رواية زهرة الانتقام الفصل التاسع عشر 19بقلم ملك عبد اللطيف


رواية زهرة الانتقام الفصل التاسع عشر 19
بقلم ملك عبد اللطيف


 
تجمّدت مودة في مكانها وهي ترى نظرات الجميع تلتهمها بغضب، كأنهم سيحاكمونها بعيونهم..... تراجعت خطوة للخلف بخوف، حتى وجدت نفسها تقف خلف آدم..... وما إن تقدمت خديجة نحوها بعصبية، حتى مدّ آدم يده فجذب مودة بقوة، وأوقفها أمامه، ونظراته لا توحي بأي خير قائلًا بغضب وهو يشد على ذراعيها:

_انتيي اللى عملتيييي كدا ؟؟....بعد كل ده تطلعي انتي!!!!

تساقطت دموع مودة وهي ترتجف قائلة:
-والله ما انا والله انا معملتش حاجة الولا ده بيكذب 

خديجة بغضب وهي تكاد تنفجر:
_حتى بعد ما الواد اعترف عليكي بتكذبي يا بنت محسن؟! أقسم بالله ما هسيبك عا*يشة

مدّت خديجة يدها محاولة جذ*بها من حجابها، لكن آدم أبعد يدها بعصبية وقال بنبرة غاضبة:
_مفيش حد هيحاسبها غيري… انا اللي هوريكي إزاي تتجرأي وتخدعي آدم الأسيوطي

شدّها آدم من ذراعيها بقسوة أمام أعين الجميع؛ بعضهم كان ينظر إليها بحزن، والبعض الآخر بعيون مليئة بالشماتة....... ظل يجرها خلفه بقوة وهو يصعد بها الدرج، وسط صرخاتها المتألمة وتوسلاتها أن يتركها.......

ما إن دخلا الغرفة حتى أغلق الباب خلفه بعنف،فتراجعت مودة إلى الخلف وهي ترتجف، الدموع تنهمر بغزارة على وجهها الذي احمرّ من كثرة البكاء، وقالت بصوت متقطع مرتعش:
_ا...انا معملتش حاجة أقسم بالله مش انا ....مش انا حرام عليكم 

نظر لها آدم بغيظ وتقدم نحوها ببطء وهى ترجع للخلف بخوف وبكاء.... فوقف أمامها ومسح لها دموعها وهو يقول بنبرة ساخرة :
-كام مرة قولتلك بطلى دموعك اللى بتنزل عمال على بطال دى!!

نظرت له مودة بصدمة من فعلته قائلة:
-م...مش فاهمة ...قصدك اى !؟

ابتعد آدم من امامها وجلس على الاريكة بهدوء وهو يقول:
-قصدى  عارف انه مش انتى فأمسحى دموعك دى وبطلى عياط 

مودة وهى تفتح عينيها بصدمة و بغباء:
-عارف إيه !! عارف انه مش انا ؟ مش ...مش فاهمة إزاااى؟؟

آدم بسخرية 
-اييه اللى مش فهماه ....عارف ان مش انتى اللى عملتى كدا فى مازن 

مودة بصدمة وهى تفتح عينيها عدة مرات بغباء: 
-إزاااى !!!؟ والزعيق اللى كنت بتزعقه من شوية ده اى !!

نهض آدم متجهاً نحو غرفة الملابس وهو يقول بسخرية:
_تمثيل… مش انتى بس اللي بتعرفي تمثلي.

تجمدت مودة في مكانها، تنظر إليه بصدمة، غير مستوعبة ما يقصده..... هل كان يمثل منذ قليل؟! كيف يعقل هذا؟!

تحركت بسرعة نحو الباب، وأخذت تطرق عليه بعصبية وصوت مرتفع:
_إزاي كنت بتمثل فهمنييييي أنا مش فاهمة حاجة هو انت رميت الكلمة كدا ومشيت افتح الباب وفهمني.......

ظلّت تطرق بغضب حتى فُتح الباب فجأة، لتجده أمامها عاري الصدر وهو يقول بسخرية:
_تحبي  افهمك وانا بالمنظر ده؟

تحولت ملامح مودة إلى كتلة حمراء من الإحراج ولفت وجهها الناحية الاخرى وهى تقول بغيظ:
_انت بتقووول إيييه؟!

ردّ آدم بحدّة وهو يقفل الباب من جديد:
_يبقاااا تبطلى زفتت تخبيط على الباب لغااايت اما آجى وافكر ساعتها هفهمك ولا لا 

ليقول جملته ويقفل الباب خلفه ،حدّقت مودة بالباب بغيظ، ثم جلست على الأريكة بتذمر، والفضول يكاد يحرقها.....فكانت تتوقع أن يقت*لها الآن، أو يصرخ ويح*طم الغرفة على رأسها… لكنه لم يفعل! بل قال إنه يصدقها!

قطع أفكارها خروجه من الغرفة وهو ما زال عاري الصدر، متجهاً نحو المرحاض..... نظرت له مودة بصدمة أكبر، هل يتعمد فعل هذا؟! بالفعل لم تكن مخطئة حين لقّبته بـ"الروبوت"...... لم ترَ في حياتها شخصاً بهذا البرود، ولن ترى!
تنهّدت وهي تضم ذراعيها لصدرها بضيق، تنتظره حتى يخرج.......

وبعد وقت ، خرج آدم أخيراً مرتدياً ملابس نومه، شعره مبعثر ومبلل، يجففه بالمنشفة وهو يجلس على الفراش المقابل لمودة، التي لم تستطع إخفاء نظرات القرف وهي تتمنى أن تمسك شعره هذا وتشدّه منه من كثرة غضبها ولكن سرعان ما هزت رأسها محاولة طرد تلك الأفكار.

نهض آدم بعد أن علّق المنشفة، وأخذ كتاباً من مكتبته، ثم جلس على السرير وفتح صفحاته بهدوء وبرود غير مبالى لها تماما ...عندها انفجرت مودة بغيظ وهى تقول :
_ده بجدددد يعنييييي؟!!!!!

آدم وهو يتظاهر بعدم الفهم:
-إيه !! فيه إيه !!؟

مودة بغيظ 
-انت مش ملاحظ ان كان فيه كارثة من شوية !! 

آدم ببرود 
-كارثة إيه ؟؟! ما كل حاجة كويسة اهى 

مودة بغضب 
-كويسة !! انت مش المفروض تقوم تزعق فى وشى دلوقتي انت إزاااى هادى كدا من شوية كنت هتقت*لنى وبعدين تقولى انا عارف ان مش انتى ....ممكن تفهمني إزااى بقاا 

رد آدم عليها بنبرة هادئة وهو ينظر لها:
_ببساطة اللى تحمى اخويا وتنقذه كذا مرة وتعيط عليه كل ده مستحيل تعمل كدا 

مودة بصدمة من حديثه: 
-انت صدقتنى بالبساطة دى !!؟؟

اومأ لها آدم بسخرية ونظر للكتاب مرة اخرى الذى بيده فأردفت مودة بصدمة مرة أخرى:
-يعنى انت دلوقتي مش هتقوم تزعق فى وشى وتك*سر الاوضة دى كلها فوق دماغي!!!

قال آدم ببرود بينما يزال ينظر لكتابه : 
-لو عوزانى اعمل كدا اعملها ببساطة انتى عارفة معنديش مانع 

لتلوى مودة شفتيها بغيظ قائلة:
-ليه اتصرفت تحت قدامهم بالطريقة دى اما انت مصدقني!!؟

آدم ببرود:
-عشان فيه حد من اللى كانوا تحت عاوز كدا وانا نفذتله طلبه 

مودة بإستغراب 
-إزاى مش فاهمة 

آدم بضيق 
-مش لازم تفهمى المهم انه مش انتى وخلاص خليكى فى نفسك 

زفرت مودة بضيق، ونهضت من أمامه بغيظ، ثم التقطت بيجامتها ودخلت المرحاض لتبدل ملابسها..... وبعد دقائق خرجت، فرأته ما زال جالسًا يقرأ في كتاب لا تعرف اسمه. جلست على الأريكة مقابلةً له، وهى تضيق عينيها محاولة منها قراءة عنوان الكتاب …فأكتشفت انه كتاب رعب!

ابتلعت مودة  ريقها بخوف، وبدأت تتمتم بآية الكرسي بصوت منخفض، لكنها لم تدرِ أن آدم يسمعها. رفع عينيه عنها بابتسامة ساخرة وهو يقول:
-العفاريت مش هتطلعلك من الكتاب متقلقيش 

مودة بصدمة:
-انت إزااى بتقرا الكتب دى مش خايف تحلم بيهم بليل!!!

آدم بسخرية 
-انتى شيفانى عيل صغير عشان اخاف؟

صمتت مودة وهى ترمقه بضيق...... واسندت رأسها على الاريكة وهى تفكر فى أحداث  هذا اليوم المشؤوم الذى كانت غير متوقعة انه سيمُر وبهذه البساطة نظرت مودة لآدم بإبتسامة بدون إرادتها عندما تذكرت انه صدقها وعرف نيتها بالرغم الذى فعلته به إلا انه لم يصدق وسيساعدها......لتقول مودة وهى تعتدل فجلستها فجأة : 
_هو انا ممكن اسئلك سؤال !!؟

اغلق آدم الكتاب قائلًا بضيق:  
_مش هنخلص النهاردة انا عارف 

قالت مودة بغير إهتمام من حديثه:
-انت إزاى فضلت مصدقني حتى بعد ما الولد ده شاور عليا وقال بلسانه انى انا ....احتبر انا فعلا 

آدم 
- ببساطة كلامه مش مقنع وكمان اللى قاله يقول ان انتى شكله ميعرفش عنك حاجة 

مودة بإستغراب 
-إزاى قصدك اى !؟

آدم 
-قصدى ان فيه حد مخليه يقول الكلام ده وهو مش عارف عنك حاجة والدليل لما قال انه قابلك وكلمتيه عالتليفون وانتى بقالك شهر ونص هنا تقريبا عمرك ماخرجتى برة القصر غير إمبارح وكنتى معايا ....وحتى التليفون مش معاكى ولو حتى اخدتيه من هنية ولا حاجة هتقابليه فين وإزااى انتى أربعة وعشرين ساعة ي فى المطبخ ي بتروى الورد بتاعك ده وبتلعبى مع القطط

مودة بذهول 
-بتفهم برضو انا للحظة كنت هصدق انه انا ....

آدم بسخرية 
-انتى عشان ساذجة مش اكتر 

رمقته مودة بغيظ ثم اردفت عندما تذكرت شيئ
_صحيح انتو وديتو الولد ده فين !؟

آدم بضيق 
-ملكيش دعوة اطلعى برة الموضوع 

مودة بغضب 
-اطلع برة الموضوع إزاى وانا فيه كلهم بيحسبونى انى انا اللى عملت كدا وتقولى ملكيش دعوة!!! 

آدم بغضب هو الآخر 
-آه متدخليش فى أى حاجة لغايت اما انا اعرف مين اللى عمل كدا ونثبت انه مش انتى فهمتيي !؟ وياريت تنامى بقا دماغى وجعتنى من رغيك 

ليقول جملته ويمدد جسده على السرير واغمض عينه فنظرت مودة له بصدمة فكيف ينام مبكرا هكذا فالساعة مازالت التاسعة تقريبا هل كل يوم سيجعلها تنام مبكرا مثله حقا !!.....زفرت مودة بضيق وتمددت على الاريكة هى الأخرى حتى ذهبت فى نوم عميق............

اما فى الاسفل عند المخزن الذى يخبئ به آدم الولد .....كان يقف حمدان وهو يوجه سلا*حه نحوه وهو يقول له بنبرة تحذير :
_انت عارف لو نطقت بنص كلمة انا هعمل فيك إيه يا واد

بلع عمر ريقه بصعوبة قائلًا بخوف:
_ا...مش هقول حاجة يا بيه والله ما انا عملت زى ماانت قولتلى واتهمت البنت دى 

حمدان بغضب:
_انا عارف بس آدم مش من النوع انه يعرف حاجة زى دى ويسكت بدال حابسك عنده هنا يبقى اكيد هييجى يهددك عشان تتكلم 

عمر بخوف 
_هيهددنى بإيه يا بيه ما انا خلاص اعترفت عن البنت دى عاوزين منى إيه تانى 

حمدان بضيق 
_مع الأسف مش انا اللى عاوز انا عليا اقت*لك دلوقتي واخلص ....انت عارف يواد لو نطقت وغيرت كلامك اقسم بالله امك واخواتك كلهم هيمو*تو قدامك نفر نفر 

عمر وهو يقول بدموع وخوف 
_لا لا والنبى يحمدان بيه أهلى ملهومش دعوة انا هعمل اللى انت عاوزه المهم انت كمان توفى بوعدك 

حمدان 
_متقلقش انت قضى مهلتك فى السج*ن وانا هصرف على عيلتك زى ما وعدتك 

اومأ له عمر بخوف وبينما كاد ان يتحدث حمدان رن هاتفه بإسم وليد فجأة فأجابه على الناحية الاخرى وهو يقول 
_....إيه عملت إيه ياواد 

وليد على الهاتف 
_كله تمام بوظت الكاميرات كلها مستحيل يشوفو حاجة غير الولا ده....

حمدان 
_والدكتور عملت معاه إيه 

وليد بضيق 
_كلمته....هيبدأ يديله الدوا ده من بكرة لما آدم يجيبه 

حمدان وهو يبتسم بشر 
_حلو اوى....اهم حاجة تكون هددته كويس عشان الدكتور ده لو نطق بنص كلمة هنروح فى داهية 

وليد وهو يتنهد بضيق 
_هددته متقلقش ....انا مش فاهم انت هتستفاد إيه باللى بتعمله ده انت كدا بتأذى مازن مش آدم!! حتى مودة دخلتها فى الموضوع وهى ملهاش ذنب 

حمدان بغضب 
_انت غبى يا واد ...مازن لو فضل عايش هيسلموه كل حاجة من بعد آدم ...على الأقل مش همو*ته هفضل مخليه كدا ملهوش لازمة......اما مودة دى بقى ليها حسبة تانية خالص

وليد بإستغراب 
_حسبة إيه دى البنت ملهاش ذنب عاوز منها إيه دى ممكن يمو*توها بسبب الموضوع ده 

حمدان بغضب 
_ ملكش دعوة يا وليد وبعدين دى بنت عدونا بتدافع عنها كدا ليه ما تم*وت ولا تغور فى داهية 

تنهد وليد بضيق من حديثه فهو نفسه لا يعلم لماذا يدافع عنها  ولكنه شعر من الفترة السابقة ان مودة طيبة ولا تستحق ما يفعلوه بها ....فأردف بحنق عندما سمع صوت عمه من الجهة الأخرى 
_خلاص ماشى المهم نخلص من الموضوع ده على خير 

حمدان وهو يبتسم بشر 
_متقلقش كل اللى جاى خير لينا وشر على آدم ان شاء الله 

_______________________________________

في صباح يوم جديد، استيقظت مودة مبكرًا على غير عادتها، بعدما نامت باكرًا بسببه...... فتحت عينيها ببطء، لتجده أمامها ما زال غارقًا في النوم.... ظلّت تتأمله قليلًا؛ بملامحه الهادئة هذه ، وشعره الذى  يتساقط على جبهته بهذه الطريقة المضحكة ويغطي عينيه.

لكن فجأة، انتبهت إلى بقعة د*م على التيشيرت الذي يرتديه..... نهضت بسرعة، وقد أدركت أن جرحه انفتح مرة أخرى..... زفرت مودة  بضيق وهى لا تعرف ماذا تفعل له هل حقا سيظل هكذا من دون ان يخيط هذا الجرح!!!

وفي تلك اللحظة، لمحت هاتفه الموضوع على الطاولة بجانبه..... فأبتسمت مودة بخبث، واتجهت نحوه بحذر، والتقطت الهاتف وفتحته بسهولة لأنه لم يكن عليه كلمة مرور ، بدأت تتصفح جهات الاتصال، حتى وقعت عيناها على رقم مسجّل باسم "أحمد".

ضغطت على زر الاتصال، وابتعدت قليلًا حتى لا يستيقظ آدم..... وبعد لحظات جاءها صوت أحمد من الطرف الآخر، بنبرة متضايقة:
_عاوز إيه من اللى جابونى عالصبح يا عم ... مش مخلى الواحد حتى عارف ينام 

ضحكت مودة بخفوت على صوته وهى تقول:
-ده انا يا احمد  مودة ........

احمد بإستغراب 
-مودة!! فيه حاجة ولا إيه 

مودة بهمس
_آه يا احمد عاوزة اسئلك تعرف رقم دكتور جراحة!!

احمد 
_آه اعرف ليه بتسألى آدم لسة تعبان ولا إيه

مودة بهمس
_آه جرحه كل شوية يتفتح ومش راضى يروح للدكتور  فاتصل بيه يااحمد وخليه ييجى 

احمد 
_وهيرضى الدكتور ييجى هنا !؟؟

مودة 
_هحاول انا أقنعه انت جيبه بس ونحطه قدام الامر الواقع 

احمد
_ماشى يمودة بس انا مليش دعوة يتعصب عليكى انتى بقا 

مودة بغيظ 
_ماشى يا احمد ماشيي اقفل 

أنهت مودة مكالمتها سريعًا وأغلقت الخط، ثم وضعت الهاتف بهدوء على الطاولة كما كان، قبل أن تتسلل إلى المرحاض...... وأخذت حمامًا سريعًا، بدّلت ملابسها، وارتدت حجابها. وحين خرجت، لمحته يفتح عينيه ببطء مع رنين منبّهه.

نهض آدم من مكانه، ونظر إليها باستغراب… فمنذ متى تستيقظ قبله هكذا؟! والأغرب أنها بكامل ملابسها!!!....رمقها بنظرة شك، لكنه لم يقل شيئًا واتجه نحو المرحاض ليرتدي ملابسه.

لاحظ أن جرحه انفتح مجددًا، فاكتفى بوضع قطعة قطن عليه بلا أي اهتمام، ثم خرج متجهًا نحو الباب.... وقبل أن يفتحه، فُوجئ بمودة تقف أمامه وتمنعه من الخروج.....فرفع نظره إليها بضيق وقال بحدة:
_فيه إيه؟!

ترددت مودة للحظة، خوفًا من رد فعله، ثم قالت بشجاعة مزيفة
_مينفعش تخرج دلوقتي.

رفع آدم حاجبه قائلًا بإستغراب 
_وليه بقا إن شاء الله؟؟

مودة بخوف 
-ا...ال...الدكتور جااى عشان يشوف جرحك 

آدم بصدمة
-إييه!! دكتور إيه ده اللى جاى ومين جابه اصلا !!

مودة بتلعثم
-انا اتصلت على احمد وخليته يجيبه انت مش عاوز تروح وجرحك عمال كل شوية يتفتح ....خلاص انا جيبتهولك لغايت هنا 

آدم بغضب 
-اتصلتييييي على أحمد منيين !!؟

مودة وهى تبلع ريقها بخوف 
-ا...اخدت تليفونك .....بص انت اللى اجبرتني اعمل كدا كل شو........

قاطعها آدم وهو يشدها من ذراعيها وابعدها من امام الباب وهو يقول بغضب: 
-ابعدييي من وشييي انا مش عاوز زفت دكتور وصدقينى مش هعديلك مسكتك لتليفونى من ورايا 

قال جملته وهو يمد يده ليفتح الباب، لكنه لم يتحرك..... جرب مرة أخرى… ثم ثالثة، دون جدوى.... فارتسمت علامات الاستغراب على وجهه وهو يكرر المحاولة، قبل أن يلتفت نحو مودة بنظرات غاضبة:
_الباب مش بيفتح ليه !!؟

لوحت مودة بالمفتاح امامه وهى تقول ببرود:
_كنت عارفة إنك مش هتوافق فأتصرفت 

آدم بصدمة وغضب:
-انتى وصلت جرأتك للدرجادى!!؟؟ بتحبسينى هنااااا!!!

مودة بضحك 
-مرة من نفسي ما انت علطول حابسنى

آدم وهو يمد يده لها بهدوء مخيف 
-هاتى المفتاح 

مودة بخوف من نبرته 
-..لا.. مش هدهولك

آدم وهو يتمالك نفسه بصعوبة 
-هاتى المفتاح عشان ماخدهوش غظبن عنك وصدقينى ده مش هيعجبك 

مودة بغضب 
-انت ليه معاند كدا فيها إيه لما تخلى الدكتور يشوفك ويخيطلك جرحك ده مش فاهمة!!

آدم وهو يمسح وجهه بضيق من هذه الغبية 
-فيهاااا ان كله هيشوف الزفتت الدكتور وهيسألو مية سؤال مالك وفيك إيه وساعتها جاوبي انتى بقاا 

مودة بشجاعة مزيفة 
-مش مهم انا ساعتها هجاوب واقول انا عملت اى 

آدم وهو ينظر لها بسخرية 
-صدقينى المرادي مش هدافع عنك هيبقا معاهم حق فى أى حاجة هيعملوها 

مودة بحزن
-وانا معنديش مانع انا عارفة انى غلطانة واستاهل اى حاجة ....

آدم بغضب 
_انتييييي بتقولى كداا ومش مستوعبة حاجة ستى لوحدها ممكن تغز*ك بالسك*ينة هاتى المفتاح ده كفيااكى مشاكل 

مودة بعناد 
-قولتلك لا الدكتور زمانه جاى خلاص 

نظر لها آدم بغيظ وكاد ان يتجه ليأخذ المفتاح من يدها فجرت مودة من امامه بسرعة وهى تقف على الاريكة بخوف:
-انت هتستفاد إيه ما تاخده ما كدا كدا الدكتور جاى 

آدم بغيظ :
-انزلى من عندك وهاتيه احسنلك انا هتصل باحمد هقوله ميجبهوش 

لم يكد آدم ينهي جملته حتى خطا نحوها بخطوات سريعة، فارتبكت مودة وقفزت بعيدًا من على الاريكة ، وهى تمسك عباءتها ، قبل أن يصل إليها..... ضاقت ملامح آدم بغيظ، وهو يصرخ بنبرة حادة: 
_هو انتى هتخلينى اجريييي ورااااااكى هاااتى الزفتتت ده 

مودة بغيظ 
_لا برضو 

اندفع آدم نحوها بغيظ، فتراجعت مودة بخوف، تلتفت حولها بارتباك لا تعرف إلى أين تهرب هذه المرة..... ظلّت ترجع للخلف وهو يقترب منها خطوة بعد خطوة، حتى اصطدمت قدماها بحافة السرير، وكادت أن تسقط فأسرع آدم وأمسك يدها قبل أن تقع، شدّها نحوه بقوة، مما جعلها تصطدم بصدره العريض......

ابتلعت مودة ريقها بتوتر، وهو ممسك بيدها ويضغط عليها بعنف محاولًا أن ينتزع المفتاح من قبضتها.....أخذ يضغط على أصابعها الصغيرة واحدًا تلو الآخر، وهي تقاوم بعناد..... رفع عينيه ليلتقي بعينيها الزمردية المليئتين بالتحدي، وقال بصوت منخفض لكنه غاضب:
_افتحي إيدك…بدال ما أكس*رها....

ازدادت مودة توترًا، شدّت قبضتها أكثر وقالت بإصرار:
_لا.....

ضاق وجه آدم غيظًا، فاقترب منها أكثر حتى أصبح وجهه قريبًا للغاية من وجهها. فارتبكت مودة بشدة، ارتخت قبضتها دون أن تشعر، فانتزع آدم المفتاح منها بسرعة وهو يبتسم بسخرية، فقد كان يعرف أنها ستتوتر من قربه.......

ترك يدها فجأة ببرود، فسقطت مودة على السرير نتيجة تركه المفاجئ لها فرمقته بغيظ وكادت ان تتحدث ولكن قاطعهم صوت طرق على الباب......

توجه آدم وفتح الباب، ليجد أحمد واقفًا ومعه الطبيب...... في تلك اللحظة، ابتسمت مودة بخبث وكأنها انتصرت عليه أخيرًا. زفر آدم بضيق، ثم قال وهو يسمح للطبيب بالدخول:
_انت سمعت كلامها ليه يا احمد… وجبت الدكتور؟!

احمد 
-معاها حق يا آدم جرحك جامد انت مش شايف منظرك 

كاد آدم ان يتحدث بإعتراض فقاطعه احمد قائلًا:
-خش يآدم للدكتور خليه يعالجك ونخلص بطل عنادك ده 

زفر آدم بضيق ثم دخل إلى الغرفة، ليتقدم الطبيب ويفحص جرحه.... فوقفت مودة تساعد بإحضار بعض الأدوات التي طلبها الطبيب حتى يتمكن من خياطة الجرح له.... وما إن انتهت، خرجت هي مع أحمد إلى الخارج بينما ظل الطبيب يكمل عمله.

بعد قليل، خرج الطبيب من الغرفة وهو يقول بهدوء:
_جر*حه مش خطير… بس محتاج شوية راحة، ومايتحركش كتير. مع الأدوية دي هيبقى كويس إن شاء الله.

أخذت مودة الروشتة من يده وقالت بابتسامة شاكرة:
_ماشي يا دكتور، شكرًا.

تحرك احمد مع الطبيب ليوصله حتى باب القصر، فلم يلاحظه أحد أثناء خروجه… سوى بسمة، التي كانت جالسة في الحديقة........استغربت كثيرًا عندما رأت احمد يودع الطبيب من امام الباب ....وعندما تركه احمد هرولت نحو الطبيب بسرعة لتسأله ماذا يفعل هنا

فأجابها الطبيب: 
_آدم بيه كان متع*ور وكنت بخيطله جر*حه 

بسمة بإستغراب 
_متع*ور!! متعو*ر من إيه ؟

الطبيب 
_معرفش يا هانم الظاهر انه فيه حد معو*ره بسكي*نة لأن جر*حه كان عميق جدا 

بسمة بصدمة 
_إيييه سك*ينة!! ....و...هو كويس دلوقتي!! 

الطبيب 
_آه كويس المدام مراته عالجته إمبارح بورق الموز وده اللى ساعده انه يوقف النزيف 

بسمة بإستغراب من حديثه 
_انت قصدك على العقربة مودة!! ....اومأ لها الطبيب فقالت بسمة بغيظ 
_ماشى شكرا ....اتفضل حضرتك آسفة انى عطلتك.....

اومأ لها الطبيب وذهب بينما بسمة جلست فى الحديقة وهى تفكر فى حديثه بإستغراب فكيف لآدم ان يجرح بسك*ينة وايضا هذه العقربة هى من عالجته!!....تذكرت بسمة فجأة الد*ماء التى رأتها ليلة امس فى فراشهم عندما كانت هنية تقوم برمى القمامة.....هل معقول هذه د*ماء آدم!! 

تمتمت بسمة بحيرة وهى تقول 
_....إزاى آدم ممكن يتع*ور بسك*ينة....حاسة إنك ليكى دخل فى الموضوع يمودة وشكلك كدا عاملة مصيبة وانا لازم اعرفها المصيبة دى ........

بينما فى الاعلى عند آدم ومودة......بعد أن ذهب الطبيب واحمد ،رمق آدم مودة بشر من افعالها وتقدم نحوها وهو يقول بتحذير: 
_انا المرادى عدتلك اللى عملتيه بس صدقينى المرة الجاية مش هعدى حاجة ....سامعة؟؟

مودة وهى تضع وجهها فى الارض بضيق :
_سامعة انا مش طارشة 

اخذ آدم محفظته واشيائه وقال قبل ان يخرج :
_ على الله المحك برة الأوضة تفضلى قاعدة هنا زى الشاطرة 

كادت مودة ان تتحدث بإعتراض فقاطعها آدم بغضب 
_بلاش تعاندى عشان مرجعش اقفل عليكى بالمفتاح....اكلك وشربك هيوصلولك لغايت عندك يعنى معندكيش حجة عشان تطلعى 

مودة بغضب من نبرته الآمرة 
_مسمعتش عن حجة اسمها اشم شوية هوا برة!!

آدم بإستغراب 
_هو انتى بتحسبى نفسك فى نزهة هنا!!.....

مودة بضيق 
_لا بس انا بزهق لما بقعد لوحدى 

آدم بسخرية 
_معلش استحملى الزهق بدال ما تستحملى زعيق ستى.... أظن فهمانى!!

اومأت له مودة بحنق بمعنى نعم .....فذهب آدم من امامها وهو يأخذ أغراضه وخرج ......زفرت مودة وهى تتمتم بضيق وتذمر 
_كل حاجة أوامر أوامر....متطلعيش متعمليش متاكليش متتزفتيش....يخربيت كدا بارد......

جلست مودة على الاريكة وهى تسب هذا الروبوت فى سرها وعندما مر قليل من الوقت عزمت على النزول للأسفل اعتقادًا انه ذهب للعمل كعادته.......

هبطت مودة من على الدرج وهى غير مهتمة تماما لتعليمات آدم التى قالها ....وعند هبوطها صدمت عندما رأت آدم يقف مع جدته فى بهو القصر ويتحدث معها والاسوأ ان خديجة لمحتها مما جعلها تقول بسخرية لآدم 
_هى دى بقى يبنى اللى انت معاقبها ومش هتنزل 

التفت آدم بإستغراب من حديثها وعندما لمح مودة كوّر قبضة يده بغضب من هذه الغبية التى تخالف كلامه بإستمرار فهو كان يحاول إقناع جدته انها لن تسبب المشاكل بعد الآن وانه سيعاقبها......ولكن الآن ماذا سيقول اللعنة عليها حقا......

سمع آدم جدته وهى تقول بغضب 
_البنت دى مش هتجيبها البر يبنى شايف مبتسمعش كلام حد اهى 

كادت مودة ان تتحدث ولكن قاطعها آدم الذى امسك يدها وشدها بغضب خلفه ودخل بها لمكتبه......قائلًا بغضب وهو يقترب منها 
_ اتزفتى نزلتى ليييييه مش قولتلك متنزليش!!

مودة وهى ترمقه بضيق 
_انا كنت بحسبك مشيت هو انت ممشتش ليه!؟... إيه الحظ ده 

آدم بصدمة 
_ده اللى هامك بجد!! إنى كشفتك!!........هو انتى ليه مبتسمعيش الكلام بجددد

مودة وهى تتظاهر بالبراءة 
_انا !!! ...انا عمرى مسمعتش كلامك قبل كدا !!!

قال آدم وهو يقترب منها بغضب مما جعلها تصطدم بباب المكتب 
_لا انا اتصدقى ...انا اللى مبسمعش الكلام وكل ما حد يقولى حاجة اعمل عكسها... وانا اللى بركب فى شنطة العربية زى الحرامية عشان اورط نفسى فى مصايب وانا اللى بعرض حياتى للخطر كل شوية.....صح.... تحبى اعدلك كمااان من المصايب اللى انا بعملها!!!

ضحكت مودة رغما عنها قائلة بخبث 
_صح انت اللى بتعمل كل ده انا بريئة 

آدم وهو يمسكها من ذراعيها بغيظ 
_انتى ناوية  تجنينى صح!!؟ 

مودة بضيق 
_لا والله انا بس .....مبحبش اقعد فى الأوضة لوحدى 

آدم بغضب
_وانا قولتلك لازم تستحملى تقعدى لوحدك كل اللى هنا مفكرينك انتى اللى عملتى كدا ولازم يفضلوا مفكرين انى مش طايقك فهمتي!!

مودة بإستغراب 
_مش فاهمة هو انت يعنى دلوقتي طايقنى!!

آدم وهو ينظر لعينيها
_انتى شايفة إيه!!

مودة بتوتر من نظراته
_ا....انا شايفة انى المفروض اسمع كلامك واطلع الأوضة وكفايا مشاكل لغايت كدا 

اومأ لها آدم قائلًا ببرود 
_والله انا كمان شايف كدا 

ليقول جملته وهو يبتعد عنها فهرولت مودة من امامه بسرعة مما جعل آدم يبتسم بقلة حيلة على هذه المجنونة التى ستجعله يقت*لها فى يوم من الايام ........

بينما عند بسمة اتجهت نحو المكان الذى يضعوا به القمامة فى القصر لتتأكد انها بالفعل كانت د*ماء .....ظلت تفتش كثيرا فى القمامة حتى وجدت الكيسة التى كانت بها الفراش والذى صدمها اكثر هو السكي*ن الذى كان ملئ بالد*ماء......

بسمة وهى تمسك السكينة بصدمة 
_ يلهوى معقول تكون البنت دى غز*ت آدم!!.......بس ليه هتعمل كدا ....انا لازم اتأكد بجد......واللهى يمودة لو طلعتي انتى يبقى بجد اتشه*دى على روحك ......

لتقول جملتها واتجهت للداخل حتى تتأكد مما رأته .......

جاء الليل فى سوهاج وكانت مودة تجلس فى المطبخ مع دادة هنية متناسية تماما حديث آدم لها للمرة المليون وعندما لاحظت انه ليس موجود أو كما تظن استغلت الفرصة ونزلت ........

قالت مودة بفضول وهى تجلس امام الطاولة 
_دادة انتو عاملين ورق عنب النهاردة 

هنية وهى تومأ لها 
_آه يبنتى و كمان عارفة إنك بتحبيه 

مودة بضحك 
_آه.... وبعدين مفيش اكل خلقه ربنا انا مش بحبه يا دادة حطى كل اللى عندك والنبى عشان انا هم*وت من الجوع 

ورد بضحك 
_انا مش فاهمة انتى إزاى رفيعة كدا وبتاكلى كل الكميات دى يا مودة 

مودة بضحك 
_والله يبنتى انا كنت كيرفى قبل ما آجى هنا.... الشياطين اللى هنا دول اللى خلو وشى زى اللقمة كدا 

ضحكت ورد عليها وهى تعطيها الطعام قائلة 
_وربنا انتى نكتة يا مودة كلى ...كلى 

اومأت لها مودة وكادت ان تبدأ بتناول طعامها ولكن منعتها خديجة فجأة التى شدت الطبق من امامها بغضب وهى تقول :
_إيه اللى انتى حطهولها ده يا هنية 

هنية بإستغراب 
_حطالها إيه يا هانم مش فاهمة ده اكلها 

خديجة بغضب 
_كل ده اكل حاطهولها!!! .....

هنية بإستغراب 
_البنت كانت جعانة يهانم همنعها تاكل!! 

خديجة بغضب تحت نظرات مودة المصدومة من حديث وشر هذه المرأة 
_آه تمنعيهاااا البنت دى مش هتاكل من وكلنا وهى السبب ان حفيدى مشلول ....

لتكمل حديثها وهى تأخذ الأطباق من امامها 
_متحطلهاش غير شوربة من النهاردة عقابا ليها على اللى عملته 

كادت هنية أن تعترض ولكن سبقتها خديجة بغضب 
_انتى سمعااانى انا قولت إيييه قومى اعملى اللى بقوله 

اومأت لها هنية بخوف وقامت بوضع لمودة طبق شوربة فقط فقالت خديجة وهى تنظر بحقد لمودة 
_دى قيمتك يبنت محسن ....حتى الخدامين هنا هياكلوا احسن منك 

لتقول جملتها وذهبت من أمامهم بغضب فقالت هنية وهى تقترب من مودة بحزن 
_انا آسفة يبنتى والله عملت كدا غظبن عنى 

ابتسمت مودة قائلة بحزن 
_عادى يا دادة انا عارفة إنك متقدريش تخالفى كلامها.....لتكمل حديثها بضحك حتى تدارى حزنها 
_وبعدين مالها الشوربة يعنى كلها نعمة ربنا ....بس هاتى عيش يا دادة والنبى معاها عشان انتى عارفانى طفسة ومش بشبع 

ورد بغضب 
_مودة بطلى تتصرفي بالطريقة دى انا لو مكانك كنت شديت الولية دى من طرحتها أقسم بالله على معاملتها دى 

مودة بحزن
_لا يا ورد انا مليش الحق انى اعمل كدا ....عارفة كان إمتى ليا الحق ...لو انا كنت هنا كزوجة الشخص ده فعلا من غير عداوة كنت ساعتها مش هسكتلها بس انا دلوقتي اقول إيه بالله عليكى وانا عارفة انها معاها حق فى كل اللى بتعمله .....

هنية بحزن 
_اخ يبنتى ياريت لو يعرفوا انتى جميلة قد إيه وقلبك طيب ومش بتتمنى الشر لحد 

مودة بضحك 
_كفايا انتى عارفة يا دادة انا ميهمنيش رأى الشياطين دول فيا.....وبعدين يا جماعة هاتوا العيش بقى انا هم*وت من الجوع 

اومأت لها هنية بحزن واعطتها الخبز وبدأت مودة بالأكل.......

وبعد قليل من الوقت جاء آدم من العمل ودلف للمطبخ قائلًا:
_هنية اعمليلى قهوة وهاتيها على المكتب 

هنية وهى تومأ له 
_حاضر يبنى من عنيا 

اومأ لها آدم وكاد ان يذهب ولكن وقف فجأة عندما لمح مودة وهى تأكل مما جعله يقول بإستغراب 
_إيه اللى انتى حاطهولها ده يا هنية 

مودة وهى تتمتم فى سرها بغيظ 
_هو انا هلاقيها منك ولا من ستك يا ترى هتأمرنى آكل إيه انت كمان زلط!!!

لتسمعه يكمل حديثه بإستغراب من صمتهم 
_مش سمعانى يا هنية!! حاطة للبت تاكل شوربة ليه من قلة الأكل اللى عندنا يعنى!!

هنية بحزن 
_والله يبنى ما انا دى خ........

قاطعتها مودة بسرعة قائلة 
_انا اللى طلبت منها تحطلى شوربة 

التفت لها آدم قائلًا بإستغراب 
_ليه مش فاهم!!

مودة بتوتر 
_عجبانى انا ....بحب الشوربة 

آدم بسخرية 
_والله للدرجادى الشوربة طعمها حلو!!

اومأت له مودة بتوتر وهى تأكل فسمعت آدم يقول 
_طيب حطيلى انا كمان ادوق الشوربة دى يا هنية 

هنية بإستغراب 
_مش هتاكل يبنى من الأكل اللى عاملينه!!

جلس آدم امام مودة على الطاولة وهو يقول 
_لا حطيلى من اللى بتاكل منه 

نظرت له مودة وهى تفتح فمها بصدمة من حديثه بينما هنية قالت بسعادة 
_حاضر يبنى من عنيا.... قومى يبت يا ورد حطيلهم انتى الأكل  برة 

اومأت لها ورد وغمزت لمودة بخبث قبل أن تخرج مما جعل الطعام يقف فى حلق مودة وهى تسعل بشدة ....فأعطاها آدم المياه التى كانت امامه  فأخذتها منه وهى مازالت مصدومة لا تفهم شيئ فهى كانت متوقعة انه سيوبخها كما فعلت جدته ولكنه سيأكل معها!!!

وضعت هنية الطعام لآدم وخرجت من المطبخ تماما هى وورد.....فظلت مودة ترمقه بصدمة وهو يأكل مما جعله يقول بسخرية 
_هتفضلى مبحلقة فيا كدا كتير!!

مودة بإستغراب 
_انت.....ليه عملت كدا!!

آدم بإستغراب 
_عملت إيه 

مودة بضيق 
_انت فاهمني انا بقول على إيه كويس مش مضطر إنك تاكل من الاكل ده 

آدم وهو يأكل 
_ولا انتى مضطرة إنك تسمعى كلام ستى وتاكلى الأكل ده .....

نظرت له مودة بصدمة فقال آدم بسخرية 
_بتحسبينى يعنى مش واخد بالى ان ستى اللى خلتك تاكلى كدا!!

مودة بحزن 
_لا يعنى بس ....ستك معاها حق الصراحة 

أعطى آدم لها قطعة خبز أمامها وهو يقول 
_يبقى معاها حق لو انتى فعلا اللى عملتى كدا فمازن.....ليكمل حديثه وهو يتنهد بحزن 
_هما كام يوم وهثبت برائتك قدامها وساعتها مش هخليها تعاملك كدا تانى .....

مودة بإستغراب من جملته 
_ليه .....قصدى ليه بتدافع عنى كدا؟

تنهد آدم وهو يأكل بحزن 
_عشان عارف إنك مش هتأذى حد فينا مع إنك كتلة مصايب متحركة يعنى بس.......

قاطعته مودة وهى تقول بصدمة 
_انا كتلة مصايب متحركة!!

آدم وهو يرفع حاجبه بسخرية 
_اومال انا !!؟

رمقته مودة بغيظ من سخريته عليها بينما قال آدم وهو يأكل 
_اقعدى كلى وبطلى بحلقة......الشوربة حلوة خلبالك 

ابتسمت مودة رغما عنها من حديثه وبدأت بالأكل معه وهى ترمقه من فترة للأخرى بإستغراب بسبب شخصيته الهادئة هذه التى تظهر فجأة ......

وبعد أن انتهوا من الطعام نهضت مودة واحضرت علبة بها الدواء ومدتها لآدم حتى يأخذها مما جعله يبتسم بسخرية وهو يقول 
_بتقت*لى القت*يل وتمشى فى جنا*زته مش كدا!! 

رمقته مودة بضيق قائلة بنبرة حزينة 
_انت مش شايف انى بحاول اكفر عن ذنبى 

اخذ آدم العلاج منها وهو يقول 
_لا الصراحة مفيش حاجة تعمليها ممكن تغفرلك إنك غز*تينى بالسكي*نة يعنى ......

شهقت بسمة وهى تضع يدها على فمها بصدمة عندما سمعت هذا الكلام فهى كانت ستدلف للمطبخ وعندما رأتهم يجلسون سويا وقفت تتنصت عليهم ....

نظرت بسمة لهم بصدمة وهم يقفون ويتحدثون والاغرب الذى صدمها ان آدم يبتسم ويتحدث كأنها لم تفعل جري*مة فى حقه .....فأختبئت خلف الباب بسرعة عندما رأتهم يخرجون من المطبخ ونظرت على اثرهم بغيظ وهى تقول 
_اقسم بالله ما هسيبك المرادى يا مودة المرادى فعلا نهايتك (يتبع )


                 الفصل العشرون من هنا 

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة