رواية زهرة الانتقام الفصل الثامن عشر 18 بقلم ملك عبد اللطيف


رواية زهرة الانتقام الفصل الثامن عشر 18
بقلم ملك عبد اللطيف



مع أول ضوء للشمس، فتحت مودة عينيها بتثاقل، لتتذكر أنها ما زالت في تلك الغابة الموحشة..... أدارت رأسها تبحث عنه، لكن المكان بجوارها كان خاليًا...... انتفضت فزعة ونهضت سريعًا، تلتفت حولها بعيون مرتجفة حتى كادت دموعها تنهمر من الخوف .....وفجأة أبصرته أمامها، يتفحص الهاتف بتركيز..... هرولت نحوه بخطوات سريعة وهى تقول:
-كنت فين !؟؟

آدم وهو لا ينظر لها 
-كنت بحاول القط شبكة 

مودة بإستغراب من طريقته الباردة 
-وعرفت تلقط!!

آدم وهو يأخذ جاكيته ويرتديه 
-اه كلمت أحمد هييجى ياخدك 

ليقول جملته ويمشى من امامها فلحقته مودة وهى تقول بإستغراب
-وانت !؟؟ هتروح فين !؟

آدم ببرود 
-متشغليش بالك هروح فين تروّحى وانتى ساكتة 

مودة بغيظ وهى تقف امامه تعترض طريقه 
-انت راااايح عند الشخص ده صح اللى ضر*ب مازن !؟؟........لينظر لها آدم بملل وابعدها عنه وذهب فلحقته هى مرة أخرى قائلة بضيق: 
-هتروحله برضو ....حتى بعد اللى حصلك إمبارح !!!

آدم ببرود
-إيه اللى حصلى إمبارح؟؟.. شوية تعب وراحو وخلصنا 

ليقول جملته وكاد ان يذهب من امامها فمسكت مودة يده وهى توقفه بغضب:
-انتتت شااايف بجددد ان دول كانوا شوية تعب عاديين !!!؟ انت مشوفتش نفسك كنت عامل إزاى؟؟ عاوز يحصلك ده تاانى وكماان راايح فى. حتة الله وأعلم هتروح تق*تل فيهاا ولا هتعمل ايييي 

امسك آدم ذراعيها بغيظ من نبرة صوتها بهذه الطريقة كأنها والدته وتوبخه فقال بغضب هو الآخر:
-انتيييي إزاااى تتكلمى معايا بالطريقة دى!!؟... شكلككك للحظة نسييتى انتييي ميين.... ونسيتى انتى معايا بصفتك إيه .....نسيتى ولا تحبى افكرك 

نظرت له مودة بحزن من جملته فقالت بنبرة منكسرة وهى تحاول كبت دموعها:
_لا منستش انا مجرد ر*هينة واخدها عشان توقف التار والد*م عاارفة ده كويس وكل يوم ده محفور فدمااغى وعمرى مانسيته ولا عمرى هنسى اى حااااجة عملتهااا فييااا ولا أى ألم ووجع انا عشته بسببك 

بلع آدم ريقه بضيق من حديثها وترك يدها وهو يقول بغضب  
-كويس إنك فاكرة كل ده متجيش فى مرة تحسبى نفسك حاجة مهمة وتأمرينى اعمل إيه ومعملش إيه

مودة بحزن
-معاك حق انا شعورى بالذنب تجاهك خلانى انسى انت مين !؟ 

غضب آدم بشدة من كلمتها الاخيرة ودفعها نحو أحد الاشجار وهو يقترب منها قائلًا بغيظ
-شعورك بالذنب!!؟؟؟ ده بجد .....اما انتييييي حاااااسة بالذنب تجاهى يعينى ليه عملتى كدااا هاااا ليه غز*تينى من الأول 

مودة بدموع هبطت رغما عنها 
-انا عملت كدا غظبن عنى انت مش فاهم حاجة 

آدم بغضب 
-ماتقووولى عشااان افهم اى هو السبب المقنع اللى يخلى ملاك برئ زيك يغ*ز واحد بالسكي*نة 

قالت مودة بتلعثم وهى وتضع وجهها فى الارض بإحراج:
-ا....انا سمعت كلامك انت وجدتك فالمكتب يوميها 

آدم بإستغراب  
-كلام إيه !! مش فااهم 

مودة بخوف 
-كنتو بتتكلموا عنى ....فى نفس اليوم اللى عملت فيك كدا .........

حاول آدم التذكر وهو يُضيق عينه بإستغراب وفجأة فهم قصدها عندما تذكر مما جعله يقول بغضب من تفكيرها:
-انتتييييي كنتيييي بتحسبيييي اى يوميهااا!!؟ ......انى ممكن أقرب منك !!؟ انتى إزاااى تفكرى كدا أصلا وانا قايلك بنفسيي إن ده مستحييييل 

مودة وهى تشهق ببكاء ولا تنظر له من إحراجها فهو معه حق فتفكيرها غبى للغاية:

_ك....كان كل حاجة قدامى حصلت فجأة غظبن عنى الكلام اللى سمعته جدتك بتقولهولك وبعدين طلعت الأوضة .....لقيت......لتصمت مودة فقال هو بضيق 
-لقيتى اى !! ؟

مودة بخوف 
-ل..لقيت هدوم حاطينها على السرير ومزينين الأوضة بطريقة خوفتنى .....انا للحظة كنت ..........

اغمض آدم عينه بغيظ منها وهو يقول:
-خلاص فهمت متكمليش...... انتى واحدة غبية وبتحسبينى من مجرد شوية كلام ممكن اغير كلمتى او رأيي فى أى حاجة !!!

مودة بدموع 
-غظبن عنى .... اى بنت فمكانى كانت هتعمل كدا ....انا آسفة 

تنهد آدم بضيق وابتعد عنها وذهب من أمامها بغضب فهو كان يتوقع كل الأسباب التى فى العالم ماعدا هذا السبب الغبي لهذه الدرجة لا تثق به ....ولكن يا آدم كيف ستثق بشخص مثلك !!؟؟ حطمت لها حياتها وعيشتها فى جحيم منذ أن جائت إلى هنا وستثق بك حقاا!!؟ 

ظل يمشى وهى تتبعه بصمت لا تتفوه بأى كلمة، فهى ارتاحت الآن عندما حكت له على الاقل علم السبب وانها ليست كما يظن تريد أن تأذيه وتأذى عائلته....ظلوا يمشون حتى وصلوا مكان السيارة التى كانوا بها ليلة أمس فوقفوا قليلًا ورأوا احمد يتجه ناحيتهم بسيارته فنزل منها وهو يقترب منهم قائلا بقلق: 
-انتو كويسين!؟

آدم 
-كويسين خدها البيت وهات مفتاح العربية 

ليعطى له احمد المفتاح وهويقول 
-الرجالة هناك يآدم واقفين على باب بيته لسة ملهاش لازمة تروح دلوقتي مش هيعرف يهرب مننا 

نظر له آدم بعدم مبالاة لحديثه واتجه نحو السيارة وركبها دون أن يتفوه بأى كلمة وذهب من أمامهم بسرعة .........

تنهد احمد بضيق وهو يضر*ب كفا بالآخر:
-يلا يمودة يلا مفيش فايدة فيه 

مودة بإستغراب 
-مش هتروح معاه 

احمد 
-هيزعق لو روحت هو هيعرف يتصرف 

مودة بغضب  وهى قد طفح بها الكيل
-احمد هو مغز*وز بالسكي*نة وجر*حه جامد فلازم يكون حد معاااه فهمتتت 

احمد بصدمة وهو لا يستوعب ماقالته 
-إيه !! مغز*وز ؟؟ مين اللى غز*ه انا مش فاهم حاجة!!

مودة بعدم مبالاة 
-انا اللى غز*يته ومش لازم تفهم يااحمد ياريت بقا نروح ونلحقه ممكن 

احمد بغضب بعد هذه الجملة 
-إييييييه !! عملتيييي اييي!! انتى اتجنيتى يمودة إزاى تعملى كدااا عشان كدا هو كان طول اليوم إمبارح مش طايق سيرتك 

مودة وهى ترفع كتفيها بعدم اهتمام
-ايواا ولا طايقها دلوقتي اصلا ممكن بقا تجيب تاكسى او اى حاجه نلحقه 

احمد بغيظ 
-انا هسكت بس دلوقتي عشان ميحصلهوش حاجة لكن صدقينى مش هعديلكم موضوعكم ده

اتجه احمد ومشت ورائه مودة حتى وصلوا للطريق العام بعيد عن الغابة وركبوا التاكسى فقال هو لها قبل أن يركب
-مودة هترجعى البيت مش هينفع تيجى معايا 

مودة بعناد
-هاجى يااحمد مش هتعرف تقنعني 

زفر احمد بضيق من عنادها ف إن رآها آدم معه فى هذا المكان سيقت*له فهناك خطر عليها إن حدث شئ لها ...سيقت*له حقا

وبعد قليل من الوقت وصل كلاً من مودة واحمد لمنزل هذا الشخص الذى ضر*ب مازن فرأوا آدم من بعيد يقف امام باب المنزل ومعه الرجال فتقدمت مودة نحوه وهى تجرى واحمد ورائها فصدم آدم عندما رآها أمامه فنظر لأحمد مما جعل الآخر يردف بخوف:
-معرفتش أقنعها متجيش يا آدم 

آدم بضيق 
-وقفها بعيد عن هنااا يا احمد احنا مش ضامنين الشخص اللى جوا ده ممكن يعمل إيه

أومأ أحمد بهدوء، مشيرًا لمودة أن تبتعد قليلًا، فاصطحبها معه لتقف بجواره على بُعد خطوات من باب المنزل......

تقدم آدم نحو الباب بثبات، وطرق عليه بهدوء شديد، كأنه زائر عادي لا يحمل أي نوايا.......

لحظةً، وفتح الباب شاب صغير، لم يتجاوز عمره عمر مازن تقريبًا..... ارتجفت ملامحه ما إن وقعت عيناه على آدم، وكأنه يعرف تمامًا من يقف أمامه وما الذي يريده، فكاد آدم أن يتحدث، لكن الفتى باغته فجأة، إذ اندفع يجري بسرعة، مغلقًا الباب بقوة في وجهه، ثم اندفع من الباب الخلفي هاربًا خارج المنزل......

تجمد آدم لثانية، قبل أن يركض من الناحية الأخرى محاولًا اعتراضه، وهو يصيح برجاله بصوت غاضب:
-روحوووو من النحية التانية بسرررعة 

أومأ الرجال لآدم، واندفعوا من الجانب الآخر ليحاصروه، تحت أنظار مودة التي تجمّدت خوفًا. وقبل أن يركض أحمد نحو آدم، التفت إليها محذرًا:
ــ ما تتحركيش من مكانك.

لكنها، كعادتها، لم تستمع، واندفعت خلفهم رغم صعوبة حركتها بسبب الفستان الذي ترتديه.

كان الفتى يركض بجنون، والخوف ينهش صدره مع كل خطوة، فيما يطارده آدم بخطوات سريعة لا تعرف التراجع..... حتى انتهى به المطاف عند حافة مرتفعة تطل على البحر، فتوقف مصدومًا؛ فلم يعد أمامه طريق للهرب.

ابتلع ريقه بارتباك، بينما آدم يقترب منه ببطء، ممسكًا بمسد*سه، وعيناه لا ترحمان.... فألقى الفتى نظرة إلى البحر أسفل قدميه، وفكرة القفز راودته؛ ربما ينجو من هذا الوحش الذي لا يعرف الرحمة..... لكن قبل أن يتحرك، انقض رجال آدم عليه من الجانبين، وكبّلوا ذراعيه بقوة.

فصرخ الفتى بعصبية، وهو يحاول فك يده منهم:
ــ إنتو عاوزين مني إييييه!؟ أنا ما عملتش حاجة

آدم وهو يقترب منه بهدوء 
-وعرفت إزاى بقا يا شاطر اننا جايين عشان نسألك انت عملت حاجة ولا لا 

الولد بخوف 
-قصدك إيه !!؟

آدم وهو ينظر له بشك
-قصدى ان انت عارف انا مين وشك اول ماشوفتنى مكانش متفسر من كتر الخوف 

الولد وهو يبتلع ريقه 
-لا ....اعرفك منين ...انا خوفت من هيئتك ....

آدم بسخرية وهو يلعب بالمسد*س بيده كأنه يهدده به 
-لا والله وانا هيئتى مخيفة للدرجادى!! 

ليقول جملته ببسمة شر ورفع المسد*س فجأة نحوه وهو يجهزه للأطلاق عليه وهو يقول 
-أقسم بالله لو مقولتش دلوقتي كل حااجة ولييه عملت كدا فمازن هقت*لك 

صرخت مودة فجأة عندما رأت المسد*س، وهو يُوجه نحو طفل صغير بهذا الشكل ،فجرت نحو آدم ووقفت امام المسد*س حتى تمنعه مما جعل آدم يقول بغضب وصدمة من فعلتها :
-انتيييي بتعمليييي ايييي ابعدييي 

مودة وهى تقف امامه بعند
-مش بااااعدة مش هسمحلك تمو*تتت عيللل صغييير 

آدم بضيق من هذه المجنونة 
-بقووولك ابعدييي متدخليش فى اللى ملكيش فيه 

مودة بعناد:
-لا ليااا فييه لما اشوف عيل صغير قد اختى هيتق*تل قدام عينى يبقا لازم أتدخل 

آدم بغضب وهو مازال مُوجه مسد*سه نحوها
-العيييل ده اللى بتدااافعييي عنه هو اللى شللل اخوياااا هو اللى وصله للحالة دى 

مودة بغضب هى الأخرى 
-ماشى انا معاك لازم يتعاقب بس سيبه للبوليس يعاقبه انت هتحاااكم النااس بدال القانون!!!

اغمض آدم عينه بغضب وهو يتنهد بغيظ فأشار لرجاله بعينه ان يأخذوا الولد وبمجرد ان ذهبوا امسك ذراعيها بقوة وغضب وهو يقترب منها:
-انتيييي بتحسبينى قتاا*ال قت*لة........جاااية تعلمينى اعمل إيييه ومعملش إييييه انا بهدد الولا عشان يتكلممم وانتييي جاية تبوظى كل حاجة!!

مودة بإستغراب وهى تدفع يده عنها بغيظ 
-تهدده يقول اى !!؟ مش هو اصلا المج*رم !!

آدم بغضب 
-لاااا مش هوااا مش عيل صغييير اللى هيعمل كدا من نفسه........ احنا شفنااه فى تسجيلات الكاميرااا من كام يوم كان بيخش لمازن بليل يزوره وخليت حد يراقبه بعدها كان بيروح يقابل حد غريب ويديله تعليمات عن مازن وكان هيخش كماان القصررر ........الولااا ده هو طرف الخيط يحد محرضه يعمل كدا يهوا متهدد من حد وانا كنت بهدده وانتى جيتى قدااامى مش فاهمة حاجة 

مودة 
-برضو مهما كان متروحش توجه سلا*ح فى وش عيل قد اخووك احتبر كنت ضر*بته من غيظك 

آدم بسخرية
-انا فعلا كنتتت هضر*به لولا حضرتك شرفتيييي 

مودة بغيظ 
-ما تسييب صاحب الحق هو اللى يتصرف إيه ده بجد!!

آدم 
-قصدك اى 

مودة 
-قصدى انك تسيب مازن هو اللى يقرر يعمل فيه اى 

آدم بغيظ 
-مازن هيسامحه وانا مش هسمح بده يحصل 

مودة بغضب 
-لو عمل ده ساعتها سلمه للشرطة انت بتدخل لييييه 

ليرمقها آدم بغيظ وهو يتنهد بضيق فهى معها حق بحديثها، فهو من غيظه ممكن ان يقت*له حقا .....وضع آدم المسد*س فى جيب بنطاله ومشى من امامها بغضب فلحقته مودة ورأته يركب سيارته ،فنظرت حولها بتوتر وهى لا تعرف أين تركب فهو من كثرة غضبه منها خائفة ان تركب بجانبه لذلك قررت أن تركب بالخلف ...فكادت ان تفتح قاب السيارة ولكن صوته جعلها ترتجف فجأة وهى تسمعه يقول:
_مش السوااااق بتاع اهلك انااااا اركبى قداااام 

انتفضت مودة بفزع من صوته وهرولت وركبت بجانبه بسرعة وقاد آدم السيارة متجهين نحو القصر .......

بعد قليل من الوقت وصلوا جميعا للقصر وكان الليل قد حل تقريبا بسبب ان المسافة من منزل هذا الولد للقصر طويلة للغاية ......... فدخل آدم وهو يمسك الولد ويشده من ذراعيه حتى دخل به للصالون أمام الجميع ،ود*فعه ليقع أمام كرسى مازن المتحرك مما جعل مازن يقول بصدمة عندما رآه:
-عمر !! انت بتعمل ايي هنا !!

عمر بدموع 
-انا آسف يمازن 

مازن بإستغراب 
-آسف على إيه هو فى إيه يا آدم 

آدم 
-الاستاذ اللى قدامك هو اللى ضر*بك على دماغك ووصلك للحالة دى 

عمر بسرعة 
-لا لا مش انا فيه حد حرضنى اعمل كدا انا عملت كدا عشان الفلوس وبس 

آدم وهو يجعله ينهض بغضب 
-مييييين انطققققق الللى خلاك تعملل كدااا 

عمر 
-هي واحدة ست كلمتنى عالتليفون وقابلتها كام مرة بس معرفش اسمها أقدر اتعرف على شكلها بس 

آدم بشك
-واحدة من اللى واقفين قدامك دول 

ليقول آدم جملته ويشير على الجميع ماعدا مودة التى تقف بجانبه فنفى عمر برأسه وهو يقول
-هي دى اللى أمرتنى اعمل كدا 

لتفتح مودة عينيها بصدمة وهى تقول 
-اييييييييييييه!!!؟

(يُتبع)


تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة