش رجعتها برضو ومرجعتهاش ....مفيش حد هيمشى من هناا
خديجة بغضب
-بعد كل ده يا ولدى معاقبتهاش ورجعتها بعد كل اللى عملتوا!!
آدم بغضب
-متقلقيش اتعااقبت واوى كمان ....كانت هتتقت*ل إمبارح أظن مفيش عقاب اسوأ من كدا
خديجة بإستغراب
-كيف يعنى يولدى مين ممكن يق*تل البت دى اصلا
آدم بضيق
-معرفش مين ...بس انا مكنتش اقدر اسيبها هناك بعد اللى حصل ......لتنظر له خديجة بضيق فيتقدم هو منها ويقول .......بالله عليكى يستى عدى الكام يوم دول من غير مشاكل
خديجة بغضب
-هو انا اللى بعمل المشاكل يآدم !!؟
آدم
-لا مش قصدى بس متحطهاش فدماغك دلوقتي انسى اللى عملته وانا اوعدك مش هيحصل حاجة تانى
خديجة وهى تتنهد بضيق :
-ماشى يولدى هحاول انسى بس ياريت مشوفش وشها بقا عشان مفتكرش
ليومأ لها آدم واتجه لغرفته حتى يحدثها وفتح الباب بهدوء ،فضّيق عينيه بإستغراب عندما رأى مودة ممدة على الاريكة وتغطى وجهها كله بالفراش.... هل ستنام وفى هذا الوقت !!؟
تنهد آدم بحزن وهو يتطلع بها .....وصمت حتى لا يزعجها اكثر من ذلك وخرج من الغرفة بهدوء ، فهو يعلم أنها ليست نائمة ولكنها تفعل ذلك حتى لا تتحدث معه ........
نهضت مودة بغيظ عندما سمعته يغلق الباب ومسحت دموعها بضيق ،فهى كانت تجلس وتبكى وعندما سمعته يفتح الباب اظهرت انها نائمة حتى لا يرى بكائها.....
تنهدت مودة بحزن ومددت جسدها على الاريكة وهى شاردة وتنظر للسقف بحنق فأصبحت جدران هذا القصر تضغط عليها بشدة تشعر بضيق واختناق بداخلها بسبب تواجدها فى هذا المكان ومع هذا الشخص ..........تريد ولو تغمض عينيها للأبد ولا ترى أحد من هؤلاء الأشخاص حولها !!
اغمضت مودة عينيها بدموع وهى تحاول أن تهرب من واقعها المؤلم بالنوم لعلها تحلم حلم انها ذهبت من هذا المكان السيئ ............
اتجه آدم نحو المطبخ ونادى على هنية حتى تخرج له بعيد عن نظرات الجميع الذين كانوا يقفوا بالمطبخ ولا يفهمون لماذا مودة رجعت مرة أخرى
هنية
- إيه يبنى فيه حاجة
آدم
-عاوزك تطلعى فطار ليها يهنية وحتى الغدا ودهولها على الأوضة بلاش تنزل تحت الفترة دى
هنية بتفهم
-حاضر يبنى وانت مش هتفطر طيب !؟
آدم
-لا انا هاكل اى حاجه فالشركة ...خلبالك منها يهنية ها
لتومأ له هنية فذهب آدم من امامها وركب سيارته متجه نحو الشركة ..........
اما فى الاعلى عند مودة دخلت لها هنية بالطعام حتى تأكل فرفضت مودة بضيق تحت محاولة هنية عدة مرات ان تجعلها تأكل وهى لا تفهم ما بها فمودة تحب الأكل كثيرًا وعندما ترفضه بهذه الطريقة يكون هناك كارثة .......
مودة بضيق
_قولتلك مش عاوزة آكل يدادة
هنية بحزن
-يبنتى ليه!؟؟ آدم بيه قالى اطلعلك الأكل
مودة بغيظ
-اه بيريح ضميره عشان كدا باعتك بالأكل ده ....انا بقا مش هريحه
هنية بإستغراب
-فى إيه يبنتى هو انتو متخانقين !؟؟
مودة بسخرية
-هو احنا فيه ما بينا حاجة يدادة عشان نتخانق اصلا !!؟
هنية
-بس يبنتى كنتو........
مودة بضيق
-دادة والنبى متجمعنيش معاه فى جملة واحدة ....انا مش عاوزة اسمع سيرته
لتومأ لها هنية وهى تنهض قائلة:
-ماشى يبنتى انا هسيبلك الأكل هنا يمكن تغيرى رأيك وتاكلى
لتقول جملتها وتذهب فنظرت مودة للطعام بغيظ ورجعت وأغمضت عينيها مرة أخرى وهى تحاول النوم .........
جاء الليل فى سوهاج فدخل كلا من آدم واحمد القصر فقال آدم له وهو يقف امام باب غرفته:
_لازم الولد ده يعترف يا احمد مين اللى قاله يعمل كدا خليكم وراه
احمد
_مانسلمه للشرطة ونخلص يآدم ما هو كدا كدا المجرم
آدم وهو يتذكر كلام مودة له عندما قالت إنه شاب صغير وفى عمر اخيه
-لا يا احمد انا حاسس انه مش هو اللى عملها فيه حد مهدده بحاجة وجايب التهمة كلها عليه ولازم نعرف هو مين....... مش هنودى واحد برئ السجن
احمد بإستغراب
-والله واتغيرت يآدم
آدم بضيق
-قصدك اى !؟؟
احمد بضحك
-قصدى ان آدم اللى انا اعرفه كان زمانه قت*ل الولا ده ووداه السجن كمان من غير مايفكر بالطريقة دى ....إيه اللى غير تفكيرك كدا !!
آدم بغيظ
-تفكير إيه !! .....تفكيرى زى ماهو يا احمد انا مش فايقلك ها روح اوضتك
ضحك احمد بخبث ومشى من أمامه فهو يعلم ان مودة سبب هذا التغير الذى به ولكنه كعادته ينكر انه تغير حتى ولو قليلا........
دخل آدم غرفته وهو يفتح الباب ببطء ،فرأى مودة نائمة على الاريكة فرمقها بإستغراب فهى ليست معتادة ان تنام كل هذا الوقت ،فلمح ايضا الطعام الذى على الطاولة ........ ليزفر آدم بغضب من عنادها الذى سيجعلها تمو*ت من الجوع.....
وقف أمامها وهزها ببطء حتى تستيقظ، ولكن كعادتها لا تجيب ظل يحركها بغضب ولكن لا فائدة ،فرأى ان ملامح وجهها تغيرت فجأة واصبحت تهز رأسها بضيق وهى نائمة، وتتعرق بشدة كأنها ترى كابوس ما ....فهزها آدم مرة أخرى بقوة مما جعل مودة تفتح عينيها برعب، وشدت على يده بخوف وهى تطلع حولها بريبة كأنها تتأكد انها بالغرفة ،وليست بهذا الكابوس الذى رأته وهذا الرجل يركض خلفها مرة أخرى .........
نظر لها آدم بقلق قائلًا بإستغراب:
_انتى كويسة !!؟ فى اى كنتى بتحلمى بإيه
مودة بخوف وهى تشتد على يده :
-ا...الراجل ...الراجل ده جاه وعاوز ...يقتل*نى تانى .......و....
قاطعها آدم وهو يكور يده بين وجهها قائلا بهدوء:
-اهدى ده مجرد حلم ...الراجل ده فى السج*ن دلوقتي متخافيش .....
نظرت له مودة برعب وهى تبلع ريقها بصعوبة من كثرة قلبها الذى يدق بسرعة فقال آدم وهو يمسك يدها .....
_اهديي انا معاكى
نظرت مودة فى عينيه بعد هذه الكلمة وتغيرت ملامحها فجأة عندما تذكرت، كلمتها له أمس وهى تترجاه ان لا يتركها والآن يقول لها انه معها ....حقا !!
سحبت مودة يدها عنه بغضب ونهضت من على الاريكة ودخلت للمرحاض حتى تغسل وجهها لعلها تهدأ قليلا ......
زفر آدم بضيق وهو يجلس وينتظرها ان تخرج وبمجرد ان خرجت وهى تقوم بتجفيف وجهها بالمنشفة اردف بغضب
_الأكل ده زى ماهو ليه !؟ انتى مكلتيش ؟؟
مودة وهى لا تنظر له
_ لا مش عاوزة آكل حاجة من القصر ده
آدم بإستغراب
-يعنى إيه اومال هتاكلى منين !!
مودة ببرود
-مش هاكل من الأساس
آدم بغضب:
_عنك ما كلتى ده الموجود ان شالله تمو*تى من الجوع بقا
ليقول جملته ويذهب لغرفة ملابسه واغلق الباب ورائه بقوة ...فنظرت مودة على أثره بغيظ، ورمقت الطعام بجوعف هى حقا جائعة ولكنها تعاند نفسها وتعانده حتى لا تريح له ضميره .......
مودة لنفسها بسخرية
-ده لو كان عنده ضمير اصلا
لتقول جملتها وتنام مرة أخرى على الاريكة فخرج آدم بعد ان غير ملابسه ونظر لها بغضب حسنا هو لن يبالى لها مجددا لتفعل ما تريد .....لماذا يهتم لامرها كثيرا منذ متى وهو يهتم بأحد من الأساس !!؟؟
جلس آدم على سريره وقام بإطفاء إحدى الانوار وترك نور خافت لها كعادته حتى لا تخاف وحاول ان يغمض عينيه وينام ....
كان النوم لا يأتى إلى عينه وهو ممدد على السرير ويراقبها ،وهى نائمة ووجهها حزين للغاية ودموعها كأنها ستهبط الآن وهى نائمة كل هذا بسببه .....لو كان صدقها منذ البداية لم يكن سيحدث كل هذا وتُعانى..... زفر بضيق وهو يفكر ماذا يفعل حتى يُظهر انه حزين، ويريد ان يكفر عن خطئه، ليس ببساطة ان يعتذر او حتى يعترف بالغلط !! هل يفعل هذا بطريقة غير مباشرة !!؟ هو حتى الآن لم يناقشها فى الأمر ولم يتكلموا عن اى شئ !! حسنا ليتناقش معها فى الصباح هذه المرة لن يسكت إلا ويظهر موقفه لها .........
ومع إشراقة يوم جديد، استيقظ الاثنان في اللحظة نفسها، وجهاهما متقابلان...... تفاجأت مودة برؤيته إلى هذا الحد قربها، فقفزت واقفة من على الأريكة، تنوي الذهاب إلى المرحاض، لكن خطواتها توقفت فجأة مع دوخة قوية ضر*بت رأسها بسبب جسدها المنهك من الجوع ،فأسرع آدم إليها قبل أن تسقط، وأسندها بذراعَيه، ليقول بغضب ممزوج بالقلق:
_كنتييي هتقعييي من طولك من قلة الأكل انتى شايفة بجد ان الموضوع يستاهل كل ده !!؟
مودة بغضب وهى تبعده عنها وتجلس على الاريكة مرة أخرى
-هو انت شايف ان ده السبب الوحيد !! انا مش عاوزة آكل حاجة من اكلكم ....اكلكم اللى كنتو لسة من كام يوم بتذلونى بيه وبتدونى شوربة ورغيف عيش كأنى سج*ينة هنا ..... خلاص مبقتش عاوزة شفقة ولا حاجة منكم وانشالله بجد امو*ت من الجوع مبقاش يهمنى
آدم بضيق
-انتى حرة انا مش هقعد اتحايل عليكى بس افتكرى انك ملكيش مكان غير هنا وانتى محكوم عليكى انك تفضلى فى المكان ده وتنامى وتاكلى وتشربى فيه .........
ليقول جملته ويدخل للمرحاض بغضب وبدل ملابسه ثم خرج من الغرفة بأكملها وهو لا يبالى لها حتى واغلق الباب ورائه بقوة
نزل آدم من على الدرج وعلامات الغضب والضيق على وجهه ،ليقابل احمد وهو يخرج من غرفته هو الآخر ووجهه لا يفسر بالمرة
آدم بإستغراب
-مالك !؟ اول مرة اشوفك مكشر كدا
احمد بضيق وهو يولول كالسيدة العجوز
-حسدوني يا آدم بعيد عنك وبقيت بتضايق واتنرفز
آدم وهو ينظر له بغيظ
-يعم بقاا اتكلم مرة واحدة جد فحياتك كنت بحسب فيه مصيبة
ليقول جملته وينزل من على الدرج فلحقه احمد بغيظ هو الآخر
-استنانى طب مش هتسألنى إيه اللى مضايقنى يندل
لحقه احمد حتى دخل آدم المكتب وجلس على كرسيه بضيق وهو يتطلع بأوراق العمل بلا هدف فجلس احمد أمامه وهو يلاحظ انه منزعج ايضا
_شكلى مش انا بس اللى متضايق !!
آدم وهو ينظر للورق أمامه
_انت عارف انا علطول متضايق انت اللى فيه إيه بقا مش عوايدك؟
احمد بضيق
-مشاكل مع ميسرة يعم بقيت حاسس انى انا متجوز بجد يا آدم واحنا متفقين ان محدش يسأل التانى رايح فين وجاى منين
آدم بإستغراب
_إزاى يعنى انت عبيط متسألش مراتك هي رايحة فين !!؟ حتى لو مبتعتبرهاش مراتك بس هى اسمها على اسمك ومسئولة منك وكمان ميسرة بنت عمك يا احمد
احمد بغضب
_يا آدم انت مش فاهم علاقتى انا وميسرة سطحية أخرنا عامل اى الحمدلله وخلاص انا عارف انها مش بتعمل حاجة غلط عشان كدا مش بسألها هي بقا اللى الايام دى وقفالى على واحدة متروحش ومتقابلش ومتجيش وكلام الناس عليا اهم حاجة عندها شكلها مش فارقلها حياتى من الأساس
آدم بإستغراب
_وانت بتروح فين يااحمد !!اكيد عندها سبب بدال قالتلك كدا وشافتك مع حد مش قولتلى إنك توبت خلاص؟
احمد بضيق
_والله توبت يآدم وبقيت مركز على حياتى صح ....
آدم بشك
_قصدك إيه انك مركز على حياتك !!
احمد بتردد (هتفهموا فى البارت الخاص بأحمد وتسنيم )
_انا شكلى هيبقا فيه حد فحياتى يآدم
آدم بإستغراب
_حد مين مش فاهم
احمد بغيظ
_اى اللى مش فاهمه يا آدم هيكون حد مين اكيد مش راجل يعنى .....
آدم بسخرية
-طب ما ده الطبيعى انت طول عمرك الستات فى حياتك يعنى اى الجديد؟؟
احمد بضيق
-انا سمعتى مش وحشة للدرجادى يآدم ....والمرادى مش ستات هي واحدة بس دخلت ومش عارف اطلعها من حياتى خلاص
آدم بصدمة
-ده بجد !! هي مين دى اللى غيرتك فجأة كدا يا احمد وخلتك تركز معاها هيا بس
احمد بتردد
-مش هقدر اقولك هي مين دلوقتي لما ييجى الوقت المناسب .....بس اللى مضايقنى دلوقتي ميسرة ....مش عارف اخلع منها إزاى المراضى كل مرة اسكتها وأراضيها بحاجة عشان تفكها منى وترجع لنفس الموال رايح فين وجاى منين
آدم بإستغراب بعد جملته هذه
-إزاى بتراضيها!!؟
احمد بإستغراب
-قصدك اى !؟؟
آدم بتردد
-قصدى يعنى ...بتعمل إيه عشان تراضيها لما هي تكون زعلانة؟
احمد بضحك
-عادى بجيبلها اى حاجة تسكتها البنات يبنى اليومين دول باقوا ماديين اهم حاجة اللبس والمجوهرات والمكياج والحاجات الغريبة دى
آدم بتفكير هو لا يظن انها من هذا النوع
_مفيش حاجة ممكن ترضيها غير الكلام ده !!؟
احمد بخبث
-انت عاوز تراضى مين بالظبط .....لينظر له آدم بتوتر .....فضحك احمد بشدة وهو يقول ......
_مودة ههههه انت بتفكر إزاى تراضى مودة ههه هموت والنعمة آدم الاسيوطى بقا يفكر إزاى يراضى حد !!!
آدم بغضب وهو يحاول ان يُكّذب مايقوله احمد
-اى اللى انت بتقوله ده بطل عبططط مين دى اللى اراضيها ...انا ...انا بس غلطت فى حقها وحاسس بالذنب تجاهها مش اكتر
احمد بخبث
-امم حاسس بالذنب ....طب ماتعتذرلها يآدم
آدم بغيظ ونرجسية كعادته
-انت عارف انى مبعتذرش من حد وكمان بنت مستحيل اصلا
احمد بتفكير
-خلاص حاول تجيبلها حاجة بتحبها تعبر بيها عن اسفك يعنى بطريقة غير مباشرة
آدم بضيق
-معرفش بتحب إيه وبتكره إيه يا احمد
احمد
-إزاى حاول تفكر ملاحظتش انها بتحب اى حاجة خالص مش شرط تكون حاجة مادية يعنى
ظل آدم يفكر للحظة، يحاول أن يتذكر شيئًا واحدًا يسعدها،لكن الحقيقة الصادمة أن مودة، منذ أن جاءت إلى هذا المكان، لم يرَ على وجهها لحظة سعادة واحدة.
حسنًا... هي تحب الطعام، لكنه يعرف أنها ترفض أن تأكل......تحب الكتب، وقد لاحظ ذلك أكثر من مرة، لكن عنادها سيمنعها من قبول أي كتاب منه.
زفر آدم بضيق وقلة حيلة، ثم تمتم وهو يوجه حديثه لأحمد:
-مفيش فايدة يا احمد انا فعلا معرفش عنها اى حاجة
احمد
-خلاص جيبلها اى حاجة من البنات بتحبها هدوم او مجوهرات ولا حاجة هتفرح .......اما انا افكر انا كمان هجيب اى لميسرة اسكتها بيه... حالتنا باقت صعبة يبنى والله
ليقول جملته ويذهب من امامه......
ظل آدم يفكر فى حديث احمد عن اى هدية يحضرها لها .....ولكن هدية ماذا،هم علاقتهم لا تسمح له، بشراء لها هدية فهم ليسو مثل الباقى وهى ايضًا ليست كباقي البنات لا يعتقد ان شئ مادى يجعلها سعيدة، ليتنهد بضيق وهو يفكر بصعوبة ماذا ممكن ان يفعل ليجعلها كما كانت ....
وبعد قليل من الوقت دخلت هنية للغرفة عند مودة وهى تحمل فى يدها حقيبة بها شيئ مما جعل مودة تقول بإستغراب:
-اى ده يدادة !!
هنية وهى تضع الاشياء على الفراش
-هدوم ليكى يبنتى آدم بيه جيابها وقالى اديهالك
نظرت مودة لها بإستغراب وهى تقول:
-انتى متأكدة يدادة الهدوم دى ليا انا!!
هنية
-اه يبنتى والله حتى قالى تلبسى حاجة منهم وجهزى نفسك
مودة وهى لا تستوعب الصدمات التى تأتى وراء بعضها
-اجهز نفسيي!!؟ ليه حاسة إنك بتتكلمى عن شخص تانى يدادة !!
هنية بضحك
-يمودة لا والله بتكلم عن آدم بيه .....يلا جهزى نفسك والبسي حاجة من الفساتين الحلوة دى آدم بيه ما شاء الله زوقه تحفه
مودة بضيق
-انتى نسيتى يدادة انى مينفعش اغير الأسود ده لو لبست ملون دلوقتي محدش هيسكت زى العادة
هنية
-متقلقيش يبنتى آدم بيه شكله مرتب لحاجة لأنه قالى خليها تعمل اللى بقول عليه من غير ماتسأل
مودة وهى تزفر بضيق
-انا مش عاوزة حاجة منه يدادة رجعى الحاجات دى انا مفيش مابينى ومابينه حاجة عشان يشتريلى هدوم
هنية
-يبنتى إيه اللى بتقوليه ده آدم بيه جوزك ومن حقه يشتريلك متكسفهوش يبنتى والبسي يلا وجهزى نفسك بلاش تعملى مشاكل يمودة
مودة بغيظ
-البس وانا مش فاهمة حاجة كل حاجة أوامر...وانا انفذ .....ماشى هنشوف آخرة الموضوع ده اى ......نقى معايا حاجة يدادة اى كل الهدوم دى بجد انا هلبس كل دول !!
اتجهت مودة واختارت احد الفساتين بلون البنى الغامق فقالت هنية بضيق
-ماتلبسى لون تانى يبنتى بدال الغامق ده
مودة وهى تأخذ الملابس
-انا مش هاممنى يدادة اصلا ولا اللون ولا اى حاجة انا بسمع كلامه وخلاص بجد مش فارقلى
أنهت حديثها واتجهت إلى المرحاض لتبدل ملابسها وبعد دقائق خرجت، وقفت أمام المرآة تحدّق في انعكاسها بعينين حزینتین.....
وجهها بدا باهتًا، وعيناها محمرّتان، تحيط بهما هالات سوداء واضحة،وعندما ارتدت حجابا فاتح اللون، زاد من إبراز شحوب ملامحها، فارتسمت على شفتيها ابتسامة ساخرة........
متى آخر مرة رأت نفسها بملابس ملوّنة؟ لا تتذكر. حياتها كلها كانت تبدو مظلمة، محبوسة في سواد لا ينتهي وكأنها اضيئت فجأة الان عندما ارتدت هذه الملابس...
قطع دخول آدم المفاجئ تفكيرها، كأنه كان على وشك أن يتكلم، لكنه توقف فجأة عندما وقعت عيناه عليها......
تجمّد في مكانه، مأخوذًا بجمالها في تلك الملابس... بالرغم من الحزن المرتسم على وجهها، إلا أن شيئًا لم ينقص من هدوئها وجاذبيتها.
ملامحها البريئة وسكونها الغريب جعلاه يسرح فيها للحظة، كأنه يراها بطريقة مختلفة تمامًا.......
تنهد آدم بضيق وأشاح بنظره بعيدًا عنها، قبل أن يقول ببرود مصطنع:
ــ جهزتي؟
لفت مودة حجابها قائلة بغيظ :
-ممكن افهم جيبت الهدوم دى كلها ليه !! وانا بلبس دلوقتي اصلا ليه !؟؟
آدم بضيق
-ممكن تبطلى تسألى على كل حاجة.. خلصى وحصلينى على برة
ليقول جملته وهو يخرج ينتظرها امام باب الغرفة، وبعد دقائق خرجت مودة ومشت خلفه بإستغراب وهو لا يتفوه بأى كلمة ....ظلت تمشى ورائه حتى خرجوا من القصر بالكامل ووقفوا امام الباب فنظرت له مودة بإستغراب وهى تقول:
-وبعدين برضو مش فاهمة انا لبست كل ده عشان نقف قدام الباب
آدم وهو ينظر لها بغيظ
-هو انتى ليه علطول معندكيش صبر !!؟؟؟
مودة بغضب
_وانت ليه علطول كل حاجة أوامر أوامر ومش عاوز حد يناقشك
لمح آدم السيارة التى تأتى من بعيد وتدخل من بوابة القصر فقال وهو يشير بيده نحوها:
_لو تصبرى شوية هتفهمى
نظرت مودة ناحية ما يشير فأستغربت بشدة عندما رأت سيارته تأتي مع سواق ايضا......
لتردف بسخرية بعد ان استوعبت
_هتودينى على فين المرادي أنهى مكان هروحه؟
آدم بإستغراب
_قصدك اى مش فاهم
مودة بضيق
_مش انت جايب العربية دى عشان تاخدنى وتوديني مكان تانى زى ما عملت المرة اللى فات... لتكمل بسخرية ...
_ انت قولت إيه اخليها متشيكة المرادي وهى رايحة !!
آدم بصدمة من تفكيرها
-ده بجد اللى طلع معاكى !؟؟بصى وراكى وانتى تفهمى انتى غبية بجد
التفتت مودة خلفها بلا مبالاة من حديثه ماذا تتوقع من شخص كهذا......مهلا !!! فتحت مودة عينيها على آخرها بصدمة ودموعها هبطت بشدة وهى ترى آخر شخص كانت تتوقعه وهى تخرج من هذه السيارة
لتقول مودة بصدمة وعيناها لا تستطيع ان تصدق ما تراه
-رحمة !!!
رحمة وهى تقف بعيد قليلا عنها
_مودة
ركضت مودة بسرعة بدون اى مقدمات من جانب آدم عندما تأكدت انها حقيقة بعد ان نادت عليها بهذه الطريقة
فركضت رحمة نحوها هى الأخرى وعانقوا بعض بقوة وهم الاثنان يبكيان، يتحسسان وجه بعض كأنهما يتأكدان انهما حقيقيان ،وعندما استوعبت مودة ان رحمة جائت لهذا المكان اخرجتها من معانقتها وهى تقول بخوف :
_رحمة انتى بتعملى إيه هنا !! ...إزااى جيتى هنا ....انتى مش مستوعبة انهم ممكن يقت*لوكى اززاى ......
قاطعتها رحمة وهى تكور يدها بين وجهها قائلة بهدوء
_إهدى يمودة إهدى انا مجتش هنا من نفسي
مودة بإستغراب
_يعنى اى !!اومال جيتى إزااى وإزااى جيتى بالعربية دى
أشارت رحمة على آدم الذى كان يقف من بعيد ويراقبهم وقالت:
_جوزك يمودة هو اللى جابنى هنا .....اتصل عليا معرفش إزاى حتى جاب رقمى ولقيته بيقولى آجى اشوفك واتغدى معاكى كمان هنا ....انا مكنتش مصدقة فالأول بس لقيت السواق جاى ياخدنى من قدام باب البيت
مودة فى نفسها وهى تنظر له بإستغراب
_ليه !؟؟ ليه عمل كدا !!إزاى فكر فحاجة زى دى اصلا !!
ليقاطع تفكيرها رحمة وهى تقول
_مودة ...سرحانة فى إيه مش ناوية تدخلينى بقا ولا إيه
اومأت لها مودة قائلة بخوف حاولت أن تداريه بصعوبة فى ابتسامتها:
-اكيد هدخلك طبعا يحبيبتى انا بس مش مصدقة إنك قدامى يرحمة تعالى ...تعالى عشان اعرفك على دادة هنية كمان
أمسكت مودة بيد رحمة وسارت بها إلى داخل القصر، بينما عين آدم تتابعهما بنظرة غريبة كأنه يقول لها لا تقلقي لن يقترب احد من اختك......
لكن مودة رمقته بضيق، وأسرعت وهي تسحب رحمة خلفها حتى وصلت إلى المطبخ..........
ابتسمت مودة بخفة وقالت بلهفة:
_ دادة... بصّي مين جت
رفعت هنية رأسها نحوها باستغراب، لتكمل مودة بعينين لامعتين وابتسامة واسعة:
_اتخيلى مين دى يدادة ...مين اللى كل يوم بحكيلك عليها أربعة وعشرين ساعة
هنية بصدمة وسعادة
-اختك رحمة !!!
اومأت لها مودة بإبتسامة فعانقتها هنية بقوة وهى تقول
-اهلا وسهلا يبنتى شرفتينا يحبيبتى ماشاء الله زى ما مودة كانت بتحكى عنك بالظبط
رحمة بضحك
-صحيح انا مش حلوة زى مودة بس برضو .....وبعدين كنتى بتحكيلها إيه عنى يمودة بقا خير ولااا
أمسكت مودة يدها وجعلتها تجلس أمامها على الطاولة وهى تقول بسعادة
-كل حاجة حرفيا يا رحمة كل مشاكلك ومص*ايبك وكل مواقفنا سوا بحكيها للدادة هنية
رحمة بضحك
-الظاهر انك قريبة منها اووى
هنية وهى تعانق مودة
-مودة بعتبرها زى بنتى ورد بالظبط من ساعت ماىجات هنا وهي معايا علطول ربنا يخليهالكم بنت جميلة وقلبها طيب زى مودة انتو محظوظين بيها
رحمة بإبتسامة
-اكيد طبعا ....انتى وحشتينى اووى يمودة بجد اووى
مودة وهى تحاول أن تدارى حزنها ودموعها
-وانتى كمان وحشتينى يرحمة وحشتونى كلكم ماما وبابا عاملين إيه وتسنيم عاملة اى وحشانى هى كمان اوى
رحمة
-كلنا كويسين بس مش عارفين نتأقلم هنا بس كويسين يمودة طول مانا جمبك هنا كويسة
مودة بحزن
-ارجعو اسكندرية يرحمة انتو مش مضطرين تفضلوا هنا
رحمة بضيق
-لا يمودة مش راجعة مش هخلى يبقا مابينا محافظات انا وانتى عالاقل اول م ااتصل بيا جوزك عرفت آجى هنا علطول
مودة بإستغراب
-وجامعتك طيب وتعليمك عملتى فيهم إيه
رحمة
-محمد نقلى كل حاجة هنا متقلقيش كل امورنا بتبقا تمام مع الوقت
هنية وهى تحضر الطعام
-أقعدى معانا على الغدا بقا يرحمة لازم تدوقى أكلى
مودة بضحك
-آكل دادة هنية مش هتقدرى تقاوميه يرحمة احلى من أكل ماما كمان
رحمة
-ماشى هقعد عشان ادوق اكلك بس يدادة
مودة بضيق وهى تمازحها
-يعنى مش عشانى انا يرحمة وتقعدي معايا
لتضحك رحمة وتعانقها وهى تقول
-لا طبعا هقعد عشان عيونك الحلوين دول
انفجرت مودة في ضحكة صافية وهي تعانق رحمة من جديد، ضحكة ملأت المكان دفئًا..... فمنذ أن كانتا صغيرتين، اعتادت رحمة أن تتغزل في عينيها دائمًا... والآن، لا تزال تفعل الشيء نفسه.
كل ذلك كله تحت أنظار آدم، الذي وقف بعيدًا عند مكتبه، يراقبهما بصمت..... عينيه توقفت طويلًا عند ابتسامة مودة... تلك الابتسامة التي بحث عنها طويلًا ولم يرها منذ جاءت إلى هنا.
كان يعلم في قرارة نفسه أن هذا هو الحل الوحيد ليعيد إليها بعض الفرح: أن ترى أختها.....فهي السبب الأول الذي جعلها تصل إلى هذا المكان من البداية. لذلك ظل يكتفي بالمشاهدة، يتأملها وهي تتحدث وتضحك بسعادة، وكأنها استعادت قطعة من نفسها الضائعة........
فى الداخل عند مودة قالت لها رحمة بهمس وهى تقترب منها
-بقولك يمودة هو مفيش ناس عايشة فالقصر الكبير ده هنا غير دادة هنية !!
مودة بضحك
-لا فيه بس كلهم برة مش هنا ميسرة ومنة فالجامعة والباقى فالشغل باين واحمد بتيقلى
قاطع احمد الذى دخل للتو حديثهم وهو يقول
-بتجيبوا سيرتى ليه !! اى ده مين دى !! ليتطلع بها احمد بإستغراب ويقول ....ليه حاسس انى شوفتك قبل كدا؟؟
مودة بضحك
-دى اختى رحمة يا احمد يمكن شوفتها يوم المستشفى
رحمة بصدمة
-انتت بقااا احمد اللى قرفانى بيه تسنيم مطلعتش زى مابتوصفك خالص
احمد وهو يجلس بسرعة بعد ان سمع سيرة تسنيم
-هي بتحكيلك عنى !!بتقول اى ها ...ها بتقول إيه عنى
رحمة بسخرية
-هيا وراها غيرك اصلا ....بتقول عنك شخص مستفز وبارد ومغرور ولعبى وبتاع بنات
مودة وهى تكتم ضحكتها بصعوبة
-رحمة اسكتى عيب كدا مش كل حاجة تتحكى
رحمة بغيظ
-مش هو اللى عاوز يعرف
احمد وهو يلوى شفتيه بغيظ
-الله يكسفك يتسنيم الكلب وانا اللى بحسب بتمدحينى ...متصدقيش اى حاجة والله ماتقولى حاجة يمودة انتى عرفانى انا كداا!!!
كادت مودة ان تتحدث ولكنها صمتت فجأة عندما رأت آدم جاء خلف احمد وقال بغيظ:
_انت بتعمل اى هنا !!؟
التفت له احمد قائلًا بفزع:
_بسم الله انت بتطلع منين
آدم بضيق
-رد على سؤالي يا احمد
احمد
-كنت جاى اشوف هنية خلصت الأكل ولا لا عشان جعان يعم ولما لقيت البنت اخت مودة دى نرفزتنى دلوقتي
آدم بضيق
-تعالى معايا انا هأكلك... انت من إمتى بتخش المطبخ تسأل على أكل !!
ليقول جملته ويشده من يده للخارج تحت تذمر احمد حتى وقفوا امام باب المكتب وقال:
-يعم سيبنى هو انت بتغير على البت واختها !!!
آدم بغضب
-احمد لمم لسانك ....انا بس مش عاوز حد يقعد معاهم سيبها قاعدة مع اختها انت بتدخل ليه مابينهم؟؟
احمد بغيظ
-يعم اختها طلعت عرفانى انا مشهور سيبنى بس اكمل استفسار منها
ليقول جملته وكاد ان يتجه للمطبخ فشده آدم بغيظ من رقبته وهو يوقفه مرة أخرى فنظر له احمد بضيق ومشى من أمامه فهو يعلم ان آدم لن يجعله يدخل ولو على جثته .......
اما فى الداخل بعد ان مشى احمد وآدم قدمت هنية الطعام لرحمة ومودة وجلسوا وهم يأكلون فقالت رحمة بهمس:
-بت يمودة
مودة بإستغراب وهى تأكل:
-اى يرحمة
رحمة بصوت هامس:
_ اول مرة آخد بالى ان جوزك حلو كدا مع انها تانى مرة اشوفه فيها بس باين عليا عشان المرادي مخوفتش منه
مودة بضيق من جملتها:
_احترمى نفسك يا رحمة عييب كدااا
رحمة بضحك
-عيب إيه ما هو جوز اختى .......عارفة انا حسيت النهاردة انه طيب لما اتصل عليا وقالى آجى اشوفك
مودة بضيق
_مش طيب يا رحمة متتغريش فى البنى آدمين من مظهرهم
رحمة بإستغراب
-قصدك إيه بيعاملك وحش يمودة !!؟؟
مودة بتوتر:
_لا ..لا بيعاملنى ...كويس بس هو شخصيته مش الطيب اووى زي وزيك كدا فاهمة
رحمة بضحك وهى تأكل
-مش لازم كل المواصفات تبقا موجودة بقا يمودة .......فاكرة لما كنت بفضل اقولك إنك هتتجوزى واحد بكرش وطخين وانتى كنتى تفضلى تقولى هتتجوزى واحد حلو وطويل وبعضلات اهى أحلامك اتحققت واتجوزتى كل مواصفاتك
ابتسمت مودة بإحراج من جنلتها فهى كانت منذ فترة تفكر فى هذا....
انه حقا به كل مواصفات التى كانت تتخيلها ماعدا اهم صفة طيبة القلب والحنية والمشاعر لتضحك مودة اى مشاعر هذه فهذا الشخص خالى من اى نوع من المشاعر والطيبة... لو تعرفى يرحمة ستضحكين حقا على حظ اختك .........
كان آدم ما زال واقفًا في مكانه، يتأملها من بعيد..... ابتسامة خفيفة ارتسمت على وجهه وهو يراها أخيرًا تأكل... فمنذ يومين تقريبًا لم تضع لقمة في فمها، والآن بدأت تستعيد شيئًا من عافيتها..... تنهد براحة، وهمّ أن يعود إلى مكتبه، لكن عينيه وقعت فجأة على خديجة وهي تنزل من الدرج متجهة نحو المطبخ.
تجمد آدم في مكانه،فهى لو رأت رحمة الآن... ستكون كارثة حقيقية.
دخلت خديجة المطبخ بخطوات سريعة، كانت فقط تريد أن ترى إن كان الغداء قد جهز أم لا..... لكن ما إن وقعت عيناها على رحمة قالت بإستغراب:
_مين دي يا هنية ....احنا عندنا ضيوف وكمان قاعدة مع البنت دى !!
نهضت مودة بفزع عندما سمعت صوتها ووقفت امام خديجة بخوف على رحمة منها .....فقالت هنية هى الأخرى بخوف:
_دى رحمة اخت مودة يا هانم
خديجة بصدمة وغضب وهى تقترب من رحمة
_إييييه ؟؟؟ اى اللى جاااب بنتت القاا*تل دى اهنيه....والله عااال جايبين عيلة اللى قت*لوا ابنيييي كلهممم هنااااا..........
لتقول جملتها وكادت ان تشد رحمة من يدها فأمسكت مودة يدها بغضب وابعدتها عنها واوقفت اختها خلفها وهى تردف بغضب
_ لا استنى عندك بقى ....إلا اختييي انا اسمحلك بأى حااجة تعمليها معايا وسمحتلك بحاجات كتير لكن عند اختيي ومليون خط احمررر
صدمت خديجة من ردة فعل مودة التى بدت قوية على غير عادتها وكادت ان تتحدث ولكن قاطعها آدم الذى جاء من خلفها وهو يقول:
&انا اللى جيبتها هنا يخديجة هانم
خديجة بصدمة وهى تلتفت له
-انت يآدم !! جيبت البت دى هنيه ليييه انتت عااوز تجلطن*ي يولدييي
آدم بضيق
-ياريت تيجى نتكلم برة مش هنقف نتناقش هنا
ليقول جملته ويخرج فرمقتهم خديجة بغيظ وتبعت آدم لمكتبه بغضب .....
تنهدت مودة بإرتياح عندما ذهبت فنظرت لوجه رحمة الذى أصابه الرعب والخوف فقالت بسرعة حتى تدارى على هذا الموقف:
-ر...رحمة إيه رأيك نطلع فى الجنينة برة الجو حلو تعالى
أمسكت مودة بيد رحمة بقوة وسحبتها خلفها بسرعة، كأنها تريد أن تُخرجها من دائرة الخوف والصدمة التي سببتها خديجة. قادتها حتى وصلتا إلى الحديقة.
وقفت مودة أمام الورود، تتنفس بعمق وتحاول أن ترسم على وجهها ملامح هادئة، كأن شيئًا لم يحدث منذ لحظات. أشارت للزهور بابتسامة مصطنعة تخفي وراءها حزنها وقالت:
-اى رأيك فى الورد ده يرحمة بصى النوع اللى انا بحبه كمان
رحمة بحزن
-مودة انتى بتحاولى تعملى اى انتى بتحسبينى ماخدتش بالى من طريقة الست دى
مودة بتوتر
-لا ...بس هي طبعها كدا ي..رحمة بتزعق علفاضى والمليان
رحمة بضيق وهى تنظر فى وجه اختها
-مودة أنا مش هسألك انتى مبسوطة هنا ولا لا انتى هنا اصلا غظبن عنك بس عل الاقل بيعاملوكى كويس يمودة !؟؟؟
مسحت مودة بسرعة دمعة سخيفة خانتها على وجهها وقالت وهى تحاول رسم ابتسامتها قدر المستطاع:
-اه اه يرحمة بيعاملونى كويس كلهم هنا طيبين وكويسين مش زى ماكنت فاكرة عنهم نهائى
رحمة بضيق
-والكلام اللى كنتى بتقوليه من شوية للست دى إيه.... انك تسمحى تعمل اللى هيا عوزاه فيكى مودة أوعى تكون بتع*ذبك هناا
مودة بتوتر
-لا لا يرحمة بطلى عبط عذا*ب إيه وهبل اى
رحمة بحزن
-مشكلتك يمودة إنك مبتعرفيش تكذبي انتى مش مستريحه هنا يمودة وبتعانى وساكتة!!
كادت مودة ان تتحدث ولكن قاطعهم صوت رنين هاتف رحمة بأسم والدتها فردت عليها رحمة بضيق
-الو يماما
منى بغضب من الجهة الأخرى
-انتتييي فيين يا رحمة من الصبح مش باااينة روحتى فيين
رحمة بضيق
-عند مودة يماما
نهضت منى من مكانها بفزع وهى تقول بخوف:
-اى !! بتعملى اييي عندهااا بتعملييي إيه عندد الناااس دييي انتى عوزاهم يقت*لوكى يرحمة واختك إزاااى سمحتلك انككك تيجى عندها هي اتجنتتت
مودة بإستغراب وهى تلاحظ ان صوت والدتها عالى
-فى اى يرحمة
رحمة بضيق
-عمالة تزعق انى هنا .....انا اصلك نزلت من غير ماقولها
مودة بصدمة وهى تأخذ منها الهاتف
-إيه نزلتى من غير ماتقوليلها انتى اتجنيتى هاتى .....الو يماما
منى بغضب
_إيه اللى جاااب رحمة عندك يموودة خليهاااا ترجعع فورا إزااى تسمحيلها تخش بيت الناس دييي
مودة بحزن فهى امها كعادتها تغضب عليها ولم تسألها حتى عن احوالها كم كانت تريد الآن ان تقول لها انها مشتاقه إليها ولكنها لم تعطيها فرصة
_انا مكنتش اعرف يماما ....لو كنت اعرف مكنتش خليتها تيجى
منى بضيق
-موودة خلي اختك ترجع بسررعة فاهمة ولا لا
مودة بحزن
-حاضر يماما متخافيش
لتقول جملتها وتغلق السكة معها فأردفت بحزن
-يلا يرحمة ماما قلقانة عليكى وبصراحة هي معاها حق يلا عشان ترجعى
اكتفت رحمة بالإيماء لها بصمت، فالتفتت مودة نحو السائق الذي كان ينتظر أمام القصر بأمر من آدم، وأخبرته أن يوصل رحمة إلى منزلها بأمان.
قبل أن تتحرك السيارة، أمسكت رحمة يد أختها وعيناها تلمعان بالدموع، ثم قالت بصوت مرتعش:
-مودة انا عارفة إنك مخبية عليا حزنك ووجعك قوليلى بالله عليكى لو فيه حد بيعملك حاجة هنا قوليلى متحسسنيش انى السبب فاللى انتى فيه انتى بتعملى كل ده عشانى انا عارفة
مودة بدموع هى الأخرى
-صدقينى لا يرحمة انا كويسة يلا ارجعى بقا عشان ماما متزعقش
اومأت لها رحمة بحزن وعانقتها بقوة وهى تبكى ثم ودعتها وذهبت من أمامها.....
انهمرت دموع مودة بعد رحيل رحمة، فالساعات القليلة التي قضتها معها أعادتها إلى ذكريات أيامهما القديمة معًا......تذكرت نظرات أختها القلقة وخوفها عليها، فزاد حزنها وهي تحدق في أثرها البعيد.
كل ذلك سببه ذلك "الروبوت" الذي جعل رحمة تشعر بالذنب والحزن. امتلأت مودة بالغضب وهي تعود أدراجها إلى القصر.
وهناك، لمحَت آدم جالسًا في الحديقة الخلفية، بجانبه أحمد، يتبادلان النظر في بعض الأوراق..... تقدمت نحوه حتى وقفت أمامه مباشرة. فلمح آدم نظرتها الحادة، وفهم أنها على وشك قول شيئ تنهد بضيق ثم التفت نحو أحمد قائلاً:
_سيبنا لوحدنا شوية يا احمد
اومأ له احمد وذهب من أمامهم ثم قال آدم وهو ينظر للأوراق امامه
_اختك مشت؟
مودة بغضب
_انت بتحاول تعمل إيه بالظبط ليه جيبت رحمة هنا ....انت بتحاول تذلنى باللى بتعمله ده !؟؟
آدم بصدمة من حديثها
_بذلك !! ده بجد اللى استنتجتيه!!
مودة بغضب
_آه ما انت رايح تجيب اختى هنا ليه هاا بتحاول تبينلها قد إيه انا مذلو*لة وبعانى هنا
آدم بضيق
_انتى بتقولى إيه!! انا جيبت اختك عشان انتى مشوفتهاش بقالك كتير ....انا غلطان بجد فى اللى عملته !!؟؟
مودة بغيظ
_اه غلطان انت من إمتى بيهمك انا عاوزة إيه اصلا !! انت مش عارف انت عملت إيه لما جيبت اختى هنا
آدم والغضب تملكه بسبب نبرة صوتها هذه
-بجد ده اللى طلع معاااكى انتى عارفة كويس اووى ان مجيبة اختك هنا مش بالساهل ومستحيلة وبرغم كل ده جيبتها عشان تشوفيها وانتى جاية تقوليلى غلطان !!
مودة بغضب
-انا مقولتلكش جيبها ....اختى جات هنا ومشت الدمعة على خدها بسببكوا حست بالذنب وهي شيفانى بمثل انى كويسة عمالة تقولى انتى بتكذبى عليا يمودة انا اللى مستحملة كل الذ*ل ده هنا عشانها اخليها هي تشوفه بعنيها !!؟؟
تنهد آدم قائلا بضيق من حديثها
-انا عملت اللى اقدر عليه مكنتش عامل حسابى فى كل اللى انتى بتقوليه ده
مودة بغضب
-معاك حق انت كنت بتحاول تريح ضميرك بعد اللى عملته فيا مش اكتر وفكرت ان اختى أغلى حاجة عندى فقولت اخليها تشوفها عشان تسكت وخلاص صح؟؟
آدم بغضب وصدمة من حديثها
-انتى ليه مكبرة الموضوع كداااا كل ده عشان مصدقتكييش سااعتهاااا !! بجد كفايا بقااا ...
مودة بسخرية
-تصدقني!! انت بتحسب انى بجد كل ده عشان كدا !! انا من اول ماجيت هنا اصلا اتهمت بمليون تهمة ومحدش كان مصدقني وانت اولهم انت مش مضطر انك تصدق واحدة زيي اصلا
آدم بإستغراب
-اومال كنتى بتعملى كل ده ليه !!
مودة بنبرة حزينة:
-عمرك ماهتفهم ....لأنك عمرك ماحسيت بالاحساس اللى انا حسيته وقتها.....انت عارف معنى إنك مبقاش ليك بيت ومكان آمن تعيش فيه !!عمرك انت حسيت بده!؟؟ ....اكيد لا ...لما اخدتنى وشدتنى وراك وودتنى عالبيت ده كأنى مليش اى لازمة انت عارف ساعتها حسيت بإيه ....صحيح مكنتش ساعتها متضايقة قولت احسن هخلص من المشاكل زى ما انت بتقول بس بعد ما مشيت ولقيت نفسي لوحدى بالطريقة ديي حسيت ......لتهبط دموع مودة بشدة وهى لا تستطيع ان تخبئهم اكثر من ذلك وهى تقول
_حسيت انى مليش حد ....مليش مكان ابقا فيه حسيت انى واحدة مسجو*نه عندك وعمال تنقلها من هنا لهنا صحيح بكره القصر ده وحيطانه كلها بتكتم على نفسي كل يوم اكتر من الاول بس على الاقل فيه ناس حواليا وكنت بنسى شوية ....لكن لما لقيت نفسي لوحدى استوعبت اللى انا فيه اللى انا بحاول اهرب منه من زمان استوعبته...... انت عمرك ماهتفهم ده الشعور بالخوف ساعتها اللى حسستهولى وانا بترجاك تاخدنى معاك عمرك ماهتفهمه وانا عمالة اتذلل لأكتر شخص كرهته فحياتى بالطريقة دى ......لينظر لها آدم بحزن بعد هذه الجملة فتكمل هى بدموع....شعور عدم الأمان والخوف والوحدة اللى بقيت حاسة بيهم من ساعت ماجيت هنا عمرك ما هتفهمه
اغمض آدم عينه بغضب من حديثها او بالأصح غضب من نفسه فكل كلمة كانت تقولها كانت تؤلمه بشدة
تنهد آدم بضيق وهو يقول
_...انا مكنش ...مكنش قصدى كل ده يحصلك انا كنت بحاول أراضى ستى وابعدها عنك ...كانت عاوزة تخرج من القصر وتمشى وانا منعتها بالعافية وحتى لو كنت مأخدتكيش من هنا مكانتش هتسيبك فى حالك كانت ممكن تقت*لك وانتى نايمة هى مبيهمهاش حد غير عيلتها وبس
مودة بدموع
_انا مش متضايقة انت معاك حق فى اللى عملته الظروف هي اللى كتبت عليا انى اعيش هنا وانا الايام دى بقيت كارهة الظروف مش اكتر
آدم بحزن
-قولى عاوزة اى وانا مستعد اعملهولك
مودة بسخرية ودموع
-عاوزة اى !! مع الأسف اللى انا عوزاه مش هيعجبك ومستحيل تعرف تحققه
آدم بإستغراب
-اى هوا !!
مودة وهى تنظر له بضيق
-عاوزة أغمض عينى دى وافتحها ملقيش نفسيي هنا ولا انت تبقا قدامى ولا حتى ابقا شوفتك فى يوم من الأيام نفسيي اغمض عينى اللاقى نفسي كل ده كان كابوس طويل ومخيف وانتهى بس مع الأسف احلام اليقظة بتاعتى مش هتتحقق
آدم بحزن من حديثها
-لو ده اللى عوزاه هحققهولك
مودة بإستغراب
-قصدك اى !!!
آدم وهو لا يعلم لماذا قال هذا أو كيف حتى سيقولها
_هحررك من العلاقة دى .......انتى ....انتى طالق