رواية زهرة الانتقام الفصل السابع عشر 17 بقلم ملك عبد اللطيف


رواية زهرة الانتقام الفصل السابع عشر 17
بقلم ملك عبد اللطيف
 

فتحت مودة عينيها ببطء، وهى تحاول أن تستوعب أين هي الآن..... اعتدلت في جلستها قليلًا، لتتذكر أنها ما زالت في غرفته منذ ليلة الأمس… الليلة التي كادت تُد*فن فيها حيّة على يد تلك الساحرة

زفرت بعمق، ودموعها انسابت رغماً عنها وهي تستعيد لحظة د*فنها بين الرمال… شعرت حينها أنها في قبر حقيقي، ورأت المو*ت بعينيها. لم يسيطر عليها الخوف من الدنيا أو من البشر، بل كان خوفها الأكبر من لقاء ربها وهي غير مستعدة..... لحظة أمس جعلتها تظن أن نهايتها قد حانت، وأن عمرها الذي عاشته لم يكن كافيًا لعبادة خالقها كما يليق به.

مسحت دموعها برضا داخلي، فهي الآن تبكي من أثر الصدمة، لكنها في الوقت نفسه سعيدة… سعيدة لأن الله منحها فرصة جديدة لتعيش، لتتوب، ولتعبده حق العبادة.

نهضت من على السرير، تنظر حولها بضياع، تفكر كيف ستتوضأ وهي ما زالت بملابسها المليئة بالرمال. فلم تُبدل ثيابها منذ تلك اللحظة المشؤومة..... لفت انتباهها حجابها الملقى على أحد المقاعد، فأسرعت تأخذه وتلم شعرها بسرعة، ثم وضعته على رأسها.

وبينما كانت تهم بفتح الباب والخروج، فوجئت بآدم أمامها يدخل في اللحظة نفسها..... فأرتجفت بفزع وتراجعت إلى الخلف واضعة يدها على قلبها بخوف..... نظر آدم إليها باستغراب واقترب خطوة وهو يقول:
_مالك؟! إنتي كويسة؟

اومأت مودة قائلة بهدوء : 
-ك...كويسة بس اتخضيت لما لقيتك فجأة بتفتح الباب 

آدم وهو ينظر لها بإستغراب:
-كنتى رايحة فين !؟

مودة بتوتر
-رايحة اوضتى 

اتجه آدم نحو غرفة ملابسه قائلًا ببرود:
-مفيش مرواح فحتة انتى مش هتتحركى من هنا 

التفتت له مودة بإستغراب من حديثه قائلة وهى تتبعه للغرفة:
-ليه مش فاهمة انا عاوزة ارجع اوضتى 

لم ينظر لها آدم وقال بينما يبحث عن شيئ فى ملابسه:
-وانا قولتلك لا من النهاردة مش هتخرجى برة الاوضة دى 

مودة بصدمة من حديثه
-انتتتت هتحبسني هنااا!!!

خرج آدم من غرفة ملابسه بعد ان وجد الذى يبحث عنه وقال ببرود:
-اه حاجة زى كدا 

ليقول جملته ويتجه للمرآة وارتدى جاكيته الجلد  على القميص الذى كان يرتديه فوقفت مودة بجانبه أمام المرآة قائلة بغيظ:
_يعنى إيه انا مش هرجع اتحبس تاااانى هنااا انا بكره الموضوع ده إنك تقفل عليا ومعرفش اروح فحتة.... انا مش سجينتك 

عدل آدم من خصلات شعره ببرود قائلًا وهو ينظر لها من إنعكاس المرآة :
_مين قالك كدا انتى فعلا سجينتى 

ليقول جملته ويتجه نحو المرحاض فتبعته مودة بغضب وكادت ان تتحدث ولكن وقفت فجأة حينما التفت لها آدم قائلًا بإستغراب:
-مشيتى ورايا البيت كله هتخشى ورايا الحمام كمان !!!!!!

احمّر وجه مودة من كثرة غضبها بعد هذه الجملة فرمقته بغيظ وجلست حتى تنتظره ان يخرج

وبعد قليل خرج آدم من المرحاض فنهضت مودة بغضب ووقفت امامه بغيظ وهى تقول بإنفعال
-أوعى تحسبنى المراااادى هسمع الكلام وهسمحلك تحبسنى تاانى انا مش أسيرتك كل شوية تحبسنى فى مكان شكل 

آدم وهو يحاول ان يهدأ حتى لا يغضب عليها كعادته 
-هو انتى فقدتى الذاكرة !!! نسيتى اللى اتعمل فيكى إمبارح ....نسيييييتى إنك كنتى هتمو*ووتى لولا انا لحقتك عاوزة تعيشى اللى عشتيه إمبارح تانى !!؟

هبطت دموع مودة بدون إرادتها بعد سماعها لهذا الكلام وقالت
-لا منستش حاجة وكل مااغمض عينى افتكر كأنى لسة قاعدة فى الحفرة دى 

نظر آدم بغضب من دموعها وقال:
-اوماااال ليه بتعااااندى وعاوزة تطلعى !!

مودة ببراءة وهى تمسح دموعها كالأطفال بعشوائية 
-عشان عارفة إنك هتنقذنى منهم انا مش عاوزة اتحبس هنا بالله عليك 

آدم بغضب من سذاجتها: 
- هو انتى بتحسبى كل مرررة هلحقك ولا حتى وانا مش موجود فيه حد هيسيبك !! كلهم هنا  بعد اما مازن فاق مفكرينك انتى اللى عملتى كدا فيه  يعنى مباقتش ستى بس اللى عاوزة تق*تلك .....كل اللى هنا عاوزين يق*تلوكى!

لتنظر له مودة بصدمة 
-هو مازن فاق وقال مين اللى عمل فيه كدا !!

آدم 
-اه فاق بس مش فاكر مين اللى عمل كدا وكان عمال يهلوس بأسمك وده اللى مخليهم شاكين فيكى عشان كدا متتعبيش نفسك وتعاندى لأنك برضو مهما عملتى مش هتطلعى برة الأوضة دى 

نظرت له مودة بدموع من حديثه فهى مهما فعلت لن تتخلص من قيودها مع هذا الروبوت حتى وهو يحاول حمايتها يُقيدها 

تنهد آدم بضيق على دموعها التى تهبط بغزارة فأقترب منها وأخرج مفتاح غرفته قائلًا بنبرة هادئة 
-خدى مفتاح الأوضة... اقفلى على نفسك  من جوا وانا مش هنا ومتفتحيش لحد غيرى انا وهنية 

مودة بصدمة  
-مش هتقفل عليا من برة !!

آدم وهو يمد المفتاح لها 
-لا مش هقفل عليكى وييجى حد ياخد المفتاح ويخشلك خديه انتى وخليه معاكى 

أخذت  منه مودة المفتاح وهى مصدومة فهى كانت تعترض ان تبقى هنا بسبب انها تعلم انه سيغلق الباب عليها كعادته ولكنه لم يفعل ذلك لتسمعه يقول 
-أظن بقيتي خلاص مقتنعة انك تفضلى هنا بدال مقفلتش عليكى صح 

مودة بضيق
-لا ....انا بس مبحبش فكرة ان حد يقفل عليا كأنى مسجو*نه هنا 

ابتسم آدم بسخرية وهو يقول:
-ياريت متخلنيش أندم بس انى عطتهولك واللاقيكى برة الأوضة مش معنى أن معاكى المفتاح تخرجى على راحتك ...سامعة 

اومأت له مودة بضيق فخرج وهو يقفل الباب ورائه ....فتنهدت مودة بإرتياح وهى تنظر للغرفة حولها....فتغيرت ملامحها للإنزعاج بسبب لونها الذى يخيفها دائما مثله ....وقبل أن تغرق أكثر في خوفها، انفتح الباب فجأة، ودخلت هنية بلهفة فلم تتمالك مودة نفسها، وركضت نحوها تعانقها بقوة........

فقالت هنية بصوت مرتجف وهي تتحسسها بعينين دامعتين:
-انتى كويسة يمودة 

مودة وهى تعانقها بقوة:
-كويسة يدادة متخافيش

ابتسمت هنية قائلة بإرتياح:
-الحمدلله يبنتى الحمدلله انك بخير ....خدى دول هدوم نضيفة بدال اللى معاكى وبجامة اهى 

مودة 
-كويس يدادة انك جيبتى هدوم عشان كنت لسة عاوزة اصلى .....لتقول جملتها وكادت ان تذهب ولكن وقفت فجأة عندما تذكرت شيئ 
-هو مينفعش يدادة نغير ستاير الأوضة دى والمفرش انا خايفة من اللون الاسود ده 

هنية بضحك 
- معرفش يبنتى والله اسألى آدم بيه هوا بيزعق لما حد يغير اى حاجه فأوضته 

لتلوى مودة شفتيها بضيق 
-لا خلاص بقا خلينى فغنى عن زعيقه احسنلى 

بعد أن أنهت كلماتها، دخلت مودة إلى الحمام، أخذت حمامًا سريعًا، ثم توضأت وأدت صلاتها بخشوع.

ارتدت ملابسها وحجابها فجلست بعدها على السرير، والملل يسيطر عليها. فهى اعتادت قضاء يومها كاملًا في المطبخ مع هنية، أما الآن فهي أسيرة هذه الغرفة، تخشى حتى أن تخرج منها خطوة واحدة.

تنهدت بضيق ونهضت، تتجه نحو الشرفة لعلها تجد بعض الهواء يخفف عنها.... وقفت هناك، تستند برأسها على إطار النافذة، وعيناها تتابعان المشهد في الحديقة..... كان آدم جالسًا مع أحمد، يتبادلان بعض الأوراق، والغضب مرسوم على ملامح آدم كعادته.....لم تستطع مودة منع ابتسامة صغيرة من التسلل لوجهها وهي تراقبه؛ حقًا، هذا الرجل مثل الروبوت، لا يعرف سوى الغضب والجمود.

مضت لحظات، ثم رأت أحمد ينهض ويغادر، بينما اتجه آدم نحو سيارته..... وما إن أدركت أنه سيرحل، حتى تسارعت أنفاسها ففكرة بقائها وحدها في القصر أصابتها بالرعب… وجوده وحده كان كافيًا ليمنع الآخرين من الاقتراب منها، أما الآن، فما الذي سيمنعهم من كسر الباب فوق رأسها بعد رحيله؟

بلا وعي، اندفعت نحو الباب، خرجت من الغرفة مسرعة، تهبط الدرج بخطوات متعثرة.... فتوقفت فجأة، عندما استوعبت ان لو لمحها احد من الممكن ان يقت*لوها، فتسللت بخطوات حذرة، تتلفت حولها، لكن الصالون كان خاليًا، حتى مائدة الفطور المعتادة لم يجلس عليها أحد من حسن حظها أطلقت زفرة ارتياح، ثم ركضت نحو الخارج.

وحين خرجت من بوابة القصر، رأت آدم يستعد لتحريك سيارته..... هرعت إليه ووقفت أمام السيارة مباشرة، تلوّح بيديها، وصوتها خرج متقطعًا من شدة التوتر:
_استنى 

نظر آدم لها من نافذة السيارة قائلًا بإستغراب:
-عاوزة إيه!!.... ليقول جملته ويستوعب الآن انها امامه  فأكمل حديثه بغضب .....
_مش قولتلك ملمحكيييش برررة الأوضة هو انتى مش بتفهمي بجددد!!

مودة وهى تقف امام نافذة السيارة بجانبه
-رايح فين !؟

آدم 
-رايح اشوف مازن وجا.........ليكمل بغضب بعد ان استوعب سؤالها .......هوا انتى بتستجوبينى!!!!! انتى مالك اروح فين !!

نظرت له مودة بخوف قائلة بنبرة متوسلة:
-عاوزة اروح معاك والنبى خدنى معاك 

آدم وهو يرفع حاجبه باستغراب 
-انتى اتهبلتى صح!! روووحى خشيييي الأوضة وإلا هااااااجى ادخلك بنفسيييي واقفل عليكى بالمفتاح

ترقرقت عينى مودة بالدموع وهى تقول بترجى:
- بالله عليك خدنى معاك متسبنيش هنا لوحدى انا خايفة افضل هنا 

نظر لها آدم ببرود وهو يقلب عينيه بضيق منها حقا لن يتخلص من مصائب هذه البنت ابدا  .......

ليسمع مودة تقول بترجى: 
-والنبى  انا مش هعرف افضل هنا انا خايفة يعملولى حاجة وانت مش موجود عالاقل كمان اشوف مازن واتطمن عليه 

آدم بسخرية وهو يحرك السيارة:
-مش انتى قولتى هاجى انقذك ....استنينى بقا لما آجى وانقذك إن شاء الله... عشان تتعلمي إزاى تسمعى الكلام 

ليقول جملته ببرود والتفت بسيارته وهو يقودها حتى ابتعد عنها قليلًا، فجلست مودة على الارض ببكاء بعد ان ذهب فهى حقا خائفة كانت تظهر عكس ذلك ولكن عندما ابتعد هو الآن لا تعرف لماذا الرعب توغل لقلبها مرة أخرى......

لمحها آدم من مرآة سيارته وهو يقود فمازال لم يخرج من بوابة القصر.....فتنهد وهو يقول فى نفسه بضيق:
-انا مش عارف آخرتكككك اى معااايا والله صبرنى يارب عالبنت دى 

رجع آدم بظهر سيارته حتى وصل ناحيتها وهى جالسة على الارض فقال بغضب وهو لا ينظر لوجهها 
_اتزفتتتى اركبييي 

نظرت له مودة بصدمة وعندما استوعبت انه امامها ولا تتخيل نهضت بسرعة وركبت فى السيارة وهى تبتسم له بإمتنان:
_شكرا 

لم يرد عليها آدم، ولم يُظهر أي اهتمام بكلماتها..... اكتفى بتشغيل السيارة والانطلاق في طريقه نحو المستشفى.......

وبعد وقت قصير، وصلا إلى هناك..... كان آدم متجهًا مباشرة إلى طبيب مازن ليسأله عن حالته، لكنه توقف للحظة وأشار إلى أحد المقاعد في الممر وهو يوجه حديثه لمودة:
_متتحركيش من هنا لغايت اما آجى 

قالها بصرامة، ثم استدار ليغادر ولكنه لمحها تسير خلفه ببطء كأنها لم تسمع ما أمرها به،التفت إليها بحدة، عينيه تشتعلان غضبًا، بينما اكتفت هي بالنظر له ببراءة وبلاهة، وكأنها لم تفعل شيئًا يُغضبه.

ضغط آدم على أسنانه بغيظ، وهو يتمتم في نفسه:
_الصبررر يااارب من عندكك الصبررر 

فى الغرفة عند الطبيب كان يشرح لهم حالة مازن وقال لهم ان حالته ميئوس منها وأنه لن يشفى بأى علاج إلا بعد وقت طويل فقالت مودة بإستغراب من حديثه:
-إزاى ده يادكتور اللى انا اعرفه انها حالة مؤقتة بسبب الخلايا العصبية الحركية ودى حالة بتتشفى وبسرعة كمان بالعلاج الفيزيائي والأدوية 

آدم وهو يؤيد كلامها 
-ايوا الدكتور اللى عمل العملية قالنا كدا وقال إن فيه حالات كتير انت متابعها زى مازن وخفت على إيدك  إزاى بقا ميئوس منها !!!

ارتبك الطبيب للحظة، واضطرب صوته وهو يحاول التبرير.... فهو يعلم جيدًا أن حالة مازن ليست بتلك الخطورة، لكنه أيضًا يتذكر التهديد الذي تلقاه… والخوف من صاحب النفوذ الذي أمره بأن يزرع اليأس فيهم يجعله عاجزًا عن قول الحقيقة.

-حضرتك انتو مش هتعلمونى شغلى حالة مازن غير كل اللى جولى وخطيرة انا عارف انا بقولك اى 

نظرت له مودة بشك من توتره وقالت:
-ممكن طيب توريني الإشاعات ؟

الطبيب بغيظ 
-هو حضرتك دكتورة !؟ 

مودة 
-لا بس انا ......

قاطعها الطبيب بغضب وهو يقول:
-لو سمحت يآدم بيه خلى المدام تسيبنا نشوف شغلنا انا عارف انا بقول اى كويس ومش هقدر افيد حضرتك فحالة مازن غير ببعض الأدوية المنشطة وبس ......

نظر له آدم بشك هو الآخر فهو يشعر ان هذا الطبيب يخفى شئ ما لذلك اكتفى بالحديث معه واومأ له آدم بهدوء وخرج من الغرفة تحت استغراب مودة التى غضبت من تصرفه بهدوء بهذه الطريقة 

لتقول وهى تحاول أن تلحق بخطواته 
_هو انت صدقت اللى بيقوله ده !!

آدم وهو يمشى ببرود 
_اكيد لا 

تنهدت مودة بإرتياح قائلة: 
_وانا اقول انت هادى كدا ليه مش عوايدك !!!

وقف آدم فجأة عندما سمع جملتها والتفت لها قائلًا بإستغراب: 
-وانتى بقا بقيتي عارفة اى عوايدى!!؟ 

رجعت مودة بخطواتها للخلف قائلة بتوتر وهى تتلاشى النظر له:
-قصدى....... يعنى إنك مش بتبقا هادى كدا 

آدم وهو يرفع حاجبه بإستغراب 
-انااا !! انا من إمتى مكونتش هادى ....عمرك شوفتينى متعصب قبل كدا !!!

لترفع مودة وجهها له بغيظ بمجرد ان سمعت هذه الكلمة ...فأبتسم آدم بخبث فهو يعرف انه سيستفزها بهذه الطريقة وستنظر فى وجهه.....فقال وهو ينظر داخل عينيها الزمردية :
-إيه !! عمرك شوفتينى قبل كدا غير وانا هادى!!!

بلعت مودة ريقها بتوتر من نظراته لا تعرف لماذا هذه الأيام تتوتر منه بهذه الطريقة ليس خوفًا منه ولكنها متوترة من قربه هذا...

لتهز رأسها له بسرعة بنفى فأبتسم بخبث وابتعد عنها وهو يقول:
-متخشيش مظنش ان مازن هيعجبه شوفتك 

مودة بحزن 
-انا كنت عاوزة اتطمن عليه مش اكتر مش هتكلم بكلمة والله 

آدم بضيق:
_ماشى بس تفضلى ساكتة ....ومتجبيش سيرة اى حاجه مازن ميعرفش حالته لغايت دلوقتي 

مودة بإستغراب 
-إزاى ده لازم تقولوله اومال هيتعالج إزاى!! 

آدم 
-متشغليش بالك انتى نفذى اللى بقول عليه وانتى ساكتة 

ليقول جملته ويدخل للغرفة فقلدته مودة بغيظ على طريقته وهى تتمتم بغيظ:
-باااارد روبوت باااارد 

دخلت مودة  وراءه بهدوء وهى ترى مازن ممدد على الفراش وهو ينظر للسقف بشرود فنظرت له مودة بحزن وجلست بجانب آدم على الاريكة التى بجانب فراشه 

فقال مازن وهو ينظر لها عندما لاحظ وجودهم:
-انتى إيه اللى جابك هنا !!

مودة بتوتر 
-ان...انا جيت عشان.........

قاطعها مازن بنبرة غاضبة: 
-جيتى عشان تشمتى فيا انى اتشليت مش كدا

لينظرا له الاثنان بصدمة فقال آدم بإستغراب 
-انتتت عرفت منين !!؟

مازن بغضب
-انت اللى إزاى بتحسبنى مش هعرف يا آدم وانا اصلا دكتور وكمان حاسس بإيدى ورجلى اللى مبيتحركوش 

مودة بدموع 
-بس ده مؤقت يا مازن بالعلاج هتخف 

مازن بغضب 
-هخفففففف إزااااى الدكتوووور دخل وقااالى انى مش همشيييي تااانييي 

مودة بدموع  
-لا يمازن انت لسة بتقول إنك دكتور وفاهم حالتك مش ميئوس منها والله 

مازن بغضب 
-إيع الفايدة خلاص انا حاسس بنفسيي انا مش قادر حتى اقوم من عالسرير لوحدى 

آدم بغضب 
-يعنييييي إييييه خلاص بمجرد ماعرفتتت هتستلم لأمرك وتقولى خلاص 

مازن بدموع وغضب 
-اهاااا خلاص مبقاش فيه فايدة منى حتى لو هتعااالج مستحيل ارجع زى ما كنت يا هبقى بعروج  يا هفضل مشلووول انا مش هتعااالج

اغمض آدم عينه بغضب وهو يحاول ان يتمالك اعصابه قائلًا:
-مازن بطل كلامك الأهبل ده انت هتتعالج وهتبقى كويس انا مش هسمح تفضل كداا مهمااا حصل 

مازن بغضب 
-قولتلك الدكتوووور قاااال مفيش فااايدة مني متأملنيش عالفاضى يآدم متعملش زى ما كنا صغيرين توعدني بأن امى هتيجى ومكانتش بتيجى يآدم مكانتش بتيجى 
ليكمل حديثه وهو يصرخ فى وجههم بغضب 
_.....اطلعووو برة انتو الاتنين انا مش عاوز اشوف حد اطلعوو برة كفايااا بقى سيبونى فى حالى 

نظر له آدم بغضب وقلبه يعتصر من الداخل على حالته وخرج بسرعة من الغرفة وهو يكور قبضة يده وكاد ان يضربها فى الحائط بغيظ فأمسكت مودة قبضة يده بسرعة قبل ان يضربها وهى تقول بضيق 
-انتتت شاااايف ان بعصبيتك دى انت بتحل حاجة !!

ابعد آدم يده عنها قائلا بغضب:
-اوماااااااااال عوزااااانييي اعملللل إييييه اسمع الكلااام اللى بيقوله ده ومتعصبش شااايف اخوياا بيقووول على نفسه مشلول قدام عينى ومستسلم ومش عااوز يتعالج وأفرح مثلاا 

مودة بغضب هى الأخرى من طريقته 
-لاااا من حقك تزعل ده اخوووك  بس مش كل حاجة بالعصبية والزعيق .....تقدر تفكر زى البشر بالراحة  فكر فدكتور تانى يشوف حالته مثلا يمكن يدينا أمل وانا متأكدة انه هيدينا انا عارفة حالة مازن ليها علاج 

آدم بغضب 
-اناااا عااارف انه اكييد ليييه علاااج واقدر اجبله مليون دكتور بس انتى مش شيفاااه بيقول إيه عمال يقول مش هيتعالج!!

مودة بهدوء:
-لحظة غضب مش اكتر هو بيقول كدا من زعله على نفسه استحمله حرام ....فجأة لقى نفسه مش عارف يحرك جسمه ومحتاج حد يساعده حتى عشان يقوم وهو شاب فى السن ده عاوزه يحس بإيه!!.... كلمه براحة من غير عصبية وزعيق وهو هيقتنع والله 

رمقها آدم بضيق وهو يجلس على الكرسى فجلست مودة بجانبه وهى تقول:
-خلينا نشوف دكتور دلوقتي ونسمع منه هيقول إيه ولما فعلا يقول ان حالته ليها علاج نسمع مازن الكلام ده وهيقتنع لما يلاقي فيه أمل من حد تانى 

تنهد آدم وهو يمسح على وجهه بضيق فهو يعلم انها معها حق فى حديثها ولكن غضبه اعماه عن كل شيئ .....لذلك قال بعد ان هدأ:
-هكلم احمد يشوف دكتور ويعرض عليه حالته.... معاكى حق مازن فعلا لو سمع كلام من حد تانى ممكن يقتنع 

ابتسمت مودة وقالت:
-ايوا والله هيقتنع 

آدم وهو يرمقها بإستغراب:
-انتى ليه بتعملى كل دا ...بتساعدينى ليه؟؟...وواقفة ليه جمبى من ساعت موضوع مازن !! واحدة غيرك بعد اللى حصلها إمبارح تتمنى المو*ت لينا كلنا 

نظرت له مودة بتوتر من حديثه فهى تفعل كل هذا بسبب انها علمت انه تبرع لأختها لولاه كانت ستكون ميتة الآن لذلك لن تنسى له معروفه أبدا هى لا تنكر حقا انها منذ أن علمت وهى اصبحت تنظر له بطريقة غريبة اصبحت ترى بداخله شخص جيد وقلب طيب ولكنه يخفيه بسبب الظروف ..... 

ولكن كيف ستقول له ذلك هى حتى لا تستطيع ان تشكره لأنه إن علم سيغضب فى وجهها كعادته لتقول بمزاح حتى تدارى على الموضوع 
-انتو صحيح أذتونى كتير بس انا قلبى طيب مش اسود زيك ......

لتقول جملتها وتنهض من أمامه بسرعة قبل ان يغضب فى وجهها على هذه الكلمة نظر آدم على أثرها بصدمة بعد كل الذى فعله معها وقلبه أسود !!!هو الذى لا يكلم احد بهذا الهدوء ولا يعامل احد بهذه الطريقة غيرها وقلبه اسود حقا !!! هى لم ترى وجهه وقلبه الأسود الحقيقى بعد.......

لينهض بسخرية وهو يلحقها وخرجوا من المستشفى وقام آدم بالاتصال على أحمد وقال له ان يحدد موعد مع طبيب مشهور فى سوهاج من أجل حالة مازن فحجز له أحمد بالفعل وذهب له كلا من مودة وآدم التى أصرت ان تذهب معه ولا تعود للقصر فقال لهم الطبيب ان حالته بالفعل ليست خطيرة وانه يمكنه ان يتعالج ففرح آدم ومودة بشدة التى كانت متأكدة انه ليس بهذه الخطورة وحددوا معه موعد لأجل ان يرى مازن ورجعوا للمستشفى مرة أخرى حتى يقولو له....

كاد آدم ان يدخل له فأوقفته مودة وهى تقول:
-أستنى 

آدم وهو يلتفت لها بإستغراب 
-خير 

مودة بضيق 
-خير والله ....ياريت متخشش تقولهاله خبط لزق كدا فوشه

آدم بإستغراب وسخرية
-إزاى يعنى عاوزانى اقولهاله كل يوم حتة 

مودة بغيظ من استفزازه:
-لا ...بس تقولهاله براحة وتكلمه كدا بمشاعر انك خايف عليه وعاوز مصلحته.......لتكمل كلامها وهى تقلد نبرة صوته الغليظة وغروره فى الكلام  .........
_مش تخش تقوله احنا لقينا دكتور وهتتعالج واللى انا بقوله هو اللى هيتسمع وغظبن عنك....ياريت والنبى بلاش الطريقة دى 

آدم بصدمة من تقليدها له 
-هوا انااا بتكلممممم كداااا !!!!

مودة وهى تدعى الصدمة 
-احيييه ...انت مش بتبص فى المراية وانت بتتكلم وبتدى الأوامر!!!

ليرمقها آدم بغيظ وهو يجز على أسنانه بغضب ودخل غرفة أخيه بسرعة قبل ان يقتل هذه التى اصبحت جريئة جدا فى الكلام معه ....حقا أصبحت لا تخاف منه بالمرة ........

دخل آدم الغرفة وبمجرد ان رآه مازن لف وجهه الناحية الأخرى وهو يقول بسخرية: 
-لو كنت أقدر أمشى كنت زمانى سيبتلك الأوضة ومتكلمتش معاك دلوقتي 

تجمدت ملامح آدم حين سمع كلمات مازن، والغضب اشتعل في عينيه.......كان على وشك أن ينفجر في وجهه بحدة كعادته، لكن صدى كلمات مودة تردد في ذهنه: "مش كل حاجة تتحل بالعصبية"

زفر بعمق، يحاول السيطرة على غضبه، وكأن أنفاسه تثقل صدره.... تقدم بخطوات بطيئة، ثم جلس بجانب أخيه على الفراش.... نظر إليه بعينين غارقتين بالحزن، وصوته هذه المرة خرج هادئًا، مكسورًا، لا يشبه آدم المعتاد:
_هوا انت يمازن بتحسبنى فرحان بالحالة اللى انت فيها دى 

مازن بضيق 
-اه مستغل انى مش هعرف اهرب منك فالكلام 

ابتسم آدم بسخرية قائلًا بنبرة مليئة بالحزن :
_عارف يمازن مشكلتك إنك  مهما كبرت انا شايفك قدامى لسة مازن اللى كان فى اللفة بين إيدى ومش عارف اعتبرك غير كدا مش عارف اشوفك غير ابنى واخويا اللى بحبه عشان كدا مستحيل ابقا فرحان وانا شايفك بالحالة دى 

مازن بحزن 
-انا ...كنت بهزر معاك يآدم انت اخدت الموضوع جد ليه 

آدم بحزن 
-لا يمازن انت بتقول اللى جواك وانا مش معترض ولا متضايق من كلامك الحاجة الوحيدة اللى مضيقانى انك مستسلم للى فيك ده 

مازن بحزن 
-عاوزنى أعمل اى يخويا هاا قول انا فجأة كل أحلامى اتحطمت قدام عينى حلمى انى ابقا دكتور فثانية اختفى اول ماقالو انى مش هقدر أمشى تانى إزاى هبقا دكتور وانا عاوز اللى يعالجني!!

آدم بحزن ودموعه نزلت من عينيه رغما عنه 
-هتبقا دكتور يمازن هتبقا احسن واشطر دكتور فى العالم صدقنى بس انت وافق تتعالج ومتستسلمش 

مازن بغضب 
-إزااااى وقالو انى مش هقدر اتحرك تااانى 

آدم 
-لا هتقدر احنا لسة كنا عند دكتور وشاف حالتك وقال انك تقدر ففترة قصيرة تتعالج بس ده عاوز إرادة منك 

مازن بحزن
-انت بتقول كدا عشان توهمنى زى عادتك يآدم 

آدم بغضب 
-بص فى وشى وانت تعرف انا بوهمك وأضحك عليك ولا لا ....حرام عليك يمازن كل اللى فالقصر قلبهم متقطع عليك من ساعت ماعرفوا كلنا زعلانين على حالتك ونفسنا تبقا كويس 

مازن بحزن
-مبقاش عندى داافع خلاص يآدم عشان اكمل 

آدم بغضب 
-معندكششش دااافع !! اناا اللى من يوم ماتولدت وانت دااافعى الوحيد انى عاايش عالدنياا دييي عشان احميك واءمن ليك احسن عيشة وانت تقولى معندكش دافع!!! احتبرنى انا على الاقل دافعك يمازن انك تبقا كويس ...عشان انا عالاقل اعرف اعيش .....على الاقل عشان امنا اللى وصيتنى عليك اللى لو كانت شايفة إبنها بالحالة دى مكانتش هتسيبه غير وهو متعالج وكويس .....عاوز أمك تتعذب فقبرها وها شيفاك كدا !!

مازن بحزن ودموعه اصبحت تهبط على كلام أخيه:
-متدخلش امنا فى الموضوع يآدم متتكش على نقطة ضعفي وبعدين انت عارف انت بالنسبالى إيه انا مكانش قصدى كدا فكلامى 

تنهد آدم قائلًا بحزن:
-عارف  ومتأكد انك بتحبنى زى مابحبك عشان كدا ...عشان خاطرى لو ليا غلاوة عندك بجد مترفضش العلاج على الاقل تجرب وتشوف هتوصل لأى عشان خاطر امنا يمازن..........

اومأ له مازن بحزن: 
-حاضر يآدم عشان خاطركوا حاضر

ابتسم له آدم بسعادة وعانقه فبادله مازن العناق ودموعهم هما الاثنان هبطت بغزارة  فقال مازن بمزاح وهو يرى آدم دموعه تهبط لأول مرة هكذا 
-هوا انت حاطط قطرة فى عينك يا آدم 

مسح آدم دموعه قائلًا بغيظ 
-قطرة !! قطرة يكلب عشان دمعت حبة 

مازن بضحك 
-دمعتت !! هو انت كنت بتبتسم ولا بتبين اى أنواع مشاعر حتى ...هوا اى اللى حصل!!

آدم بضيق 
-اى اللى حصل!!هو حد قالك انى معنديش مشاعر ليضحك مازن عليه فأكمل آدم حديثه 
_......اوعى تقول قدام حد انى دمعت هاا وبالذات البارد احمد ده هيقعد يحفل عليا 

أحمد من خلفهم وهو يدخل الغرفة
-بتجيبوا فسيرتى ليه بقا هوا انا كل مااروح فى حتة اللاقى حد بيجيب فسيرتى 

آدم بسخرية وهو يجلس على الاريكة 
-زمانهم مبيجبوش سيرتك غير فى المصايب زى دلوقتي كدا ...اى اللى جابك! 

مازن بضيق
-صحيح اى اللى جابك لسة فاكر تيجى تشوفنى 

أحمد وهو يجلس وفى يده بعض الأكياس 
-الشغل يخويا اللى آدم سايبه فوق راسى قد كدا وقاعد .....صحيح مودة قاعدة .........ليصمت احمد عندما رأى آدم ينظر له بغيظ لذكره إسمها  فعدّل احمد حديثه بسرعة 
_ قصدى مرات آدم قاعدة برة ليه لوحدها قولتلها تخش مرضتش 

مازن بضحك 
-هو انت بتقول عليها كدا ليه!!

احمد بضيق 
-اسأل اخوك المتملك اللى حتى اسمها مش عاوز حد ينطقه وهو مش بينطقه اصلاااا هيجلطنى 

آدم بغيظ 
-انتتت مالك انتتت خليك فى نفسك 

مازن بضحك 
-استهدوا بالله انا مش حمل اسلك بينكم وبعدين مخلتهاش صح تخش ليه يآدم!!

آدم بإستغراب 
-ليه !! عشانك ماانت بتتعصب لما بتشوفها 

مازن 
-لا لا مبقتش اتعصب انا بس من شوية انفعلت لكن خلاص خليها تخش 

احمد بصدمة 
-هو انت رضيت عنها إمتى كدا 

مازن 
-انت مالك 

احمد بضيق 
-هو انت واخوك عليااا فى إييييه...وبعدين يخويا كلهم فى البيت بيحسبوها انها هي اللى عملت فيك كداا.... ومخبى إنك رضيت عن البت!!

مازن بصدمة 
-إيه!!... لا لا مش مودة انا فعلا كنت إمبارح مش فاكر حاجة وكنت بحسبها هي بس افتكرت بعد اما مشت.... انا شوفت خيال واحد طويل ورايا وفجأة حسيت بحد بيخب*طنى فى راسى وبقع فى الحفرة 

آدم بصدمة 
-يعنى انت موقعتش بس فيه حد ضر*بك فعلا!!

مازن 
-اه فيه حد ضر*بنى بحاجة على دماغى بس مش مودة انا متأكد اللى ضر*بنى كان طويل وباين عليه راجل مش واحدة ست 

آدم بغضب 
-انت عرفت تلاقى تسجيلات الكاميرا اللى قولتلك عليها يا احمد 

أحمد وهو يخرج ساندوتش من الاكياس 
-لا التسجيلات كلها فى القصر ممسوحة 

آدم بإستغراب 
-إزااى ده انا إمبارح برضو دخلت لمدير المستشفى ولقيت كل التسجيلات ممسوحة الظاهر ان اللى عمل كدا مابينا وعارف احنا بنفكر فى إيه

مازن باستغراب 
-قصدك حد من القصر !!

آدم 
-آه إزاى هيخش مكتبى ويمسح تسجيلات الكاميرا محدش يعرف يعمل كدا غير حد من القصر وعايش فيه كمان 

احمد وهو يأكل 
-هيظهر هيظهر يجماعة احنا مش المحقق كونان والنبى سيبونا ناكل بقا 

مازن بغيظ 
-انت قاعد بتاكل لوحدك ولا فكرت فيا حتى !!

احمد وهو يأكل بعدم اهتمام
-انا مش جايبلك اصلا انت تعبان هتقعد تاكل برجر!! انا جايب ليا ولآدم بس 

لينظر له مازن بغيظ ويقول 
-حتى معملتش حساب مودة 

احمد 
-مكنتش اعرف انها هنا والله خد يآدم مش هتاكل !!

أخذ آدم الساندوتش من يده بغيظ وخرج للخارج للتى تجلس منذ الصباح معه هكذا ولم تأكل حتى.....

فأعطاها آدم الطعام وهو يقول بنبرة آمرة :
-خدى كلى ده وخشى جوا 

مودة بإستغراب 
-اخش جوا !! ومازن!!

آدم 
- الظاهر انه رضى عليكى معرفش إزاى حتى هوا اللى قالى انك تدخلى 

نهضت مودة قائلة بسعادة :
-بجددددد هااات كدااا

اخذت منه مودة الساندوتش ودخلت بسرعة تحت نظرات آدم المستغربة انها لم تشكره حتى عالطعام.....فقالت مودة بمجرد ان دخلت ورأت مازن:
-انت بجد معندكش مانع يمازن انى آجى 

مازن وهو يتظاهر الغضب منها 
-يعنى متأفوريش كدا انا لسة معطتكيش وش 

لوت مودة شفتيها بضيق من حديثه  فسمعت آدم وهو يقول بغضب:
-مااااازن احترممم نفسككك كلمهااا عدلللل يمتكلمهاش من الأساس 

مازن بضحك 
-يعم فى إيه انا تعبان انت نسيت !! بعدين بهزر والله اقعدى يمودة 

جلست مودة على الاريكة امامه قائلة بإستغراب:
-اى اللى غيرك من نحيتى كدا يمازن

مازن بحزن
-بصراحة انا كنت فاهمك غلط يمودة انا آسف عرفت صدق نيتك فعلا زى ماقولتيلى الأيام هتبين 

مودة بإستغراب 
-إزاى مش فاهمة 

مازن 
-النهاردة الصبح الدكتورة قالتلى ان انتى نقذتينى لما بدلتى المحلول من إيدى انتى تانى مرة تنقذينى يمودة شكرا 

آدم بإستغراب وهو يجلس بجانبها 
-تانى مرة !! إزاى ده 

ابتسم مازن قائلا:
-لا دى حاجة مابينى ومابينها ملكش دعوة 

لتبتسم له مودة فهى فهمت ماذا يقصد فنظر له آدم بغيظ على هذه الجملة وهو لا يفهم شئ وقال لها وهو يشير على الطعام فى يدها 
_كلى 

اومأت له مودة وهى تفتح الساندوتش فلاحظت ان آدم ليس معه واحد مثلها ومثل احمد الذى يأكل ولا يبالى بأحد

فقالت بأستغراب 
-وانت !!؟ مش هتاكل !!؟

آدم بضيق
-انا مباكلش الكلام ده احمد الغبي هو اللى جايبه كلى وانتى ساكتة بقا 

لتومأ له مودة بأستغراب وفتحت الساندوتش وبدأت بالأكل  تحت نظرات احمد المصدوم فهو يعرف جيدًا ان آدم يحب "البرجر" وإلا كان لن يحضر له ولكن هل كذب للتو !! وايضا أعطى طعامه لها !!

جلس احمد بجانب مازن على فراشه وقال بهمس وهو يطعمه الشوربة : 
-ولااا يمازن انت مش ملاحظ ان آدم بقا حنين الأيام دى 

مازن وهو يأكل منه الشوربة 
-هو عيط قدامك انت كمان !!

شهق احمد بصدمة قائلًا بصوت عالى:
-إييييييه هيااااا وصلتتتتت لكداااا 

انتفضت مودة وهى تأكل من صوته مما جعلها تسعل بشدة بسبب الطعام الذى وقف فى حلقها فنهض آدم وأعطى لها بعض المياه وهو يقول بغيظ موجها حديثه لأحمد : 
-فى ايييييييه يمتخلففف انتتتت 

احمد وهو يرى مازن ينظر له بمعنى لا تتحدث
-لا لا متاخدش فبالك ده مازن كان بيحكيلى على واحد صاحبنا حاجة وانا اتفاجئت 

لينظر لهم آدم بشك ثم رجع ينظر فى هاتفه مرة أخرى بعدم مبالاة لهؤلاء المجانين 

قال احمد بهمس لمازن
-إمتى حصل الكلام ده 

مازن بهمس هو الآخر وهو ينظر لمودة التى تأكل وغير منتبهة لشئ بالمرة
-من شوية كدا ...انت ليه بقا كنت بتقول عليه حنين 

احمد بهمس 
-بص لمودة وانت تفهم 

مازن بعدم فهم بعد ان نظر لها 
-مش فاهم مالها... قاعدة بتاكل.....ثوانى كدا هو ده ساندوتش آدم!!

احمد بغيظ 
-ايواا يغبى آدم عطهولها انت فاهم ده معناه إيه!!!

مازن بغباء 
-فاهم طبعا نهاية العالم قربت .....انت اللى غبى أقسم بالله هفهم إيه من ساندوتش 

احمد بغيظ 
-يعمم انت حمار آدم ويدى اكل لحد وكمان بنت !! كلام ميتركبش سواا اصلا انت مش عارف آدم بيحب الاكل قد اى ومستحيل يدى اكله لحد!!

انتبه آدم لاسمه الذى سمعه للتو فقال بإستغراب:
-انتو بتقولو اى عليا! ؟

احمد بصدمة 
-احناااا !! ولا حاجه ولا حتى بنتكلم عليك ده مازن كان بيحكيلى على حالة الحب بتاعته اللى هوا عايشها 

مازن بصدمة 
-حببببب !! حبك برص يااحمد 

مودة بضحك 
-انت بتحب حد يمازن ؟

احمد بخبث وهو ينظر لآدم
-اهااا يبنتييي اومااال ده ولهااان كداا بحبها ومتغير بسببها تغييير مقولكييش ١٨٠ درجة 

مازن بصدمة 
-اناااااا ....أقسم بالله ماحصل......

أحمد بخبث
- انت مكسوف ليه يبنى البنت  مننا وعلينا وهى بنت زيها برضو هتعرف تنصحنا 

مودة بضحك 
-أكيد طبعا لو عاوز مساعدتى فى أى حاجة... اعترفتلها ولا لسة !!

كاد مازن ان يتحدث فقاطعه احمد قائلا:
-لا لسة قوليله يعترفلها.....هوا حاسس انه حب من طرف واحد 

مودة 
-اكيد لا يمازن بدال بتحس بحاجة تجاهها صراحها وصدقنى مفيش حب بيجى من العدم اكيد هيى كمان بتحبك عشان كدا حسستك بده تجاهها 

احمد بخبث
-انااا قولت كدا برضو يبنتى بس نعمل إيه مازن ده صنم كدا ابو الهول هينطق وهو لا 

مازن بصدمة 
-انااااااا!!!..........

ليقاطع آدم حديثهم الذى كان يسمعه بملل فهو يعرف من نظرات احمد انه يمزح ولكنه لم يفهم على من يتحدث 

ليقول وهو ينهض 
-بلا حب بلا هبل مفيش حاجة اسمها كدا اصلا خلينا نمشى يلا 

مودة وهى تنهض بإستغراب 
-يعنى إيه مفيش حاجة إسمها كدا اومال إزاى هنعيش من غير حب 

آدم بسخرية 
-ليه من غيره هتموتى !! مانا عايش اهو من غيره وعادي 

مودة بإستغراب 
-مستحيل تكون عايش من غير حب مفيش حد فينا متزرعش جواه المشاعر دى ومش شرط يكون حب مابين راجل و ست يعنى ممكن يكون زى حبك لأخوك حبك لعيلتك ولأهلك وهكذا 

آدم ببرود
-ده حب من نوع تانى إنما المشاعر المرهفة اللى بتيجى فالمسلسلات دى تمثيل مش حقيقى 

مودة بغيظ من طريقته
-إزاى تمثيل يعنى فيه منها فحياتنا الواقعية عمرك ماحسيت انك بتحب حد قبل كدا !! ؟

لتقول جملتها وهى تنظر فى عينه بإستغراب مما جعل آدم يتوتر  وهو يبعد نظره عنها فسمع احمد يقول الذى كان يتابع حديثهم بخبث 
-اه والنبييي جاوبنا على السؤال ده يآدم 

آدم وهو يرمقه بشر 
-لا قولت مش بآمن بالهبل ده اناا ......ليقول جملته ويخرج من الغرفة فنظرت مودة بغيظ على أثره وهى تقول:
-انتو إزاى عايشين مع الكائن ده!!

احمد بحسرة:
-والله ماعارف يبنتى احنا وعينا عالدنيا لقيناه فوشنا كدا زى ماانتى شايفة فقولنا نستحمله وخلاص 

ضحكت مودة على ريأكشن احمد فهو كأنه يقلد سيدة عجوز فى كلامه فستأذنت منهم وذهب وراء هذا الروبوت الذى يمشى خطوة واحدة بأميال ولا تستطيع اللحاق به ....

فقالت مودة وهى تركض خلفه حتى تلحقه
-أستنى ياابو رجل طويلة انت حرااام عليييك استنانى 

ركضت مودة ورائه حتى رأته قد ركب السيارة ايضا فركبت بجانبه وهى تقول بتعب:
-انت بتجرى كدا ليه حرام عليك قطعتلى نفسييي 

آدم بسخرية وهو يقود سيارته 
-مش ذنبى إنك قصيرة 

مودة بغيظ من جملته :
-اناااا قصيرة!! ...انت اللى ماشاء الله واصل للدور العشرين عامل شبه هالك المدمر 

رمقها آدم بسخرية وهو يقود فنظرت هى الأخرى له بغيظ ثم ابتسمت فجأة عندما تذكرت معاملة مازن لها منذ قليل فهو أخيرًا عرف أنها طيبة ولا تنوى الشر لأحد ليلاحظ آدم أنها تبتسم وهى شاردة فأبتسم هو الآخر على ابتسامتها لا يعرف لماذا هى سعيدة ولكنه سعيد أنه يراها هكذا ..........

وبعد قليل من الوقت وصلوا للقصر فنزلت مودة من السيارة وهى تنظر لباب القصر بضيق وخوف فسمعت آدم يقول بنبرة هادئة من خلفها:
-مش مضطرة انك تقفى وتسمعي كلام حد اول ماتخشى اطلعى على الأوضة علطول 

مودة بحزن 
-هسيبهم يتهمونى ومش هدافع عن نفسي قدامهم !!؟

آدم 
-دلوقتي بس مؤقتا لغايت اما مازن يخرج من المستشفى ويقول انك معملتيش حاجة بنفسه 

اومأت له مودة بحزن ودخلوا هم الاثنان تحت نظرات الجميع التى وُجِهت لمودة بمجرد ان دخلت فأشار لها آدم بعينه ان تصعد للغرفة فجرت مودة من امامهم بسرعة مما جعل خديجة تقول بسخرية :
-بقيت تدارى على اللى حاولت تقت*ل اخوك وخايف عليها مننا كمان يا آدم!!!

تنهد آدم قائلًا بضيق من حديثها:
-كام مرة قولتلك مش هي حتى مازن قال بنفسه أنه اللى ضر*به راجل مش ست ولو مش مصدقة هتسمعى الكلام ده بنفسك منه بكرة وياريت متطوليش فى الموضوع ده بقى 

ليقول آدم جملته بضيق وذهب تحت نظرات الذى كان يتابع حديثه بخوف فمشى من امامهم ببطء ووقف فى الحديقة وقام بإخراج هاتفه ليحدث أحدهم فجاء صوت الطبيب على الجهة الأخرى وهو يجيبه 
_الو يا باشا 

الشخص على الناحية الاخرى 
_عملت إيه قولتلهم اللى قولتلك عليه 

الطبيب على الهاتف 
_آه بس الظاهر ان مرات آدم بيه مقتنعتش بالكلام اللى قولته 

الشخص بإستغراب 
_يعنى إيه مقتنعتش اومال انا عطيك فلوس ليه يا غبى انت 

الطبيب 
_والله معرفش بقى يا بيه الظاهر انها مقتنعتش وراحوا جابوا دكتور غيرى يتابع حالته 

الشخص بصدمة 
_دكتور غيرك انت فاهم ده معناه إيه 

الطبيب 
_آه فاهم كدا مازن هيخف يا بيه 

الشخص بغضب 
_وبتقولهالى فى وشى يا غبى ....هاتلى رقم الدكتور ده حالا 

_طب ما كنت طلبت منى الرقم يا عمى وكنت عطتهولك انا بنفسى 

التفت الشخص على هذا الصوت بصدمة قائلًا بخوف 
_و...وليد يبنى بتعمل إيه هنا 

نظر له وليد بسخرية قائلًا 
_والله انا اللى المفروض اسئلك السؤال ده يا عمى حمدان انت بتعمل إيه هنا!!!

توتر حمدان بشدة من نظرات وليد له وقال بتلعثم 
_ب...بشم شوية هوا يا ولدى 

ضحك وليد بشدة على منظره قائلًا بسخرية 
_هو انت بتحسبنى مش واخد بالى إنك انت اللى ضر*بت مازن على راسه يا حمدان الاسيوطى 

نظر له حمدان بصدمة قائلًا بإنفعال ليدارى توتره
_انت بتجول إيه يا واااد انت اتجنيت ....انا ممكن امو*ت ابن أخوى!!!

وليد بسخرية 
_اللى خلاك كنت عاوز تم*وت آدم يبقى تم*وت مازن عادى بالنسبالك يعنى ....بس احنا متفقناش على كدا يا عمى انت قولت هتاخد مكان ريس العشيرة من آدم مش هت*شل مازن!!!

حمدان وهو يرفع حاجبه باستغراب 
_وإيه اللى هيفرق المهم ان منصب ريس العشيرة يبقى ليك ملكش دعوة بالباقى بقى 

تنهد وليد قائلًا بضيق 
_مازن ملهوش دعوة بالموضوع ده يا عمى انا مشكلتى مع آدم اللى حرمنى من ورد زمان مش مع عيل صغير 

حمدان بخبث
_نقطة ضعف آدم الوحيدة هى أخوه يا وليد ولو اتكينا على نقطة الضعف دى آدم هيتدمر حتى شركته هتعرف تاخدها منه

وليد بغضب 
_وعشااان تاخد كل حاجة من آدم تروح تش*ل عيل صغير!!!!

حمدان بغضب هو الآخر 
_لو هتنخ يا وليد من اولها اطلع برة الموضوع ده بس متزعلش ساعتها لما استلم انا المنصب ده يا ولدى واخد كل حاجة ليا 

ضحك وليد بسخرية قائلًا 
_انت محسسنى ان ستى هتسيبك تعمل كدا ولا هيسيبك ابنك اللى آدم اهم عنده منك مليون مرة 

حمدان 
_احمد مقدور عليه لما يلاقي آدم بيخسر كل حاجة هيقف فى صفى وامى نفس الحكاية المهم دلوقتي لازم نخلى مازن حالته تسوء وإلا كل حاجة هتتكشف 

وليد بإستغراب 
_يعنى إيه كل حاجة هتتكشف 

حمدان بضيق 
_مازن شافنى وانا بضر*به على راسه يا ولدى بس هو مش فاكر نتيجة الضر*بة وفى اى وقت ممكن يفتكر ويحكى كل حاجة

وليد بصدمة 
_والحل يا عمى مش فاهم انت كدا ممكن تروح فى داهية 

حمدان بخبث 
_مش هروح فى داهية لوحدى يا وليد آدم لو عرف هقوله إنك كنت مشترك معايا فى الموضوع وساعتها اتشهد على روحك 

رمقه وليد بغضب من حديثه وهو يقول 
_هقوله انى مكنتش اعرف ودى اصلا الحقيقة انا لو كنت اعرف انت ناوى على إيه كنت منعتك 

ضحك حمدان قائلًا بسخرية 
_آه بس كنت عارف انى هعمل حاجة تأذى بيها آدم ولا انت شايف إيه ....حتى بص اسمعك بنفسك لو نسيت ......

ليقول جملته وهو يقوم بفتح تسجيل صوتى له هو ووليد وهم يتحدثان عن خطتهم للقضاء على آدم حتى يتولى وليد المنصب بدلا منه......رمقه وليد بشر وقال وهو يجز على أسنانه بغيظ 
_قول عاوز إيه يا حمدان وخلص الموضوع 

حمدان وهو يبتسم بخبث 
_عاوز كل خير يا ولدى ....الأول بس هات رقم الدكتور ده عشان نعرف نسكت مازن 

وليد بإستغراب 
_هتسكته إزاى عن طريق الدكتور مش فاهم!!

حمدان بخبث 
_هفهمك ......

ليقول جملته ويحكى له ماذا ينوى ان يفعل تحت نظرات وليد المصدوم من تفكير عمه الخبيث  لا يصدق انه بداخله شخص مؤ*ذى لهذه الدرجة.....وبالرغم انه لم يعجبه الذى قاله لأنه مهما حدث يحب مازن كأخيه ولكنه وافق بسبب تهديدات حمدان له ....وافق وهو لا يعرف مصير هذه الموافقة التى ستد*مره........

اما فى الاعلى دخلت مودة غرفة آدم وهى تتنهد بإرتياح انها تخلصت منهم ومن اتهامهم لها ....نظرت حولها بضيق للغرفة ..واتجهت نحو بيجامتها التى وضعتها على السرير قبل ان تذهب وارتدتها فى المرحاض ثم خرجت.....

جلست مودة على الاريكة بارتباك وهى لا تعرف كيف ستنام هنا ومع هذا الشخص فى نفس المكان.... حسنا هذه ثالث مرة تقريبا ولكن كل مرة  تكون بها مريضة ولا تشعر حتى بوجوده ولكن  الآن كيف ستنام!!! 

لتمتم مودة لنفسها بضيق:
-انا بجد عاوزة ارجع اوضتى ياربي مش هعرف انام طول الليل من التوتر بجد 

ليقاطع تفكيرها فتح الباب فجأة  ودخول آدم ببرود كعادته مما جعل مودة تشهق بفزع وهى تقول:
-مش تخبط عالباب قبل ماتخش !!!

آدم بسخرية
-دى اوضتى باب إيه ده اللى اخبط عليه

مودة بغيظ 
-ايوا اوضتك بس راعى أن بقا فيه بنى آدمة باقت قاعدة هنا وإلا رجعنى اوضتى عشان اخلص 

آدم ببرود وهو يتجه لغرفة الملابس 
-ارجعى لو عاوزة....... ارجعى لو شايفة نفسك مش خايفة !!

نظرت مودة له بغيظ فهى تعلم انه يستفزها بهذه الكلمة لأنها بالفعل ستكون خائفة ان يدخل لها احد بالمساء ويخن*قها.........

وبعد قليل من الوقت خرج آدم من غرفة الملابس وهو يرتدى ملابس نومه ثم اتجه نحو بعض الأوراق الذى كان يضعهم على مكتبه وأخذ اللاب الخاص به وجلس على فراشه حتى يعمل قليلا ويتابع عمله ......

ظلت مودة تجلس امامه بتوتر وهو لا يبالى حتى لها اكثر من ساعة تقريبًا وهى تراقبه لا يتفوه بأى كلمة فقط ينظر لهذه الأوراق ويقوم ببعض الكتابات على اللاب ونظراته المتمعنة كأنه يحل امتحان ما........

زفرت مودة بضيق وهى تقول لتقطع هذا الصمت:
-انت إزاى بتعرف تعمل كدا !؟

آدم وهو ينظر للاب 
-بعمل اى !؟

مودة بإستغراب   
-بتعرف تقعد كل ده ساكت !!

آدم وهو مازال لا ينظر لها 
-عارفة اى اكتر حاجتين بكرههم فحياتي 

مودة بإستغراب 
-اى !؟

نظر لها آدم قائلًا بسخرية:
-الرغى والرغايين اللى زيك ........وياريت بقا تنامى متصدعنيش 

مودة بضيق 
-انا مش جايلى نوم مش بعرف أنام بدرى كدا وبعدين مفيش حاجة اقعد اعملها هنا عالاقل انت قاعد بتشتغل 

آدم وهو ينظر للاب 
-غمضى عينك هتلاقى نفسك نمتي 

تمتمت مودة فى نفسها بضيق 
-هنام أزاى وهو قاعد قدامى كدا مستحيل اعرف اغمض عينى انا هم*وت وانام من التعب بس مش عارفة بسببه

ربعت مودة جسدها بين يديها بتذمر فرأته اغلق اللاب وجمع أوراقه ونهض ورتبهم على مكتبه مرة أخرى ثم أخذ احد المفارش التى كانت على سريره ووضعها بجانبها  ثم اتجه لفراشه وهو يمدد جسده لوضعية النوم  و قام بإطفاء إحدى الابوجرات التى بجانبه وترك واحدة من أجلها مفتوحة حتى لا تخاف ........

كان كل هذا تحت نظرات مودة المستغربة انه لم يطفأ النور بالكامل هل مازال متذكر انها تخاف من الظلام!!.......

تنهدت مودة  بإرتياح انه راعى هذه النقطة فهى كانت خائفة ان يطفأه مثل المرة الماضية.... فردت مودة جسدها على الاريكة وهى تأخذ وضعية النوم هى الأخرى بتعب ونظرت له فرأته بالفعل قد نام وهو مغمض العينين.....فزفرت بضيق وهى تتقلب فى نومتها وفجأة سمعت صوت آدم وهو يقول 
_نامى بقا 

مودة وهى تشهق بصدمة 
-انت شاااايفنى إزاااى وانت مغمض !!

فتح آدم عينه ونام فى الجهة المواجهة لها وهو يقول بسخرية 
-سامع صوت فركك .....عمالة تفركى زى القطط ....نامى بقى 

اتسعت عين مودة بتوتر عندما اصبح مقابلها بهذه الطريقة فألتفتت بوجهها بسرعة الجانب الآخر قائلة وهى تعطيه ظهرها 
-هنام اهو هنام 

ابتسم آدم بسخرية ورجع لوضعيته مرة أخرى واغمض عينه وهو يتنهد بتعب وذهب فى نوم عميق ..........

في صباح اليوم التالي، استيقظ آدم بضيق على صوت رنين منبه هاتفه. مد يده بتثاقل وأوقفه، ثم جلس محاولًا أن يفتح عينيه المثقلتين بالنوم..... وما إن اتضحت له الرؤية، حتى وقعت عيناه على مودة النائمة أمامه على الأريكة.

ابتسم دون إرادة منه…فهو لم يعتد أن يبدأ يومه هكذا.... لطالما كان يفتح عينيه على جدران غرفته السوداء المظلمة، لا شيء سوى صمت الوحدة. أما الآن، فكان المشهد مختلفًا؛ وجه ملائكي ناعم يتجه نحوه، شعرها مبعثر كالعادة حولها، وذراعاها تطوقان جسدها كأنها تبحث عن الدفء.

نهض آدم واقترب منها بهدوء، التقط الغطاء الذي كان قد وضعه لها ليلة أمس، وأسنده عليها برفق..... كان يظن أنها ستفهم وتستعمله، لكنها على ما يبدو لا تفهم إلا بالكلام المباشر. ابتسم ضاحكًا وهو يراها نائمة بتلك الوضعية الطفولية المضحكة.

تركها غارقة في نومها، وتوجه إلى المرحاض ليبدل ملابسه..... وبعد قليل خرج مرتديًا ثيابه، بينما مودة ما زالت في سبات عميق، لم تشعر بشيء..... حمل آدم حاسوبه وأوراقه، وغادر الغرفة.


                  الفصل الثامن عشر من هنا 

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة