رواية الم بدون صوت الفصل الثالث العشرون 23 بقلم خديجه احمد

   

رواية الم بدون صوت الفصل الثالث العشرون 23 
بقلم خديجه احمد



يوسف

بعد وقت قليل
النوم غلبني…
وكان النوم جنبها غريب
هادي… ودافي… ومريح بشكل مش مفهوم.

مش عارف عدّى قد إيه
بس صحيت فجأة على شهقة عالية.

نور!

اتعدلت بسرعة، قلبي وقع.
كانت قاعدة ومخضوضة، نفسها عالي
والعرق مغرق جبينها.

قلت بقلق واضح:
– انتي كويسة؟

هزّت راسها وهي بتحاول تظبط نفسها:
– كابوس…

قومت فورًا:
– ثانية أجيبلك مايه.

رجعت بالكوباية
وقعدت جنبها، بهدوء
وطبطبت على ضهرها لحد ما هديت
اديتها الكوباية… شربت شويه
واتنهدت:
– شكراً…

ولما رفعت عيني عليها…
اتوترت.

كانت من غير الطرحة
وشعرها سايب، واقف حواليها
وشكله لسه خارج من كابوسها.

حسّيت بتوترها هزيت راسي بسرعة
وبعدت إيدي عن ضهرها بهدوء…
كأني بفوق نفسي.

قلت:
– حلمتي بإيه؟

لقيت عينيها بتلمع
والدموع بتتجمع:
– حلمت إني كنت في عربية مع ماما…
وحصلت حادثة.

 سألتها بهتمام
بحاول اشاركها خوفها:
– طب… مين كان سايق؟

مسكت دماغها من الوجع:
– مش فاكرة…
دماغي مصدعة…
حاسّة إن في حاجة ناقصه…
حاجة مهمة… ومش فاكرة هي إيه.

أنا شخصيًا ماكنتش فاهم حاجة
بس قلبي اتقبض.

قلت لها بنبرة هادية ومطمئنة—نبرة عمري ماهستخدمها مع حد غيرها:
– استني… أجيبلك مُسكّن.

وقمت وأنا كل تفكيري:
هي ناسية إيه؟
وليه الكابوس بالشكل ده؟

ولو ده حلم…
يبقى الحقيقة شكلها عاملة إزاي؟

قولت لنفسي يمكن الكابوس ليه علاقة بمامتها…
يمكن فعلاً حصل لهم حادثة،
وهي لحد دلوقتي موجوعة من الذكرى.
معرفتش أسأل…
حسّيت لو ضغطت عليها هزود وجعها بس.

رجعت بالمسكن،
اديتهولها وشربت ميّه تاني،
وبعد دقايق كانت مغمضة عينيها…
النَفَس بدأ يهدى شوية بشوية،
ولمّا اتأكدت إنها نامت،
فضلت قاعد جمبها.

مش قادر انام…
ولا قادر أبعد.

كنت ببصلها وهي نايمه
كأنها طفله صغيره كانت تايهه
ولقت أخيراً حد يطمنها…
حد يقعد جنبها لحد ما النوم يشيله.

ويا ريت قلبي كان هادي زي شكلي…
بس الحقيقة؟
أنا كنت مرعوب عليها
ومش قادر أفهم ليه وجودي جمبها
بيخليني حاسس…
إنها أماني وأنا الأمان بتاعها.
__________________

أدهم

صحيت
لـقـيـت الـسـريـر فـاضي!
يوسف مش جمبي!!

أنا؟
اتنفضت من مكاني زي اللي صحى على إنذار حريق.

جريت أدور عليه في كل ركن
الصالة؟ فاضية
المطبخ؟ ولا ريحته
البلكونة؟ مفيش

لحد ما وقفت قدّام أوضه نور…
والباب مقفول.

(آه… أكيد دخل!
هو مش قادر يعدّي نص ساعة بعيد عنها ولا إيه؟
يا ابني دا نوم مش جواز!)

غيرت الرحمة من قلبي
وقعدت أخبط على الباب
زي المخبرين لما يمسكوا تاجر مخدرات.

– يوسف!! افتح يا ابني!

بعد شوية
الباب اتفتح
ولقيته واقف…
شعره منكوش
وعنيه نص مفتوحة
وشكله لسه صاحي.

وأنا الدم مغلي لدرجة
كنت سامع "تسسسس" من وداني.

قلتله بصوت مليان عصبية:
– بتعمل إيه ف أوضه أختي؟

رد عليا
بضحكة مستفزة
النوع اللي يخلّيك تفكر تعمل جريمة وتقول: "ما هو اللي استفزني".

وقال وهو بيعدل هدومه:
– تقصد مراتي؟
تفتكر ممكن أكون بعمل إيه؟ بنلعب شطرنج؟

وبمنتهى البرود
خرج
واتجه ناحية الحمّام
ولا حتى بصّ عليّ
كأني هوا!

وأنا…
كنت حرفيًا
حاسس النار طالعة من وداني
زي التنين.

الواد دا…
ناااقص يفقعلي مرارتي بس.

قعدت في الصالة مستني نور
قلقان…
متوتر…
وعقلي بيجيب سيناريوهات مالهاش لازمة.

لحد ما خرجت.

أول ما شُفتها
قربت منها بسرعة
وقعدتها على الكنبة
وعنيا بتسأل قبل لساني:
– جه جمبك؟
قربلك؟
ضايقك؟
قوليلي؟

هي ضحكت…
ضحكت!
وأنا كنت هتشل.

قالت بهدوء:
– متخفش يا أدهم…
هو بس معرفش ينام منك امبارح
ف جه ينام في أوضتي.
مينفعش أسيبه في الصالة برضه.

بصتلها بضيقة وعيوني مضيّقة:
– برضه… انتي ناسيه انتوا متجوزين ليه؟

اتغير وشها…
وكأن الكلام خبطها.
تنهدت وقالت:
– عارفه يا أدهم…
بس برضه…
المفروض يكون في بينا مودة.

ساعتها حسّيت إني ضايقتها.
اتكسرت جوايا حاجة كدا
وسكت…
ومعرفتش أرد.

_____________

نور

حضرت الفطار 
وقعدنا نفطر مع بعض.
القعدة ما فضلتش هادئة.
الشد والجذب بين يوسف
 وأدهم كان واضح.
قلبي بيتقلب بين التوتر 
والضحك وأنا شايفة كل حاجة.....

بعد الأكل، قال أدهم إنه هياخدني أخرج.
يوسف أصر إنه ييجي معانا.
ضحكت بصراحة، ...  
شكلهم زي أطفال
 بيتخانقوا على لعبة.
كل واحد بيحاول يثبت نفسه، كل شوي بيجذب التاني.

لما وصلنا المكان، بدأ الجدال من جديد.
أدهم بيحاول يشيل الشنطة، يوسف بيقفله الطريق.
أنا واقفة في النص، قلبي يدق بسرعة.
ضحكت وأنا بحاول أخفف الجو، بس كله عبث.

مين هيدفع؟ مين هيجيبلي حاجة أحلى؟
كل واحد فيهم عايز يثبت إنه الأهم بالنسبة لي.
حسيت بالحرج شويه، لكن كمان كان في طاقة ضحك غير متوقعة.
القلق والتوتر ممزوجين بالمرح والغضب في نفس اللحظة.

أدهم بيبصلي بعينيه الدافئه، وبيحاول يهدي الموقف.
يوسف، من ناحيته، ساكت، بس واضح عليه الانزعاج.
أنا مش عارفة أضحك ولا أزعل، قلبي بين الأمان والارتباك.

رجعنا.
كان يوم جميل.
أيوه، كان فيه دوشة بين يوسف وأدهم،
بس في نفس الوقت اليوم كان تحفة.

يوسف دخل الأوضة، عشان يسيبلي مساحة أنا وأدهم.
قررت أسأل أدهم عن حاجة شاغلة بالي:
__أدهم، كانت في حاجة عايزه أسألك عليها.

بصلي بتركيز، مستني أقول.
كملت بتوتر: 
__بابا ف خناقة بينا… قالي إني السبب ف موت ماما.
تفتكر كان يقصد اي؟

رد عليا بتوتر.
أول مرة أشوفه في عينه…
وقال:
 __معنديش فكرة خالص.

وكمل بابتسامة كاذبة: 
__تلاقيه قال كده بس من العصبية، انتي عارفاه

رديت باستنكار: 
___بابا عمره ما كان كده غير بعد موت ماما.
بصلي…
عيونه كانت بتقول كلام كتير،
لكن لسانه!
لسانه كان مربوط



تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة