رواية اقدار لا ترحم الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم سيليا البحيري

رواية اقدار لا ترحم الفصل الرابع والثلاثون 34
بقلم سيليا البحيري



فيلا عيلة البحيري – جناح سيلين وسيف

الساعة 7:30 صباحًا – بعد كام يوم من اللي حصل
الجو هادي… بس جوا سيلين، العاصفة بدأت تتحرك.

(المشهد بيبدأ وسيلين قاعدة على طرف السرير، في إيدها فرشة شعر صغيرة، وبتسرّح شعر بنتها تاليا الصغيرة اللي لابسة يونيفورم الحضانة الوردي وقاعدة في حضن ماماها بنعاس)

تاليا (بتتأوّه وهي مغمضة):
"مااااما… مشّطي بالراحة… إنتي بتوجعيني…"

سيلين (بتضحك بحنية):
"آسفة يا قمري… بس لازم تطلعي أميرة بين البنات، صح؟"

تاليا (بتبتسم):
"أكيد، علشان أنا بنتك..."

سيلين (بتضحك، وبعدين تتنهد وتسرح في الفراغ):
"بنتي… إنتي السبب اللي خلاني أرجع أقف،
والسبب اللي هيخليني ما أرحمش أي حد يقرّب مننا."

(تاليا تبصّ لها وهمسها بنعومة):
"ماما؟ إنتي سرحانة في إيه؟"

سيلين (بتفوق من شرودها، وتاخدها في حضنها):
"لا يا حبيبتي… كنت بس بفكّر…
الوقت جه… وقت جوليانا."

(بتقوم من مكانها، وتاليا تمسك إيدها وتمشي معاها نحية باب الجناح، وسيلين تقف لحظة تبص لنفسها في المراية… وبصوت هادي وبارد، تهمس):

"هايدي كانت البداية…
بس جوليانا؟
جوليانا هتعرف يعني إيه سيلين يوسف المغربي."

بتقفل الباب وراها، وبتخرج مع تاليا بهدوء نحية العربية اللي فيها السواق مستني علشان يوصل الصغيرة الحضانة
*********************

– أوضة السفرة
– بعد شوية من المشهد اللي فات

(باب السلم من فوق بيفتح على مهل، وسيلين نازلة ماسكة إيد تاليا الصغيرة، ووليد ماسك طرف فستانها. الضحكة الناعمة لتاليا بتكسر الهدوء اللي في الفيلا. تحت، العيلة كلها قاعدة على ترابيزة الفطار الطويلة.)

هدى (أم سيف):
"صباح الفل يا قلب تيتا… صباح الخير يا وليد، يا شبل تيتا."

تاليا (بمرح وبإيدها بتلوّح):
"صباح الفل يا تيتة هدى… صباح الخير يا جدو سليم!"

سليم (بيضحك وهو شايل فنجان القهوة):
"صباح الورد يا عسل… تعالي اقعدي جنبي النهاردة."

(سيلين بتقعد بين سيف وأمه، تاليا قاعدة جنب جدها، ووليد بيزحف على كرسيه الصغير… الجو دافي، بس فيه غيمة حزن خفيفة كده على الكل)

سيف (بهدوء وهو ماسك إيد سيلين تحت الترابيزة):
"نمتي كويس؟ شكلك تعبانة شوية."

سيلين (بابتسامة خفيفة):
"نمت… بس دماغي ما وقفتش تفكير."

إيهاب (بصوت قلق وهو يبص على الكرسي الفاضي جنب ياسمين):
"مازن… لسه ما نزلش؟"

هدى (بنبرة حزينة وكأنها بتكلم نفسها):
"بقاله كام يوم مقافل على نفسه… حتى الأكل مش بيرضى ياكله."

ياسمين (بصوت هادي وهي باصة للسقف):
"جربت أبعت له طبق امبارح… ما فتحش الباب."

تيا (بتتكلم لأول مرة، بصوت واطي وهي بتبعد شعرها عن وشها):
"مازن مش ناقصه وجع… كان بيتوجع و ساكت، وهايدي… قتلت فيه كل حاجة."

سليم (بصوت فيه حزم):
"مازن قوي، بس الجرح جامد… لازم نسيبه ياخد وقته، بس ما نسيبوش لوحده."

سيف (بهمس وهو عينه في الطبق):
"لو يعرف إننا حواليه… يمكن يقدر يتنفس شوية."

(تاليا تمد إيدها وتاخد حتة عيش، وتهمس لسيلين بصوت صغير):
"ماما… عمو مازن عيان أوي؟"

سيلين (بتحضن الصغيرة بحنية):
"أيوه يا حبيبتي… عمو مازن قلبه بيتعالج، بس هيبقى كويس، بوعدك."

الكل بيسكت شوية… صوت المعالق والأطباق بيملأ الخلفية. بس الغياب تقيل، والحزن بتاع مازن – رغم إنه فوق ورا باب مقفول – قاعد معاهم على السفرة
********************

جرس الباب بيرن… تيا كانت هتقوم تفتحه، بس أمينة سبقتها وراحت تفتح، وبعد شوية رجعت وهي معاها ضيفة محبوبة أوي: لارين بنت عم سيلين وصاحبة العيلة، ماسكة إيد ريان الصغير اللي دخل بيضحك ضحكة بريئة مَلَت الجو

لارين (بضحكة دافية):
"صباح الفل على أحلى عيلة!"

سيلين (بفرحة وهي بتقوم تحضنها):
"لارين! وحشتيني يا مجنونة… تعالي، تعالي اقعدي.
ريان حبيبي، تعالى عند خالتك!"

ريان (يجري ناحية سيلين، ويبص على وليد):
"وليد! تفتكر نلعب بعد الفطار؟"

وليد (بخجل وهو يومّي برأسه):
"أوكي…"

هدى (بتسحب لها كرسي):
"نورتينا يا بنتي… وحشتينا، بقالنا كتير ما شفناش وشّك."

لارين (وهي بتقعد بهدوء):
"الشغل كان واخدني شوية… وريان مطلع عيني، بس أول ما سمعت باللي حصل… قلبي وجعني أوي."

إيهاب (بصوت فيه تقدير):
"إحنا محتاجين طاقة زيك النهاردة… مازن من يوم الحكاية وهو مقافل على نفسه."

لارين (بصوت واطي مليان حزن):
"سمعت… والله ما عرفتش أنام يوم من ساعتها.
اللي هايدي عملته فيه ده مش فعل بني آدم."

سيف (يبص لها باهتمام):
"مازن بطبعه بيكتم، عمره ما كان بيشتكي، بس عايش وجعه لوحده من سنين."

سيلين (بتمعن وهي تبص في وش لارين):
"مازن يستاهل حد يحس بيه… حد يطبطب عليه، يريّحه."

لارين (تقوم فجأة وبنظرة فيها تصميم):
"أنا هطلعله."

هدى (اتخضت شوية):
"دلوقتي؟! ده ما بيرضاش يقابل حد."

لارين (بصوت دافي لكنه حازم):
"بس أنا مش "حد"، صح؟ خلوني أجرب… يمكن يفتح لي قلبه شوية."

أمينة (تهمس في ودن سيلين بابتسامة فيها أمل):
"البِت دي… شكلها جاية تشفيه من كل حاجة."

سيف (يبص على سيلين بنظرة جانبية):
"يمكن فعلاً مازن محتاج حد ينور له الضلمة اللي جواه."

سيلين (ترد بابتسامة هادية وواثقة):
"ولو فتح قلبه للارين… مش هيزعل أبدًا."

لارين تمسك إيد ريان بلطف وتهمس له يقعد جنب وليد وتاليا، وبعدها تبدأ تطلع السلم بخطوات واثقة… عيون الكل بتتبعها بصمت، وقلوبهم فيها أمل إن الخطوة دي تبقى بداية شفاء مازن الحقيقي
*********************

شقة جوليانا – بالليل

الأنوار خافتة، والمزيكا الكلاسيك شغالة بهدوء في الخلفية. على الترابيزة ملف مفتوح وصور لـ سيلين وعيلة البحيري

جوليانا واقفة قدام المراية، بتحط روج لونه نبيتي بهدوء… بعدها بتلف ناحية المكتب، تاخد موبايلها وتدوس على رقم مسجل باسم وهمي: "Nero"

جوليانا (بصوت هادي وبارد):
"وصلتك الصور والموقع؟"

صوت راجل غامض من التليفون:
"أيوه، فيلا البحيري. الحراسة جامدة… بس مفيش حاجة مستحيلة. الهدف: سيلين يوسف المغربي؟"

جوليانا (بتسند ضهرها على الكرسي وبتهزر بسُم):
"الهدف: تصفيتها. مش عايزاها تصحى يوم كمان… وعايزة اللي يحصل يبان كإنه "حادث"، فاهمني؟"

الراجل:
"فاهم. محتاج ٤٨ ساعة. السعر... دبل."

جوليانا (بتضحك بسخرية):
"هدفعك دهب، بس أصحى ألاقي الخبر مالي الدنيا:
"سيلين البحيري، ضحية حادث بشع"."

(تقوم تمشي في الأوضة، تمسك صورة قديمة ليها من أيام الجامعة، تبصلها باشمئزاز)

جوليانا (بهمس لنفسها):
"كنتي دايمًا فوقي… دايمًا الأحسن… حتى بعد ما خرجتِ من السجن، رجعتي!
رجعتي وخدتي الشهرة، والاحترام… ودلوقتي خدتي سيف كمان!"

(تحط الصورة على الأرض وتدعس عليها برجليها ببطء وهي بتهمس):
"بس مش هتشوفي شمس بكرا… يا "مدام البحيري"."

الضوء بينعكس على عنيها اللي بتلمع بالشر، والموبايل لسه في إيدها وهي بتتأكد إن خطتها الجهنمية ماشية زي ما هي عايزة
*☆يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع☆☆*



تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة