
رواية رحلة عذاب الفصل الرابع والخمسون 54
بقلم اسماء العذاب
"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ
عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ
عاصم بلهفه
:طمنيني يا أستاذه ..ايه الوضع
الممرضة ببسمة
:ألف مبروك يا أستاذ ..المدام جابت تؤم ولاد زي القمر بعيون خضرا
عاصم مصدقه نفسه لما سمع كلامها ومن فرحته طلع كل الفلوس اللي جيبه واداهم ليها وهو بيتكلم بفرح ولهفه شديدة
:طب مروه ..مراتي عامله ايه
الممرضة بصت للفلوس بفرح واتكلمت
:كويسه خالص وكمان شويه هتتنقل لاوضه عاديه ..والقطاقيط الصغيرين هيتعمل ليهم كشف سريع كده وبعدها هيروحوا الاوضه عشان يفضلوا جنب أمهم
خلصت كلامها واستأذنت ومشيت
عاصم بص للحاجه سميه واتكلم بفرح
: الحمد لله يا حاجه ...الحمد لله كلهم كويسين وربنا خد بايد مروه
الحاجه سميه قربت منه وهي شايله غالية وطبطبت علي كتفه واتكلمت بحنان وفرحه
:يتربوا في عزك وعز أمهم يا عاصم يابني
عاصم بفرح
:ويتربوا في عزك كمان يا حاجه سميه ..ما انتي الخير والبركه
:ماما ...ماما
غالية كانت عماله تقول كده وهي بتشاور علي إلاوضه اللي اختفت فيها مروه بقالها مده ومرجعتش ظهرت
عاصم بصلها وضحك وهو بيتكلم
:ماما جوا ياروحي ..هندخل ليها دلوقتي متقلقيش..وكمان هيكون معاها اخواتك
غالية بصتله وهي مش فاهمه هو بيقول لكنها شاورت تاني علي إلاوضه وكأنها بتقوله كل اللي قولته ده مش مهم المهم ماما
عاصم اخدها في حضنه بحب وبقي يطبطب عليها والحىجه سميه راحت جابت ليها اس بسكوت او حاجه حلوه تتسلي فيها لحد ما يدخلوا بمروه
بينما عاصم فضل مرابط قدام الاوضه ومش راضي يتحرك لحد ما شاف الممرضين بياخدوا مروه لاوضه عاديه والعيال اخدوهم كمان عشان الكشف
في الوقت ده كانت رجعت الحاجه سميه واستنو شويه لحد ما أخيرا الدكتور سمح إنهم يدخلوا يطمنوا عليها
عاصم دخل إلاوضه بخطوات متلهفه وفي نفس الوقت مترددة
كان بيبص علي السرير الصغير اللي نايم فيه عياله الاتنين
بعدها حول نظراته لمروه اللي نايمه بتعب علي السرير
قرب منها براحه ووطي لمستواها وطبع بوسه عميقه علي رأسها وهي بيتأملها بحنان شديد وحب
بعدها حول نظراته للعيال اللي نايمين جنب بعض وملفوفين كويس
شاى واحده منهم وباسه بحب ملوش وصف وهو شايف حته جديدة منه ومن مروه نورت الدنيا ونورت حياتهم
قرب الولد الصغير منه وبقي يكبر في ودنه وعمل نفس الشيء مع اخوه وكان نفسه يسميهم لكن اختار إن مروه بنفسها اللي تعمل كده ..هي اللي حملت وهي اللي ولدت وهس اللي تعبت..يبقي هي اللي تسمي كل واحد من العيال
الحاجه سميه في الوقت ده كانت بتطمن علي مروه اللي لسه نايمه والي غالية أول ما شافته بقت تعمل أصوات عالية وسعيده لما شافت أمها وبقت عاوزه تسيب ايد الحاجه سميه وتروح لمروه
الحاجه سميه حضنتها بحنان وهي بتتكلم بهمس
:بس با غالية ماما تعبانه يا حبيبتي
لكن ولا الهوا ..غالية بقت تطلع أصوات طفوليه سعيدة وعالية خلت مروه تنزعج في نومتها وتصحي
أول ما عيونها قابلت عيون الحاجه سميه نطقت بلهفة وفرح
:حمد الله على سلامتك يا بنتي
مروه حاولت تتعدل
عاصم ساب الولد وجري عليها عدلها براحه وهو بيبوس رأسها بهدوء وبيتكلم بحنان
:ارتاحي يا حبيبتي انتي لسه تعبانه ..نامي وأنا هخلي بالي من كل حاجه ومعايا مامتك متقلقيش
الحاجه سميه اتأثرت جدا بكلمته..بينما مروه بصت لغااية اللي عماله تشاور عليها وتتكلم بلغتها الغير مفهومه وابتسمت بتعب ليها ومدت ايدها براحه اخدتها وقعدتها جنبها عشان تبطل فرك وتهدي
بعدها حولت نظراتها للاتنين واتكلمت بتعب كبير
: فين ولادي .فينهم ..الممرضة قالت إنهم اتنين..هم كويسين..عاملين ايه ..هاتوهم عاوزه اشوفهم
الحاجه سميه راحت وجابت واحد منهم وعاصم جاب التاني وهو بيتكلم بحرص
:اهم ياستي ..ولدين زي القمر ربنا يبارك فيهم ويجعلهم قرة عين ليا وليكي يارب
مروه اخدت كل واحد منهم في ايد وبقت تتأمل شكلهم اللي يخطف القلوب من حلاوته وهم صغيرين خالص ولونها قالب علي أحمر خفيف كده وبقت تملي عينها منهم ولو انها كل أم عمرها ما عينها تتملي من النظره ليهم بصلها وهو بجد كان نفسه يسأل السوال ده
عاصم سألها بأستغراب
:انا بس لو اعرف ليه العيال بتطلع عيونها خضرا..بتطلع خضرا لمين
مروه اتوجست من كلمته وافتكرت اللي حصل في ولادة غالية لما قال أنها مش بنته عشان عيونها خُضر
وكأن عاصم قرأ اللي في بالها واتكلم بسرعه
:مش اللي فهمتيه والله ..انا بس مستغرب ..العيال عيونها خضر لمين ..يعني انا وعيلتي كلنا عيونا بني أو عسلي ..وحتي انتي اللي شوفته إن مفيش حد من
عيلتك عنيه ملونه
مروه اتنهدت براحه واتكبمت بأول حاجه جات في بالها
:قبل ما اتعرف عليك ..كان اي حد عنيه خضرا بالنسبه ليا جميل اوي أوي وكنت اتمني لو عيني زيهم عشان ابقي حلوه ..بس طبعا ده كان مستحيل..لكني كنت بحب اتفرج علي اللي عنيهم ملونه ..يمكن عشان كده طلعوا ملونين
عاصم مهتمش بده كله وركز في عيلته اللي منزله وبين ايده دلوقتي
عاصم قرب منها وقعد علي طرف السرير وشال غالية اللي بتبص علي أخواتها بفضول واتكلم
:مش مهم ..إن شالله حتي يكونو بعيونه بنفسجية..أهم حاجه انهم بخير وانتي كمان ..المهم بقي هتسميهم ايه ..انا قولت ان محدش هيعمل كده غيرك ..وعارف انك اكيد محضره الأسامي
مروه ابتسمت وهزت رأسها بمعني كلامك صح وعلقت
:انا فعلا عملت كده ...اخترت اسم ولد واسم بنت ..بس انا ربنا رزقني بولدين..
عاصم ببسمه
:واكيد الإسم اللي كنتي مختاراه هو حبيب مش كده
مروه بصلته باستغراب وعلقت
:عرفت إزاي
عاصم افتكر لما كانت حامل في غالية ونقت الاسماء وافتكر انها قالت لو جابت و هتسميه حبيب
عصام بحنان
: لما كنتي حامل في غالية قولتي انه لو ولد هتسميه حبيب واتوقعت انك لسه عند كلمتك ..ها بقي انهو واحد فيهم حبيب
مروه شاورت علي الولد اللي علي ايدها اليمين وبصت للي علي ايدها الشمال واتكلمت بحب
:وده هسميه حمزه
عصام بحنان
:واشمعني حمزه
:شوفت مره فيلم والبطل كان اسمه حمزه وعجبني
عاصم ضحك بهفوت عليها وهو بيقول في باله إن مروه هتفضل مروه ولو عدت ميت سنه
عاصم بحب
:بكره تخرجي انتي وهم ونعمل أحلى سبوع لحبيب وحمزه يا روح قلبي..قومي انتي بس بالسلامة وكله هيكون تمام
.....
:يعني ايه كلامك ده
بصت لملامح أمها واتكلمت ببهوت ونبره ميىته
:يعني اللي سمعتيه يا ماما...انا حامل ..
قالتها رندا وراقبت رد فعل أمها بمنتهي الهدوء والبرود علي حدا سواء
: إزاي يعني..جايه بعد الفتره دي وبعد الطلاق وتقولي كده..وياتري بقي هتنزليه ولا هتخليه
رندا بهدوء
:حاولت انزله لكن الدكتوره قالت مينفعش
لاني حامل في الشهر الرابع و وخطر إني اعمل كده وممكن اروح فيها عادي جدا
أمها شهقت بخضه وضربت علي صدرها بفزع وهي بتردد
:الشر بره وبعيد ..اومال هتعملي ايه ..هترجعي لحامد
رندا بصتلها نظره الحياه فيها مطفيه زي الامو ات تماما واتكلمت
:مش فارقه ..ومش مهم ..انا مبقتش حاجه فارقه معايا يا ماما..عاوزين ترجعوني ليه مش هتفرق ..عاوزين تخلوني هنا برضوا مش هتفرق ..ولو متضايقين مني انا ممكن اخد شقه بره وأسكن فيها
أمها بصتلها بغضب وعلقت
:رندا ..غباء مش حابه ..تقيله ليه يختي وبعدين انا بسأل في المجمل ..فكرك يعني حامد لو عرف انك حامل مش ممكن يرجعك
:يرجعني إزاي يا ماما ..العده خلصت من بدري ..ده عدي اكتر من أربع شهور علي طلاقنا ..وبعت ليا الورقه بتاعتي
أمها بصتلها بسخريه وعلقت
:عده الحامل لبعد الولادة يا فهيمه..حتي ورقتك اللي بعتها دي ملهاش لازمه لانك حامل ..يعني يقدر يرجعك في اي وقت عاوزه مادامك لسه في عدته
رندا للحظه ركزت في كلام أمها وعلقت عليه بشرود
:يبقي الأحسن انه ميعرفش إني حامل لحد ما اولد عشان اتحرر من سجنه للأبد
.....
مروه رجعت البيت بعد ما قضت يوم كمان في المستشفى
لقيت البنات مستنيينها كلهم بعد ما علاقتهم بقت أقوي اخر فتره خصوصا منة وبوسي ..حتي رنا ورندا كانوا موجودين
بوسي اول ما شافتها صرخت بفرح وجريت عليها بسرعه عشان تحضنها
لولا عاصم اللي رفع ايده بيمنعها واتكلم
:ايه حيلك حيلك..هاجمه عليها كده ليه دي لسه قايمه من ولاده يعني مش حمل تهورك ده
منة بحب
:حمد الله على السلامة يا روحي ..أول ما عرفت انك خلفتي مصبرتش وجيت علي ملا وشي اتطمن عليكي انتي والكتاكيت الصغيرة
خلصت كلامها وهي بتحضنها براحه ومروه بادلتها الحضن وسلمت علي كل البنات لحد ما جه دور رندا اللي بصت للولاد بمشاعر غريبه اول مره تحسها او تعرف انها موجودة حتي ومن غير شعور حطت ايدها تلقائيا علي بطنها موضع الحنين..لكن فاقت علي نفسها بسرعه ولاقت إن محدش مركز معاها وكله مركز مع مروه وعيالها
عشان كده اتركنت علي جنب عشان متلفتش النظر
ووجهت اهتمامها كله لمروه والباقي
بوسي بحماس
:هنعمل سبوع محصلش عشان القمرين دول ..لازم عاصم يعزم الشركه كلها ويجيب كل ألناس تحضر سبوع ولاده
عاصم بملل
:ده سبوع يا بوسي مش فرح ..لما ابقى اجوزهم ساعتها هبقي اعزم البلد كلها متقلقيش
الكل ابتسم علي جملته خصوصا مروه اللي حلمت باليوم اللي تشوف ولادها في عرسان كبار وحلوين واكيد هيكون زي ابوهم ..واكيد غالية هتكون احلي عروسه في الكون
بصت حواليها للمه وافتكرت لمى كانت وحيده ومحدش بيسأل فيها
دلوقتي بقي ليها عيله وأصحاب وزوج وكل اللي كانت تحلم بيه ربنا عوضها بيه مره واحده وبأحسن من اللي كانت عوزاه
مروه بهمس
:الحمد لله..الحمد والشكر على عطيتك ليا يارب
.....
عاصم دخل إلاوضه بعد ما جه من بره وشاف أحلي منظر ممكن يشوفه في حياته حرفيا
مروه نايمه وجنبها نايمين عياله التلاته
كان شكلهم اقل ما يقال عنه يلين الحجر
مروه نايمه علي طرف السرير وجنبها غالية وبعدها الولدين نايمه
عاصم محسش غير بدموع نازله من عينه من حلاوة ودفا المنظر وهو اللي اكتر احلامه جموح مكنش يتخيل إن حياته الزوجيه هتكون بالشكل ده
كان زمان آخره يتخيل انه هيتجوز سلمي ويحق ليه يحضنها او يلمسها او حتي يصتبح بوشها الجميل
لكن طلع خياله سازج جدا لما افتكر إن هو ده الجواز وهي دي الحياه الزوجية
الزواج يعني مودة
يعني رحمة
يعني دفا
يعني حب
يعني أمان
يعني مسؤولية
يعني ايه عيله
كل ده اكتشفه وعرفه مع مروه اللي في يوم كان عاوز بخلص منها ويخرجها من حياته ..لكنه مكنش يعرف أنه كان هيندم ساعتها ندم حياته ..لكن ربنا ستر
قرب منهم براحه عشان محدش ينزعج من صوته ووطي لحد ما بقي راكع علي رجليه جنب السرير
تحديدا قصاد وش مروه اللي باين عليه التعب
ابتسم عليها بحنان وقرب باس راسها بحب وهو بيهمس جنب ودنها براحه
:مروه ...مروه
مروه فتحت عنيها براحه ونعس ولاقت عاصم في وشها
عاصم بهمس
:قوني براحه عشان نتعشي مع بعض ..وخلي العيال نايمين
مروه هزت راسها بنعس واتعدلت براحه واول ما قامت حطت مكانها مخده كبيره عشان لو حد من العيال اتقلب ميقعش في الارض
قربت من عاصم اللي اتكلم بثقه
:طبعا عارف انك مأكلتيش حاجه من الغدا وانتي بترضعي اتنين ولازم تتغذي كويس اوي اوي ..عشان كده جيتلك شويه حاجات اعتقد انها مفيده عشان تاكليها
مروه نزلت معاه لتحت وهي بتسمع اللي جايبه عاصم ليها
:جيتلك مفتقه وحلاوه طحينيه وحلبه ..سمعت انهم بيزودا ابن المرضعه وبياخدهم اللي زي حالاتك كده
..بس أهم حاجه تاكلي كويس وتخلي بالك من نفسك ..انا مبقتش حمل اشوف خدش عليكي
.....
منال وعلي كانوا عند دكتور بيكشفوا علي بنتهم اللي خلفوها
بقالها تمن شهور واللي كانت دايما بتعيط عمال علي بطال وتصرخ بصوت عالي لمى حد يشيلها وحالتها المريبه خلت الاتنين يروحوا يكشفوا عليها يمكن تكون بتشكي من حاجه
الدكتور اخد البنت وبقي يكشف عليها قدامهم تحت عياط وصراخ البنت الشديد لحد ما خلص
منال بقلق
:خير يا دكتور مالها بنتي ..وليه بتعيط كل شويه
للدكتور بص للاتنين واتكلم بمنتهي العمليه
:الحقيقة كل اللي عندها وبتشتكي منه هي أعراض اضطراب طيف التوحد ..بس طبعا الأعراض دي مش كفيله لأن البنت لسه صغيرة فا مش متأكدين كفايه ..لازم تكمل السنه علي الأقل عشان نعرف كويس ..مع أن الأقل الأعراض كلها بتقول انها اضطراب الطيف
علي بتوتر
:مش فاهم برضوا يا دكتور ..حضرت شاكك في ايه
:البنت احتمال يكون عندها توحد
.....
مروه كانت بترص الأكل علي السفره وهي مستعجله
خصوصا وهي سامعه واحد من ولادها بيعيط
بصت بسرعه عليهم لاقت حمزه هو اللي بيعيط عشان حبيب اخد منه لعبته
مروه بتعب
:هو كل اللي عندهم تؤم بيكون متعبين كده ..انا خلاص هسلم نمر قريب..
سكتت وبصت لنفسها بأستغراب
:هو انا من أمتي بتكلم كده ..بقيت اتكلم زي بتوع النت من كتر فرجتي عليه ..لازم اقلل فرجه عليه
رصت بقيه الأطباق بسرعه وجريت علي الولدين تشوفهم وبصت علي غالية لقيتها بتتفرج علي التلفزيون
في الوقت ده عاصم دخل وشاف مروه وهي ملبوخه
بالعيال
كان هيروح ليها بس حس بحاجه بتتعلق في رجله
ضحك من غير ما يبص وهو متوقع اللي بيعمل كده ..ومين غيرها اميرته الصغيره
شالها علي ايده وباسها بحب وغالية بادلته البوسه وهي بتتكلم بطفوله
:بابا وحشتني..جبت حاجه حلوة
عاصم بضحك
:وحبيبه بابا وحشته وبابا جاب ليها احلي حاجه حلوه
خرج من جيبه شوكلاته واداها لغالية اللي احتفلت بطريقتها الطفوليه
بعدها وجه نظره لمروه اللي لاقاها شايله حبيب وبتلاعب حمزه اللي في الأرض وبصاله ببسمه
عاصم قرب منها وباس خدها بحب ويسأل عن أخبارها واخبار العيال
مروه بحب
:دول حبايبي دول ..مش بيعملوا حاجه ابدا غير
لسه هتقرب علي عاصم حست بدوخة وكانت هتقع من طولها هي وشايله الولد لولا انها اتسندت علي العفش جنبها
عاصم قرب عليها بسرعه واخد الولد سنده في الارض جنب اخوه وسأل بقلق
:مالك يامروه ...حاسه بايه ..في أين بيوجعك
مروه ابتسمت وهي بتعلق
:مفيش حاجه خالص يا عاصم ..انا بس دوخت شويه محصلش حاجه..اكيد لاني مكلتش من الصبح ..او يمكن من الجري ورا العيال ..حاجات عاديه يعني متاخدش في بالك ..دلوقتي اكل
وابقي كويسه
عاصم بقلق
:متأكده
:ايوه طبعا متأكده..انا عارفه نفسي متقلقش
.....
بعدها بكام يوم مروه اتأكدت أن العيال نامت وبقت تنومهم في اوضه واحده كلهم ..خصوصا إن الاولاد بقو داخلين علي السنه خلاص ..وغالية قربت تكمل تلت سنين
كانت بتحضر نفسها عشان عاصم طالبها بحقه الشرعي
كانت لابسه بيجامه ساتان نبيتي وفارده شعرها وحاطه مكياج
كل ده وعاصم متابعها وهو ساند رأسه بايده علي السرير ومستنيها تخلص
مروه ابتسمت لانعكاسه في المراية ووقفت براحه وقربت منه
لكن مره واحده حست توازنها اختل ووقعت من طولها في الارض وهي صاحيه
عاصم قرب عليها بخضه وقومها بسرعه وهو بيسأل بهلع
:حصل ايه ..وقعتي ليه يا مروه ..رجلك اتشنكلت في حاجه او جالك شد عضل
مر ه بلعت ريقها وهزت رأسها بمعني لأ وهي بتوصف اللي حست بيه
:لا ..انا بس حسيت مره واحده الدنيا لفت بيا ورجليا مش شيلاني ..حتي الأرض كنت حاسه إني بدوس علي هوا عشلن كده حسيت إني مش قادره أقف ووقعت من طولي
عاصم ساعدها تقف واخدها قعدها علي السرير وقعد قصادها وهو بيتكلم بقلق
:دي مش أول مره تدوخي وتقعي كده ..انا لازم اخدك دكتور واطمن أن مفيش حاجه
مروه كالعادة اتكلمت بلا اهتمام بنفسها
:لا لا انا كويسه محصلش حاجه لده كله ..انا بس يمكن النهارده عشان تعبت شويه في شغل البيت زوو
عاصم بجدية
:لأ يامروه الموضوع مش موضوع خدمه ..انتي طول عمرك بتشتغلي علي طول بتجري ورا العيال..الموضوع ده مش لازم نتهاون فيه أبدا...
مروه بأصرار
:يا عاصم انا كويسه صدقني ..دوخه وهتروح لحالها متقلقش
عاصم بحسم
:مروه الموضوع منتهي ..بكره هاخدك للدكتور عشان نعرف في ايه ...انا.مش هتهاون في حاجه تخصك انتي والعيال
مروه هزت راسها وعرفت أنه أصر وكملت الليلة معاه وتاني يوم وقت العصريه كان عاصم جه من شغله واتغدي وغير هدومه وارتاح شويه
كان فاضل حوالي ساعه علي المغرب لما عاصم طلب من مروه تلبس عشان يروحوا يكشفوا لأمه حجز عند الدكتور
مروه بطيبه
:مكنش فيه داعي يا عاصم...يعني دلوقتي هخرج انا بتلت عيال ومش هنقدر عليهم ..خلينا احسن ولو الدوخه دي اتكررت تاني نروح ساعتها لدكتور
عاصم بحسم
:مروه الموضوع مفهوش فصال..البسي لو سمحتي خلينى نروح نكشف عند الدكتور ..والعيال متقلقيش عليهم ..انا كلمت الحاجه سميه وهي زمانها جايه عشان تاخد بالها منهم واحنا مش هنتأخر
مروه هزت راسها بغلب وراحت تلبس
في الوقت ده الحاجه سميه كانت وصلت واتفقت مع عاصم تخلي بالها من الأولاد ووفروا ليها كل اللي ممكن تحتاجه ليهم
عاصم بعد فتره كان في عيادة الدكتور ومستني دوره لحد ما دخل
بعد ما الدكتور سمع الأعراض اللي بتشتكي منها مروه طلب يكشف عليها وبعد كشف دقيق طلب أشعه وتحاليل والاتنين يجو بعد ما تظهر وساعتها ممكن يحد مروه بتشتكي من إيه
.....
بعد عشر أيام
عاصم بص للدكتور وقلق من ملامح وشه اللي مش متفسره وسأل
:خير يا دكتور الأشعه والتحاليل بتقول ايه طمني
:للأسف سرطان
يتبع.....