
رواية عشقت فتاة المصنع الفصل الثاني عشر 12 بقلم صفاء حسنى
ضحكت زينب وهي تحاول تثبت روايتها وقالت بثقة ممزوجة بدهاء:
"لما نزلت من عند الوغد، وأنا ماشية شفت حاملة ملابس مع عاملة. عملت نفسي تعبانة ووقعت، وهي ساعدتني. طلبت منها ميه… ولما راحت تجيب، أخدت الجاكيت وحطيته في الشنطة. رجعت، شربت الميه، وسألتها عن باب تاني غير ده.
وحكيتلها إن صاحب الشغل حاول يتعدى عليّا… وهي بما إنها بنت زيّي، أول ما عرفت إنه جاسر ساعدتني بسرعة. خرجتنا من الجراج، وقعدتني لحد ما جات عربية تانية وخليتني أركبها. عربية الأكل.
وأنا في العربية، فضلت خيط البطالة بالشكل ده ولفت بالبطالة."
ارتسمت ابتسامة إعجاب على وجه عصام وهو يومي برأسه:
"والله برافو عليكي… هي دي نور اللي بتتصرف في أي حاجة."
في نفس الوقت، داخل عربية المتابعة، جلس زياد يتابع الشاشات.
زفر أنفاسه بارتياح أول ما سمع الكذبة المقنعة اللي قالتها زينب.
ارتخت عضلات وجهه المتشنجة، وكأنه تخلّص من ثِقل كان كابس على صدره.
لكنه رغم الارتياح… لم يستطع يمنع نفسه من ابتسامة خفيفة، ابتسامة ما عرفش إذا كانت بسبب نجاحها في الكذب، ولا لأنه اكتشف قد إيه عندها ذكاء وجرأة تخليه يحس إنها مش مجرد "فتاة مصنع" زي ما كان بيقول.
في نفس الوقت، كان زياد قاعد في عربية المتابعة.
انبسط من ذكاء زينب في تبرير موقفها، لكن في قلبه غصة غريبة. ضحكها مع عصام كان بيشعل جواه غضب مكتوم، مش فاهم سببه… هل غيرة؟ ولا مجرد خوف إنها تضعف وتكشف نفسها؟
داخل المول، فضلت زينب تلف مع عصام على المحلات.
كل ما تدخل محل وتشوف الأسعار، تنصدم وتفتح عينيها بدهشة، كأنها أول مرة تشوف أرقام بالشكل ده.
ضحك عصام وقال بنبرة فيها مزيج من الدعابة والاستغراب:
"إيه يا بنتي؟! مفيش حاجة عجبتك؟ إحنا خلاص لفينا محلات المول كلها!"
وقفت زينب فجأة قدام فستان بسيط مع جاكيت صغير فوقه.
مدّت إيدها للشَنطة بتاعتها عشان تطلع فلوس… لكن فجأة اتسعت عينيها، وقلبها وقع في رجليها.
الشنطة فاضية! لا المحفظة ولا البطاقة الشخصية موجودين!
شهقت بصدمة وقالت بصوت مرتعش:
"محافظتي… اتسرقت!… البطاقة الشخصية والفلوس… يا ترى وقعت فين؟!"
قطّب عصام حاجبيه وهو يحاول يهدّيها:
"ممكن تكوني سبتّيها في الفندق؟ إنتِ أصلاً سحبتي شنطتك بسرعة ومشيتي."
رفعت زينب إيديها على راسها وهي تحاول تفتكر، ملامحها متوترة ومشوشة.
وفجأة قالت وهي تضرب جبهتها بكفها بصوت وبتسمع زياد من جهاز الا فى ودنها
"يا نهار أبيض… نسيتها في حمام العيادة! اتصرّف بالله عليك يا جيرتي سامعنى
سألها زياد واتكلم في ودنها وهو بيهمس مستغرب:
ـ "مالك يا بت؟"مش فاهم حاجه
اتنفضت زينب من الغضب :
ـ مش هعرف اعلي صوتى … نسيتها في حمّام العيادة! اتصرّف بالله عليك يا جريتي، سامعني؟"
عصام اللي كان قاعد جنبها بصّ عليها بقلق وسألها:
ـ "مالك يا بنتي؟ أهدى… لو في الفندق أجيبها ليكي."
زياد كان متابع المشهد، في الأول مش فاهم حاجة،
طلب زياد منها بخبث :
انتى شاطرة فى الكذب عالي صوتك يا بت .
لكن لما زينب رفعت صوتها وقالت بتوتر:
ـ "الحمّام… أنا تعبانة، جريتي افهمني، أبوس إيدك!"
ساعتها استوعب زياد، وافتكر جملتها اللي قالتها له قبل كده: "هتقوللي بت… أقولك جريتي."
ابتسم بخبث وهو بيتصل بالممرضة بسرعة وطلب منها تدور في الحمام على محفظة جلد.
رجع لها بنظرة ماكرة وقال وهو يضحك بخفة:
ـ "لون البطاقة إيه يا بت؟"
اتعصبت زينب وعضّت شفايفها من القهر وردت بعناد:
ـ "لونها أسود… زيك يا جريتي!"
ضحك زياد أكتر، واللي زاد جنون زينب إن الضحكة دي كان فيها استهزاء، لكن جواها حسّت بحاجة غريبة إنها مش قادرة تفهمها.
ضحك زياد وهو بيتابع من غرفة المراقبة، ضحكة قصيرة فيها استهزاء واضح.
لكن الغريب إن الضحكة دي، رغم إنها جرحت زينب، ولّدت جواها إحساس غريب مش قادرة تفهمه… حاجة بين القهر والانجذاب.
وفي اللحظة دي، كان صوت زياد بيتسلل ليها وهو بيقول بحزم من الجهاز:
"سامعاني يا بنت؟ إلهي في أي حاجة لحد ما أتصرف… فاهمة؟"
فعلاً، بعد ما زينب حسّت إن أعصابها مش قادرة تتحمّل، قالت لعصام بصوت هادي وهي بتحاول تخفي ارتباكها:
ـ "الجو حار… نطلع نشرب حاجة، يمكن أفتكر وأركز… النهاردة كان صعب عليا."
بص لها عصام بنظرة كلها قلق، وهز راسه بالموافقة:
ـ "ماشي يا نور… زي ما تحبي."
اتجهوا ناحية كافيه شيك في المول، ريحة البن والڤانيليا مالية المكان، والأنوار الهادية مديّة الجو إحساس بالهدوء… بس جواها كان فيه عاصفة.
قرب الجارسون وسأل بابتسامة:
ـ "تحبوا تشربوا إيه يا فندم؟"
زينب كانت سرحانة، عينيها مش ثابتة، عقلها بيفكر: يا ترى هتصرّف إزاي؟ أكمّل اللعبة ولا أواجهه بالحقيقة؟
قبل ما تلحق ترد، عصام سبقها وقال بثقة وهو بيبص للجارسون:
ـ "عصير فراولة… هي بتحبه، صح يا نور؟"
زينب اتفاجئت، قلبها دق بسرعة،
ولسه عاوزة تعترض، لكن لقت نفسها ساكتة، والكلمة دي "يا نور" رجعت لها ألف ذكرى متلخبطة.
دخلت آنسة ماسكة شنطة فيها بطاقة وفستان. قربت من زينب بابتسامة وقالت:
---
ـ "يا آنسة… إنتِ اخترتِ الفستان ده، وبعد ما حسبتيني… نسيتِ الحاجة وخرجتي."
تنحت زينب وهي بتاخد منها الحاجة باستغراب:
ـ "هه؟ إمتى ده؟!"
ابتسم زياد بخبث وهو بيبص عليها ،
في اللحظة دي، جه صوت زياد من الجهاز الصغير اللي حاطه في ودنها، صوته جاد وفيه نبرة أمر:
ـ "خدي الحاجة بسرعة… مفهوم؟ هو مش ناقص هبل دلوقتي."
هزّت زينب راسها بتوتر، ومدّت إيدها وهي بتحاول تخفي ارتباكها. أخدت الشنطة ونفسها بيتسحب بالعافية، صوتها متقطع وهي بتكح بصعوبة، كأن صدرها مش قادر يستحمل الضغط.
زينب ما كانتش سامعة زياد من الجهاز أصلًا. فجأة بدأ صدرها يضيق، وبَدَت تكح بعنف.
زياد افتكر إنها بتمثل ببراعة عشان تغطي على توترها، وابتسم بإعجاب… لكن فجأة اتجمد مكانه لما شاف عصام يمسكها بسرعة بخوف حقيقي، ويقعدها على كرسي خشب قديم في أقدم كافيه في المول.
رفع عصام يده للجرسون بسرعة، صوته فيه قلق:
"مَيّة… وعصير حالًا!"
ثم التفت لزينب بعصبية، وصوته ارتفع:
"حد قالك تتوتري؟! إنتي عارفة لما بتتوتر نفسك بيضيق… وممكن يغمى عليكي؟!"
ارتشفت زينب الميه ببطء، وبعد شوية بدأ نفسها يهدى، لكن عينيها فضلت معلقة في عصام وهي تقول بصوت متقطع:
"إنت… إنت اللي قولت عندك سر… وأنا عايزة أعرفه. إنت عارف… لو ما عرفتش، ممكن يغمى عليّا من التوتر."
تنهد عصام، وصوته نزل درجة وهو يمسح جبينه:
"ولو عرفتيه… برضه هتتوترى."
امتلأت عيناها بالدموع، ونزلت دمعة غصب عنها وهي تهمس:
"إنت بتلعب بأعصابي… وبتضيع وقت… لحد ما تسلمني للناس اللي معاك، صح؟"
رفع عصام عينيه لها وسأل بهدوء:
"عاوزة تعرفي إيه؟"
أخذت زينب نفسًا تقيلًا، عينيها مغرّقة دموع، وقالت بصوت مبحوح:
"بصراحة… أنا حتى مش متأكدة. إنت عايز مني إيه؟"
تنهد عصام ببطء، وكأنه بيستجمع شجاعته:
"أنا لما اتسجنت أنا وأصدقائي، جه محامي من المحكمة عشان يترافع عنّا. وقتها حكينا له كل حاجة… وبعد ما بحث عن معلومات عني، اكتشف الحقيقة.
عرف إني ابن رجل أعمال كبير، ضاع مني وأنا صغير. قدر يوصل لأهلي، ووقتها طلعت براءة. وبعدها… دورت عليك، ورجعت للدار اللي كنا فيه. ومع البحث… اكتشفت السر ده."
شهقت زينب وهي ترفع عينيها في خوف:
"سر إيه؟! انطق بقى!"
تنهد عصام مرة تانية، وصوته نزل بنبرة حزينة:
"الست اللي ربتك… للأسف مش أمك."
في نفس اللحظة، اتصدم زياد وهو متابع من الشاشة، عيناه اتسعتا بدهشة والعرق تصبب من جبينه.
أما زينب، فانفجرت بضحكة هستيرية مليانة صدمة ورفض:
"إيه؟! يعني إيه مش أمي؟! إنت بتهزر صح؟!"
ضربت كفها على صدرها بقوة، والدموع نزلت من عينيها وهي تهمس:
"مش أمي؟… مش أمي؟!"
ارتعش صوت عصام وهو بيحكي، كأن الكلام بيطلع من قلبه غصب عنه:
"كانت… ممرضة في مستشفى حكومي
ابتسمت زينب بسخرية
ده مش معلومة جديدة
وضح عصام
. وولدت طفلة… سمّتها نور. لكن نور ماتت وهي لسه في حضّانة المستشفى. الست انهارت… عقلها اتلخبط من الصدمة، وجوزها خاف عليها تتجنن من الوحدة. فاتفق مع واحدة في مستشفى تانية… يجيبولها بنت صغيرة شبه نور، عشان تعيش وتفتكر إنها بنتها."
نظرت له زينب وهى فى حالة لا مبالي
القصة حلو كمل
توقف عصام لحظة، وابتلع ريقه قبل ما يكمل:
مش قصه والله ده حقيقي
"وفي يوم… خطفوك. وأنتي لسه رضيعة." من محافظة تانى
تسمرت زينب مكانها، عينيها متسعة والدموع سايحة على خدودها. همست بصوت متقطع، يكاد ما يطلعش:
"يعني… يعني أنا… اتخطفت؟!"
ارتجفت شفايفها وهي تحط إيديها على ودانها كأنها عايزة تهرب من الكلام:
"لا… مستحيل… الست دي… أمي… هي أمي… مش ممكن…"
أما زياد، فكان قاعد قدام الشاشة مبهوت، كل خلية في جسده مشدودة. إيده اتقبضت بقوة على طرف الطاولة، عينيه مش قادرة تتحرك من على وجه زينب وهي بتنهار. وشعر لأول مرة إن القضية دي مش مجرد شغل… دي حياة إنسانة اتسرقت من البداية.
اكمل عصام
وبعد كده لما ربنا رزقها ب أخوكى سعيد ولدك حطك فى الدار وقال ل ولدتك عشان الدار تهتم بيها وأنتى زوريها
أكمل عصام كلامه، صوته بيتقطع وهو بيحاول يوصل الحقيقة:
"وبعد كده… لما ربنا رزقها بأخوكِ سعيد… جوزها – يعني أبوكِ الحقيقي – حطك في الدار.
وقال لمراتُه: خلي الدار تهتم بيها… وإنتِ روحي زوريها من وقت للتاني.
كده بس… عشان يبعد الشك عن قلبها."
رفعت زينب عينيها ليه، بملامح ضايعة، وكأنها مش سامعة ولا مستوعبة.
صوتها خرج واهي:
"يعني… حتى وجودي في الدار… كان خدعة؟!"
تنفس عصام ببطء، وعينيه مليانة حزن:
"للأسف… أيوه."
انهارت ضحكة مريرة من بين شفايفها، دموعها نازلة وهي تهمس:
"سنين… كلها كدبة كبيرة… عايشة في وهم… حتى الأم اللي بحلف بيها كل يوم… مش أمي؟"
غطت وشها بإيديها وهي بترتعش، صوتها مختنق:
"أنا… أنا إيه بالظبط؟ طفلة مسروقة؟ لقيطة؟ ولا لعبة في إيد ناس مجانين؟"
في غرفة المتابعة، زياد حط إيده على سماعة الجهاز بعنف، كأن نفسه عايز يوقف كل اللي بيحصل.
عينيه اتلمعت، قلبه كان بيتقبض مع كل كلمة، وحس لأول مرة إنه عايز ينزل بنفسه، يمسكها، ويقول لها: "إنتِ مش لوحدك."
لكن صمته طال… وهو عارف إن لحظة زي دي ممكن تغيّر مصيرها كله.
عند ياسمين حسَّت الغرفة كلها بلحظة صمت خافت، والهوى بتاع المستشفى مالوش غير رائحة المطهِّر، وياسمين قاعدة على الكرسي، الدفتر اللي مومن سلّمهولها مفتوح قدامها. كانت عينها مبتلسة في السطور اللي كتبتها رهف، لكن الصفحة الأخيرة كانت مختلفة — سطور مكتوبة بخط مضغوط، وفي هامشها تعليمات غريبة: «لو عايز تعرف السر يا مومن… اقطع الجلد على الدفتر وهتشوف السر».
لفّت حواليها ياسمين ، شافت مشرط صغير مرمي جنب الأدوات، مسكته بيد مرتجفة وقصّت طرف الغلاف الجلدى للدفتر. كلّ قصّة تكشف سرّ. طلع من تحت الغلاف ورقة مطوية وصورة إشاعة — صورة مجسّمة لرحم وفيها توأم، جنبها ورقة مكتوب عليها بخط رقيق: «الصورة دي تخص طنط ياسمين».
قلب ياسمين وقع. خفضت صوتها بالكاد قادرة تقول:
– إنتِ… إنتِ مستغرِب يوم ما ربنا رزقك بتوام
عشان إنت طلعت توأم ؟ بس مامتك زمان جابت توأم بنت وولد…
عيونها تشوّهت من الألم ياسمين وهي تكمل بصوت يكاد يفتّ من تحت:
– عمّتي خطفت البنت، زي ما خطفت ايمان بالظبط.
الصحفة التالية كانت رسالة قصيرة، مرقّمة، فيها عبارة واحدة تقطع النفس: «المطلوب: قتل أطفالكم علشان يتعاقب النائب والقاضي». الورق وقع تحت رجليهم.
شعرت ياسمين بدوخة، ماسكة راسه بيده من الصدمة. … لكن لما قرأ ت السطور استحالت الصورة واضحة: التنظيم استخدم الخطف كأداة ضغط سياسي — ولعبوا بورقة الأطفال علشان يضربوا نفوذ القضاة والسياسيين.
وحدها جملة في الركن فضحت أكتر من مليون دليل اكملت : «لما اتخطفت أختك، جيه حد وخافت الممرضة واستخبت… الممرضة خدت مومن وقالت للدكتور: لو عرف القاضي هتكون سين وجيم. فخافوا وبلغوا إن عندكم طفل واحد مش اتنين… وتم التوزيع».
التوزيع؟ الكلام قسى في ودان ياسمين. إنها اكتشفت إن واحد من توأميها تم توزيعُه على مكان تاني —
اكملت رهف «أنا مع ماما منى وبنتك اتوزعت في إسكندرية»، همست الكلمات كأنها بتتحرّك من نفسها.
صرخت ياسمين صرخة انفجار — مش صوت بس، بل زلزال فى صدرها. الصوت جَرَّ الممرّات، ومنى وسعاد سمعوه. منى طرعت ناحية باب الغرفة، سعاد فضلت جانب إيمان ومع الاطفال
منى وقفت جنب أم مومن، عينها كأنها هتطيح من الخوف.
منى واقفة، كل الخوف متجمّع على شفتاها، وحاولت تمسك إيد ياسمين اللي كانت تنهار. ياسمين قدّمت الصورة والجواب لمنى، وعيونها بتتلوّح بين الصدمة والغضب: «بيقولوا إن الانتقام بالشكل ده…»، وجرّة الدمع كانت بتسيل من خدودهم كلهم.
الممرّات حوالينهم بقت ضوضاء بعيدة — أصوات أجهزة، همسات طواقم، لكن جوا القاعة دي كان في عالم اتقلب: أكتر من أسرار اتكشفت، أكتر من حياة انسلخت من بعضها.
كان رجع مومن هو وابوها وشاف إلا بيحصل
أخد نفس عميق ، وشد دفتر رهف من إيد أمه ، وصوته اتكسر وهو بيقراء كل كلمة وبعد كده صرخ :
– لازم نعرف كلّ التفاصيل. لازم نرجّع اللي اتاخد. ومين اللي ورا ده؟ مين اللي استغلّ الأطفال؟
محمد كان مكسور متصورش ان اتسرقت بنت منه
الأسئلة اتكدّست في الهواء، لكن الإجابة لسه بعيدة — وكل خطوة جايه دلوقتي لازم تكون بحذر، لأن اللي قدامهم مش شوارع عادية ولا عصابات صغيرة… ده شبكة ليها نفوذ، ولها أدوات، ولها قدرة على تغييب أطفال وطمس هويّات.
المشهد قفل عليهم وهم في حالة واحدة: صدمة، حزن، وغضب بيترسخ. الخطوة الجاية؟ كانت تبدا بالتحري، بالبحث في سجلات الدار، بمراجعة كل ورقة ضايعة، وبفتح ملفات مش مصرح بيها — لأن لو الكلام ده صحّ، إنقاذ طفل مش مسألة شرطي واحد بس، ده حرب على شبكة كبيرة.
ونفس زينب اتكتم فى نفس الوقت إلا نفس ياسمين