رواية زهرة الانتقام الفصل الخامس عشر 15 ج 2 بقلم ملك عبد اللطيف


رواية زهرة الانتقام الفصل الخامس عشر 15 ج 2
بقلم ملك عبد اللطيف


في الخارج......

كان الشباب يجلسون في دائرة صغيرة، منهمكين في لعبتهم المعتادة كلما اجتمعوا: وهى لعبة "ريست" :تلك اللعبة التي تقيس قوة الأذرع حيث يمد أحدهم ذراعه مرتكزًا على كوعه، ويقابله الآخر بالمثل، ليمسك كلٌ منهما يد الآخر في مواجهة حامية، ومن ينجح في إسقاط يد خصمه في الاتجاه المعاكس يظفر بالنصر. 
( اكيد كلكم عارفينها يعنى بلاش فزلكة منى 😂)

كانت ميسرة ومنة يقفن وهما يشجعان مازن حتى يغلب آدم فى هذه اللعبة الذين يلعبوها منذ أن كانوا صغار..... فكان مازن يتسبب عرقًا وهو يحاول بكل قوته ان يوقع يد آدم بينما هو كان لا يبذل أى مجهود من الأساس......
فأبتسم بسخرية وهو يرى منظر وجه مازن الذى احمر بشدة وقال 
_يبنى استسلم عروقك شوية وهتنفجر 

مازن وهو يشد قبضة يده بغيظ:
_لا المرادى انا اللى هكسب يا آدم يلا ورينى 

ضحك احمد وهو يأكل احد المقرمشات قائلًا:
_يبنى هو لو وراك كنت زمانك خسرت من بدرى خليك كدا شكلك حلو وانت عامل زى الفار المبلول 

رمقه مازن بشر وهو يحاول جاهدًا أن يهزم آدم الذى ترك له الفرصة قليلًا ليحاول فقالت ميسرة التى كانت تجلس بجانب احمد وتأكل هى الأخرى 
_ولد ولا بنت ده يمازن 

مازن وهو ينظر لها بإستغراب وهو مُمسك بذراع آدم 
_قصدك إيه مش فاهم 

ميسرة وهى تأكل بضحك 
_قصدى بتحزق فى ولد ولا بنت اصلك شكلك عامل شبه اللى بيولدوا طبيعى 

ضحك الجميع على حديثها مما جعل مازن يتشتت وفى ثوانى لوَى آدم يده الناحية الأخرى وهو يقول بسخرية:
  _قولتلك اهم حاجة فى اللعبة دى التركيز 

نهض مازن وقال بنبرة غاضبة معترضة على الهزيمة :
_انت غشيت يا آدم استنيت لما اتشتت روحت خسرتنى 

آدم بسخرية 
_يبنى انا لو عاوز أخسرك من بدرى كنت عملت كدا وانت عارف 

احمد بضحك:
_ايوا هو كان بيتسلى بيك يبنى 

مازن وهو يرمقه بشر 
_طب قوم انت بقى ورينا شاطرتك يلا 

احمد وهو يأكل بغباء 
_اوريكوا شاطرتى فى إيه!!

ميسرة بسخرية 
_فى شقط النسوان يحبيبى 

احمد وهو ينهض 
_آه اسكان كدا ماشى 

ميسرة بضحك 
_انت صدقت يااهبل احنا بنتكلم على اللعبة قوم دورك يلا 

احمد وهو ينظر لآدم بخوف 
_لا بقولكم إيه أنا آخر مرة لعبت اللعبة دى  فضلت شهر مش عارف احرك صوبع إيدى الصغير 

ميسرة بإستغراب 
_اشمعنا صوبع إيدك الصغير مش فاهمة 

كاد احمد ان يتحدث فقاطعه آدم بسخرية 
_والله ابدًا ماتتكلم سيبنى انا اقولهم اشمعنا صوبع إيدك الصغير

احمد وهو يلوى شفتيه بغيظ 
_هنبتدى تقليس بقا هااا 

منة بإستغراب 
_قولنا يا ابيه آدم اشمعنا 

آدم بسخرية 
_البيه من كتر ما هو عنده إمكانيات فظيعة ومش ممكنة قال هيلعب بصوبع إيده الصغير ......وهو مجرد ما حط صباعه راح اتكسر اساسا 

احمد بغيظ 
_انت اللى متوحش ومعندكش تفاهم يا آدم.....ضحك الجميع عليه فأكمل هو حديثه بغيظ 
_وحيات امكم لأهزمه المرادى ...يلاا يواد يا آدم 

نظر له آدم بسخرية وجلسوا على الارض حول الطاولة التى كانت فى منتصف الحديقة واسندوا كوعهم عليها ليبدأوا ولكن قاطعهم صوت ميسرة التى نادت على مودة بصوت عالى عندما رأتها من بعيد تخرج من غرفة هنية وهى تقول :
_مودة.....تعالى اقعدى معانا 

نظرت لها مودة بتوتر عندما رأت آدم معهم لذلك هزت رأسها لها من بعيد بمعنى "لا "وكادت ان تذهب ولكن ميسرة نهضت واصرت ان تجلس معهم وشدتها غظبن عنها واجلستها بجانبها وبمجرد ان رأى مازن مودة كان سينهض حتى لا يغضب فى وجهها ويفتعل مشكلة ولكن اوقفته منة وهى تقول 
_مازن خليك معانا هتروح فين!!

مازن وهو يرمق مودة بضيق 
_انا مش هعرف اقعد طول ما البنت دى هنا 

منة بغيظ 
_يبنى بطل نكد بقى هى مودة هتاكلك يمازن......كاد مازن ان يعترض ولكن سبقته منة بغضب 
_متعملش مشكلة عالمسا يمازن وتخلى اخوك يتضايق انت مش شايفه النهاردة رايق إزاى 

تنهد مازن بضيق وجلس رغما عنه فهو يعلم أن منة معها حق فا آدم اليوم على غير طبيعته مزاجه جيد لذلك فضّل ان يتحمل ولا يزعجه  

قالت مودة بإستغراب بعد ان جلست وهى تهمس لميسرة 
_هما بيعملوا إيه يا ميسرة 

ميسرة بهمس وهى تأكل 
_بيلعبوا ريست....بقولك إيه هتشجعى مين 

مودة بضحك 
_هوا مين اللى بيكسب فى اللعبة دى وانا اشجعه 

ميسرة 
_هيكون مين يعنى اكيد آدم 

منة بتذمر 
_لا ان شاء الله احمد المرادى اللى يكسب 

تحدث مازن وهو ينظر لمنة بإستغراب 
_من إمتى وانتى بتقولى احمد حاف كدا يا منة 

توترت منة من جملته وقالت بتلعثم 
_قصدى ابيه احمد يا مازن متاخدش على كلامى كدا وبعدين انا واحمد مفيش ما بينا فرق عمر كتير يعنى 

رفع مازن حاجبه بإستغراب قائلًا 
_ما بينكم اكتر من ١٠ سنين ومش كتير!!... وبعدين ده جوز اختك!!

ردت عليه منة بإنزعاج من حديثه قائلة 
_وانت مالك انت يا مازن خليك فى نفسك وركز فى اللعبة 

رمقها مازن بشر وانتبه فجأة لصوت احمد الذى صرخ متذمرًا وهو يقول 
_انت بتغش يا آدم اقسم بالله بتغش فى اللعبة دى ما هو مستحيل كل مرة تفوز كدا 

نظر له آدم ببرود قائلا بنبرة ساخرة 
_اعملك إيه انت اللى خِرع

احمد بصدمة 
_انا خرع!!....ما حد يقول حاجة يجماعة.....إيه ده يا مرات اخويا منورة والله جيتى إمتى 

ابتسمت له مودة بتوتر فلاحظ آدم هو الآخر وجودها مما جعل احمد يقول بخبث 
_بقولك إيه يا مرات اخويا ما تقومى كدا يمكن انتى اللى تعرفى تهزمى آدم 

مودة بصدمة 
_انا!!!

احمد بخبث 
_آه قومى بس يمكن تعرفى تهزميه وتاخديلنا حقنا منه 

ميسرة بسخرية 
_انت عبيط يااحمد ده انت ومعرفتش تهزمه الكتكوتة دى هتهزمه 

مودة بضحك 
_قوليله يا ميسرة والنبى هو تقريبًا بيحسبنى هركليز 

احمد وهو يرمق آدم بخبث فهو لاحظ انه لم يعترض 
_لا يستى متقلقيش آدم هيبقى حنين معاكى مش كدا يا دومى 

رمقه آدم بشر ولم يُعير لحديثهم اهتمام من الأساس فقام احمد بضرب ميسرة فى ذراعيها وهو يقول بخبث 
_ما تقولى حاجة يا ميسرة مش عاوزة مودة تلعب ولا إيه 

ميسرة بغباء 
_لا 

ضربها احمد بغيظ وهو يقول بهمس 
_يا غبية انتى مش فاهمة انا بلمح لإيييه 

ميسرة بغباء 
_لا برضو 

كاد احمد ان يتحدث ولكن سبقته منة التى فهمت مقصده 
_بقولك إيه يا مودة ما تقومى تلعبي فعلا احنا ولا مرة عرفنا نلعب اللعبة دى معاهم  عشان احنا بنات وبما إنك مراته يعنى عادى تلعبي معاه حتى تهزميه بأسمنا كلنا 

مودة بتوتر 
_لا شكرا يا جماعة انا مبعرفش العبها 

آدم بإستغراب 
_هى فيها إيه اصلا عشان متعرفيش تلعبيها!! 

احمد بخبث 
_شوفتى حتى آدم موافق إنك تلعبي بقولكم إيه أنا وميسرة كمان هنبقى قصادكم يلا قومى يا زفتة 

اومأت له ميسرة بحماس وهى تقول 
_ماشى يلا قومى يا مودة 

نهضت مودة بتوتر من إصرارهم بهذه الطريقة ووقفت امامه وهى لا تعرف ماذا تفعل مما جعل آدم يقول بإستغراب 
_هتفضلى واقفة كدا اقعدى دى بتتلعب وانتى قاعدة

أومأت له مودة وجلست أمامه حول الطاولة.... فأرتكز آدم بكوعه على الطاولة الخشبية في وضع الإستعداد اما مودة حينما مدت يدها لم تستطع الوصول ليده نظرًا لقصر قامتها....فلاحظت ميسرة ذلك  قائلة بسخرية 
_مش بقولكم البت دى كتكوتة خالص يا جماعة متنفعش فى العنف ده 

ابتسم آدم بسخرية قائلًا 
_قومى يا منة جيبيلها حاجة تحط إيدها عليها 

اومأت له منة واحضرت لمودة وسادة صغيرة ووضعتها على الطاولة ،فأراحت مودة ذراعيها عليها لتصبح فى نفس مستوى آدم الذى كان يكتم ضحكته بصعوبة مما جعل مودة ترمقه بشر وهى تقول 
_انا مش قصيرة للدرجادى علفكرة 

ابتسم آدم قائلًا بسخرية 
_ما هو واضح ....المهم عارفة اللعبة بتتلعب إزاى!!؟

مودة بخوف 
_آه بس والنبى بلاش تكسرلى إيدى خلينى اخسر بكرامتى 

أومأ لها آدم بسخرية من خوفها، منتظرًا أن تضع يدها في يده..... لكن مودة كانت متوترة بشدة، فهي لأول مرة في حياتها تمسك يد رجل غير والدها. وعندما ملّ آدم من توترها، بادر هو وأمسك يدها، مما جعل قلب مودة يخفق بقوة مفاجئة.... شعور غريب اجتاحها حين لامست يدها الصغيرة يده الكبيرة.

كانت بالنسبة له كعصفورة بين أصابعه، بأصابعها الضئيلة التي تشبكت في يده، حتى ابتسم رغمًا عنه من شدة صغر حجمها... رفع آدم نظره إليها، وقال وهو يلاحظ ارتباكها الشديد…
_ركزى وانتى بتلعبى اللعبة دى اهم حاجة فيها التركيز مش بتعتمد على القوة بس 

نظرت له مودة بإستغراب قائلة 
_إزاى مش فاهمة 

آدم 
_يعنى طول ما انتى مش مركزة وعمالة تتوترى كدا مش هتعرفى تهزمى اللى قدامك....

مودة بإستغراب 
_قصدك لو اتشتت هخسر 

اومأ لها آدم قائلًا 
_آه وانا كمان لو اتشتت هخسر 

اومأت له مودة بتفهم فسمعوا منة تقول فجأة وهى تنهض بحماس 
_طيب يلا يا جماعة .....٣...٢...١ ابتدوا 

نظرت ميسرة لأحمد بضيق حينما مسك يدها بعنف وقالت بتذمر 
_احمد والنبى براحة ضوافرى لسة مركباهم لو حصلهم حاجة هنفخك 

ضحك احمد بسخرية وقال 
_يشيخة بطلى كهن بقى انا اصلا بلعب عشان حاجة تانية لو عاوزة تكسبى انتى اكسبى 

ميسرة بغباء 
_حاجة تانية إيه دى!!

احمد بغيظ 
_اسكتى انتى غبية مش فاهمة حاجة ركزى فى اللعبة 

ليقول جملته وهو يراقب آدم ومودة فهم كانوا على طاولة قريبة منهم قليلا....

نظرت مودة لآدم وهى تحاول إخفاء توترها وركزت على اللعبة بالفعل كما قال لها وحاولت ان تهز ذراعيه قليلًا ولكنه كان كالصخر لا يتحرك اما هو لا يفعل اى شيئ فقط يراقب حركاتها الطفولية، ووجهها الذى اصبح كتلة حمراء من كثرة محاولاتها....

ابتسم آدم بسخرية على منظرها وكاد يضغط على يدها ليُنهي الأمر وينتصر، لكن نظرة الألم العابرة التي ارتسمت على ملامحها جعلته يُرخي قبضته بلا وعي....

فرمقته مودة بإستغراب من حركته تلك وكأنه يقول لها انه "لن يؤذيها"....فرفعت عينيها إليه مبتسمة بامتنان صادق، ابتسامة أذابت شيئًا داخله دون أن يدرك.....

مما جعله تاه للحظة فى عينيها الزمردية التى تشع بلمعانٍ آخاذ حتى أنه لمح انعكاس صورته في أعماقها..... للحظة احب شكله داخل عينيها بهذه الطريقة ، ونسي كل ما حوله؛ الضحكات، الطاولة، واللعبة نفسها.... كأن الكون كله توقف عند تلك اللحظة، وكأن الزمن انحنى احترامًا لتوهجهما.... لم يرَ سوى بريقها الذي خطف وعيه، وكأنها نافذته الأولى لعالمٍ لم يعرفه من قبل… عالم سلام ودفء لم يذقه قط......

وفجأة بدون اى مقدمات لوت مودة يده للجهة المعاكسة وانتصرت عليه وهى تقول بسعادة 
_انا كسبتتتت انا كسبتتتت 

نظر الجميع لها بصدمة ومن بينهم آدم الذى افاق من شروده للتو على صوتها وهو غير مصدق ان يده ارتخت فجأة وهُزم.....فصرخت الفتيات وهم يعانقون بعض بسعادة فهذه بالنسبة لهم معجزة ان آدم يُهزم امام احد ولكنهم لا يعلمون انه هُزم امام عينيها وليس امامها هى .....

نظرت ميسرة لمودة بصدمة وهى تمسك يدها 
_بت انتى إزاى إيدك الصغيرة دى هزمت آدم!!

ضحكت مودة قائلة بغرور 
_عيب عليكى الكتكوتة برضو ييجى منها 

منة بصدمة هى الأخرى 
_لا إزاى بجد يا مودة 

مودة بضحك 
_والله معرفش انا لقيته سرحان فجأة وإيده اترخت روحت تريك علطول 

احمد وهو يرمق آدم بخبث 
_اممم تريك علطول!!.....حصل ده إزاى يا آدم 

نظر له آدم وهو مازال فى صدمته فهو نفسه لا يعلم كيف حدث هذا اللعنة عليه  من كثرة شروده بعينيها جعلها تهزمه ...ماذا يحدث له حقا!!!.....خرج من شروده على صوت أحمد الذى سأله نفس السؤال فقال آدم بنبرة حانقة 
_معرفش الظاهر سرحت فى حاجة خلتنى افقد تركيزى

احمد وهو ينظر له بخبث 
_اممم سرحت ........ليكمل حديثه وهو يهمس له 
_والحاجة دى بقى عينيها مش كدا!!؟

نظر له آدم بإندهاش من حديثه.... كيف علم!!..هل ظهر عليه لهذه الدرجة انه كان ينظر فى عينيها!!....ليسمع احمد يقول مرة أخرى وهو يدندن 
_خطفونى عينيه خطفونى ورمونى فى نار وسابونى آه وقوام قوام نظرة والسلام ناديتك لقيتك مجننى

آدم بغضب 
_احمد اتلم احسن ما آجى المك 

اكمل احمد الغناء بخبث غير مبالى له
_خطفوني، عينيك خطفوني..... والله الهضبة ده عليه اغانى تحفة يا مرات اخويا مش كدا 

انتبهت مودة لحديثه للتو فهى كان تحدث الفتيات فقالت بإستغراب 
_بتقول حاجة يا احمد 

كاد احمد ان يتحدث ولكن سبقه آدم قائلًا 
_لا مبيقولش حاجة ده بيكلمنى انا 

احمد بضحك 
_فيه إيه يا دومى اول مرة اشوفك بتكذب يعنى!! 

آدم بغضب 
_وحيات امك يا احمد ما هسيبك 

هرول احمد من امامه بسرعة فلحقه آدم كعادته وتشاجروا مما جعل الجميع يضحك عليهم واكملوا الجلسة سويًا......

اما فى الداخل كانت حالة ورد اقل ما يقال عنها "يا أرض انشقى وابلعينى" كانت تتوقع كل شيئ إلا انها ترى وليد الآن..... تعرف انها بالتأكيد ستراه ولكن قلبها كان ليس مستعدًا لذلك اللقاء ابدًا وخاصة بمفردهم هكذا.....

تلاشت ورد النظر لعينيه بينما هو لم يزح نظراته من عليها قائلًا مرة أخرى بنبرة شبه باكية 
_وحشتينى اوى يا ورد 

لم تستطع ورد الرد عليه فماذا تقول هل تقول انها ايضا اشتاقت له مع الأسف!!....

.تنهدت ورد بضيق قائلة بجمود على ملامحها 
_قهوتك إيه يا وليد بيه

ابتسم وليد بسخرية قائلًا بنبرة منكسرة
_وليد بيه!!.....بقيت وليد بيه بالنسبالك مش كدا 

ورد وهى تتماسك بصعوبة 
_لو سمحت قهوتك بتحب تشربها إيه 

وليد بغضب 
_انتى هتستعبطى يا ورد انتى مش عارفة انا بشربها إيه ولا نسيتى 

ورد بجمود 
_نسيت 

وليد بسخرية
_واضح إنك نسيتى فعلا يا ورد....ليكمل حديثه بإنفعال من جمودها بهذه الطريقة 
_انتى إيه اللى رجعك هناااا تانيي هااا 

ورد ببرود 
_رجعت لشغلى ومكانى هكون رجعت ليه يعنى 

وليد بسخرية 
_لا والله شغلك ومكانك!! وإيه اللى فكرك بشغلك ومكانك بعد ٥ سنين بقى 

التفتت ورد وقامت بوضع القهوة على المقود قائلة دون النظر إليه
_حاجة متخصكش 

امسك وليد ذراعيها وجعلها تلتفت له قائلًا بغضب 
_لا يخصنيييي من حقى اعرففف بعد ما سبتيني بقالك ٥ سنين يا ورد إيه اللى رجعك تااانيييي ناااوية ترجعى تعذبينى تانى مش كداااا 

ورد بضيق 
_لو سمحت سيب إيدى يا وليد بيه ميصحش كدا 

كسر وليد احد الاكواب وهو يصرخ فى وجهها بغضب 
_بطلييي تقوليلي وليد زفتتتتتتت ديييي .....إيه اللى رجعكككك بقووولك 

ورد وهى تدفع يده عنها بغضب 
_قولتلك ابعد عنييي يا وليد حاجة متخصكش ملكش دعوة بيا وانسانى بقى

ابتسم وليد بسخرية وهو يقول بنبرة متهكمة 
_انساكى!!....ده انا مفيش يوم عدى عليا ونسيتك فيه يا ورد وجاية ببساطة تقوليلى انساكى.... كنت نسيتك من ساعت ما سبتينى لو هو بالسهولة دى

ورد وهى تحاول كبت دموعها بصعوبة 
_متقلقش يا وليد هتعرف تنسانى زى ما انا نسيتك 

كور وليد قبضة يده قائلًا بغضب 
_جوزك خلاكى تنسينى مش كداااا عشان الاستاذ أغنى منى صح 

ابتسمت ورد بسخرية قائلة 
_آه بالظبط كدا انت عارفنى انا طول عمرى مبيهمنيش غير الفلوس 

وليد بحزن
_معاكى حق انتى لو كان بيهمك حاجة تانية مكنتيش مشيتى اليوم ده يا ورد 

ورد بضيق من حديثه 
_انت متعرفش حاجة يا وليد اسكت والنبى ومتفتحش فى جروح قديمة 

وليد بغضب 
_لا مش هسكت يا ورد بقالى ٥ سنين ساكت مش هسكتتتت كفاياااا كل يوم بسأل نفسى ليه مشت وسابتنى قولتلك تعالى نهرب سوا قولتلك ساعتها هستغنى عن كل الدنيا عشانك وهستغنى عن الفلوس وعيلتى وهعصى كلام ستى واتجوزك روحتى انتى عملتى إيه بقى ممكن تقوليلى!!.....روحتى هربتى مع راجل تااني واتجوزتيه انا بس عاوز اعرف حاجة واحدة لغايت دلوقتي مش قادر استوعبها...ليه ورد ليه... انتى مفيش فمرة حبتينى!!!

ورد بجمود 
_لا انا عمرى ما حبيتك يا وليد 

نظر وليد لها بصدمة كأن دلو ماء بارد سكب عليه كان يأمل للحظة ان تقول له انها اُجبِرت على ذلك كان يتأمل ان تقول له انها رجعت من أجله وتركت هذا المدعُو زوجها ولكنها ببساطة رمت جملتها عليه كالسكاين وهى تنظر فى عينيه ببرود.....افاق من شروده على صوتها وهى تقول 
_أظن عرفت الإجابة اللى محيراك يا وليد ابعد عنى بقى 

كادت ان تذهب ولكن شدها وليد إليه بغضب قائلًا 
_ستى كان معاها حق مش كداااا كنتى بتمثلى عليا إنك بتحبينى عشان الفلوس صح ولما لقيتى واحد أغنى منى سيبتينى وروحتيله 

اومأت له ورد ببرود قائلة بنبرة خالية من المشاعر 
_ايوا بالظبط كدا كلام خديجة هانم كله صح انا بتاعت مصلحتى وبجرى ورا الفلوس بس يا وليد وعمرى ما حبيتك 

نزلت دمعة من أعين وليد رغما عنه من حديثها وهو يشعر للحظة انه يحلم لا يصدق ان هذه ورد التى عشقها بكل ذرة من روحه هى التى تتكلم هكذا الآن....ترك وليد يدها وقال ببرود رسمه على وجهه فى ثوانى 
_مظبوطة.....القهوة بتاعتى مظبوطة يا مدام ورد

اومأت له ورد وهى تكبت دموعها بصعوبة هى الأخرى فقال وليد جملته وذهب من امامها وبمجرد ان خرج ....انهارت ورد ووقعت على الارض وهى تبكى بحرقة كانت تريد أن تجرى عليه الآن وتعانقه كانت تريد أن تقول له انها تعشقه اكثر مما هو يعشقها ولكن كيف ستقول ذلك وهى مُهددة من قِبل الساحرة خديجة كيف تقول له انها مجبورة على كل الذى عاشته لأنها مجرد خادمة أحبت شخص ليس من مستواها ....آه لو كانت تستطيع ان تتحدث لما كان حدث كل هذا ........

بكت ورد بحرقة وهى تضع يدها على قلبها وقالت بنبرة غاضبة :
_بطل بقى كفااايا كفااايااا بطل تنبض لما تشوفه كفاياااا هو مبقاش لينا خلاص .....والنبى يارب ريح قلبى وخلينى انساه يارب عشان اعرف اعيش 
______________________________________________

جاء صباحٍ يوم جديد يحمل في ثناياه احداث لم تكن فى الحسبان..... 
وخاصة عند آدم فى مكتبه كان يجلس  منهمكًا في عمله كعادته..... وما إن رفع عينيه نحو زجاج نافذته حتى ارتسمت ابتسامة هادئة على وجهه؛ فقد وقعت عيناه على مودة وهي تتجول بين أرجاء الحديقة، تسقي الأزهار التي ازدهرت مؤخراً بسبب وجودها.....

ظل يراقبها من بعيد، يتأمل تفاصيلها الصغيرة، وهي تنحني لتحادث القطة التي اعتادت أن تلازمها كل يوم تقريبًا، وكأنها صديقة وفية لها. ثم رآها تجلس فوق العشب الأخضر، والكتاب الذي أهداها إياه بين يديها، تغوص في صفحاته كمن وجد عالمه الخاص.

لكن سكون لحظته انقطع حين دخل أحمد إلى المكتب بغيظ، مقاطعًا شروده وهو يقول:
_اقسم بالله فى مرة هتجلطط منهااا بجدد 

لم ينتبه آدم لوجوده وظل ينظر لمودة التى كانت تضحك بسعادة وهى تلعب مع القطة بالخارج فقال احمد بضيق وهو يراه شارد بهذه الطريقة

_آدم فيه حاجة عاوز اقولهالك مهمة تخص الارض 

قال آدم وهو مازال ينظر ناحية مودة 
_ماشى ماشي بعدين

احمد بغضب 
_آدمممممم انت بتبص فييين انا بكلمككك 

نظر أحمد بغيظ نحو آدم الذي بدا غارقًا في تأملٍ بعيد، فلمح أمامه مجرد باقة من الزهور تتناثر في الحديقة، فابتسم بسخرية قائلاً:
ــ لو عايزني أجيبلك ورد أروح أجيبلك، يعني متخليش حاجة في نفسك يا دومي.

انتبه آدم أخيرًا إلى صوته، وكأن كلماته أعادته من شروده في اللحظة التي رأى فيها مودة تنهض من مكانها وتتجه نحو الداخل.... التفت إلى أحمد ببرود، وقال بنبرة خالية من أي اهتمام:
ــ ها، قول... عايز إيه؟ جيت هنا ليه؟

نظر له احمد بصدمة قائلاً
_هو انت كل ده مش واخد بالك انا بقول إيه؟؟؟
-------

أما مودة، فحين نهضت كادت أن تتجه إلى غرفة هنية المريضة منذ ليلة امس لتطمئن عليها، فاتجهت نحو الحديقة الخلفية حيث باب الغرفة.... لكن خطواتها تباطأت عندما التقطت أذنها صوتًا مألوفًا صادرًا من جانب الغرفة. توقفت للحظة، ثم تحركت بحذر بعيدًا عن الباب، تسير ببطء حتى وقعت عيناها على مازن واقفًا عند مكان الحفرة التي سقطت فيها من قبل، وهو يدير ظهره لها ممسكًا بهاتفه ويتحدث بنبرة مضطربة:

_إزااااى يعنيييي إيييه بيهددك؟؟...... لا لا انا مش حمل جث*ث ميتة تجيلى عالقصر اخويا مش هيسكت........ لا اقسم بالله اقت*له لو عملها انا عملتها مرة ومستعد اعملها تاانى و...... 

قاطع حديثه صوت مودة الذى جاء غاضبا من خلفه 
_مين ده اللى هتقت*له يامازن؟؟ 

اغلق مازن السكة بسرعة والتفت لها بضيق وكاد ان يذهب فأوقفته مودة قائلة بغضب مرة اخرى 
_انت مش سامعنى!... بقولك مين ده اللى هتقت*له

مازن وهو يبعدها عنه بضيق 
_وانتى مالك انتى خليكى فى حالك 

مودة بغضب 
_يعنى إيه انا مالى عاوزنى اسمعك بتقول كلام زى ده واسيبك....رد عليا اللى انا سمعته ده بجد

مازن بضيق 
_اه سمعتى بجد وبعدين انتى مالك... انتى مين عشان تيجى تحاسبينى 

مودة بحزن
_صح انا مش شخص مهم بالنسبالك ومليش الحق انى احاسبك بس انا ليا الحق اخاف عليك تقع فى الغلط يا ماازن بتهدد مين بالق*تل؟؟ وجث*ث اى اللى بتتكلم عليها دى؟. 

ضحك مازن بشدة بعد قولها هذه الجملة وقال بنبرة ساخرة 
_والله عال كمان هبرر لبنت اللى قت*ل ابويا وامى انا هقت*ل مين اقولك علي حاجه رايح اقت*ل اهلك ارتاحى بقى 

مودة بحزن
_عملتها مرة ومعرفتش يا ماازن انا عارفة انك شخص مش وحش ومستحيل تأذى حد 

مازن بإستغراب من حديثها
_قصدك ايه؟ 

مودة 
_ انا عارفة إنك انت اللى حاولت تقت*ل رحمة اختى بص انا مش هقولك انا تكرمت عليك ومبلغتش عنك ومش هتسمع منى الكلام ده لأنى مش كداا بس عوزاك تعرف انك زى اخويا بالظبط وانا خايفة عليك وياريت متكونش بتعمل حاجه غلط

مازن بغضب 
_مش محتااااج وااااحدة زيكككك تخااااف علياااااا ولا عاوز نصايحك انتى مالك انا بعمل إيه واحدة قااات*لة شبهك ابوها السبب فى انى يتيم جاية تدينى نصايح؟؟؟

هبطت دموع مودة من حديثه رغما عنها قائلة بنبرة منكسرة 
_انا ذنبى إيه يا مازن؟ ممكن تقولى طيب انا ذنبى اى؟ انا عمرى ماتمنيت ولا اذيت حد فى حاجة علطول بتمنى الخير للناس.... عمرى ما اذيت حد فيكم من ساعت ماجيت هنا وربنا شاهد عليا . يمكن صحيح معاك حق تكرهنى انا مش بلومك بس متأذيش نفسك بسبب الكره ده 

مازن بغضب 
_ذنبك انك اتجوزتى اخويا وبقيتى مراته وبقيت مش قاادر انتقم لامى وابويا بسببك..... ذنبك انك كنتى طول حياتك قاعدة مع عيلتك وابوكى وامك وانا قاعد بعيط وبنادى على امى طول الليل واخويا قاعد جمبى بيحاول يواسينى وهو عاوز اللى يواسيه..... ذنبك إنك عيشتى طفولتك فى الوقت اللى اتسرقت مننا طفولتنا عرفتييييي  ذنبك إيه 

مودة بدموع:
_معاك حق انا ذنبى كبير بس..... سيبلى فرصة يا مازن اكفر عن ذنبى سيبلى فرصة احاول اكفر ذنب ابويا انا اصلا رضيت انى اعيش هنا عشان اخدمكم طول حياتى واستحمل العذاب عشان اكفر عن ذنبى ومن ضمن الحاجات دى انا وعدت اخوك انى هحميك لو شوفتك فى خطر بالله عليك قولى كنت تقصد مين بالكلام ده 

مازن بضيق
_ملكيش دعوة ولو عاوزة فعلاً تكفرى عن ذنبك ابعدى عنى ومتخلنيش اشوفك كل شويه ولو فعلاً زى ما انتى بتقولى نيتك صافية خليكى بعيدة عنى وعن اخويا 

مودة بحزن:
_والله نيتى صافية يا مازن وهثبتلك ده مع الايام..... انا مش عاوزة حاجة غير انك تكون بخير مش عشانى.... عشان اخوك اللى خايف عليك وبيحبك وعمل كل ده علشانك واضطر انه يتجوز واحدة كل مايشوفها يفتكر مو*ت اهله..... هو عمل كل ده عشانك يمازن بالله عليك اوعى تعمل حاجه تأذيك والنبى 

زفر مازن بضيق، لكن دموعه خانته وانحدرت من عينيه، لتفضح ما يحمله داخله. فهو بالفعل كان على وشك ارتكاب أمر شنيع، فهو منذ فترة يتورط في تهر*يب الجث*ث من المستشفى التي يتدرب فيها، يبيعها خفية ليجمع ثمن مسد*س جديد، بعد أن أخذه أخوه منه. أراد سلا*حًا آخر ليقتل به ذلك الذي يهدده بفضحه أمام الرقابة بسبب غشه في الامتحانات.

لقد صار لا يطيق كلمة من أحد، كلمة واحدة أو نصف كلمة تكفي لتشعل في داخله رغبة في القت*ل..... نسي كل المبادئ، وكل ما ربّاه عليه أخوه، واستسلم تمامًا لغضبه.

مودة كانت محقّة، وما يفكر فيه لن يدمّر حياته وحده، بل سيجعل آدم يتألم لو أصابه مكروه. ومع ذلك، كان مازن يقنع نفسه أنه يفعل كل هذا من أجل أخيه منذ البداية......رفع عينيه إليه وقال وهو يحاول كبت دموعه:

_متقوليش لآدم انا خلاص مش هعمل حاجه 

مودة بصدمة:
_انت فعلاً كنت هتعمل حاجه يعنييي اللى سمعته صح!!!!

مازن بغضب 
_ملكيش دعوة كنت هعمل ايه المهم انى مش هعمل حاجه خلاص ومش عشان اقتنعت بكلامك ولا هسيبلك فرصة ولا الهبل ده انا عشان اخويا اللى ضحى عشانى كتير 

ابتسمت مودة له بين دموعها، ومدّت يدها تربّت على كتفه بلطف وهي تقول بصوت يملؤه الإصرار:
ــ أقسم بالله، إنت قلبك طيب... وأنا عارفة ده. وهوريك إني قلبي طيب زيك كمان.

تأملها مازن للحظة، وعيناه تضيقان بضيقٍ مكبوت.... كان هناك شيئ يقول له انها طيبة بالفعل.... يشعر بصدق طيبتها، لكنه لم يستطع أن يتعامل معها بعفوية.... ففي كل مرة يراها، الماضي ينهش قلبه، ويعيده إلى أيامه القاسية التي عاشها محرومًا من والدته كأنها موجودة لتقلب عليه مواجعه....

أشاح بوجهه عنها بغضب، لتفهم مودة أنه لا يريد الاسترسال أكثر في الحديث. ومع ذلك، ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهها، راضية على الأقل بأنها نجحت في تهدئته.

تنهدت براحة وهي تبتعد عنه، قبل أن تستدير متجهة إلى القصر، متناسية تمامًا هنية التي خرجت من غرفتها لتطمئن عليها.

وبينما كانت تدخل، لمحَت آدم يخرج مع أحمد من القصر.... التقت عيناها بعينيه للحظة، ولاحظ هو على الفور آثار الدموع على وجهها وعينيها المبللتين......فأقترب منها قائلاً بإستغراب
_كنتى بتعيطى؟؟ 

مودة بتوتر من سؤاله 
_لا.... 

آدم بإستغراب 
_اومال عينك مدمعة كدا ليه فيه حد عملك حاجه؟؟ 

مسحت مودة دموعها بسرعة قائلة بنبرة متوترة:
_لا لا محدش عملى حاجه.... باين حاجة دخلت فعينى عشان كدا دمعت 

احمد بغيظ وهو يراقب حديثهم 
_اجيبلكم اتنين لمون؟؟ 

رمقه آدم بغيظ فقال احمد بضيق منهم 
_إيه بتبصلى كدا ليه ورانا شغل هتفضلوا واقفين كتير بنتكلم عن عنيها ودموعها!!

ضحكت مودة بخفوت، محاولة إخفاء دموعها خلف ابتسامتها، ثم مضت مسرعة تتجاوزهما لتدخل القصر. تابعها آدم بعينيه للحظة، قبل أن يلتفت إلى أحمد الذي كان يجزّ على أسنانه بغيظ واضح...... لم يستطع أحمد أن يكتم سخريته، فقال بحدة:
_انت من إمتتتى بتهتم لأمرها اووى كدا وبتعيطى ليه؟؟ ومين زعلك؟؟ انت بقيت حنين إمتى يآدم؟؟

آدم بغيظ وهو يركب سيارته 
_اركب عشان هوريك الحنية اللى بجد مع حنفى بتاااعك اركببب........
_______________________

حلّ الليل على سوهاج، وكانت مودة تجلس في غرفتها، غارقة في سعادة وهي تقرأ الكتاب الذي أهداها لها آدم. تقلب صفحاته بشغف، كأنها تعيش بين سطوره.... لكن انسجامها انكسر فجأة حين دوّى صوتٌ عالٍ يخترق جدران القصر، يصرخ بغضب جعل قلبها يخفق بعنف. 

أغلقت الكتاب بسرعة، تلعن صاحبه في سرّها... فهي تعرف جيدًا تلك النبرة! من غيره في هذا العالم يمكن أن يغضب بهذه الطريقة

ببطء فتحت باب غرفتها، وخرجت بخطوات حذرة، وصوت الصراخ يزداد وضوحًا... كان صوت آدم، يعلو في أرجاء المكان وهو يقول بغضب_

_يعنيييييييي ايييييه مازن مش موجود دورو علييييييه تاااااااانى فى كل  حتة  هيكون فيييييين!!
(يتبع)


تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة