رواية ست الحسن الفصل الثالث والثلاثون 33 والرابع والثلاثون 34 بقلم امل نصر


رواية ست الحسن الفصل الثالث والثلاثون 33 والرابع والثلاثون 34 بقلم امل نصر



محسن كان بيعمر فى س لاحه لما دخل ” حربى ” يطمن عليه .. بعد ماسلم على والدته وسألها عنه .
حربى باستغراب : ايه دا اللى انت ماسكه فى يدك دا يابوى ؟! .
محسن : حربى !!! .. اهلا ياولدى .. انت ايه اللى جابك ؟! .
حربى : اللى جابنى انكم .. سيبتونى انا ورائف مع الزفت ” معتصم ” .. وماسألتوش تانى فينا .
محسن وهو بيرفع بندقيته ويقوم من مكانه وماشى خارج : معلش ياولدى هانت .. ان شاء الله .. الليله هاتتحل .. ان شاء الله .
حربى : هى ايه الحكايه بالظبط ؟! .. وانت معمر س لاحك ورايح فين ؟!!!
محسن بتفكير : طب تعالى معايا .. ما احنا اكيد هانحتاجك !!! .. وهاجولك على انت عايزه واحنا ماشين . عشان انا اتاخرت عليهم اساساً .
……………………………..
معتصم تعب اوى من الوضع اللى هو فيه .. وطاقته تقريبا راحت خالص فى الصريخ .. ولانه ماتعودتش عالسكوت .. بقى الصوت يطلع منه بالعافيه .
– يابوى تعبت يابوى … يابوى فكونى يابوى .. حرام عليكم .. حراام
رائف بشده : ماتسكت ياض انت ..صدعتنا .. خبر ايه ؟!
معتصم بتعب وصوت ضعيف : بجالى ليلتين مربوط وتجولى خبر ايه ؟! .. ماتموتونى احسن .. انا تعبت تعبت .
رائف بعصبيه : وانا اعملك ايه ياعنى ؟! .. لما اشوف “حربى ” هايجينى دا كمان .. ولا يهج ومايسألش زى جدى وعمامى .. اللى حتى مابيردوش على اتصالاتى بيهم ..
وبصوت واطى مع نفسه : و اما اشوف انا ايه اخرتها !! .
……………… …………
دخل ” عبد الرحيم ” القصر من شباك المطبخ .. اللى كان مفتوح بفضل ” بلال” وبمجرد نزوله على الارض حمد ربنا وشكره انها جات على خير وانكتبله عمر جديد .. بعد ماكان بينه وبين الموت ثانيه واحده .

قبل قليل
بعد ماطلع ” بلال ” و” مدحت ” على الشجره العجوزه بجزوعها الناشفه وفروعها .. عبد الرحيم كان بيأمن السكه من الرجاله المرصرصه قدام القصر وبتحرسه .. وبعد ما اطمن بدخولهم .. اتصل ب” معروف ” صاحبه عشان يجى هو واللى معاه ويأمنوا المكان قبل ما يطلع هو كمان ويدخل القصر .. رد عليه ” معروف ” بالموافقه
لكن اللى حصل انه فى اثناء انتظار ” عبد الرحيم ” ل” معروف ” واللى اتأخر عليه .. فجأه حس بصوت خطوات خفيفه .. مسموعه بسبب فروع الشجر والورق الناشف المرميه فى الارض .. تبت على سلاحه وهو بيجهز نفسه للى جاى عليه وبيتسحب .. وكأنه بيجى عالسيره .. بلع ريقه بصعوبه وهو شايف الديب بيقرب منه وبيكشر بأنيابه ..
الس لاح فى ايده ولو ضرب عليه بالرصاص .. قادر يموته .. لكنه بكده هايتفضح امرهم .. بقى يرجع بهدوء ودا كمان بيقدم عليه بهدوء الوحش اللى بيقرب من فريسته .. فضل كده ” عبد الرحيم ” يرجع بضهره والديب بيقدم عليه لحد اما ضهره خبط فى شجره .. ساعتها قرر انه يواجه الموت وهو ونصيبه .. وفى وسط اللحظه العصيبه دى .. وصل ” معروف ” واللى مكانش واخد باله وهو بيكلم ” عبد الرحيم ”
– خلاص ياعبد الرحيم .. انا وصلت والجماعه جاين اهم وراا……..ماقدرش يخلص كلامه وهو شايف المسافه بين وبين الديب قريبه اوى .. ودا اللى شجع الديب انه يغير وجهته .. من ” عبد الرحيم ” ل ” معروف ” .. اللى فى ثانيه لقى الديب هجم عليه .. ودراعه بقى .. بين انياب الديب الحاده والقويه وهو بيقاوم

هجم” عبد الرحيم ” على راس الديب .. يضرب عليها بالبن دقيه بعزم مافيه .. و” معروف ” كمان يقاوم وهو بيكتم صرخته .. ولحسن الحظ باقى مجموعته وصلوا عالصوت وبقوا يضربوا فيه مع ” عبد الرحيم ” وبصعوبه شديده قدروا ينقذوا دراع ” معروف ” بعد ما اتكسر من انياب الديب اللى كانت مغروزه فيه .. و قدروا اخيرا يسيطروا عليه ويسيبوه قتيل .
بسرعه ” عبد الرحيم ” قلع شملته ولف بيها دراع ” معروف ” اللى مكانش قادر يتحمل الالم الرهيب
ودراعه بينزف الدم بغزاره
عبد الرحيم : احمد ربنا اللى جات على كده .. ياللا ياشباب .. خدوه بسرعه عالوحده الصحيه .وانت يا “منعم ” انت و” سعد ” امنوا المكان هنا .
جريوا الشباب ب” معروف ” ينقذوا دراعه و “عبد الرحيم ” طلع بسرعه عالشجره لجل ما يدخل القصر من شباك المطبخ .
……………………………………………
اللحظه دى ماكنش مخطط لها .. كل اللى كان فى دماغه انه يخرجها من القصر الملعون ده ويروحها مع اختها ..وبعدها يتمم الخطوبه والجواز .. لكن اللى حصل .. انه بمجرد رؤيتها ماقدرش يسيطر على نفسه ولا حتى افتكر الاعراف والتقاليد .. هى كده جات من غير تفكير .. نسى كل تعبه ونسى الظرف اللى هما فيه .. وهى فى حضنه وبيشم ريحتها .. وكأنها اكسير الحياه بالنسباله .. او الجنه نفسها .. اللى لو بأيده مايخرجش منها ابداً .

هى بقى الصدمه لجمتها .. ولسانها عجز عن الكلام لما لاقت نفسها فجأه فى حضنه .. وطايره عن الارض وهو بيوشوشها بصوت دافى وعميييق اوى فى ودنها ..
– وحشتينى .. وحشتييييينى جوى جوى ياعمرى .. ياكل دنيتى .
– خلاص ياعم …. سيبها بجى
دا كان ” بلال ” اللى فوقه وهو بيشد فيه ويكلمه بصوت واطى وعصبى .
– مش وجته دلوك ياعم انت .. باه
سابها وهو بيتشرب تفاصيلها .. بشوق مكتسح مشاعره كلها ..و اللحظه اللى فاتت منقصتش .. لا دى زودت اكتر .. ومع ريحتها اللى بقت فى هدومه ونظرتها ليه بخجل ووشها اللى بقى احمر من كتر الكسوف .. بقى هايتجنن .
بلال : فوج يا ” مدحت ” وركز معايا .. الله يرضى عنك .
هز له بدماغه يوافقه على كلامه ….. وبلال كمل مع البنات : وانتوا بسرعه ياللا البسوا تحاجيبكم خلينا نطلع بيكم .
بدور بفرحه مش سايعاها وهى بتلف حجابها : حمد الله عالسلامه . ياواد عمى .
بلال بضحكه بشوشه : الله يسلمك يا “بدر البدور” .
نهال كمان وهى بتلف حجابها وبكسوف شديد بعد موقفها مع ” مدحت ” : الحمد لله انكم جيتوا ..
وحمد الله على سلامتك يا”بلال ” ياواد عمى .

بلال بفرحه وعينه على الاتنين .
— بسم الله ماشاء الله .. انتوا الاتنين بجمالكم وحلاوتكم دى تفتنوا بلاد … صحيح خلفة ” نعمات ” ..
ايه بتبصلى كده ليه ؟! .. يكونش غيران كمان .
قالها ل ” مدحت ” لما شاف نظرته
مدحت بتريقه : لا ياعم اغير ليه ؟ .. دول حتى كد عيالك
بلال بغيظ : ااه يابن ال .. حسابك بعدين .. المهم يابنات .. انتو هتطلعوا معانا على طول .. من غير ولا صوت والحمد لله “عبد الرحيم” وصل حالا .. وهيأمن السكه ياللا بجى بسرعه .
قال الاخيره بعد ماشاف الرساله اللى بعتهاله عبد الرحيم فى الفون
…………………………….
” عيسى ” و” عبد الناصر ” كانوا قعدين مقرفصين وبيقلبوا فى الديب اللى قدامهم وهما شافينه ميت وراسه مدشدشه .
عيسى : تفتكر مين يا” عبده ” اللى عملها ؟! ..وجدر يوصل هنا من الاساس .
عبد الناصر : ما انت سألت الرجاله .. وجالولك .. محدش فيهم ناجص .. يبجى مين ؟
عيسى : دا اكيد واحد جلبه ميت اللى جدر يوصل هنا وكمان يجتل ديب .
عبد الناصر : ومين اكدلك انه واحد .. مش يمكن اكتر !!

عيسى وهو بيقوم مفزوع
– طب يالا بينا بسرعه .. مانسيبش مكانا فى الجصر وتعالى معايا ننبه على الزفت اللى اسمه ” متولى ” يبعت رجاله يفتشوا عن اى حد غريب عنينا .. فى كل النواحى
………………………
خرج ” بلال ” من اؤضة البنات لقى ” عبد الرحيم ” واقف بسلاحه وعينه عالباب.. وبيشاورلوا عشان يتحرك .. بلال على طول فتح باب الاؤضه للبنات .. عشان يخرجوا .. فبقى “بلال “فى المقدمه و ” نهال ” و ” بدور ” فى الوسط و” مدحت ” وراهم وماسك سلاحه كمان …
ولان المكان مش غريب على “بلال ” فخدهم لناحية السلم اللى بيوصل للبدروم
وعبد الرحيم بسلاحه كمان وراهم وبيأمن الخروج .
فوجى” بلال” بمجرد نزوله البدروم من كميه التوابيت اللى فى الارض والاثار الكتيره
بلال : بااه ..كل دى اثار .. خبر ايه ياهاشم ؟! …. دا انت بتاجر فى كله بجى .
بدور : حمد لله ربنا نجانى من جرشه الحرام .. هو وولده ابو دم يلطش .
مدحت ل ” بلال ” : اهم حاجه دلوك .. هانطلع منين ؟!!
بلال وهو بيشاور بايده : تعالى .. خدهم على ممر طويل يوصل لباب حديد
مدحت : واحنا بعد مانطلع منه هانروح فين ؟!

بلال وهو بيحاول فى يفتحه : احنا هانطلع من هنا وعلى سكتنا طوالى .. عشان نوصل للطريج الزراعى .. امال انت فاكر” حسين العربى” كان بيطلع المخدرات والسلاح من باب الجصر الرئيسى .. عشان هنا السكه تمام معاه .. وصاحبك هاشم .. اكيد ماشى على النظام الجديم .. باااه الباب دا مزنجر جوى .
مدحت : استنى اجى اساعد معاك .
عبد الرحيم : خليك انت مكانى يادكتور وراجب .. انا هاجدر مع ” بلال ” دا احنا ياما فتحناه
نهال باندهاش : ليه ماكنتوش بتخافوا من العفاريت .
بلال ضحكه : عفااريت … دا احنا نفسنا كنا عفاريت !!
……………. ……..
ياسين وولاده كلهم وشباب من العيله واثقين فيهم كانوا واقفين بعربياتهم على جنب فى الطريق الزراعى .. مستنين اشاره من ” بلال ” .. لو الامور اتطورت .. هايهجموا بس لاحهم ولو عدت على خير .. اهم منتظرين البنات عشان ياخدوهم ويامنوا رجوعهم .
راجح : عوجوا جوى يابوى
سالم : هانت ياخوى .. ولدى توى باعت رساله .. بيطمنى عالبنات وهما خلاص جربوا يطلعوا من الجصر الفقر ده
عبد الحميد : ربنا ان شاء الله هايسترها معانا .. احنا عمرنا ما اذيناش حد .
حربى : بس لو كنتوا جولتولى من الاول وريحتونى
ياسين : ايوه عايزنا نجولك عشان تخلص على ” معتصم ” .. ماعرفكاش انا ياك مجنون

سالم : هو بس اللى مجنون .. واللى جاعد فى العربيه دلوك ده عاجل يعنى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
……………………….
بلال بفرحه لما اخيرا الباب اتفتح : اخيرا اتفتح ياللا يابنات ياللا
خرج الاول ” مدحت ” بسرعه وبعده البنات وبعده ” بلال .. لكن للاسف بمجرد خروجهم لقوا ” عبد الناصر ” مثبت الب ندقيه فى وشهم …
– على فين ياوحش .. وواخد الحلوين معاك .
مدحت وهو بيكتم غيظه : بعد عنينا .. احنا مش عايزين نأذيك .
عبد الناصر : لا انا عايز اتأذى .. نزل س لاحك انت وهو .
بلال : بعد ياض انت احنا مش ناجصينك .
عبد الناصر : هو انتو فاكرينا هبل !! … ماكنش عمدتكم اختارنا مخصوص وجابنا من بلادنا وامنا على الجصر دا واللى فيه .
– بعد عنيهم بدل مااخلصلك عليه ..
قالها ” عبد الرحيم ” وهو مثبت ” متولى ” وحاطط السلاح على رقابته .. اللى لاقاه بالصدفه فى المكان .. بعد ما نزل يطمن على مخازن العمده .
عبد الناصر بكل بساطه وهو بيضرب من بن دقيته على رجل ” متولى ” : طب اها .. تحب اجيبها فى جلبه كمان
نزل ” متولى ” عالاض يصرخ : ااه …الله يخرب بيت ابوك … انت ماعندكش عزيز واصل .

عبد الرحيم وجميعهم اتخضوا من الغبى ده اللى ضرب بكل سهوله على ” متولى ” .. وباينه هاييوظ كل عملوه وبحركه جريئه … “بدور” حبت تلهيه .
– استاذ ” عبده ” ممكن تسيبنا نروح .
عبد الناصر باستغراب وبضحكه : استاذ !!! …. و” عبده” كمان وا……..
ملحقش يكمل .. ودا لان” منعم ” و” سعد ” اللى كانوا مستنين خروجهم .. الاتنين هجموا عليه من ضهره ..
واحد حضنه من الخلف وكتفه بايديه الاتنين والتانى سحب البندقيه .
– اجرى يا” مدحت ” عالطريج دا طوالى .. انت والبنات بسرعه .. جبل ميجى صاحبهم التالت .. تلاجيه بيلف حوالين الجصر كمان ويدور علينا . ولا يجى حد من الحرس بس لاحهم .. وانا هاتصل بابويا يتلجاكم على اول الطربج
قالها” بلال ” وهو بيتصل فعلا .. و “عبد الرحيم ” هجم معاهم على ” عبد الناصر ” عشان يسيطروا عليه
……………………………..
نهال و”بدور” كانو بيجروا و”مدحت “وراهم بيامن بالسلاح وعينه رايحه جايه فى كل حته حواليهم عشان يحميهم من وحوش الصحرا .. حيوانات كانوا او بشر .. وقبل مايعدوا نص الطريق لقوا عربية ” حربى ” قدامهم ومعاه ” عاصم ” اللى اصر يجى .. رغم تعبه .
-” بدور ” كانت اول واحده تدخل العربيه .. شهقت بخضه اول اما شافته

عاصم بضحكه : حمد لله عالسلامه ؟
بدور بضحكه هستيرى وهى مش مصدقه نفسها
– حمد الله على سلامتك انت
وبعدها ركبت ” نهال ” جمبها و” مدحت ” ركب قدام
مع “حربى ”
وبمجرد وصول العربيه عند ” ياسين ” وعمامهم .
الب نادق اللى كانت متعمره .. استعداداً لاى فشل فى خطة ” بلال ” .. بقت تض رب نار فى الهوا احتفالا برجوع البنات .
راجح ” وهو حاضن الاتنين .. دموعه نزلت غصب عنه .
ياسين بفرحه : ولزمتها ايه بس الدموع دى ؟! .
عبد الحميد : سيبه يابوى .. دى دموع الفرح .. ربنا مايجيب حزن ولاجلج تانى
مدحت وكأنها جاتلوا عالطبطاب
– ايوه يابوى احنا عايزين فرح .. والنبى نفسنا نفرح
ولا ايه ياعمى ؟! .
نهال اللى كانت فى حضن والدها اتكسفت وخبت وشها فى حضن ابوها و” بدور ” عينها راحت على ” عاصم ” اللى غمز لها بعينه وهو قاعد مكانه فى العربيه .
ياسين اللى ملاحظ كل شارده : عال عال ياولاد الفرطوس .
……………………..
وعند ” بلال ” واصحابه بعد ماكتفوا ” عبد الناصر ”
وسيطروا على حركته بحبل من المخزن . وكتمه بقه بحتة قماش عشان مايطلعش صوت .

بلال ل” متولى ” : عاجبك منظرك كده وانت ممكن تروح فيها وتدفن هنا فى الجبل من غير تمن .. هاينفعك ساعتها العمده .
متولى بالم : حن عليك يا ” بلال ” ياولدى .. وادينى المستشفى او الوحده حتى … رجلى هاتروح منى ياناس .
بلال : معلش بجى وسامحنى لانك مضطر تستنى نصيبك
عبد الرحيم : طب واحنا هانستنى ايه تانى كمان ؟! .
بلال : مش هانستنى كتير .. عشان خلاص جه وجت الحساب
منعم : حساب ايه ؟!!!!!

يتبع…❤️

رواية ست الحسن الحلقة الرابعة والثلاثون
كان الوقت قْرب الفجر بالظبط .. لما جرس البيت عند العمده ” هاشم ” كان بيضرب باستمرار بدون انقطاع .. مع ضرب عالباب بهستيريا .
– ياساتر يارب .. دا مين اللى هايجينا كده جبل الفجر .. خلاص الدنيا طارت مش جادرين يصبروا على ما النهار يطلع .
قالها العمده وهى قايم من فرشته مفزوع وبيلف عمته على دماغه
انتصار اللى قامت مفزوعه كمان على الخبط
– تلاجى فيه نصيبه حصلت .. فى البلد الفجريه دى .
هاشم بتكشيره وهو بيفتح الباب وخارج
– نصيبه !!!! …. كده فى وش الفجر .. الملافظ سعد ياست ” انتصار ” .
انتصار : سعد ولا حسين .. انا جايه معاك .. اشوف مين ؟!
-معتصم !!
قالها ” هاشم ” بدهشه بعد خروجه . لما اتفاجأ ب” معتصم ” وهو داخل بيجرى .. بعد مافتحتلوا ” فوقيه ” الخدامه باب البيت
انتصار بصرخه وهى بتجرى على ابنها
– ولدى !! …… ياحبيب امك ياغالى .
معتصم وهو بيعيط فى حضن والدته : تعبت جوى ياما تعبت جوى .. انتوا ماكتوش بدوروا عليا ولا ايه ؟
انتصار وهى بتوس فيه وتحضنه بلهفه وشوق .
– عملوا فيك ايه ياحبيبى .. جولى ياغالى وانا همررلك عيشتهم ”
معتصم بعياط : بهدلونى ياما .. انا بجالى يومين مربوط زى البهيمه .. صح هو كنتوا عارفين وسيبتونى ليهم ياما ؟! .
قال الاخيره بصرخه .. ” انتصار ” اتخضت ومعرفتش تجاوب …لكن الرد خرج من ” هاشم” اللى كان واقف متسمر مكانه ومتنح .. بسؤال .
– انت جيت كيف ؟!!…. هربت يعنى ولا ايه؟! .
معتصم بانفعال : حربى اللى دخل عليا دلوك .. فكنى وجالى غور روح عند ابوك وامك !

هاشم بصدمه : حربى !!!
انتصار بدهشه وهى بتكلم ” هاشم ” : هو ” ياسين ” عجل وخلاص وافج على الجواز ولا ايه ؟! .
من غير مايرد عليها ” هاشم ” المصدوم .. خرج فونه من جيب الجالبيه واتصل على ” ياسين ” .. اللى باينه كان مستنى المكالمه .. لانه فتح على طول .
ياسين : الو .. اهلا يا هاشم وحشتنى ياغالى .
هاشم بصدمه اشد : هو انت مالك ياحج ” ياسين ؟! .
ياسين بانشكاح : واه .. كيف انا مالى ؟! .. هو انا لما ارجعلك ولدك حبيبك ابجى اجنيت يعنى ؟! .
هاشم على نفس وضعه
– طب يعنى على كده ؟! …اا انت وافجت بجوازة الواد والبت !!
ياسين بضحكه مجلجله : ايوه امال ايه … دا انا حته باعتلك زياره دلوك .. مجدم للنسب الغالى ياغالى .
هاشم وهو بيحاول يستوعب : زياره !!!! … مش لما نكتب الاول ولا……
– ياحضرة العمده .. ياحضرة العمده .
هاشم بعصبيه وهو بيرد على ” فوقيه ” الخدامه .. اللى قاطعته فى الكلام
– مالك يابت عايزه ايه ؟! .
فوقيه وهى بتنهت : فى ضيوف وعايزينك ضرورى .
هاشم : ضيوف مين كمان عالصبح ؟! .
– احنا ياعمده .
قالها الظابط ” ياسر “وهو داخل من غير استئذان
هاشم مستغرب : اهلا بسعادتك ياباشا .. بس يعنى انت داخل بالعساكر فى جلب بيتى ! … مش تستنى لما ادخلكم المندره الاول ! .

ياسر بجديه : تدخلنا فين ياعمده ؟! … احنا مش جاين نضايف .. احنا جايلك انت .. عشان كمية القضايا ..اللى مستنياك .. من تهريب اثار وزراعة بانجو وحشيش . وخطف للبنات .. لستة الجرايم بتاعتك كبيره اوى ياعمده .
هاشم وبدا يستوعب : اااه … بجى هى دى الزياره اللى جال عليها ” ياسين ” .. دا كلام كدب ياسعادة الظابط .. دا ” ياسين ” وعيال ولده بيتبلوا عليا .. انا راجل الحكومه وشريف .
ياسر بضيقه : ياعمده .. خلص ياللا .. رجالتك قبضنا عليهم واعترفوا بكل حاجه .. خلى كلامك دا بقى للمحامين .. اللى هايترافعوا عنك .. انت وابنك .
انتصار خبطت على صدرها و” معتصم ” صرخ
– اييييه ؟!……وانا مالى كمان باللى عملوا ابويا ؟!.
ياسر وهو بينفخ : بقولك ايه انت كمان .. البلطجيه اللى شاركوا معاك فى ضرب ” معتصم ” قبضنا عليهم وساعتك كمان لقيناها ضمن الادله . خلصونا بقى . . انا هافضل اشرحلكوا كده كتير .. ياللا ياعسكرى انت وهو خدوهوم عالبوكس
انتصار قعدت تصرخ بحسها العالى على ابنها وجوزها اللى بيتجرجروا قدامها بأيدين العساكر .. والعمده كان بيلعن ويشتم فى ” ياسين ” … و ” معتصم ” بيصرخ
– دا انا ملحجتش اريح جسمى ولا اسبح حتى .. يابوى .. ياماااا…. ياماااااا.
…………………………..

ياسين وهو بيقفل الفون .. بعد ماسمع كل اللى حصل مع العمده والكلام اللى قالوا … وبنفس عميق بيعبر عن الراحه : الحمد لله .
سالم : خلاص جبضوا عليه بابوى .
ياسين : هو وولده والبركه فى الشباب .. ربنا يحفظهم ويبارك فيهم
قالها ” ياسين ” وعينه رايحه على احفاده الشباب
عبد الحميد : احسن حاجه انكم خلصتوا كل حاجه عالسريع .. عشان مايجملوش جومه تانيه
محسن : بس الصراحه وجود ” بلال ” عمل فرق معانا .
بلال : وانت الصادج ياعمى .. معرفتى السابجه بالجصر .. هى اللى سهلت عليا الدخول والطلوع منه .. على رأى المثل .. البيت اللى مافيهوش صايع حجه ضايع
محسن : ايوه يا خوى دا انت كنت عفريت وانت صغير .. وسبحان من خلاك عجلت .
سالم : وحتى لو مافيش ” بلال ” برضوا كنا هنلاجيلها صرفه .. عشان احنا ربنا واجف معانا وعالم بحالنا .
راجح : اه والله .. دا انا روحى اتردتلى لما رجعوا البنته لحضنى .. ربنا مايحرج جلب حد على ضناه يارب .
ياسين وعينه على الشباب : مالكم ساكتين .. ماحدش سامعلكم حس يعنى ؟!.
رائف : هانجول ايه بس ياجدى .. الحمد لله اننا جدرنا نجيب حج ” عاصم ” .

عاصم وهو ساند عكازه جمبه : بس انا كنت عايز اجيب حجى بيدى
سالم : وااه يا ” عاصم ” .. هو احنا لما نسلم المجرمين اللى ضربوك للحكومه .. دا ينجص منك .
حربى : لا وايه .. الجريمه ثابته ثابته على ” معتصم ” بشهادة ” عاصم ” والساعه دليل عليه .. واعتراف البلطجيه .. لابساه لابساه يعنى .
ياسين : الحمد لله .. ياللا بجى .. عايزين نرتاح شويه .
مدحت : لا ياجدى استنى .. جبل مانجوم .. عايزك تفتح موضوعى انا و…. ….
– بعدين يا ” مدحت ” . محدش فيه حيل للكلام دلوك .. خلينا نريح ولو ساعتين ياولدى
قالها ” ياسين ” بحسم وهو بيقاطع ” مدحت ” اللى فهم وهز بدماغه يوافق ” ياسين ” .. وبعدها كمل وهو قايم
– ماشى ياجدى .. طب انا جايم مروح بيتنا .. ياللا يا” رائف ” ياللا يابوى
ياسين : وتروحوا ليه بس ؟! .. ماخليكم بيتوا مكانكم عاالكنب الكتير ده .. وجضوا اليوم كله هنا .. وانا هانبه على ” صباح ” تتصرف لبيات البنته والحريم برضك .
بلال : والله عندك حج ياجدى .. انا مافياش حيل ارفع رجلى حتى .
ياسين : نام ياولدى .. عشان كمان تجيبلى صحابك وعبد الرحيم .. عايز اشكرهم بنفسى على تعبهم معاك واعملهم عشا يليج بيهم .

بلال : حاضر ياجدى اجيبهم .. هما يستاهلوا كل خير .. كفايه انهم عرضوا نفسهم للخطر .. دا احنا لولا الظابط ” ياسر ” جانا على اخر لحظه .. لكنا دلوكتى مدفونين من رجالة العمده والواد النصيبه اللى اسمه عيسى .
…………………………….
مدحت مكملش ساعه فى النوم ولقى عينه فتحت من صوت العصافير .. اللى كانت عامله سيمفونيه موسيقيه على اغصان شجرة الجميز الكبيره اللى راميه فروعها على المندره .. فضل شويه كده يتقلب عالكنبه .. عينه جات عالكنبه اللى قصاده بتاعة ” عاصم ” فلاقاه صاحى وبيبصله ويضحك .
قام معدول وهو بيبلبس نضارته
– بتضحك عليا صح ؟!
عاصم : اصل انا وانت بس اللى صاحين .. والعالم كلها حولينا فى سابع نومه .. دا غير الاصوات الى طالعه منهم .
ضحك ” مدحت ” وهو عينه بتلف على النايمين
– عندك حج .. بس انا بصراحه من زمان مانمت عالكنبه الناشفه دى .. والعصافير عامله جلبان كمان فى راسى .
عاصم : انا بجى ياسيدى .. تعبان من كتر النوم .. ونفسى اجوم بجى .. واجرى بالحصان العالى والف البلد كلها .
مدحت : هاتجوم ياواد عمى .. وهاتجرى بحصانك كمان .. هى بس مسألة وجت .

عاصم : يارب عجل بالشفا .. بجولك ايه .. ماتيجى معايا .. نشوف الحصان العالى ولا المهر الصغير
مدحت وهو بيضحك : اه والنبى .. احسن انا ودانى صدعت من الاصوات اللى بتزيد هنا دى .
………………………
خرج “عاصم ” وهو بيتسند على عكازه مع ” مدحت ” فى هدوء الصبحيه ونسايم الهوا النضيف .. اللى ترجع للنفس التعبانه صفائها وراحتها .
مدحت : ها سيدى هانجعد فين ؟!
– مش دى ” بدور” اللى جاعده هناك دى .
قالها ” عاصم وهو بيشاور بدماغه عليها وهى قاعده على كنبة جدها تحت شجرة العنب
مدحت وهو بيشب بدماغه عليها
– ايوه صح .. ودى ايه اللى صحاها الصبح بدرى كده ؟! . . تعالى بينا نروح نشوفها .
وعند ” بدور ” اللى شافتهم جاين عليها .. قامت منصوبه .. تستنى وصوله عندها .
عاصم بضحكته اللى اتعودت عليها .. اول اما قرب عندها
– صباح الخير
بدور بابتسامه خجوله : صباح النور .. انتو ايه اللى صحاكوا بدرى ؟!.
مدحت بضحك كمان : احنا اللى جايين نسألك انتى ؟! .
بدور بنفس الابتسامه : انا صحيت بدرى مع ” نهال ” .. حاكينا شويه وبعدين هى سابتنى تشوف المهر الجديد .. وانا جولت اجعد هنا .. استناها فى الجو الحلو ده .

مدحت بلهفه : نهال فى الاسطبل دلوك ؟!
بدور : ايوه
مدحت وهو بيقعد ” عاصم ” عالكنبه : طب اجعد انت هنا ” مع “بدور ” .. وتبجى تشوف الحصان العالى بعدين بجى .. سلام .
قالها ومشى على طول .. قدام نظرات الاستغراب الممزوجه بالابتسامه .من “عاصم ” و” بدور ”
عاصم : الواد باعنى فى ثانيه .. ولا اكنى كنت بتحدت معاه توى .
بدور : معلش بجى .. واد عمك وانت عارفه .
عاصم بمشاكسه : لا مش عارفه … تعرفيه انتى ؟! .
بدور : هاااا … كيف يعنى ؟!.
عاصم : ايه اللى ها …. انتى ماشيفاش واد عمك الدكتور الراسى .. اللى ضحكته كانت بحساب .. بجى كيف دلوكتى
بدور وهى بتضحك : كيف !!!
عاصم بضحكه ماليه وشه : كبرتى يا” بدور ” وبجيتى ترديلى .. ايه ماعدتيش تخافى منى .
بدور وضحكتها بتزيد : لا ماعدتش اخاف منك خلاص .
عاصم : خلاص .. ياخساره يا ” عاصم ” هيبتك راحت يازعيم .
هى ضحكت وهو كمل بسؤال
– الا جوليلى صح .. هو انت ايه اللى كرهك فى ” معتصم ” ؟! .. ليه فجأه جولتى مش طايجاه ؟! .
بدور : كان دمه يلطش .. وعاملى فيها دور الحبيب وعايزنى كمان اموت فى هواه .. واجولوا بحبك وكلام تانى كتير .

عاصم بعصبيه : وانتى جولتيلوا ولا جاوبتيه ؟! .
بدور وهى بتحرك راسها بالنفى بسرعه : عمرى .. ولا مره جولتهالوا .. اصل بصراحه كانت تجيله جوى على لسانى وانا مش حساها .
عاصم وبدأ يهدا شويه : صح يا” بدور ” .. مش بجولك كبرتى .. الحاجات دى مش بالكلام .. دى بتبان فى عنين الواحد ولا ايه .
بدور وهى بتضحك بكسوف : ايه !!!!!
……………………………
بمجرد مافتح باب الاسطبل ..عينه اتسمرت بانبهار .. وهو شايفها سانده بايديها الاتنين على السور الخشب القديم وشعرها الاسود الحرير بيطير بتمرد وهى سرحانه بهيئتها كالملاك .. فضل يقرب منها بهدوء وهو متاخد من جمالها اللى يسحر .. وهى مادريناش بوجوده اساساً .. استغل هو دا .. وجمب ودنها بصوت كانه همس : صباح الجمال .
شهقت مفزوعه وهى حاطه ايدها على قلبها .
– انت هنا من امتى ؟!
مدحت وكأنه مسحور : انا هنا من زماااااان .. اسير لجمالك اللى يفتن ويسحر
اتكسفت اوى من كلامه .. خصوصا وهى شايفه قربه منها .. فرجعت لورا تلم حجابها وتدارى شعرها .
مدحت : بتدارى شعرك ليه ؟!
نهال مستغربه : كيف يعنى ماداريهوش .. انت نسيت الاصول ولا الحرام والحلال .
مدحت بابتسامه خبيثه : حرام !!! . جريب جوى هايبجى حلال ان شاء الله .

نهال بنظره غامضه : انت متأكد !!
وكأنها ابطلت السحر اتنصب بطوله وهو بيكلمها .
– وهى دى فيها متأكد ولا مش متأكد .. انت مالك يا” نهال ؟!
رجعت بعنيها تانى ناحية المهر ووالدته قبل ماترد
– والله انت اللى جولت .. ولا مش فاكر لما جيبتلى .. “مها “خطيبتك الجديمه مثال !!
مدحت : وافرضى جيبت ” مها ” كمثل فى لحظة غضب .. دا معناه ان انتى زى ” مها ” .. او اللى عملتوا انا مع ” مها ” هاعملوا معاكى .
نهال : مش فاهمه .. يعنى ايه؟! .
مدحت : يعنى انتى حبيبتى .. وبنت عمى .. وماعندكيش مهرب منى .. غير بطلوع روحك او روحى .
بصت له بنظره مبهمه مين غير رد .. وبعدت تانى بعنيها عنه .. وبطرف ايده دور وشها ناحيته وعنيه كلها رجاء .
– نهال .. انا طول الوجت وانا حاسسها بس .. لكن كمان نفسى اسمعها منك . ريحى جلبى وجوليها .
نهال : هى ايه ؟!
مدحت بصوت : انتى بتحبينى يا” نهال ” .. لو حاساها من جلبك جولى وريحينى .
زاحت ايده وبعدت بعنيها تانى وسكتت …شعر هو ساعتها بخيبة امل واحباط .. وقبل مايتحرك من مكانه ويمشى اتكلمت
– انت شايف الفرسه الكبيره دى ! .

مدحت بنظره واستفهام : مالها الفرسه الكبيره ؟! .
نهال : ياما حاولت اركبها واجرى بيها زيك .. لحد اما فى مره وجعت من عليها ورجلى اتكسرت .. وبرضوا ماكرهتهاش .. عارف ليه
مدحت : ليه ؟!.
نهال : عشان دايما كانت بتفكرنى بالمره الوحيده اللى ركبتها معاك .. وانا عيله وعندى ١٢ سنه .. انا كنت ساعتها راجعه من المدرسه .. وانت كنت بتجرى بيها فى البلد زى ” عاصم ” كده .. ندهت عليا وشيلتنى بايديك الاتنين وركبتنى جدامك .. عشان الشمس كانت شديده جوى فى يوميها .. يمكن انت مش فاكر اليوم ده .. لكن انا لا يمكن انسى اللحظه دى .. وانا طايره فيها من الفرح .. وانتى بتجرى بالفرسه وانا جاعده جدامك .. وشايفه حلمى اللى ياما حلمتوا .. اخيرا اتحجج .
مدحت بصوت مشحون بالمشاعر
– يعنى من غير مبالغه .. انا كنت فارس احلامك يا” نهال ” .
نهال وعنيها فى عنيه : وعمرى ماشوفت حد غيرك .


تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة